رمضان في الحضارة العربية الإسلامية
المحرر: إسلام أون لاين
رمضان في الحضارة العربية الإسلامية Ocia_270
“رمضان في الحضارة العربية الإسلامية” عنوان كتاب للمؤلف محمد رجب السامرّائي يرسم بين طياته صورة عن شهر رمضان في ذاكرة الإنسان العربي في الزمان والمكان، ويسرد سيرته العطرة في المظان العربية القديمة والمعاصرة عن طريق التدوين لهذه المظاهر الاحتفالية به، وتدوين المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر السعيد ومأكولاته وحلوياته في أكثر من 22 بلداً عربياً وإسلامياً.

حكايات شهررمضان وافرة في المظان الشرعية والتاريخية والأدبية، وبغية يلمّ الكاتب بأطراف الحديث وسردّ أقباس عن الشهر المبارك بعيداً عن التكرار الذي شمل أغلب الكتب المخصصة لشهر الصيام، آثر الكاتب في مؤلفه “رمضان في الحضارة العربية الإسلامية” أن يعقد فصول الكتاب للوقوف على أبرز محطات الضيف الكريم في سياحة شملت الكتب الشرعية والتاريخية واللغوية والأدبية والموسوعات، إضافة إلى الحديث المعاصر عن طريق التحقيقات الحيّة مع أبناء الدول العربية والإسلامية لإضفاء الشمولية في استعراض مشاهد وصور رمضان في هذه الدول كافة.

قراءة في ذاكرة رمضان

هذا الكتاب “رمضان في الحضارة العربية الإسلامية” محاولة عبر خمسة فصول وبمباحث عديدة، يرسم للقارئ الكريم صورة عن شهر رمضان في ذاكرة الإنسان العربي في الزّمان والمكان، ويسردّ سيرته العطرة في المظان العربية القديمة والمعاصرة عن طريق التدوين لهذه المظاهر الاحتفالية به، ويبين ملامح الشهر الكريم في الشريعة السمحاء والتاريخ والأدب ودقائق اللغة، علاوة على التركيز لإظهار مباهجه في الموروث الشعبي مثل العادات والتقاليد والاحتفالات التي غالباً ما تبدأ حين تعلن غُرّته الكريمة، ومازال المسلمون يحرصون على إحيائها على الرغم من تبدل مسيرة الإنسان في الزّمان والمكان، إنّها قراءة في ذاكرة رمضان المتقدّة، لأكرم الشهور العربية.

من “رؤية الهلال” إلى “التهاني والتبريكات
آثر السامرائي رسم صورة شاملة لرمضان في سفر الحضارة العربية الاسلامية.

فعقد خمسة فصول لكتابه، توزَّعت على ثلاثة مباحث لكل فصل.

فعرض الفصل الأول: (الرؤية والتهاني والتوحيش)، وتناول المبحث الأول منه (رؤية الهلال)، ثلاثة عناوين: هلال رمضان، واللهم اجعله هلال رشد، والمأمون والمصابيح.

وجاء المبحث الثاني ليحكي عن (التهاني والتبريكات)، واختار موضوعين هما: من القطع النثرية وتهاني الشعراء.

أمَّا المبحث الثالث فأشار إلى (التوحيش.. الوداع)، مبيناً مادتين حول مقطوعات نثرية ووداع الشعراء في هذا الجانب.

وتناول الفصل الثاني (بين اللغة والأدب العربي)، في المبحث الأول (لرمضان والصوم)، مشيراً إلى مواضيع: رمضان في اللغة، وفي الصوم وابن الجوزي والشهور، والشعراء ورمضان.

بينما ركز المبحث الثاني( في الفطور الرمضاني) ليذكر شيئاً عن الفطور والجوع والتمر.

وجاءت (مفاكهات الصائمين)، عنواناً للمبحث الثالث الذي تضمن مواضيع: من المفاكهات، ومع الفقيه، وأشعب والجدي، والرجل البخيل، وبين نصيب والأحوص.

الجود والإنفاق والمجالس في رمضان
أمَّا فصل الكتاب الثالث وهو: (ابتهالات الروح)، فتضمن ثلاثة مباحث أيضاً قدم الأول( تلاوة الذكر الحكيم)، لحُسْنِ التلاوة، وبسم الله، ومعاني الكتاب، ولا تسافروا بالقرآن، في حين شمل (فضائل رمضان)، من المبحث الثاني للحديث حول بيان خمس خصال، وموسم خصب للعبادة، والصيام وصفاء النفس، وتدريب الصائمين، والعمرة أيام الصيام، والتسبيح في رمضان، وتبت إليك، وأحداث رمضانية.

وعرض المبحث الثالث (الجود والإنفاق)، لثلاثة مواضيع: أجود الناس، وصدقة رمضان وموسم التفطير والخيرات.

أمَّا (رمضان في ذاكرة المسلمين) فهو عنوان الفصل الرابع في هذا الكتاب إذ اشتمل مبحثه الأول (المجالس والرحالة في رمضان) للإشارة إلى الأربعة عشر موضوعاً فيه حيث تناول: المجالس العربية، والمجالس النبوية، ومجالس الخاصة والعامة، وأقدم المجالس، والمحاكي أيام العباسين، ومجالس الحكايات الشعبية، وعرض المبحث الثاني (رمضان عند الرحالة)، لرحلات ابن جبير، وابن جبير في مكة وليلة أهل الهلال ورحلة ابن بطوطة وفي مكة والقدر وختم القرآن والمكيون وعيد الفطر.

وتناول رمضان في الدول العربية والإسلامية من المبحث الثاني لتقديم صورة عن عادات وتقاليد صيام أربعين دولة عربية وإسلامية، أعقبه المبحث الثالث (العيد في الدول العربية والإسلامية) ليعرض عادات خمس وثلاثين دولة عربية وإسلامية لاحتفالاتها بمناسبة عيد الفطر المبارك.

قطائف ابن عربي وزلابية ابن الرومي
وختم كتاب “رمضان في الحضارة العربية الإسلامية” بـ”مظاهر رمضانية” عنوان الفصل الخامس، اذ تناول فيه “التراويح والسحور، وليلة القدر المباركة، والحلويات الرمضانية” لثلاثة عشر موضوعاً خاصاً عن: التراويح، والسحور، وأيام النبي الكريم، والمسحراتي، ونداءات التسحير، والزمزمي في مكة، وابن نقطة في بغداد، وابن عنتبة في مصر، وعند ابن جبير وهورنيكا وسحور مكة والشعراء والفانوس وأخرها حكاية الفانوس.

ثم خصَّص المبحث الثاني (لليلة القدر المباركة) وفيه حديث عن القدر في اللغة ومن المعاني وإحياء العشر الأواخر ومن الليالي ليلة القدر وتلاه المبحث الثالث (الحلويات الرمضانية)، ليسلط الضوء على ثلاثة أنواع من حلويات رمضان المعروفة عند ابن الجزار والكنافة، والقطايف: دثار مخمل، والزلابية شبابيك الذهب!

ويستعرض الكتاب بعضاً من ملامح الشهر الكريم حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل شهر رجب فانه يرفع يديه ليدعو خالقه بقوله الكريم “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”.

كما لم يغفل الحديث عن الحلويات الرمضانية اذ استشهد المؤلف بأقوال الشعراء في وصف هذه الحلويات، فأبو هلال العسكري، وسعد الدين العربي يصفان في شعرهما القطائف، في حين يصف ابن الرومي الطباخ الذي يقلي الزلابية.

وحي القرآن وميزان الإسلام
للإشارة، ولد الكاتب محمد رجب السامرّائي في مدينة سامراء بالعراق وهو حاصل على بكالوريوس آداب، وماجستير أدب ونقد، وعمل محرراً صحفياً في جريدة الجمهورية ببغداد منذ عام 1990م.

كما ساهم في الكتابة الاذاعية حيث قدمت له اذاعة بغداد 180 حلقة من برنامج “من وحي القرآن الكريم” و 60 حلقة في برنامج “ميزان الاسلام” وقدمت له اذاعة أبوظبي 20 حلقة في البرنامج الثقافي الدرامي “أعلام وآلام”.

كما شارك السامرائي في الكتابة الأدبية والتراثية في أغلب المجلات العراقية والخليجية منذ العام 1980م، وهو عضو في اتحاد الأدباء العرب واتحاد الأدباء والكتاب العراقيين.

صدر للسامرائي العديد من المؤلفات منها كتاب: “علم الفلك عند العرب”، “الأصايل صفحات عن الإبل في التراث والادب العربي”، و”أبو حيان التوحيدي إنساناً وأديباً”.