5- باب علامات نبوته صلى الله تعالى عليه وسلم
(33) - أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي أنبا أبو عمرو بكر بن محمد المزني ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله حفيد العباس بن حمزة نبا أبو علي الحسين بن الفضل البجلي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طشت من ذهب بماء زمزم ثم لأمه وأعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره فقالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال أنس فكنت أرى أثر المخيط في صدره. صحيح.

(34) - أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي نبا السيد أبو الحسن محمد بن الحسن العلوي أنبا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب النيسابوري نبا محمد بن إسماعيل الصايغ نبا يحيى بن أبي بكير نبا إبراهيم بن طهمان عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث وإني لأعرفه الآن. صحيح.

(35) - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنبا أبو سعيد يحيى بن أحمد بن علي الصائغ أنبا أبو الحسن علي بن إسحق بن خوشنام الرقاق الرازي بنا محمد بن أيوب بن ضريس النجلي الرازي ثنا محمد بن الصباح ثنا الوليد بن أبي ثور عن السدي عن عباد أبي يزيد عن علي رضي الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بمكة فرحنا في نواحيها خارجا من مكة بين الجبال والشجر فلم يمر بشجر ولا جبل إلا قال السلام عليك يا رسول الله.

(36) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن حمزة نبا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه أخبره أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وبعث بكتابه إليه دحية الكلبي وأمره رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله فلما جاء قيصر كتاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال حين قرأه التمسوا لي ههنا أحدا من قومه لأسئلهم عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال ابن عباس فأخبرني أبو سفيان أنه كان بالشام في رجال من قريش قدموا تجارا في المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وبين كفار قريش قال أبو سفيان فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه فإذا هو جالس في مجلس ملكه وعليه التاج وإذا حوله عظماء الروم فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم إليه نسبا قال ما قرابة ما بينك وبينه فقلت هو ابن عم وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري فقال قيصر أدنوه فأمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ثم قال لترجمانه قل لأصحابه إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان والله لولا الحياء يومئذ من أن تأثر أصحابي عني الكذب لحدثته عني حين سألني عنه ولكن استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقت ثم قال لترجمانه قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول أحد منكم قبله قلت لا قال هل كنتم تتهمونه على الكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال فهل من آبائه من ملك قلت لا قال فأشراف الناس يتبعونه أو ضعفاؤهم قلت بل ضعفاؤهم قال فيزيدون أو ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قلت لا قال فهل يغدر قلت لا ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف أن يغدر قال أبو سفيان ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا أنتقصه به لا أخاف أن يؤثر عني غيرها قال فهل قاتلتموه وقاتلكم قلت نعم قال فكيف كان حربه وحربكم قلت كانت دولا وسجالا تدال علينا المرة وتدال عليه الأخرى قال فماذا يأمركم به قلت يأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا وينهى عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة فقال لترجمانه حين قلت ذلك له قل له إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان أحد منكم قال القول قبله قلت رجل يأتم بقول قد قيل قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك أشراف الناس يتبعونه أو ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاؤهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك هل يزيدون أو ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا وكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا يغدرون وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أن قد فعل وأن حربكم وحربه يكون دولا يدال عليكم المرة ويدالون عليه الأخرى وكذلك الرسل تبتلى ويكون لها العاقبة وسألتك بماذا يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم بالصلاة والصدقة والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال وهذه صفة نبي قد كنت أعلم أنه خارج ولكن أظن أنه منكم وإن يك ما قلت حقا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ولو أرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقاه ولو كنت عنده لغسلت قدميه قال أبو سفيان ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقرئ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بداعية الإسلام أسلم تسلم وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فعليك إثم الأريسيين و  يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون  قال أبو سفيان فلما قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدري ماذا قالوا وأمر بنا فأخرجنا فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم لقد أمر أمر ابن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر يخافه قال أبو سفيان والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره. صحيح.

(37) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب حدثني عمر وهو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن سالما حدثه عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني لأظنه كذا إلا كما كان يظن بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال لقد أخطأ ظني أو أن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم علي الرجل فدعي له فقال له ذلك فقال ما رأيت كاليوم أستقبل به رجلا مسلما قال فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال كنت كاهنهم في الجاهلية قال فما أعجب ما جاءتك به جنيتك قال بينما أنا يوما في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع قالت ألم تر الجن وإبلاسها وياسها من بعد إنكاسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها قال عمر صدقت بينما أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فدبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا أنت فوثب القوم قلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله فقمت فما نشبنا أن قيل هذا نبي. صحيح.

(38) - أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنبا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز أنبا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري أنبا إسحق بن إبراهيم الدبري نبا عبد الرزاق أنبا معمر عن أشعث بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه قال فصعد الذئب على تل واستقر وقال عمدت إلى رزق رزقنيه الله أخذته ثم انتزعته مني فقال الرجل بالله إن رأيت كاليوم ذئب يتكلم فقال الذئب أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين جبلين يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم قال فكان الرجل يهوديا فجاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره وأسلم فصدقه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ثم قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إنها أمارات بين يدي الساعة قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى يحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده.

(39) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل نبا مسدد نبا أبو عوانة عن أبي يسر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال انطلق النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين فقالوا مالكم قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو بنخلة وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك حين رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا  إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا  فأنزل الله على نبيه  قل أوحي إلي  وإنما أوحي إليه قول الجن. صحيح.

(40) - أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبا عبد الغافر بن محمد أنبا محمد بن عيسى الجلودي أنبا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنبا مسلم بن الحجاج أنبا محمد بن مثنى أنبا عبد الأعلى عن داود عن عامر قال سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة الجن قال لا ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال فقلنا يا رسول الله فقدناك وطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم قال أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم. صحيح.

(41) - قال مسلم نبا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود بهذا الإسناد إلى قوله وآثار نيرانهم قال الشعبي وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة إلى آخر الحديث من قول الشعبي.

(42) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد النعيمي أنبا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل نبا عبد الله بن سعيد هو أبو قدامة حدثنا أبو أسامة نبا مسعر عن معن قال قال سمعت أبي قال سألت مسروقا من آذن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن قال حدثني أبوك يعني عبد الله بن مسعود أنه آذنت بهم شجرة. صحيح.

(43) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد النعيمي أنبا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل نبا موسى بن إسماعيل نبا عمرو بن يحيى بن سعيد أخبرني جدي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه كان يحمل مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الإداوة لوضوئه وحاجته فبينما هو يتبعه بها فقال من هذا فقال أنا أبو هريرة فقال ابغني أحجارا أستنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي حتى وضعت إلى جنبه ثم انصرفت حتى إذا فرغ مشيت فقلت ما بال العظم والروثة قال هما من طعام الجن وإنه أتاني وفد جن نصيبين ونعم الجن فسألوني الزاد فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما. صحيح.

(44) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد النعيمي أنبا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل نا عبد الله بن عبد الوهاب نبا بشر بن الفضل نبا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن أهل مالك سألوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما.

(45) - أخبرنا عبد الواحد المليحي أنبا أحمد النعيمي أنبا محمد بن يوسف نبا محمد بن إسماعيل نبا قتيبة نبا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلنا على عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فقال سأحدثكم عن الدخان إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم دعا قريشاً إلى الإسلام فأبطؤا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة فحصت كل شيء حتى أكلوا الميتة والجُلود حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخاناً من الجُوع قال الله تعالى: (فارتقب يوم تأتي السماء بدُخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم) قال فدعوا: (ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون) أفيكشف العذاب يوم القيامة قال وكشف ثم عادوا في كفرهم فأخذهم الله يوم بدر قال الله تعالى: (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون). صحيح.