منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر    الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Emptyالثلاثاء 29 نوفمبر 2022, 8:16 pm

الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر
والمواليا والدوبيت وكان وكان والموشحات والزجل والحماق
والقومة والالغاز ومدح الأسماء والصفات وما أشبه ذلك
وفيه فصول
الفصل الأول في الشعر
قد قسم الناس الشعر خمسة أقسام:
مرقص كقول أبي جعفر طلحة وزير سلطان الأندلس:
والشمس لا تشرب خمر الندى ... في الروض إلا من كؤوس الشقيق
ومطر كقول زهير:
تراه إذا ما جئته متهلّلا ... كأنّك تعطيه الذي أنت سائله
ومقبول كقول طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
ومسموع مما يقام به الوزن دون أن يمجه الطبع كقول ابن المعتز:
سقى المطيرة ذات الظلّ والشجر ... ودير عبدون هطّال من المطر
ومتروك وهو ما كان كلّا على السمع والطبع كقول الشاعر:
تقلقلت بالهمّ الذي قلقل الحشى ... قلاقل همّ كلّهنّ قلاقل «1»
وقد قسم الناس فنون الشعر إلى عشرة أبواب حسبما بوب أبو تمام في الحماسة، وقال عبد العزيز بن أبي الأصبع الذي وقع لي أن فنون الشعر ثمانية عشر فنا وهي:
غزل ووصف وفخر ومدح وهجاء وعتاب واعتذار وأدب وزهد وخمريات ومراث وبشارة وتهاني ووعيد وتحذير وتحريض وملح، وباب مفرد للسؤال والجواب.
ولنذكر إن شاء الله تعالى من ذلك ما تيسر على سبيل الاختصار.
ولنبدأ من ذلك بذكر الغزل المذكر (ابن نباتة):
أأغصان بان ما أرى أم شمائل ... وأقمار تم ما تضمّ الغلائل
وبيض رقاق أم جفون فواتر ... وسمر دقاق أم قدود قواتل
وتلك نبال أم لحاظ رواشق ... لها هدف منّي الحشى والمقاتل
بروحي أفدي شادنا قد ألفته ... غدوت وبي شغل من الوجد شاغل
أمير جمال والملاح جنوده ... يجور علينا قدّه وهو عادل
له حاجب عن مقلتي حجب الك ... رى وناظره الفتّان في القلب عامل «2»
رفعت إليه قصّة الدمع شاكيا ... فوقّع يجري فهو في الخد سائل
شكوت فما ألوي وقلت فما صغى ... وجدّ بقلبي حبه وهو عازل
طويل التواني دلّه متواتر ... مديد التجنّي وافر الحسن كامل
أطارحه بالنحو يوما تعلّلا ... فيبدو وللإعراب فيه دلائل
ويرفع وصلي وهو مفعول في الهوى ... وينصب هجري عامدا وهو فاعل
تفقهت في عشقي له مثل ما غدا ... خبيرا بأحكام الخلاف يجادل
فيا مالكي ما ضرّ لو كنت شافعي ... بوصلك فافعل بي كما أنت فاعل
فإني حنيفي الهوى متحنبل ... بعشقك لا أصغي وإن قال قائل «1»
كمال الدين بن النبيه:
الله أكبر كلّ الحسن في العرب ... كم تحت لمّة ذا التركي من عجب
صبح الجبين بليل الشعر منعقدّ ... والخد يجمع بين الماء واللهب «2»
تنفّست عن عبير الراح ريقته ... وافترّ مبسمه الشهدي عن حبب
لا في العذيب ولا في بارق غزلي ... بل في جنى فمه أو ريقه الشنب «3»
كأنّه حين يرمي عن حنيته ... بدر رمى عن هلال الأفق بالشهب
يا جاذب القوس تقريبا لوجنته ... والهائم الصبّ منها غير مقترب
أليس من نكد الأيام يحرمها ... فمي ويلثمها سهم من الخشب
من لي بأغيد قاسي القلب مبتسم ... لا عن رضا معرض عني بلا غضب
فكم له في وجود الذنب من سبب ... وليس لي في قيام العذر من سبب
تميل أعطافه تيها بطرّته ... كما تميل رماح الخط بالعذب «4»
أشار نحوي وجنح الليل معتكر ... بمعصم بشعاع الكأس مختضب
بكر جلالها أبوها قبل ما جليت ... في حجر لدن أو في قشرة العنب
البها زهير:
يعاهدني لا خانني ثم ينكث ... وأحلف لا كلمته ثم أحنث
وذلك دأبي لا يزال ودأبه ... فيا معشر العشاق عنّا تحدثوا
أقول له صلني يقول نعم غدا ... ويكسر جفنا هازئا بي ويعبث
وما ضرّ بعض الناس لو كان زارني ... وكنّا خلونا ساعة نتحدث
أمولاي إنّي في هواك معذّب ... وحتّام أبقى في الغرام وأمكث
فخذ مرة روحي ترحني ولا أرى ... أموت مرارا في النهار وأبعث
فإنّي لهذا الضيم منك لحامل ... ومنتظر لطفا من الله يحدث
أعيذك من هذا الجفاء الذي بدا ... خلائقك الحسنى أرقّ وأدمث
تردّد ظن الناس فيّ فأكثروا ... أحاديث فيها ما يطيب ويخبث
وقد كرمت في الحبّ منّي شمائل ... ويسأل عني من أراد ويبحث
النابلسي:
ما كنت أعلم والضمائر تصدق ... أن المسامع كالنواظر تعشق «5»
حتى سمعت بذكركم فهويتكم ... وكذاك أسباب المحبّة تعلق
ولقد قنعت من اللقاء بساعة ... إن لم يكن لي بالدوام تطرّق «6»
قد ينعش العطشان بلّة ريقه ... ويغص بالماء الكثير ويشرق
فعسى عيوني أن ترى لك سيدي ... وجها يكاد الحسن فيه ينطق
أبو الحسين الجزار:
في خده من بقايا اللثم تخميش ... وبي لتشويش ذاك الصدع تشويش
ظبي من الترك أغنته لواحظه ... عما حوته من النبل التراكيش
إذا تثنّى فقلب الغصن منكسر ... وإن تبدّى فطرف البدر مدهوش
يا عاذلي إن تكن عن حسن صورته ... أعمى فإني عما قلت أطروش
كم ليلة بات يسقيني المدام على ... روض له بثياب الغيم ترقيش
والغيث كالجيش يرتج الوجود له ... والبرق رايته والرعد جاويش
في مجلس ضحكت أرجاؤه طربا ... لأنه ببديع الزّهر مفروش
سيدي أبو الفضل بن أبي الوفاء:
ترى متى من فتور اللحظ ينتشط ... من قلبه بحبال الشعر مرتبط
قد رقّ لي خصره المضنى فناسبني ... فقلت خير الأمور الأنسب الوسط
وقد خفى الردف عني من تثاقله ... فقلت هذا على ضعفي هو الشطط
وصدره الرحب قد عانقته سحرا ... والقلب منبعث الآمال منبسط
وفيه تلك النهود المشتهاة ترى ... رمانها فيه قلبي أمره فرط
إنّ الصواب لتعجيل السرور فقم ... قبل الفوات فأوقات الهنا غلط «1»
القاضي مجد الدين بن مكانس:
أهدى تحيته وجاد بوعده ... أفديه من قمر بدا في سعده
بدر جرى ماء الحياة بثغره ... وتردّدت فضلاته في خدّه
أسكنته قلبي فأوقد خدّه ... نيران أحشائي عليه ووجده
من لي به حلو الشمائل أهيف ... روت العوالي عن مثقف قدّه «2»
يا عاذلي في حبّه لو أبصرت ... عيناك فوق الردف مسبل جعده «3»
لعذرت كلّ متيم في حبّه ... وعلمت أن ضلاله في رشده
فو حق موتي في هواه صبابة ... وحياة مبسمه الشهي وبرده
ما جاد غيث الدمع إلا عن هوى ... خلع القلوب ببرقه وبرعده
قم يا رسول وأبلغ العشاق ما ... ألقاه من جور الحبيب وبعده
وإذا سألتك أن تؤدّي في الهوى ... خبري فصف فعل الغرام وأبده
عز الدين الموصلي:
والصحيح أن هذه الأبيات لابن نباتة لأنها في ديوانه:
نفس عن الحب ما أغفت وما غفلت ... بأي ذنب وقاك الله قد قتلت
دعها ومدمعها الجاري لقد لقيت ... ما قدّمت من أسى قلبي وما عملت
أفديك من ناشط الأجفان في تلفي ... والسحر يوهم لي أنها كسلت
وأوضح الحسن لو شاءت ذوائبه ... في الأفق وصل دجا الظلماء لاتصلت
معسّل بنعاس في لواحظه ... أما تراها إلى كل القلوب حلت
من لي بألحاظ ظبي يدّعي كسلا ... وكم ثياب ضنى حاكت وكم غزلت
وحمرة فوق خدّيه ومرشفه ... هذي محاسنها تزهو وذي ذبلت
أما كفاني تكحيل الجفون أسى ... حتى المراشف منه باللمى كحلت
أستودع الله أعطافا شوت كبدي ... وكلما رمت تجديد الوصال قلت «4»
ومهجة لي كم ألقت بمسمعها ... إلى الملام ولا والله ما قبلت
غيره للفاضل:
شرخ الشباب بحبكم أفنيته ... والعمر في كلف بكم قضّيته «1»
وأنا الذي لو مرّ بي من نحوكم ... داع وكنت بحفرتي لبّيته «2»
كيف التعرّض للسلو وحبّكم ... حبّ بأيام الشباب شريته
لله داء في الفؤاد أجنّه ... يزداد نكسا كلّما دوايته «3»
قالوا حبيبك في التجنّي مسرف ... قاس على العشاق قلت فديته
أأروم من كلفي عليه تخلصّا ... لا والذي بطحاء مكة بيته
ولو استطعت بكل إسم في الورى ... من لذّة الذكرى به سميته
وللشيخ بدر الدين الدماميني:
سلّ سيفا من الجفون صقيلا ... مذ تصدى جلاه رحت قتيلا
صح عن جفنه حديث فتور ... وهو ما زال من قديم عليلا
مرّ أبدى لنا من الخصر ردفا ... فأرانا مع الخفيف ثقيلا «4»
ذو قوام كأنّه الغصن لكن ... بالهوى نحو وصلنا لن يميلا
فكامل الحسن وافر ظل وجدي ... فيه يا عاذلي مديدا طويلا «5»
فاتك الجفن ذو الجمال كثير ... أتلف العاشقين إلّا قليلا
قلت إذ لاح طرفه ولماه ... فاتر اللحظ بكرة وأصيلا
كيف حالي وهل لصب إليه ... من سبيل فقال لي سل سبيلا
وقال آخر:
لو أنّ قلبك لي يرق ويرحم ... ما بتّ من ألم الجوى أتألم
ومن العجائب أنّني لا سهم لي ... من ناظريك وفي فؤادي أسهم «6»
يا جامع الضدين في وجناته ... ماء يرق عليه نار تضرم
عجبي لطرفك وهو ماض لم يزل ... فعلام يكسر عندما تتكلم
ومن المروءة أن تواصل مدنفا ... والدهر سمح والحوادث نوّم «7»
وقال آخر:
تصدّق بوعد إنّ دمعي سائل ... وزوّد فؤادي نظرة فهو راحل
فخدّك موجود به التبر دائما «8» ... وحسنك معدوم لديه المماثل «9»
أيا قمرا من شمس طلعة وجهه ... وظل عذاريه الدّجى والأصائل
تنقّلت من طرف مع القلب والهوى ... وهاتيك للبدر المنير منازل
جعلتك للتمييز نصبا لخاطري ... فهلّا رفعت الهجر والهجر فاعل
وقال ابن صابر:
قبّلت وجنته فألفت جيده ... خجلا ومال بعطفه الميّاس
فانهلّ من خديه فوق عذاره ... عرق يحاكي الطلّ فوق الآس «10»
فكأنّني استقطرت ورد خدوده ... بتصاعد الزفرات من أنفاسي
وقال آخر:
وغزال كل من شبّهه ... بهلال أو ببدر ظلمه
قال إذا قبّلت وهما فمه ... قد تعدّيت وأسرفت فمه «1»
وقال آخر:
بأبي غلام لست غير غلامه ... مذ جاد لي بسلامه وكلامه
ذو حاجب ما إن رأيت كنونه ... أبدا وصدغ ما رأيت كلامه «2»
وقال جمال الدين بن مطروح:
ذكر الحمى فصبا وكان قد ارعوى ... صب على عرش الغرام قد استوى
تجري مدامعه ويخفق قلبه ... مهما جرى ذكر العقيق مع اللوى
وإذا تألّق بارق من بارق ... فهناك ينشر من هواه ما انطوى
فخذوا أحاديث الهوى عن صادق ... ما ضلّ في شرع الغرام وما غوى
وبمهجتي رشأ أطالت عذّلي ... فيه الملام وقد حوى ما قد حوى «3»
قالوا أفيه سوى رشاقة قدّه ... وفتور عينيه وهل موتي سوى
ما أبصرته الشمس إلّا واكتست ... خجلا ولا غصن النقا إلّا التوى
يروي الأراك محاسنا عن ثغره ... يا طيب ما نقل الأراك وما روى
وقال آخر:
عبث النسيم بقدّه فتأودا ... وسرى الحياء بخده فتوّردا
رشأ تفرّد فيه قلبي بالهوى ... لما غدا بجماله متفردا
قاسوه بالغصن الرطيب جهالة ... تالله قد ظلم المشبّه واعتدى
حسن الغصون إذا اكتست أوراقها ... وتراه أحسن ما يكون مجردا
وقال غيره:
يا حسنا مالك لم تحسن ... إلى قلوب في الهوى متعبة
رقّمت بالورد وبالسوسن ... صفحة خد بالسنا مذهبّة
وقد أبى خدك أن أجتني ... منه وقد ألسعني عقربه «4»
يا حسنه إذ قال ما أحسني ... ويا لذاك اللفظ ما أعذبه
قلت له كلّك عندي سنا ... وكل ألفاظك مستعذبه
ففوّق السهم ولم يخطني ... ومذ رآني ميّتا أعجبه «5»
وقال كم من عاشق أحبّني ... وحبه إياي قد أتعبه
يرحمه الله على أنني ... قتلي له لم أدر ما أوجبه
وقال آخر:
مليح يغار الغصن عند اهتزازه ... ويخجل بدر التمّ عند شروقه
فما فيه معنى ناقص غير خصره ... وما فيه شيء بارد غير ريقه «6»
وقال يحيى بن أكثم:
دنا هاجري نحوي بمقلته الكحلا ... فلما رأى ذلّي ثنى عطفه دلّا
فتيّمني شوقا وأنحلني أسى ... وأفقدني صبرا وأعدمني عقلا
شكوت فما ألوى وولّى وما لوى ... وأعرض مزورّا فسلّ الحشى سلا
إذا ما دعاه فرط سقمي لزورة ... يناديه فرط العجب من عطفه كلّا
وقال أيضا:
بأبي غزالا غازلته مقلتي ... بين العذيب وبين شطي بارق
وسألت منه زورة تشفي الجوى ... فأجابني عنها بوعد صادق «1»
بتنا ونحن من الدجا في خيمة ... ومن النجوم الزهر تحت سرادق
عاطيته والليل يسحب ذيله ... صهباء كالمسك الذكي لناشق
وضممته ضمّ الكميّ لسيفه ... وذؤابتاه حمائل في عاتقي «2»
حتى إذا مالت به سنة الكرى ... زحزحته عني وكان معانقي
أبعدته عن أضلع تشتاقه ... كي لا ينام على فراش خافق «3»
لما رأيت الليل آخر عمره ... قد شاب في لمم له ومفارق
ودّعت من أهوى وقلت تأسّفا ... صعب عليّ بأن أراك مفارقي
وقال ابن نباتة:
بدا ورنت لواحظه دلالا ... فما أبهى الغزالة والغزالا
وأسفر عن سنا قمر منير ... ولكن قد وجدت به الضلالا
صقيل الخد أبصر من رآه ... سواد العين فيه فخال خالا «4»
وممنوع الوصال إذا تبدّى ... وجدت له من الألفاط لالا
عجبت لثغره البسّام أبدى ... لنا درّا وقد سكن الزّلالا
شهدت بشهد ريقته لأنّي ... رأيت على سوالفه نمالا
فيا عجبا لحسن قد حواه ... وقد أهدى إلى قلبي الوبالا
سأشكو الحسن ما بقيت حياتي ... وأشكر من صنائعه الجمالا
القاضي فخر الدين بن مكانس:
يا غصنا في الرياض مالا «5» ... حملتني في هواك مالا
يا رائحا بعد أن سباني ... حسبك ربّ السمّا تعالى
وله أيضا:
أجارك الله قد رثت لي ... ممّا ألاقي عدا وحسد
وعاذلي مذ رأى ضلوعي ... تعدّ سقما بكى وعدّد
ابن رفاعة:
يقولون هل منّ الحبيب بزورة ... ومنّاكم المطلوب قلنا لهم منّا
فقالوا لنا غوصوا على قدّه وما ... يحاكي إذا ما اهتز قلنا لهم غصنا
الشيخ برهان الدين القيراطي:
ووردي خدّ نرجسيّ لواحظ ... مشايخ علم السحر عن لحظه رووا
وواوت صدغيه حكين عقاربا ... من المسك فوق الجلّنار قد التووا
ووجنته الحمرا تلوح كجمرة ... عليها قلوب العاشقين قد اكتووا
ودي له باق ولست بسامع ... لقول حسود والعواذل إذ عووا
ووالله ما أسلو ولو صرت رمّة ... فكيف وأحشائي على حبّه انطووا «6»
وللشيخ برهان الدين القيراطي أيضا:
شبّه السيف والسنان بعيني ... من لقتلي بين الأنام استحلّا
فأبى السيف والسّنان وقالا ... حدّنا دون ذاك حاشى وكلّا «1»
وله أيضا:
بأبي أهيف المعاطف لدن ... حسد الأسمر المثقف قدّه
ذو جفون مذ رمت منها كلاما ... كلّمتني سيوفهنّ محدّه
وقال آخر:
تملّك رقّي شادن قد هويته ... من الهند معسول اللمى أهيف القد
أقول لصحبي حين يرنو بطرفه ... خذوا حذركم قد سلّ صارمه الهندي
ومما قيل في الغزل المؤنث
للشيخ شمس الدين بن البديري:
خيال سلمى عن الأجفان لم يغب ... وطيفها عن عياني غير محتجب
وذكرها أنس روحي وهي نائية ... والقلب ما زال عنها غير منقلب
لم أصغ فيها للاح راح يعذلني ... ولا لواش خلي بات يلعب بي
عذابها في الهوى عذب ألذّ به ... ومرّ هجرانها أحلى من الضّرب «2»
فإن نأت أو دنت وجدي كما علمت ... تشيب فيه الليالي وهو لم يشب
دعها فأمر هوى المحبوب متّبع ... وغير طاعته في الحب لم يجب
وقال عفا الله عنه:
سقى طللا حلته سلمى معاهد ... وحيّاه من دمعي مذاب وجامد
فربع به سلمى مصيف ومربع ... وأرض نأت عنها قفار جلامد
وحيث ثوت أرضا فأعذب مورد ... ولو كدّرت منها عليّ الموارد
رعى الله دهرا سالمتني صروفه ... وظلّت لياليه بسلمى تساعد
وقد غفل الواشون عنّي ولم أزل ... ويقظان طرف البين عنّي راقد
وأيامنا بالقرب بيض أزاهر ... وأوقاتنا بالوصل خضر أمالد
وأرواحنا ممزوجة وقلوبنا ... ونحن كأنا في الحقيقة واحد
وكم قد مرجنا في مروج صبابة ... ولم يطّرد فينا من البين طارد
نجرّ ذيول اللهو في قمص الهوى ... تلوح علينا للغرام شواهد
ولم يخطر التفريق منا بخاطر ... ولم نحسب الأيّام فينا تعاند
فهل أنت يا سلمى وقد حكم الهوى ... كما كنت لي أم حاد بالقلب حائد
وهل ردّنا باق وإلّا تغيرت ... على عادة الأيام منك العوائد
وهل محيت آثار رسم حديثنا ... وأنساك حفظ الود هذا التباعد
وهل تذكرين العهد إذ نحن باللوى ... وقولك لا عاش الخؤون المعاهد
وهل أنت غيّرت الذي أنا حافظ ... وهل أنت أحللت الذي أنا عاقد
وهل بدّلت منك المودة بالجفا ... وفيك يقيني بالوفا منك شاهد
وإنّي ما بدّلت عهدك في الهوى ... ولا اختلفت فيما علمت العوائد
ولا بتّ مسرورا وعيشك ليلة ... وكيف سلوّي والحبيب مباعد
فإن كنت حبل الود صرّمت طرفه ... فودي طريف في هواك وتالد «3»
وإن قلت إنّ الحب غيّره النوى ... لعمري وجدي بالحشاشة واقد
وإن أوردوا يوما صبابة عاشق ... فبي يضرب الأمثال من هو وارد
فما شئت كوني إنّي بك مدنف ... صبور على البلوى شكور وحامد «1»
ومنك تساوى عندي الوصل والجفا ... وفيك لقد هانت عليّ الشدائد
ولو رمت ألوي عن هواك أعنّتي ... لقاد زمامي نحو حبّك قائد
نصبت شراك الحبّ صدت حشاشتي ... فكيف خلاصي والهوى منك صائد
بعدت وقلت البين يسلي أخا الهوى ... وهل يسلي ذا الأشجان هذا التباعد
وما غيّر التفريق ما تعهدينه ... وسوق سلوي في المحبّين كاسد
وجلّ مناي القرب منك وإنّما ... إذا عظم المطلوب قلّ المساعد
وقال عفا الله عنه:
تهدّدني بتبريح وبين ... وتوعدني بتفريق وصد
وتحلف لي لتلبسني سقاما ... تهي جلدي به وتذيب جلدي «2»
وترميني بنبل من جفون ... فتضنيني وتصميني وتردي «3»
وتحرقني بنار الصدّ حتى ... تذيب حشاشتي كمدا وكبدي
فقلت لها ودمعي في انسكاب ... يفيض دما على صفحات خدّي
ومن لي أن يقال قتيل وجد ... واذكر في هواك ولو بصدّي
وقال عفا الله عنه:
سلوي عنك شيء ليس يروى ... وحبّي فيك سار مع الركّاب
ولم يمرر سواك على ضميري ... ووجدي فيك أيسره عذابي
ومالك عن سواد العين يوما ... وما لسواد قلبي من حجاب
وما اخضرّت دواعي الشوق إلّا ... هززت إليك أجنحة التصابي
وقال عفا الله عنه:
قفا نبك دارا شطّ عنّا مزارها ... وأنحلنا بعد البعاد أدكارها «4»
وعوجا بأطلال محتها يد النوى ... فأظلم بالنأي المشت نهارها
فقدنا بها ريما من الإنس إن رنت ... بمقلتها يصمي القلوب أحورارها
تصيد قلوب العاشقين أنيسة ... ويحسن منها صدّها ونفارها
ويهزأ بالأغصان لين قوامها ... إذا مال فوق الغصن منها خمارها
وليس لبدر التمّ قامة قدها ... وما هو إلّا حجلها وسوارها «5»
منازلها منّي الفؤاد وإن نأى ... عن العين مثواها ففي القلب دارها
يمثّلها بالوهم فكري لناظري ... وأكثر ما يضني النفوس افتكارها
وهيّج دمعي حرّ نار صبابتي ... وما خمدت بالدمع منّي نارها
وساعدني بالأيك ليلا حمائم ... تهاتف شجوا لا يقرّ قرارها
بكين ولم تسفح لهنّ مدامع ... وعينيّ فاضت بالدموع بحارها
ولمؤلفه رحمه الله تعالى، وهو قول ضعيف على قدر حاله لكنه يسأل الواقف عليه من أفضاله ستر ما يراه من عيوبه وإن يدعو له بمغفرة ذنوبه:
نسيم الصبا بلّغ سليمى رسائلي ... بلطف وقل عن حال صبّك سائلي
فقد صار بالأسقام صبّا معذّبا ... قريح جفون من دموع هوامل
صبورا على حر الغرام وبرده ... حليف الضنى لم يصغ يوما لعاذل
يبيت على جمر الغضي متقلّبا ... يئن غراما فارحميه وواصلي
ألا يا سليمى قد أضرّ بي الهوى ... وهاجت بتبريح الغرام بلابلي «1»
رميت بسهم من لحاظك قاتل ... فلم يخط قلبي والحشى ومقاتلي
كتمت غرامي في هواك ولم أبح ... بسر فناحت أدمعي برسائلي
سليمى سلي ما قد جرى لي من النوى ... فقد عاد لي حال له رقّ عاذلي
لعلّ تجودي للكئيب وتسمحي ... بوعد وبعد الوعد إن شئت ماطلي
عسى تنطفي بالوعد ناري وأشتفي ... فبالسقم أعضائي وهت ومفاصلي
خفيت عن العوّاد لولا تأوّهي ... وعظم أنيني لا يراني مسائلي
فرقّي فقد رقّت عداي لذلتي ... وفاضت على حالي عيون عواذلي
قطعت زماني في عسى ولعلّها ... وما فزت في الأيام منك بطائل
فما آن أن ترضي عليّ وترحمي ... ضني جسدي فالوجد لا شك قاتلي
توسّلت بالمختار في جمع شملنا ... نبي له فضل على كل فاضل
وله رحمه الله تعالى:
يا ربّة الحسن من بالصد أوصاكي ... حتى قتلت بفرط الهجر مضناك
ويا فتاة بفتّان القوام سبت ... من في الورى يا ترى بالقتل أفتاك
لقد جننت غراما مذ رأى نظري ... في النوم طيف خيال من محياك
ومذ رآه جفا طيب المنام وقد ... أضحى عليلا حزينا لم يزل باك
عذّبتني بالتجنّي وهو يعذب لي ... فهل ترى تسمحي يوما برؤياك
إن كنت لم تذكرينا بعد فرقتنا ... فالله يعلم أنّا ما نسيناك
ما آن أن تعطفي جودا عليّ فقد ... أضحى فؤادي أسيرا لحظ عيناك
ما كنت أحسب أنّ العشق فيه ضنّى ... ولا عذاب نفوس قبل أهواك
حتى تولّع قلبي بالغرام فما ... أمسى أسيرا سوى في حسن معناك
رقّي لعبدك جودا واعطفي وذري ... ولا تطيلي بحقّ الله جفواك
يا هند رفقا بقلب ذاب فيك أسى ... ومهجة تلفت ما هند أقساك
رقّ العذول لحالي في الهوى ورثى ... وأنت يا هند لا ترثي لمضناك
والله لو متّ ما أسلاك يا أملي ... ولو فنيت غراما لست أنساك
وقال آخر:
كأنّ فؤادي يوم سرت دليل ... يسير أمام العيس وهو ذليل «2»
فصرت عقيب الظاعنين لكي أرى ... فؤادي سرى في الركب وهو عجول
وقائلة لي كيف حالك بعدنا ... لتعلم ما هذا إليه يؤول
فقلت لها قد متّ قبل ترحلي ... فمن باب أولى أن يجدّ رحيل
وقلت فليلي طال همّا فأنشدت ... وما زال ليل العاشقين طويل
فقلت وجسمي لم يزل مترجّفا ... فقالت وجسم العاشقين نحيل
فقلت لها لو كنت أدري فراقنا ... بيوم وداع ما إليه سبيل
لقلعت عيني في هواك بأصبعي ... لكيلا أرى يوما عليّ ثقيل
وقال الوأواء الدمشقي عفا الله عنه:
يا من نفت عنّي لذيذ رقادي ... مالي ومالك قد أطلت سهادي «1»
فبأي ذنب أم بأيّة حالة ... أبعدتني ولقد سكنت فؤادي
وصددت عنّي حين قد ملك الهوى ... روحي وقلبي والحشا وقيادي
ملكت لحاظك مهجتي حتى غدا ... قلبي أسيرا ما له من فادي
لا غرو إن قتلت عيونك مغرما ... فلكم صرعت بها من الآساد
يا من حوت كلّ المحاسن في الورى ... والحسن منها عاكف في بادي
رفقا بمن أسرت عيونك قلبه ودعي السيوف تقرّ في الأغماد وتعطّفي جودا عليّ بقبلة فبميم مبسمكي شفاء الصّادي «2»
ماتت أطال الله عمرك سلوتي ... ولقد فني صبري وعاش سهادي
ومن المنى لو دام لي فيك الضّنى ... يا حبذا لأراك من عوّادي «3»
وأجيل منك نواظري في ناضر ... من خدّك المترقرق الوقّاد
وأقول ما شئت اصنعي يا منيتي ... مالي سواك ولو حرمت مرادي
إلّا مديح المصطفى هو عمدتي ... وبه سألقى الله يوم ميعادي
وقال البها زهير:
إذا جنّ ليلي هام قلبي بذكركم ... أنوح كما ناح الحمام المطوّق «4»
وفوقي سحاب يمطر الهمّ والأسى ... وتحتي بحار بالجوى تتدفّق
سلوا أمّ عمرو كيف بات أسيرها ... تفكّ الأسارى دونه وهو موثق
فلا أنا مقتول ففي القتل راحة ... ولا أنا ممنون عليه فيعتق
مجنون ليلى:
وقد خبّروني أنّ تيماء منزل ... لليلى إذا ما الليل ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنّا ستنقضي ... فما للنوى يرمي بليلى المراميا
أعدّ الليالي ليلة بعد ليلة ... وقد عشت دهرا لا أعدّ اللّياليا
وأخرج من بين البيوت لعلّني ... أحدث عنك النفس بالليل خاليا
ألا أيها الركب اليمانون عرّجوا ... علينا فقد أمسى هوانا يمانيا
يمينا إذا كانت يمينا فإن تكن ... شمالا ينازعني الهوى عن شماليا
أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها ... اثنتين صلّيت الضّحى أم ثمانيا
خليليّ لا والله لا أملك الهوى ... إذا علم من أرض ليلى بداليا «5»
خليليّ لا والله لا أملك الذي ... قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبّها ... فهلّا بشيء غير ليلى ابتلانيا
ولو أنّ واش باليمامة داره ... وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
وددت على حبّي الحياة لو أنّه ... يزاد لها في عمرها من حياتيا
على أنّني راض بأن أحمل الهوى ... وأخلص منه لا عليّ ولا ليا
إذا ما شكوت الحبّ قالت كذبتني ... فمالي أرى الأعضاء منك كواسيا
فلا حبّ حتى يلصق الجلد بالحشى ... وتخرس حتى لا تجيب المناديا
وقال آخر:
قالت لطيف خيال زارني ومضى ... بالله صفه ولا تنقص ولا تزد
فقال خلّفته لو مات من ظمإ ... وقلت قف عن ورود الماء لم يرد
قالت عهدت الوفا والصدق شميته ... يا برد ذاك الذي قالت على كبدي «1»
كمال الدين بن النبيه:
أما وبياض مبسمك النقي ... وسمرة مسكة اللمس الشهي
ورمّان من الكافور تعلو ... عليه طوابع الندّ الندي
وقدّ كالقضيب إذا تثنّى ... خشيت عليه من ثقل الحلي
لقد أسقمت بالهجران جسمي ... وأعطشني وصالك بعد ريّي
إلى كم أكتم البلوى ودمعي ... يبوح بمضمر السر الخفي
وكم أشكو للاهية غرامي ... فويل للشجي من الخلي



الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر    الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Emptyالثلاثاء 29 نوفمبر 2022, 8:16 pm

صفي الدين الحلي:
أبت الوصال مخافة الرّقباء ... وأتتك تحت مدارع الظلماء «2»
أصفتك من بعد الصدود مودة ... وكذا الدواء يكون بعد الداء
أحيت بزورتها النفوس وطالما ... ضنّت بها فقضت على الأحياء
أمّت بليل والنجوم كأنها ... درّ بباطن خيمة زرقاء
أمست تعاطيني المدام وبيننا ... عتب غنيت به عن الصهباء
آبت إلى جسدي لتنظر ما انتهت ... من بعدها فيه يد البرحاء
ألفت به وقع الصفاح فراعها ... جزعا وما نظرت جراح حشائي «3»
أمصيبة منّا بنبل لحاظها ... ما أخطأته أسنّة الأعداء
أعجبت ممّا قد رأيت وفي الحشا ... أضعاف ما عاينت في الأعضاء
أمسي ولست بسالم من طعنة ... نجلاء أو من مقلة نجلاء
وله رحمه الله تعالى:
قفي ودعينا قبل وشك التّفرّق ... فما أنا من يحيا إلى حين نلتقي
قضيت وما أودى الحمام بمهجتي ... وشبت وما حلّ البياض بمفرقي
قنعت أنا بالذل في مذهب الهوى ... ولم تفرقي بين المنعّم والشّقي
قرنت الرضا بالسخط والقرب بالنوى ... ومزّقت شمل الوصل كلّ ممزّق
قبلت وصايا الهجر من غير ناصح ... وأحببت قول الهجر من غير مشفق
قطعت زماني بالصّدود وزرتني ... عشية زمّت للترحّل أينقي «4»
قضى الدهر بالتفريق فاصطبري له ... ولا تذممي أفعاله وترفّقي
وقال عفا الله عنه:
جاءت لتنظر ما أبقت من النهج ... فعطّرت سائر الأرجاء بالأرج «5»
جلت علينا محيّا لو جلته لنا ... في ظلمة الليل أغنتنا عن السرج «6»
حوريّة الخد تحمي ورد وجنتها ... بحارس من نبال الغنج والدّعج
جزت إساءة أفعالي بمغفرة ... فكان غفرانها يغني عن الحجج
جادت لعرفانها أنّي المريض بها ... فما عليّ إذا أذنبت من حرج
جسّت يدي لترى ما بي فقلت لها ... كفّي فذاك جوى لولاك لم يهج «1»
جفوتني فرأيت الصبر أجمل بي ... والصمت في الحب أولى من اللهج
جارت لحاظك فينا غير راحمة ... ولذّة الحب جور الناظر الغنج
وقال ابن نباتة:
رقّت لنا حين همّ السّفر بالسّفر ... وأقبلت في الدّجى تسعى على حذر «2»
راض الهوى قلبها القاسي فجادلنا ... وكان أبخل من تموز بالمطر «3»
رأت غداة النوى نار الكليم وقد ... شبّت فلم تبق من قلبي ولم تذر
رشيقة لو تراها عندما سفرت ... والبدر ساه إليها سهو معتذر
رأيت بدرين من وجه ومن قمر ... في ظل جنحين من ليل ومن شمر
رشفت درّ الحميّا من مقبّلها ... إذ نبّهتني إليها نسمة السّحر
رنت نجوم الدجى نحوي فما نظرت ... من يرشف الراح قبلي من فم القمر
راق العتاب وأبدت لي سرائرها ... في ليلة الوصل بل في غرّة القمر
وقال ابن الساعاتي:
قبّلتها ورشفت خمرة ريقها ... فوجدت نار صبابة في كوثر
ودخلت جنّة وجهها فأباحني ... رضوانها المرجوّ شرب المسكر
وقال آخر:
بكت للفراق وقد راعها ... بكاء المحب لبعد الدّيار
كأنّ الدموع على خدّها ... بقية طل على جلّنار
الوأواء الدمشقي تضمين:
قالت متى الظعن يا هذا فقلت لها ... إمّا غدا زعموا أو لا فبعد غد
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ... وردا وعضّت على العنّاب بالبرد
لابن نباتة:
عذولي لست أسمع منه قولا ... على غيداء مثل البدر تمّا
له طرف ضرير عن سناها ... ولي أذن عن الفحشاء صمّا
وقال آخر:
وربّ ليال في هواها سهرتها ... أراعي نجوم الليل فيها إلى الفجر
حديثي عال في السّهاد لأنني ... رويت أحاديث السهاد عن الزّهر
السّراج الورّاق:
يا لائمي في هواها ... أسرفت في اللوم جهلا
ما يعلم الشوق إلّا ... ولا الصبابة إلّا
وقال آخر:
وعدت أن تزور ليلا فألوت ... وأتت في النهار تسحب ذيلا
قلت هلّا صدقت في الوعد قالت ... كيف صدّقت أن ترى الشمس ليلا
لعز الدين الموصلي:
قد سلونا عن الغزال بخود ... ذات وجه بها الجمال تفنن
ورجعنا عن التهتّك فيه ... ودفعناه بالتي هي أحسن
وقال آخر:
قالت وناولتها سواكا ... ساد بفيها على الأراك
سواي ما ذاق طعم ريقي ... قلت لها ذاقه سواكي
وقال آخر:
سألتها أن تعيد لفظا ... قالت محب دعوه يعذر
حديثها سكر شهيّ ... وأحسن السّكر المكرّر
ابن نباتة:
وملولة في الحب لما أن رأت ... أثر السقام بجسمي المنهاض «1»
قالت تغيّرنا فقلت لها نعم ... أنا بالسقام وأنت بالإعراض
وقال أبو الطيب المتنبي:
بأبي الشموس الجانحات غواربا ... اللابسات من الحرير جلاببا
الناهبات عيوننا وقلوبنا ... وجناتهنّ الناهبات الناهبا
الناعمات القاتلات المحييات ... المبديات من الدلال غرائبا
حاولن تفديتي وخفن مراقبا ... فوضعن أيديهنّ فوق ترائبا
وبسمن عن برد خشيت أذيبه ... من حر أنفاسي فكنت الذائبا
يا حبّذا المتجمّلون وحبّذا ... واد لثمت به الغزالة كاعبا
كيف الرجاء من الخطوب تخلّصا ... من بعد أن أنشبن فيّ مخالبا
وله أيضا من جملة قصيدة:
ولما التقينا والنوى ورقيبنا ... غفولان عنّا ظلت أبكي وتبسم
فلم أر بدرا ضاحكا قبل وجهها ... ولم تر قبلي ميّتا يتكلم
الشريف الرضي:
وتميس بين مزعفر ومعصفر «2» ... ومعنبر وممسّك ومصندل «3»
هيفاء إن قال الشباب لها انهضي ... قالت روادفها أقعدي وتمهلي
وإذا سألت الوصل قال جمالها ... جودي وقال دلالها لا تفعلي
ابن اسرائيل:
وعدت بوصل والزمان مسوّف ... حوراء ناظرها حسام مرهف
نشوانة خصباء منهل ثغرها ... ورد وريقتها سلاف قرقف
وتخال بين البدر منها والنقا ... غصنا يميس به النسيم مهفهف
لا تحسبن الخلف شيمة مثلها ... وعدت ولكنّ الزّمان يسوّف
يا بانة قد أطلعت أغصانها ... وردا جنيّا باللواحظ يقطف
وغزالة يحكي الغزالة وجهها ... ويعير ناظرها الحسام الأوطف
ما تأمرين لمغرم تسطو به ... أجفانك المرضى ولا تستعطف
قسما بوجهك وهو صبح مشرق ... وسواد شعرك وهو ليل مسدف «4»
وبهز غصن البان منك على النقا ... مالي إلى أحد سواك تشوّف «5»
ولنذكر إن شاء الله تعالى في هذا الباب نبذة من ملح النظم ورقائق الشعر من غير تبويب ولا ترتيب.
للشيخ شمس الدين بن الريدي:
ولما نأت سلمى وشطّ بها النوى ... وأيقنت أنّي بالغرام أذوب
علقت بأخرى غيرها متلاهيا ... ليطفى ضرام في الحشا ولهيب
وكان هيامي والهوى وصبابتي ... لمن هو في الأولى إليّ حبيب
وله في المعنى:
تلاهيت عنها في الغرام بغيرها ... وقلت لقلبي هذه هي زينب
وقبّلت فاها مبردا لصبابتي ... فأضرمت نارا في الحشا تتلهّب
فكنت كمن هو ذا غريقا بلجة ... تمسّك بالموج الذي يتقلّب
وقال أيضا:
سألت القلب هل ميلي لليلى ... وهل عند الفؤاد لها التفات
فقال الآن لا لكن تأنّى ... فقلت الحبّ فيه تقلبّات
فإنّ الحبّ يهجم بعد بأس ... ويعتاد المحبّ تغيّرات
فلا تظهر لها يوما سلوّا ... فتفضحك التصابي الواردات
وترمى بالصدود وبالتجنّي ... وتنحلك الوعود الكاذبات
فكن جلدا ولا تك ذا لجاج ... فما يغنيك إن فات الفوات
وقال البيطار:
يقولون هذي أمّ عمرو قريبة ... دنت بك أرض نحوها وسماء
ألا إنّما قرب الحبيب وبعده ... إذا هو لم يوصل إليه سواء
وقال غيره:
وقالوا بع حبيبك وابغ عنه ... حبيبا آخرا تحيا سعيدا
إذا كان القديم هو المصافي ... وخان فكيف أأتمن الجديدا
وقال آخر:
لم أنس إذ قلت من وجدي لها غلطا ... ووجهها مشرق في حندس الظلم
سلوت عنك فقالت وهي ضاحكة ... لتقرعنّ عليّ السنّ من ندم
وقال آخر:
أمن المروءة أن أبيت مسهّدا ... قلقا أبلّ ملابسي بدموعي
وتبيت ريّان الجفون من الكرى ... وأبيت منك بليلة الملسوع
وقال آخر:
إلى الله أشكو جور أهيف شادن ... وقعت فما لي من يديه خلاص
جرحت بعيني خدّه وهو جارح ... بعينيه قلبي والجروح قصاص
وقال آخر:
قد كنت أسمع بالهوى فأكذّب ... وأرى المحبّ وما يقول فأعجب
حتى رميت بحلوه وبمره ... من كان يتهم الهوى فيجرّب
وقال آخر:
سألتها التقبيل من خدّها ... عشرا وما زاد يكون احتساب
فمذ تلاقينا وقبلتها ... غلطت في العدّ وضاع الحساب
وقال آخر:
يا من سقامي من سقام جفونه ... وسواد حظي من سواد عيونه
قد كنت لا أرضى الوصال وفوقه ... واليوم أقنع بالخيال ودونه
وقال آخر:
صبّحته عند المساء فقال لي ... تهزي بقدري أو تريد مزاحا
فأجبته إشراق وجهك غرّني ... حتّى توهّمت المساء صباحا
أبو عبد الله الغواص:
من عذيري من عذول في رشا ... قامر القلب هواه فقمر
قمر لم يبق مني حسنه ... وهواه غير مقلوب قمر
وقال آخر:
جاذبتها والريح تجذب برقعا ... من فوق خد مثل قلب العقرب
وطففت ألثم ثغرها فتحجّبت ... وتسترت عني بقلب العقرب
وقال آخر:
ولو متّ من كثرة الأشواق وانبدلت ... مدامعي بدم من كثرة السهر
ما اخترت عنك سلوا لا ولا نظرت ... عيني لغير محيّا وجهك القمر
إبراهيم بن العباس:
تمر الصبّا صفحا بساكن ذي الغضى ... ويسرع قلبي إذ يهبّ هبوبها
قريبة عهد بالحبيب وإنّما ... هوى كل نفس أين حلّ حبيبها
وقال النوفلي:
إذا اختلجت عيني رأت من تحبّه ... فدام لعيني ما حييت اختلاجها
وما ذقت كأسا مذ علقت بحبها ... فأشربه إلّا ودمعي مزاجها
وقال آخر رحمه الله تعالى:
يا ذا الذي زار وما زارا ... كأنّه مقتبس نارا
قام بباب الدار من تيهه ... ما ضرّه لو دخل الدارا
وقال آخر:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدّثي ... وأبحت منّي ظاهري لجليسي
فالكل منّي للجليس مؤانس ... وجبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
ابن نباتة:
أناشده الرحمن في جمع شملنا ... فيقسم هذا لا يكون إلى الحشر
إذا ما غدا مثل الحديد فؤاده ... فوالعصر إنّ العاشقين لفي خسر «1»
أمين الدين بن أبي الوفاء:
يا نازلا منّي فؤادا راحلا ... ومن العجائب نازلا في راحل
أضرمت قلب متيّم أهلكته ... وسكنته والنار مثوى القاتل
وقال آخر:
يا عاذلي في هواه ... إذا بدا كيف أسلو
يمرّ بي كلّ وقت ... وكلّما مرّ يحلو
الحاجبي:
ملأت فؤادي من محبة فاتن ... أميل إليه وهو كالظبي رائغ
وقلت لقلبي قم لتعشق شادنا ... سواه فقال القلب ما أنا فارغ
وقال ديك الجن:
ولي كبد حرّى ونفس كأنّها ... بكفّ عدو ما يريد سراحها
كأنّ على قلبي قطاة تذكرت ... على ظمإ وردا فهزّت جناحها
وقال عبد الله بن طاهر:
أقام ببلدة ورحلت عنه ... كلانا بعد صاحبه غريب
أقلّ الناس في الدنيا سرورا ... محبّ قد نأى عنه الحبيب
وقال آخر:
ما اخترت ترك وداعكم يوم النوى ... والله لا مللا ولا لتجنّب
لكن خشيت بأن أموت صبابة ... فيقال أنت قتلته فتقاد بي «2»
وقال ابن المعتز:
هب لعيني رقادها ... وانف عنها سهادها
وارحم المقلة التي ... كنت فيها سوادها
كن صلاحا لها كما ... كنت دهرا فسادها
وقال آخر:
وقالوا دع مراقبة الثريّا ... ونم فالليل مسعود الجناح
فقلت وهل أفاق القلب حتى ... أفرق بين ليلي والصّباح
وقال آخر:
ولي فؤاد إذا طال النزاع به ... طار اشتياقا إلى لقيا معذبه
يفديك بالنفس صبّ لو يكون له ... أعزّ من نفسه شيّ فداك به
وقال آخر:
وما هجرتك النفسّ يا ميّ إنها ... قلتك ولا أن قلّ منك نصيبها
ولكنهم يا أحسن الناس أولعوا ... بقول إذا ما جئت هذا حبيبها
وقال المحاربي:
إذا أنت لم توقن بما صنع الهوى ... بأهل الهوى فافقد حبيبا وجرّب
ترى حرقات يلدغ القلب حرّها ... بأنضج من كي الغضى المتلهّب
وقال الأقرع بن معاذ:
أقول لمفت ذات يوم لقيته ... بمكة والأنضاء ملقى رحالها «1»
بحقّك أخبرني أما تأثم التي ... أضرّ بجسمي منذ مرّ خيالها
فقال بلى والله أو سيصيبها ... من الله بلوى في الزمان تنالها
فقلت ولم أملك سوابق عبرة ... سريع على جيب القميص انهمالها
عفا الله عنها كلّ ذنب ولقيّت ... مناها وإن كانت قليلا نوالها
وقال آخر:
بالله ربكما عوجا على سكني ... عاتباه لعلّ العتب يعطفه «2»
وعرّضا بي وقولا في حديثكما ... ما ضرّ لو بوصال منك تسعفه
فإن تبسّم قولا عن ملاطفة ... ما بال عبدك بالهجران تتلفه
وإن بدا لكما من سيدي غضب ... فغالطاه وقولا ليس نعرفه
وقال عبد الله بن أبي الشيص:
ومعرضة تظنّ الهجر فرضا ... تخال لحاظها للضعف مرضى
كأنّي قد قتلت لها قتيلا ... فما منّي بغير الهجر ترضى
وقال الحسين بن الضحاك:
بعضي بنار الهجر مات حريقا ... والبعض أضحى بالدموع غريقا
لم يشك عشقا عاشق فسمعته ... إلّا ظننتك ذلك المعشوقا
وقال آخر:
وأجيل فكري في هوا ... ك بلا لسان ناطق
أدعو عليك بحرقة ... من غير قلب صادق
وقال آخر:
يا ويح من خبل الأحبة قلبه ... حتى إذا ظفروا به قتلوه «3»
عزّوا ومال به الهوى فأذله ... إنّ العزيز على الذليل يتيه
أنظر إلى جسد أضرّ به الهوى ... لولا تقلّب طرفه دفنوه
من كان خلوا من تباريح الهوى ... فأنا الهوى وحليفه وأخوه
وقال أحمد بن طاهر:
تقول العاذلات تسلّ عنها ... وداو عليل صبرك بالسلو
فكيف ونظرة منها اختلاسا ... ألذّ من الشماتة بالعدو
وقال إسحاق مولى المهلب:
هبيني يا معذبتي أسأت ... وبالهجران قبلكم بدأت
فأين الفضل منك فدتك نفسي ... عليّ إذا أسأت كما أسأت
وقال أبو العتاهية:
يقول أناس لو نعتّ لنا الهوى ... ووالله ما أدري لهم كيف أنعت «1»
سقام على جسمي كثير موسع ... ونوم على عيني قليل مفوّت
إذا اشتدّ ما بي كان أفضل حيلتي ... له وضع كفي فوق خدي وأسكت
وقال بشار:
يا قرّة العين إني لا أسميك ... أكني بأخرى أسمّيها وأعنيك
أخشى عليك من الجارات حاسد ... أو سهم غيران يرميني ويرميك
لولا الرقيبان إذا ودعت غادية ... قبّلت فاك وقلت النفس تفديك
يا أطيب الناس ريقا غير مختبر ... إلّا شهادة أطراف المساويك
قد زرتنا مرّة في الدهر واحدة ... بالله لا تجعليها بيضة الديك
وقال آخر:
ألم تعلمي يا أحسن الناس أنّني ... أحبّك حبا مستكنّا وباديا
أحبّك ما لو كان بين قبائل ... من الناس أعداء لجرّ التصافيا
وقال آخر:
أقول لشادن في الحسن أضحى ... يصيد بطرفه قلب الكمي
ملكت الحسن أجمع في نصاب ... فأدّ زكاة منظرك البهيّ
وذاك بأن تجود لمستهام ... برشف من مقبّلك الشهيّ
فقال أبو حنيفة لي إمام ... يرى أن لا زكاة على الصبي
وقال آخر:
سقى الله ربعا كنت أخلو بوجهكم ... وثغر الهنا في روضة الحسن ضاحك
أقمنا زمانا والعيون قريرة ... وأصبحت يوما والجفون سوافك
وقال آخر:
ألم تعلمي يا عذبة الماء أننّي ... أظلّ إذا لم أسق ماءك صاديا
ومازلت بي يا بين حتى لو أنني ... من الوجد استبكي الحمام بكى ليا
أبو العباس الشهير بالنفيس:
يا راحلا وجميل الصبر يتبعه ... هل من سبيل إلى لقياك يتفق
ما أنصفتك جفوني وهي دامية ... ولا وفى لك قلبي وهو يحترق
الوزير ظهير الدين الملقب بأبي شجاع:
لأعذّبنّ العين غير مفكّر ... فيها بكت بالدمع أو فاضت دما
ولأهجرنّ من الرقاد لذيذه ... حتى يعود على الجفون محرّما
هي أوقعتني في حبائل فتنة ... لو لم تكن نظرت لكنت مسلّما
سفكت دمي فلأسفحنّ دموعها ... وهي التي بدأت فكانت أظلما
وقال العتبي:
أضحت بخدّي للدموع رسوم ... أسفا عليك وفي الفؤاد كلوم «2»
والصبر يحمد في المواطن كلّها ... إلّا عليك فإنه مذموم
الرفاء الأندلسي:
ومهفهف كالغصن إلّا أنه ... تتحير الألباب عند لقائه
أضحى ينام وقد تكلّل خدّه ... عرقا فقلت الورد رشّ بمائه
وقال آخر:
اخضرّ واصفرّ لاعتلال ... فصار كالنرجس المضعّف «1»
كأنّ نسرين وجنتيه ... بشعر أصداغه مغلف
يرشح منه الجبين ماء ... كأنّه لؤلؤ منصّف
وقال آخر:
ما زال ينهل من صرف الطلا قمري ... حتى غدت وجنتاه البيض كالشفق
وقام يخطر والأرداف تقعده ... طورا وحاول أن يسعى فلم يطق
فعائل فعلت فعل الشمول به ... فعل النسيم بغصن البانة الورق
جاذبته لعناقي فانثنى خجلا ... وكلّلت وجنتاه الحمر بالعرق
وقال لي بفتور من لواحظه ... إنّ العناق حرام قلت في عنقي
وقال آخر:
بأركان هذا البيت إنّي لطائف ... وفي الكون أسرار وفيه لطائف
رعى الله أياما وناسا عهدتهم ... جيادا ولكنّ الليالي صيارف
وبي ذهبيّ اللون صيغ لمحنتي ... يريد امتحاناتي وما أنا زائف
يذيب فؤادا وهو لا غشّ عنده ... فيا ذهبيّ اللون إنّك خائف
وقال آخر:
أسنى ليالي الدهر عندي ليلة ... لم أخل فيها الكاس من أعمالي
فرقت فيها بين جفني والكرى ... وجمعت بين القرط والخلخال
ومما قيل في الرقباء:
لو أن لي في الحب أمرا نافذا ... وملكت بسط الأمر في التعذيب
لقطعت ألسنة العواذل كلّها ... ولكنت أقلع عين كلّ رقيب
وقال أعرابي:
بسهم الحبّ كلم في فؤادي ... ولا كالكلم من عين الرقيب
تمكّن ناظراه به وأضحى ... مكان الكاتبين من الذنوب
ومن حذر الرقيب إذا التقينا ... نسلّم كالغريب على الغريب
ولولاه تشاكينا جميعا ... كما يشكو المحبّ إلى الحبيب
وقال آخر:
من عاش في الدنيا بغير حبيب ... فحياته فيها حياة غريب
عين الرقيب غرقت في بحر العمى ... لا أنت لا بل عين كلّ رقيب
وقال أحمد بن أبي سلمة:
يعذلني فيه جميع الورى ... كأنّني جئت بأمر عجيب
أظنّ نفسي لو تعشّقتها ... بليت فيها بملام الرقيب
وأنا الغريب فلا ألام على البكا ... إنّ البكا حسن بكلّ غريب
وقال آخر:
وما فارقت سعدى عن قلاها ... ولكن شقوة بلغت مداها
بكيت نعم بكيت كلّ إلف ... إذا بانت حبيبته بكاها
وقال آخر:
وقائلة ما بال دمعك أبيض ... فقلت لها يا علو هذا الذي بقي
ألم تعلمي أنّ البكا طال عمره ... فشابت دموعي عندما شاب مفرقي
وعمّا قليل لا دموع ولا دما ... ولم يبق إلّا لوعتي وتحرّقي
وقال آخر:
ولم أر مثلي غار من طول ليله ... عليه لأنّ الليل يعشقه معي
وما زلت أبكي في دجى الليل صبوة ... من الوجد حتى ابيضّ من فيض أدمعي
وقال أخر:
رجوت طيف خيال ... وكيف لي بهجوع
والذاريات جفوني ... والمرسلات دموعي «1»
وقال آخر:
يا نازح الطيف من نومي يعاودني ... فقد بكيت لفرط النازحين دما
أوجبت غسلا على عيني بأدمعها ... فكيف وهي التي لم تبلغ الحلما
وقال آخر:
ارحم رحمت لوعتي ... وابعث خيالك في الكرى
ودموع عيني لا تسل ... عن حالها يا ما جرى
وقال آخر:
أملت أن تتعطفوا بوصالكم ... فرأيت من هجرانكم ما لا أرى
وعلمت أن فراقكم لا بدّ أن ... يجري به دمعي دما وكذا جرى
وقال آخر:
إنّ عيني مذ غاب شخصك عنها ... يأمر السهد في كراها وينهى
بدموع كأنّهنّ الغوادي ... لا تسل ما جرى على الخد منها
وقال آخر:
يقولون لي والدمع قرّح مقلتي ... بنار أسى من حبّة القلب تقدح
أدمعك جمر قلت لا تتعجبوا ... فكلّ وعاء بالذي فيه ينضح
وقال البدر الذهبي:
قالوا تباكى بالدموع وما بكى ... بدم على عيش تصرّم وانقضى
فأجبتهم هو من دمي لكنّه ... لما تصاعد صار يقطر أبيضا
قال ابن مطروح في الغيرة:
ولو أمسى على تلفي مصرّا ... لقلت معذبي بالله زدني
ولا تسمح بوصلك لي فإني ... أغار عليك منك فكيف منّي
وقال آخر:
أغار عليك من نظري ومنّي ... ومنك ومن مكانك والزمان
ولو أنّي خبأتك في جفوني ... إلى يوم القيامة ما كفاني
المظفر بن عمر الآمدي:
قولي لمن قد جفوني إذ لهجت بهم ... دون الأنام وخير القول أصدقه
أحبّكم وهلاكي في محبّتكم ... كعابد النار يهواها وتحرقه
وقال غيره:
لم أنس أيام الصبا والهوى ... لله أيام النجا والنجاح
ذاك زمان مرّ حلو الجنى ... ظفرت فيه بحبيب وراح
الشريف الرضي:
علّلاني بذكركم واسقياني ... وامزجا لي دمعي بكأس دهاق «2»
وخذا النوم من جفوني فإني ... قد خلعت الكرى على العشّاق
وقال آخر:
قالوا أترقد مذ غبنا فقلت لهم ... نعم وأشفق من دمعي على بصري
ما حقّ طرف هداني نحو حسنكم ... أنّي أعذبه بالدمع والسهر
عز الدين الموصلي:
فسدت لطول بعادكم أحلامنا ... وعقولنا وجفا الجفون منام
والطيف قد وعد الجفون بزورة ... يا حبّذا إن صحّت الاحلام
ومما قيل في السهر وطول الليل ونحو ذلك:
قال الشاعر:
وربّ ليل سهرناه وقد طلعت ... بقية البدر في أولى تسايره
كأنّما أدهم الظلماء حين نجا ... من أشهب الصبح ألقى نعل حافره «1»
وقال آخر:
ليل المحبين مطويّ جوانبه ... مشمّر الذيل منسوب إلى القصر
ما ذاك إلّا لأنّ الصبح نمّ بنا ... فأطلع الشمس من غيظ على القمر
وقال غيره:
فلم أر مثل ليل ذوي التّصابي ... وكلّ يشتكيه بكل حال
فيشكو طوله أهل التجافي ... ويشكو قصره أهل الوصال
وقال آخر:
ليلي وليلى سواء في اختلافهما ... قد صيّراني جميعا في الهوى مثلا
يجود بالطول ليلي كلما بخلت ... بالطول ليلى وإن جادت به بخلا
وقال آخر:
إنّ الليالي للأنام مناهل ... تطوى وتنشر بينها الأعمار «2»
فقصارهن مع الهموم طويلة ... وطوالهنّ مع السرور قصار
وقال غيره:
ربّ ليل لم أذق فيه الكرى ... حظّ عيني فيه دمع وسهر «3»
كلّما هيّج ليلى حرقي ... صحت ياليل أما فيك سحر
وقال آخر:
يا ليل طل أو لا تطل ... لا بدّ لي من سهرك
لو بات عندي قمري ... ما بت أرعى قمرك
وقال بشار بن برد:
خليليّ ما بال الدّجى لا يزحزح ... وما بال ضوء الصبح لا يتوضّح
أضلّ إليها المستنير طريقه ... أم الدّهر ليل كله ليس يبرح
وقال آخر:
كأنّ الثريا راحة تشبر الدجى ... ليعلم طال الليل أم قد تعرّضا
فليل تراه بين شرق ومغرب ... يقاس بشبر كيف يرجى له انقضا
وقال ابن منقذ:
لما رأيت النجم ساه طرفه ... والقطب قد ألقى عليه سباتا «4»
وبنات نعش في الحداد سوافر «5» ... أيقنت أنّ صباحهم قد ماتا
وقال آخر في ليلة ممطرة:
أقول والليل في امتداد ... وأدمع الغيث في انسفاح
أظن ليل بغير شك ... قد بات يبكي على الصباح
وقال أيضا:
تاب الزمان من الذنوب فوات ... واغنم لذيذ العيش قبل فوات
تمّ السرور فقم يا صاحبي ... نستدرك الماضي بنهب الآتي
صفي الدين الحلي في عود:
وعود به عاد السرور لأنه ... حوى اللهو قدما وهو ريّان ناعم
يغرّب في تغريده فكأنه ... يعيد لنا ما لقنّته الحمائم
وقال آخر في زامرة:
وناطقة بالنفخ عن روح بها ... تعبر عمّا دوننا وتترجم
سكتنا وقالت للقلوب فاطربت ... فنحن سكوت والهوى يتكلم
ومما قيل في فانوس
لابن تميم:
أنظر إلى الفانوس تلق متيّما ... ذرفت على فقد الحبيب دموعه
يبدو تلهّب جسمه لنحو له ... وتعدّ من تحت القميص ضلوعه
وقال لابن قزل:
وكأنما الفانوس في غسق الدجى ... دنف براه شوقه وسهاده
أضلاعه خفيت ورقّ أديمه ... وجرت مدامعه وذاب فؤاده
ولبعضهم في شمعة:
حكتني وقد أودى بي السقم شمعة ... وإن كنت صبّا دونها متوجّعا
ضنى وسهادا واصفرارا ورقّة ... وصبرا وصمتا واحتراقا وأدمعا
ومما قيل في الربيع والرياض والبساتين والمياه والنواعير ونحو ذلك.
قال الشاعر:
هذا الربيع وهذه أزهاره ... متجاوب في أيكه أطياره «1»
وبدا البنفسج والشقائق مونق ... والورد يضحك بينها وبهاره
فاشرب على وجه الحبيب وغنّ لي ... هذا هواك وهذه آثاره
وقال غيره:
غدونا على الروض الذي طلّه الندى ... سحيرا وأوداج الأباريق تسفك «2»
فلم نر شيئا كان أحسن منظرا ... من النّور يجري دمعه وهو يضحك
وقال آخر:
أما ترى الأرض قد أعطتك زهرتها ... بخضرة واكتسى بالنور عاريها «3»
فللسماء بكاء في جوانبها ... وللربيع ابتسام في نواحيها
وقال غيره:
إنّ السماء إذا لم تبك مقلتها ... لم تضحك الأرض عن شيء من الزهر
والأرض لا تنجلي أنوارها أبدا ... إلّا إذا رمدت من شدّة المطر
وقال ابن قرناص:
أيا حسنها من رياض غدا ... جنوني فنونا بأفنانها
مشى الماء فيها على رأسه ... لتقبيل أقدام أغصانها
وقال آخر:
أنظر إلى الأغصان كيف تعانقت ... وتفارقت بعد التعانق رجّعا
كالصبّ حاول قبلة من إلفه ... فرأى المراقب فانثنى متوجّعا
وقال ابن تميم:
وحديقة ينساب فيها جدول ... طرفي برونق حسنها مدهوش
يبدو خيال غصونها في مائه ... فكأنّما هو معصم منقوش
وقال أيضا عفا الله عنه:
لم لا أهيم إن الرياض وحسنها ... وأظلّ منها تحت ظل صافي
والزهر حيّاني بثغر باسم ... والماء وافاني بقلب صافي
وقال آخر:
قد سعينا نبغي زيارة دوح ... قد حبانا باللطف والإكرام
ناولتنا أيدي الغصون ثمارا ... أخرجتها لنا من الأكمام
ومما قيل في الأزهار والثمار.
قال بعضهم في الورد:
يا راقدا ونسيم الصبح منتبه ... في روضة القصف والأطيار تنتحب
الورد ضيف فلا تجهل كرامته ... فهاتها قهوة في الكاس تلتهب
سقيا له زائرا تحيا النفوس به ... يجود بالوصل شهرا ثم يحتجب
وقال بعضهم:
ولقد رأيت الورد يلطم خدّه ... ويقول وهو على البنفسج يحنق
لا تقربوه وإن تضوع نشره ... من بينكم فهو العدوّ الأزرق
ومما قيل في البنفسج.
قال ابن المعتز:
ولا زوردية وافت بزورتها ... بين الرياض على زرق اليواقيت
كأنما فوق طاقات صففن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت
وقال آخر:
إشرب على زهر البنفسج قهوة ... تهدي السرور لكلّ صب مكمد
فكأنه قرص بخدّ مهفهف ... أو أعين زرق كحلن بأثمد
ولبعضهم في الورد:
للورد فضل على زهر الربيع سوى ... أنّ البنفسج أزكى منه في المهج
كأنه وعيون الناس ترمقه ... آثار قرص يد في خدّ ذي غنج
وقال آخر:
يا مهديا لي بنفسجا أرجا ... يرتاح صدري له وينشرح
بشّرتني عاجلا مصحّفة ... بأنّ ضيق الأمور ينفسح
وقال غيره في النرجس:
وقضب زمرّد تعلو عليها ... عيون لم تذق طعم الغماض
توهّمت الغمام لها رقيبا ... فنكّست الرؤوس إلى الرياض
قال آخر فيه:
أنت يا نرجس روض ... لزهور الأرض ستّ
ودليل القول فيك ... أنّ أوراقك ستّ
وقال آخر:
أقول وطرف النرجس الغصن شاخص ... إليّ وللنّمام حولي إلمام
أيا رب حتى في الحدائق أعين ... علينا وحتى في الرياحين نمّام
وقال أيضا فيه:
لما تمادى الورد في زهوه ... وراح من إعجابه يرأس
تلوّن المنثور مما به ... واصفرّ من غيظ به النرجس
ومما قيل في اللينوفر لابن المعز المصري:
وبركة تزهو بلينوفر ... نسيمه يشبه نشر الحبيب «1»
مفتّح الأجفان في نومه ... حتى إذا الشمس دنت للمغيب
أطبق جفنيه على خدّه ... وغاص في البركة خوف الرقيب «1»



الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر    الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Emptyالثلاثاء 29 نوفمبر 2022, 8:17 pm

وقال تميم بن المعز المصري:
رأيت في البركة لينوفر ... فقلت ما شأنك وسط البرك
فقال لي غرقت في أدمعي ... وصادني ظبي الفلا بالشّرك
فقلت ما بال اصفرار بدا ... فيك وما هذا الذي غيّرك
فقال لي ألوان أهل الهوى ... صفر ولو ذقت الهوى صفّرك
ومما قيل في البان:
قد أقبل الصيف وولّى الشتا ... وعن قليل تسأم الحرّا
أما ترى البان بأغصانه ... قد قلب الفرو إليّ تبرا
وقال آخر فيه:
أو ما ترى البان الذي يزهو على ... كل الغصون بقده الميّاس
وافى يبشّر بالربيع وقربه ... يختال في السنجاب والبرطاس
وقال في الشقيق:
حييته بشقائق في مجلس ... ورأى الرقيب فشقّ ذاك عليه
فاحمرّ من خجل فأنبت خدّه ... أضعاف ما حملت يداي إليه
وقال آخر:
لو لم أعانق من أحبّ بروضة ... أحداق نرجسها إلينا تنظر
ما انشقّ جيب شقيقها حسدا ولا ... بات النسيم بذيله يتعثّر
وقيل أن ابن الرومي زار قبر أخيه يوما فوجد الشقائق قد نبتت على قبره فأنشد يقول:
قالت شقائق قبره ... ولربّ أخرس ناطق
فارقته ولزمته ... فأنا الشقيق الصادق
وممّا قيل في المنثور:
تخال منثورها في الدوح منتثرا ... كأنّما صيغ من در وعقيان
والطير ينشد في أغصانه سحرا ... هذا هو العيش إلّا أنّه فاني
وقال آخر:
قد أقبل المنثور يا سيدي ... كالدرّ والياقوت في نظمه
ثناك لا زال كأنفاسه ... ومخّ من يشناك مثل اسمه «2»
ولبعضهم فيه:
ولقد خلوت مع الأحبّة مرّة ... في روضة للزهر فيها معرك
ما بين منثور أقام ونرجس ... مع أقحوان وصفه لا يدرك
هذا يشير بأصبع وعيون ذا ... ترنو إليه وثغر هذا يضحك
ومما قيل في الياسمين:
والأرض تبسم عن ثغور رياضها ... والأفق يسفر تارة ويقطّب
وكأنّ مخضرّ الرياض ملاءة ... والياسمين لها طراز مذهب
وقال آخر:
رأيت الفال بشّرني بخير ... وقد أهدى إليّ الياسمين
فلا تحزن فإنّ الحزن شين ... ولا تيأس فإن اليأس مين «3»
ومما قيل في السوسن للأخطل الأهوازي:
سقيا لأرض إذا ما نمت نبّهني ... بعد الهدوّ بها قرع النواقيس
كأنّ سوسنها في كلّ شارقة ... على الميادين أذناب الطواويس
ومما قيل في الأقحوان لعبد القادر بن مهنا المغربي:
أفدي الذي زارني سرّا فأتحفني ... باقحوان يحاكي ثغر مبتسم
فبتّ من فرحي أفني مقبله ... لثما وأرشف من ريق له شبم «1»
ولبعضهم فيه:
إن فاه ثغر الأقاحي في تشبّهه ... بثغر حبّك واستولى به الطرب
فقل له عندما يحكيه مبتسما ... لقد حكيت ولكن فاتك الشنب
ومما قيل في الجلنار:
وجلّنار مشرق ... على أعالي شجره
كأنه في غصنه ... أحمره وأصفره
قراضة من ذهب ... في خرقة معصفره
ومما قيل في الآس:
أهديت مشبه قدّك المياس ... غصنا نضيرا ناعما من آس
فكأنما يحكيك في حركاته ... وكأنما تحكيه في الأنفاس
ومما قيل في الريحان:
وغصن من الريحان أخضر ناضر ... نما بين غصني نرجس وشقائق
يريك إذا كفّ الصّبا عبثت به ... شمائل معشوق وذلة عاشق
وقال آخر:
قضيب من الريحان شاكل لونه ... إذا ما بدا للعين لون الزّبرجد
فشبّهته لما بدا متجعّدا ... عذار تبدّى في سوالف أغيد
ومما قيل في الفواكه والثمار على اختلافهما:
في الأترج «2» قال ابن الرومي:
كلّ الخلال التي فيكم محاسنكم ... تشابهت منكم الأخلاق والخلق
كأنكم شجر الأترج طاب معا ... حملا ونشرا وطاب العود والورق
ولبعضهم فيه:
حيّاك من تهوى بأترجة ... ناعمة مقدودة غضّة
فجلدها من ذهب أصفر ... وجسمها الناعم من فضّة
وقال آخر:
يا حبذا أترجة ... تحدث للنفس الطرب
كأنّها كافورة ... لها غشاء من ذهب
في الليمون.
قول أبي الحسن رئيس الرؤساء:
يا حسن ليمونة حيّا بها قمر ... حلو المقبّل ألمى بارد الشنب «3»
كأنها أكرة من فضّة خرطت ... واستودعوها غلافا صيغ من ذهب
وفيه أيضا:
أما ترى الليمون في ... غصن من الزّبرجد
كأكرة «4» من فضة ... مملوءة من عسجد
في النارنج.
لعبد الله بن المعتز:
نظرت إلى نارنجة في يمينه ... كجمرة نار وهي باردة اللمس
فقرّبها من خدّه فتألفّت ... فشبّهتها المريخ في دارة الشمس
وقال آخر:
ونارنجة بين الرياض نظرتها ... على غصن رطب كقامة أغيد
إذا ميّلتها الريح مالت كأكرة ... بدت ذهبا في صولجان زبرجد
وقال آخر:
ونارنج يلوح على غصون ... ومنه ما نرى كالصولجان
أشبّهها ثديّا ناهدات ... غلائلها صبغن بزعفران
وقال آخر:
وأشجار نارنج كأنّ ثمارها ... حقاق عقيق قد ملئن من الدر «1»
نطالعها بين الغصون كأنّها ... قدود عذارى في ملاحفها الخضر
أتت كلّ مشتاق بريّا حبيبه ... فهاجت له الأشجان من حيث لا يدري
في التفاح.
لبعضهم:
ولما بدا التفاح أحمر مشرقا ... دعوت بكاسي وهي ملأى من الشفق
وقلت لساقيها أدرها فعندنا ... خدود الأغاني قد جمعن على طبق
وقال آخر في تفاحة:
وتفاحة من سندس صيغ نصفها ... ومن جلنّار نصفها وشقائق
كأن الهوى قد ضمّ من بعد فرقة ... بها خدّ معشوق إلى خدّ عاشق
ولبعضهم فيه:
تفاحة كسيت لونين خلتهما ... خدي محب ومحبوب قد التصقا
تعانقا فبدا واش فراعهما ... فاحمرّ ذا خجلا واصفرّ ذا فرقا «2»
وقال آخر:
وتفاحة وردية ذهبية ... تجلي عن المهموم ليل همومه
كأنّ سلاف الخمر روّى أديمها ... بخمر فجاءت باحمرار أديمه
تذكّرني شكل الحبيب وحسنه ... وتوريد خدّيه وطيب نسيمه
وقال آخر:
حمرة التفاح في خضرته ... أشبه الألوان من قوس قزح
فعلى التفاح فاشرب قهوة ... واسقنيها بنشاط وفرح
وفيه أيضا:
أهدى لنا التفاح من كفّه ... من لم يزل يجنيه من خدّه
وخطّ بالمسك على بعضها ... قد عطف المولى على عبده
وقيل في السفرجل:
حاز السفرجل لذات الورى فغدا ... على الفواكه بالتفضيل مشهورا
كالراح طعما وشمّ المسك رائحة ... والتبر لونا وشكل البدر تدويرا
وقال آخر:
سفرجلة صفراء تحكي بلونها ... محيا شجاه للحبيب فراق
إذا شمّها المشتاق شبه ريحها ... بريح حبيب لذّ منه عناق
وطيّبة عند المذاق فطعمها ... كريق حبيب طاب منه مذاق
وقال آخر:
سفرجلة جمعت أربعا ... فكان لها كلّ معنى عجيب
صفار النّضار وطعم العقار ... ولون المحبّ وريح الحبيب
وقيل في الكمثرى:
وكمّثرى لذيذ الطعم حلو ... شهي جاء من دوح الجنان
مناقير الطيور إذا اقتتلنا ... مغبرة بلون الزعفران
ابن برغش متغزلا:
وكمثرى سباني منه طعم ... كطعم الشّهد شيب بماء ورد «1»
لذيذ خلقه لما أتانا ... نهود السمر في معنى وقدّ
وما قيل في المشمش:
بدا مشمش الأشجار يذكو شهابه ... على غصن أغصان من الروض ميّد «2»
حكى وحكت أشجاره في اخضراره ... جلاجل تبر في قباب زبرجد «3»
ما قيل في الإجاص:
أنظر إلى شجر الإجاص قد حملت ... أغصانه ثمرا ناهيك من ثمر
تراه في أخضر الأوراق مستترا ... كما اختبى الزنج في خضر من الأزر
ما قيل في الخوخ:
أهدى إليّ الصديق خوخا ... منظره منظر أنيق
من كل مخصوصة بحسن ... معناه في مثلها دقيق
حمراء صفراء مستعير ... بهجتها التبر والعقيق
كوجنة مسّها خلوق «4» ... فزال عن بعضها الخلوق «5»
وما قيل في الفستق:
تفكرت في معنى الثمار فلم أجد ... لها ثمرا يبدو بحسن مجرّد
سوى الفستق الرطب الجني فإنّه ... زها بمعان زيّنت بتجرّد
غلالة مرجان على جسم فضّة ... وأحشاء ياقوت وقلب زبرجد
ومما قيل في البندق:
ولقد شربت مع الحبيب مدامة ... حمراء صافية بغير مزاج
فتفضل الظبي البهيّ ببندق ... شبّهته ببنادق من ساج
فكسرته فوجدت ثوبا أحمرا ... قد لفّ فيه بنادق من عاج
ومما قيل في النبق:
وسدرة كلّ يوم ... من حسنها في فنون
كأنّما النبق فيها ... وقد حلا في العيون
جلاجل من نضار ... قد علقت في الغصون
ومما قيل في اللوز:
ومهد إلينا لوزة قد تضمّنت ... لمبصرها قلبين فيها تلاصقا
كأنّهما حبّان فازا بخلوة ... على رقبة في مجلس فتعانقا
في العنب لبعضهم:
هدية شرّفتنا من أخ ثقة ... نعم الهدية إذا وافتك من يده
نوعان من عنب جاءا على طبق ... كأنّ طيبهما من طيب محتده
فأبيض العين يحكي لون أبيضه ... وأسود العين يحكي لون أسوده
وقال في قصب السكر:
ورماح لغير طعن وضرب ... بل لأكل ومص لب ورشف
كملت في استوائها واستقامت ... باعتدال وحسن قدّ ولطف
ومما قيل في البطيخ الأصفر:
أتانا غلام فاق حسنا على الورى ... ببطيخة صفراء في لون عاشق
فشبّهته بدرا يقد أهلة ... من الشمس ما بين النجوم ببارق
وقال آخر:
وبطيخة وافى بها فوق كفّه ... إلينا غلام فاق كلّ غلام
فخيّل لي شمس الأصيل أهلة ... يقطّعها بالبرق بدر تمام
ومما قيل في البطيخ الأخضر:
وظبي أتى في الكف منه بمدية ... وقد لاح في خدّيه شبه شقيق
فمال إلى بطيخة ثم شقّها ... وفرّقها ما بين كل صديق
فشّبهتها لما بدت في أكفّهم ... وقد علمت فيهم كؤوس رحيق
صفائح بلّور بدت في زبرجد ... مرصّعة فيها فصوص عقيق
وقال آخر:
وبطيخة خضراء في كفّ أغيد ... أتانا بها فارتاح ذو الهمّ وابتهج
وأقبل يفريها بمديته وقد فرى ... طرفه الساجي القلوب مع المهج «1»
ومما قيل في القثاء:
أنظر إليها أنابيبا منضّدة ... من الزمرّد خضرا ما لها ورق
إذا قلبت اسمها بانت ملاحتها ... وصار في عكسه أني بكم أثق
ومما قيل في الباذنجان:
وكأنّما الابذنج سود حمائم ... أوكاره خمل الرّبيع المبكر
نقرت مناقره الزمرّد سمسما ... فاستودعته حواصلا من عنبر
ومما قيل في الأنهار والبرك والنوعير:
أما ترى البركة الغرّاء قد كسيت ... نورا من الشمس في حافاتها طلعا
والنهر من فوقه يلهيك منظره ... شهب سماوية فارتجّ والتمعا
كأنّه السيف مصقولا يقلّبه ... كفّ الكمي إلى ضرب الكماة سعى
وقال آخر في البركة:
يا من يرى البركة الحسناء رؤيتها ... والآنسات إذا لاحت مغانيها
فلو تمر بها بلقيس عن عرض ... قالت هي الصرح تمثيلا وتشبيها
كأنّها الفضّة البيضاء سائلة ... من السبائك تجري في مجاريها
إذا علتها الصّبا أبدت لها حبكا ... مثل الجواشن مصقولا حواشيها
فحاجب الشمس أحيانا يضاحكها ... وريّق الغيث أحيانا يباكيها
إذا النجوم تراءت في جوانبها ... ليلا حسبت سماء ركبّت فيها
وقال آخر:
وبركة للعيون تبدو ... في غاية الحسن والصفاء
كأنّها إذا صفت وراقت ... في الأرض جزء من السماء
وقال محمد بن سارة المغربي:
النهر قد رقّت غلالة صبغه ... وعليه من صبغ الأصيل طراز
تترقرق الأمواج فيه كأنّها ... عكن الخصور تهزّها الأعجاز
وقال آخر:
يوم لقا بالنيل مختصرا ... ولكل وقت مسرّة قصر
فكأنّما أمواجه عكن ... وكأنما داراته سرر
وقال آخر في نهر يسبح فيه الغلمان:
خليج كالحسام له صقال ... ولكن فيه للرائي مسّرة
رأيت به الملاح تجيد عوما ... كأنّهم نجوم في المجرّه
وقال آخر في النيل:
النيل قال وقوله ... إذ قال ملء مسامعي
في غيظ من طلب العلا ... عمّ البلاد منافعي
وعيونهم بعد الوفا ... قلّعتها بأصابعي
وقال آخر:
كأنّ النيل ذو فهم ولب ... لما يبدو لعين الناس منه
فيأتي عند حاجتهم إليه ... ويمضي حين يستغنون عنه
وقال آخر:
وفّت أصابع نيلنا ... وطغت وطافت في البلاد
وأتت بكل مسرة ... ما ذي أصابع ذي أياد
وقال آخر:
سدّ الخليج بكسره جبر الورى ... طرّا فكلّ قد غدا مسرورا
والماء سلطان فيكف تواترت ... عنه البشائر إذا غدا مكسورا
وقال آخر:
ونهر خالف الأهواء حتّى ... غدت طوعا له في كلّ أمر
إذا عصفت على الأغصان ألقت ... إليه بها فيأخذها ويجري
وقال آخر في ناعورة:
وكريمة سقت الرياض بدرّها ... فغدت تنوب عن الغمام الهامع
بلسان محزون ومدمع عاشق ... ومسير مشتاق وأنّة جازع
وقال آخر:
وناعورة قالت وقد حال لونها ... وأضلعها كادت تعد من السّقم
أدور على قلبي لأنّي فقدته ... وأما دموعي فهي تجري على جسمي
وفيها أيضا:
وحنّانة من غير شوق ولا وجد ... يفيض لها دمع كمنتثر العقد
أحنّ إذا حنّت وأبكي إذا بكت ... فليس لنا من ذلك الفعل من بدّ
ولكنّها تبكي بغير صبابة ... وأبكي بإفراط الصبابة والوجد
وأدمعها من جدول مستعارة ... ودمعي من عيني يفيض على خدّي
وفيها أيضا قال الخطيري:
ربّ ناعورة كأنّ حبيبا ... فارقته فقد غدت لي تحكي
أبدا هكذا تئن بشجو ... وعلى إلفها تدور وتبكي
ابن تميم:
تأمل إلى الدولاب والنهر إذ جرى ... ودمعها بين الرياض غدير
كأنّ نسيم الجوّ قد ضاع منهما ... فأصبح ذا يجري وذاك يدور
فصل في الألغاز
في غزال:
إسم من قد هويته ... ظاهر في صروفه
فإذا زال ربعه ... زال باقي حروفه
في كوز فقاع:
ومحبوس بلا ذنب جناه ... له في السجن ثوب من رصاص
إذا أطلقته وثب ارتفاعا ... يقبّل فاك من فرح الخلاص
في زر موزة:
مطية فارسها راجل ... تحمله وهو لها حامل
واقفة بالباب مزبولة ... لا تشرب الدهر ولا تأكل
وقال في طاحون:
ومسرعة في سيرها طول دهرها ... تراها مدى الأيام تمشي ولا تتعب
وفي سيرها ما تقطع الأكل ساعة ... وتأكل مع طول المدى ولا تشرب
وما قطعت في السير خمسة أذرع ... ولا ثلث ثمن من ذراع وأقرب
في دواة:
ومرضعة أولادها بعد ذبحهم ... لها لبن ما لذّ قط لشارب
وفي بطنها السكين والثدي رأسها ... وأولادها مدخورة للنوائب
وفي دواة أيضا:
وما أمّ يجامعها بنوها ... وليس عليهم تجب الحدود
كأنّهم إذا ولجوا حشاها ... أفاعي في أمكانها رقود
في قلم:
وأهيف مذبوح على صدر غيره ... يترجم عن ذي منطق وهو أبكم
تراه قصيرا كلما طال عمره ... ويضحي بليغا وهو لا يتكلم
وفيه أيضا:
بصير بما يوحى إليه وما له ... لسان ولا قلب ولا هو سامع
كأنّ ضمير القلب باح بسره ... إليه إذا ما حرّكته الأصابع
وفيه أيضا:
وأصفر عار أنحل السقم جسمه ... يشتّت شمل الخطب وهو جموع
حمى الجيش مفطوما كما كان تحتمي ... به الأسد في الغابات وهو رضيع
وقال أيضا:
وذي نحول راكع ساجد ... أعمى بصير دمعه جاري
ملازم الخمس لأوقاتها ... مجتهد في طاعة الباري
في مرملة «1» :
معشوقة لذوات العز قد صنعت ... حزينة ما تراها قطّ تبتسم
كأنها من صروف الدهر خائفة ... تبكي دماء على ما سطّر القلم
في كتاب:
وذي أوجه لكنّه غير بائح ... بسرّ وذو الوجهين للسرّ يظهر
تناجيك بالأسرار أسرار وجهه ... فتسمعها بالعين ما دمت تبصر
في سلطان حسن لابن أبي حجلة:
ما اسم محبّب للقلوب لأنّه ... حسن الحروف يجود بالإحسان
تصحيفه أمسى حبيبا كلما ... صحّفت أحرفه بحسن بيان
لو جاد لي يوما برؤية وجهه ... نلت المراد وعشت بالسلطان
في شبّابة:
وما صفراء شاحبة ولكن ... تزيّنها النضارة والشباب
مكتّبة وليس لها بنان ... منقبة وليس لها نقاب
تصبح لها إذا قبّلت فاها ... أحاديث تلذّ وتستطاب
ويحلو المدح والتشبب فيها ... وليست لاسعاد ولا الرباب
وفيها أيضا:
ومقروحة الأجفان مثلي شجيّة ... تناءت عن الأهلين أسقمها البعد
تزوّجها عشر وذاك محرّم ... ولا حرج كلّا ولا وجب الحدّ
إذا وطئها قوم تصرّخ صرخة ... يلين إليها كلّ قلب ولو صلد
وفيها أيضا:
منقبة مهما خلت مع محبّها ... يزوّدها لثما وينظرها شزرا
وتصحيفها في كف حاملها فقل ... إذا شئت في اليمنى وإن شئت في اليسرى
في دملج:
إلى النساء يلتجي ... وعندهنّ يوجد
الجسم منه فضّة ... والقلب منه جلمد
في خلخال:
أيا عجبا من صابر صامت ولم ... يفه بكلام قط في ساعة الضرب
أقام ولم يبرح مكانا ثوى به ... على أنّه أضحى يدور على الكعب
في شعر اللحية:
وذي عدد كالرمل سام محلّه ... جميل على كل الملاح له حق
يحاذر من موسى ويرهب باسمه ... وفي القلب هارون له الهلك والمحق
وفي التين:
أيّ شيء لذّ طعمه ... ناعم الملمس ليّن
كيف لا يبدو وضوحا ... وهو في التصحيف بيّن
في الموز:
ما اسم لشيء حسن شكله ... تلقاه عند الناس موزونا
تراه معدودا فإن زدته ... واوا ونونا صار موزونا
في حمزة:
من لي بمعتدل القوام مهفهف ... أروى بغصن البان لينة قده
في فيه تصحيف اسمه وبخدّه ... وبقلب عاشقه لشدّة صدّه
وفيه أيضا:
إسم الذي أنا أهواه وأعشقه ... وطول دهري أخشى من تجنيه
تصحيفه في فؤادي دائما أبدا ... يبدو في خدّه أيضا وفي فيه
في ساقية:
وجارية لولا الحوافر ما جرت ... أشاهدها تجري وليس لها رجل
وترضع أطفالا ولا هي أمّهم ... وليس لها ثدي وليس لها بعل
وفيها أيضا:
وجارية تبكي إذا الليل جنها ... بلا ألم فيها ولا ضرب ضارب
عليها رجال شنّقوا بعد حرقهم ... وما كان شنق القوم إلا بواجب
في زر وعروة:
وما أخت يجامعها أخوها ... وليس عليهما فيه جناح
ترى بجوازه الحكام طرّا ... وفي أعناقهم ذاك النكاح
في راوية:
وسوداء تشرب من رأسها ... وإن شئت تسقيك من فرد يد
ولونها مثل لون أختها ... وثنتاهما واحد في العدد
وتحبل في الوقت هي وأختها ... وفي ساعة يضعان الولد
في شطرنج:
يا ذا النّهى ما اسم له حالة ... يحار فيها الذهن والفكر
له حروف خمسة إنما ... ثلاثة منها له شطر
في فيل:
أيمّا اسم تركيبه من ثلاث ... وهو ذو أربع تعالى الإله
حيوان والقلب منه نبات ... لم يكن عند جوعه يرعاه
فيك تصحيفه ولكن إذا ما ... رمت عكسا يكون لي ثلثاه
في بجع:
ما طائر في قلبه ... يلوح للناس عجب
منقاره في بطنه ... والعين منه في الذنب
في نار:
وما اسم ثلاثي به النفع والضرر ... له طلعة تغني عن الشمس والقمر
وليس له وجه وليس له قفا ... وليس له سمع وليس له بصر
يمدّ لسانا يختشي الرمح بأسه ... ويهزأ يوم الضرب بالصارم الذكر
يموت إذا ما قمت تستقيه عامدا ... ويأكل ما يلقى من النبت والشجر
فيا قارىء الأبيات دونك شرحها ... وإلا فنم عنها ونبّه لها عمر
وفيها أيضا:
وآكلة بغير فم وبطن ... لها الأشجار والحيوان قوت
إذا أطعمتها انتعشت وعاشت ... وإن أسقيتها ماء تموت
في يد الهاون:
قل لي فما شيء يرى ناعما ... منتصب القامة طول الزمان
أطول من شبر له حزّة ... مفيشل الرأس قوي الجنان
يسمع في القعر له رنة ... ويظهر الصفق بأعلى مكان
وفيه أيضا:
خبروني أي شيء ... أوسع ما فيه فمه
وابنه في بطنه ... يرفسه ويلكمه
وقد علا صياحه ... ولم يجد من يرحمه
في خشخاش:
وما قبة مبنية فوق شاهق ... لها علم يحكي الملاحة بالظرف
وأولادها في بطنها في جماعة ... يكونون ألفا أو يزيدون عن ألف
ويأخذها الطفل الصغير بجهله ... ويقلبها عسفا على راحة الكف
في كوز زير:
وذي أذن بلا سمع ... له قلب بلا لب
إذا استولى على صب ... فقل ما شئت في الصب
في اسم علي:
اسم الذي أعشقه ... أوله في ناظره
إن فاتني أوله ... فإن لي في آخره
في موسى للصفدي:
وما شيء له حدّ وخدّ ... يكلّم من يلامسه بحلقه
وكلّ حلقه من تحت راس ... وهذا الراس صارت تحت حلقه
في حلب لابن الفارض رحمه الله تعالى:
ما بلدة بالشام قلب اسمها ... تصحيفه أخرى بأرض العجم
وثلثه إن زال من قلبه ... وجدته طيرا شجيّ النغم
وقال في سمرقند:
وما اسم سداسي إذا ما لمحته ... ترى فيه أجزاء تذم وتشكر
له ثلث يأتي به الموت فجأة ... وثلث مع الكتاب يطوى وينشر
وثلث رعاك الله يا صاحبي له ... على مدى الأيام نشر معطر
وفي نصفه لما تحرّك بعضه ... حديث شهيّ في الليالي يذكر
وفي نصفه الثاني إذا ما أعدته ... إلى النار للتحليل والعقد سكر
ففسّر لنا ذا اللغز إن كنت ذا حجى ... فليس على ذي العقل لغز معسّر
وقال في كمون:
يا أيها العطار أعرب لنا ... عن اسم شيء قلّ في سومكا
تراه بالعين في يقظة ... كما ترى بالقلب في نومكا
وقال في قالب الطوب:
وما آكل في قعدة ألف لقمة ... ولقمته أضعاف أضعاف وزنه
إذا نزل المأكول جنبيه لم يقم ... سوى لحظة أو لحظتين ببطنه
في العين:
وباسطة بلا عصب جناحا ... وتسبق ما يطير ولا تطير
إذا ألقمتها الحجر اطمأنّت ... وتجزع أن يباشرها الحرير
ويكفي من ذلك ما أشرت إليه وما نبهت من هذا الفن عليه، وقد مضى القول من الفنون السبعة على فن الشعر القريض وما فيه من الفنون المتقدم ذكرها.
ولنذكر إن شاء الله تعالى بقية الفنون السبعة على وجه الاختصار والفنون السبعة المذكورة عند الناس هي الشعر القريض والموشح والدوبيت والزجل والمواليا والكان وكان، والقوما، ومنهم من جعل الحماق من السبعة وفي ذلك اختلاف وعند جمع المحققين أن هذه الفنون السبعة منها ثلاثة معربة أبدالا يغتفر اللحن فيها، وهي الشعر القريض والموشح والدوبيت، ومنها ثلاثة ملحونة أبدا، وهي: الزجل والكان وكان والقوما، ومنها واحد وهو البرزخ بينهما يحتمل الاعراب واللحن وهو المواليا، وقيل: لا يكون البيت منه بعض ألفاظه معربة وبعضها ملحونة، فإن هذا من أقبح العيوب التي لا تجوز وإنما يكون المعرب منه نوعان بمفرده، ويكون الملحون فيه ملحونا لا يدخله الاعراب وقد أوضح قاعدة الجميع وأمثلتها صفي الدين أبو المحاسن الحلي في ديوانه، وسماه: «بالعاطل الحالي، والمرخص الغالي» ولو بسطت المقال لا تسع المجال وكثر المقال، ولكن الاختصار يذهب الأوجال، والحمد لله رب العالمين على كل حال.
فصل في بيان الفن الثاني وهو الموشح
لابن المبارك:
قد أنحل الجسم أسمر أكحل ... وأوجل القلب فيه مذ حلّ
دور:
أميل له فلا يميل ... يحول وعنه لا أحول
أقول إذا زاد بي النحول
أما حل عقد الصدود ينحل ... وترحل عن نجم المزحل
دور:
كم أبعد وكم أبيت مكمد ... ويعمد بهجره لا فقد
وأجهد لارتصاد من قد
تحمل والحاسدون رحل ... تمحل والوعد منه ما حل
دور:
متوج بالحسن هذا الأبلج ... مدبج عذاره البنفسج «1»
مفلج وطرفه ذا الأدعج
مكحل وثغره منحل ... مخلخل بعنبر معجل
دور:
برغمي من يستحل ظلمي ... ويرمي بحربه لسلمي
وجسمي من التزام سقمي
منحل وقد غدا مرحل ... فمن حل دمي وما حل
دور:
قلاني واشتط ذا الفلاني ... غزاني بطرفه اليماني
تراني أنشد لمن يراني
قد أنحل الجسم أسمر أكحل ... وأوحل القلب فيه مذحل
لابن سناء الملك:
كلّلي يا سحب تيجان الربا بالخلي ... واجعلي سوارك منعطف الجدول
دور:
يا سما فيك وفي الأرض نجوم وما ... كلما أخفيت نجما أظهرت أنجما
وهي ما تهطل إلا بالطلى والدما ... فاهطلي على قطوف الكرم كي تمتلي
وانقلي للدن طعم الشهد والقرنفل
دور:
تتقد كالكوكب الدريّ للمرتصد ... يعتقد فيها المجوسي بما يعتقد
فاتئد يا ساقي الراح بها واعتمد
وأجل لي حتى تراني عنك في معزل ... قل لي فالراح كالعشق إن يزد يقتل
دور:
لا أليم في شرب صهبا وفي عشق ريم ... فالنعيم عيش جديد ومدام قديم
لا أهيم إلا بهذين فقم يا نديم
واجل لي من أكؤس صيرت من فوفل ... ألذ لي من نكهة العنبر والمندل
دور:
خذ هني واعطني كاسي مثل كاسك هني ... واسقني على رضاب الفطن الملسن
والهني ببعض ما صيغ من الألسن
لو تلى مدح سناه مع رشا أكحل ... لذلي على سنا الصهباء والسلسل
دور:
أزهرت ليلتنا بالوصل مذ أسفرت ... أصدرت بزورة المحبوب إذ بشرت
أخرت فقلت للظلماء مذ قصرت
طولي يا ليلة الوصل ولا تنجلي ... واسبلي سترك فالمحبوب في منزلي
دور:
من ظلم في دولة الحسن إذا ما حكم ... فالألم يجول في باطنه والندم
والقلم يكتب فيه عن لسان الأمم
من ولي في دولة الحسن ولم يعدل ... يعزى لألحاظ الرشا الأكحل



الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر    الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Emptyالثلاثاء 29 نوفمبر 2022, 8:17 pm

وله أيضا:
ترى هل يشتفي منك الغليل ... ويشفى من صبابته العليل
دور:
لقد أسرفت في هجري وصدي ... بلا سبب سوى كلفي ووجدي
وماذا في سلو عنك يجدي
خضاب الوجد ليس له نصول ... وأسياف الهوى فينا تصول
دور:
لئن شحيت عني بالسلام ... وطيفك قد جفا لجفا المنام
فقد جادت بأربعة سجام
جفون بالبكا كادت تحول ... على خد أسفّ به النحول
دور:
لقد أرسلت في طي النسيم ... حديث هوى عن الوجد القديم
فعادت وهي عاطرة الشميم
تخبّر أن ظعنهم نزول ... بدار لا يلمّ لها نزيل
دور:
تلقته الموالي والموالي ... بألحاظ وزرق من نصال
وأعطاف وسمر من عوالي وله أيضا:
شمس الحيا أم القمر ... أم بارق الثغر بشر
أم البها حفه الخفر ... بطرز خديك مستطر
سلسلة:
قم تباها بما تباها ولا تلاها قفلة:
فكل أحبابنا حضروا ... والعود يشجيك والوتر
والدور:
أفديك بالسمع والبصر ... يا أهيف وصله وطري
بدر بدا في دجى الشعر ... قد لذّ في حبه سهري
سلسلة:
إذا تجلى وقد تجلى عليك يجلى قفلة:
تحير في وصفه الفكر ... والعقل والسمع والنظر
الدور:
فهاك حدّث عن الطرب ... وعن سلاف ابنة العنب
إذا سقاها مع الضرب ... بدر بأفق الجمال ربي
سلسلة:
في ظل بان على المثاني من غير ثاني قفلة:
إلا الندامى إذا سكروا ... والروض والماء والشجر
وقال رحمه الله تعالى:
وانسيم السحر هل لك خبر ... عن عريب همو بالمنحنى
فارقوني ولم أقض الوطر ... من لقاهم ولا نلت المنى
قلت يا قلب صبرا ما صبر ... والنبي ما الهوى إلا عنا «1»
ما كتمت الهوى إلّا ظهر ... مع شهود المدامع والضنى
دور:
ليش تمنع وصالك يا حبيب ... عن محبك وهو لا يعشق سواك
راقب الله وارجع من قريب ... قبل يبلى جسمه في هواك
لست ألقى لدائي من طبيب ... غير رشفي يا حبيبي من لماك
لو رأى حالي العاذل عذر ... حينما ينظر جمالك والسنا
دور:
يا قمر فوق غصن من نقا ... أثخنتنا مطالك والصدود
يا رعى الله لويلات اللقا ... ليتها يا خلّ يوما لي تعود
ليلة السعد ما فيها شقا ... كيف تشقى وطالعها سعود
صفرها لا يمازجه كدر ... بالمسرات وأوقات الهنا
غيره:
حملت مذ سارت الحمول ... وجد مضى العمر وهو باقي
دور:
ساروا وسار الفؤاد لكن ... جسمي مقيم على المساكن
وعن الحبّ صار ظاعن
مالي إلى وصله وصول ... لو سرت بالبرق والبراق
دور:
وغادة كالقضيب قدّا ... والورد والياسمين خدّا
كأنها البدر إذ تبدى
وشعرها أسود طويل ... كأنه ليلة الفراق
دور:
هونا أتتنا تميل ميلا ... سحابة كالسحاب ذيلا
فقلت شمس تزور ليلا
وما درى كاشح عذول ... فذاك من أعجب اتفاق
دور:
وسدتها ساعدي لسعدى ... وبتّ أرعى رياض وردي
وخمر ريق كذوب شهد
لو ذاقها مدنف عليل ... لعاش والروح في التراقي
فصل في الفن الثالث وهو الدوبيت
لسيدي شرف الدين بنه الفارض رحمه الله تعالى:
أهوى قمرا له المعاني رق ... من صبح جبينه أضاء الشرق
تدري بالله ما يقول البرق ... ما بين ثناياه وبيني فرق
وقال أيضا:
أهوى رشأ كلّ الاسى لي بعثا ... مذ عاينه تصبري ما لبثا
ناديت وقد فكرت في خلقته ... سبحانك ما خلقت هذا عبثا
وقال أيضا:
عرّج بطويلع فلي ثمّ هويّ ... واذكر خبر الغرام واسنده إليّ
واقصص قصصي عليهم وابك عليّ ... قل مات ولم يحظ من الوصول بشيّ
وقال أيضا:
روحي لك يا زائرا في الليل فدا ... يا مؤنس وحدتي إذا الليل هدا
إن كان فراقنا مع الصبح بدا ... لا أسفر بعد ذاك صبح أبدا
وقال آخر:
يا شمس ضحى جبينه وضاح ... ساعات وصولك كلها أفراح
عشاقك لو فعلت ما شئت بهم ... ماتوا كمدا وبالهوى ما باحوا
وقال آخر:
أهواه مهفهفا ثقيل الردف ... كالبدر يجلّ حسنه عن وصف
ما أحسن واو صدغه حين بدت ... يا رب عسى تكون واو العطف
وقال التلعفري:
قلبي ذهبت لبعدكم راحته ... ما الصبر على بعادكم عادته
بنتم فرثى لما به شامته ... لا كان فراقكم ولا ساعته
وقال المنشدي:
أحسانك طول الدهر لا أنساه ... لا أذكر بعد خالقي إلا هو
إن أبعدك الزمان عني حسدا ... مولاي خليفتي عليك الله
وقال آخر:
إن جئت ربا الحمى ولاحت نجد ... فاذكر ولهي وما جناه البعد
قد كنت أقاسي الصدق حتى رحلوا ... يا ليتهم عادوا وعاد الصدّ
فصل في الفن الرابع وهو الزجل
حمل للغباري:
قل لغزلان وادي مصر ... والشام يقصروا ذا النفار
لهم اجعل حشاشتي ... مرعى وفؤادي قفار
دور:
مصر والشام فيها ملاح أقمار ... بالمحاسن تسود
ذا أبيض وذا أحمر وذا مليح اسمر ... لو عيون نجل سود
ذا غزال صار يفوق على الغزلان ... ويصيد الأسود
وذا غصن بان أهيف قوام قد ... وقد الأغصان جهار
وذا بدر الكمال ظهر في الليل ... وذا شمس النهار
دور:
تدر بالله إيش قالت مليح الشام ... بعد ذاك الصدود
قد سمينا بصحة الأبدان ... واعتدال القدود
وتخضب تفاحنا الأحمر ... فوق بياض الخدود
وأنتم يا عشاق لكم قلنا ... والحسود راح بنار
أنتم التفاح وما نقصد ... منكم إلا الخيار
دور:
وملاح مصر قالت إحنا أصحاب ... الوجوه الملاح
والحلاوة وطيبة الأخلاق ... في الخلائق مباح
إحنا أقمار وإحنا بدور الليل ... وشموس الصباح
وفي الألفاظ والظرف والمعنى ... ليس لنا حد صار
وورثنا الحسن من يوسف ... واكتسبنا الفخار
دور:
حسن حبي الفرار جي فرحه بدر ... في السعد لاح
فرخ ناجب خرج من القشرة ... فاق ملاح الملاح
كلما أعمل على رضاه يفسد ... بجفاه الصلاح
ومن البيضة قد خرج نافر ... رد جفني بنار
وجفاني وخد بياض جسمي ... خلطوا بالصفار
دور:
وقع الطل خط بالأبيض ... في اخضرار الطروس
قم يا ساقي على بساط زهري ... تحت ظل العروس
هاتها شمس راح شمول قرقف ... بكر عذرا عروس
عروس لها صفو النسيم ... ولطف الما وابتهاج الثمار
قد جلوها في كاس زجاج ... أبيض فاكتسى باحمرار
دور:
فهو عطار عندي وشراب هندي ... وبراني جفاه
كل من مص من لسانو ريقو ... يلتقي فيه شفاه
ورد خد وحبتو سودا ... شبه خال في صفاه
جبل آس عارضو أسر قلبي ... والكبار والصغار
في المحب غاروا على حسنو ... وكل من حب غار
دور:
دروني الملاح على كعبي ... ونصوا نصوص
بلا دعوى التف لف اليسير ... في هواهم خصوص
وعليا صار نقشهم قاعد ... مثل نقش الفصوص
والبساط انطوى وحين ما رأوا خلف ... له همه ولو اصطبار
قمروني في عشق هذا القمر ... والمحبة قمار
دور:
لحبيبي ثغر من جوهر ... والشفيفات عقيق
وعوارض ما ضرهم عارض ... غير نبات الشقيق
وخدود ورد من غير نمش ... ووصفنا عن حقيق
يحرس الورد خال عنبر ... تحت أهداب غزار
في صفا وجهو أنزه طرفي ... عند خلع العذار
دور:
في رياض صفوف من الأزهار ... قابلتها صفوف
كيف لا نرقص والنسيم بها موصول ... وورقها دفوف
واعجب من النهر إذا صفق ... لو من الموج كفوف
والغيوم نقطت وحين النسيم ... طار أعلى مطار
باختلاف الألحان سحر في الروض ... صاح على عود طار
دور:
أشرف الخلق بين الإسلام ... والهدى والضلال
والشرائع والحق والباطل ... والحرام والحلال
نبي من بين أصابعه تحقيق ... نبع الماء الزلال
ولو أن النبات جميعه أقلام ... والمداد البحار
والخلايق تكتب مديحو تاه ... كل كاتب وحار
دور:
خلف أستاذ في الفن ما ينطاق ... ذاق عداه المنون
ما يعيبو في الفن غير ناقص ... عقل زايد جنون
شيخ مصدر لبيب قيم ... في جميع الفنون
باتضاعو مع الصغار مرفوع ... فوق رؤوس الكبار
وأهل الفنون تجري وما تلحق ... للغبارى غبار
غيره لناصر الغيطي:
كنز روضي طالبو بسعد يا خليع قم في دجى الأسحار تلتقي در الندى يرهج فوق فصوص غرائب النوار

دور:
كنز روضي نزهة الطالب ... جوهر وبين الندى يرهج
ولجين الما بيتكسر ... يا خليع هيا تعا اتفرج
بين عنابر تلتقي الخلع ... كل حد مع إلفو يدرج
وامش في عرض الرياض وارتع ... بين أغصان وأطيار فوق
بساط زمرد ذو قضبان ... كل وردة حكت لنا دينار
دور:
وترى الياسمين بحال فضه ... ضربت لاهل النزه صلبان
والشحارير لابسين أسود ... وقلانس كنهم رهبان
وكذا الكتان وهو أصفر ... بعمائم زرق للناس بان
وانجلت بين القسوس في ألحان ... وعلينا دارها الخمار
والقطيع الراهبي يحكي ... لشماس لابس الزنار
دور:
الفراق نار والوصال جنّة ... والخلائق بعضهم يعشق
دا حبيب قلبو عليه راضي ... وذا محبوبو عليه يشفق
ولهيب الهجر يتوقد ... والوصال من الملاح يشتق
المليح عندي وأنا مطمن وسط روضا ... زهر لها معطار في نعيم
مع حور ومع ولدان والعذول ... مسكين صح في نار
دور:
وعمل في الروض سماع باكر ... بين الأغصان والزهور انغام
والنسيم شبب والغدير صفق ... والخليع من كتر وجدو هام
والنخيل باكمامها ترقص ... اقبل الريحان بحال أعجام
والعصافير شيخهم ريق ... لو طريق بين الأزاهر طار
والبلبل بالغنا يشجي ... فكأنوا ناي أو مزمار
دور ناصر الغيطي:
يا خلايّا صحبت إنسان ... أنكر الصحبة وعاداني
وبغضني حين بقيت مسمى ... والإله بالفضل أسماني
في بلاد قبلي وأرض الشام ... يشكروني ساير أقراني
والشجيع الشاطر المذكور ... في جميع الأرض لو تذكار
والبلط يوقع لو تعلق ... ما يحصل شي مع الشطار
للغباري:
جار حبيبي فقلت ذا الحجاج ... جا يجور أو يزيد
لو عدل عشت بو مسرور ... ويكون الرشيد
دور:
أقلع القلب في هوى العشاق ... والدموع في انحدار
وبحور الهوى إذا هاجت ... ليس لها من قرار
كنت أحسب قلبي معو ... ريس غرتو ذا البحار
صحت لما وحلت يا محبوب ... قلبي بحر عشقك يزيد
خفت فيه الغرق فقال افرح ... من غرق مات شهيد
دور:
أنا يوم في الغبوق باتفرج ... على شط الغدير
إذا رأيت على الشط واحد واقف ... شب صياد صغير
نظرت مقلتي إلى منظر ... ما لحسنو نظير
قلت يا عين إن غرك الصياد ... بالجمال المصيد
يوقعك في فخاخ شباك عشقو ... وكراكي يصيد
دور:
من نحبو جديد حبيب قلبي ... يوم صدفتو صدف
قلت لين يا قاسي لمن دمعو ... سال وحالو وقف
دار وقال لي ما الاسم بالانجيل ... قلت اسمي خلف
قال علينا يكتب ومن يسمع ... دا الكلام يستفيد
في الحقيقة من لا يكون داود ... ما يلين لو الحديد
دور:
لك عوارض في الخد مرقومة ... ليس لها من مثال
وجفاك صار حماق وباب وصلك ... كان وكان يا غزال
وأنت دوبيت موشح القاما ... يا عزيز الدلال
ولك ألفاظ صارت مواليا ... بالزجل والنشيد
وبشعرك متوج القاما ... وأنت بيت القصيد
دور:
عن محرم شرابنا ضمنا ... ونفطر بالثمار
حين وجدنا سفرجل البستان ... يذهب الاصفرار
وغنا الطير به الجماد يطرب ... وكذا الجلنار
في ربيع حين رأى الثمر قاعد فيه ... تعاليق عقيد
حسب الروض النص من شعبان ... صار يقيد فيه وقيد
دور:
من لهيب مدمعي جرى ... الطوفان للهيب ما طفى
وأنا هو الغباري في العشاق ... ما جرى لي كفي
حين عليا بالصد والهجران ... والبعد والجفا
جار حبيبي فقلت ذا الحجاج ... جا يجوز أو يزيد
لو عدل عشت بو مسرور ... ويكون الرشيد



الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر    الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  Emptyالثلاثاء 29 نوفمبر 2022, 8:18 pm

غيره:
فحين سكنت القلب يا عيسى ... أمسى من بعدك الحزين فرحان
وتقدس بك ولكنو ... ما جرت فيه يا ابن عين سلوان
دور:
عارضوا لما عشق خدو ... غرت من وجدي بقيت حاير
جيت إلى طرفو وناديت ... لو أحرسوا وكون عليه ناظر
بعد حين نظرت في خدو ... النقي العارض وهو داير
وعليه قد دب بالسرقة ... جيت لطرفو قلت يا كسلان
هكذا في عادة الحراس ... قال لي اعذرني أنا نعسان
دور:
بدر شعبان منيتي لما ... في بروج السعد لاح نجمو
قلت لو أقضي بفيض دمعي ... أطلقوا واجراه على رسمو
قلت لو دام الله إطلاقك ... فالحزين قلبو المشوم قسمو
ايش قد أذنب حين قطرتو ... دا يملغط قول بالبهتان
قال لي صوم عن الوصال ناديت ... ليش أصوم يا بدر في شعبان
دور:
حين تدبح احمرار خدو ... باخضرار العارض أسباني
ضحك فابيض واتبسم ... واسوداد شعري وأبكاني
وحين أضحيت باصفرار لوني ... أشعث أغبر في هواه عاني
قال لي لونك قد صبح حايل ... وقد أبصر مدمعي طوفان
ذقت تبريح الغرام ناديت ... في هواك ذقت الهوان ألوان
دور:
قلت لو حين عني تخلف ... لله كن لي يا رشيد مهدي
قد تلون دمعي من بعدك ... وتجري اليوم على خدي
دار إلى إنسان مقلتي قال ... لو أنت ما عندك نظر بعدي
ما ترى ما قد جرى منك ... على الخدود قال يا فتان
جرى الماء تحت من بعدك ... راقب الله فيا يا إنسان
دور:
ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
كسر قلبي كسير جفنوا ... فاعجبوا للكاسر المكسور
وبخمر الدن قد عربد ... وادعى إني أنا المخمور
وابتسم لي عن نقا ثغرو ... وخطر والبشر فيا بان
صحت يا قلبي صفا وردك ... أنت ما بين النقا والبان
للصفي الحلي:
فأنت يا قبلة الكرام ... زينة المال والبنين
الله يعطيك فوق ذا المقام ... ويعيدك على السنين
دور:
أنت شاما بين الأنام ... الله يحرس شمايلك
ويزيدك بالدوام كي ... نعيش في فواضلك
ما ينطوي ذكر الكرام ... لما تنشر فضايلك
ونهنيك لكل عام ... والخلائق تقول آمين
قد بقينا بك في أمان ... الله يحييك طول السنين
دور:
ما رأينا تحت ذا الفلك ... من ندى كفك أعم
كل من جاء ليسألك ... ليس تقول له سوى نعم
أملك أنت أو ملك ... ضاعف الله لك النعم
أنت في الجود كالغمام ... وسماك فوق ماردين
در غيثك في انسجام ... عم كل السائلين
دور:
لا عد مناكل صوم ذا ... السحور فيك والهنا
كل ليلة وكل يوم ... ينشر الذكر والثنا
الله يحييك من خير قوم ... بالغ يقصد والمنى
دور:
حتى تقضي ذا الصيام ويليه باقي السنين ... وتعيش يا ذا الهمام بين ولدان وعين
غيره:
خال عبد الرحيم حبر من غير قاف ولام، ... واسم ثغر معشوقي الفتان نون وعين وميم
شال السعد فوق راسو عين ولام وميم ... داللي قد هواه قلبي صاد وبا ويا
مليح ما رأيت مثله ظا وبا ويا ... ما أحلاه عند ما يلبس قاف وبا ويا
ذقت من صدود حبي غين وصاد وصاد ... لما رأيت صبري نون وقاف وصاد
النوم من جفون عيني خا ولام وصاد ... وأصبحت وجود فكري عين ودال وميم
قلت يوم لمن كان لي سين ونون ودال ... اعدل في الذي صبرو نون وفا ودال
ولا تهجر العشاق با وعين ودال ... ما أفلح قط يا ناس من ظا ولام وميم
جمل في الالغاز
المطلع في العين
وما طير أكلو الحجر يا كرام ... وجوهر حبابه يفسد أهل الصلاح
ولمس الحرير يؤذيه وريش النعام ... يصول بين جناحين سود كبيض الصفاح
دور في السراج:
وما بجر ما هو ما وفي الليل يزيد ... وينقص ولا هو خوض ولا هو غريق
وفيه شيء صفات حيه بلا وكر استفيد ... لها جوهره في فمها يا رفيق
بلا شك ينظره القريب والبعيد ... ويخفي ويظهر كل يوم عن حقيق
يغيب في النهار لكن إذا جا الظلام ... تشوفو يضيء بين الوجوه الصباح
ويسهر بحال عاشق حليف الغرام ... قتيل الهوى بين الربا والبطاح
دور في جوزة الكنافة:
وما هي التي تركب على ستين ألف ... وما مثل ذاك فسر لنا يا خبير
مليحه وقصيفه وتلبس ترف ... وتحمل وتوضع كل يوم في السعير
لها عشرة أعوان حالهم مختلف ... يشيلو أودها الكبير والصغير
لها فحل يخدمها عليه السلام ... يحادي سراها في المجي والرواح
وأكثر تعبها في ليالي الصيام ... وذا اللغز قلته ومن غير مزاح
دور في الغربال:
وما هو الذي يا سعد كله عيون ... ولا يتعلم ضوء الظلام والضيا
وهو بين خشب مصلوب لتلك الفتون ... وميت وهو يحيي أصول الحيا
إذا غاب عن أهله فرد يوم ما يهون ... ولا حد يعوض موضعه لو عيا
وكم من رقيص في صنعته باهتمام ... مكابد عجاجه في المسا والصباح
ويحتاج له الناس كل يوم في الدوام ... على شان فنونه دول فنون ملاح
الفن الخامس في المواليا
وله وزن واحد وأربع قوافي فمن تلك الأربعة واحدة لصفي الدين الحلي:
يا طاعن الخيل والأبطال قد غارت ... والمخصب الربع والأمواه قد غارت
هواطل السحب من كفيك قد غارت ... والشهب مذ شاهدت أضواك قد غارت
وقال أيضا:
سل مقلتيك الكحال عمن سلا سلها ... ومرشفيك من رشف منها سلاسلها
وعارضيك التي مدت سلاسلها ... كم من أسود ضواري في سلاسلها
وقال آخر:
قد أوعدونا الغضابا أننا نخلو ... في ظل بستان حافف بالتمر نخلو
والطل من فوقنا قد بلنا نخلو ... ومن كلام الأعادي قط ما نخلو
وقال آخر:
قسما وبالله مفرقها وجامعها ... ومن أمرنا بمسجدها وجامعها
لو حل مع بغيتي عايد وجامعها ... كان أفتتن في محاسنها وجامعها
ومن اثنين واثنين قال آخر:
قوم اسقني ما تبقى في أباريقو ... أما ترى الصبح قد لاحت أباريقو
مع شادن كلما دارت أباريقه ... سقى المداما وإن عزت سقى ريقو
وقال:
البارحة رأيت بعيني في الدجاجيين ... اثنين مثل البدوره في الدجى جيين
ناديتهم فين كنتم يا خفا جيين ... قالوا لمن قد وعدنا في الخفا جيين
وقال:
قد زدت هجرك فجد بالعفو عن صبك ... ارحم خضوعي وخف في قتلتي ربك
يكفيك بهجر تكدر قلب من حبك ... ما ظن في الناس أقسى قلب من قلبك
غيره خمري عاطل:
كاس الطلا لطلاها طال لما سر ... وصار لما حوى حمرا مكلل در
مدام لو طعم كله حلو ما هو مر ... ما حل مملوك إلا صار مالك حر
غيره حربي:
لك يا إمام الوغا في كل موقع حرب ... سماع يطرب له السامع وينفي الكرب
هذا ولك كلما دارت رحاة الحرب ... سيوف تفني وكفك لا يمل الضرب
الصفي الحلي في المدح:
أغنت وأقنت كفوفك في الندى والحرب ... في القرب والبعد من شرقها والغرب
وفيض جودك وسيقك بالعطا والضرب ... ذا الكرب فرج وهذا قد رمى في الكرب
وقال أيضا:
من قال جودة كفوفك والحيا مثلين ... أخطا القياس وفي قوله جمع ضدين
ما جدت إلا وثغرك مبتسم يا زين ... وذاك ما جاد إلا وهو باكي العين
وقال في التهنئة:
رأيت ذا العيد أول يوم في عصرك ... رأيت ذا اليوم مع ذا الشهر في نصرك
وديت ذا الشهر مع ذا العام طوع أمرك ... والكل بالكل أول مبتدا عمرك
وفي المعاتبة:
عنّا تسليت واسياف الجفا سليت ... ومذ توليت عن طرق الوفا وليت
لما تمليت بالأعمال لي مليت ... إذا تخليت تعرف قدر من خليت
وقال أيضا:
يا قلب إن غدروا فاغدر وإن خانوا ... فخن وإن هم قسوا فاقسا وإن لانو
فلن وإن قربوا فاقرب وإن بانوا ... فبن وكن لي معاهم كيفما كانوا
وقال آخر:
حلف عليا جكاره أن يقاطعني ... وصد عني وأقسم ما يطاوعني
كم ذا يصدوكم يرجع يصدعني ... إن كنت أنا هو المطلق لا يراجعني
وقال آخر هجوا:
قطع قفا ابن أخت خالك وابن أخو عمك ... والحق يصفع أبو بنتك أو ابن أمك
وإن تكلمت تصفع بل يسيل دمك ... وإن كنت تسكت يبول الكلب في فمك
وقال آخر:
إن ردت تسلم بطول الدهر ما تبرح ... لا تيأسن ولا تقنط ولا تمرح
واستعمل الصبر لا تحزن ولا تفرح ... وإن ضاق صدرك ففكر في ألم نشرح
وقال آخر:
إن كنت عاقل وربك بالتقى برك ... إدفع أذاك وهات خيرك ودع شرك
وإن تعدى حسودك والحسد ضرك ... ناديه يا أيها الإنسان ما غرك
وقال آخر:
يا قلب إن خانك المحبوب لا تدبر ... عنو وعن قصة السلوان لا تخبر
واستعمل الصبر دائم للعدا تقهر ... فإن والله ما خاب الذي يصبر
الفن السادس كان وكان
وله وزن واحد وقافية واحدة ولكن الشطر الأول من البيت أطول من الثاني فمنه هذه الوعظيات:
يا قاسي القلب مالك تستمع وما عندك خبر ... ومن حرارة وعظي قد لانت الأحجار
أفنيت مالك وحالك في كل ما لا ينفعك ... ليتك على ذي الحاله تقلع عن الأصرار
تحضر ولكن قلبك غايب وذهنك مشتغل ... فكيف يا متخلف تحسب من الحضار
ويحك تنبه يا فتى وافهم مقالي واستمع ... ففي المجالس محاسن تحجب عن الأبصار
يحصي دقائق فعلك وغمز لحظك يعلمه ... وكيف تعزب عنه غوامض الأسرار
تلوت قولي ونصحي لمن تدبر واستمع ... ما في النصيحة فضيحة كلا ولا إنكار
وقال أيضا:
صرح بذكر المحبة ما في المعمى فائده ... وقل نعم أنا عاشق صادق بلا تمويه
ودع حديث العواذل ليس الخبر مثل النظر ... أنا عاشق لحبيب كل المعاني فيه
من أين للبدر حسن يحكيه أو شمس الضحى ... حاشا لذاك المحيا من مشيه يحكيه
إن غبت فهو أنيسي وإن حضرت نديمي ... وإن شربت مدامي فالكأس هو ساقيه
فمنه روحي وراحي إذا سكرت وراحتي ... وفيه عزي وذلي بمهجتي أفديه
قولوا لمن يلحاني في الحب قصر واعتبر ... هذا الذي قد عشقته قد حار وصفي فيه
الصفي الحلي:
شاهدت في الليل طيري وقمت حتى أنصب شرك ... ما كل صيد يحصل يفرح الصياد
طيري الذي كان إلفي لو ردت مثله ما حصل ... وهو عليّ معود وأنا عليه معتاد
قد كان شرطي وخلقي لبرج غيري ما عرف ... كأننا في الصحبة جينا على ميعاد
من قبل ما أبصبص له يجي ويدخل قصوري ... أنا أرصده في مطاره خائف عليه ينصاد
وقال آخر:
ما ذقت عمري جرعة أمر من طعم الهوى ... الله يصبر قلبي على الذي يهواه
الناس تعلم مني حال الجلادة والقوى ... وما أطيق التجلد على أليم جفاه
لي حب مثل الخوخة لو لون وطعم وريحة ... ما أكثر مغابن حبيبي وما أقل وفاه
أنا عرفتو حظي وكل ما أحسن لو يسي ... لو كنت أعشق ظلي ما كنت قط أراه
وله في الفراقيات:
يا سادة هجروني وهم نزول بخاطري ... لا أوحش الله منكم في سائر الأوقات
أوحشتم العين مني وأنسكم في خاطري ... والقلب في النور منكم والعين في ظلمات
قد انتهى الصبر مني وما بقي فيا رمق ... هيهات إني أحيا من بعدكم هيهات
لم يبق غير خيالي يلوح كالشبح الخفي ... أعد بين الأحياء وأنا مع الأموات
ودعتموني وسرتم والقلب يتبع ركبكم ... إيش ضر لو كان جسمي من جملة التبعات
ما مر ما ريت ضدي يقول لي من فرحته ... هنا تشق المراير وتكسب العبرات
لو لم أسلي روحي وارض نفسي بالمنى ... لكان قلبي تقطع من بعدكم حسرات
وقفت لما رحلتم حيران بين أظعانكم ... أخفض جناح المذلة وارفع الأصوات
طول الليل أساهر كني أريد الكيميا ... أقطر الدموع مني وأصد الزفرات
ما أطول ليالي جفاكم ساعتها مثل السنة ... وما أقصر أيام وصلي كأنها ساعات
مالي أرى حسناتي بالسيئات تبدلت ... وسيئات الأعادي اتبدلت حسنات
خالفتموني وعمري ما زلت أتبع أمركم ... كذا العبيد تتابع أوامر السادات
أسكت وأصبر عنكمو ويفعل الله ما يشا ... والدهر من عاداته يقلب الحالات
الفن السابع في فن القوما
قيل أول من اخترعه ابن نقطة برسم الخليفة الناصر والصحيح أنه مخترع من قبله.          وكان الناصر يطرب له، وكان لابن نقطة ولد صغير ماهر في نظم القوما، فلما مات أبوه أراد أن يعرف الخليفة بموت أبيه ليجريه على مفروضه.          فتعذر عليه ذلك، فصبر إلى دخول شهر رمضان ثم أخذ أتباع والده من المسحرين ووقف أول ليلة من الشهر تحت الطيارة وغنى القوما بصوت رقيق، فأصغى الخليفة إليه وطرب له، فكان أول ما قاله قوله:
يا سيد السادات ... لك بالكرم عادات
وأنا بني ابن نقطة ... تعيش أبويا مات
فأعجب الخليفة منه هذا الإختصار، فاستحضره وخلع عليه وفرض له ضعفي ما كان لأبيه.
ومنها للصفي الحلي:
من كان يهوى البدور ... ووصل بيض الخدور
بالبيض والصفر يسخو ... وقد جلس في الصدور
من حب بيض الخدور ... ورام لزوم الصدور
يسمح وإلا فيبقى ... من بينهم مهدور
كم بين سجف الخدور ... من عاشق مصدور
يرعى الكواكب تعلو ... يرى جمال البدور
بين الحلل والخدور ... وجوه مثل البدور
أشراقها في المعاجز ... وغربها في الصدور
قد كنت فوق الصدور ... بين الظبا والبدور
فصرت أحسد من أبصر ... خيامهم والخدور
نوائب المقدور ... مثل الكواكب تدور
من بعد طيب الخواطر ... يقضي بضيق الصدور
غيري يلازم الصدور ... أنا عليكم أدور
واصطلي الصد وأنا ... من بينهم مهدور
وقال أيضا:
حال الهوى مخبور ... يريد جلد صبور
يصون سره وإلّا ... يبقى من أهل القبور
من كان هواه مستور ... يحظى برفع الستور
ومن هتك سر حبو ... يمحى من الدستور
أبذل لبيض النحور ... أموال مثل البحور
إن أردت تملك وتظفر ... ولدانهم والحور
قم فابذل المدخور ... وفي العطا لا تجور
تريد هذي المحبه ... قلوب مثل الصخور
كم حول تلك الخدور ... من عاشق مذعور
مثل الدواليب تجري ... دموعها وتدور
من يركب المحذور ... هو في الهوى معذور
يظفر بحبه ويبلغ ... قصده ويوفي النذور
كن بالهوى مسرور ... ولا تبيت مغرور
واجعل تراب اعتابهم ... لا جفان عينك درور
طرق المحبة وعور ... كم بينها معذور
من فتك بيض السوالف ... على سواد الشعور
كم عاشق مذعور ... في حب بيض الثغور
يغار قلبه ولكن ... مدامعه ما تغور
كم بينهم يعفور ... كالظبي أنس نفور
من أهل بدر فديته ... إيش ما عمل مغفور
ومن ذلك ما نظمه بعضهم ليسحر بعض الخلفاء في رمضان:
لا زال سعدك جديد ... دائم وجدك سعيد
ولا برحت مهنى ... بكل صوم وعيد
في الدهر أنت الفريد ... وفي صفاتك وحيد
والخلق شعر منقح ... وأنت بيت القصيد
يا من جنابه شديد ... ولطف رأيه سديد
ومن يلاقي الشدائد ... بقلب مثل الحديد
لا زلت في تأييد ... في الصوم والتعييد
ولا برحت مهنى ... بكل عام جديد
نحن لذكرك نشيد ... بقولنا والنشيد
ونبعث أوصاف مدحك ... على خيول البريد
ظلك علينا مديد ... ما فوق جودك مزيد
وكم غمرت بفضلك ... قريبنا والبعيد
لا زلت في كل عيد ... تحظى بجد سعيد
عمرك طويل وقدرك ... وافر وظلك مديد
لا زال قدرك مجيد ... وظل جودك مديد
ولا برحت موقى ... كما يوقى الوليد
ما زال برك يزيد ... على أقل العبيد
وما برح جود كفك ... منا كحبل الوريد
لا زال برك مزيد ... دائم وبأسك شديد
ولا عدمنا نوالك ... في صوم فطر وعيد
ومما قيل في فن الحماق:
أنا ما عبوري الحمام ... لجسمي لكي ينظف
إلا لدمع جاري ... على الما ولا يوقف
وديك المجاري تجري ... ودمعي يسابقها
تقول الأنام في الحمام ... له أحباب فارقها
وقال آخر:
ترى كل من نعشقو ... علينا يقيم أنفه
فاسلاه واترك هواه ... وسد الطريق خلفه
وإن زاد على عشقوا ... وزاد بي الهوى والذل
تركتو ولو كان يحيي ... لأهل القبور الكل
وقد انتهى الكلام فيما أشرت إليه من الفنون السبعة وذكرت منها ما تبتهج به النفوس وتقرّ به العيون، واختصرت ذلك إلى الغاية، فجاء بتوفيق الله في الحسن نهاية، وأسأل الله التوفيق بمنه وكرمه والمزيد من بره ونعمه، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.



الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الثاني والسبعون في ذكر دقائق الشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الثاني والسبعون: ما جاء في التنزيل وقد أبدل المستثنى من المستثنى منه
» الفصل الثاني: الشعر وتطوره
» الباب الحادي والسبعون في ذكر العشق ومن بلي به
» الباب السادس والسبعون في النوادر
» الباب الثامن والسبعون في القضاء والقدر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: اســتراحــــة الـمنتـــدى الأدبيــــة :: المستطرف في كل فن مستظرف-
انتقل الى: