53 باب نتن الميت وبلاء جسده إلا الأنبياء ومَنْ ألْحِقَ بهم
53 باب نتن الميت وبلاء جسده إلا الأنبياء ومَنْ ألْحِقَ بهم Ocia_773
1 أخرج البخاري من حديث جندب البجلي أول ما ينتن من الإنسان بطنه.

2 وأخرج أبو نعيم عن وهب بن منبه قال قرأت في بعض الكتب لولا أني كتبت النتن على الميت لحبسه الناس في بيوتهم.

3 وأخرج إبن عساكر عن زيد بن أرقم مرفوعاً يقول الله تعالى توسعت على عبادي بثلاث خصال: بعث الدابة على الحبة ولولا ذلك لكنزها ملوكهم كما يكنزون الذهب والفضة، وتغيُّر الجسد من بعد الموت ولو لا ذلك لَمَا دفن حميمٌ حميمه، وأسليت حزن الحزين ولو لا ذلك لم يكن يسلو.

4 وأخرج عن أبي قلابة قال ما خلق الله شيئاً أطيب من الروح ما نزع من شيء إلا أنتن.

5 وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من الإنسان شيءٌ إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة.

6 وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل إبن آدم يأكله التراب إلا عظم الذنب منه خلق ومنه يركب.
* وقال شارح المواقف هل يعدم الله الأجزاء البدنية ثم يعيدها أو يفرقها ويعيد فيها التأليف؟ الحق أنه لم يثبت في ذلك شيء فلا يجزم فيه نفياً ولا إثباتاً لعدم الدليل على شيءٍ من الطرفين وليس في قوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} دليل على الإعدام لأن التفريق هلاك كالإعدام فإن هلاك كل شيءٍ خروجه عن صفاته المطلوبة منه وزوال التأليف كذلك ومثله يُسَمَّى فناءً عُرفاً فلا يتم الإستدلال بقوله تعالى: {كل مَنْ عليها فان} على الإعدام أيضاً.

7 وأخرج أبو داود والحاكم عن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من الصلاة عليَّ في يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يعني بليت، فقال إن الله حَرَّمَ على الأرض أجساد الأنبياء.

8 وأخرج إبن ماجه عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحداً لن يُصَلّي عليَّ إلا عُرِضَتْ عليَّ صلاته حين يفرغ منها، قلت وبعد الموت؟ قال وبعد الموت إن الله حَرَّمَ على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.

9 وأخرج مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين كانا قد حفر السيل قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل وكانا في قبر واحد وهما ممن أستشهد يوم أحد فحفر ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده على جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعين سنة.

10 وأخرج البيهقي في الدلائل من وجه آخر وزاد بعد قوله فأميطت يده عن جرحه فانبعث الدم فردت إلى مكانها فرد الدم وفي آخره ويقال إن معاوية لما أراد أن يجري كظامة نادى من كان له قتيل بأحد فليشهد فخرج الناس إلى قتلاهم فوجدوهم رطابا يتثنون فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فانبعث دما فقال أبو سعيد الخدري لا ينكر بعد هذا منكر ولقد كانوا يحفرون التراب فحفروا نثرة من تراب ففاح عليهم ريح المسك هكذا أخرجه عن الواقدي عن شيوخه.

11 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف قال حدثنا عيسى بن يونس عن إبي إسحاق أخبرني أبي عن رجال من بني سلمة قالوا لما صرف معاوية عينه التي تمر على قبر الشهداء فأجريت عليهما يعني على قبر عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح فبرز قبراهما فاستصرخ عليهما فأخرجناهما يتثنيان تثنيا كأنهما ماتا بالأمس عليهما بردتان قد غطي بهما على وجوههما وعلى أرجلهما شيء من نبات الأرض.

12 وأخرج البيهقي في الدلائل موصولا عن جابر وزاد فأصابت المسحاة قدم حمزة فانبعث دماً.

13 وأخرج الطبراني عن إبن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه وإذا مات لم يدود في قبره قال القرطبي وظاهر هذا أن المؤذن المحتسب لا تأكله الأرض أيضاً.

14 وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن مجاهد قال المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة ولا يدودون في قبورهم.

15 وأخرج إبن منده عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات حامل القرآن أوحى الله إلى الأرض أن لا تأكلي لحمه فتقول الأرض أي رب كيف آكل لحمه وكلامك في جوفه قال إبن منده وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن مسعود.

16 وأخرج المروزي عن قتادة قال بلغني أن الأرض لا تسلط على جسد الذي لم يعمل خطيئة.