تجربة..
قال أحد السلف: من جعل دينه عرضة للخصومات.. أكثر التنقل!!

57.    لا تبال بكلام الخلق..
أعجبتني عبارة رددها ابني عبد الرحمن يوماً.. وأظنه في ذلك السن لم يكن يفقه معناها..
كان يقول: طنِّش تعِش تَـنْـتَـعِش..!!
تأملت في هذه العبارة وأنا ألاحظ حولي انتقادات الناس.. وآراءهم.. وأحاديثهم..
فوجدت أن الناس في كلامهم وذمهم لنا يتنوعون..
فيهم الناصح الصادق الذي لا يتقن فن النصيحة.. وبالتالي يحزنك بأسلوب نصحه أكثر مما يفرحك..
وفيهم الحاسد.. الذي يقصد حزنك وهمك..
وفيهم قليل الخبرة.. الذي يهذي بما لا يدري.. ولو سكت لكان خيراً له..
وفيهم من طبيعته الانتقاد أصلاً.. فهو ينظر للحياة بنظارة سوداء..
وقديماً قيل: لو اتحدت الأذواق لبارت السلع..
ذكروا أن جحا ركب على حمار.. وولده يمشي بجانبه..
فمروا بناس.. فقال الناس: انظروا لهذا الأب الغليظ يركب مرتاحاً.. ويدع ولده يمشي في الشمس..
سمعهم جحا.. فأوقف الحمار.. ونزل.. وأركب ولده..
ثم مشيا.. وجحا يشعر بنوع من الزهو..
فمرا بقوم آخرين.. فقال أحدهم: انظروا إلى هذا الابن العاق.. يركب ويدع أباه يمشي في الشمس..
سمعهم جحا..
فأوق الحمار.. ثم ركب مع ولده.. ليتقو كلام الناس وانتقاداتهم..
فمرا بقوم.. فقالوا: انظروا إلى هذين الغليظين.. لا يرحمون الحيوان..
فنزل جحا.. وقال: يا ولدي.. انزل..
فنزل الولد وجعل يمشي بجانب أبيه.. والحمار ليس فوقه أحد..
فمرا بقوم.. فقالوا: انظروا إلى هذين السفيهين.. يمشيان والحمار فارغ.. وهل خلق الحمار إلا ليُركب..
فصرخ جحا وجرّ ولده معه.. ودخلا تحت الحمار.. وحملاه..!!
ولو رأيت جحا وقتها لقلت له: يا حبيب القلب.. افعل ما تشاء.. ولا تبال بكلام الخلق.. فرضا الناس غاية لا تدرك..
ومن الذي ينجو من الناس سالماً
ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر..
بعض الناس.. لا يفكر في رأيه قبل أن يطرحه..
يأتيك بعدما تتزوج.. ويقول.. ليش تخطب فلانة؟
وكأني بك.. تتمنى أن تصرخ في وجهه وتقول: يا أخي تزوجت.. خلاص.. انتهى الموضوع.. ما أحد طلب منك اقتراحات..
أو يأتيك وقد بعت سيارتك.. فيقول.. ليتك أخبرتني.. فلان كان سيعطيك أكثر..
يا أخي.. بس!! الرجال باع سيارته.. خلاص وانتهى.. لا تشغله بالالتفات وراءه!!
وعموماً..
ليس يخلو المرء من ضد ولو **
طلب العزلة في رأس جبل..!!
فلا تعذب نفسك..