الغضب وآثاره السلبية
الغضب وآثاره السلبية Ocia_673
يقول الدكتور أحمد شوقي ابراهيم عضوالجمعية الطبية الملكية بلندن واستشاري الامراض الباطنية والقلب.. أن الميول الانسانية تنقسم الى أربعة أقسام, ويختلف سلوك وتصرفات الاشخاص باختلاف هذه الميول ومدى السيطرة عليها: الميول الشهوانية وتؤدي الى الثورة والغضب..

الميول التسلطية وتؤدي الى الكبر والغطرسة وحب الرياسة..

الميول الشيطانية وتسبب الكراهية والبغضاء للاخرين.

ومهما كانت ميول الانسان فانه يتعرض للغضب فيتحفز الجسم ويرتفع ضغط الدم فيصاب بالامراض النفسية والبدنية مثل السكر والذبحة الصدرية.

وقد أكدت الابحاث العلمية أن الغضب وتكراره يقلل من عمر الانسان.

لهذا ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين في حديثه لا تغضب وليس معنى هذا عدم الغضب تماما بل عدم التمادي فيه وينبغي أن يغضب الانسان اذا انتهكت حرمات الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمن يغضب واذا غضب أحدكم فليسكت..

لأن أي سلوك لهذا الغاضب لا يمكن أن يوافق عليه هو نفسه اذا ذهب عنه الغضب ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان..

والقرآن الكريم يصور الغضب قوة شيطانية تقهر الانسان وتدفعه الى أفعال ما كان يأتيها لو لم يكن غاضبا فسيدنا موسى..

ألقى الالواح وأخذ برأس أخية يجره إليه..

فلما ذهب عنه الغضب..

ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح..

وكأن الغضب وسواس قرع فكر موسى ليلقي الالواح..

وتجنب الغضب يحتاج الى ضبط النفس مع ايمان قوي بالله ويمتدح الرسول صلى الله عليه سلم هذا السلوك في حديثه..

ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب..

ولا يكون تجنب الغضب بتناول المهدئات لان تأثيرها يأتي بتكرار تناولها ولا يستطيع متعاطي المهدئات ان يتخلص منها بسهولة ولان الغضب يغير السلوك فإن العلاج يكون بتغيير سلوك الانسان في مواجهة المشكلات اليومية فيتحول غضب الانسان الى هدوء واتزان..

ويضيف الدكتور أحمد شوقي..
أن الطب النفسي توصل الى طريقتين لعلاج المريض الغاضب..

الاولى: من خلال تقليل الحساسية الانفعالية وذلك بتدريب المريض تحت أشراف طبيب على ممارسة الاسترخاء مع مواجهة نفس المواقف الصعبة فيتدرب على مواجهتها بدون غضب أو انفعال..

الثانية: من خلال الاسترخاء النفسي والعضلي وذلك لأن يطلب الطبيب من المريض أن يتذكر المواقف الصعبة واذا كان واقفا فليجلس أو يضطجع ليعطيه فرصة للتروي والهدوء..

هذا العلاج لم يتوصل اليه الطب الا في السنوات القليلة الماضية بينما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لاصحابه في حديثه..

اذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فاذا ذهب عنه الغضب أو فليضطجع.

المصدر:
"مجلة الإصلاح العدد 296 سنة 1994م"
من ندوات جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة.