الباب الرابع والثمانون في فضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو آخر الأبواب وبه يختم الكتاب
ولنذكر أربعين حديثا في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
الحديث الأول: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي صلت عليه الملائكة ومن صلت عليه الملائكة صلى الله عليه ومن صلى الله عليه لم يبق شيء في السموات ولا في الأرض إلا صلى عليه».
الحديث الثاني: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي صلاة واحدة أمر الله حافظيه أن لا يكتبا عليه ذنبا ثلاثة أيام».
الحديث الثالث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى علي مرة خلق الله من قوله ملكا له جناحان جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، رأس وعنقه تحت العرش وهو يقول: اللهم صلّ على عبدك ما دام يصلي على نبيّك».
الحديث الرابع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا ومن صلى علي عشرا صلى الله عليه بها مائة ومن صلى علي مائة صلى الله عليه بها ألفا ومن صلى علي ألفا لم يعذبه الله بالنار».
الحديث الخامس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي مرة كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات».
الحديث السادس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل يوما وقال: يا محمد جئتك ببشارة لم آت بها أحدا من قبلك وهي أن الله تعالى يقول لك: من صلى عليك من أمتك ثلاث مرات غفر الله له إن كان قائما قبل أن يقعد وإن كان قاعدا غفر له قبل أن يقوم فعند ذلك خر ساجدا لله شاكرا».
الحديث السابع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي في الصباح عشرا محيت عنه ذنوب أربعين سنة».
الحديث الثامن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي ليلة الجمعة أو يوم الجمعة مائة مرة غفر الله له خطيئته ثمانين سنة».
الحديث التاسع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي ليلة الجمعة أو يوم الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ووكل الله به ملكا حين يدفن في قبره يبشره كما يدخل أحدكم على أخيه بالهدية».
الحديث العاشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي في يوم مائة مرة قضيت له في ذلك اليوم مائة حاجة».
الحديث الحادي عشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقربكم مني مجلسا أكثرك علي صلاة».
الحديث الثاني عشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي ألف مرة بشر بالجنة قبل موته».
الحديث الثالث عشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جاءني جبريل عليه السلام وقال لي يا رسول الله لا يصلي عليك أحد إلا ويصلي عليه سبعون ألفا من الملائكة».
الحديث الرابع عشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء بعد الصلاة علي لا يرد».
الحديث الخامس عشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة علي نور على الصراط» وقال عليه الصلاة والسلام:
«لا يلج النار من يصلي علي».
الحديث السادس عشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جعل عبادته الصلاة علي قضى الله له حاجة الدنيا والآخرة».
الحديث السابع عشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نسي الصلاة علي أخطأ طريق الجنة».
الحديث الثامن عشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة في الهواء بأيديهم قراطيس من نور لا يكتبون إلا الصلاة علي وعلى أهل بيتي».
الحديث التاسع عشر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن عبدا جاء يوم القيامة بحسنات أهل الدنيا ولم تكن فيها الصلاة علي ردت عليه ولم تقبل منه».
الحديث العشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أولى الناس بي أكثرهم علي صلاة».
الحديث الحادي والعشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي في كتاب ما لم تزل الملائكة تصلي عليه ما لم يندرس اسمي من ذلك الكتاب».
الحديث الثاني والعشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني الصلاة علي من أمتي فأستغفر لهم».
الحديث الثالث والعشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي كنت شفيعه يوم القيامة ومن لم يصل علي فأنا بريء منه».
الحديث الرابع والعشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤمر بقوم إلى الجنة فيخطئون الطريق» قالوا: يا رسول الله ولم ذاك؟ قال: سمعوا اسمي ولم يصلوا علي».
الحديث الخامس والعشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يؤمر برجل إلى النار فأقول ردوه إلى الميزان فأضع له شيئا كالأنملة معي في ميزانه وهو الصلاة علي فترجح ميزانه وينادى سعد فلان».
الحديث السادس والعشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم في مجلس ولم يصل علي فيه إلا تفرقوا كقوم تفرقوا عن ميت ولم يغسلوه».
الحديث السابع والعشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى وكّل بقبري ملكا أعطاه أسماء الخلائق كلها فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة إلا بلغني اسمه وقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن فلان بن فلانة صلّى عليك».
الحديث الثامن والعشرون: عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أنه قال: «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمحى للذنوب من الماء لسواد اللوح».
الحديث التاسع والعشرون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام إن أردت أن أكون إليك أقرب من كلامك إلى لسانك ومن روحك لجسدك فأكثر الصلاة على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم».
الحديث الثلاثون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ملكا أمره الله تعالى باقتلاع مدينة غضب عليها فرحمها ذلك الملك ولم يبادر إلى اقتلاعها، فغضب الله عليه وكسر أجنحته فمر به جبريل عليه السلام فشكا له حاله فسأل الله فيه فأمره أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه فغفر الله له ورد عليه أجنحته ببركة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم».
الحديث الحادي والثلاثون: عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر مرات وصلى ركعتين ودعا الله تعالى تقبل صلاته وتقضى حاجته ودعاؤه مقبول غير مردود.
الحديث الثاني والثلاثون: عن زيد بن حارثة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عليه فقال صلى الله عليه وسلم: «صلوا علي واجتهدوا في الدعاء وقولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد».
الحديث الثالث والثلاثون: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا علي فإن صلاتكم علي زكاة لكم واسألوا الله لي الوسيلة».
الحديث الرابع والثلاثون: عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يصل على نبيه».
الحديث الخامس والثلاثون: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلي علي».
الحديث السادس والثلاثون: عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال جزى الله عنا محمدا خيرا وجزى الله نبينا محمدا بما هو أهله، فقد أتعب كاتبيه».
الحديث السابع والثلاثون: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم».
الحديث الثامن والثلاثون: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد يصلي علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه».
الحديث التاسع والثلاثون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أقربكم مني منزلا يوم القيامة أكثركم علي صلاة».
الحديث الأربعون: نقل الشيخ كمال الدين الدميري رحمه الله تعالى عن شفاء الصدور لابن سبع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يلقى الله وهو عليه راض فليكثر من الصلاة علي فإن من صلى علي في كل يوم خمسمائة مرة لم يفتقر أبدا وهدمت ذنوبه ومحيت خطاياه ودام سروره واستجيب دعاؤه وأعطي أمله وأعين على عدوه وعلى أسباب الخير وكان ممن يرافق نبيه في الجنان».
اللهم صلّ على سيد المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين الذي أنزل عليه في محكم الكتاب العزيز تعظيما له وتوقيرا: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً 45 وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً 46 وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيراً 47«1».
فهذا خطاب خاص الخاص ولم يخاطب الله أحدا من المرسلين ولا من الأنبياء ولا رسولا بالرسالة إلا سيد خلقه محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله تعالى نادى أبا البشر: "يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ«1»
و"يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا«2»
و"يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا«3»
و"يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ«4»
و"يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي«5»
 وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: "يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ«6».
"يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ«7»
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ«8»
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ«9»
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ«10»
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ«11»
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ«12»
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ«13»
"يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً 45 وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً 46«14»
وما ناداه باسمه يا محمد كغيره إلا في أربع مواضع اقتضت الحكمة أن يذكر هناك باسمه محمد صلى الله عليه وسلم.
الأول قوله عز وجل: "وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ«15».
لأن سبب انزالها أن الشيطان صاح يوم احد قد قتل محمد وكان ما كان فأنزل الله تعالى هذه الآية، ولو قال وما رسولي لقال الأعداء ليس هو محمد فذكره باسمه لأنهم كانوا ينكرون ان اسمه محمدا.
الثاني قوله عز وجل: "ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ«16».
الثالث قوله عز وجل: الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ 1 وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ«17».
فلو قال وآمنوا بما نزل على رسولي لقال الأعداء ليس هو فعرفه باسمه محمد صلى الله عليه وسلم.
الرابع قوله عز وجل: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ«18»
والحكمة في ذكره هنا باسمه أنه سبحانه وتعالى قال قبلها هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ«19»
فكان من الأعداء من يقول من هو رسوله الذي أرسله فعرفه باسمه فقال: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ«20»
وسمَّاه تعالى باسمه أحمد في موضع واحد وله حكمة وهي أن الله تعالى لمَّا أرسل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام قال لقومه من بني إسرائيل: "وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ«21»
التي انزلت على موسى: "وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ«22»
لأنه كانوا يعرفونه في التوراة أحمد فما ناداه سبحانه وتعالى باسمه محمد ولا أحمد وإنما ذكر ذلك إعلاما به وتعريفا له وما ناداه إلا بالنبوة والرسالة فقال: "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً 45 وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً 46«23»
منيرا أي شاهدا بالإيمان للمؤمنين ومبشرا لأهل التمجيد ونذيرا لأهل التجحيد، وقيل شاهدا لأهل القرآن ومبشرا لهم بالغفران ونذيرا لأهل الكفر والعصيان.
وقيل: شاهدا لأمتك ومبشرا بشفاعتك ونذيرا لمن ارتكب مخالفتك.
وقيل: شاهدا بالمنة ومبشرا بالجنة وقوله: "وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ«24»
أي تدعو الناس بأمر الله تعالى إلى لا إله إلا الله.
قال تعالى: "وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ«25»
وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه داعيا فقال: أنا الداعي إلى الله، وقوله تعالى: "وَسِراجاً مُنِيراً«26»
أي يهتدى به كما يهتدى بالسراج في ظلمة الليل.
فإن قلت: ما الحكمة في قوله تعالى: "وَسِراجاً مُنِيراً«27»
ولم يقل قمرا منيرا.
فالجواب عن ذلك أن السراج أعم من القمر لأن المراد بالسراج هنا الشمس.
قال تعالى: "وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً«28»
والشمس أعم نفعا ونورا من القمر.
 وقيل: المراد بقوله تعالى: "وَسِراجاً مُنِيراً«29»
السراج الذي يقتبس منه لأن القمر لا تصل إليه الأيدي حتى يقتبسون منه، والسراج إذا كان في بلد يملأ ذلك البلد نورا لأن كل من جاء يقتبس منه، والقمر ليس كذلك ولهذا كانت قبل ولادته صلى الله عليه وسلم ظلاما فلما ولد ظهر سراج دينه بمكة، فكان أول من اقتبس من الرجال أبو بكر.
ومن النساء خديجة ومن الشباب علي ومن الموالي زيد ومن العبيد بلال رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وجاء سلمان من أرض فارس فاقتبس وصهيب من الروم وبلال من الحبشة، ووفد الوفود واقتبسوا، وأبو لهب إلى جانب البيت ولم يقتبس واقتبس الناس من مشارق الأرض ومغاربها حتى امتلأت الأرض من نور سراجه فهو صلى الله عليه وسلم أعظم الأنبياء وأكرم المرسلين وسيد الخلق أجمعين لم يخلق الله أحسن ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل ولا أفصح ولا أرجح ولا أسمح ولا أصبح ولا أجل ولا أعظم ولا أسخى ولا أكرم ولا أبهى ولا أنصف ولا أعدل منه صلى الله عليه وسلم، فلو أن البحار مداد والنبات أقلام وجميع الخلق تكتب معجزاته صلى الله عليه وسلم لعجزوا عن وصف نزر النزر من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
اللهم اجعلنا من خالص أمته واحشرنا في زمرته وأمتنا على محبته ولا تخالف بنا عن ملته ولا عما جاء به برحمتك يا أرحم الراحمين آمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي عدد ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون.
نحمدك يا من هيأت لكسب الآداب جميع المعدات وفتحت للتحلي بأنوار آياتك سبل الخيرات ونصلي ونسلم على من كملت آدابه ورشحت بكمال البيان وإعجاز التبيان جنابه سيدنا محمد القائل: إن من البيان لسحرا، وعلى آله وصحبه ما أطلعت حدائق الأتباع زهرا.