بكاء الصالحين عند موتهم
خوفاً من الله تعالى
قال بعضهم: دخلنا على عطاء السلمي نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقلنا له: كيف ترى حالك؟ فقال: "الموت في عنقي، والقبر بين يدي، والقيامة موقفي، وجسر جهنم طريقي، ولا أدري ما يفعل بي"، ثم بكى بكاءً شديداً حتى غمي عليه، فلما أفاق، قال: "اللهم ارحمني وارحم وحشتي في القبر، ومصرعي عند الموت، وارحم مقامي بين يديك يا أرحم الراحمين".

وقيل: إن محمد بن المنكدر بكى بكاءً شديداً عند موته، فقيل له: ما يبكيك؟ فرفع طرفه إلى السماء، وقال: "اللهم إنك أمرتني ونهيتني فعصيت، فإن غفرت فقد مننت، وإن عاقبت فما ظلمت".

وبكى أبو هريرة رضي الله عنه عند الموت، فتقيل له: ما يبكيك؟ فقال: "لبعد سفري، وقلة حيلتي".

وبكى عمر رضي الله عنه عند الموت، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن أكون قد أتيت بذنب أحسبه هيناً وهو عند الله عظيم.

وكان بعضهم يبكي ليلاً ونهاراً، فقيل له في ذلك، فقال: "أخاف أن يكون الله تعالى رآني على معصية، فيقول: مر عني فإني غضبان عليك".

وبكى الحسن رضي الله عنه بكاء شريداً، فقيل له: يا أبا سعيد ما يبكيك؟ فقال: خوفاً من أن يطرحني في النار ولا يبالي.