21- باب في غضبه صلى الله تعالى عليه وسلم في ذات الله عز وجل
(283) - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف نا محمد بن إسماعيل نا محمد بن سلام أنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا أمرهم أمرهم من الأعمال ما يطيقون قالوا إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا. صحيح.

(284) - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان نا مسلم بن الحجاج أنا أبو كامل الجحدري نا حماد بن زيد نا أبو عمران الجوني قال كتب إلي عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال هجرت إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوما قال فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب.

(285) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف نا محمد بن إسماعيل نا حفص بن عمر نا هشام عن قتادة عن أنس رضي الله تعالى عنه سألوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حتى أحفوه في المسألة فغضب فصعد المنبر فقال لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم فجعلت أنظر يمينا وشمالا فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي وإذا رجل كان إذا لاحى الرجال يدعى لغير أبيه فقال يا رسول الله من أبي قال حذافة ثم أنشأ فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا نعوذ بالله من الفتن فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط إنه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما وراء الحائط. صحيح.

(286) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف نا محمد بن إسماعيل نا أحمد بن يونس أنا زهير نا إسماعيل هو ابن أبي خالد قال سمعت قيسا قال أخبرني أبو مسعود رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ ثم قال إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة. صحيح.

(287) - حدثنا المطهر بن علي أنا محمد بن إبراهيم أنا عبد الله بن محمد بن جعفر نا محمد بن الحسين بن مكرم أنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكر نا جعفر بن زياد نا جامع بن أبي راشد قال جعفر حسبته عن منذر الثوري عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا غضب احمر وجهه.

(288) - أخبرنا عبد الله محمد بن الفضل الخرقي نا أبو الحسن الطيسفوني أنا عبد الله بن عمر الجوهري نا أحمد بن علي الكشميهني نا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر نا حميد عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤي في وجهه فقام فحك بيده وقال إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه أو إن ربه بينه وبين القبلة فلا يبزقن أحدكم في قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدمه قال ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض وقال أو يفعل هكذا. صحيح.

(289) - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسين الإسفرائيني أنا أبو عوانة يعقوب بن إسحق نا يعقوب بن سفيان والصنعاني فقالا نا مكي نا عبد الله بن سعيد عن أبي النضر عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه أنه قال احتجر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حجرة فكان يخرج من الليل فيصلي فيها فرآه رجال فصلوا معه بصلاته وكانوا يأتونه كل ليلة حتى إذا كان ليلة من الليالي لم يخرج إليهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال فتنحنحوا ورفعوا أصواتهم وحصبوا بابه فخرج إليهم مغضبا فقال أيها الناس ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أن سيكتب عليكم عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة. صحيح.

(290) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف نا محمد بن إسماعيل أنا يحيى بن بكير نا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك قال غزا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم تلك الغزوة حين طاب الثمار والظلال وتجهز رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم والمسلمون معه فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فلما بلغني أنه توجه قافلا حضرني همي وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قد أظل قادما راح عني الباطل وعرفت عني لن أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاء المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له فقبل منهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن قد ابتعت فقلت بلى إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت إن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله لا والله ما كان لي من عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك فقمت ثم قلت هل لقي هذا معي أحد قالوا نعم مرارة بن الربيع وهلال بن أمية فذكروا رجلين صالحين قد شهدا بدرا ونهى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن كلامنا أيها الثلاثة فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم وكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مسجده بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني حتى كملت لنا خمسون ليلة فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا على الحال الذي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر فخررت ساجدا وعرفت أنه قد جاء فرج وآذن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشرونا وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل وكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته فبشرني نزعت له ثوبي فكسوته إياهما ببشراه والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم جالس حوله الناس فلما سلمت على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السور أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه. صحيح.

(291) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف نا محمد بن إسماعيل أنا أحمد بن محمد أنا عبد الله أنا إسماعيل بن أبي خالد أنه سمع عبد الله بن أبي أوفى يقول دعا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوم الأحزاب على المشركين فقال اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اللهم اهزم الأحزاب اهزمهم وزلزهم. صحيح.

(292) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد النعيمي أنا محمد بن يوسف نا محمد بن إسماعيل نا قتيبة بن سعيد نا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد رضي الله تعالى عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن اللقطة فقال عرفها سنة ثم اعرف وكاءها وعفاصها ثم استنفق بها فإن جاء ربها فأدها إليه فقال يا رسول الله فضالة الغنم قال خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب قال يا رسول الله فضالة الإبل قال فغضب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه أو احمر وجهه ثم قال ما لك ولها معها حذاؤها وسقاؤها حتى يلقاها ربها. صحيح.

(293) - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي نا إبراهيم بن محمد بن سفيان نا مسلم بن الحجاج نا علي بن حجر نا إسماعيل بن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله تعالى أن رجلاً أعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم فدعا بهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فجزأهم أثلاثاً ثم أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرَقَّ أربعةً وقال له قولاً شديداً. صحيح.