منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 47. لا تقتل نفسك بالهم..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

47.    لا تقتل نفسك بالهم.. Empty
مُساهمةموضوع: 47. لا تقتل نفسك بالهم..   47.    لا تقتل نفسك بالهم.. Emptyالثلاثاء 13 ديسمبر 2022, 8:36 pm

إضاءة

عش حياتك بما بين يدك من معطيات.. لتسعد


47.    لا تقتل نفسك بالهم..

كان أحد طلابي في الجامعة..

غاب أسبوعاً كاملاً.. ثم لقيته فسألته: سلامات.. سعد..؟

قال: لا شيء.. كنت مشغولاً قليلاً..

كان الحزن واضحاً عليه..

قلت: ما الخبر؟

قال: كان ولدي مريضاً.. عنده تليف في الكبد.. وأصابه قبل أيام تسمم في الدم.. وتفاجأت أمس أن التسمم تسلل إلى الدماغ..

قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.. اصبر.. وأسأل الله أن يشفيه..

وإن قضى الله عليه بشيء.. فأسأل الله أن يجعله شافعاً لك يوم القيامة..

قال: شافع؟ يا شيخ.. الولد ليس صغيراً..

قلت: كم عمره؟

قال: سبع عشرة سنة..

قلت: الله يشفيه.. ويبارك لك في إخوانه..

فخفض رأسه وقال: يا شيخ.. ليس له إخوان.. لم أُرْزق بغير هذا الولد.. وقد أصابه ما ترى..

قلت له: سعد.. بكل اختصار.. لا تقتل نفسك بالهم.. لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا..

ثم خففت عنه مصابه وذهبت..

نعم لا تقتل نفسك بالهم.. فالهم لا يخفف المصيبة..

أذكر أني قبل فترة.. ذهبت إلى المدينة النبوية..

التقيت بخالد.. قال لي: ما رأيك أن نزور الدكتور: عبد الله..

قلت: لماذا.. ما الخبر؟

قال: نعزيه..

قلت: نعزيه؟!!

قال: نعم.. ذهب ولده الكبير بالعائلة كلها لحضور حفل عرس في مدينة مجاورة.. وبقي هو في المدينة لارتباطه بالجامعة..

وفي أثناء عودتهم وقع لهم حادث مروع.. فماتوا جميعاً .. أحدى عشر نفساً!!

كان الدكتور رجلاً صالحاً قد جاوز الخمسين.. لكنه على كل حال.. بشر.. له مشاعر وأحاسيس..

في صدره قلب.. وله عينان تبكيان.. ونفس تفرح وتحزن..

تلقى الخبر المفزع.. صلى عليهم.. ثم وسدهم في التراب بيديه.. إحدى عشر نفساً..

صار يطوف في بيته حيران.. يمر بألعاب متناثرة.. قد مضى عليها أيام لم تحرك.. لأن خلود وسارة اللتان كانتا تلعبان بها.. ماتتا..

يأوي إلى فراشه.. لم يرتب.. لأن أم صالح.. ماتت..

يمر بدراجة ياسر.. لم تتحرك.. لأن الذي كان يقودها.. مااات..

يدخل غرف ابنته الكبرى.. يرى حقائب عرسها مصفوفة.. وملابسها مفروشة على سريرها.. ماتت.. وهي ترتب ألوانها وتنسقها..

سبحان من صبّره.. وثبت قلبه..

كان الضيوف يأتون.. معهم قهوتهم.. لأنه لا أحد عنده يخدم أو يُعين..

العجيب أنك إذا رأيت الرجل في العزاء.. حسبت أنه أحد المعزين.. وأن المصاب غيره..

كان يردد.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. لله ما أخذ وله ما أعطى.. وكل شيء عنده بأجل مسمى..

وهذا هو قمة العقل.. فلو لم يفعل ذلك.. لمات هماً..

أعرف أحد الناس أراه دائماً سعيد.. وإذا تأملت حاله وجدت:

وظيفته متواضعة

بيته وضيق.. إيجار..

سيارته قديمة..

أولاده كثيرون..

ومع ذلك كان  دائم الابتسامة.. محبوباً.. يعيش حياته..

صحيح.. لا يقتل نفسه بالهم..

ولا تكثر التشكي..فيملّك الناس..

عنده ولد معوق.. ولدي مريض.. ضايق صدري.. يا أخي مسكين ولدي.. خلاص فهمنا..

راتبي قليل..

امرأة مع زوجها: بيتنا قديم.. سيارتنا متهالكة.. ثيابي ليست على الموضة..

أفنيت يا مسكين عمرك بالتأوه والحزن

وظللت مكتوف اليدين تقول حاربني الزمن

إن لم تقم بالعبء أنت فمن يقوم به إذن













فكرة..

انظر للجوانب المشرقة من حياتك.. قبل أن تنظر للمظلمة.. لتكون أسعد..


48.    ارض بما قسم الله لك..

كنت في رحلة إلى أحد البلدان لإلقاء عدد من المحاضرات..

كان ذلك البلد مشهوراً بوجود مستشفى كبير للأمراض العقلية..أو كما يسميه الناس "مستشفى المجانين"..

ألقيت محاضرتين صباحاً.. وخرجت وقد بقي على أذان الظهر ساعة..

كان معي عبد العزيز.. رجل من أبرز الدعاة..

التفت إليه ونحن في السيارة.. قلت: عبد العزيز.. هناك مكان أود أن أذهب إليه ما دام في الوقت متسع..

قال: أين؟ صاحبك الشيخ عبد الله.. مسافر.. والدكتور أحمد اتصلت به ولم يجب.. أو تريد أن نمر المكتبة التراثية.. أو..

قلت: كلا.. بل: مستشفى الأمراض العقلية..

قال: المجانين!! قلت: المجانين..

فضحك وقال مازحاً: لماذا.. تريد أن تتأكد من عقلك..

قلت: لا.. ولكن نستفيد.. نعتبر.. نعرف نعمة الله علينا..

سكت عبد العزيز يفكر في حالهم.. شعرت أنه حزين.. كان عبد العزيز عاطفياً أكثر من اللازم..

أخذني بسيارته إلى هناك..

أقبلنا على مبنى كالمغارة..الأشجار تحيط به من كل جانب..كانت الكآبة ظاهرة عليه..

قابلنا أحد الأطباء.. رحب بنا ثم أخذنا في جولة في المستشفى..

أخذ الطبيب يحدثنا عن مآسيهم.. ثم قال:

وليس الخبر كالمعاينة..

دلف بنا إلى أحد الممرات.. سمعت أصواتاً هنا وهناك..

كانت غرف المرضى موزعة على جانبي الممر..

مررنا بغرفة عن يميننا.. نظرت داخلها فإذا أكثر من عشرة أسرة فارغة.. إلا واحداً منها قد انبطح عليه رجل ينتفض بيديه ورجليه..

التفتُّ إلى الطبيب وسألته: ما هذا!!

قال: هذا مجنون.. ويصاب بنوبات صرع.. تصيبه كل خمس أو ست ساعات..

قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.. منذ متى وهو على هذا الحال؟

قال:منذ أكثر من عشر سنوات..كتمت عبرة في نفسي.. ومضيت ساكتاً..

بعد خطوات مشيناها.. مررنا على غرفة أخرى.. بابها مغلق.. وفي الباب فتحة يطل من خلالها رجل من الغرفة.. ويشير لنا إشارات غير مفهومة..

حاولت أن أسرق النظر داخل الغرفة.. فإذا جدرانها وأرضها باللون البني..

سألت الطبيب: ما هذا؟!! قال: مجنون..

شعرت أنه يسخر من سؤالي.. فقلت: أدري أنه مجنون.. لو كان عاقلاً لما رأيناه هنا.. لكن ما قصته؟

فقال: هذا الرجل إذا رأى جداراً.. ثار وأقبل يضربه بيده.. وتارة يضربه برجله.. وأحياناً برأسه..

فيوماً تتكسر أصابعه.. ويوماً تكسر رجله.. ويوماً يشج رأسه.. ويوماً.. ولم نستطع علاجه.. فحبسناه في غرفة كما ترى.. جدرانها وأرضها مبطنة بالإسفنج.. فيضرب كما يشاء.. ثم سكت الطبيب.. ومضى أمامنا ماشياً..

أما أنا وصاحبي عبد العزيز.. فظللنا واقفين نتمتم: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به

ثم مضينا نسير بين غرف المرضى..

حتى مررنا على غرفة ليس فيها أسرة.. وإنما فيها أكثر من ثلاثين رجلاً.. كل واحد منهم على حال.. هذا يؤذن.. وهذا يغني.. وهذا يتلفت.. وهذا يرقص..

وإذا من بينهم ثلاثة قد أُجلسوا على كراسي.. وربطت أيديهم وأرجلهم.. وهم يتلفتون حولهم.. ويحاولون التفلت فلا يستطيعون..

تعجبت وسألت الطبيب: ما هؤلاء؟ ولماذا ربطتموهم دون الباقين؟

فقال: هؤلاء إذا رأوا شيئاً أمامهم اعتدوا عليه.. يكسرون النوافذ.. والمكيفات.. والأبواب..

لذلك نحن نربطهم على هذا الحال.. من الصباح إلى المساء..

قلت وأنا أدافع عبرتي: منذ متى وهم على هذا الحال؟

قال: هذا منذ عشر سنوات.. وهذا منذ سبع.. وهذا جديد.. لم يمض له إلا خمس سنين!!

خرجت من غرفتهم.. وأنا أتفكر في حالهم.. وأحمد الله الذي عافاني مما ابتلاهم..

سألته: أين باب الخروج من المستشفى؟

قال: بقي غرفة واحدة.. لعل فيها عبرة جديدة.. تعال..

وأخذ بيدي إلى غرفة كبيرة.. فتح الباب ودخل.. وجرني معه..

كان ما في الغرفة شبيهاً بما رأيته في غرفة سابقة.. مجموعة من المرضى.. كل منهم على حال.. راقص.. ونائم..

و.. و.. عجباً ماذا أرى؟؟

رجل جاوز عمره الخمسين.. اشتعل رأسه شيباً.. وجلس على الأرض القرفصاء.. قد جمع جسمه بعضه على بعض.. ينظر إلينا بعينين زائغتين.. يتلفت بفزع..

كل هذا طبيعي..

لكن الشيء الغريب الذي جعلني أفزع.. بل أثور.. هو أن الرجل كان عارياً تماماً ليس عليه من اللباس ولا ما يستر العورة المغلظة..

تغير وجهي.. وامتقع لوني.. والتفت إلى الطبيب فوراً.. فلما رأى حمرة عيني..

قال لي.. هدئ من غضبك.. سأشرح لك حاله..

هذا الرجل كلما ألبسناه ثوباً عضه بأسنانه وقطعه.. وحاول بلعه.. وقد نلبسه في اليوم الواحد أكثر من عشرة ثياب.. وكلها على مثل هذا الحال..

فتركناه هكذا صيفاً وشتاءً.. والذين حوله مجانين لا يعقلون حاله..

خرجت من هذه الغرفة.. ولم أستطع أن أتحمل أكثر.. قلت للطبيب: دلني على الباب.. للخروج..

قال: بقي بعض الأقسام..

قلت: يكفي ما رأيناه..

مشى الطبيب ومشيت بجانبه.. وجعل يمر في طريقه بغرف المرضى.. ونحن ساكتان..

وفجأة التفت إليّ وكأنه تذكر شيئاً نسيه.. وقال:

يا شيخ.. هنا رجل من كبار التجار.. يملك مئات الملايين.. أصابه لوثة عقلية فأتى به أولاده وألقوه هنا منذ سنتين..

وهنا رجل آخر كان مهندساً في شركة.. وثالث كان..

ومضى الطبيب يحدثني بأقوام ذلوا بعد عز.. وآخرين افتقروا بعد غنى.. و..

أخذت أمشي بين غرف المرضى متفكراً..

سبحان من قسم الأرزاق بين عباده..

يعطي من يشاء.. ويمنع من يشاء..

قد يرزق الرجل مالاً وحسباً ونسباً ومنصباً.. لكنه يأخذ منه العقل.. فتجده من أكثر الناس مالاً.. وأقواهم جسداً.. لكنه مسجون في مستشفى المجانين..

وقد يرزق آخر حسباً رفيعاً.. ومالاً وفيراً.. وعقلاً كبيراً.. لكنه يسلب منه الصحة.. فتجده مقعداً على سريره.. عشرين أو ثلاثين سنة.. ما أغنى عنه ماله وحسبه..!!

ومن الناس من يؤتيه الله صحة وقوة وعقلاً.. لكنه يمنعه المال فتراه يشتغل حمال أمتعة في سوق أو تراه معدماً فقيراً يتنقل بين الحرف المتواضعة لا يكاد يجد ما يسد به رمقه..

ومن الناس من يؤتيه.. ويحرمه.. وربك يخلق ما يشاء ويختار.. ما كان لهم الخيرة..

فكان حرياً بكل مبتلى أن يعرف هدايا الله إليه قبل أن يعد مصائبه عليه.. فإن حرمك المال فقد أعطاك الصحة.. وإن حرمك منها.. فقد أعطاك العقل.. فإن فاتك.. فقد أعطاك الإسلام.. هنيئاً لك أن تعيش عليه وتموت عليه..

فقل بملء فيك الآن بأعلى صوتك: الحممممد لله..

وكذلك كان الصحابة الكرام ?..

بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. عمرو بن العاص -رضي الله عنه- جهة الشام.. في غزوة ذات السلاسل..

فلما صار إلى هناك رأى كثرة عدوه..

فبعث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمده..

فبعث إليه -صلى الله عليه وسلم- أبا عبيدة بن الجراح.. أميراً على مدد.. فيه المهاجرون الأولون.. وفيهم أبو بكر وعمر.. وقال -صلى الله عليه وسلم- لأبي عبيدة حين وجهه: لا تختلفا..

فخرج أبو عبيدة..

حتى إذا قدم على عمرو قال له عمرو: إنما جئت مدداً لي..

فقال له أبو عبيدة: لا ولكن على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه..

وكان أبو عبيدة رجلاً ليناً سهلاً.. هيناً عليه أمر الدنيا..

فقال له عمرو: بل أنت مددي..

فقال له أبو عبيدة: يا عمرو إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. قد قال لي:

لا تختلفا.. وإنك إن عصيتني أطعتك..

فقال له عمرو: فإني أمير عليك.. وإنما أنت مدد لي..

قال: فدونك..

فتقدم.. عمرو بن العاص -رضي الله عنه- فصلى بالناس..

وبعد الغزوة.. كان أول من وصل المدينة.. عوف بن مالك -رضي الله عنه-..

فمضى إلى رسول -صلى الله عليه وسلم-..

فلما رآه.. قال له -صلى الله عليه وسلم-.. أخبرني..

فأخبره عن الغزوة.. وما كان بين أبي عبيدة وعمرو بن العاص..

فقال -صلى الله عليه وسلم-: يرحم الله أبا عبيدة بن الجراح..

نعم.. يرحم الله أبا عبيدة ?..













قناعة..

الرياح لا تحرك الجبال.. لكنها تلعب بالرمال.. وتشكلها كما تشاء..


49.    كن جبلاً..

في بداية سلوكي في طريق الدعوة.. دعيت لإلقاء محاضرة في إحدى القرى..

استقبلني المسئول عن الدعوة هناك.. ركبت سيارته.. كانت قديمة متهالكة..

تحدثت معه.. أخبرني أنه حديث عهد بزواج..

ثم اشتكى إليَّ من غلاء المهور في قريتهم.. حتى إنه لم يستطع أن يشتري سيارة جديدة.. أو على الأقل أحسن من سيارته..

دعوت له بالتوفيق..

ثم دخلت وألقيت المحاضرة.. وفي آخرها.. قرئت عليَّ الأسئلة.. وكان من بينها سؤال عن غلاء المهور..

ففرحت به وقلت: جاءك يا مهنا ما تتمنا!!

وانطلقت أتكلم عن غلاء المهور وتأثيره على الشباب والفتيات..

ثم ذكرت إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما زوج بناته بأكثر من خمسمائة درهم.. ثم رفعت صوتي قائلاً: يعني بناتكم أحسن من بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-؟!!

فصرخ رجل مُسن من طرف الصف قائلاً: إيش فيهم بناتنا؟

فثار آخر وقال: يتكلم على بناتنا!!

ونهض الثالث جاثياً على ركبتيه وقال: أوووه تتكلم على بناتنا؟!!

كنت في حال لا أحسد عليه.. وكنت في أوائل طريق الدعوة.. وحديث التخرج من الجامعة..

بقيت ساكتاً لم أنبس ببنت شفة.. نظرت إلى الأول لما تكلم وتبسمت.. فلما تكلم الثاني.. نظرت إليه أيضاً وتبسمت.. وكذلك الثالث..

كان بعض الشباب في آخر المسجد يتضاحكون.. وبعضهم قاموا وقوفاً ينظرون.. وكأني بهم يقولون: وقف حمار الشيخ في العقبة!!

لما رأوا هدوئي.. هدؤوا.. ثم قام أحدهم وقال: يا جماعة.. خلوا الشيخ يوضح قصده..

فسكتوا.. فشكرت له عمله.. ثم اعتذرت وأثنيت عليهم – وعلى بناتهم - ووضحت مرادي..

عند تعاملك مع الناس.. أنت في الحقيقة تصنع شخصيتك.. وتبني في عقولهم تصورات عنك.. يبنون على أساسها أساليب تعاملهم معك.. واحترامهم لك..

تأكد أن الأشجار الثابتة لا تقتلعها الرياح.. مهما اشتدت.. وإنما النصر صبر ساعة..

كلما زاد عقلك.. قل جهلك.. وإذا زاد قدرك.. قل غضبك..

كالبحر لا يحركه أي شيء.. ويا جبل ما تهزك ريح..!

بل إنك لو استثارك شخص ما.. في مجلس.. أو بيت.. أو قناة فضائية.. أو محاضرة عامة..

فإنك إذا بقيت هادئاً لم تغضب ولم تثر.. مال الناس معك ضده..

كان أبو سفيان بن حرب مقبلاً بقافلة تجارة من الشام.. فخرج إليهم المسلمون لقتالهم..

ففر أبو سفيان بالقافلة.. وأرسل إلى قريش فخرجت بجيش عرمرم..

ووقعت معركة بدر بين المسلمين وقريش.. وانتصر المسلمون..

قتل من كفار قريش سبعون.. وأُسِر منهم سبعون..

رجع من تبقى من جيش قريش.. وهم جرحى.. وجوعى..

ثم وصل أبو سفيان بقافلته إلى مكة..

فمشى عبد الله بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل وصفوان ابن أمية..

في رجال من قريش ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر..

فكلموا أبا سفيان ومن كانت له في تلك العير من قريش تجارة..

فقالوا: يا معشر قريش.. إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم.. فأعينونا بهذا المال على حربه لعلنا ندرك منه ثأراً.. ففعلوا..

وقد قال الله فيهم: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون " .

فخرجت قريش.. بحدها وحديدها.. وجدها وأحابيشها..

وخرج معها من تابعها من بني كنانة وأهل تهامة.. وخرجوا معهم بالنساء لئلا يفر الرجال من القتال..

فخرج أبو سفيان بزوجته هند بنت عتبة..

وخرج عكرمة بن أبي جهل بزوجته أم حكيم بنت الحارث..

وخرج الحارث بن هشام بفاطمة بنت الوليد بن المغيرة..

فأقبل الكفار.. حتى نزلوا على شفير الوادي مقابل المدينة..

فلما سمع بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. استشار أصحابه.. ما رأيكم؟‍

نبقى في المدينة فإذا دخلوها علينا..

فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدراً: نخرج يا رسول الله إليهم نقاتلهم بـ "أحد"..

ورجوا أن يصيبهم من الفضيلة ما أصاب أهل بدر..

فما زالوا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى لبس أداة الحرب..

ثم ندموا.. وقالوا: يا رسول الله أقم.. فالرأي رأيك..

فقال لهم: ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد ما لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه..

فلما نزل أبو سفيان والمشركون بأصل أحد فرح المسلمون الذين لم يشهدوا بدراً بقدوم العدو عليهم..

وقالوا: قد ساق الله علينا أمنيتنا..

ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه:

" من رجل يخرج بنا على القوم من كثب ـ أي من قريب ـ من طريق لا يمر بنا عليهم "؟

فقال رجل من بني حارثة بن الحارث اسمه أبو خيثمة:

أنا يا رسول الله..

فسلك به في أرض بني حارثة وبين أموالهم ومزارعهم..

حتى سلك به في مال لرجل اسمه: مربع ابن قيظي..

وكان رجلاً منافقاً ضرير البصر..

فلما سمع حِسّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. ومن معه من المسلمين..

قام يحثي في وجوههم التراب.. ويقول: إن كنت رسول الله فإني لا أحل لك أن تدخل في حائطي..

ثم أخذ الخبيث حفنة من التراب في يده.. ثم قال:

والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك..

فابتدره القوم..

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:

" لا تقتلوه.. فهذا الأعمى.. أعمى القلب.. أعمى البصر.. "

ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. ولم يلتفت إلى ذلك المنافق..

نعم..

لو كل كلب عوى ألقمته حجراً

لأصبح الصخر مثقالاً بدينار

والكلاب تنبح.. والقافلة تسييييير..












فن..

قبل أن تبدأ في نزع شجرة الشر في الآخرين.. ابحث عن شجرة الخير واسقها..


50.    لا تلعنه.. إنه يشرب خمراً..!!

أكثر الناس الذين نخالطهم مهما بلغ من السوء.. إلا أنه لا يخلو من خير وإن كان قليلاً..

فلو استطعنا أن نعثر على مفتاح الخير لكان حسناً..

اشتهر عن بعض المجرمين.. أنه كان يسطو على بيوت الناس ويسرق أموالهم.. لينفق بعضها على ضعفاء وأيتام!! أو يبني بها مساجد!!

أو كالتي ترى أيتاماً جوعى فتزني لتحصل مالاً تسد به جوعهم..

بنى مسجداً لله من غير حله  **

فكان بحمد الله غير موفق

كمطعمة الأيتام من كدِّ عرضها! **

لك الويل لا تزني ولا تتصدقي

وكم من حامل سكين ليطعن بها.. فاستعطفه طفل أو امرأة فرق قلبه.. وألقى سكينه عنه..

إذن عامل الناس جميعاً بما تعلم فيهم من خير.. قبل أن تسيء الظن بهم..

محمد -صلى الله عليه وسلم-.. بلغ من خلقه أنه كان يلتمس المعاذير للمخطئين.. ويحسن الظن بالمذنبين.. وكان إذا قابل عاصياً ينظر فيه إلى جوانب الإيمان قبل جوانب الشهوة والعصيان..

ما كان يسيء الظن بأحد.. يعاملهم كأنهم أولاده وإخوانه.. يحب لهم الخير كما يحبه لنفسه..

كان رجل في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- قد ابتلي بشرب الخمر..

فأُتيَ به يوماً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر به فجُلد..

ثم مرت أيام.. فشرب خمراً.. فجيء به أخرى فجلد..

ومرت أيام.. ثم جيء به قد شرب خمراً.. فجلد..

فلما ولى خارجاً.. قال رجل من الصحابة:

لعنه الله.. ما أكثر ما يؤتى به!!

فالتفت إليه -صلى الله عليه وسلم-.. وقد تغير وجهه فقال له: لا تلعنه.. فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله..



47.    لا تقتل نفسك بالهم.. 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
47. لا تقتل نفسك بالهم..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 47. لا تقتل نفسك بالهم..
» 4. طور نفسك..
» حاسب نفسك
» حاسب نفسك
» رأيك في نفسك أهم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: استمتع بحياتك-
انتقل الى: