منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم Empty
مُساهمةموضوع: عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم   عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم Emptyالثلاثاء 26 سبتمبر 2023, 8:21 am

عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم
عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم Ocia_937
الحكمة في حضورهم إلى المساجد هي تعويدهم على الطاعة وحضور الجماعة منذ نعومة أظفارهم، فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه -من الذكر وقراءة القرآن والتكبير والتحميد والتسبيح- أثرًا قويًّا في نفوسهم من حيث لا يشعرون.

في ذات يوم كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يُصلّي بالصحابة الكرام رضي الله عنهم إمامًا، فأطال السجود، وإذا بالقلق يغزو قلوب الصحابة رضي الله عنهم! حتى ظنَّ بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قُبِضَ، وبعضهم ظنَّ أن مرضًا أصاب النبي صلى الله عليه وسلم فجعَله لا يقْوى على الحركة، وبعضهم ظنَّ أن الوحي نزل عليه، وبعضهم ظنَّ أنها دعوة ومناجاة، حتى إن أحد الصحابة واسمه (شَدَّاد بن الهاد رضي الله عنه) يقول عندما أطال النبي صلى الله عليه وسلم السجود: رَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا بالحسن أو الحسين عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، وبعد الصلاة إذا بالصحابة رضي الله عنهم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك يا رسول الله أطلت علينا السجود؟ سجدت سجدةً أطلْتَها حتى ظننَّا أنَّه قد حدث أمر، أو أنَّه يُوحى إليك؟! فيقول لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي -يعني جعلني راحلة وركب علي- فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ» [1].          

هل تتخيلون معي هذا الموقف؟!

هل تتصورون معي هذا المشهد؟!

الصلاة فرض، والإمام هو سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والجماعة التي تصلي خلفه هم الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ومع هذا كله يركب سيدنا الحسن أو الحسين على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم ليلعب، والنبي صلى الله عليه وسلم يتركه يلعب ويمرح ولم يقطع عليه لعبه حتى انتهى من لعبه.          

هذا هو نبيُّكم صلى الله عليه وسلم، وهذه هي طريقة تعامُله مع الأطفال في المساجد، وهكذا كانت رحمته وشفقته بالأطفال أثناء الصلاة، حتى وإن كان إمامًا بالناس ترك الطفل يلعب على ظهره لكي يحقِّق لعبه.          

يقول العلماء (رحمهم الله):
 في هذا الموقف دلالة واضحة على أن الأطفال كانوا يأتون إلى المساجد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ويلعبون ويمرحون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعاملهم المعاملة الطيبة، وكان الواحد منهم يركب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فيتركه يلعب ويلعب، ولا يقطع عليه لعبَه حتى ينتهي هو مِن لعبِه[2].          

فأين المسلمُ الذي ينزعج من وجود الأطفال في المساجد وصلاتهم بجانبه من هذا الموقف النبوي؟!

أين الذي لا يتحمل لعبَ الأطفال وحركتَهم الزائدة في المساجد من هذا التعامل النبوي؟!

أين الذي إذا أخطأ الطفل أمامَه في المسجد، أو أساء التصرف، أو ضحك في صلاته، قام مباشرة بتعنيف الطفل ورفع صوته عليه، وربما تصل الحالة به إلى ضربه وطردِه من المسجد؟، أين هذا من الرحمة واللطف واللين التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل بها مع الأطفال في المساجد؟!

أيها المسلمون
نبيُّكم صلى الله عليه وسلم كان رحيمًا بالأطفال، كان يفرح بوجود الأطفال في المساجد، كان يبتسم معهم، ويمزح معهم، ويلاطفهم ويدخل السرور عليهم، لم ينزعج في يوم من الأيام من بكاء طفل أو من لعبه داخل المسجد، ولو نظَرنا في سيرته العطرة مع الأطفال، لرأينا مواقفَ كثيرة تبيِّن لنا مدى حبِّه ورحمته بالأطفال.          

يقول الصحابي الجليل أبو قَتَادَة الْأَنْصَارِيّ رضي الله عنه: بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسٌ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلُ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِي صَبِيَّةٌ يَحْمِلُهَا عَلَى عَاتِقِهِ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِي عَلَى عَاتِقِهِ يَضَعُهَا إِذَا رَكَعَ وَيُعِيدُهَا إِذَا قَامَ حَتَّى قَضَى صَلاَتَهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهَا[3].

هذا هو تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال في أثناء الصلاة.          

وفي ذات يوم كان رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر، فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)، عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فماذا فعـل النبي صلى الله عليه وسلم؟ َنَـزَلَ من على المنبـر فَأَخَذَهُمَا، فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التغابن: 15]، «رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ»، ثُمَّ أَكمل خطبته صلى الله عليه وسلم[4].          

بل إن الإمام البخاري أورد في صحيحه بابًا بعنوان: (باب مَنْ أَخَفَّ الصَّلاَةَ عِنْدَ بُكَاءِ الصَّبِىِّ)؛ لأن المساجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت تجتمع فيها الرجال والنساء، فيصف الرجال أولًا، ثم الأطفال، ثم النساء، فذكر الإمام البخاري حديثًا عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِه» [5]، ومعنى وَجْدِ أُمِّهِ: أي حزنَها وتألُّمَها لبكائه، وهي شديدة الحبِّ له.          

هذه هي مشاعرُ نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة ويريد إِطَالَتَهَا، فيسمع بكاء الطفل فيُشفق على قلب أمِّهِ فيُخففها.          

هكذا كان الأطفال يبكون في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينزعج لبكائهم أو يطرُدهم، أو يأمر الأمهات بعدم إحضار أبنائهنَّ تجنبًا للإزعاج، أو يأمر الأم التي يبكي طفلها بمغادرة المسجد عند بكائه، كلا لم يفعل ذلك رسولنا الرؤوف الرحيم شيئًا من هذه الغلظة على الإطلاق، بل كان يراعي الصغار ويقدِّر وجودهم، ويختصر الصلاة ويخفِّفها من أجلهم.          

لقد صدق الله العظيم يوم أن وصف نبيَّنا صلى الله عليه وسلم بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].          

أرأيتم كيف كانت طريقة تعامُل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال في المسجد وأثناء الصلاة، فهي تختلف اختلافًا واضحًا عن واقع تعامل الكثير من المسلمين اليوم مع الأطفال في المساجد! بعض المصلين اليوم إذا رأى طفلًا أخطأ أمامه في المسجد أو أساء التصرف أو ضحك في صلاته، فبدلًا من أن ينصَحه ويعلِّمه، ويرشده إلى الصواب، يعنِّفه ويرفع صوته عليه، وربما تصل الحالة به إلى ضربه وطرده من المسجد... أين الرحمة والشفقة والكلام الطيب مع الأطفال؟ هذا التعامل ليس من أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.          

ألا تذكرون قصة الأعرابي الذي قام يبول في المسجد النبوي وأمام حضرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأمام الصحابة رضي الله عنهم، فقام الصحابة ليضربوه، فقال لهم رسـول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تُزْرِمُوهُ دَعُـوهُ» فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ دَعَاهُ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» [6]، فعندما رأى الأعرابي هذا الأسلوب الطيب قال: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لِلأَعْرَابِيِّ: «لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا يُرِيدُ رَحْمَةَ اللهِ» [7].          

والله أنا أتعجَّب!!
لماذا أصحاب المحلات والأسواق يتحملون الأطفال ولا ينزعجون منهم عندما يأتون إليهم ويشترون منهم؟! لماذا المعلم أو المدرس يتحمل ضجيج الأطفال في المدارس ولا ينزعج منهم، بل يبتسم في وجوههم ويعلِّمهم وينصحهم؟! لماذا صاحب البيت يتحمل أطفال الضيوف الذين يأتون إلى بيته ويكرمهم أكرامًا لضيوفه؟! فلماذا إذًا نحن لا نتحمل الأطفال في المساجد؟! أليست المساجد هي بيوت الله تعالى؟

والأطفال عندما يأتون إلى المساجد هم ضيوف الله، فلماذا لا نحترم الأطفال الذين هم ليسوا ضيوف شيخ العشيرة ولا مختار الحي ولا المسؤول، بل هم ضيوف الله، فأين من يحترم ضيوف الله؟!

كان أحد التابعين واسمه (زُبَيْدُ بنُ الحَارِثِ اليَامِيُّ الكُوْفِيُّ) وهو مُؤَذِّن مَسْجِدِه، يَقُوْلُ لِلصِّبْيَانِ: تَعَالَوْا، فَصَلُّوا، أَهَبْ لَكُم جَوْزًا، فَكَانُوا يُصَلُّوْنَ، ثُمَّ يُحِيطُوْنَ بِهِ، فقالوا ولماذا تفعل ذلك؟ فَقَالَ: وَمَا عَلَيَّ أَنْ أَشْتَرِيَ لَهُم جَوْزًا بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ، وَيَتَعَوَّدُوْنَ الصَّلاَة.          

ونحن لا نريد من المصلي أن يشتري جوزًا ويهب للأطفال، ولا نريد أن يشتري هدايا للأطفال، ولكن فقط ابتسامة، وشفقة ورحمة، وكلمة طيبة تشجعهم على أداء الصلاة في المساجد؛ لأن الكلام الطيب والابتسامة، وتشجيعه على الصلاة، تبقى في ذاكرة الطفل، فيبقى يحب المساجد والصلاة فيها.          

يقول المثل العثماني:
 إذا لم تُسمع أصوات الأطفال في الصفوف الخلفية في المساجد، فعلينا أن نقلق على الأجيال القادمة.          

لذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحرِص على حضورهم إلى المساجد، ويلعب معهم، ويوجِّههم ويعلمهم ويربيهم بالرفق حينًا وبالحزم حينًا، فأين نحن من الهدي النبوي ومن أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟! قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].          

فيا أيُّها المسلم الكريم
بقي أن أنبه على مسألة هي أن إحضار الأطفال ـولو دون سنِّ التمييزـ له أصل من الشرع، ولكن قد يخالف الأصل لمصلحة راجحة، ومن القواعد المقررة أن الضرر يُزال، وأن درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، فمَن تيقَّن منه الضرر على المصلين مُنع الحضور مِن قِبَلِ وليِّه.          

لذلك نقول:
إن الصبي إذا كان ممن لا يلعب ولا يُشوش على المصلين بكثرة حركته ورفعه لصوته، في المسجد، فمثل هذا لا يُمنع من دخول المسجد، بل يُشجَّع على حضوره.          

أمَّا إن كان الصبي ممن عُرف عنه كثرة اللعب ورفع الصوت في المسجد، وعدم الخوف من الكبير، ولا ينتهي إذا أُمر بالكفِّ عن اللعب، فمثل هذا قد نهى أهل العلم عن إدخاله إلى المسجد لعِظَمِ مفسدته ولأذيته للمصلين.          

فقد سُئِل الإمام مالكٌ (رحمه الله) عن الصبيان يُؤتى بهم المساجد؟ فقال: إنْ كَانَ لَا يَعْبَثُ لِصِغَرِهِ وَيَكُفُّ إذَا نُهِيَ، فَلَا أَرَى بِهَذَا بَأْسًا، وَإِنْ كَانَ يَعْبَثُ لِصِغَرِهِ فَلَا أَرَى أَنْ يُؤْتَى بِهِ إلى الْمَسْجِدِ[9].          

ومع هذا كله نقول:
ينبغي للمصلي أن يتحمل الطفل الصغير ويعامله بلطفٍ وشفقة، وأن ينصحه ويعلمه آداب المسجد، ولا يتركه يشوِّش على المصلين، وينبغي أن يُعلم أن مجرد حصول صوت أو حركة من الصبي الصغير في المسجد، ليس بمسوغٍ لطرده من المسجد، فقد كان الأطفال يفعلون ذلك في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ويُقرهم، ويخفف الصلاة رحمةً بهم، وبأمهاتهم، ولكن مَن عُلم منه زيادة أذيةِ للمصلين، فهذا هو الذي ينبغي ألا يُصحب إلى المسجد حتى يتأدب بآدابه.          

والحكمة في حضورهم إلى المساجد هي تعويدهم على الطاعة وحضور الجماعة منذ نعومة أظفارهم، فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه -من الذكر وقراءة القرآن والتكبير والتحميد والتسبيح- أثرًا قويًّا في نفوسهم من حيث لا يشعرون، لا يزول أو من الصعب أن يزول حين بلوغهم الرشد، ودخولهم معترك الحياة وزخارفها.          

نسأل الله أن يَجعَلَنا وإياكم من المتمسكين بهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
--------------------------------------------
[1] السنن الكبرى للنسائي، كتاب السهو- هَلْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ سَجْدَةٌ أَطْوَلَ مِنْ سَجْدَةٍ: (1/ 366)، برقم (731)، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.          
[2] ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، للشيخ العلاّمة محمد بن علي بن آدم بن موسى الإثيوبي الوَلَّوِي: (14/ 39).          
[3] سنن أبي داود، كتاب الصلاة - باب العمل في الصلاة: (2/ 184)، برقم (918)، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح، والحديث أصله في البخاري ومسلم عن أبي قتادة قال: ((رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَؤُمُّ النَّاسَ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ وَهِيَ ابْنَةُ زَيْنَبَ بِنْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ السُّجُودِ أَعَادَهَا)) صحيح البخاري، كتاب الأدب -باب رَحْمَةِ الْوَلَدِ وَتَقْبِيلِهِ وَمُعَانَقَتِهِ: (8/ 8)، برقم (5996)، وصحيح مسلم، كِتَابُ الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةَ- بَابُ جَوَازِ حَمْلَ الصِّبْيَانِ فِي الصَّلَاةِ: (1/ 385)، برقم (543).          
[4] أبو داود، كتاب الصلاة- باب الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث: (2/ 327)، برقم (1109)، وسنن الترمذي، أَبْوَابُ الْمَنَاقِبِ- بَابُ مَنَاقِبِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (6/ 122)، برقم (3774)، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد.          
[5] صحيح البخاري، كتاب الأذان- باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي: (1/ 181)، برقم (709).          
[6] صحيح مسلم، كتاب الطهارة- بَابُ وُجُوبِ غُسْلِ الْبَوْلِ وَغَيْرِهِ مِنَ النَّجَاسَاتِ إِذَا حَصَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ: (1/ 236)، برقم (285).          
[7] صحيح البخاري، كتاب الأدب - باب رَحْمَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ: (8/ 11)، برقم (6010).          
[8] سير أعلام النبلاء للذهبي:(5/ 297).          
[9] المدونة للإمام مالك: (1/ 195).
----------------------------------------

الكاتب:
د. محمد جمعة الحلبوسي
رابط المادة:
http://iswy.co/e2e5t0



عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الثلاثاء 26 سبتمبر 2023, 8:25 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم   عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم Emptyالثلاثاء 26 سبتمبر 2023, 8:22 am

دخول الأطفال المسجد بين الجواز والمنع

السؤال:
أنا أصَلّي بمسجد بالقرية التي أسكن فيها، ولكن -للأسف- المسجد مليء بالأطفال منهم مَنْ يتعدَّى السابعة ومنهم مَنْ يتعدَّى العام الواحد، ومنهم مَنْ يحضرون مع آبائهم، ومنهم مَنْ يأتون دون آبائهم -وللأسف- الكثير من هولاء الأطفال لا يأتي المسجد للصلاة، وإنما ليلعب ويلهو في المسجد، ومن الآباء مَنْ يأتي بالأبناء، مِمَّنْ هم أقل من العامين بحُجَّة أنه مرتبط به ارتباطاً شديداً، ولا يقدر على بكائه إذا خرج وتركه، ولكن يا شيخنا الجليل نحن متعبون جداً لا يوجد خشوع بالمسجد البتة، فالأطفال يتضاربون فيما بينهم، وإذا ما قال الإمام السلام عليكم تجدهم في قمة الهدوء، ولا تعرف مَنْ فيهم صاحب الصوت العالي والضحكات، وإذا سألت أحدهم مَنْ فعل هذا الصوت يقولون فلان، وفلان يقول فلان، وهكذا، وإذا قلنا لهم يا ناس نحن في بيت الله حرام عليكم ارحمونا قليلاً من أطفالكم يقولون أتمنعوننا من المسجد؟ والرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الحسن والحسين معه إلى المسجد وهم أطفال، ويوم الجمعة قامت مشادة كلامية حادة بين أحَدِ المُصَلّين وآباء الأطفال.          
نرجو من سيادتكم فتوى مُلِمَّة بالكامل عن الموضوع وذلك لطباعتها ووضعها كمنشور بالمسجد، أرجوكم أفيدونا، هل نترك الأطفال يسرحون ويمرحون بالمسجد ونصلى بغير خشوع؟ أم نمنعهم من المسجد؟ مع العلم بأن أغلب الأطفال لا يعرف حتى الوضوء ويأتي بدون وضوء.          

الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أمَّا بعـد: فاصطحاب الأطفال إلى المساجد جائز في الأصل، وقد دَلَّتْ على ذلك جملة من النصوص، كصلاته صلى الله عليه وسلم وهو حامل أمامة بنت بنته، وتخفيفه الصلاة لسماع بكاء الصبي، لئلا يَشُقَّ على أمِّهِ، ونظائر ذلك، قال العيني ضمن فوائد حمل النبي صلى الله عليه وسلم أمامة في صلاته: وأن ثياب الأطفال وأجْسادهم طاهرة حتى تتحقق نجاستها، وأن دخولهم المساجد جائز. انتهى.

ولا شك في أن لذلك من المصالح التربوية ما لا يخفى، قال الشيخ العثيمين -رحمه الله-: الذي أرى أن إحضار الأطفال ولو كانوا دون سن السابعة إذا كان لا يحصل منهم أذيَّة، فإنه لا بأس به، لأن في ذلك تعريفاً لهم وتعويداً لهم على حضور المساجد، وربما يكون في ذلك سرور لهم إذا حضروا مع الناس ورأوا المصلين. انتهى.          

وهذا كله ما لم يترتب على ذلك أذيَّةٍ للمُصَلّين وإذهاب لخشوعهم، فإن ترتب على دخول الأطفال واصطحابهم إلى المساجد أذيَّة للمُصَلّين لم يجز اصطحابهم -والحال هذه- رعاية لمصلحة المصلين وسعياً لتحقيق الخشوع الذي هو لُبُّ الصلاة وروحها، قال الشيخ العثيمين -رحمه الله-: إذا كان الأطفال يشوشون على الحاضرين، فإنه لا يجوز لأوليائهم أن يأتوا بهم إلى المساجد، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منع آكل البصل من قربان المسجد، وعلل ذلك بأنه أذيَّة، قال: إن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه الإنسان، فكل ما يؤذي المصلين فإنه لا يجوز إحضاره. انتهى.          

وعليه، فإن أمكن الجمع بين المصالح بتعليم المميزين من هؤلاء الأطفال آداب المسجد وأن يكون غير المميزين منهم بجانب آبائهم تفادياً لإحداث الصخب والضجيج فهو حسن، وإن لم يمكن ذلك فناصحوا أولياء هؤلاء الأطفال بلين ورفق وبيّنُوا لهم حُكم الشرع الذي ذكرناه.          

والله أعلم.

رابط المادة:
http://iswy.co/e151i8



عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
عبث الأطفال في المساجد.. علموهم ولا تطردوهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 11- أبواب المساجد
» الأربعون في آداب المساجد
» 2ـ ما لا يجوز فعله عند القبر
»  (66) سُنَّة بناء المساجد
» المساجد الثلاثة - أولياؤها وأعداؤها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة-
انتقل الى: