الباب السادس
في طلب الدعاء

299 عن أنس رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنت ملحان فاتكأ عندها ثم ضحك فقالت لم تضحك يا رسول الله قال (لأناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله مثلهم مثل الملوك على الأسرة) قالت يا رسول الله ادع الله أن أكون فيهم قال (اللهم اجعلها منهم) وذكر الحديث
رواه الجماعة

300 وعنه قال قالت أمي يا رسول الله خادمك أنس ادع الله له فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به (اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له)
فإني لمن أكثر الأنصار مالا وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومئة
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

301 وعن السائب بن يزيد قال ذهبت خالتي بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ابن أختي وجع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة
رواه البخاري ومسلم والترمذي
والحجلة هنا البشخاناه

302 وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنها قال نزل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي فقربنا إليه طعاما وذكر الحديث فقال أبي وأخذ بلجام دابته ادع لنا قال (اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم)
رواه مسلم والترمذي والنسائي
وسيأتي بطوله في ترجمة ما يدعو به لأهل الطعام من الباب السابع عشر إن شاء الله تعالى
وبسر بضم الباء والسين المهملة

303 وعن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس رضي الله عنهما ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال (إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك) قالت أصبر فقالت فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها
وهذه المرأة هي أم زفر

304 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي قلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الله اهد أم أبي هريرة) فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف فسمعت أمي خشف قدمي فقالت مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء قال فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح قال قلت يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وقال خيرا قال قلت يا رسول الله ادع الله أن يحببني الله أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم حبب عبدك هذا يعني أبا هريرة وأمه إلى عبادك وحبب إليهم المؤمنين) قال فما خلق مؤمن سمع بي ولا يراني إلا أحبني
واسم أم أبي هريرة أميمة بنت صفيح بضم الصاد المهملة وفتح الفاء وبالياء آخر الحروف وبالحاء المهملة هذا الصحيح المشهور وقيل اسمها ميمونة
(ومجاف) أي مغلق (والخشف) والخشفة بفتح الخاء وسكون الشين المعجمة صوت حركة ليس بالشديد و (الدرع) القميص

305 وعنه أو عن أبي سعيد شك الأعمش قال لما كان يوم غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعلوا فجاء عمر فقال يا رسول الله إن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع لهم عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال فدعا بنطح فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم قال فجعل الرجل يجيء بكف ذرة قال ويجيء الآخرة بكف تمر قال ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة ثم قال (خذوا في أوعيتكم) قال فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه قال فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة)
انفرد بالثلاثة مسلم
والناضح البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء والأنثى بالهاء قاله ابن سيده في كتاب المحكم

306 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم صل علي وعلى زوجي فقال النبي صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليك وعلى زوجك)
رواه أبو داود والنسائي والترمذي في الشمائل وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود ولفظ النسائي أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فنادته امرأتي يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليك وعلى زوجك)

307 وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال سالتني أمي منذ متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم فقلت لها منذ كذا وكذا فنالت مني وسبتني فقلت لها دعيني فإني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب ولا أدعه حتى يستغفر لي ولك فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء ثم انفتل فتبعته فعرض له عارض فأخذه وذهب فاتبعته فسمع صوتي فقال من هذا قلت حذيفة بن اليمان فقال مالك فحدثته بالأمر فقال (غفر الله لك ولأمك أما رأيت العارض الذي عرض لي) قال قلت بلى قال (هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)
رواه النسائي والترمذي والحاكم في المستدرك وهذا لفظ النسائي
وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ولا نعرفه إلا من حديث إسرائيل
اليمان هو حسيل بضم الحاء وفتح السين المهملتين ويقال حسل بكسر الكاف والحاء ابن جابر بن أسيد بضم الهمزة ابن عمر بن مالك ويقال ابن عمرو بن ربيعة بن جروة بكسر الجيم ولقبه أيضا أبو اليمان وإنما قيل لحسيل اليمان لأنه ينسب لجده جروة هذا وإنما قيل لجروة اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل وهم من اليمن فسماه قومه اليمان لمحالفته اليمانية

308 وعن عمر رضي الله عنه أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمرة فقال (أي أخي أشركنا في دعائك ولا تنسنا)
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح

309 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات فقلت يا رسول الله ادع الله فيهن بالبركة فضمهن ثم دعا فيهن بالبركة فقال (خذهن فاجعلهن في مزودك أو في هذا المزود كلما أردت أن تأخذ منهن شيئا فأدخل فيه يدك فخذه ولا تنثره نثرا) فقد حملت من التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله وكنا نأكل منه ونطعم وكان لا يفارق حقوي حتى كان يوم قتل عثمان رضي الله عنه فإنه انقطع
رواه الترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه
المزود بكسر الميم ما يجعل فيه الزاد والوسق بفتح الواو وهو ستون صاعا والحقو بفتح الحاء الخصر ومشد الإزار والحقو أيضا الإزار

310 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فأتيته فقلت يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة فقال (اللهم سلمهم وغنمهم) فغزونا فسلمنا وغنمنا حتى ذكر ذلك ثلاث مرات مختصر

311 وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس فقلت يا رسول الله ادع الله لي قال (الله اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها ما تأخر وما أسرت وما أعلنت) فضحكت عائشة رضي الله عنها حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيسرك دعائي) فقالت وما لي لا يسرني دعاؤك فقال صلى الله عليه وسلم (والله إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة)
رواهما ابن حبان في صحيحه
وقد تقدم في ترجمة الوضوء من الباب الثالث حديث أبي موسى وقول أبي عامر له أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له ويستغفر لي وفي الباب الخامس من حديث عمر رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم له في قصة أويس (فإن استطعت أن يستغفر له فافعل)