منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الباب الثامن: أبواب معالم وأحداث تاريخية بالمدينـة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

الباب الثامن: أبواب معالم وأحداث تاريخية بالمدينـة Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثامن: أبواب معالم وأحداث تاريخية بالمدينـة   الباب الثامن: أبواب معالم وأحداث تاريخية بالمدينـة Emptyالإثنين 02 أكتوبر 2023, 11:38 pm

الباب الثامن: أبواب معالم وأحداث تاريخية بالمدينـة
(1) باب هجرة النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى المدينة المشرفة.
(2) باب تزويج النبى صلَّى الله عليه وسلَّم عائشة وبنائه بها بالمدينة.
(3) باب مبتدأ الأذن بالقتال ونسخ العفو عن المشركيـن.
(4) باب إجلاء اليـهود من المدينة.

(تنبيه) ولم أذكر هاهنا المغازى، وإن كانت من أهم الأحداث التاريخية، لإنها مما ينبغى أن تفرد ويخصص لها مصنف آخر!.


أبواب معالم وأحداث تاريخية بالمدينة
باب هجرة النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى المدينة المشرفة
(100) عن عائشة زوج النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قالت: ((لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم طرفي النَّهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون، خرج أبو بكر مهاجراً نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة، وهو سيد القارة، فقال: أين تريد يا أبا بكر؟، فقال أبو بكر: أخرجني قومي، فأريد أن أسيـــح في الأرض وأعبد ربي، قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج، إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار ارجع واعبد ربك ببلدك، فرجع وارتحل معه ابن الدغنة، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش، فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج، أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق، فلم تكذب قريش بجوار ابن الدغنة، وقالوا لابن الدغنة: مُرْ أبا بكر فليعبد ربه في داره، فليصل فيها وليقرأ ما شاء، ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره، ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ فى غير داره، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره، وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، وهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكَّاءً لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين، فأرسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم، فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره، فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره، فأعلن بالصلاة والقراءة فيه، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه، فإن أحب أن يقتصر على أن
يعبد ربه في داره فعل، وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يـرد إليك ذمتك، فإنا قد كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان. 

-----------------------------------
(100) صحيـح.          
أخـرجه عبد الرازق (5/384/9743)، وأحـمد (6/198)، وإسحاق بن راهويه ((المسند)) (2/323/849)، والبخارى (2/331. سندى)، وابن خزيمة (265)، وابن حبان (6277،6868)، واللألكائى ((أصول الإعتقاد)) (4/765/1422)، والبيـهقى ((الكبرى)) (6/204) من طرق عن الزهرى عن عروة عن عائشة به.
-----------------------------------------
       
قالت عائشة: فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر، فقال: قد علمت الذي عاقدت لك عليه، فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترجع إلي ذمتي، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له، فقال أبو بكر: فإني أرد إليك جوارك، وأرضى بجوار اللَّه عز وجل، والنَّبيَّ صلَّى اللّه عليه وسلَّم يومئذ بمكة، فقال النَّبي صلَّى الله عليه وسلم للمسلمين: ((إني أريت دار هجرتكم، ذات نخل بين لابتيــن -وهما الحرتان-))، فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة، وتجهَّز أبو بكر قبل المدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي، فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت، قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده بورق السمر -وهو الخبط- أربعة أشهر.          
قالت عائشة: فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم متقنعاً في ساعةٍ لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر.          
قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن، فأذن له، فدخل، فقال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم لأبي بكر: أخرج من عندك، فقال أبو بكر: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله، قال: فإني قد أذن لي في الخروج، فقال أبـو بـكر: الصحابة بأبي أنـت  يا رسول الله!، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: نعم، قال أبـو بكر: فخذ بأبي أنـت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتيـن، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: بالثمن.          
قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز، وصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها، فربطت به على فم الجراب، فبذلك سميت ذات النطاقين.          
قـالت: ثم لحق رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أبو بكر بغارٍ في جبل ثور، فكمنا فيه ثلاث ليال يـبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شاب ثقف لقن، فيدلج من عندهما بسحر، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيـرة مولى أبي بكر منحة من غنم، فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل، وهو لبن منحتهما ورضيفهما، حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث، واستأجر رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلاً من بني الديل، وهو من بني عبد بن عديٍّ هادياً خريتاً -والخريت الماهر بالهداية-، قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي، وهو على دين كفار قريش، فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال، فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاثٍ، وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل، فأخذ بهم طريق السواحل.          
قال ابن شهاب وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي -وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم- أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول: ثم جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي -بني مدلج- أقبل رجل منهم، حتى قام علينا ونحن جلوس، فقال: يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل، أراها محمدا وأصحابه، قال سراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت له: إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا، انطلقوا بأعيننا، ثم لبثت في المجلس ساعة، ثم قمت  فدخلت، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة، فتحبسها علي، وأخذت رمحي  فخرجت به من ظهر البيت، فحططت بزجه الأرض، وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي، فخررت  عنها، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام، فاستقسمت بها أضرهم أم لا، فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيت الأزلام، تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخت يدا فرسي في الأرض، حتى بلغـتا الركبتين، فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلما استوت قائمة إذا لأثـر يديها عُـثانٌ ساطعٌ في السماء مثل الدخان، فاستقسمت بالأزلام، فخرج الذي أكره، فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتى جئتهم، ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمرُ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم،  فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع، فلم يرزآني ولم يسألاني، إلا أن قال: أخف عنا، فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة، فكتب في رقعة من أديم، ثم مضى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.          
قال ابن شهاب: فأخبرني عروة بن الزبير: ثم إن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم لقي الزبير في ركـبٍ من المسلميـن كانـوا تجاراً قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأبا بكر ثياب بياض، وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من مكة، فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة، فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم، أوفى رجل من زفر على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيَّضيـن يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب! هذا جدكم الذي تنتظرون فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأول، فقام أبـو بكر للناس، وجلس رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم صامتاً، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم يـر رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يحيي أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثمَّ ذلك، فلبث رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى، وصلَّى فيه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت ثم مسجد الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بالمدينة، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل -غلامين يتيمين في حجر أسعد بن  زرارة-، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم حين بركت به راحلته: هذا إن شاء الله المنزل، ثم دعا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الغلامين، فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: لا، بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما  ثم بناه مسجداً، وطفق رسـول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ينقل معهم اللبن في بنيانه، ويقول وهو ينقل اللبن:
هذا الحمال لا حمال خيـبر     هذا أبر ربنا وأطهر
ويقول:
اللهمَّ إن الأجر أجرُ الآخـرة      فارحم الأنصار والمهاجرة
فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسمَّ لي.          
قال ابن شهاب: ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تمثل ببيت شعر تام غير هذا البيت)).

(101) عن أبى موسى الأشعرى قال قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته بأخرى، فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنيـن، ورأيت فيها بقراً واللهِ خيـر فإذا هم المؤمنون يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر)).


باب تزويج النبى صلَّى الله عليه وسلَّم عائشة وبنائه بها بالمدينة
(102) عن عائشة قالت: ((تزوجني النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج، فوعكت فتمزق شعري، فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان، وإني لفي أرجوحة، ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها، لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذت شيئاً من ماء، فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن، فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ضُحى، فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين)).

-----------------------------------------
(101) صحيح.          
أخرجه الدارمى (2158)، والبخارى (2/283 و3/27 و4/217. سندى)، ومسلم (15/31. نووى)، والنسائى ((الكبـرى)) (4/389/7650)، وابن ماجه (3921)، وأبـو يعلى (13/283/7298)، والرويانى (483)، وابن حبان (6275،6276) جميعا من طريـق حماد بن أسامة عن بريد بن أبى بـردة عن أبى موسى به.
(102) صحيـح.          
أخرجه بهذا التـمام الدارمى (2261)، والبخارى (2/329. سندى)، وابن ماجه (1876)، وأبو عوانة ((المسند المستخرج)) (3/78/4260)، والبيهقى ((الكبـرى)) (7/148) جميعا من طريـق على بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
-----------------------------------------

باب مبتدأ الأذن بالقتال ونسخ العفو عن المشركين
(103) عن أسامة بن زيد: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ركب على حمار على قطيفةٍ فدكيةٍ، وأردف أسامة بن زيد وراءه، يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، قبل وقعة بدر حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول، وذلك قـبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود والمسلمين، وفي المجلس عبد اللَّه بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمَّر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلَّم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عليهم، ثم وقف فنزل فدعاهم إلى اللَّه، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي بن سلول: أيها المرء! إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، ارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص عليه،  فقال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله! فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يـزل النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم  يخفِّضهم حتى سكنوا، ثم ركب النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم دابته، فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال له النَّبيُّ  صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: يا سعد! ألم تسمع ما قال أبو حباب ـ يريد عبد اللَّه بن أبي ـ قال: كذا وكذا، قال سعد بن عبادة: يا رسول الله! اعف عنه واصفح عنه، فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء اللَّه بالحق الذي أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البُحيرة على أن يتوجُّوه، فيعصبوه بالعصابة، فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله؛ شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى؛ قال الله عزَّ وجلَّ ((ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا)) الآية، وقال الله ((ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم)) الآية.

-----------------------------------------
(103) صحيـح.          
أخرجه عبد الرزاق (5/490/9783)، وأحمد (5/203)، والبخارى (3/114 و4/5،81،90. سندى)، ومسلم (12/157. نووى)، والنسائى ((الكـبرى)) (4/356/7502)، وأبـو عوانة ((المسند المستخرج)) (4/344/6913،6914)، والبيهقى ((الكبرى)) (4/18 و9/10) من طرق عن الزهرى عن عروة عن أسامة بن زيد به.
-----------------------------------------

وكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يتأول العفو ما أمره اللَّه به؛ حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بدرا، فقتل الله به صناديد كفار قريش، قال ابن أبي بن سلول ومن معه من المشركين وعـبدة الأوثان: هذا أمر قـد توجه، فبايـعوا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم على الإسلام فأسلموا.


باب إجلاء اليهود من المدينة وقول الله تعالى: ((هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر))
(104) عن أبي هريــرة قال: بينما نحن في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: ((انطلقوا إلى يهود))، فخرجنا معه حتى جئنا بيت المدراس، فقام النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فناداهم: ((يا معشر يهود أسلموا تسلموا)) فقالوا: قد بلغت يا أبا القاسم، فقال: ((ذلك أريد))، ثم قالها الثانية، فقالوا، قد بلغت يا أبا القاسم، ثم قال الثالثة، فقال: ((اعلموا أن الأرض للَّه ورسوله وإني أريد أن أجليكم، فمن وجد منكم بمـاله شيئا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض للَّه ورسوله)).

(105) عن ابن عمر: أن يـهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم  فأجلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم  بني النضيــر، وأقرَّ قريظة ومنَّ عليهم، حتى حاربت قريظة بعد ذلك، فقتل رجالهم وقسم نسائهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا أن بعضهم لحقوا برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلَّم فآمنهم وأسلموا، وأجلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يهود المدينة كلَّهم بني قينقاع، وهم قوم عبد اللَّه بن سلام، ويهود بني حارثة، وكلَّ يهودى كان بالمدينة.

-----------------------------------------
(104) صحيـح.          
أخـرجه البخارى (2/202 و4/200،268. سندى)، ومسلم (12/90. نووى)، وأبـو داود (3003)، وأبـو عوانة ((المسند المستخرج)) (4/259/6703)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/208) جميعا من طريـق الليث بن سعد عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى عن أبيه عن أبى هريرة.
(105) صحيـح.          
أخرجـه عبد الرزاق (6/54/9988)، والبخارى (3/15.سندى)، ومسلم (12/91)، وأبو داود (3005)، وابن الجارود (1100)، وأبو عوانة ((المسند المستخرج)) (4/260/6704)، والبيهقى ((الكبرى)) (6/323 و9/113)، والخطيب ((التاريـخ)) (8/90) جميعا من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر بــه.



الباب الثامن: أبواب معالم وأحداث تاريخية بالمدينـة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الثامن: أبواب معالم وأحداث تاريخية بالمدينـة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الأول: أبواب فضل المدينــة
» الباب الرابع: أبواب فضل مسجد قبــاء
» الباب الثانى: أبواب تحريم المدينـة
» الباب الثالث: أبواب فضل المسجد النبوى
» الباب الخامس: أبواب فضل البقيع ومقابر المدينة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فقـه وأحكـام وفتـاوى الحـج والعُمـرة :: فـــــــــي فضـــــــــــائل-
انتقل الى: