منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49192
العمر : 72

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Empty
مُساهمةموضوع: القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة   القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Emptyالجمعة 05 أغسطس 2022, 4:54 am

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة
1- قال البخاري في صحيحه: حدثنا عبدان، أخبرنا أبو حمزة عن عثمان بن موهب قال: جاء رجل حج البيت، فرأى قوماً جلوساً فقال: من هؤلاء القعود؟ قالوا: هؤلاء قريش، قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر، فأتاه فقال: إني سائلك عن شيء، أتحدثني؟ قال: أنشدك، بحرمة هذا البيت أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد؟ قال: نعم. قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: فكبر. قال ابن عمر: تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه، أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه, وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت مريضة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه", وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه، فبعث عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده اليمنى: "هذه يد عثمان، فضرب بها على يده فقال: هذه لعثمان" اذهب بهذا الآن معك" 1.
ورواه الترمذي2 من طريق أبي عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب به.
----------------------------
1 الفتح (7/ 54، 363).
2 السنن (5/ 629).
----------------------------

ورواه الإمام أحمد1 من طريق أبي عوانة وشيبان كلاهما عن عثمان ابن موهب وألفاظهما مختلفة، ومن طريقه ابن عساكر2 وفي طريق أبي عوانة أن الرجل جاء من مصر. وروى3بعضه يعقوب بن سفيان من طريق أبي عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب به.
وروى بعضه -أيضاً- أبو داود الطيالسي، ومن طريقه ابن عساكر4.
وذكره المحب الطبري5 وعزاه إلى البخاري وزاد زيادة عزاها إلى الحاكمي.
ورواه ابن عساكر من غير طريق عثمان بن عبد الله بن موهب.
فقد رواه6 من طريقين عن حبيب بن أبي مليكة قال: "كنت جالساً عند عبد الله بن عمر فأتاه رجل" وذكره بنحوه.
2- وفي صحيح البخاري: قال أبو عبد الله وزادني أحمد: حدثنا الأنصاري، قال: حدثني أبي عن ثمامة عن أنس قال: "كان خاتم النبي -صلى الله عليه وسلم- في يده وفي يد أبي بكر
----------------------------
1 المسند (بتحقيق أحمد شاكر 8/ 101-102، 199-200)
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 254-255).
3 المعرفة والتاريخ (3/ 160).
4 المسند (264).
5 الرياض النضرة (3/ 24-25).
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان -رضي الله عنه- 255-256).
----------------------------

بعده، وفي يد عمر بعد أبي بكر، فلما كان عثمان جلس على بئر أريس قال: فأخرج الخاتم فجعل يعبث به، فسقط. فاختلفنا ثلاثة أيا مع عثمان فننزح البئر فلم نجده"1.
وروى نحوه أيضاً عن ابن عمر -رضي الله عنهما-.
ورواه مسلم2: من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.
3- قال البخاري في صحيحه: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى بن عبيد الله قال: أخبرني نافع عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى ركعتين وأبي بكر وعمر، ومع عثمان صدراً من إمارته ثم أتمها"3
ورواه أيضاً: من طريق عبيد الله بن عمر، عن أبيه -رضي الله عنه- به نحوه دون قوله: "ثم أتمها"4.
ورواه مسلم: من طريق سالم بن عبد الله، عن أبيه به وزاد بعد "أتمها" "أربعاً".
كما رواه أيضاً: من طريق نافع عن ابن عمر، وفيه زيادة "أربعاً" أيضاً،وزاد أيضاً: "فكان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعاً، وإذا
----------------------------
1 البخاري، الجامع الصحيح (فتح الباري: 10/ 328، 10، 318).
2 الجامع الصحيح (ص: 1656).
3 البخاري، الجامع الصحيح (فتح الباري: 2/ 563، 3/ 509).
4 المصدر السابق.
----------------------------

صلاها وحده صلى ركعتين"1ورواها مالك2من طريق نافع به.
ورواه الإمام مالك أيضاً3: من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الصلاة الرباعية بمنى ركعتين، وأن أبا بكر صلاها بمنى ركعتين، وأن عمر بن الخطاب صلاها بمنى ركعتين، وأن عثمان صلاها بمنى ركعتين شطر إمارته. ثم أتمها بعد".
وهذا مرسل، وقد روي موصولاً عن ابن عمر.
ورواه الدارمي4 من طريق سالم، عن أبيه نحوه.
4- قال البخاري في صحيحه: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة -رضي الله عنه-ا قالت: "الصلاة أول ما فرضت ركعتين، فأقرت صلاة السفر، وأتمت صلاة الحضر" قال الزهري: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت ما تأول عثمان"5.
ورواه مسلم6 من طرق عن عروة عن عائشة -رضي الله عنه-ا وفي بعضها (وزيد في) بدل (وأتمت).
----------------------------
1 الجامع الصحيح (ص: 482).
2 الموطأ (149).
3 الموطأ (ص: 402).
4 السنن (2/ 56).
5 البخاري، الجامع الصحيح (فتح الباري: 2/ 569).
6 الجامع الصحيح (1/ 478).
----------------------------

5- قال البخاري في صحيحه: حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الواحد عن الأعمش قال: حدثنا إبراهيم قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول: "صلى بنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بمنى أربع ركعات،فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- فاسترجع، ثم قال: صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنى ركعتين، وصليت مع أبي بكر -رضي الله عنهم- بمنى ركعتين، وصليت مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات: ركعتان متقبلتان"1.
ورواه مختصراً2 من طريق سفيان، عن الأعمش به.
ووافق مسلم البخاري، عن قتيبة به مثله، كما رواه من طرق أخرى أيضاً3.
ورواه الدارمي4 من طريق منصور بن أبي الأسود عن الأعمش به مختصراً.
ورواد أبو داود5 من طريق أبي معاوية به.
ورواه البيهقي6 من طرق عن الأعمش به.
----------------------------
1 البخاري، الجامع الصحيح (فتح الباري: 2/ 563، 3/ 509).
2 المصدر السابق.
3 الجامع الصحيح (ص: 483).
4 السنن (2/ 55).
5 السنن (2/ 199).
6 السنن الكبرى (5/ 141-142).
----------------------------

ورواه ابن عساكر1 من طريق أبي معاوية عن الأعمش به.
6- قال البخاري في صحيحه: حدثنا آدم، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق الهمداني، عن حارثة بن وهب الخزاعي -رضي الله عنه- قال: صلى بنا النبي -صلى الله عليه وسلم- - ونحن أكثر ما كنا قط وآمنه - بمنى ركعتين"2.
ورواه أيضاً من طريق أبي الوليد عن شعبة به نحوه.
ورواه مسلم من طريق زهير وأبي الأحوص كلاهما عن أبي إسحاق به نحوه.
ورواه أبو داود من طريق زهير عن أبي إسحاق به نحوه.
7- قال البخاري في صحيحه: حدثنا موسى بن إسماعيل عن إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق "أن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قال: أرسل إليّ أبوبكر الصديق مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبوبكر -رضي الله عنه- إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى إن استحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت لعمر: كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال عمر: هذا /والله/ خير. فلم يزل عمر
----------------------------
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان -رضي الله عنه- 249).
2 فتح الباري (3/ 509).
----------------------------

يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبوبكر: إنك رجل شاب، عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن، فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
قال: هو /والله/ خير. فلم يزل أبوبكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُب واللِّخافِ وصدورِ الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} حتى خاتمة براءة، فكانت الحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر -رضي الله عنه-"1.
ورواه من طريق أخرى عن الزهري2 أيضاً.
8- قال البخاري في صحيحه: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب عن الزهري، وأخبرني أنس بن مالك، قال: "فأمر عثمان: زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف، وقال
----------------------------
1 الفتح (9/ 10-11).
2 المصدر نفسه (8/ 344).
----------------------------

لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم، ففعلوا"1.
9- قال البخاري في صحيحه: حدثنا موسى، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه "أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفرع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا. حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من
----------------------------
1 الفتح (9/ 9).
----------------------------

القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق"1.
10- قال البخاري: قال أبو عبد الله: وقال لنا محمد بن يوسف، حدثنا الأوزاعي، حدثنا الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عدي بن خيار أنه دخل على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وهو محصور فقال: إنك إمام عامة، ونزل بك ما نرى، ويصلي لنا إمام فتنة ونتحرج. فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم"2.
11- قال البخاري في صحيحه: حدثني بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل قال: قيل لأسامة: ألا تكلم هذا؟ قال: قد كلمته ما دون أن أفتح باباً أكون أول من يفتحه، وما أنا بالذي أقول لرجل - بعد أن يكون أميراً على رجلين -: أنت؟ خير بعد ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يجاء برجل فيطرح في النار فيطحن فيها كما يطحن الحمار برحاه، فيطوف به أهل النار فيقولون: أي فلان، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله، وأنهى عن المنكر وأفعله" 3.
----------------------------
1 الفتح (9/ 11).
2 الفتح (2/ 188).
3 الفتح (6/ 331، 13/ 48).
----------------------------

كما رواه أيضاً1: من طريق سفيان عن الأعمش عن أبي وائل نحوه وفيه "إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم أني أكلمه في السر دون أن أفتح...".
وفيه أيضاً: "... ولا أقول لرجل - إن كان عليَّ أميراً - إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...".
ورواه مسلم2 من طريق أبي معاوية عن الأعمش به نحوه. وفيه: "ألا تدخل على عثمان".
ورواه الحميدي3: عن سفيان به نحوه وفيه: "ألا تكلم عثمان".
ورواه البغوي4: من طريق علي عن سفيان به نحوه.
12- روى البخاري في صحيحه: "من طريق قيس5 قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر، ولو أن أحداً أرفض للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقاً أن يرفض"6.
----------------------------
1 المصدر السابق.
2 الجامع الصحيح (4/ 2290)، وبشرح النووي (18/ 118).
3 المسند (1/ 250).
4 شرح السنة (14/ 351-352).
5 قيس بن أبي حازم البجلي. تقدمت ترجمته.
6 الجامع الصحيح (الفتح 7/ 176، 178، 12/ 315).
----------------------------

وفي بعض رواياته "أنقض وينقض" بدل "أرفض ويرفض"
وفي بعضها أيضاً "أنا وأخته"1.
ورواه ابن أبي شيبة2 وأحمد3 وابن سعد4 وخليفة بن خياط5 والطبراني6 وابن عساكر7: كلهم من طريق قيس عن سعيد به.
وألفاظهم متقاربة، واقتصرت رواية خليفة على الفقرة الثانية فقط.
وفي قوله (ولو أنّ أحداً أرفض) قال الحافظ ابن حجر: "أي زال من مكانه" "وفي الرواية الثانية" "انقض" أي سقط. وزعم ابن التين أنه أرجح الروايات. وفي رواية الكشمهيني بالنون والفاء ، أي: (انفض) وهو بمعنى الأول.
وقوله (لكان محقوقاً أن ينقض) وفي رواية الإسماعيلي، "لكان حقيقاً" أي: واجباً، تقول: حق عليك أن تفعل كذا، وأنت حقيق أن تفعله.
----------------------------
1 جاء ذلك في إحدى روايات البخاري وفي رواية ابن سعد وابن عساكر. وجدير بالذكر أن في إحدى روايتي ابن عساكر شعيب بن إبراهيم وسيف بن عمر، وروايتهما هذه موافقة لرواية البخاري تماماً".
2 ابن أبي شيبة (المصنف 15/ 205).
3 فضائل الصحابة (1/ 278).
4 ابن سعد (الطبقات 3/ 79).
5 خليفة بن خياط (التاريخ 176-177).
6 الطبراني (المعجم الكبير 1/ 84).
7 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 485-486)
----------------------------

وإنما قال ذلك سعيد لعظم قتل عثمان وهو مأخوذ من قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً}.
قال ابن التين: قال سعيد ذلك على سبيل التمثيل، وقال الداودي: معناه لو تحركت القبائل وطلبت بثأر عثمان لكان أهلاً لذلك، وهذا بعيد من التأويل)1.
ثم قال في موضع آخر: "وللكشمهيني "بفاء" بدل "القاف" في الموضعين؛ ولأبي نعيم في المستخرج "بالفاء والراء" ومعانيها متقاربة والله أعلم"2.
وقال الكرماني: "فإن قلت: ما مناسبته للترجمة3 قلت: إن عثمان -رضي الله عنه- اختار القتل على الإتيان بما يرضي القتلة، فاختياره على الكفر بطريق أولى"4اهـ.
قلت: جاء في باقي الروايات المخرجة آنفاً "أرفض" سوى رواية من روايتي ابن عساكر ففيها "أنقض".
----------------------------
1 ابن حجر (فتح الباري 7/ 176).
2 ابن حجر (فتح الباري 7/ 182-183).
3 أي ترجمة البخاري للباب وهي "باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر "في كتاب الإكراه".
4 الكرماني (شرح صحيح البخاري 24/ 63).
----------------------------

13- روى البخاري في صحيحه: "عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلاً جاءه، فقال: يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} إلى آخر الآية، فما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه؟ فقال: يا ابن أخي، أعيّر بهذه الآية ولا أقاتل أحب إليّ من أعيَّر بهذه الآية التي يقول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً} إلى آخرها. قال: فإن الله يقول: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ كان الإسلام قليلاً، فكان الرجل يُفْتَنُ في دينه: إما يقتلوه، وإما يوثقوه، حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة. فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال ابن عمر: ما قولي في عليّ وعثمان؟ أما عثمان فكان الله قد عفا عنه، فكرهتم أن يعفو عنه. وأما عليّ فابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وختنه - وأشار بيده - وهذه ابنته، أو بنته حيث ترون"1.
وأخرج ابن عساكر2 آخره من طريق أخرى عن ابن عمر وفيها أن السائل هو العلاء بن عرار. وقد يكون آخر غير الذي في رواية البخاري.
----------------------------
1 الجامع الصحيح (مع الفتح 8/ 309-310).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 507).
----------------------------

14- روى البخاري في صحيحه: من طريق سعد بن عبيدة قال: "جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان فذكر عن محاسن عمله، ثم قال: لعل ذلك يسوؤك!! قال: نعم. قال: فأرغم الله بأنفك، ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك بيته، أوسط بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: لعل ذلك يسوؤك! قال: أجل. قال: فأرغم الله بأنفك! انطلق فاجهد على جهدك"1.
ورواه ابن عساكر2 من طرق عن سعد بن عبيدة به مثله.
وذكره المحب3 الطبري في (الرياض النضرة) وعزاه إلى البخاري، وفيه اختلاف يسير جداً، فكأنه تصحيف.
15- قال مسلم في صحيحه: وحدثنا عبيد الله بن معاذ.حدثنا أبي حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن. سمع حفص بن عاصم عن ابن عمر قال: صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى صلاة المسافر، وأبوبكر وعمر. وعثمان ثماني سنين. أو قال ست سنين. قال حفص: وكان ابن عمر يصلي بمنى ركعتين. ثم يأتي فراشه, فقلت: أي عم، لو صليت بعدها ركعتين! قال: لو فعلت لأتممت الصلاة.
----------------------------
1 الجامع الصحيح (الفتح 7/ 70-71).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 506-507).
3 (3/ 50).
----------------------------

وحدثناه يحيى بن حبيب حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثني عبد الصمد. قالا: حدثنا شعبة بهذا الإسناد ولم يقولا في الحديث: "بمنى" ولكن قالا: صلى في السفر"1.



القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49192
العمر : 72

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة   القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Emptyالجمعة 05 أغسطس 2022, 5:38 am

16- قال مسلم في صحيحه: وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم قالا: حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا ابن عون عن محمد. قال: قال جندب: جئت يوم الجرعة2. فإذا رجل جالس. فقلت: ليهراقن اليوم ههنا دماء. فقال ذاك الرجل: كلا والله، قلت: بلى والله! قال: كلا والله، قلت: بلى والله! قال: كلا والله إنه لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنيه. قلت: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم. تسمعني أخالفك وقد سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا تنهاني؟ ثم قلت: ما هذا الغضب؟ فأقبلت عليه وأسأله، فإذا هو حذيفة"3.
17- قال خليفة بن خياط: سمعت عبد الوهاب بن عبد المجيد4 قال: سمعت يحيى بن سعيد5 يقول:
----------------------------
1 (ص: 483).
2 (الجرعة) بفتح الجيم وبفتح الراء وإسكانها، والفتح أشهر وأجود، وهي موضع بقرب الكوفة على طريق الحيرة. (معجم البلدان لياقوت 2/ 127-128).
وكان يوم الجرعة في السنة الرابعة والثلاثين من الهجرة (خليفة بن خياط، التاريخ 168).
3 (ص: 2219).
4 عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي، البصري، ثقة تغير قبل موته بثلاث سنين، من الثامنة، مات سنة 194هـ عن نحو 80 سنة ع (التقريب/4261).
5 يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة 144هـ ع (التقريب/ 7559).
----------------------------

سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة1 يقول: كنت مع عثمان في الدار فقال: أعزم على كل من رأى أن عليه سمعاً وطاعة إلا كف يده وسلاحه، فإن أفضلكم عندي غناء من كف يده وسلاحه، ثم قال: قم يا ابن عمر فأجر بين الناس، فقام ابن عمر وقام معه رجال من بني عدي: ابن سراقة وابن مطيع ففتحوا الباب، وخرج ودخلوا الدار فقتلوا عثمان -رضي الله عنه-"2.
إسناده صحيح: رجاله ثقات رجال الشيخين.
ورواه من طريقه ابن عساكر، كما رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد: كلاهما عن عبد الله بن إدريس عن يحيى بن سعيد به مختصراً3 وإسنادهما صحيح.
ورواه ابن عساكر من طريق ابن سعد أيضاً، ورواه أبو عرب من طريق حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد به مطولاً4 وفيه زيادة.
----------------------------
1 عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي، المدني، ولد على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وثقه العجلي، مات سنة بضع وثمانين ع (التقريب/ 3403) ولد سنة 6هـ (العلائي جامع التحصيل ص: 259).
2 خليفة بن خياط (التاريخ 173).
3 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (402-403)، ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 204)، ابن سعد، الطبقات (3/ 70)، أبو عرب، المحن (69-70).
4 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (402-403)، أبو عرب، المحن (69-70).
----------------------------

ولا يضره اختلاط عبد الوهاب، فقد حُجب الناس عنه حين اختلاطه، ولم يحدث1.
وتابعه حماد بن زيد وعبد الله بن إدريس، كما تقدم.
ورواه سعيد بن منصور، عن ابن عياش، عن يحيى بن سعيد به، وفيه "فاحجز بين الناس"2.
وجاء من وجه آخر عند الدراقطني فقد:
18- روى ابن عساكر من طريق الدارقطني قال: أنا أحمد بن محمد بن زياد، نا إسماعيل بن إسحاق، نا سليمان بن حرب، نا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن نافع: "أن الحسن بن علي لم يزل مع عثمان وهو محصور حتى عزم عليه ليخرجن"3.
ورواه أيضاً4من طريق: عارم بن الفضل، نا جرير به عن نافع: "أن الحسن بن علي وعبد الله بن عمر لم يزالا مع عثمان في الدار".
19- قال البخاري في التاريخ الكبير: قال أحمد بن يونس5 نا زهير6 قال: نا كنانة مولى صفية قال:
----------------------------
1 الذهبي (ميزان الاعتدال 2/ 681)، ابن الكيال (الكواكب النيرات 316-317)
2 السنن (2/ 336).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 396).
4 المصدر نفسه (395).
5 أحمد بن يونس هو: أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي، ثقة حافظ من كبار العاشرة، ت سنة 227هـ ، وهو ابن أربع وتسعين سنة ع (التقريب/ 630).
6 زهير بن معاوية بن خديج أبو خيثمة الجعفي، نزيل الجزيرة، ثقة ثبت من السابعة، ت سنة 172هـ وكان مولده سنة 100هـ ع (التقريب/ 2051).
----------------------------

كنت أقود بصفية لترد عن عثمان، فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى [مالت]1 فقالت: ردوني، ولا يفضحني هذا الكلب. وكنت فيمن حمل الحسن جريحاً، ورأيت قاتل عثمان من أهل مصر يقال له: جَبَلة"2.
إسناده حسن: رجاله رجال الشيخين إلا كنانة؛ وهو: مولى صفية -رضي الله عنه-ا تابعي وثقهُ ابن حبان3 والعجلي4 وتبعهما السخاوي5, وضعفه الأزدي6 وسكت عنه البخاري7 وكذا ابن أبي حاتم8.
وقال عنه الذهبي في الكاشف: "وثق"9 وقال الحافظ في التقريب "مقبول ضعفه الأزدي بلا حجة"10.
----------------------------
1 ما بين المعكوفتين سقط من التاريخ الكبير أثبته من باقي المصادر المذكورة.
2 (7/ 237).
3 (الثقات 5/ 339).
4 (معرفة الثقات 2/ 229)، وقال المحقق في الحاشية كذا في س وت والتهذيب وكان في الأصل: "مولى ضباعة" ولم أجد ترجمة بهذا الاسم، والله أعلم. وهو الصواب تؤيده إشارة السخاوي إلى أن العجلي قد وثق كنانة مولى صفية (التحفة اللطيفة 3/ 438).
5 التحفة اللطيفة (3/ 438).
6 ابن حجر (تهذيب النهذيب 8/ 403-404) والسخاوي (التحفة اللطيفة 3/ 438).
7 (التاريخ الكبير 7/ 237).
8 (الجرح والتعديل 7/ 169).
9 (3/ 10).
10 (5669).
----------------------------

وبعد استقرائي لعدد من الرواة الذين قال فيهم الذهبي في الكاشف: "وثق" وجدت أن هذه العبارة تشابه قول الحافظ في التقريب: "صدوق".
فإن أحد عشر راوياً قال فيهم الذهبي: "وثق"، لم يذكر منهم في الميزان إلا سبعة، قال في أحدهم: "ما علمت فيه بأساً"، ولم يذكر في المغني في الضعفاء إلا ثلاثة منهم، وجلهم قال عنهم الحافظ ابن حجر: صدوق، أو أورد لفظة التوثيق؛ وقد يضيف إليها أحياناً ما يشعر بخفة الضبط.
أما قول الحافظ عنه: "مقبول" فلعله لم يطلع على توثيق العجلي له، وإلا لقال عنه: "ثقة" أو "صدوق" كما هي عادته في مثله؛ فإنه يطلق التوثيق لمن يوثقه ابن حبان والعجلي معاً، خاصة إذا كان من التابعين1.
ولا شك أن الحافظ قد اطلع على كتاب العجلي، لكن لعل النسخة التي اطلع عليها هي المحرفة التي فيها (مولى ضباعة).
وبذلك يتبين أن حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن. والله أعلم.
وروى هذا الخبر: علي بن الجعد2 عن زهير به، ومن طريقه ابن عساكر3 مختصراً وليس فيه: "جبلة".
----------------------------
1 كما في ترجمة العلاء بن اللجلاج. انظر (التقريب/ 5255) وقارن بتهذيب التهذيب (8/ 191).
2 المسند (2/ 959).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 397، 420).
----------------------------

وزاد علي بن الجعد قال: "فوضعت خشباً بين منزلها وبين منزل عثمان ينقل عليه الطعام والشراب".
ورواه ابن سعد1 عن مالك بن إسماعيل2 والحسن بن موسى3 كلاهما عن زهير به.وفي رواية الحسن كزيادة علي بن الجعد وفيه "حتى مالت فقالت" وليس فيه جبلة.
20- قال خليفة: وحدثنا عبد الأعلى4 وكهمس5 عن ابن أبي عروبة6 عن
----------------------------
1 الطبقات (8/ 128).
2 مالك بن إسماعيل النهدي أبو غسان الكوفي، ثقة، متقن صحيح الكتاب عابد، من صغار التاسعة ت سنة 21هـ (التقريب/ 6424).
3 الحسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي، ثقة، من التاسعة، ت: سنة 210هـ ع (التقريب/ 1288).
4 عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري السامي، أبو محمد، ثقة، من الثامنة، ت سنة 189هـ ع (التقريب/3734).
5 كهمس بن المنهال السدوسي، أبو عثمان البصري، صدوق، رمي بالقدر، من التاسعة خ (التقريب/ 5761).
6 ابن أبي عروبة: هو سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم أبو النضر البصري، ثقة حافظ، كثير التدليس، واختلط، وكان من أثبت الناس في قتادة، من السادسة، ت سنة 156هـ ع (التقريب/2365).
----------------------------

قتادة1 [عن الحسن]2 وزاد عبد الأعلى3 "أن الحسن بن علي كان آخر من خرج من عند عثمان"4.
إسناده صحيح: رجاله رجال البخاري.
ولا يضره تدليس واختلاط ابن أبي عروبة، حيث إن روايته هنا عن قتادة وهو ثبت فيه. ورواية عبد الأعلى وكهمس عنه، في صحيح البخاري5.
ورواه من طريق خليفة: ابن عساكر6 عن عبد الأعلى دون كهمس به.
وما بين المعكوفتين سقط من تاريخ خليفة بن خياط وأثبته من تاريخ دمشق وليس في تاريخ دمشق "وزاد عبد الأعلى".
----------------------------
1 قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته.
2 الحسن بن أبي الحسن البصري، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيراً، ويدلس....وهو رأس الطبقة الثالثة ت سنة 110هـ ، وقد قارب 90 سنة ع (التقريب/1227).
3 لم تذكر هذه الزيادة؛ وقد تكون هي التي بين المعكوفتين التي أثبتها من تاريخ دمشق حيث إن ابن عساكر رواه من طريق عبد الأعلى فقط ولم يروه من طريق كهمس.
4 التاريخ (ص: 174).
5 انظر رجال البخاري للكلابادي (2/ 485، 875).
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص: 397).
----------------------------

21- قال ابن سعد: "أخبرنا شبابة بن سوار الفزاري1 قال: وحدثني إبراهيم بن سعد2 عن أبيه3 عن جده4 قال: سمعت عثمان بن عفان يقول إن وجدتم في كتاب الله أن تضعوا رجلي في قيود فضعوها"5.
إسناده صحيح:
ورواه ابن أبي شيبة6 عن غندر7 وأبي أسامة8 قالا: أخبرنا شعبة9 عن سعد بن إبراهيم به نحوه.
----------------------------
1 شبابة بن سوار المدائني، ثقة حافظ رمي بالإرجاء من التاسعة، توفي سنة 206هـ ع (التقريب/ 2733).
2 إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني نزيل بغداد، ثقة حجة، تكلم فيه بلا قادح، من الثامنة، ت سنة 185هـ ع (التقريب/ 177).
3 سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ولي قضاء المدينة، وكان ثقة فاضلاً عابداً، من الخامسة، ت سنة 125هـ ، وقيل بعدها، وهو ابن 72 سنة ع (التقريب/ 2227).
4 إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، قيل له رؤية، وسماعة من عمر أثبته يعقوب بن شيبة، ت سنة 95هـ ، خ م د س ق (التقريب/ 206).
5 ابن سعد، الطبقات (3/ 69-70).
6 ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 224).
7 غندر هو: محمد بن جعفر الهذلي البصري، المعروف بغندر، ثقة صحيح الكتاب، إلا أن فيه غفلة، من التاسعة، مات سنة 193هـ ، ع (التقريب/5787).
8 أبو أسامة هو: حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي أبو أسامة مشهور بكنيته؛ ثقة ثبت ربما دلس وكان بآخره يحدث من كتب غيره، من كبار التاسعة، مات سنة 201هـ وهو ابن 80 سنة ع (التقريب/ 1487).
9 شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي مولاهم، الواسطي، ثم البصري ثقة حافظ متقن، كان الثوري يقول: "هو أمير المؤمنين في الحديث" من السابعة، مات سنة 160هـ ع (التقريب/ 2790).
----------------------------

وهذا إسناد صحيح رجاله رجال الشيخين.
ووافقه خليفة1 في روايته عن غندر به وفيه "إن كان في الحق أن تضعوا...".
ومن طريق خليفة رواه ابن عساكر2.
ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على المسند3 عن سويد4 قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثني أبي عن أبيه، وذكره بمثله.
ومن طريقه ابن عساكر أيضاً؛ كما رواه ابن عساكر أيضا من طريق يعقوب، نا شبابة به5.
وذكره المحب6 الطبري وعزاه إلى أحمد. وصحح إسناده "أحمد شاكر".
وذكره الهيثمي7 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد ورجاله رجال الصحيح".
----------------------------
1 التاريخ (171).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 350، 351، 360، 361)
3 المسند (1/ 387-388بتحقيق أحمد شاكر)
4 سويد بن سعيد بن سهل الهروي، صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول، من قدماء العاشرة ت سنة 240هـ وله 100سنة م ق (التقريب/ 2690).
5 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 350، 351، 360، 361)
6 المحب الطبري (الرياض النضرة 3/ 66).
7 الهيثمي (مجمع الزوائد 7/ 227).
----------------------------

قلت: وهو كما قالا؛ فإن رجاله رجال الشيخين فإسناده صحيح لا يضره ما قيل في إبراهيم بن سعد فهو ثقة حجة، أخرج له الشيخان، وباقي أصحاب الكتب الستة.
وقد قال ابن حجر: "تكلم فيه بلا قادح".
فالجرح فيه غير مفسر، فيقدم عليه التعديل كما بينه علماء الجرح والتعديل. وقد تابعه شعبة كما في روايتي خليفة وابن أبي شيبة.
22- قال الترمذي: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن1 أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي2 حدثنا عبيد الله بن عمر3 عن زيد4 هو ابن أبي أنيسة عن أبي
----------------------------
1 عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام السمرقندي، أبو محمد الدارمي، الحافظ، صاحب المسند، ثقة فاضل متقن، من الحادية عشرة مات سنة 255هـ وله 74 سنة ، م د ت، (التقريب/ 3434)
2 عبد الله بن جعفر بن غيلان، الرقي، ابو عبد الرحمن القرشي، مولاهم ثقة لكنه تغير بأخرة، فلم يفحش اختلاطه، من العاشرة، مات سنة 220هـ (التقريب/ 3253)
3 عبيد الله بن عمرو الرقي أبو وهب الأسدي، ثقة فقيه ربما وهم، من الثامنة، مات سنة 180هـ عن 79سنة (التقريب/ 4327)
4 زيد ابن أبي أنيسة الجزري أبو أسامة، أصله من الكوفة، ثم سكن الرها، ثقة له أفراد، من السادسة، مات سنة 119هـ وقيل: سنة 124هـ ، وله 36سنة ع (التقريب/ 2118)
----------------------------

إسحاق1 عن أبي عبد الرحمن السلمي2 قال: لما حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره، ثم قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن حراء حين انتفض قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اثبت حراء، فليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد" ، قالوا: نعم، قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في جيش العسرة: "من ينفق نفقة متقبلة" والناس مجهدون معسرون فجهزت ذلك الجيش؟ قالوا: نعم، ثم قال: أذكركم بالله، هل تعلمون أن بئر رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل؟ قالوا: نعم، وأشياء عدّها.
هذا حديث حسن صحيح غريب"3.
إسناده صحيح.
وذكره البخاري4 في صحيحه تعليقاً، قال: "وقال عبدان عن أبيه، عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن - به نحوه وفيه -:
----------------------------
1 عمرو بن عبيد الله بن عبيد، ويقال: علي، ويقال ابن أبي شعيرة الهمداني، أبو إسحاق السبيعي، ثقة مكثر عابد، من الثالثة اختلط بأخرة، ملت سنة 129هـ وقيل قبل ذلك، ع (التقريب/ 5065)
2 عبد الله بن حبيب بن ربيعة، أبو عبد الرحمن السلمي، الكوفي المقرئ، مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، ثقة ثبت، من الثانية، مات بعد السبعين، ع (التقريب/ 3271)
3 السنن (5/625)
4 فتح الباري (5/406-407)
----------------------------

أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ألستم تعلمون.." ولم يذكر انتفاض حراء.
ورواه النسائي1 من طريق أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة به نحوه.
ورواه الدارقطني2 من طريق عبدان عن أبيه عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الرحمن السلمي بمثل رواية البخاري.
ورواه ابن عساكر3 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة بإسناده مثل لفظ الترمذي.
ولا يعلله اختلاط عبد الله بن جعفر؛ لأن رواية الدارمي عنه وقعت في صحيح مسلم4 ولأنه لم يفحش اختلاطه.
واختلف في سماع أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان -رضي الله عنه- والراجح أنه سمع منه.
فقد روى عنه ، عن عثمان -رضي الله عنه- البخاري في صحيحه مسنداً، ومعلوم أن البخاري لا يكتفي بمجرد إمكان اللقاء.
ورجح العلائي وابن حجر5 سماعه منه.
----------------------------
1 السنن (6/236-237)
2 السنن (4/199-200)
3 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان ( 337-338)
4 انظر رجال مسلم لابن منجويه (1/349)
5 وللتفصيل انظر جامع التحصيل للعلائي (254) وفتح الباري (9/74_ 76)
----------------------------

23- قال ابن أبي داود: حدثنا يونس بن حبيب1 قال: حدثنا أبو داود2 حدثنا شعبة بن الحجاج3 عن علقمة بن مرثد الحضرمي4؛ قال أبو داود: ونا محمد بن أبان الجعفي5 سمعه من علقمة بن مرثد، وحديث محمد أتمّ عن علقمة6, لما خرج المختار كنا في هذا الحي من حضرموت أول من تسرع إليه. فأتانا سويد7 بن غفلة الجعفي، فقال: إن لكم عليّ حقاً؛ وإن لكم جواراً، وإن لكم قرابة. والله لا أحدثكم اليوم إلا شيئاً سمعته من المختار.
----------------------------
1 يونس بن حبيب بن عبد القاهر الأصبهاني العجلي، وثقه ابن أبي حاتم، وأوصى بالرواية عنه أبو مسعود بن الفرات (ابن أبي حاتم، الجرح: 9/ 237).
2 سليمان بن داود الجارود، أبو داود الطيالسي، البصري، ثقة حافظ غلط في أحاديث، من التاسعة، ت سنة 204هـ ، خت، م4 (التقريب/ 2550).
3 شعبة بن الحجاج تقدمت ترجمته.
4 علقمة بن مرثد، الحضرمي، أبو الحارث الكوفي، ثقة، من السادسة، ع (التقريب/ 4682).
5 محمد بن أبان الجعفي، كوفي قال ابن معين: ضعيف، وبين الإمام أحمد: أن سبب ترك الناس لحديثه هو قوله بالإرجاء، ولأنه كان رئيساً من رؤساء المرجئة (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 7/ 200).
6 في الأصل: "عقبة" وهو تحريف. انظر تاريخ دمشق (ترجمة عثمان241، حاشية5)
7 سويد بن غفلة، أبو أمية الجعفي، مخضرم، من كبار التابعين، قدم المدينة يوم دفن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان مسلماً في حياته ثم نزل الكوفة، ومات سنة 80هـ وله 130سنة ع (التقريب/ 2695).
----------------------------

أقبلت من مكة، فإني لأسير إذ غمزني غامز من خلفي، فالتفتّ فإذا المختار. فقال لي: يا شيخ ما بقي في قلبك من حبّ ذاك الرجل -يعني علياً - قلت: إني أشهد الله أني أحبه بسمعي وقلبي، وبصري، ولساني، قال: ولكني أشهد الله أني أبغضه بقلبي، وسمعي، وبصري، ولساني، قال: قلت: أبيت والله إلا تثبيطاً عن آل محمد وتربيثاً 1 لحراق المصاحف – أو قال: خراق, أو أحدهما يشك أبو داود - فقال سويد: والله لا أحدثكم إلا شيئاً سمعته من علي بن أبي طالب - سمعته يقول: يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيراً - أو قولوا له خيراً - في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعاً، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفراً، قلنا فما ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحدٍ، فلا تكون فرقة ولا يكون اختلاف. قلنا: فنعم ما رأيت. قال فقيل: أي الناس أفصح، وأي الناس أقرأ؟ قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرأهم زيد بن ثابت، فقال: ليكتب أحدهما، ويملي الآخر. ففعلا، وجمع الناس على مصحف. قال: قال علي: والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل"2, 3.
----------------------------
1 في الأصل: "ترثيثاً"، والصواب ما أثبته، ومعناه: تثبيطاً، كما ي النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 182).
2 يعني لو ولي قبل إنفاذ الجمع لجمعه.
3 المصاحف (28-29 العلمية).
----------------------------

ورواه من طريقه ابن عساكر1 وزاد بعد عقبة "بن جرول الحضرمي" 2.
إسناده صحيح: رجاله كلهم ثقات رجال مسلم إلا يونس، وعقبة، وابن أبي داود، وهم ثقات، وصححه الحافظ ابن حجر3
ورواه ابن أبي داود من طرق أخرى4 كما رواه ابن عساكر من طرق أخرى أيضاً غير طريق ابن أبي داود5.
24- قال ابن عساكر: "أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه، وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه، أنا أبو نعيم الحافظ ثنا سليمان بن أحمد6 ثنا أبو زرعة7 ثنا أبواليمان8 أنا شعيب9 عن الزهري10 أخبرني أنس بن مالك:
----------------------------
1 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (241-242)
2 عقبة، صوابه العيزار بن جرول التنعي الحضرمي، قال ابن معين: العيزار بن جرول الحضرمي ثقة (الجرح والتعديل 7/37)
3 فتح الباري (9/18)
4 المصاحف (29-30 العلمية)
5 و انظر ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان ( 237-239)
6 هو الطبراني.
7 أبو زرعة هو روح بن الفرج، أبو الزنباع القطان،المصري، ثقة، من الحادية عشرة، ت سنة 282هـ وله 84 تمييز (التقريب/ 1967).
8 أبو اليمان هو الحكم بن نافع البهراني، الحمصي، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، يقال: إن أكثر حديثه عن شعيب مناولة، من العاشرة، ت سنة 222هـ ع (التقريب/1464).
9 شعيب بن أبي حمزة الأموي، مولاهم، واسم أبيه دينار، أبو بشر الحمصي، ثقة عابد قال ابن معين: من أثبت الناس في الزهري من السابعة، مات سنة 172هـ ع (التقريب/ 2798).
10 الزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب، مترجم له.
----------------------------

أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان وكان يغزو مع أهل العراق قبل أرمينية في غزوهم ذلك فيمن اجتمع من أهل العراق وأهل الشام، فتنازعوا في القرآن حتى سمع حذيفة من اختلافهم فيه ما يكره. فركب حذيفة حتى قدم على عثمان فقال: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى في الكتب، ففزع عثمان بن عفان، فأرسل إلى حفصة بنت عمر أن أرسلي إليّ بالصحف التي جمع فيها القرآن، فأرسلت إليه بها حفصة، فأمر عثمان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف وقال لهم: إذا اختلفتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن إنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى كتبت المصاحف، ثم رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف، وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل به. فذلك زمان حرقت فيه المصاحف بالنار"1.
إسناده من الطبراني صحيح: رجاله رجال الشيخين إلا روح وهو ثقة، وتُكلم في سماع أبي اليمان من شعيب وأن أكثره كان مناولة،
----------------------------
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 234).
----------------------------

إلا أنه قال ليحيى بن معين لما سأله عن ذلك: "ليس هو مناولة، المناولة لم أخرجها لأحد"1.
وبذلك يكون الإسناد من الطبراني صحيحاً والله أعلم.
وأصله في صحيح البخاري2.
25- وفي مصنف ابن أبي شيبة: أسود3 بن عامر قال: حدثنا جرير بن حازم4 عن ابن سيرين5 قال: ما علمت أن علياً اتهم في قتل عثمان حتى بويع؛ اتهمه الناس"6.
ورواه ابن عساكر7 من طريق هشام عن ابن سيرين ولفظه: "لقد قتل عثمان وما أعلم أحداً يتهم علياً في قتله".
----------------------------
1 ابن حجر، تهذيب التهذيب (2/ 442).
2 انظر الرواية رقم: [30].
3 الأسود بن عامر الشامي، تقدمت ترجمته.
4 جرير بن حازم بن زيد الأزدي، البصري، ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه، من السادسة، ت سنة 170هـ بعد ما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه. ع (التقريب/911).
5 ابن سيرين، محمد بن سيرين الأنصاري، تقدمت ترجمته.
6 (11/ 146، 15/ 229).
7 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 395).
----------------------------

إسناده صحيح مرسل: فالإسناد صحيح إلى ابن سيرين، وهو: ثقة، ثبت، عابد، كبير القدر؛ لكنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان -رضي الله عنه-1 فهو: مرسل منه.
26- قال البخاري في التاريخ الكبير: حدثني زياد بن يحيى2 نا ابن أبي عدي3 نا سعيد بن أبي عروبة4 حدثني إسماعيل بن عمران5 عن أبي عثمان النهدي6 قال: قال أبو موسى7: إن قتل هذا - يعني عثمان - لو كان هدى لاحتلبت به العرب لبناً، ولكنه ضلال فاحتلبوا دماً"8.
----------------------------
1 ابن حبان (الثقات 5/ 349)، المزي (تهذيب الكمال 1208-1209).
2 زياد بن يحيى بن حسان، أبو الخطاب الحساني النكري، البصري، ثقة،من العاشرة، ت سنة 254هـ ع (التقريب/ 2104).
3 ابن أبي عدي هو: محمد بن إبراهيم بن أبي عدي وقد ينسب لجده، وقيل هو إبراهيم أبو عمرو البصري، ثقة، من التاسعة، ت سنة 194هـ ع (التقريب/ 5697).
4 سعيد بن أبي عروبة، مهران اليشكري، تقدمت ترجمته.
5 إسماعيل بن عمران هو الضبيعي، ذكره البخاري في التاريخ الكبير، وذكر له هذا الخبر وقال: حديثه في البصريين، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات (البخاري التاريخ الكبير 1/ 369، ابن حبان، الثقات 6/ 30).
6 أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل مشهور بكنيته، مخضرم من كبار الثانية، ثقة ثبت، ت سنة 95هـ عاش 130سنة ع (التقريب/ 4017).
7 هو: الأشعري -رضي الله عنه-.
8 (1/ 369).
----------------------------

ومن طريقه رواه ابن عساكر1.
إسناده حسن لغيره.
سعيد بن أبي عروبة اختلط، ورواية ابن أبي عدي عنه بعد اختلاطه2 كما أن إسماعيل بن عمران مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان؛ وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين, إلا أنه رُوي عن أبي موسى من وجه آخر، رواه ابن عساكر3 من طريق الحسن بن عرفة، نا إسماعيل4 بن إبراهيم بن علية، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي موسى الأشعري، قال: لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمة لبناً، ولكنه كان ضلالاً فاحتلبت به الأمة دماً".
وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه، فإن قتادة مدلس5 ولم يسمع من أبي موسى. قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: قتادة لم يسمع من أبي موسى"6 وذكره ابن كثير وقال: "منقطع"7.
----------------------------
1 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 489-490).
2 انظر تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر (4/ 58)، والكواكب النيرات لابن الكيال (199).
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 489-490).
4 إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي، مولاهم، أبو بشر البصري، المعروف بابن علية، ثقة حافظ، من الثامنة، مات سنة 193هـ ، وهو ابن 83 ع (التقريب/416).
5 الذهبي (سير أعلام النبلاء 5/ 270).
6 المراسيل (141) وانظر جامع التحصيل للعلائي (312).
7 البداية والنهاية (7/ 201).
----------------------------

ولا يزيده ضعفاً اختلاف ابن أبي عروبة حيث إن رواية ابن علية عنه في صحيح مسلم1 كما لا تزيده ضعفاً عنعنة ابن أبي عروبة؛ لأنه أثبت الناس في قتادة2.
فإسناده من الحسن بن عرفة3 إلى منتهاه لا يعلله إلا الانقطاع المذكور آنفاً. وبذلك يكون الخبر قوياً بالذي قبله ومقوياً له؛ إن صح من ابن عساكر إلى الحسن بن عرفة.
27- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه4 وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد5 قالا: أنا نصر بن إبراهيم المقدسي6 أنبا أبو الفرج عبد
الوهاب بن الحسين بن عمر

----------------------------
1 الكواكب النيرات لابن الكيال (90).
2 ابن حجر، (التقريب/ 2365)
3 الحسن بن عرفة، أبو علي العبدي، بغدادي، مؤدب، من رجال الحديث، كان مسند زمانه، توفي بسامراء سنة 257هـ ، وولد سنة 158هـ له "جزء مروي على العصور".
وثقه يحيى بن معين، وقال النسائي: "لا بأس به" (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 7/394-396)، وقال الحافظ في التقريب: "صدوق" (1255)
4 نصر الله بن محمد بن عبد القوي، المصيصي، الشافعي الأصولي، الأشعري نسباً ومذهباً، ت542هـ عن 94هـ (ابن عساكر، تاريخ دمشق 17/533، العبر للذهبي 2/462)
5 أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم الأسدي، قال عنه الذهبي: "المسند الصدوق" ولد سنة 466هـ ت سنة 551هـ (ابن عساكر، تاريخ دمشق، 4/664، الذهبي، العبر 3/14، السير 20/246)
6 نصر بن إبراهيم المقدسي، قال عنه الذهبي: "كان إماماً علامة، مفتياً، محدثاً، حافظاً، زاهداً، ت سنة 490هـ " (تاريخ دمشق 17/ 36) (العبر2/ 363).
----------------------------

بن برهان الغزال1 بصور، أنا أبويعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي2 نا جدي الحسن ابن سفيان3 نا أمية بن بسطام4 نا المعتمر5 قال: سمعت حميداً6يحدث عن الحسن7 عن سمرة قال: إن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا8 في الإسلام ثُلمة بقتلهم عثمان، وإنهم شرطوا9 شرطة، وأنهم لن يسدوا ثلمتهم - أو لا
----------------------------
1 عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان أبو الفرج البغدادي، ولد سنة 362هـ ، ت سنة 447هـ ، وثقه الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 11/ 34).
2 إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، قال التنوخي عنه: "شيخ ثقة" ولد سنة 293هـ ، ت سنة 374هـ (تاريخ بغداد 6/ 401).
3 الحسن بن سفيان الشيباني النسوي، صاحب المسند في الحديث، قال ابن أبي حاتم: "كتب إليّ وهو صدوق" وقال الذهبي: "وكان ثقة حجة واسع الرحلة" ت سنة 303هـ (الجرح والتعديل 3/ 16)، الذهبي، التذكرة (1/ 703).
4 أمية بن بسطام العيشي، بصري، يكنى أبا بكر، صدوق، من العاشرة ت سنة 231هـ خ م س (التقريب/552).
5 المعتمر بن سليمان التيمي، أبو محمد البصري، يلقب الطفيل، ثقة من كبار التاسعة، ت سنة 187هـ ، وقد جاوز الثمانين ع (التقريب/ 6785).
6 حميد بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصري، ثقة مدلس، وعابه زائدة لدخوله في شيء من أمر الأمراء، من الخامسة، ت سنة 142هـ وله 75 ع (التقريب/ 1544).
7 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
8 ثلموا: الثُلمة بالضم فرجة المكسور والمهدوم (القاموس المحيط 4/ 87).
9 شرطوا: الشرط بزغ الحجام بالمشرط (لسان العرب 7/ 332).
----------------------------

يسدونها - إلى يوم القيامة، وإن أهل المدينة كانت فيهم الخلافة فأخرجوها1 ولم تعد فيهم"2.
إسناده حسن: رجاله ثقات إلا الحسين شيخ ابن عساكر، وأمية ابن بسطام وهما صدوقان.
ولا تضره كثرة الإرسال وتدليس الحسن، لتصريحه بسماع حديث العقيقة عن سمرة كما رواه البخاري3.
وقد روى عنه نسخة كبيرة غالبها في السنن الأربعة، وعند علي بن المديني أن كلها سماع، وكذلك حكى الترمذي4 عن البخاري عن علي نحو هذا.
وقال يحيى بن سعيد القطان وجماعة كثيرون: هي كتاب، وذلك لا يقتضي الانقطاع5.
----------------------------
1 هذه اللفظة رسمها من مخطوطة الظاهرية من تاريخ ابن عساكر (فأحرموها) ولعل الصواب (فحُرِمُوها) وعلى تقدير أن الصواب (فَاَخْرَجُوهَا) فيعني به ما فعله علي -رضي الله عنه- من نقله الخلافة من المدينة إلى الكوفة بعد أن مكث بالمدينة مدة يسيرة.
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان ( 492)
3 البخاري (الجامع الصحيح الفتح 9/ 590).
4 الترمذي (السنن 1/ 343).
5 العلائي (جامع التحصيل 198-199).
----------------------------

وساق العلائي حديثاً من المسند صرح فيه الحسن بالسماع من سمرة ثم قال: "وهذا يقتضي سماعه من سمرة لغير حديث العقيقة. والله أعلم"1.
كما لا يضره تدليس حميد الطويل، وقد ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة2 وهي من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم، إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقاً ومنهم من قبلهم3.
لأن من يطالع ترجمته في المصادر التي ترجمت له4 يجد أنه لم يتهم بالتدليس عن غير أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
ومع ذلك ففي قبول ورد حديثه عن أنس خلاف. قال أبوبكر البرديجي: "وأما حديث حميد - أي عن أنس - فلا يحتج منه، إلا بما قال حدثنا أنس"5.
وعارضه العلائي فقال: "فعلى تقدير أن تكون أحاديث حميد - أي عن أنس - مدلسة فقد تبين الواسطة - أي ثابت - فيها، وهو ثقة صحيح"6.
----------------------------
1 الترمذي (السنن 1/ 343).
2 ابن حجر (تعريف أهل التقديس 86).
3 ابن حجر (تعريف أهل التقديس 23).
4 المزي، تهذيب الكمال (336خ)، العلائي، جماع التحصيل (201-202)، الذهبي، الميزان (1/ 610)، ابن حجر، (التقريب/ 1544)، تهذيب التهذيب (3/ 38-40)، تعريف أهل التقديس (86)، سبطبن العجمي، التبيين (23).
5 ابن حجر (تهذيب التهذيب 3/ 38-40).
6 العلائي (جامع التحصيل 198-199).
----------------------------

هذا في حديثه عن أنس الذي اتهم بالتدليس عنه، فكيف بروايته عن شيخه المختص به وهو الحسن؟
قال أبو حاتم: "أكثر - وفي نسخة أكبر - أصحاب الحسن قتادة ثم حميد"1. وقال الدارمي: "قلت لابن معين: يونس بن عبيد أحب إليك في الحسن أو حميد؟ فقال: كلاهما.
قلت: فمحمداً أحب إليك فيه أو حبيب بن الشهيد؟ فقال: كلاهما"2.
وسبب اتهامه بالتدليس عن أنس أنه سمع من أنس بلا واسطة، وسمع منه عن طريق ثابت ثم اختلط عليه ما سمع بواسطة بما سمعه دون واسطة، فأصبحت روايته عن أنس مما سمعه بواسطة تدليس3.
وسبب إدراج الحافظ له في المرتبة الثالثة حَمْلٌ لقولِ البرديجي، السابق على العموم، وهو خاص في أنس -رضي الله عنه- وحقه أن ينقل منها. وهذا حكم مبني على ما وقفت عليه من مصادر والله أعلم.
----------------------------
1 ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل 3/ 219).
2 المرجع السابق.
3 انظر ترجمته في المصادر المشار إليها آنفاً.
----------------------------

28- قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي1 قال: أخبرنا فطر بن خليفة2 عن زيد بن علي3 أن زيد بن ثابت كان يبكي على عثمان يوم الدار"4.
وأخرجه ابن أبي شيبة5 عن وكيع6 عن فطر به مثله.
ورواه ابن عساكر7 من طريق ابن سعد.
وإسناده حسن: رجاله ثقات، إلا فطر بن خليفة فإنه: صدوق.
29- قال ابن سعد: أخبرنا كثير بن هشام8 قال: أخبرنا جعفر بن برقان9 قال: حدثني
----------------------------
1 محمد بن عبيد الطنافسي، الكوفي، ثقة يحفظ، من الحادية عشرة، ت سنة 204هـ ع (التقريب/ 6114).
2 فطر بن خليفة المخزومي، مولاهم، أبو بكر الحناط، صدوق رمي بالتشيع من الخامسة، ت بعد سنة 150هـ خ ع (التقريب/ 5441).
3 زيد بن علي أبو القموص، العبدي، ثقة، من الثالثة، ع (التقريب/ 2152).
4 ابن سعد، الطبقات ( 3/ 81).
5 ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 227).
6 وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفين ثقة حافظ عابد من كبار التاسعة ت سنة 196هـ ، وله سبعون سنة ع (التقريب/ 7414).
7 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 490).
8 كثير بن هشام الكلابي، أبو سهل الرقي، نزيل بغداد، ثقة، من التاسعة، ت سنة 207هـ بخ م4 (التقريب/5633).
9 جعفر بن برقان الكلابي، أبو عبد الله الرقي، صدوق، من السابعة، ت سنة 150هـ ، بخ م 4 (التقريب/ 932).
----------------------------

العلاء بن عبد الله بن رافع1 عن ميمون بن مهران2 قال: لما قتل عثمان، قال حذيفة هكذا - وحلق بيده يعني عقد عشرة – "فُتِقَ في الإسلام فُتق لا يرتقه جبل""3.
وإسناده حسن مرسل: فإن ميمون بن مهران ممن يرسل؛ وهذا الخبر من مرسلاته، لتأخر وفاته.
ورواه ابن أبي شيبة عن كثير بن هشام به مثله.
30- قال خليفة: "حدثنا أبو داود4 قال: نا محمد بن طلحة5 قال: نا كنانة6 مولى صفية قال: شهدت مقتل عثمان. قال: قلت: من قتله؟ قال: رجل من أهل مصر، يقال له: حمار"7.
----------------------------
1 العلاء بن عبد الله بن رافع الحضرمي، الجزري، مقبول، من السابعة د س (التقريب/ 5245).
2 ميمون بن مهران الجزري، أبو أيوب، أصله كوفي، نزل الرقة، ثقة فقيه وكان يرسل، من الرابعة، ت سنة 117هـ بخ م (التقريب/ 7049).
3 الطبقات (3/ 80).
4 أبو داود هو: سليمان بن داود الطيالسي، تقدمت ترجمته.
5 محمد بن طلحة بن مصرف اليامي، تقدمت ترجمته.
6 كنانة مولى صفية --رضي الله عنه-ا -مقبول ضعفه الأزدي بلا حجة، من الثالثة بخ ت (التقريب/ 5669) وتقدم تفصيل لترجمته.
7 خليفة بن خياط (التاريخ 175).
----------------------------

إسناده حسن: محمد بن طلحة صدوق وكنانة مقبول، وقد مر تفصيلٌ عن حال كنانة هذا، وترجح أن روايته لا تنزل عن رتبة الحسن إن سلم متنها.
وكنانة ممن عاصر الحادثة فروايته عنها قوية.
وتقدم بإسناد صحيح إلى كنانة أنه رأى قاتل عثمان رجلاً أسود، من أهل مصر، يقال له: جبلة1.
وفي رواية جبلة بن الأيهم، وهذه الزيادة2 غير صحيحة.
وبذلك يتضح أن حماراً مصحفة من جبلة، لتشابه الرسم بينهما.



القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49192
العمر : 72

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة   القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Emptyالجمعة 05 أغسطس 2022, 5:44 am

31- قال خليفة بن خياط: "وفي حديث المعتمر3 عن أبيه4 عن أبي نضرة5 عن أبي سعيد، قال: دخل عليه رجل من بني سدوس يقال له: الموت الأسود، فخنقه: وخنقه قبل أن يضرب بالسيف، فقال: والله ما رأيت شيئاً ألين من خناقة، لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان، تردد في جسده"6.
----------------------------
1 انظر: الرواية رقم: [67].
2 انظر: المبحث المتعلق بقاتله.
3 المعتمر بن سليمان التيمي، تقدمت ترجمته.
4 سليمان بن طرخان التيمي، أبو المعتمر، البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة 143هـ ، وهو ابن سبع وتسعين ع (التقريب/2575).
5 أبو نضرة هو: المنذر بن مالك بن قطعة، العبدي، البصري، مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة، ت سنة 108هـ خت، م 4 (التقريب/ 6890).
6 خليفة بن خياط (التاريخ 174-175)
----------------------------

إسناده صحيح أو حسن: ورواه الطبري1 قال: قال أبو المعتمر2: فحدثنا الحسن3 وذكره ضمن رواية أطول من هذه، وليس فيه من بني سدوس، وفيه: "وخنقه ثم خفقه"؛ وليس فيه "قبل أن يضرب بالسيف" وفيه "ثم خرج فقال: والله.." وفيه: "حلقه" بدل "خناقه".
وإسناد خليفة إلى أبي سعيد صحيح، وهو مولى أبي أسيد الأنصاري في الصحابة، ولم يذكر ما يدلّ على صحبته، لكنه ثبت أنه أدرك أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قاله الحافظ ابن حجر4.
وذكره الذهبي في (التجريد)5 وقال مسلم -رحمه الله تعالى- "شهد مقتل عثمان".
وذكره ابن الأثير في أسد الغابة6.
وعدّه ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة من التابعين7 وذكره ابن حبان في ثقات التابعين8.
----------------------------
1 الطبري (التاريخ 4/ 383-384).
2 تقدمت ترجمته.
3 ابن حجر (الإصابة 4/ 99، القسم الثالث).
4 الذهبي (التجريد 2/ 173).
5 مسلم (الكنى 21).
6 ابن الأثير (أسد الغابة 5/ 141).
7 ابن سعد، الطبقات ( 5/88)
8 ابن حبان (الثقات 5/588-589)
----------------------------

فظهر أنه مختلف في صحبته، فإن ثبتت فالصحابة كلهم عدول، فالرواية صحيحة لا غبار عليها،وإن لم تثبت صحبته فهو تابعي، وثقه ابن حبان واختلف في صحبته، فلا تنزل روايته عن رتبة الحسن. والله أعلم.
فدلت هذه الرواية على أن هذا الرجل - الموت الأسود - هو قاتل عثمان رضي الله تعالى عن عثمان بدليل قوله قبل أن يضرب بالسيف أي أنه خنقه أولاً ثم ضربه بالسيف.
وقد يكون القاتل غيره على قراءة "يُضرب" بضم الياء أي على البناء للمجهول، ولكن الأول أظهر لسكوت الرواية عن الضارب بالسيف والله أعلم.
(وبنو سَدُوس) بفتح السين وضم الدال: نسبة إلى جماعة قبائل، منها سدوس بن شيبان بن بكر، وهو في ربيعة وأكثرهم من أهل البصرة.
والسُدُوسي بضم السين الأولى والدال من ظني. قال ابن الكلبي: "كل سدوس في العرب فهو مفتوح السين إلا سدوس بن أصمع من ظني، فهو مضموم السين" قاله الدارقطني1.
وقال القاضي أبوبكر بن العربي2: "فقتله المرء الأسود"3 وعلق عليه محب الدين الخطيب - رحمه الله - تعليقة جيدة رجح فيها أن
----------------------------
1 الأنساب للسمعاني (7/ 102، 108).
2 ابن العربي (العواصم من القواصم 141)
3 وذكر الاستانبولي أن في نسخة "د" من نسخ العواصم "الموت الأسود"، وفي طبعة عمار الطالبي (ص: 399): "الموت الأسود" وهو الصواب، كما تقدم في روايات خليفة والطبري وابن سعد، والأولى صحيحة، والثانية حسنة، انظر الرواية رقم: [51].
----------------------------

الصواب "الموت الأسود" ثم قال: "ومن الثابت أن ابن سبأ كان من ثوار مصر عند مجيئهم من الفسطاط إلى المدينة، وهو في كل الأدوار التي مثلها كان شديد الحرص على أن يعمل من وراء ستار، فلعل "الموت الأسود" اسم مستعار له، أراد أن يرمز به إليه ليتمكن من مواصلة دسائسه لهدم الإسلام"1.
ولم يبين محب الدين الخطيب معنى قوله: "ومن الثابت"، فلعله درس إسناد تلك الرواية فوجده صحيحاً، والله أعلم.
32- قال ابن أبي الدنيا: حدثني الحارث بن محمد التميمي2 حدثني أبو الحسن -يعني علي بن محمد القرشي-3 عن سعيد بن مسلم بن بانك4 عن أبيه5.
----------------------------
1 ابن العربي (العواصم من القواصم 141).
2 الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي أبو محمد، ولد سنة 186هـ. قال الدارقطني: هو صدوق، وقال إبراهيم الحربي: ثقة، وقال الخطيب: ثقة. ت سنة 282هـ عن 76 سنة (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 8/ 218-219).
3 علي بن محمد بن أبي الخصيب، القرشي، الكوفي، صدوق ربما أخطأ من العاشرة، مات سنة 258هـ ق (التقريب/ 4792).
4 سعيد بن مسلم بن بانك، المدني، أبو مصعب، ثقة من السادسة، س ت (التقريب/2394)
5 مسلم بن بانك سمع ابن عمر وعائشة. قال أبو حاتم: يروى عنه، وسكت عنه البخاري، وذكره ابن حبان في الثقات (البخاري التاريخ الكبير 7/ 256، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 8/ 181، ابن حبان الثقات 5/ 392). ولم يذكره العلائي في جامع التحصيل.
----------------------------

أن عثمان بن عفان قال متمثلاً يوم دخل عليه فقتل: (من الطويل):
أرى الموت لا يبقي عزيزاً ولم يدع ... لعاد ملاذاً في البلاد ومرتقى
وقال أيضاً:
يبيت أهل الحصن والحصن مغلق ... ويأتي الجبال في شماريخها العلى"1
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
إسناده حسن: علي، صدوق ربما أخطأ، ومسلم بن بانك قال عنه أبي حاتم: يُروى عنه، ووثقه ابن حبان. وباقي رجاله ثقات، ومسلم بن بانك سمع ابن عمر وعائشة.
33- قال ابن عساكر: "أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي قالا: أنا أبو الحسين بن النقور - زاد ابن السمرقندي: وأبو محمد الصريفيني، قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة.(ح) وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم، وأبو محمد عبد السلام بن أحمد، وأبو عبد الله سمرة بن جندب، وأخوه أبو محمد عبد القادر بن جندب، قالوا: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح. قالا: أنا عبد الله بن محمد
----------------------------
1 المحتضرين (ق12) كما في حاشية تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 407).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 407).
----------------------------

البغوي1 نا مصعب بن عبد الله بن مصعب2 نا أبي3 عن موسى بن عقبة4 عن أبي حبيبة5 وهو جد موسى أبو أمه - قال: بعثني الزبير إلى عثمان، وهو محصور، فدخلت عليه في يوم صائف وهو على كرسي وعنده الحسن بن علي، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وبين يديه مراكن مملأة ماء ورياط6 مضرجة، فقلت: بعثني إليك
----------------------------
1 عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، أبو القاسم، قال الحافظ ابن حجر: "وثقه الدارقطني والخطيب وغيرهما" (اللسان 3/ 338-341).
2 مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري المدني، نزيل بغداد، صدوق عالم بالنسب، من العاشرة، مات سنة 236هـ س ق (التقريب/ 6693) روى عنه عبد الله بن محمد البغوي (تهذيب الكمال 1333).
3 عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، ضعفه ابن معين، وذكره الخطيب فقال: "كان محموداً في ولايته، جميل السيرة مع جلالة قدره"، وذكره ابن حبان في الثقات، وسكت عنه البخاري وقال عنه أبو حاتم: "شيخ" (ابن سعد، الطبقات 5/ 434-435، البخاري التاريخ الكبير 5/ 211، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 5/ 178، ابن حبان، الثقات7/ 56، الذهبي، السير 8/ 517، المغني 1/ 358، ابن حجر، اللسان 3/ 362، التعجيل 235، السخاوي، التحفة اللطيفة 2/ 418-420).
4 موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي، تقدمت ترجمته.
5 أبو حبيبة مولى عروة، وثقه العجلي، وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم (ثقات العجلي 2/ 394، التاريخ الكبير، الكنى 24، الجرح والتعديل 9/ 359).
6 الرياط: جمع ريطة، وهي ملاءة ليست بلفقين، وقيل: كل ثوب رقيق ليّن. ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر: 2/ 289.
----------------------------

الزبير بن العوام، وهو يقرئك السلام، ويقول لك: إني على طاعتي لم أبدل، ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك وكنت رجلاً من القوم، وإن شئت أقمت، فإن بني عمرو بن عوف وعدوني أن يصبحوا على بابي، ثم يمضون على ما آمرهم به؛ فلما سمع الرسالة، قال: الله أكبر، الحمد لله الذي عصم أخي، أقرئه السلام، وقل له: إن يدخل الدار لا يكن إلا رجلاً من القوم، ومكانك أحب إليّ، وعسى الله أن يدفع بك عني، فلما سمع الرسالة أبو هريرة قام فقال: ألا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قالوا: بلى - زاد ابن حبابة يا أبا هريرة - قال: أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "تكون بعدي فتن وأمور" فقلنا: فأين المنجى منها يا رسول الله؟ قال: "إلى الأمين وحزبه، وأشار إلى عثمان بن عفان" فقام الناس فقالوا: قد أمكنتنا البصائر فأذن لنا في الجهاد. فقال عثمان: أعزم - أو كلمة نحوها - على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل"1.
إسناده من البغوي حسن لذاته، وبعضه صحيح لغيره؛ فمصعب وثقه أبو حاتم، وابن حبان، وتقدم منه حديث أبي هريرة في الأحاديث
----------------------------
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 374)، وانظر حديث مصعب بن عبد الله (ظاهيرة مج 117 ورقة 151ب).
----------------------------

التي تشير إلى الفتنة1 بإسناد صححه أحمد شاكر، وأيضاً خرجه القزويني الحاكمي كما في الرياض النضرة.
ورواه ابن عساكر من طريق: الزبير بن بكار وفيه اختلاف.
ولم أدرس الإسناد من ابن عساكر إلى مصعب بن عبد الله؛ لأن الرواية في جزء حديث مصعب بن عبد الله في الظاهرية، وقد اطلع عليها فيه محقق ترجمة عثمان -رضي الله عنه- من تاريخ دمشق لابن عساكر2.
34- روى ابن أبي شيبة: عن علي بن حفص3 قال: "حدثنا محمد بن طلحة4 عن عاصم بن كليب الجرمي5 عن أبي قلابة6 قال: "جاء الحسن بن علي إلى عثمان فقال: أخترط سيفي، قال: لا، أبرأ الله7 إذاً من دمك، ولكن ثم سيفك وارجع إلى أبيك"8.
----------------------------
1 انظر الروايات: [6-8].
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان بن عفان ص: 86 الحاشية رقم: [1]).
3 علي بن حفص المدائني، نزيل بغداد، صدوق، من التاسعة، م د ت س (التقريب/ 4719)
4 محمد بن طلحة بن مصرف اليامي، تقدمت ترجمته.
5 عاصم بن كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي، الكوفي، صدوق، رمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة بضع وثلاثين ومائة هـ خت م 4 (التقريب/ 3075).
6 أبو قلابة هو: عبد الله بن زيد الجرمي، تقدمت ترجمته.
7 هكذا في المصنف ولعلها: "أبرأ إلى الله"
8 المصنف (15/ 224).
----------------------------

رجاله رجال مسلم.
إسناده حسن: إن صح سماع أبي قلابة من الحسن، إذ أنه يروي عن بعض الصحابة ولم يسمع منهم وعن بعض آخر سمع منه.
وأبو قلابة؛ قيل فيه نصب يسير، فإن كان في هذه الرواية ما يدعو إلى النصب فيضعف به وإلا فلا يعلل به.
أما ما فيها من بيان للموقف الحسن من الحسن تجاه عثمان، فلا يعلل به؛ لأن النصب في كراهة علي وبنيه، واتهامهم بدم عثمان.
35- قال خليفة: "حدثنا كهمس بن المنهال1 قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة2 عن يعلى بن حكيم3 عن نافع4 قال: دخل ابن عمر على عثمان وعنده المغيرة ابن5 الأخنس فقال: انظر ما يقول هؤلاء، يقولون اخلعها ولا تقتل نفسك. فقال ابن عمر: إذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا؟ قال: لا، قال: فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك؟ قال: لا، قال: فهل يملكون
----------------------------
1 كهمس بن المنهال السدوسي، تقدمت ترجمته.
2 سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري، تقدمت ترجمته.
3 يعلى بن حكيم الثقفي، المكي، نزيل البصرة، ثقة، من السادسة، خ م د س ت (التقريب/ 7841)
4 نافع مولى ابن عمر، المدني، ثقة ثبت فقيه، مشهور، من الثالثة، مات سنة 117هـ ع (التقريب/ 7086).
5 ابن شريق الثقفي حليف بني زهرة، قتل يوم الدار (الذهبي، التجريد 2/ 91).
----------------------------

لك جنة أو ناراً؟ قال: لا، قال: فلا أرى لك أن تخلع قميصاً قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه"1.
ورواه ابن عساكر2 من طريق خليفة به نحوه وفيه "خلعوه" بدل "قتلوه".
وإسناده حسن: فإن كهمس صدوق وباقي رجاله ثقات، ولا يضره ما في سعيد بن أبي عروبة من تدليس، فقد ذكره ابن حجر في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين3كما لا يضره اختلاطه، فإن رواية كهمس عنه في صحيح البخاري4.
وسعيد ذكره الحافظ في المرتبة الثانية من المدلسين وهم: من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى5.
وقد أخرج مسلم في صحيحه من طريق سعيد بن يعلى6 وهما من الطبقة السادسة.
----------------------------
1 خليفة بن خياط، التاريخ (170).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 359)
3 (ص: 31).
4 الكلابادي، رجال البخاري (2/ 485، 875).
5 ابن حجر (تعريف أهل التقديس 63).
6 ابن منجويه (رجال مسلم 1/ 245).
----------------------------

كما لا يضره -إن شاء الله تعالى- اختلاط سعيد، حيث إن البخاري أخرج لكهمس عن سعيد1. مما يرجح أنه رواية كهمس عنه قبل الاختلاط.
36- قال ابن سعد: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة2 عبد الملك بن أبي سليمان3 قال: حدثني أبو ليلى الكندي4 قال: شهدت عثمان وهو محصور، فاطلع من كوٍّ5 وهو يقول: يا أيها الناس لا تقتلوني واستتيبوني، فوالله لئن قتلتموني لا تُصَلون جميعاً أبداً، ولا تجاهدون عدواً جميعاً أبداً، ولتختلفن حتى تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه، ثم قال: "يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم
----------------------------
1 البخاري (الجامع الصحيح مع الفتح 7/ 42).
2 أبو أسامة حماد بن أسامة القرشي، تقدمت ترجمته.
3 عبد الملك بن أبي سليمان، ميسرة العرزمي، صدوق له أوهام، من الخامسة، ت سنة 145هـ ، خت م4 (التقريب/ 4184).
4 أبو ليلى الكندي، مولاهم، الكوفي، يقال هو سلمة بن معاوية، وقيل: بالعكس، وقيل: سعيد بن بشر، وقيل: المعلى، ثقة، من الثانية، بخ د ق (التقريب/8332) وذكر المزي أنه روى عن عثمان (المزي، تهذيب الكمال 3/ 1642).
5 الكو: الخرق في الحائط (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 4/ 386).
----------------------------

صالح وما قول لوط منكم ببعيد. وأرسل إلى عبد الله بن سلام فقال: ما ترى؟ فقال: الكف الكف فإنه أبلغ لك في الحجة1"2.
ومن طريقه رواه ابن عساكر3.
وإسناده حسن: فإن عبد الملك صدوق.
ورواه ابن الأعرابي4 ومن طريقه ابن عساكر5 عن الحسن بن علي ابن عفان، نا أبو أسامة به نحوه، وفيه زيادة: "فدخلوا عليه فقتلوه وهو صائم".
ورواه مختصراً خليفة بن خياط6 عن يزيد بن هارون7 عن عبد الملك به، وفيه أبو الكندي بدل أبي ليلى الكندي. ومن طريقه ابن عساكر8 وفيه أبو ليلى الكندي.
----------------------------
1 وستأتي رواية ابن أبي شيبة له.
2 الطبقات (3/ 71).
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 351، 352)
4 ابن الأعرابي (المعجم، ق 125أ).
5 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 351، 352)
6 خليفة بن خياط (التاريخ 171)
7 تقدمت ترجمته.
8 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 351-352)
----------------------------

ولا يضره ما في أبي أسامة من وهم حيث تابعه يزيد بن هارون، كما في رواية خليفة المختصرة، كما لا يضره وصف عبد الملك بالوهم، فقد صحح حديثاً له ابن الجوزي، ووثقه الذهبي وأثنى عليه؛ ويشهد له:
37- ما رواه خليفة بن خياط قال: حدثنا أبو داود1قال: نا سهل السراج2عن الحسن3قال: قال عثمان: لا تقتلوني، فوالله لئن قتلتموني لا تقاتلون عدواً جميعاً أبداً، ولا تقسمون فيئاً4 جميعاً أبداً، ولا تصلُّون جميعاً أبداً قال الحسن: فوالله إن صلى القوم جميعاً إن قلوبهم لمختلفة"5.
ومن طريقه ابن عساكر6.
وإسناده إلى الحسن البصري حسن ويشهد له ما قبله7.
----------------------------
1 أبو داود هو: سليمان بن داود بن الجارود أبو داود الطيالسي البصري، تقدمت ترجمته.
2 سهل بن أبي الصلت العيشي، البصري، السراج، صدوق له أفراد، كان القطان لا يرضاه، من السابعة، قد (التقريب/ 2663).
3 الحسن هو البصري، تقدمت ترجمته.
4 الفيء: الغنيمة والخراج (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 1/ 24).
5 خليفة بن خياط، التاريخ (171).
6 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 351).
7 انظر في ذلك: (دراسة المتكلم فيهم من رجال تقريب التهذيب... للدكتور عبد العزيز بن سعد التخيفي 2/ 63-65).
----------------------------

38- وفي كتاب التاريخ لخليفة بن خياط: خالد بن الحارث1 قال: نا عمران بن حدير2 عن عبد الله بن شقيق3 قال: أول من ضرب عثمان، رومان اليماني بصولجان"4,5.
ومن طريقه رواه ابن عساكر6 وفيه قال خليفة: نا خالد بن الحارث.
إسناده صحيح: إلى عبد الله بن شقيق، وهو معاصر للأحداث. فقد روى عن عثمان -رضي الله عنه- كما في صحيح مسلم7.
39- قال أحمد: نا محمد بن جعفر8 نا شعبة9 عن حصين10 عن هلال بن يساف11 عن عبد الله بن ظالم12 قال:
----------------------------
1 خالد بن الحارث بن عبيد بن سليم الهجيمي، أبو عثمان البصري، ثقة، ثبت، من الثامنة، مات سنة 186هـ ومولده سنة 120هـ ع (التقريب/ 1619).
2 عمران بن حدير، السدوسي، أبو عبيدة، البصري، ثقة ثقة، من السادسة، ت سنة 149هـ ، م د ت س (التقريب/ 5148).
3 عبد الله بن شقيق العقيلي، تقدمت ترجمته.
4 الصولجان: المحجن (الفيروز آبادي، القاموس المحيط (1/ 204)، والمحجن هو: العصا المعوجة، أو عصا معقفة الرأس (ابن منظور لسان العرب 13/ 108).
5 خليفة بن خياط، التاريخ (175).
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 418).
7 ابن منجويه، رجال صحيح مسلم (1/ 36).
8 محمد بن جعفر هو: غندر الهذلي، تقدمت ترجمته.
9 شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، تقدمت ترجمته.
10 حصين بن عبد الرحمن السلمي، أبو الهذيل، الكوفي، ثقة، تغير حفظه في آخره، من الخامسة، ت سنة 136هـ وله 93سنة ع (التقريب/1369).
11 هلال بن يساف، الأشجعي مولاهم، الكوفي، من الثالثة، خت م 4 (التقريب/ 7352)
12 عبد الله بن ظالم التيمي، المازني، صدوق، لينه البخاري، من الثالثة 4 (التقريب/ 3400)
----------------------------

جاء رجل إلى سعيد بن زيد، فقال: إني أحببت علياً حباً لم أحبه شيئاً قط، قال: نعم ما رأيت، أحببت رجلاً من أهل الجنة, وجاءه رجل فقال: إني أبغضت عثمان بغضاً لم أبغضه شيئاً قط. قال: بئس ما رأيت، أبغضت رجلاً من أهل الجنة"1.
إسناده صحيح: إلى عبد الله بن ظالم، وهو صدوق، فالإسناد حسن.
وذكره (المحب)2 وعزاه إلى أحمد في المناقب، وهذه عادته عندما يعزو إلى فضائل الصحابة للإمام أحمد3.
ورواه ابن الأثير4 وفيه سفيان عن هلال بن يساف عن أبي طالب عن سعيد به مطولاً، وفي آخره حديث سعيد الذي فيه "اثبت حراء".
وفي المسند حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن حصين ومنصور عن هلال بن يساف عن سعيد بن زيد.
وقال وكيع مرة: قال منصور عن سعيد بن زيد، وقال مرة حصين: عن ابن ظالم عن سعيد بن زيد: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: اسكن حراء... الحديث5.
----------------------------
1 أحمد (فضائل الصحابة 2/ 570).
2 المحب الطبري، الرياض النضرة ( 3/ 35).
3 كما قرر ذلك محقق كتاب فضائل الصحابة لأحمد، وذلك في (1/ 37).
4 ابن الأثير (أسد الغابة 3/ 483).
5 الإمام أحمد (المسند 3/ 109، 110، تحقيق أحمد شاكر).
----------------------------

والإسناد إلى عبد الله بن ظالم صحيح، لا يضره اختلاط حصين بآخره؛ لأن رواية شعبة عنه كانت قبل اختلاطه1. وعبد الله بن ظالم مختلف فيه.
وثقه ابن حبان2 والعجلي3 وقال البخاري في حديث له عن العشرة المبشرين بالجنة: "لم يصح" وقال: "ليس له إلا هذا الحديث وحديث بحسب أصحابي القتل"4. وقال الحافظ ابن حجر: "صدوق لينه البخاري".
وتضعيف البخاري للرجل ليس بالأمر الذي يترك، خاصة وأن أحاديثه ليست بالتي تشفع لصاحبها، لقلتها.
وقد وقفت على حديث رواه ولم يذكره البخاري، وهو حديث أبي هريرة "إن فساد أمتي على يدي غلمة من قريش"5.
وقول البخاري فيه: "لا يصح حديثه"6لم أجده في التاريخ الكبير، ولم يذكر عبد الله هذا في الضعفاء له، ولم ينقله عنه لا ابن عدي ولا العقيلي.
----------------------------
1 نص على ذلك ابن الكيال في (الكواكب النيرات 136).
2 ابن حبان، الثقات (5/ 18) ذكره وسكت عنه.
3 العجلي (معرفة الثقات 2/ 39).
4 البخاري (التاريخ الكبير 5/ 124-125).
5 ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب 5/ 269).
6 ذكر ذلك عنه محقق كتاب فضائل الصحابة (1/ 97) من قول ابن عدي والعقيلي.
----------------------------

فيحتمل أنه من استنتاج من عزاه إليه من قوله عن حديثه: "لم يصح"، ويؤيد هذا أن ابن عدي بعد أن ذكر قول البخاري ساق حديث العشرة ثم قال: "وهذا الحديث هو الذي أراده البخاري، ولعل ليس لعبدالله بن ظالم غيره"1.
وتبين مما سبق أن احتمال ابن عدي هذا غير صحيح، فله حديث: "بحسب أصحابي: القتل"2.
وقد صحح أحمد شاكر له حديثاً3. فعبارة البخاري كما يظهر خاصة في حديث العشرة.
40- قال عبد الله بن أحمد: "حدثنا محمد بن بشر4 فثنا مسعر5 فثنا عبد الملك بن عمير6 عن موسى بن طلحة7 قال:
----------------------------
1 ابن عدي (الكامل في الضعفاء 4/ 1538) والضعفاء للعقيلي (2/ 267).
2 تحقيق مسند أحمد (3/ 109-110).
3 البخاري، التاريخ الكبير (5/ 124-125).
4 محمد بن بشر العبدي، الكوفي، ثقة حافظ، من التاسعة، ت سنة 203هـ ع (التقريب/ 5756).
5 مسعر بن كدام بن ظهر الهلالي، الكوفي، ثقة ثبت فاضل، من السابعة، ت سنة 153هـ ، ع (التقريب/6605).
6 عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي، الكوفي، ثقة، فصيح عالم تغير حفظه، وربما دلس، من الرابعة، مات سنة 136هـ وله 103سنين ع (التقريب/ 4200).
7 موسى بن طلحة بن عبيد الله التميمي، نزيل الكوفة، ثقة جليل، من الثانية، ويقال إنه ولد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، مات سنة 103هـ ع (التقريب/ 6978).
----------------------------

قالت عائشة: اسمعوا نحدثكم عما جئتمونا له. إنكم عتبتم على عثمان في ثلاث خلال: في إمارة الفتى، وموضع الغمامة1 وضربه بالسوط والعصا حتى إذا مصتموه2 مَوْص الثوب بالصابون عدوتم عليه الفقر3 الثلاث؛ حرمة البلد، وحرمة الخلافة، وحرمة الشهر الحرام؛ وإن كان عثمان لأحصنهم فرجاً، وأوصلهم للرحم"4.
ورواه أيضاً5 عن أبيه. فثنا هشيم6 عن عبد الملك بن عمير، عن موسى به نحوه. وفيها أنها قالت: "يا أيها الناس إنا نقمنا على عثمان...".
وعبد الملك بن عمير ثقة، ولكنه اختلط7 ولم ينص أحد على أن مسعراً ممن روى عنه قبل الاختلاط.
----------------------------
1 أي حميه الحمى.
2 مصتموه: الموص الغسل، ومصت الشيء، غسلته (ابن منظور، لسان العرب 7/ 95) أرادت أنهم استتابوه عما نقموا عليه، فلما أعطاهم ما طلبوا قتلوه.
3 قال أبو الهيثم: الفقرات هي الأمور العظام، جمع فقرة، كما قيل في قتل عثمان -رضي الله عنه- (ابن منظور، لسان العرب 5/ 64).
4 أحمد (فضائل الصحابة) 1/ 452).
5 الإمام أحمد (فضائل الصحابة 1/ 455).
6 هشيم بن بشير بن القاسم السلمي، الواسطي، ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة 183هـ ، وقد قارب الثمانين ع (التقريب/ 7312)
7 ابن الكيال (الكواكب النيرات 486).
----------------------------

كما أنه يدلس، وقد ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة1 وهم الذين أكثروا من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع2.
وبذلك يتبين أن قوله في (التقريب): "ربما دلس"، فيه نظر، ولعله هو الصحيح؛ حيث لم أجد من وصفه بذلك في ترجمته.
ويعكر عليه أن سبط بن العجمي ذكره أيضاً في (التبيين)3.
ورواية عبد الملك هنا لم يصرح فيها بالسماع، فيعلل الحديث به.
أما الرواية الثانية، فلا يضرها اختلاط عبد الملك؛ حيث إن هشيم لا يستبعد أن يكون ممن روى عنه قبل الاختلاط؛ لتخريج مسلم له عن عبد الملك4. إن لم يكن هذا في المتابعات، حيث قال الحافظ: وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات5.
----------------------------
1 ابن حجر (تعريف أهل التقديس 96).
2 المصدر نفسه (23).
3 سبط بن العجمي (التبيين لأسماء المدلسين 39).
4 ابن منجويه (رجال مسلم 1/ 439، 2/ 326)، وفيه أن مسلماً أخرج له عن عبد الملك في الجنائز والصوم والصلاة.
5 ابن حجر (هدي الساري 422).
----------------------------

ويعللها أن هشيماً كثير التدليس، ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة1؛ كما أنه كثير الإرسال الخفي2 وهو شَرٌّ من التدليس.
فتبقى هذه الروايات على الضعف. والرواية الأولى أقوى من الثانية.
ولقولها -رضي الله عنه-ا: "مصتموه موص الثوب بالصابون" شاهد من رواية عبد الله بن شقيق3 ومن رواية محمد بن سيرين4 عنها -رضي الله عنه-ا.
41- قال أبو عبد الله المحاملي: "نا أبو الأشعث5 نا حزم بن أبي حزم6 قال: سمعت أبا الأسود7 يقول: سمعت أبا بكرة يقول:
----------------------------
1 ابن حجر (تعريف أهل التقديس 115).
2 ابن حجر (التقريب/ 7312).
3 انظر الرواية رقم: [111].
4 انظر الرواية رقم: [110].
5 أبو الأشعث: هو أحمد بن المقدام العجلي، بصري، صدوق، صاحب حديث، طعن أبو داود في مروءته، من العاشرة، ت سنة 253هـ وله بضع وتسعون، خ ت س ق (التقريب/ 110).
6 حزم بن أبي حزم القطعي، البصري، صدوق يهم، من السابعة، ت سنة 175هـ خ (التقريب/ 1190).
7 أبو الأسود هو مسلم بن مخراق العبدي، البصري، يكنى أبا الأسود، صدوق، من الرابعة، م د س (التقريب/ 6643).
----------------------------

"لأن أخرّ1 من السماء إلى الأرض أحب إليّ من أشرك في دم عثمان"2. ومن طريقه رواه ابن عساكر3.
إسناده حسن.
ورواه الطبراني4 قال: "حدثنا أبو خليفة، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجي، ثنا حزم بن أبي حزم، عن أبي الأسود قال: سمعت أبا بكرة يقول: لأن أخرَّ من السماء فأنقطع أحب إليّ من أكون شركت في دم عثمان -رضي الله عنه-.
قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح"5.
42- في سنن البيهقي: "عبد الله بن يوسف الأصبهاني6 أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن
----------------------------
1 الخر: السقوط (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 2/ 19).
2 كما في تاريخ دمشق لابن عساكر (ترجمة عثمان 492).
3 كما في تاريخ دمشق لابن عساكر (ترجمة عثمان 492).
4 الطبراني (المعجم الكبير 1/ 87).
5 الهيثمي (مجمع الزوائد 9/ 93).
6 عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بابويه، الأصبهاني، سكن نيسابور، أبو محمد، قدم بغداد حاجاً سنة 390هـ وحدث بها... وثقه الخطيب البغدادي، ت سنة 435هـ (الخطيب، تاريخ بغداد: 10/ 198، ابن حجر، اللسان 3/ 380)
----------------------------

محمد بن إسحاق الفاكهي1 بمكة، أنا أبو يحيى بن أبي مسرة2 نا خلاد ابن يحيى3 نا يونس بن أبي إسحاق4 عن أبي إسحاق5 عن عبد الرحمن بن يزيد6 قال: "كنا مع عبد الله بن مسعود بجمع، فلما دخل مسجد منى سأل: كم صلى أمير المؤمنين؟ قالوا: أربعاً، فصلى أربعاً، قال: فقلنا: ألم تحدثنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى ركعتين، وأبا بكر صلى ركعتين؟
----------------------------
1 لم أجد له ترجمة، وفي الرواة عبد الله بن محمد بن إسحاق الفهمي، البيطاري، أبو محمد، من أهل مصر، يروي عنه الفسوي (ابن حبان، الثقات 8/ 343)، فلعله هو، ووثقه أحمد بن صالح (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 5/ 160).
2 عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث المكي، أبو يحيى بن أبي ميسرة، قال عنه ابن أبي حاتم: "محله الصدق" وذكره ابن حبان في الثقات (الجرح والتعديل 5/ 6، ابن حبان، الثقات 8/ 369).
3 خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي، أبو محمد الكوفي، نزيل مكة، صدوق، رمي بالإرجاء، وهو من كبار شيوخ البخاري، من التاسعة، ت سنة 213هـ ، وقيل: سنة 217هـ خ د ت. ابن حجر (التقريب/ 1766).
4 يونس بن أبي إسحاق السبيعي، أبو إسرائيل الكوفي، صدوق يهم قليلاً، من الخامسة، ت سنة 152هـ على الصحيح، ر م 4 (التقريب/ 7899).
5 أبو إسحاق السبيعي، عمرو بن عبد الله بن عبيد، تقدمت ترجمته.
6 عبد الرحمن بن يزيد النخعي، أبو بكر الكوفي، ثقة، من كبار الثالثة، ت سنة 83هـ (التقريب/4043).
----------------------------

فقال: بلى، وأنا أحدثكموه الآن، ولكن عثمان كان إماماً فما أخلفه، والخلاف شرّ".
قال البيهقي عن إسناده: "موصول"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2 كما رواه البيهقي3 من طريقين آخرين عن الأعمش قال: حدثني معاوية بن قرة، عن أشياخه: أن عبد الله صلى بعدها - يعني أربعاً - فقيل له: عبت على عثمان، ثم تصلي أربعاً؟ قال: الاختلاف شر.
وفي الرواية الأخرى: "صلى عثمان الظهر بمنى أربعاً، فبلغ ذلك عبد الله فعاب عليه، ثم صلى بأصحابه العصر في رحله أربعاً، فقلت: "وقال ابن خليد: فقيل له: عبت على عثمان وصليت أربعاً؟ قال: إني أكره الخلاف".
فإن كان عبد الله بن محمد الفاكهي هو الفهمي، فإن رجاله كلهم ثقات، غير أبي يحيى، وخلاد، ويونس؛ وهم صدوقون فإسناده حسن، وإلا فضعيف بجهالة عبد الله الفاكهي.
43- قال خليفة بن خياط: حدثنا المعتمر بن سليمان4 قال: سمعت أبي5 قال: نا أبونضرة6 عن
----------------------------
1 السنن (3/ 143-144).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 248-249).
3 السنن (3/ 143-144).
4 المعتمر بن سليمان التيمي، تقدمت ترجمته.
5 سليمان بن طرخان التيمي، تقدمت ترجمته.
6 أبو نضرة هو: المنذر بن مالك بن قطعة العبدي، تقدمت ترجمته.
----------------------------

أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري1 قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فقالوا: ادع بالمصحف، فدعا به، فقالوا: افتح السابعة - وكانوا يسمون سورة يونس السابعة - فقرأ حتى أتى هذه الآية: {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} 2. فقالوا له: قف، أرأيت ما حميت من الحمى؟ آلله أذن لك أم على الله تفتري؟ فقال: امضه. نزلت في كذا وكذا، فأما الحمى فإن عمر حماه قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى، لما زاد من إبل الصدقة، امضه، قال: فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول: امضه، نزلت في كذا، فما يزيدون فأخذوا ميثاقه وكتبوا عليه شرطاً، وأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا، ولا يفارقوا جماعة ما أقام لهم شرطهم، ثم رجعوا راضين، فبينا هم بالطريق، إذا راكب يتعرض لهم ويفارقهم، ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم، قالوا: ما لك؟ قال: أنا رسول
----------------------------
1 أبو سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري الساعدي، اختلف في صحبته، فذكره في الصحابة كل من ابن منده وأبو نعيم، وابن الأثير، والذهبي؛ وذكره ابن سعد، وابن حبان -في التابعين. أما الحافظ ابن حجر فقد ذكره في القسم الثالث من الإصابة، وقال: "ذكره ابن منده في الصحابة ولم يذكر ما يدل على صحبته لكنه ثبت أنه أدرك أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- فيكون من أهل هذا القسم".
(أبو نعيم، معرفة الصحابة خ 2/ 2/ 267، ب، ابن الأثير، أسد الغابة (15/ 14، الذهبي، التجريد 2/173، ابن سعد، الطبقات 5/ 88، ابن حبان، الثقات 5/588 ابن حجر، الإصابة 4/99، مسلم، الكنى 121خ، الدولابي، الكنى 15).
2 سورة يونس، الآية (59).
----------------------------

أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوا فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم، فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا علياً فقالوا: ألم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه فقم معنا إليه. قال: والله لا أقوم معكم. قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: والله ما كتبت إليكم كتاباً، فنظر بعضهم إلى بعض، وخرج علي من المدينة. فانطلقوا إلى عثمان فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا، فقلا: إنهما اثنتان: أن تقيموا رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت، ولا أمللت ولا علمت، وقد يكتب الكتاب على لسان الرجل وينقش الخاتم على الخاتم. قالوا: قد أحل الله دمك، ونقضت العهد والميثاق. وحصروه في القصر -رضي الله عنه-"1.
إسناده حسن: رجاله ثقات، وأبو سعيد مختلف في صحبته.
ذكره ابن حبان في ثقاته2 وقال عنه الهيثمي: "ثقة"3 وذلك بعد أن ذكر هذا الخبر ثم قال: "رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، غير أبي سعيد مولى أبي أسيد، وهو ثقة4 ولم يخالفهما أحد.
----------------------------
1 خليفة بن خياط (التاريخ 168-169).
2 ابن حبان (الثقات 5/ 588).
3 مجمع الزوائد (7/ 228-229).
4 وقد شهد مقتل عثمان (مسلم، الكنى 121).
----------------------------

وفي رواية الهيثمي زيادات، منها: "أن كتاباً مزوراً إلى أهل مصر باسم علي -رضي الله عنه-".
ومن طريق خليفة رواه ابن عساكر1 كما روى بعضه من طريق يحيى بن يحيى إلى قوله: "لما زاد في الصدقة".
وروي عن المعتمر بن سليمان من أوجه كثيرة، أمثلها وأعلاها سنداً، رواية خليفة المتقدمة.
فقد رواه عن المعتمر غير ما ذكرت أربعة، دخلت في رواياتهم أخبارٌ من غير رواية أبي سعيد، أشير إلى بعضها، كما أن في بعضها ركاكة؛ وهم:
أولاً: أحمد بن المقدام2 أخرجه عنه البزار3. وقال عنه الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، غير أبي سعيد مولى أبي أسيد، وهو ثقة4 وأخرجه أبو نعيم.
ثانياً: عفان بن مسلم5 أخرجه عنه ابن أبي شيبة6 وعفان ثقة ثبت.
----------------------------
1 مجمع الزوائد (7/ 229).
2 أحمد بن المقدام العجلي، تقدمت ترجمته.
3 الهيثمي (كشف الأستار عن زوائد البزار 4/ 90-91).
4 الهيثمي (مجمع الزوائد 7/ 229)
5 عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، تقدمت ترجمته.
6 ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 215-220).
----------------------------

ثالثاً: يعقوب بن إبراهيم1 وأخرجه عنه الطبري2 ويعقوب ثقة.
رابعاً: رواه عن إسحاق بن راهويه3 في مسنده، وقال عنه الحافظ: "رجاله ثقات سمع عضهم من بعض"4.
وذكره المحب الطبري5 وعزاه إلى أبي حاتم.
44- قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر6 حدثنا شعبة7 عن سماك بن حرب8 قال: سمعت عباد بن زاهر أبا رواع9 قال: سمعت عثمان يخطب فقال:
----------------------------
1 يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح العبدي، الدورقي، ثقة من العاشرة، مات سنة 252هـ وله ست وثمانون سنة، وكان من الحفاظ، ع (التقريب/ 7812).
2 الطبري (تاريخ الأمم والملوك 4/ 354-356).
3 إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، أبو محمد بن راهويه المروزي، ثقة حافظ مجتهد، قرين أحمد بن حنبل، ذكر أبو داود أنه تغير قبل موته بيسير، مات سنة 238هـ وله اثنتان وسبعون سنة خ م د ت س (التقريب/ 332).
4 ابن حجر (المطالب العالية 4/ 283-286).
5 المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 60).
6 محمد بن جعفر الهذلي، البصري، المعروف بغندر، تقدمت ترجمته.
7 شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، تقدمت ترجمته.
8 سماك بن حرب بن أوس بن خالد الذهلي، الكوفي، صدوق، وقد تغير بآخره فكان ربما تلقن، من الرابعة، ت سنة 123هـ ، خت م4 (التقريب/ 2624) (ابن الكيال، الكواكب 237-241).
9 عباد ن زاهر أبو الرواع عن عثمان، وعنه سماك بن حرب. قال أبو حاتم "شيخ" (ابن حجر، تعجيل المنفعة، 208، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 6/ 80).
----------------------------

إنا والله قد صحبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير، وإن ناساً يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط "1.
وجاء من وجه آخر:
قال ابن عساكر2: أخبرنا أبو سهل3 محمد بن إبراهيم، أنا إبراهيم4 بن منصور، أنا أبوبكر5 بن المقرئ، أنا أبو يعلى6 حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثني غندر، نا شعبة به.
وزاد: "فقال له أعين ابن امرأة الفرزدق: يا نَعْثَلُ إنك قد بدلت فقال: من هذا؟ فقالوا: أعين. قال: بل أنت أيها العبد. قال: فوثبت الناس
----------------------------
1 الإمام أحمد (المسند، تحقيق أحمد شاكر 1/ 378).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 247).
3 محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن سعدويه، الأصفهاني، ولد سنة 446هـ ، سمع الكثير وحدث، وكان حسن السيرة ثقة ثبتاً، قاله ابن الجوزي في المنتظم (10/ 63)، وذكر الذهبي في العبر أنه توفي سنة 530هـ 2/ 438.
4 إبراهيم بن منصور السلمي الكراني، الأصبهاني، صالح ثقة عفيف، روى مسند أبي يعلى عن ابن المقرئ، ومات سنة 455هـ وله 93 سنة، قاله الذهبي (العبر 2/304).
5 أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ الأصبهاني، الحافظ، صاحب الرحلة الواسعة، توفي سنة 381هـ عن 96 لقي أبا يعلى، قال أبو نعيم: "محدث كبير ثقة، صاحب مسانيد، سمع ما لا يحصى كثرة" (العبر، للذهبي 2/ 159).
6 أبو يعلى الموصلي: أحمد بن علي بن المثنى التميمي، صاحب المسند الكبير والصغير، رحل إليه والد أبي عبد الله بن منده، وقال له: "إنما رحلت إليك لإجماع أهل العصر على ثقتك وإتقانك" وقال عنه الدارقطني: ثقة مأمون. (الذهبي، السير14/177).
----------------------------

إلى أعين. قال: وجعل رجل من بني ليث يزعهم عنه حتى أدخله الدار"1.
وإسناد ابن عساكر هذا: صحيح إلى سماك.
وحسن إسناد أحمد، (أحمدُ شاكر) - رحمه الله تعالى -!.
ولا يضرهما اختلاط سماك، فإن سماع شعبة منه قديم، فحديثه عنه صحيح مستقيم، قال ابن الكيال2.
وذكره الحافظ ابن حجر في (فتح الباري)3 مستدلاً به على تفسير حديث، وسكت عنه، وقد قال في مقدمته في معرض ذكره لطريقته في الكتاب: "ثم استخرج ثانياً ما يتعلق به غرض صحيح في ذلك الحديث من الفوائد المتنية والإسنادية من تتمات وزيادات، وكشف غامض، وتصريح مدلس بسماع، ومتابعة سامع من شيخ اختلط قبل ذلك؛ منتزعاً كل ذلك من أمهات المسانيد، والجوامع، والمستخرجات والأجزاء، والفوائد، بشرط الصحة، أو الحسن فيما أورده من ذلك"4.
فعلى شرطه هذا يكون الخبر عنده صحيحاً أو حسناً.
----------------------------
1 وهذه الزيادة زيادة ثقة، وزيادة الثقة مقبولة، فإن عبيد الله بن عمر القواريري ثقة ثبت.
2 الكواكب انيرات (237-241)
3 (7/56-57)
4 هدي الساري (4)
----------------------------

وقال الهيثمي عن إسناد أبي يعلى: "رجاله رجال الصحيح غير عباد ابن زاهر وهو ثقة"1.
45- قال خليفة بن خياط: حدثنا المعتمر عن أبيه2 عن أبي نضرة3 عن أبي سعيد مولى أبي أسيد4 قال: أشرف عليهم ذات يوم فقال: السلام عليكم، فما سمع أحداً ردّ عليه إلا أن يرد رجل في نفسه، فقال: أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت رومة من مالي فاستعذبت5 بها، وجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين؟ قيل: نعم. قال: فعلام منعتموني أن أشرب من مائها حتى أفطر على ماء البحر - يعني ماء البئر المالح -؟! قال: أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد، فهل علمتم أن أحداً من الناس منع أن يصلي فيه من قبلي؟ قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن نبي الله ذكر كذا وكذا أشياء في شأنه، وذكر أيضاً:
----------------------------
1 مجمع الزائد (7/ 228)
2 تقدمت ترجمته
3 تقدمت ترجمته
4 تقدمت ترجمته
5 قال محقق تاريخ خليفة الدكتور أكرم ضياء العمري: "لعل الصواب ماءها. أي فاستعذبت ماءها". وبذلك يكون المعنى: وقفته ليستعذب منه، أي يستقى عذباً (ابن منظور، لسان العرب: 1/ 583) وفي تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (341): "يستعذبوا بها" من رواية سليمان التيمي أيضاً.
----------------------------

كتابه المفضل ففشى1 النهي، وجعل الناس يقولون: مهلاً عن أمير المؤمنين؟ "2.
ومن طريقه رواه ابن عساكر كما رواه من طريق هلال بن حق عن سليمان التيمي - والد المعتمر - به نحوه3.
وإسناده حسن: إلى أبي سعيد.
ورواه الطبري4 قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم5 قال: حدثنا معتمر به نحوه" وفيه زياد، وهي مقبولة؛ لأنها من يعقوب، وهو ثقة، ونص هذه الزيادة ما يلي، قال: وقام الأشتر - قال: ولا أدري يومئذ أو في يوم آخر - فقال: لعله مكر به وبكم. قال: فوطئه الناس، حتى لقد لقي كذا وكذا، قال: فرأيته أشرف عليهم مرّة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم.
قال: ثم إنه فتح له الباب، ووضع المصحف بين يديه، قال: وذاك إنه رأى من الليل أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أفطر عندنا الليلة" .
----------------------------
1 ففشى النهي، أي: انتشر (الفيرز آبادي، القاموس المحيط 4/376)
2 خليفة بن خياط (التاريخ ، 172)
3 ابن عساكر (ترجمة عثمان، ص: 341-342)
4 الطبري (تاريخ الأمم والملوك ، 4/383).
5 يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي، تقدمت ترجمته.
----------------------------



القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49192
العمر : 72

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة   القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Emptyالجمعة 05 أغسطس 2022, 11:03 pm

61- قال ابن سعد: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم5 عن ابن عون6 عن ابن سيرين7 قال: كان مع عثمان يومئذ في الدار سبعمائة لو يدعهم لضربوهم إن شاء الله حتى يخرجوهم من أقطارها8منهم ابن عمر، والحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير"9.
----------------------------
1 بمعنى "إلا".
2 التاريخ (174).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص: 396).
4 محمد بن سيرين تقدمت ترجمته.
5 إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي، تقدمت ترجمته.
6 ابن عون: هو عبد الله بن عون البصري، تقدمت ترجمته.
7 ابن سيرين، هو محمد بن سيرين، تقدمت ترجمته.
8 أقطارها: أي نواحي المدينة وجوانبها (ابن منظور، لسان العرب 5/ 106).
9 الطبقات (3/ 71).
----------------------------

إسناده صحيح إلى ابن سيرين، ولكنه منقطع بينه وبين الحادثة، فابن سيرين ولد سنة: 33 من الهجرة تقريباً، لسنتين بقيتا من خلافة عثمان -رضي الله عنه-1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2وتقدم ما يشهد لوجود الحسن وابن عمر في الدار أثناء الحصار مع رواية نافع3.
ويشهد لبعضه ما رواه خليفة موصولاً.
62- ففي كتاب التاريخ لخليفة: "ابن مهدي4 قال: نا سعيد بن عبد الرحمن5 عن محمد بن سيرين6 قال: قال سليط7 بن سليط: نهانا عثمان عن قتالهم، ولو أذن لنا لضربناهم حتى نخرجهم من أقطارها"8.
ومن طريقه رواه ابن عساكر9.
----------------------------
1 المزي، تهذيب الكمال (3/ 1308-1209).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان -رضي الله عنه- 396).
3 انظر الرواية رقم: [39].
4 ابن مهدي هو: عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري، تقدمت ترجمته.
5 سعيد بن عبد الرحمن لم أجد له ترجمة.
6 محمد بن سيرين الأنصاري تقدمت ترجمته.
7 سُليط بن سليط روى عن عثمان وعنه ابن سيرين قاله أبو حاتم ثم سكت عنه كما سكت عنه البخاري (البخاري، التاريخ الكبير 4/ 190، وابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 4/ 286) ووثقه ابن حبان (الثقات 4/ 342).
8 التاريخ (173).
9 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 403)
----------------------------

وفي إسناده مجهول، لم أجد في الرواة الذين اسمهم سعيد بن عبد الرحمن من يصلح لأن يكون سعيداً هذا.
ويحتمل أن يكون سعيد بن عبد الرحمن فيكون سعيد هو سعيد بن عبد العزيز1 الذي يروي عنه ابن مهدي، ويروي هو عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي2 كما في (تهذيب الكمال).
وبذلك يكون عبد الرحمن هو ابن عمرو الأوزاعي الذي يروي عن ابن سيرين.
ومع ذلك ففي مخطوطة ومطبوعة ابن عساكر "سعيد بن عبد الرحمن"3.
وسليط بن سليط لم أجد أحداً وثقه غير ابن حبان وذلك بذكره له في ثقاته.
فبذلك يكون الإسناد ضعيفاً لعدم اعتداد العلماء بتوثيق ابن حبان إذا انفرد، كما هو الشأن في هذه الرواية.
وحسناً بما قبله.
----------------------------
1 سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي، ثقة إمام لكنه اختلط في آخر أمره، من السابعة، ت سنة 167هـ (التقريب/ 2358).
2 عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، ثقة، جليل، من السابعة، مات سنة 157هـ ع (التقريب/ 3067).
3 انظر التقريب لابن حجر (5947).
----------------------------

ويلاحظ أن احتمال اختلاف شيخ ابن سيرين في الرواية وارد، بل قوي، لأن ابن سيرين كان ممن لا يرى الرواية بالمعنى1 والروايتان مختلفتا الألفاظ جداً، وإن اتفقتا على بعض المعاني منها:
1- أن عدد المدافعين عن عثمان -رضي الله عنه- يوم الدار كانوا عدداً كبيراً.
2- أن عثمان -رضي الله عنه- منع الناس من الدفاع عنه.
63- وفي مصنف أبي شيبة: "أبو معاوية2 عن الأعمش3 عن منذر بن يعلى4 قال: كان يوم أرادوا قتل عثمان أرسل مروان إلى علي ألا تأتي هذا الرجل فتمنعه، فإنهم لن يبرموا دونك، فقال علي: لنأتينهم، فأخذ ابن الحنفية بكتفيه فاحتضنه، فقال:
----------------------------
1 انظر: التقريب ، لابن حجر (5947).
2 أبو معاوية هو الضرير واسمه محمد بن خازم، الكوفي، ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، من كبار التاسعة، ت سنة 195هـ وله 82 سنة، وقد رمي بالإرجاء ع (التقريب/ 5841).
ووصفه ابن سعد بالتدليس (الطبقات 6/ 392). وذكره الحافظ في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين (36 عاصم).
3 الأعمش هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
4 منذر بن يعلى الثوري، أبو يعلى الكوفي، ثقة، من السادسة، ع (التقريب/ 6894)
----------------------------

يا أبت أين تذهب؟ والله ما يزيدونك إلا رهبة، فأرسل إليهم علي بعمامته ينهاهم عنه"1.
إسناده ضعيف: لانقطاعه، فإن منذر يروي عن علي -رضي الله عنه- بواسطة محمد بن علي2 وقد روى هذا الخبر من طريقه، كما سيأتي في روايتي أبي عرب وابن عساكر.
ورواه أبو عرب3 عن يحيى عن أبيه عن جده عن مطر4 يعني ابن أبي خليفة عن منذر الثوري عن محمد بن علي، قال: لما جاء الركب الذين قتلوا عثمان أرسل عثمان إلى عليّ أن ردّ هؤلاء، فانطلق وأنا معه متكئ عليَّ، فانتهينا إلى الدار فألحم القتال فيها، ولم يستطع أن يدخل، قال: فنزع عمامة سوداء على رأسه ، فألقاها إليه أماناً له، ثم قال: "اللهم اشهد أني لم أقتل ولم أمالئ".
ورواه ابن عساكر5 من طريق ابن داود6 عن فطر به نحوه.
----------------------------
1 (15/ 209).
2 ابن حجر، تهذيب التهذيب (10/ 304).
3 المحن (73).
4 مطر بن خليفة صوابه فطر بن خليفة تقدمت ترجمته.
5 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 372)
6 عبد الله بن داود بن عامر الهمداني، الخريبي، كوفي الأصل، ثقة عابد، من التاسعة، مات سنة 213هـ ، وله 87سنة خ4 (التقريب/ 3297).
----------------------------

وفي إسناد أبي عرب من لم أقف على ترجمة له. وتشهد له الرواية الآتية.
64- قال ابن سعد: أخبرنا كثير بن هشام1 عن جعفر بن برقان2 قال: حدثني راشد3 بن كيسان أبو فزارة العبسي أن عثمان بعث إلى علي وهو محصور في الدار أن ائتني، فقام بعض أهل عليّ حتى حبسه وقال: ألا ترى إلى ما بين يديك من الكتائب؟ لا تخلص إليه، وعلى عليّ عمامة سوداء فنقضها على رأسه ثم رمى بها إلى رسول عثمان وقال: أخبره بالذي قد رأيت. ثم خرج عليّ من المسجد حتى انتهى إلى أحجار الزيت في سوق المدينة فأتاه قتله فقال: اللهم إني أبرأ إليك من دمه أن أكون قتلت أو مالأت على قتله"4.
ورجاله ثقات، رجال مسلم، لكنه منقطع. (أبو فزارة) لا تتوقع معاصرته للقصة. وهو من الخامسة عن ابن حجر، وهم الذي لم يلقوا إلا الواحد والاثنين من الصحابة5.
----------------------------
1 كثير بن هشام الكلابي، تقدمت ترجمته.
2 جعفر بن برقان الكلابي، تقدمت ترجمته.
3 راشد بن كيسان العبسي أبو فزارة الكوفي، ثقة، من الخامسة بخ م د ت ق (التقريب/ 1856).
4 الطبقات (3/ 68-69)، وابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 372)
5 (التقريب، ص: 75).
----------------------------

ورواية هذا الخبر تقتضي لراويه المباشر الالتقاء بعدد كبير من الصحابة لتوافرهم في المدينة في وقت حدوث تفاصيل هذه الرواية.
ورواه من طريق ابن سعد، ابن عساكر1.
وجعفر بن برقان قال عنه الحافظ: "صدوق يهم في حديث الزهري" ويرجح الدكتور (عبد العزيز التخيفي) توثيقه ويحمل كل طعن فيه من قبل حفظه إلى حديثه عن الزهري فقط. ونتيجته هذه معقولة مقبولة2. وبذلك يتبين أن الإسناد إلى أبي فزارة صحيح، فيشهد للذي قبله والذي قبله يشهد له فيكون الإسناد حسناً لغيره.
65- قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن زيد3 الواسطي ويزيد بن هارون4 قالا: أخبرنا العوام بن حوشب5 عن حبيب6 بن أبي ثابت عن أبي حعفر7محمد بن عليّ قال:
----------------------------
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 372).
2 عبد العزيز التخيفي، دراسة المتكلم فيهم من رجال تقريب التهذيب ممن قال عنه ابن حجر: "ثقة يهم أو صدوق يهم أو صدوق له أوهام" (1/ 259-260).
3 محمد بن يزيد الكلاعي الواسطي، أصله شامي، ثقة ثبت عابد، من كبار التاسعة، مات سنة 190 هـ د ت س (التقريب/ 6403).
4 يزيد بن هارون الواسطي، تقدمت ترجمته.
5 العوام بن حوشب بن يزيد الواسطي، تقدمت ترجمته.
6 حبيب بن أبي ثابت الأسدي، الكوفي، ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، من الثالثة، مات سنة 119هـ ، ع (التقريب/1084).
7 محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، ثقة فاضل، من الرابعة، ت سنة بضع عشرة ومائة ع (التقريب/6151).
----------------------------

بعث عثمان إلى عليّ يدعوه وهو محصور في الدار فأراد أن يأتيه، فتعلقوا به ومنعوه، قال فحل عمامة سوداء على رأسه، وقال هذا. أو قال: اللهم لا أرضى قتله ولا آمر به، والله لا أرضى قتله ولا آمر"1.
ومن طريقه ابن عساكر2 وفيه: "فحسر عمامة سوداء عن رأسه وقال... " ورواه من طريق3 السري بن عاصم وابن معين كلاهما عن يزيد بن هارون به نحوه.
وذكره (المحب الطبري)4 وقال: "خرجه ابن السمان".
ورجاله ثقات رجال الشيخين إلا محمد بن يزيد، فلم يخرجا له، وهو ثقة ثبت، و(حبيب) كثير الإرسال والتدليس، ولم يصرح بالسماع وقد ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين5.
واختلف في شخصية محمد بن علي راوي القصة، فذهب يحيى بن معين إلى أنه محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الذي يروي عنه حبيب كما في إسناد هذه الرواية ولا نجد في ترجمته في (تهذيب الكمال) غير ابن عباس هذا، ولم يذكر المزي في ترجمة محمد بن علي بن عباس أنه يروي
----------------------------
1 الطبقات (3/ 68)، وابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 371)
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 371، 465)
3 المصدر السابق.
4 الرياض (3/ 78).
5 طبقات المدلسين (37 عاصم)، وهذه المرتبة هي التي لا يقبل حديث أصحابها إلا بما صرحوا فيه بالسماع.
----------------------------

عن ابن الحنفية، ووهّم ابنُ عساكر ابنَ معين في ذلك وقال: إنما هو أبو جعفر أي: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، ويؤيد قوله: أن اسمه في رواية ابن سعد قُرِن بكنيته، والأول لا يكنى بأبي جعفر.
أما (المحب الطبري) فقد جعله محمد بن الحنفية عندما ذكر الرواية في كتابه (الرياض النضرة) ثم عزاها إلى ابن السمان1.
فيترجح أنه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، لتصريح الروايات بكنيته ولا يكنى بهذه الكنية ممن يسمى محمد بن جعفر إلا هو.
وعلى ذلك يكون الإسناد منقطعاً؛ لأن محمد بن علي أبو جعفر ولد سنة 56هـ، والحادثة كانت سنة 35هـ، فوقعت قبل ولادته بإحدى وعشرين سنة.
قال أبو زرعة: "محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- لم يدرك هو ولا أبوه علياً -رضي الله عنه-"2.
وقال: "محمد بن علي بن الحسين عن علي مرسل"3.
فالإسناد ضعيف بتدليس حبيب، وبالانقطاع بين محمد بن علي والحادثة.
----------------------------
1 الرياض النضرة (3/ 78).
2 ابن أبي حاتم (المراسيل 150).
3 المصدر نفسه (149).
----------------------------

66- قال ابن سعد: أخبرنا عبد الله بن نمير1 عن شريك2 عن عبد الله3 بن عيسى عن عبد الرحمن4 بن أبي ليلى، قال: رأيت علياً عند أحجار الزيت رافعاً ضبعيه5 يقول: اللهم إني أبرأ إليك من أمر عثمان"6.
ورواه علي بن الجعد7 عن شريك به إلى ابن أبي ليلى أنه قال: "سمعت علياً وهو على باب المسجد أو عند أحجار الزيت رافعاً صوته: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان".
----------------------------
1 عبد الله بن نمير الهمداني، الكوفي، ثقة، صاحب حديث، من أهل السنة، من كبار التاسعة، ت سنة 199هـ وله 84 سنة ع (التقريب/ 3668).
2 شريك بن عبد الله النخعي، الكوفي، القاضي بواسط، ثم الكوفة، أبو عبد الله صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلاً فاضلاً عابداً، شديداً على أهل البدع، من الثامنة، مات سنة 187هـ خت م 4 (التقريب/ 2787).
3 عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، الكوفي، ثقة فيه تشيع، من السادسة، ت سنة 130هـ ع (التقريب/ 3523).
4 عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي، ثقة، من الثانية، اختلف في سماعه من عمر مات بوقعة الجماجم سنة 83هـ ع (التقريب/ 3993).
5 الضبع هو: العضد كلها، وأوسطها بلحمها أو الإبط ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 3/ 55).
6 ابن سعد، (الطبقات 3/ 82).
7 المسند (2/ 848-849). وعلي بن الجعد هو: ابن عبيد الجوهري البغدادي، ثقة ثبت، رمي بالتشيع، من صغار التاسعة، مات سنة 230هـ خ د (التقريب/ 4698). وفي تاريخ بغداد أنه قدم البصرة سنة 156هـ وكتب عن ابن عيينة سنة 160هـ في الكوفة (11/ 360).
----------------------------

فذكر ذلك لعبد الملك بن مروان فقال: "ما أرى له ذنباً".
ومن طريقه رواه ابن عساكر1 وزاد في آخره: "وقد روي أنه كان غائباً يوم قتل"، فقد تكون هذه الزيادة من كلام ابن عساكر.
رجاله ثقات، رجال الشيخين، إلا شريك، فلم يخرج له البخاري وخرج له مسلم في (المتابعات)2 وقال عنه ابن حبان: "وكان في آخر أمره يخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط، مثل: يزيد... وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة"3.
والراوي عنه هنا هو ابن نمير وهو كوفي، فيكون ممن روى عنه بعد الاختلاط. كما أن علي بن الجعد لم تتميز -عندي- روايته، أهي قبل الاختلاط أم بعده؟ فالإسناد ضعيف.
ويتقوى بمجموع الروايات السابقة ما يلي:
1- أن عثمان -رضي الله عنه- بعث - وهو محصور في الدار - إلى عليّ -رضي الله عنه- أن ائتني.
----------------------------
1 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 461)
2 المزي، تهذيب الكمال (2/ 581).
3 الثقات لابن حبان (6/ 444)، ابن الكيال، الكواكب النيرات (254).
----------------------------

2- أن علياًَ -رضي الله عنه- استجاب لهذا الطلب، وانطلق إلى دار عثمان، فلما رأى أهل علي من حول الدار حبسوه عن دخولها خشية عليه من القتل، فحلّ عمامته السوداء التي كان يرتديها، ورمى بها إلى رسول عثمان، ثم خرج حتى انتهى إلى أحجار الزيت، فأتاه خبر قتل عثمان -رضي الله عنه-، فقال قولة تبرأ بها من قتل عثمان، ومن الممالاة عليه.
67- قال ابن سعد: قال أخبرنا عفان بن مسلم1 قال: أخبرنا سليم بن أخضر2قال: حدثني ابن عون3 عن محمد4 قال: كان أعلمهم بالمناسك ابن عفان، وبعده ابن عمر"5.
إسناده صحيح: رجاله ثقات، رجال الشيخين، إلا سليم فلم يخرج له البخاري وخرج له مسلم.
----------------------------
1 تقدمت ترجمته.
2 سليم بن أخضر البصري، ثقة ضابط، من الثامنة، ت سنة 180هـ م د ت س (التقريب/ 2523).
3 عبد الله بن عون بن أرطبان، تقدمت ترجمته.
4 محمد بن سيرين تقدمت ترجمته.
5 الطبقات (3/ 60).
----------------------------

68- قال ابن سعد: أخبرنا مسلم بن إبراهيم1 قال: أخبرنا قرة2 بن خالد وسلام3 بن مسكين قالا: أخبرنا محمد بن سيرين4 قال: لما أحاطوا بعثمان، ودخلوا عليه ليقتلوه، قالت امرأته: إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن"5.
إسناده حسن لغيره.
وإسناده صحيح إلى محمد بن سيرين، رجاله رجال الشيخين، ولكنه منقطع، محمد بن سيرين لم يدرك قتل عثمان -رضي الله عنه-، حيث ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان -رضي الله عنه- فكان عمره سنتين.
ورواه أبو عرب6 من طريق عامر بن النعمان عن سلام به؛ وفيه "لما أناخوا بعثمان".
----------------------------
1 مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي، أبو عمرو البصري، ثقة مأمون، مكثر، عمي بآخره، من صغار التاسعة، مات سنة 222هـ وهو أكبر شيخ لأبي داود ع (التقريب/ 6616).
2 قرة بن خالد السدوسي، البصري، ثقة ضابط، من السادسة، ت سنة 155هـ ع (التقريب/ 5540).
3 سلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي، البصري، أبو روح، يقال: اسمه سليمان، ثقة رمي بالقدر، من السابعة، مات سنة 167هـ ، خ م د س ق (التقريب/ 2710).
4 محمد بن سيرين الأنصاري تقدمت ترجمته.
5 الطبقات (3/ 76).
6 المحن (44).
----------------------------

ورواه أبو نعيم1 من طريق أسد بن موسى عن سلام بن مسكين به مثله؛ وفيه "حين أطافوا".
ورواه ابن عساكر2 من طريق أبي النعمان عن سلام به؛ وفيه: (لما أطافوا) وذكره (المحب الطبري)3 وعزاه إلى أبي عمر؛ وتشهد له الرواية الآتية.
69- قال ابن سعد: أخبرنا أبو معاوية الضرير4 عن عاصم5 الأحول عن ابن سيرين6 قال: قالت امرأة عثمان حين قتل: لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليل كله بالقرآن في ركعة"7.
وهذا الإسناد صحيح: إلى أنس بن سيرين،رجاله رجال الشيخين.
ولكنه منقطع، فقد كان عُمْر أنسٍ عند قتل عثمان -رضي الله عنه- إما سنة أو سنتين؛ لأنه ولد لسنة أو لسنتين بقيتا من خلافة عثمان -رضي الله عنه-8.
----------------------------
1 حلية الأولياء (1/ 57.)
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 228).
3 الرياض النضرة (3/ 42).
4 محمد بن خازم، أبو معاوية الضرير، تقدمت ترجمته.
5 عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصري، ثقة من الرابعة، لم يتكلم فيه إلا القطان، فكأنه بسبب دخوله في الولاية، مات بعد سنة 40هـ ع (التقريب/ 3060)
6 أنس بن سيرين الأنصاري، أبو موسى وقيل أبو حمزة، وقيل أبو عبد الله البصري، أخو محمد، ثقة، من الثالثة، ت سنة 118هـ وقيل: سنة 120هـ ع (التقريب/ 563).
7 الطبقات (3/ 76).
8 ابن حجر (تهذيب التهذيب 1/ 374).
----------------------------

ورواه أبو نعيم1 من طريق محمود بن خداش عن أبي معاوية به؛ إلا أنه قال: أنس بن مالك، ثم نبه أبو نعيم إلى هذه المخالفة فقال: كذا قال "أنس بن مالك ورواه الناس فقالوا: أنس بن سيرين".
ورواه من طريقه ابن عساكر2كما رواه من طرق أخرى عن ابن سيرين3ويشهد لهما أيضاً ما رواه:
70- أبو سعيد بن الأعرابي قال: نا بكر بن فرقد4 أبو أمية التميمي، نا عبد الوهاب5 بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب السختياني6 عن امرأة عثمان (نائلة بنت الفرافصة)7 قالت: إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحييى الليل بركعة يجمع فيها القرآن"8.
ورواه من طريقه ابن عساكر.
إسناده ضعيف: لجهالة بكر بن فرقد، كما أنه لم تتبين رواية بكر عن عبد الوهاب أكانت قبل اختلاطه أم بعده؟
----------------------------
1 حلية الأولياء (1/ 57).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 227-228).
3 المصدر السابق.
4 بكر بن فرقد لم أجد له ترجمة.
5 تقدمت ترجمته.
6 أيوب بن أبي تميمة السختياني تقدمت ترجمته.
7 نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان -رضي الله عنه- (ابن حبان، الثقات 5/ 486).
8 (ق 120أ) كما في حاشية تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 228).
----------------------------

كما أن أيوب ولد سنة 66هـ ففي سماعه من (نائلة) نظر، ولكنه يحسن بالروايتين اللتين قبله.
71- قال ابن سعد: أخبرنا أبو معاوية الضرير1 قال: أخبرنا الأعمش2 عن أبي صالح3 عن أبي هريرة قال: دخلت على عثمان يوم الدار، فقلت: يا أمير المؤمنين، طاب أم ضرب؟ فقال: يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعاً وإياي؟ قال: قلت: لا، قال: فإنك والله إن قتلت رجلاً واحداً فكأنما قتل الناس جميعاً، قال: فرجعت ولم أقاتل"4.
ورواه سعيد بن منصور عن أبي معاوية به5.
ورواه خليفة بن خياط6 قال: حدثنا عن الأعمش به مختصراً، وفيه أن عثمان قال لأبي هريرة -رضي الله عنهما-: "أعزم عليك لتخرجن".
ومن طريق خليفة رواه ابن عساكر7وفيه قال خليفة: حدثني عمر ابن علي عن أبي معاوية به.
----------------------------
1 أبو معاوية محمد بن خازم، تقدمت ترجمته.
2 الأعمش هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
3 أبو صالح هو ذكوان السمان، المدين، ثقة ثبت، من الثالثة، ت سنة 101هـ ، ع (التقريب/ 1841).
4 ابن سعد، الطبقات (3/ 70)
5 السنن (2/ 334).
6 خليفة بن خياط (التاريخ 173).
7 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 401-402).
----------------------------

كما رواه ابن عساكر1 من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، نا أبو معاوية به مثله، وفيه اختلاف يسير جداً منه أنه فيه: "فكأنما قتلت الناس جميعاً".
ورواه أيضاً2 من طريق عثمان بن حكيم عن أبي صالح به نحوه، وفيه زيادة.
إسناده صحيح: من معاوية إلى منتهاه على شرط الشيخين، فقد أخرجا به في غير ما موضع3.
ولا تعلله عنعنة الأعمش، وإن كان مدلساً حيث إن صاحبي الصحيحين أخرجا له بهذه الصيغة عن أبي صالح كما تقدم.
وإخراج البخاري له بهذه الصيغة وهو مدلس، يدل على ثبوت لقياه لشيخه هذا عند البخاري، لعدم اكتفاء البخاري بالمعاصرة، واشتراط الاجتماع ولو مرة4.
----------------------------
1 المصدر السابق.
2 المصدر السابق.
3 المزي، تحفة الأشراف (9/ 376-384)، وانظر البخاري مع الفتح (1/ 564)، ومسلم (1/ 459).
4 ابن حجر (هدي الساري 12).
----------------------------

72- قال خليفة بن خياط: حدثنا كهمس1 عن ابن أبي عروبة2 عن قتادة3 [عن الحسن]4 أن أبا هريرة كان متقلداً سيفه حتى نهاه عثمان"5.
ومن طريقه رواه ابن عساكر6 بزيادة ما بين (المعكوفتين).
وفي تاريخ خليفة سقطت هذه الزيادة.
ورجاله رجال البخاري، وكهمس بن المنهال صدوق، ولا يعلل الخبر بتدليس ابن أبي عروبة ولا اختلاطه. فإن الحافظ ذكره في المرتبة الثانية7كما أنه من أثبت الناس في قتادة كما قال الحافظ ابن حجر.
أما اختلاطه، فإني أرجح أن رواية كهمس عنه كانت قبل اختلاطه، وذلك لتخريج البخاري له من رواية كهمس عنه8 والله أعلم.
وقتادة مدلس، ولم يصفه الحافظ ابن حجر في التقريب، لكنه لم يفته ذلك في طبقات المدلسين، فقد ذكره في المرتبة الثالثة9 وهم الذين
----------------------------
1 كهمس هو ابن المنهال، تقدمت ترجمته.
2 ابن أبي عروبة هو سعيد، تقدمت ترجمته.
3 قتادة بن دعامة السدوسي تقدمت ترجمته.
4 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
5 التاريخ (173).
6 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 401)
7 ابن حجر (تعريف أهل التقديس 63).
8 البخاري (الجامع الصحيح مع الفتح 7/ 42).
9 ابن حجر (طبقات المدلسين، ت عاصم 43).
----------------------------

أكثروا من التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع1.
قال الذهبي: "وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع، فإنه مدلس معروف بذلك"2. والحسن متكلم في سماعه من أبي هريرة -رضي الله عنه-3.
فالخبر بهذا الإسناد ضعيف: ولكنه يتقوى بما قبله فيكون حسناً لغيره.
73- قال يعقوب بن سفيان: حدثنا ابن نمير4 حدثنا محمد بن الصلت5 حدثنا منصور بن أبي الأسود6 عن الأعمش7 عن زيد بن وهب8عن حذيفة قال:
----------------------------
1 ابن حجر (طبقات المدلسين ت عاصم 13).
2 الذهبي (سير أعلام النبلاء 5/ 270)
3 الترمذي (السنن، كتاب الزهد 2، 69)، ابن أبي حاتم (المراسيل 36-37)، المزي، تحفة الأشراف (9/ 317)، العلائي (جامع التحصيل، 196-197).
4 ابن نمير هو محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، الكوفي، ثقة حافظ، فاضل، من العاشرة، ت سنة 234هـ ع (التقريب/ 6053).
5 محمد بن الصلت بن الحجاج الأسدي، أبو جعفر الكوفي، الأصم، ثقة من كبار العاشرة، ت بعد سنة 220هـ خ م ت س ق (التقريب/ 5970).
6 منصور بن أبي الأسود الليثي، الكوفي، يقال: اسم أبيه حازم، صدوق رمي بالتشيع، من الثامنة، دت س (التقريب/ 6896).
7 الأعمش هو: سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
8 زيد بن وهب تقدمت ترجمته.
----------------------------

من كان يحب مخرج الدجال تبعه، فإن مات قبل أن يخرج آمن به في قبره"1.
رجاله ثقات، رجال الشيخين إلا منصور، فلم يخرجا له، وهو صدوق رمي بالتشيع.
وفيه سقط بين "يحب" و "مخرج" توقع محقق المعرفة والتاريخ الدكتور/ أكرم العمري أنه "عثمان".
فتكون العبارة هكذا: "من كان يحب عثمان فخرج"، ومما يؤكد هذا التوقع أن يعقوب بن سفيان رد هذا الخبر وكذبه إذ قال: و"مما يستدل على كذب هذا الحديث، الرواية الصحيحة عن حذيفة أنه قيل له في عثمان إن قتل فأين هو؟ قال: في الجنة.
وقوله: ما مشى قول2 إلى سلطان ليذلوه إلا أذلهم الله حينما قيل له: ساروا إلى عثمان".
هذا يؤكد أن السقط هو "عثمان".
ورأيت أن يعقوب بن سفيان ضعف الحديث بزيد بن وهب، مما جعله يسرد له أحاديث أخرى يطعن فيه من أجلها.
ولذا قال عن زيد بن وهب: "في حديثه خلل كثير"3.
----------------------------
1 المعرفة والتاريخ (2/ 768).
2 هكذا في المطبوع والصواب (قوم).
3 ابن حجر (تهذيب التهذيب 3/ 427).
----------------------------

ولكن الحافظ ابن حجر يخالف يعقوب في زيد بن وهب، فقد قال عنه في التقريب: "ثقة جليل" ثم أشار إلى قول يعقوب فقال: "لم يصب من قال في حديثه خلل".
وهو الصواب الذي يؤيده قول الأعمش فيه: "إذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعته من الذي حدثك عنه"1. كما وثقه جمع من الأئمة2 ولم يغمز فيه أحد غير يعقوب، بسبب هذا الخبر الذي سيتبين أن الحمل فيه على غيره.
وذلك بأن أحد رواته،وهو منصور بن أبي الأسود قد رمي بالتشيع، والخبر على هذا الوجه فيه دعوة إلى مذهبه إذ فيه طعن في الصحابة.
وقد روى الخبر غيره على وجهه الصحيح، وفيه: "من كان يحب قتل عثمان" كما في الرواية التالية عن ابن عساكر والمحب الطبري.
74- قال أبو يعلى: نا إسحاق بن إسماعيل3 ثنا إسحاق بن سليمان الرازي4 قال:
----------------------------
1 ابن حجر (تهذي بالتهذيب 3/ 427).
2 المصدر نفسه
3 إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، نزيل بغداد، ثقة من العاشرة، مات سنة 230هـ، د (التقريب/ 341).
4 إسحاق بن سليمان الرازي، كوفي الأصل، ثقة فاضل، من التاسعة، ت سنة 200هـ ع (التقريب/ 357).
----------------------------

سمعت أبا جعفر الرازي1 يذكر عن (أيوب السختياني)2 عن نافع3 عن ابن عمر4 أن عثمان أصبح يحدث الناس، قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام فقال: "يا عثمان أفطر عندنا" فأصبح صائماً، وقتل من يومه"5.
ومن طريقه رواه ابن عساكر6.
رجاله كلهم ثقات، غير أبي جعفر الرازي، فإنه صدوق سيء الحفظ.
ورواه البزار7 قال: حدثنا إبراهيم بن زياد، ثنا إسحاق بن سليمان به نحوه، ومنه أن عثمان أشرف عليهم فقال: وذكره. وقال الهيثمي: "رواه أبو يعلى في الكبير، والبزار، وفيه من لم أعرفه"8.
----------------------------
1 أبو جعفر الرازي، مشهور بكنيته، واسمه: عيسى بن أبي عيسى، وأصله من مرو، وكان يتجر إلى الري، صدوق سيء الحفظ، خصوصاً عن مغيرة، من كبار السابعة، ت سنة 160هـ بخ 4 (التقريب/ 8019).
2 أيوب بن أبي تميمة، كيسان السختياني، تقدمت ترجمته.
3 نافع، أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، تقدمت ترجمته.
4 ابن عمر: هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، صحابي جليل، ولد بعد المبعث بيسير، واستصغر يوم أحد، وهو ابن أربع عشرة، وهو أحد المكثرين من الصحابة، والعبادلة، وكان من أشد الناس اتباعاً للأثر، مات سنة 73هـ ع (التقريب/ 3490).
5 الهيثمي (المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي، ق 164أ).
6 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 390)
7 الهيثمي (كشف الأستار عن زوائد البزار 3/ 181).
8 الهيثمي (مجمع الزوائد 7/ 232).
----------------------------

ورواه اللالكائي1 وأبو نعيم2: كلاهما من طريق إسحاق بن سليمان به مثله.
ورواه ابن عساكر3 من طرق: عن إسحاق بن إسماعيل، ومن طريق أحمد بن بديل كلاهما عن إسحاق بن سليمان به مثله.
وذكره (المحب الطبري)4 ولم يعزه.
كما روي من أوجه أخر عن نافع.
75- رواه ابن سعد قال: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة، ويزيد بن هارون، قالا: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن يعلى5 بن حكيم، عن نافع "6...وذكره دون ذكر ابن عمر.
فالإسناد صحيح: إلى نافع، ولكنه منقطع بين نافع والحادثة، يقول أبو زرعة: "نافع مولى ابن عمر عن عثمان مرسل".
ولا يضره ما في سعيد من تدليس، فقد ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من طبقات (المدلسين)7 ولا يضره اختلاطه أيضاً، فإن رواية يزيد بن هارون عنه صحيحة، لأنه صحيح السماع منه8.
----------------------------
1 اللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ق 257 ب).
2 رواه من طريقه ابن عساكر كما في تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 391).
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 389-391)
4 المحب الطبري (الرياض النضرة 3/ 68)
5 تقدمت ترجمته.
6 ابن سعد (الطبقات 3/ 74-75)
7 (ص: 31).
8 ابن الكيال، الكواكب النيرات (193).
----------------------------

وبهاتين الطريقين يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره.



القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49192
العمر : 72

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة   القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Emptyالجمعة 05 أغسطس 2022, 11:10 pm

76- قال عبد الله بن أحمد: حدثنا عثمان بن أبي شيبة1 حدثنا يونس2 بن أبي اليعفور العبدي، عن أبيه3 عن مسلم أبي سعيد4 مولى عثمان بن عفان: أن عثمان بن عفان أعتق عشرين مملوكاً، ودعا بسراويل فشدها عليه، ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، وقال: إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمر، وأنهم قالوا لي: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه، فقتل وهو بين يديه"5.
إسناده حسن لغيره.
----------------------------
1 عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، الكوفي، ثقة حافظ شهير، وله أوهام، من العاشرة، مات سنة 239هـ وله ثلاث وثمانون سنة خ م د س ق (التقريب/ 4513).
2 يونس بن أبي اليعفور العبدي، الكوفي، صدوق يخطئ كثيراً، من الثامنة، م ق (التقريب/ 7920).
3 أبو يعفور: وقدان العبدي، الكوفي، مشهور بكنيته، وهو الكبير، ويقال: اسمه واقد، ثقة من الرابعة، مات سنة 120هـ ع (التقريب/ 7413).
4 مسلم: أبو سعيد مولى عثمان سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير 7/ 262، الجرح والتعديل 8/ 185، والثقات 5/ 394، ابن حجر، التعجيل 402).
5 أحمد بن حنبل (المسند 1/ 388-389 بتحقيق أحمد شاكر).
----------------------------

ورواه من طريقه ابن الأثير1 وابن عساكر2 وشذ ابن الأثير فأدخل الإمام أحمد بين ابنه وابن أبي شيبة.
ورواه أبو يعلى3 عن ابن أبي شيبة به مثله؛ ومن طريقه ابن عساكر أيضاً4.
كما رواه أبو عرب5 من طريق ابن أبي شيبة به مثله.
وذكره المحب الطبري6وعزاه إلى أحمد، وذكره الهيثمي، وقال: "رواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير، ورجالهما ثقات"7.
وصحح إسناده أحمد شاكر - رحمه الله تعالى -.
وفيه مسلم لم يوثقه غير ابن حبان، وهو متساهل بالتوثيق، ويوثق المجاهيل. كما أن فيه يونس وهو صدوق يخطئ كثيراً، ومثله لا يصل حديثه إلى الصحيح، وقد يحسن.
فإسناده ضعيف بمسلم حيث لم يوثقه غير ابن حبان، وتشهد له رواية ابن عمر الحسنة السابقة، فيحسن كما تقدم.
----------------------------
1 ابن الأثير (أسد الغابة 3/ 490).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 393)
3 الهيثمي (المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي، ق 164).
4 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 405)
5 أبو عرب (المحن64).
6 (الرياض النضرة 3/ 67-68)
7 الهيثمي (مجمع الزوائد 7/ 232).
----------------------------

77- روى ابن سعد وعبد الله بن أحمد واللفظ له: من طريق زياد بن عبد الله1 عن أم هلال2 ابنة وكيع عن (نائلة3 بنت الفرافصة) امرأة عثمان بن عفان قالت: "نعس أمير المؤمنين عثمان فأغفى، فاستيقظ، فقال: لَيَقْتُلَنَّنِي القوم.
قلت: كلاّ إن شاء الله، لم يبلغ ذاك، إن رعيتّك استعتبوك، قال: إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في منامي وأبوبكر، وعمر فقالوا: تفطر عندنا الليلة"4.
وهذا الإسناد ضعيف: بزياد بن عبد الله وبأم هلال، فزياد ضعيف وأم هلال مجهولة.
قال أحمد شاكر: "فيه نظر" ثم أعله بزياد وأمّ هلال.
----------------------------
1 زياد بن عبد الله بن حريز الأسدي، عن أوس وأم هلال بنت وكيع وعنه داود بن أبي هند فقط "فيه نظر" (البخاري التاريخ الكبير 3/ 360) (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 3/ 536) (ابن حجر، تعجيل المنفعة 141).
2 أم هلال بنت وكيع عن نائلة بنت الفرافصة، وعنهما زياد بن عبد الله لا تعرف. (ابن حجر، تعجيل المنفعة 564).
3 نائلة بنت الفرافصة، تقدمت ترجمتها.
4 ابن سعد (الطبقات 3/ 75)، الإمام أحمد: (المسند 2/ 7 بتحقيق أحمد شاكر).
----------------------------

وقال الهيثمي: "فيه من لم أعرفهم"1. ولكنه يتقوى بما قبله وبما بعده. فقد رواه عن نائلة غير أم هلال.
78- قال الخطيب البغدادي: أنا أبو عمر عبد الواحد2 بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز، أخبرنا إسماعيل بن محمد3 الصفار، نا محمد بن عبيد الله4 بن يزيد المنادي، نا شبابة5 بن سوار، نا يحيى بن أبي راشد مولى عمرو6 بن حريث عن عقبة7 بن أسيد ويحيى بن عبد الرحمن8 الجرشي، عن النعمان بن بشير9 عن (نائلة بنت الفرافصة) الكلبية امرأة عثمان بن عفان قالت: لما حُصِر عثمان رُئي قبل قتله بيوم ظل صائماً، فلما كان عند إفطاره سألهم الماء العذب، فأبوا عليه، وقالوا: دونك ذاك الرَّكِيْ10 قالت:
----------------------------
1 مجمع الزوائد (7/ 232).
2 أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز، تقدمت ترجمته.
3 إسماعيل بن محمد الصفار البغدادي، سمع محمد بن عبيد الله بن المنادي، وعنه أبو عمر بن مهدي، قال الدارقطني: "كان ثقة متعصباً للسنة" ت سنة 341هـ في بغداد (الذهبي، السير 15/ 440).
4 محمد بن عبيد الله بن يزيد المنادي البغدادي، صدوق من العاشرة، مات سنة 272هـ ، وله 101سنة خ (التقريب/6113).
5 شبابة بن سوار مولى بني فزارة، تقدمت ترجمته.
6 يحيى بن أبي راشد، لم أجد له ترجمة.
7 عقبة بن أسيد، سكت عنه ابن أبي حاتم وذكره العجلي في ثقاته (الجرح 6/308، الثقات 2/ 142).
8 يحيى بن عبد الرحمن الجرشي، لم أجد له ترجمة.
9 النعمان بن بشير الأنصاري، له ولأبويه صحبة، ثم سكن الشام فقتل بحمص سنة 65هـ ، وله 64سنة ع (التقريب/ 7152).
10 الرَّكِّي: الركية، البئر (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 4/ 338).
----------------------------

وركي في الدار يلقى فيه النتن، قالت: فبات من غير أن يفطر، فلما كان عند السحر أتيت جارات لي على أجاجير1 متواصلة، فسألتهم الماء العذب فأعطوني كوزاً من ماء فجئت به، فنزلت فإذا عثمان قد وضع رأسه أسفل الدرجة وهو نائم يغُّط، فحركته فانتبه، فقلت: هذا ماء عذب أتيتك به، فرفع رأسه إلى السماء، فنظر إلى الفجر، فقال: إني أصبحت صائماً. قلت: ومن أين، ولم أر أحداً أتاك بطعام ولا شراب؟ فقال: إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اطلع عليّ من هذا السقف ومعه دلو من ماء، فقال: "اشرب يا عثمان"، فشربت حتى رويت، ثم قال: "ازدد" فشربت حتى نهلت، ثم قال: أما إن القوم سيكثر - أو قال: سيكثرون - عليك، فإن قاتلتَهم ظفرت، وإن تركتهم أفطرت عندنا"، قالت: فدخلوا عليه من يومه فقتلوه -رضي الله عنه- ! "2.
ورواه من طريقه ابن عساكر واللفظ له. كما رواه من طريقين آخرين إلى شبابة به وأحدهما مختصر.
وفي إسناد الخطيب من لم أجد لهم ترجمة كما في الحاشية.
ويحيى بن أبي راشد، ويحيى بن الجرشي لم أجد لهما ترجمة، ومحمد: صدوق، وباقي رجال الإسناد ثقات.
----------------------------
1 أجاجير: جمع إجَّار، والإجَّار السطح كالإنجار (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 1/ 376).
2 الخطيب البغدادي (تلخيص المتشابه 1/ 96).
----------------------------

79- روى ابن عساكر من طرق: عن فرج بن فضالة1 عن مروان بن أبي أمية، عن عبد الله بن سلام قال: "أتيت عثمان لأسلّم عليه وهو محصور، فدخلت عليه فقال: مرحباً بأخي ما يسرني أنك كنت وراءك، رأيت في هذه الليلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذه الخوخة2 في خوخة من البيت فقال لي: يا عثمان حصروك؟ قلت: نعم، قال: أعطوك؟ قلت: نعم، قال: فدليّ لي دلو فشربت منه حتى رويت، وإني لأجد برد ذلك الماء بين ثديي وبين كتفي، فقال: "إن شئت أفطرت عندنا، وإن شئت نُصرت عليهم" . فاخترت أن أفطر عنده. فقتل في ذلك اليوم"3.
وإسناده ضعيف: بفرج بن فضالة.
وذكره من هذا الوجه (المحب الطبري)4.
ورواه سعيد5 بن منصور، عن فرج بن فضالة، عن مروان بن أبي أمية.
----------------------------
1 فرج بن فضالة بن النعمان التنوخي، الشامي، ضعيف، من الثامنة، ت سنة 177هـ ، د ت ق (التقريب/ 5383).
2 الخوخة هي: واحدة الخوخ، والخوخة: كُوّة في البيت تؤدي إليه الضوء (ابن منظور، لسان العرب 3/ 14).
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 391، 392، 394).
4 (الرياض النضرة 3/ 67).
5 السنن (2/ 336).
----------------------------

80- قال البخاري في التاريخ الكبير: "قال لي خليفة حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعيب بن صفوان قال: ثنا عبد الملك بن عمير أنَّ محمّد بن يوسف بن عبد الله بن سلام حدث عن الحجاج عن جده عبد الله وذكر نحوه1"2.
وهذا الإسناد ضعيف: بشعيب بن صفوان ومحمد بن يوسف، فقد قال الحافظ عن كل واحدمنهما: "مقبول" وحديث المقبول ضعيف إلا إذا توبع ولم يتابعا على روايتهما هذه عن ابن سلام -رضي الله عنه-.
81- قال ابن سعد: أخبرنا عفان بن مسلم3 قال: أخبرنا وهيب4 بن خالد قال: أخبرنا موسى بن عقبة5 عن أبي علقمة6؛ مولى عبد الرحمن بن عوف عن كثير7 ابن الصلت الكندي قال: نام عثمان في اليوم الذي قتل فيه، وذلك يوم
----------------------------
1 أي: "إن عثمان قال لكثير بن الصلت إني مقتول، رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه أبو بكر وعمر، فقال لي: يا عثمان أنت عندنا غداً، وأنت مقتول غداً".
2 البخاري (التاريخ الكبير 1/ 262)، وانظر مسند خليفة بن خياط (جمع د/ أكرم ضياء العمري 46).
3 عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، تقدمت ترجمته.
4 وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي، تقدمت ترجمته.
5 موسى بن عقبة بن أبي عياش، تقدمت ترجمته.
6 أبو علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف، لم أجد له ترجمة، وقال الهيثمي: "لم أعرفه" الهيثمي (مجمع الزوائد 7/ 232).
7 كثير بن الصلت بن معدي كرب، الكندي، امدني، ثقة؛ من الثانية، وهم من جعله صحابياً س (التقريب/ 5615).
----------------------------

الجمعة، فلما استيقظ قال: لولا أن يقول الناس: تمنى عثمان أمنية لحدثتكم حديثاً، قال: قلنا: حدثنا - أصلحك الله - فلسنا على ما يقول الناس، قال: "إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في منامي هذا، فقال: "إنك شاهد فينا الجمعة"1.
إسناده حسن لغيره . ورواه أبو يعلى2 من طريق عفان به.
ورواه البزار3 عن محمد بن المثنى، ثنا المغيرة بن سلمة وابن عساكر4 من طريق مسلم بن إبراهيم كلاهما عن وهيب بن خالد به.
وذكره الهيثمي في المجمع وقال: "فيه أبو علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات"5.
ورجاله ثقات، كما قال، ولم أجد لأبي علقمة ترجمة، وتشهد له الروايات السابقة.
ورواه أبو عرب6 قال: "وحدثني غير واحد، عن أسد عن زياد بن عبد الله، عن عوانة بن الحكم قال: بلغنا أن كثير بن الصلت، وذكره بنحوه.
وهذا إسناد ضعيف، لجهالة شيوخ أبي عرب؛ والراوي عن (كثير) أيضاً.
----------------------------
1 ابن سعد (الطبقات 3/ 75).
2 الهيثمي (المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي ق 163ب -ق 164أ).
3 الهيثمي (كشف الأستار 3/ 181).
4 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 390).
5 الهيثمي، مجمع الزوائد (7/ 232).
6 أبو عرب (المحن 67).
----------------------------

ورواه البزار1 واللالكائي2 وابن عساكر3 كلهم من طريق خلف4 ابن تميم نا إسماعيل بن إبراهيم5 بن المهاجر، عن عبد الملك بن عمير6 قال: سمعت كثير بن الصلت: وليس فيه: "الجمعة".
ورجاله مقبولون، غير إسماعيل فإنه ضعيف.
ورواه ابن عساكر7 أيضاً من طريق: شعيب عن سيف وكلاهما ضعيف، ورواه أبو عرب8 من طريق قتادة عن عثمان به مختصراً.
فمجموع هذه الطرق يجعل الخبر حسناً لغيره، ولكن فيما اتفقت الروايات عليه من ألفاظ لا كل ما ورد في طرقه. والله أعلم.
82- وفي مصنف ابن أبي شيبة: "يزيد بن هارون9 عن ابن عون10 عن محمد بن سيرين11 قال: أشرف عليكم عثمان من القصر، فقال: ائتوني برجل أتاليه كتاب الله،
----------------------------
1 الهيثمي (كشف الأستار 3/ 180-181).
2 اللالكائي (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 3/ ق257ب) وفي المطبوع (7/ 1355).
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 391).
4 خلف بن تميم بن أبي عتاب، أبو عبد الرحمن الكوفي، نزيل المصيصة، صدوق عابد، من التاسعة، ت سنة 206هـ ، س ق (التقريب/ 1727).
5 إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي، ضعيف من السابعة ت ق (التقريب/ 416).
6 عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي، تقدمت ترجمته.
7 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 391)
8 المحن (44).
9 يزيد بن هارون السلمي تقدمت ترجمته.
10 ابن عون هو: عبد الله بن عون بن أرطبان، تقدمت ترجمته.
11 محمد بن سيرين الأنصاري، تقدمت ترجمته.
----------------------------

فأتوه بصعصعة بن صوحان، وكان شاباً، فقال: ما وجدتم أحداً تأتوني غير هذا الشاب، قال: فتكلم صعصعة بكلام، فقال له عثمان: اتل، فقال صعصعة: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} ، فقال: ليست لك ولا لأصحابك، ولكنّها لي ولأصحابي، ثم تلا عثمان: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} حتى بلغ {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ} 1"2.
إسناده صحيح إلى ابن سيرين: ولكن ابن سيرين لم يعاصر الحادثة؛ فيكون مرسلا منه.
ويتقوى بما رواه:
83- خليفة بن خياط قال: حدثنا كهمس بن المنهال3 قال: نا سعيد بن أبي عروبة4 عن قتادة 5 قال: أشرف عليهم عثمان حين حصر. فقال: أخرجوا إليّ رجلاً أكلمه، فأخرجوا صعصعة بن صوحان، فقال عثمان: ما نقمتم عليّ؟
----------------------------
1 سورة الحج، الآية (39-41).
2 ابن أبي شيبة (المصنف 15/ 203-204).
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته
5 تقدمت ترجمته
----------------------------

أُخرجنا من ديارنا بغير حق إلا أن قلنا: ربنا الله، قال عثمان: كذبت لستم أولئك، نحن أولئك، أخرجنا أهل مكة فقال الله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ } 1 فكان ثناء قبل بلاء"2.
ورواه من طريقه ابن عساكر3.
وإسناده حسن: إلى قتادة، وقتادة لم يدرك الحادثة، فالإسناد منقطع.
وبمجموع هاتين الطريقين قد يرتقي الخبر إلى درجة الحسن، إن لم يكن مخرج الروايتين واحداً. فإن قتادة وابن سيرين بصريان، فيحتمل أنهما أخذاه عن واحد.
84- قال ابن سعد: أخبرنا عبد الله4 بن إدريس قال: أخبرنا ليث5 عن زياد6 بن أبي
----------------------------
1 سورة الحج، الآية (41).
2 خليفة بن خياط (التاريخ 171).
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 350).
4 عبد الله بن إدريس تقدمت ترجمته.
5 ليث بن أبي سليم بن زُنَيم، واسم أبيه أيمن، وقيل غير ذلك، صدوق اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك، من السادسة، مات سنة 148هـ خت م4 (التقريب/5685).
6 زياد بن أبي مليح الهذلي، قال البخاري وأبو حاتم: "ليس بالقوي" (البخاري، التاريخ الكبير 3/370) ولم أجده في الجرح، وقول أبي حاتم في (الميزان 2/93 والمغني 1/244) كلاهما للذهبي.
----------------------------

مليح عن أبيه1 عن ابن عباس قال: لو أجمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رُمي قوم لوط"2.
إسناده حسن لغيره.
ورواه من طريقه3 ابن عساكر.
ورواه يحيى4 بن معين، عن إدريس به نحوه، ومن طريقه ابن عساكر5 أيضاً.
وقال يحيى عَقِبَه: "وما سمعنا بهذا إلا من ابن إدريس".
وذكر لفظ ما رواه يحيى (المحب الطبري) وعزاه إلى الحاكمي6 وإسناده ضعيف؛ لتفرد زياد وليث به. فإن ليثاً اختلط فلم يُمَيّز حديثه فترك، وزياد قال فيه البخاري وأبو حاتم: "ليس بالقوي".
وله شاهد عند ابن سعد من طريق زهدم عن ابن عباس.
----------------------------
1 أبو المليح بن أسامة بن عمير، أبو عامر بن عمير بن حنيف بن ناجية الهذلي، اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد، ثقة، من الثالثة، مات سنة 98هـ ، وقيل: 108هـ ، وقيل بعد ذلك. ع (التقريب/ 8390).
2 ابن سعد (الطبقات 3/ 80).
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 459)
4 (التاريخ 2/ 295).
5 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 459).
6 الرياض النضرة (3/ 81).
----------------------------

85- فقد قال في الطبقات: أخبرنا عارم بن الفضل1 قال: أخبرنا الصعق2 بن حزن، قال: أخبرنا قتادة3 عن زهدم4 الجرمي قال: خطب ابن عباس فقال: "لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء"5.
وإسناده حسن لغيره.
ورواه من طريقه ابن عساكر6.
رجاله رجال الشيخين، لكنه ضعيف بعنعنة قتادة.
والصعق ثقة، لم يضعفه غير الدارقطني، ولم يفسّر جرحه، واجتمع على توثيقه جماعة من الحفاظ7. فلا يضره تضعيف الدارقطني له.
----------------------------
1 عارم هو: محمد بن الفضل السدوسي، أبو النعمان البصري، لقبه عارم، ثقة ثبت، تغير في آخر عمره، من صغار التاسعة، مات سنة 223هـ أو سنة 224هـ ع (التقريب/ 6226). وانظر الكواكب النيرات لابن الكيال (328) وفيه أنه تغير سنة 220هـ.
2 الصعق بن حزن بن قيس البكري، البصري، أبو عبد الله، صدوق يهم، وكان زاهداً من السابعة، بخ م مد س (التقريب/ 2931).
3 قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته.
4 زهدم الجرمي، ابن مضرس، أبو مسلم البصري، ثقة، من الثالثة، خ م ت س (التقريب/ 2039).
5 ابن سعد (الطبقات 3/ 80).
6 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 459)
7 انظر في ذلك رسالة الدكتور/ عبد العزيز التخيفي (من قال عنه الحافظ ابن حجر ثقة يهم أو صدوق يهم أو صدوق له أوهام 1/ 510). فقد رجح توثيقه.
----------------------------

وقتادة مدلس، مشهور بذلك، ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة1 وقد عنعن في هذا الخبر، فالإسناد ضعيف بها. لكنه يتقوى بما قبله فيحسن لغيره.
86- وفي تاريخ خليفة بن خياط: "أبو عاصم2 قال: نا عمر بن أبي زائدة3 عن أبيه4 عن أبي خالد5
الوالبي قال: قالت عائشة: استتابوه حتى تركوه كالثوب الرحيض6 ثم قتلوه"7.
----------------------------
1 تعريف أهل التقديس (102).
2 الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني، أبو عاصم النبيل، البصري، ثقة ثبت، من التاسعة، مات سنة 212هـ أو بعدها ع (التقريب/ 2977).
3 عمر بن أبي زائدة الهمداني؛ بالسكون، الوادعي، الكوفي، أخو زكريا، صدوق، رمي بالقدر، من السادسة، مات بعد الخمسين خ م س (التقريب/ 4897).
4 والد عمر وزكريا واسمه خالد أو هبيرة بن ميمون بن فيروز الهمْداني الوادعي الكوفي، أفاد بذلك الحافظ ابن حجر في ترجمة ابنه زكريا (التقريب/ 2022) ولم أجد له ترجمة.
5 أبو خالد، الكوفي، اسمه هرمز، ويقال: هرم، مقبول، من الثانية، وفد على عمر، وقيل: حديثه مرسل، فيكون من الثالثة، د ت ق (التقريب/ 8073).
قال أبو حاتم: "صالح الحديث" وذكره ابن حبان في الثقات، وقال عنه الذهبي: "صدوق" (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 9/ 120-121، ابن حبان في الثقات 5/ 514، الذهبي، الكاشف 3/ 290).
6 الرحض هو: الغسل، والرحيض المغسول (ابن منظور، لسان العرب: 7/153)
7 (175).
----------------------------

إسناده حسن لغيره.
ورواه من طريقه ابن عساكر1.
أبو زائدة لم أجد له ترجمة، وأبو خالد صدوق، وباقي رجاله رجال البخاري.
ويشهد له ما رواه:
87- خليفة قال: حدثنا أبو قتيبة2 قال: نا يونس بن أبي إسحاق3 عن عون بن عبدالله4 بن عتبة قال: قالت عائشة: غضبت لكم من السوط، ولا أغضب لعثمان من السيف؟ استعتبتموه حتى إذا تركتموه كالقلب المصفى قتلتموه) "5.
إسناده حسن لغيره.
ومن طريق خليفة، أخرجه ابن عساكر6.
وهذا إسناد ضعيف؛ لما فيه من إرسال، حيث إن عوناً هذا وصفه غير واحد بأنه يرسل، ولم يصرح هنا بالسماع.
----------------------------
1 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 495)
2 أبو قتيبة هو: مسلم بن قتيبة الشعيري، الخراساني، نزيل البصرة، صدوق من التاسعة، ت سنة 200هـ أو بعدها، خ 4 (التقريب/ 2471)
3 يونس بن أبي إسحاق السبيعي، تقدمت ترجمته.
4 عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، الكوفي، ثقة، عابد، من الرابعة، ت قبل سنة 120 هـ م 4 (التقريب/ 5223).
5 خليفة بن خياط (التاريخ 175-176).
6 (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 495). المزي (تهذيب الكمال 1066).
----------------------------

ويقال: "إن روايته عن الصحابة مرسلة"1.كما أن يونس ممن يهم قليلاً، وأبا قتيبة صدوق، ويتقوى بما قبله ويقويه، ويقويهما أيضاً ما رواه:
88- ابن سعد قال: أخبرنا عفان بن مسلم2 قال: أخبرنا جرير بن حازم3 قال: سمعت محمد بن سيرين4 يقولك قالت عائشة حين قتل عثمان: مصتم5 الرجل موص الإناء ثم قتلتموه"6.
إسناده حسن لغيره.
----------------------------
1 قال المزي: يقال: إن روايته عن الصحابة مرسلة (المزي، تهذيب الكمال 1066) وقال ابن سعد: ثقة كثير الإرسال (ابن سعد الطبقات، 6/313) وقال الترمذي: عون بن عبد الله لم يلق ابن مسعود (السنن 2/ 47).
والصحيح أنه سمع من بعضهم أخرج له مسلم عن ابن عمر (انظر رجال مسلم لابن منجويه 2/ 121) ونصَّ البخاري على أنه سمع من أبي هريرة وابن عمرو (البخاري، التاريخ الكبير، 7/14) وذكره العلائي في جامع التحصيل (305) وعجيب من الحافظ إهماله ذكر ذلك في التقريب مع أنه ذكره في تهذيب التهذيب (8/171-173)
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته
4 تقدمت ترجمته
5 الموص: الغسل (ابن منظور، لسان العرب 7/ 95)
6 الطبقات (3/82-83)
----------------------------

ورواه خليفة بن خياط1 قال: حدثنا روح بن عبادة2 قال: نا سعيد3 بن عبد الرحمن عن ابن سيرين قال: قالت عائشة: "مصتموه موص الإناء ثم قتلتموه". ومن طريقه ابن عساكر4.
وإسناد ابن سعد صحيح إلى ابن سيرين؛ رجاله ثقات رجال الشيخين، ومثله إسناد خليفة، إلا سعيداً فلم أجد له ترجمة، ويتقوى بالذي قبله.
وبمثل رواية ابن سعد رواه ابن عساكر5: من طريق موسى بن إسماعيل نا جرير بن حازم به.
وأيضاً بمثل رواية خليفة6 من طريق هشام عن محمد بن سيرين به.
وابن سيرين عن عائشة -رضي الله عنه-ا منقطع.
قال أبو حاتم: "لم يسمع ابن سيرين من عائشة شيئاً"7 لكنه يتقوى بالشواهد التي تقدمت، والتي ستأتي.
----------------------------
1 التاريخ (176)
2 روح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسيّ، تقدمت ترجمته.
3 سعيد بن عبد الرحمن، لم أجد له ترجمة.
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 495)
5 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 495)
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 495)
7 العلائي (جامع التحصيل 324).
----------------------------

89- قال ابن سعد: أخبرنا عارم1 بن الفضل، قال: أخبرنا حماد بن زيد2 عن الزبير3 عن عبد الله بن شقيق4 عن عائشة قالت: مصتموه موص الإناء ثم قتلتموه تعني عثمان"5.
إسناده صحيح أو حسن لغيره.
وفيه اختلاط عارم، وقد يكون ابن سعد ممن سمع منه قبل الاختلاط، يقوي هذا الاحتمال أن العلماء ذكروا أنه اختلط سنة 220هـ وابن سعد توفي 230هـ ومن سمع منه قبل الاختلاط فحديثه صحيح.
ومن خلال استقراء شيوخ ابن سعد ووفياتهم يظهر أنه كان قبل هذه السنة في بغداد حيث بقي فيها حتى توفي سنة 230هـ، وعارم توفي سنة 224هـ في البصرة6.
فقد يكون ابن سعد سمع منه في البصرة، ثم رحل قبل وفاته إلى بغداد، واختلط عارم وهو في بغداد وبذلك يكون سماعه منه قبل اختلاطه والله أعلم.
----------------------------
1 عارم بن الفضل، هو: محمد بن الفضل السدوسي، تقدمت ترجمته.
2 حماد بن زيد بن درهم الأزدي، تقدمت ترجمته.
3 الزبير بن الخريت البصري، ثقة، من الخامسة، خ م د ت ق (التقريب/ 1993).
4 عبد الله بن شقيق، تقدمت ترجمته.
5 ابن سعد (الطبقات 3/ 82)
6 ابن سعد (الطبقات 7/ 305)
----------------------------

إذا ثبت ذلك فالإسناد صحيح، لأن من سمع من عارم قبل الاختلاط فحديثه صحيح1 وإلا فالخبر حسن لغيره، بما تقدم وسيأتي من شواهد.
90- وفي تاريخ خليفة: "محمد بن عمرو نا أبو معاوية2 عن الأعمش3 عن خيثمة4 عن مسروق5 عن عائشة قالت حين قتل عثمان: "تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قربتموه تذبحونه كما يذبح الكبش".
فقال لها مسروق: هذا عملك، أنت كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج إليه، قال: فقالت عائشة: لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون. ما كتبت إليهم بسوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا.
قال الأعمش: "فكانوا يرون أنه كتب على لسانها"6.
----------------------------
1 المزي (تهذيب الكمال 1258) ، ابن الكيال (الكواكب النيرات 382).
2 أبو معاوية الضرير هو: محمد خازم، تقدمت ترجمته.
3 العمش، هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
4 خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، الكوفي، ثقة، وكان يرسل، من الثالثة، ت سنة 80هـ ع (التقريب/ 1773).
5 مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني، الوادعي، أبو عائشة، الكوفي، ثقة فقيه، عابد مخضرم، من الثانية، ت سنة 63هـ ع (التقريب/ 6601).
6 التاريخ (176).
----------------------------

إسناده صحيح: فقد ذكره ابن كثير من طريق أبي معاوية به وقال: "وهذا إسناد صحيح إليها"1 وهو كما قال، فإن رجاله كلهم ثقات، كوفيون، رجال الشيخين، وفيه عنعنة الأعمش، وقد تقدمت عدة شواهد له.
ورواه ابن سعد2 عن أبي معاوية الضرير عن الأعمش به.
ورواه ابن شبه3 عن حبان بن بشر، عن يحيى بن آدم، عن الأعمش به نحوه.
ورواه ابن عساكر4 من طريقي سعدان بن نصر وعلي بن حرب، كلاهما عن أبي معاوية به نحوه. وزاد في رواية علي في آخره "وهي لا تعلم".
91- قال البخاري في التاريخ الصغير: حدثني حامد5 (بن عمر البكراوي) نا حماد6 بن زيد، نا يزيد بن حازم7 عن سليمان بن يسار8.
----------------------------
1 البداية والنهاية (7/ 204).
2 الطبقات (3/ 82).
3 تاريخ المدينة (1225).
4 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 496)
5 حامد بن عمر بن حفص البكراوي، البصري، ثقة، من العاشرة، ت سنة 233هـ ، خ م (التقريب/ 1067).
6 تقدمت ترجمته.
7 يزيد بن حازم بن زيد الأزدي، البصري، ثقة، من السادسة، ت سنة 148هـ قد (التقريب/ 7700).
8 سليمان بن يسار الهلالي، المدني، ثقة، فاضل أحد الفقهاء السبعة من كبار الثالثة، ت بعد المائة، وقيل قبلها. ع (التقريب/ 2619).
----------------------------

أن أبا أسيد كانت له صحبة، فذهب بصره قبل قتل عثمان [فلما قتل عثمان] قال: الحمد الله الذي منّ عليّ ببصري في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما قبض نبيه، وأراد الفتنة بعباده كفّ بصري"1.
إسناده صحيح.
ورواه من طريقه ابن عساكر2 بزيادة ما بين المعكوفتين.
ورواه يعقوب بن سفيان3 قال: حدثنا سلمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد به نحوه.
ومن طريقه ابن عساكر4أيضاً.
92- قال ابن أبي شيبة: أبو معاوية5 عن حجاج6 الصواف، عن حميد بن هلال7 عن يعلى8 بن الوليد عن جندب9 الخير، قال: أتينا حذيفة حين سار المصريون
----------------------------
1 (1/ 107).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 491-492)
3 يعقوب بن سفيان (المعرفة والتاريخ 1/ 442، 3/ 25).
4 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 491-492)
5 أبو معاوية الضرير، محمد بن خازم تقدمت ترجمته.
6 حجاج بن أبي عثمان الصواف أبو الصلت الكندي مولاهم، البصري، ثقة، حافظ، من السادسة، مات سنة 143هـ ع (التقريب/ 1131).
7 حميد بن هلال، تقدمت ترجمته.
8 يعلى بن الوليد الشامي، ذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم في الجرح وسكتا عنه (التاريخ 8/ 415، الجرح 9/ 302).
9 جندب الخير الأزدي، أبو عبد الله، قاتل الساحر، مختلف في صحبته، ذكرخ ابن حبان في ثقات التابعين ت (التقريب/ 977) وذكره الحافظ في القسم الأول من الإصابة (1/ 250).
----------------------------

إلى عثمان، فقلنا: إن هؤلاء قد ساروا إلى هذا الرجل فما تقول؟ قال: يقتلونه والله، قال: قلنا: أين هو؟ قال: في الجنة والله، قال: قلنا: فأين قتلته؟ قال: في النار والله"1.
إسناده صحيح: وصححه يعقوب بن سفيان2.
ورواه يعقوب3 بن سفيان عن أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا أبو معاوية به نحوه. ومن طريقه رواه ابن عساكر4.
ورواه يعقوب5 أيضاً عن الحجاج6؛ حدثني مهدي بن ميمون7
----------------------------
1 المصنف (15/ 206).
2 المعرفة والتاريخ (2/ 768).
3 المعرفة والتاريخ (2/ 762).
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 388-389)
5 المعرفة والتاريخ (2/762)
6 حجاج بن المنهال الأنماطي، أبو محمد السلمي البصري، ثقة فاضل، من التاسعة، ت سنة 216هـ ، ع (التقريب/ 1137).
7 مهدي بن ميمون الأزدي أبو يحيى البصري، ثقة، من السادسة، ت سنة 172هـ ع (التقريب/ 6932).
----------------------------

حدثنا محمد بن عبد الله1 بن أبي يعقوب عن الوليد بن مسلم2 أبي بشر عن جندب3 بن عبد الله به نحوه.
ومن طريقه4 ابن عساكر، كما رواه من طريق عبد الله بن محمد بن أسماء، نا مهدي به نحوه.
ورواه أيضاً ابن عساكر5 مطولاً من طريق يونس بن عبيد، عن الوليد أبي بشر به.
ورواه خيثمة بن سليمان6: نا أبو عبيدة السري بن يحيى، نا عثمان بن زفر، نا غالب بن نجيح، عن عمرة بن مرة، عن جندب به نحوه.
ومن طريقه رواه ابن عساكر7 وذكره (المحب الطبري في رياضه)8.
----------------------------
1 محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي، البصري، وقد ينسب إلى جده، ثقة، من السادسة، ع (التقريب/ 6055).
2 الوليد بن مسلم بن شهاب العنبري، أبو بشر البصري، ثقة، من الخامسة، ر م د س (التقريب/ 7455).
3 جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي، أبو عبد الله، وربما ينسب إلى جده، له صحبة، ت سنة 60هـ ع (التقريب/ 975).
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 388-389)
5 المصدر نفسه
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 388-389)
7 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 388)
8 الرياض النضرة (3/ 80).
----------------------------

وإسناد الطريق الأولى رجاله ثقات، رجال الشيخين، إلا يعلى بن الوليد فلم أقف على جرح له ولا توثيق؛ فهو مستور.
وإسناد الطريق الثانية صحيح لذاته، وهو من طريق جندب بن عبدالله غير جندب الخير، وسواء كانا واحداً وغلط راوٍ من الرواة، أم كانا اثنين فإن ذلك لا تأثير له، لأنهما صحابيان، والراوي عن الثاني ثقة لم يوصف بالتدليس.
أما إسناد الطريق الثالثة فإنه حسن بما قبله، فيه غالب بن نجيح، قال عنه الحافظ: "مقبول". فالخبر صحيح.
93- قال ابن أبي شيبة: "أبو أسامة1 قال: حدثنا حماد بن زيد2 عن يزيد بن حميد3 أبي التياح، عن عبد الله بن أبي الهذيل4 قال: لما جاء قتل عثمان قال حذيفة: "اليوم نزل الناس حافَّةَ الإسلام، فكم من مرحلة قد ارتحلوا عنه، قال: وقال ابن أبي الهذيل: "فوالله لقد جار هؤلاء القوم عن القصد، حتى إن بينه وبينهم وعورة، ما يهتدون له وما يعرفونه"5.
إسناده صحيح: رجاله رجال مسلم.
----------------------------
1 أبو أسامة هو حماد بن أسامة، تقدمت ترجمته.
2 حماد بن زيد الأزدي، تقدمت ترجمته.
3 يزيد بن حميد الضبعي، أبو التياح، بصري، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، من الخامسة، مات سنة 128هـ ع (التقريب/ 7704).
4 عبد الله بن أبي الهذيل الكوفي، أبو المغيرة، ثقة، من الثانية، مات في ولاية خالد القسري على العراق، رم ت س (التقريب/ 3679).
5 المصنف (15/ 206).
----------------------------

94- قال البخاري في التاريخ الصغير: حدثنا موسى بن إسماعيل1 ثنا حماد2 عن ثابت3 عن عبد الله4 بن رباح، أن حارثة بن النعمان قال لعثمان وهو محصور: إن شئت أن نقاتل دونك"5.
ورواه من طريقه ابن عساكر6 وفيه: عبد الله بن زياد والصواب ابن رباح. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: - عن هذا الخبر - "رواه البخاري في (التاريخ) من طريق ثابت بن عبد الله بن رباح"7.
وفي رواية ابن عساكر: "حماد بن زيد".
إسناده صحيح: رجاله ثقات، رجال مسلم.
94- قال ابن سعد: أخبرنا أبو أسامة8 حماد بن أسامة قال: أخبرنا هشام بن
----------------------------
1 موسى بن إسماعيل المنقري، تقدمت ترجمته.
2 حماد بن زيد، تقدمت ترجمته.
3 ثابت بن أسلم البناني، أبو محمد البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة بضع وعشرين وله 86سنة ع (التقريب/ 810).
4 عبد الله بن رباح الأنصاري، أبو خالد المدني، سكن البصرة، ثقة من الثالثة، قتلته الأزارقة م، (التقريب/ 3307).
5 (1/ 101).
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 402)
7 الإصابة (1/ 299).
8 تقدمت ترجمته.
----------------------------

عروة1 عن أبيه2 عن عبد الله بن الزبي قال: قلت لعثمان يوم الدار: قاتلهم، فوالله لقد أحل الله لك قتالهم. فقال: لا، والله لا أقاتلهم أبداً. قال: فدخلوا عليه وهو صائم، قال: وقد كان عثمان أمَّر عبد الله بن الزبير على الدار، وقال عثمان: من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد الله بن الزبير"3.
ورواه من طريقه ابن عساكر4 وأخرجه ابن أبي شيبة عن حماد به.
إسناده صحيح: رجاله ثقات، رجال الشيخين.
وتدليس أبي أسامة تدليس خفيف لا يضر، فقد ذكر الحافظ في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين5.
وأخف منه هشام بن عروة فقد ذكره في المرتبة الأولى6.
----------------------------
1 هشام بن هروة بن الزبير بن العوام الأسدي، ثقة فقيه، ربما دلس، من الخامسة، ت سنة 145هـ ، وله 87سنة ع (التقريب/ 7302).
2 عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه، مشهور، من الثالثة، مات سنة 94هـ على الصحيح، ومولده في أوائل خلافة عثمان ع (التقريب/ 4561).
3 الطبقات (3/ 70).
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 399-400)
5 ابن حجر (طبقات المدلسين 30).
6 ابن حجر (طبقات المدلسين، 26).
----------------------------

95- قال ابن سعد: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ابن علية1 عن أيوب2 عن ابن أبي مليكة3 عن عبد الله بن الزبير قال: "قلت لعثمان: يا أمير المؤمنين، إن معك في الدار عصابة مستنصرة بنصر الله بأقل منهم لعثمان، فأذن لي فلأقاتل، فقال: أنشدك الله رجلاً، أو قال: أذكر بالله رجلاً أهراق فيَّ دمه، أو قال: أهراق فيَّ دماً"4.
إسناده صحيح: رجاله ثقات رجال الشيخين.
ورواه ابن عساكر5 من طريق ابن سعد.
96- قال خليفة بن خياط: حدثنا ابن علية6 قال: نا أيوب7 عن ابن أبي مليكة8 عن عبد الله ابن الزبير قال: قلت لعثمان: إنا معك في الدار عصابة مستبصرة ينصر الله
----------------------------
1 تقدمت ترجمته.
2 أيوب هو: السختياني، تقدمت ترجمته.
3 عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، ابن عبد الله بن جدعان، يقال: اسم أبي مليكة زهير، التيمي، المدني، أدرك ثلاثين من الصحابة، ثقة فقيه، من الثالثة، مات سنة 117هـ ع (التقريب/ 3454).
4 الطبقات (3/ 70).
5 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 400)
6 إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم بن علية، تقدمت ترجمته.
7 أيوب بن أبي تميمة السختياني، تقدمت ترجمته.
8 عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، تقدمت ترجمته.
----------------------------

بأقل منهم؛ فأذن لنا فقال: أذكر الله رجلاً أهراق فيّ دمه، أو قال: دماً"1.
إسناده صحيح: رجاله ثقات، رجال الشيخين.
وذكره البوصيري وقال: "موقوف رواته ثقات"2 وقال الحافظ في المطالب: "لأحمد بن منيع"3.
ورواه ابن عساكر4 من طريق خليفة.
97- قال خليفة بن خياط: حدثنا معاذ5 عن ابن عون6 عن نافع7قالك كان ابن عمر مع عثمان في الدار"8.
إسناده صحيح: رجاله ثقات رجال الشيخين.
ومن طريق خليفة رواه ابن عساكر9.
----------------------------
1 التاريخ (173).
2 المطالب العالية (4/ 294).
3 المصدر نفسه.
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 400)
5 معاذ بن معاذ بن نصر العنبري، البصري، ثقة، متقن، من كبار التاسعة، مات سنة 196هـ ع (التقريب/ 6740).
6 ابن عون هو: عبد الله بن عون تقدمت ترجمته.
7 نافع مولى ابن عمر تقدمت ترجمته.
8 التاريخ (173).
9 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 397-398).
----------------------------

98- قال خليفة: حدثنا المعتمر1 عن أبيه2 عن أبي نضرة3 عن أبي سعيد4 مولى أبي أسيد قال: فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه فدخل عليه رجل فقال: بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه. ثم دخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب الله فأهوى إليه بالسيف فاتّقاه بيده فقطعها فلا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها.
فقال: أما والله إنها لأول كفّ خطت المفصل"5.
إسناده حسن: رجاله رجال الشيخين إلا أبا سعي وهو مختلف في صحبته وقد وثقه ابن حبان.
----------------------------
1 المعتمر بن سليمان التيمي، تقدمت ترجمته.
2 سليمان التيمي، تقدمت ترجمته.
3 المنذر بن مالك البصري، تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 التاريخ (174).
----------------------------

99- قال خليفة بن خياط: حدثنا المعتمر1 عن أبيه2 عن الحسن3: أن ابن أبي بكر أخذ بلحيته فقال عثمان: لقد أخذت مني مأخذاً أو قعدت مني مقعداً ما كان أبوك ليقعده، فخرج وتركه"4.
إسناده حسن لغيره: فهو صحيح إلى الحسن مرسل منه: رجاله رجال الشيخين؛ وسيأتي له شاهد من رواية كنانة مولى صفية، والإسناد صحيح إلى كنانة.
وبذلك تبين أن للرواية لها مخرجين، أحدهما الحسن، والآخر كنانة.
فيرتقي إلى درجة الحسن لغيره.
100- قال الطبري: "قال أبو المعتمر5: فحدثنا الحسن6 أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته. قال: فقال له: قد أخذت منا مأخذاً، وقعدت مني مقعداً ما كان أبوبكر ليقعده أو ليأخذه. قال: فخرج وتركه. قال: ودخل عليه رجل يقال له الموت الأسود، قال: فخنقه ثم خفقه، قال: ثم خرج فقال:
----------------------------
1 المعتمر بن سليمان التيمي ، تقدمت ترجمته.
2 سليمان بن طرخان، تقدمت ترجمته.
3 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
4 التاريخ (174).
5 سليمان بن طرخان التيمي، تقدمت ترجمته.
6 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
----------------------------

والله ما رأيت شيئاً قط ألين من حلقه، والله لقد خنقته حتى رأيت نفسه يتردد في جسده كنفس الجان. قال: فخرج.
قال في حديث أبي سعيد: دخل على عثمان رجل، فقال: بيني وبينك كتاب الله - قال: والمصحف بين يديه - قال: فيهوي له بالسيف، فاتقاه بيده فقطعها، فقال: لا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها؟ قال: فقال: أما والله إنها لأول كف خطت المفصل. وقال1 في غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجيبي، فأشعره مشقص فانتضح الدم على هذه الآية: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 2 قال: فإنها في المصحف ما حكت.
قال: وأخذت ابنة الفرافصة - في حديث أبي سعيد - حليها، فوضعته في حجرها، وذلك قبل أن يقتل، قال: فلما أشعر - أو قال قتل - ناحت عليه.
قال: فقال بعضهم: قاتلها الله! ما أعظم عجيزتها! قال: فعلمت أن عدو الله لم يرد إلا الدنيا"3.
إسناده صحيح إلى الحسن البصري: فقد روى الطبري قبل هذه الرواية رواية عن يعقوب بن إبراهيم4 قال:
----------------------------
1 أي: خليفة: كما سيأتي في مح الرواية رقم: [137].
2 من الآية (137) من سورة البقرة.
3 تاريخ الأمم والملوك (4/ 383-384).
4 الدورقي تقدمت ترجمته.
----------------------------

حدثنا معتمر بن سليمان1 التيمي، قال: حدثنا أبي2 قال: حدثنا أبو نضرة3 عن أبي سعيد4 مولى أبي أسيد الأنصاري...
وبعد انتهاء الرواية قال: قال: أبو المعتمر، فحدثنا الحسن وذكره...
فيظهر أن رواية الطبري عن أبي المعتمر هي بالسند السابق.
وبذلك يكون إسناد هذه الرواية صحيحاً إلى الحسن البصري، ورجاله ثقات، رجال الشيخين، وإلا فيكون منقطعاً بين الطبري وأبي المعتمر.
والأول أظهر، ويدل عليه ما رواه خليفة بهذا السند، فإنه موافق لما في هذه الرواية تماماً، إلا أن رواية الطبري هذه ليس فيها دخول الرجل الأول.



القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49192
العمر : 72

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة   القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Emptyالجمعة 05 أغسطس 2022, 11:14 pm

101- قال أسد بن موسى: حدثنا محمد بن طلحة5 قال: نا كنانة6 مولى صفية بنت حيي، وكان شهد يوم الدار، أنه لم يند محمد بن أبي بكر، من دم عثمان بشيء.
----------------------------
1 تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 محمد بن طلحة بن مصرف، تقدمت ترجمته.
6 كنانة مولى صفية، تقدمت ترجمته.
----------------------------

قال محمد بن طلحة: فقلت لكنانة: فلم قيل إنه قتله؟ قال: معاذ الله أن يكون قتله إنما دخل عليه فقال له عثمان: يا ابن أخي لست بصاحبي، وكلمه بكلام فخرج ولم يند1 من دمه بشيء، فقلت لكنانة: فمن قتله؟ قال رجل من أهل مصر يقال له: جبلة بن الأيهم"2.
ورواه المحب الطبري3 وعزاه إلى أبي عمر4.
إسناده صحيح لغيره: وهو حسن لذاته صحيح بما قبله.
قال الحافظ ابن كثير: "ويروى أن محمد بن أبي بكر طعنه بمشاقص في أذنه، حتى دخلت في حلقه، والصحيح أن الذي فعل ذلك غيره، وأنه استحى ورجع حين قال له عثمان: لقد أخذت بلحيةٍ كان أبوك يكرمها، فتندم من ذلك وغطى وجهه ورجع وحاجز دونه، فلم يفد، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وكان ذلك في الكتاب مسطوراً"5.
----------------------------
1 الندى هو: البلل، والندى على وجوه، ندى الماء، وندى الخير، وندى الشر،... (ابن منظور، لسان العرب 15/ 314)، والمعنى أي: هل تبلل بشيء من دمه كناية عن الاشتراك في قتله؟.
2 ذكره أبو عمر بن عبد البر في (الاستيعاب 3/ 349).
3 الرياض النضرة (3/ 71).
4 أي: ابن عبد البر.
5 البداية والنهاية (7/ 193-194).
----------------------------

وذكره ابن عبد البر1 أيضاً في موضع آخر بالسند نفسه، ولكن في لفظه اختلاف يسير، قال فيه كنانة:
شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم، محمولين، كانوا يدرؤون عن عثمان -رضي الله عنه-، الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم.
فقال محمد بن طلحة: فقلت له: هل ندى2 محمد بن أبي بكر بشيء من دمه؟ قال: معاذ الله! دخل عليه فقال له عثمان: يا ابن أخي لست بصاحبي، فكلمه بكلام فخرج، ولم يند بشيء من دمه.
قال: فقلت لكنانة: من قتله؟ قال: قتله رجل من أهل مصر، يقال له: جبلة بن الأيهم، ثم طاف بالمدينة ثلاثاً يقول: أنا قاتل نعثل.
102- وفي مصنف عبد الرزاق الصنعاني: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر3 عن ابن طاوس4عن أبيه5قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت علياً يقول: والله ما قتلت عثمان، ولا أمرت بقتله. ولكن غلبت"6.
----------------------------
1 الاستيعاب (مع الإصابة 3/ 78).
2 تقدم التعريف بها.
3 معمر هو: ابن راشد، تقدمت ترجمته.
4 ابن طاوس: هو عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني، أبو محمد -ثقة فاضل عابد من السادسة، ت سنة 132هـ ، ع (التقريب/ 3397).
5 طاوس بن كيسان اليماني، أبو عبد الرحمن الحميري، مولاهم، يقال: اسمه ذكوان، وطاوس لقب، ثقة فقيه فاضل، من الثالثة، مات سنة 106هـ ، وقيل بعد ذلك ع (التقريب/ 3009).
6 (11/ 450).
----------------------------

إسناده صحيح: رجاله ثقات، رجال الشيخين.
أخرج مسلم بهذا الإسناد في صحيحه في عدة مواضع1.
ورواه ابن أبي شيبة2 عن ابن إدريس عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس ولفظه: "قال علي: ما قتلت، وإن كنت لقتله لكارهاً".
ورواه ابن سعد3 عن أبي معاوية عن ليث عن طاوس به بمثل رواية معمر، وزاد: يقول ذلك ثلاث مرات. ورواه من طريق ابن سعد ابن عساكر4.
وذكره المحب5 كما رواه ابن عساكر6 من طريق وكيع وابن أبي زائدة، كلاهما عن مسعر، عن عبد الكريم، عن طاوس، عن ابن عباس قال - واللفظ لوكيع - قال: "أشهد على عليٍّ بثلاث أنه قال: ما أمرت ولا قتلت ولقد نهيت" ولفظ ابن أبي زائدة نحوه وزاد: "ولقد كنت كارهاً - أي قتله -".
----------------------------
1 منها ما أخرجه في كتاب البيوع (3/1160) وانظر تحفة الأشراف للمزي(5/9-16).
2 المصنف (15/ 208).
3 الطبقات (3/ 82).
4 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 462)
5 الرياض النضرة (3/ 78).
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 462)
----------------------------

ورواه أيضاً1 من طريق مجاهد عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال: "إن شاء الناس قمت لهم خلف مقام إبراهيم، فحلفت لهم بالله ما قتلت عثمان ولا أمرت بقتله، ولقد نهيتهم فعصوني".
كما رُوي من وجوه أخر عن علي -رضي الله عنه-.
منها ما رواه ابن عساكر من طريق خليد2 بن شريك قال: سمعت علي بن أبي طالب وهو على منبر الكوفة يقول: - أي بني أمية -: "من شاء نفلت له يميني بين المقام والركن: ما قتلت عثمان ولا شركت في دمه".
ومنها ما رواه3 من طريق علي بن ربيعة الوالبي قال: قال علي ابن أبي طالب: "لوددت أن بني أمية قبلوا مني خمسين يميناً قسامة أحلف بها، ما أمرت بقتل عثمان ولا مالأت".
وما رواه ابن أبي شيبة4 من طريق أبي زرارة وأبي عبد الله قالا: "سمعنا علياً يقول: والله ما شاركتُ وما قتلتُ ولا أمرتُ ولا رضيتُ يعني: قتل عثمان".
وزاد ابن عساكر في أوله: "نشهد شهادة يسألنا الله عنها يوم القيامة إنا سمعنا" وذكره وفيه تقديم وتأخير".
----------------------------
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 463)
2 نفسه (464).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 463)
4 المصنف (15/ 208)، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 465)
----------------------------

ورواه ابن عساكر أيضاً1 من طريق أبي خلدة الحنفي، قال: "سمعت علياً يخطب فذكر عثمان في خطبته فقال: "ألا إن الناس يزعمون أني قتلت عثمان، لا والله الذي لا إله إلا هو، ما قتلت، ولا مالأت".
وذكره (المحب الطبري)2 دون إسناد كعادته، عن محمد بن سيرين، قال: "لما قدم عليٌّ البصرة اعتذر على المنبر من قتل عثمان فقال: والله ما مالأت ولا شاركت ولا رضيت" خرجه ابن السمان.
ورواه ابن عساكر3 من طريق قتادة أبي الخطاب، عن الحسن قال: "قتل عثمان وعلي غائب في أرض له،فلما بلغه، قال: اللهم إني لم أرض ولم أمالئ".
103- قال خليفة: "وحدثنا كهمس4 قال: نا ابن أبي عروبة5 عن قتادة6 أن زيد ابن ثابت قال لعثمان: "هؤلاء الأنصار بالباب: إن شئت كنا أنصار الله مرتين، فقال: لا حاجة لي في ذلك، كُفُّوا"7.
إسناده حسن لغيره.
----------------------------
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 464)
2 الرياض النضرة (3/ 78).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 465).
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 خليفة بن خياط (التاريخ ص: 173).
----------------------------

ومن طريق خليفة أخرجه ابن عساكر1.
وأخرجه ابن أبي شيبة2 وابن سعد من وجه آخر عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- كلاهما عن عبد الله بن إدريس3 قال: أخبرنا هشام بن4 حسان عن محمد بن سيرين5 قال: جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال: وذكره بنحوه وفي آخره "أما القتال فلا".
ومن طريق ابن سعد أخرجه ابن عساكر6 وفي روايته زيادة: "وهو محصور ومعه ثلاثمائة من الأنصار، فدخل على عثمان فقال: ...".
وهذا الإسناد رجاله رجال الشيخين، إلا أن ابن سيرين لم يدرك زيد بن ثابت7.
----------------------------
1 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان ص: 401)
2 ابن سعد (الطبقات 3/ 70)، وابن أبي شيبة (المصنف 15/ 205).
3 عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي، تقدمت ترجمته.
4 هشام بن حسان الأزدي، تقدمت ترجمته.
5 محمد بن سيرين الأنصاري، تقدمت ترجمته.
6 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان ص: 400)
7 فإن روايته عن عائشة، وابن عباس، وعقبة بن عبد الغافر، ومعقل بن يسار، وأبي برزة، وعمران بن حصين: مرسلة؛ فلم يسمع منهم. (العلائي، جامع التحصيل 324) فمن باب أولى أن لا يكون قد سمع من زيد بن ثابت، يدل على ذلك أن زيد بن ثابت توفي في حدود سنة خمسين من الهجرة، وابن عباس سنة 68هـ ،ومعقل بن يسار بعد سنة 60هـ ، وأبو برزة سنة 65 أو بعدها، وعمران بن حصين سنة 52هـ. (انظر تراجمهم في التقريب).
----------------------------

ورواه أبو عرب1 عن يحيى، عن أبيه، عن جده، عن سعيد عنه محمد ابن سيرين به مثله.
وبهاتين الطريقين يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره.
وسيأتي لهما شاهد.
104- قال البخاري في التاريخ الصغير: حدثنا إسماعيل2 حدثني ابن وهب3عن يونس4 عن ابن شهاب5 بلغني أن كعب بن مالك قال: يا معشر الأنصار، كونوا أنصار الله مرتين، يعني في أمر عثمان"6.
ورواه من طريقه ابن عساكر. رجاله ثقات رجال الشيخين.
إسناده ضعيف: لانقطاعه ؛ فشيخ الزهري مبهم. كما أن رواية يونس عن الزهري وهماً قليلاً. فيعتبر هذا من بلاغات الزهري.
ويشهد له ما تقدم، وما سيأتي، فيرتقي إلى درجة الحسن.
----------------------------
1 أبو عرب، المحن (ص: 69).
2 إسماعيل هو ابن أبي أويس الأصبحي، أبو عبد الله المدني، صدوق أخطأ، في أحاديث من حفظه، من العاشرة، مات سنة 226هـ خ م د ت ق (التقريب/ 460)
3 عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم، أبو محمد، المصري، الفقيه، ثقة، حافظ، عابد، من التاسعة، ت سنة 197هـ وله 72 سنة ع (التقريب/ 3694)
4 يونس بن يزيد الأيلي ثقة، إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً، وفي غير الزهري خطأ، من كبار السابعة مات سنة 59هـ على الصحيح ع (التقريب/ 7919)
5 محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، أبو بكر، الفقيه، الحافظ متفق على جلالته وإتقانه وهو من رؤوس الطبقة الرابعة، مات سنة 125هـ ، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين، ع (التقريب/ 6296).
6 (1/ 101).
----------------------------

105- وفي مصنف ابن أبي شيبة: "يزيد بن هارون1 قال: أخبرنا أبو عبيدة2 الناجي عن الحسن3 قال: أتت الأنصار عثمان فقالوا: يا أمير المؤمنين ننصر الله مرتين، نصرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وننصرك، قال: لا حاجة في ذاك، ارجعوا. وقال الحسن: والله لو أرادوا أن يمنعوه بأرديتهم لمنعوه"4.
إسناده ضعيف: أبو عبيدة ضعفه غير واحد من الأئمة،والحسن مدلس؛ لكنه حسن بما تقدم من شواهد له.
106- قال ابن أبي شيبة: "غندر5 عن شعبة6 عن سعد7 بن إبراهيم أنه سمع أباه8 قال: رأيت عبد الرحمن بن عوف بمنى، محلوقاً رأسه يبكي، يقول: ما كنت أخشى أن أبقى حتى يقتل عثمان "9. رجاله رجال الشيخين.
----------------------------
1 يزيد بن هارون السلمي، تقدمت ترجمته.
2 أبو عبيدة الناجي هو: بكر بن الأسود سمع الحسن، ضعفه يحيى بن معين والنسائي، والدارقطني، وابو نعيم، وكذبه يحيى بن كثير العنبري، وذكره ابن شاهين في الثقات. (مسلم، الكنى 155، ابن حجر اللسان 2/47)
3 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
4 (15/227)
5 غندر هو محمد بن جعفر تقدمت ترجمته.
6 شعبة هو ابن الحجاج، تقدمت ترجمته.
7 سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف تقدمت ترجمته.
8 إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف تقدمت ترجمته.
9 المصنف (15/ 242)
----------------------------

إسناده صحيح.
107- قال ابن سعد: أخبرنا عفان بن مسلم1 وسليمان2 بن حرب قالا: أخبرنا حماد بن زيد3 أخبرنا يحيى بن سعيد4 عن أبي أمامة5 بن سهل، قال: كنت مع عثمان في الدار وهو محصور، قال: وكنا ندخل مدخلاً إذا دخلنا سمعنا كلام من على البلاط6 قال: فدخل يوماً لحاجة منتقعاً لونه، فقال: "إنهم ليتوعدونني بالقتل آنفاً، قال: قلنا: يكفيكهم الله يا أمير المؤمين، قال: ولم يقتلونني وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا يحلّ دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إيمانه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفساً بغير نفس؟ فو الله ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام
----------------------------
1 تقدمت ترجمته.
2 سليمان بن حرب الأزدي البصري، قاضي مكة، ثقة إمام حافظ، من التاسعة ت 224هـ وله 80سنة ع (التقريب/ 2545)
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 سعد بن سهل بن حنيف، الأنصاري، أبو أمامة معروف بكنيته معدود في الصحابة. له رؤية ولم يسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم-، مات سنة 100هـ وله 92سنة ع (التقريب/ 402)
6 اسم لموضع أمام الباب الشرقي للمسجد النبوي، بينه وبين دار عثمان (السمهودي، وفا الوفاء 2/ 734)
----------------------------

قط، ولا تمنيت أن لي بديني بدلاً منذ هداني، ولا قتلت نفساً؛ ففيم يقتلونني؟" 1.
إسناده صحيح: رجاله ثقات ، رجال الشيخين.
ووافق الإمام أحمد2 ابن سعد، عن عفان وسليمان به مثله، إلا أن فيه"كُنّا مع عثمان " كما رواه ابنه عبد الله عن عبيد الله بن عمر القواريري عن حماد به.
وروى الدارمي3 المرفوع منه فقط، عن أبي النعمان عن حماد بن زيد به.
ورواه أبو داود4 عن سليمان بن حرب عن حماد به.
ورواه ابن ماجه5 والترمذي6 كلاهما عن أحمد بن عبدة الضبي عن حماّد به.
ورواه النسائي7 من طريق محمد بن عيسى عن حماد بن زيد به.
ورواه البغوي8 من طريق الحسين بن الفضل البجلي عن سليمان به.
----------------------------
1 الطبقات (3/ 67)
2 بتحقيق أحمد شاكر (1/348، 363، 379_ 380)
3 السنن (2/ 171-172)
4 السنن (4/ 170-171)
5 السنن (2/847)
6 السنن (4/ 461).
7 السنن (7/ 91-92)
8 شرح السنة (10/148)
----------------------------

وابن عساكر1 من طريق أبي يعلى عن عبيد الله القواريري، وأبي الربيع الزهراني، كلاهما عن حماد بن زيد به.
وذكره (المحب الطبري)2 وعزاه إلى أحمد.
قال الترمذي: "وهذا حديث حسن ".
قال أحمد شاكر: "إسناده صحيح".
وقد روى هذا الخبر غير أبي أمامة.
فقد رواه ابن عمر-رضي الله تعالى عنهما- أخرجه عنه ابن سعد3 والإمام أحمد4 والنسائي5 و ابن عساكر6.
وقال أحمد شاكر: "إسناده صحيح" 7.
ورواه أيضاً مجبّر، أخرجه عنه الإمام أحمد8 ومن طريق ابن عساكر9 قال "أحمد شاكر": "في إسناده نظر، وأعله بالانقطاع بين مجبر والقصة" 10.
----------------------------
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 351)
2 الرياض النضرة (3/ 66)
3 الطبقات (3/ 69)
4 المسند (بتحقيق أحمد شاكر، 1/ 355)
5 السنن (7/ 103)
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 348-350)
7 المسند (بتحقيق أحمد شاكر، 1/ 355)
8 المسند (بتحقيق أحمد شاكر، 2/368)
9 ابن سعد، الطبقات (3/ 69)
10 المسند (ت شاكر 2/368)
----------------------------

ورواه أيضاً ميمون بن مهران1 وبسر بن سعيد2 وأبو عبدالرحمن3.
وروى المرفوع منه غير عثمان -رضي الله عنه-: جابر بن عبد الله4 وابن مسعود5 وعائشة -رضي الله عنهم-.
108- قال ابن سعد: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي6 قال أخبرنا أبو الأشهب7 قال: حدثني عوف8 عن محمد بن سيرين أن حذيفة بن اليمان، قال:
----------------------------
1 النسائي (السنن 7/ 103-104)
2 أبو نعيم (حلية الأولياء 1/ 379)
3 انظر كشف الأستار (2/ 211-212)، شرح السنة للبغوي (10/ 147-148)
4 صحيح البخاري (مع الفتح 12/ 201)، صحيح مسلم (3/ 1302-1303)، مسند أحمد (1/ 382، 428، 444، 465، 6/ 181)، السنن الدارمي (2/ 218) السنن أبو داود (4/ 126)، السنن ابن ماجه (ص: 847)، سنن النسائي (7، 90-91).
5 انظر مسند أحمد (6/ 181، 214)، سنن أبو داود (4/ 126)، سنن النسائي (7/ 91، 101-102).
6 عمرو بن عاصم الكلابي القيسي، أبو عثمان البصري، صدوق في حفظه شيء، من صغار التاسعة، مات سنة 213هـ ع (التقريب/ 5055).
7 أبو الأشهب هو: هوذة بن خليفة بن عبد الله بن أبي بكرة الثقفي، البكراوي، أبو الأشهب البصري، الأصم، نزيل بغداد، صدوق من التاسعة، مات سنة 216هـ ق (التقريب/ 7327).
8 عوف بن أبي جميلة الأعراب، العبدي، البصري، ثقة، رمي بالقدر والتشيع، من السادسة، مات سنة 146هـ ، وله 86سنة ع (التقريب/ 5215).
----------------------------

"اللهم إن كان قتل عثمان خيراً فليس لي منه نصيب، وإن كان قتله شراً فإني منه برئ، والله لئن كان قتله خيراً ليحلبنها لبناً، ولئن كان قتله شراً ليمتصنّ بها دماً"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر.
إسناده حسن: عمرو وأبو الأشهب كلاهما صدوقان، وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين.
وروى نحوه ابن أبي شيبة2 من طريق هشام بن محمد عن حذيفة -رضي الله عنه-.
وابن عساكر3 من طريق أبي عبد الله النجراني، وفيه زيادات، وأن ذلك كان في مرضه الذي مات فيه.
وذكر نحوه (المحب الطبري)4 وعزاه إلى القزويني الحاكمي.
109- قال ابن سعد: أخبرنا أبو معاوية5 الضرير، قال: أخبرنا الأعمش6 عن أبي صالح7 قال: سمعت عبد الله بن سلام يوم قتل عثمان يقول:
----------------------------
1 الطبقات (3/ 83).
2 المصنف (15/ 224-225).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 488)
4 الرياض النضرة (3/ 80).
5 أبو معاوية هو: محمد بن خازم تقدمت ترجمته.
6 الأعمش هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
7 أبو صالح هو: ذكوان السمان الزيات المدني: تقدمت ترجمته.
----------------------------

والله لا تهرقون محجماً من دم، إلا ازددتم به من الله بعداً"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
إسناده صحيح: رجاله ثقات، رجال الشيخين.
ولا يضره ما في أبي معاوية من وهم، لأنه أحفظ الناس لحديث الأعمش، كما في ترجمته في (التقريب).
110- قال ابن أبي شيبة: "وكيع3 عن عمران بن حدير4 عن أبي مجلز5 قال: عابوا على عثمان تمزيق المصاحف، وآمنوا بما كتب لهم"6.
إسناده صحيح: إلى أبي مجلز، رجاله رجال مسلم.
111- قال خليفة: حدثنا خالد بن الحارث7 قال: نا عمران8 بن حدير، قال: أن لا يكن عبد الله بن شقيق9 حدثني أن أول قطرة قطرت من دمه على:
----------------------------
1 الطبقات (3/ 81).
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 490)
3 وكيع بن الجراح بن مليح تقدمت ترجمته.
4 عمران بن حدير السدوسي، تقدمت ترجمته.
5 أبو مجلز لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي، البصري، مشهور بكنيته ثقة، من كبار الثالثة، ت سنة 106هـ وقيل سنة 109هـ ع (التقريب/ 7490).
6 المصنف (15/ 210).
7 خالد بن الحارث بن عبيد الهجيني، البصري، تقدمت ترجمته.
8 عمران بن حدير -مصغر -السدوسي البصري، تقدمت ترجمته.
9 عبد الله بن شقيق العقيلي، البصري، تقدمت ترجمته.
----------------------------

{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} 1فإن أبا حريث ذكر أنه ذهب وسهيل النميري، فأخرجوا إليه المصحف، فإذا القطرة على: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} قال: فإنها في المصحف ما حكت"2.
ورواه ابن عساكر3 من طريقه به مثله، إلا أن فيه المزي بدل النميري.
وإسناده صحيح: إلى ابن شقيق، وقد عاصر الأحداث4.
ويشهد له ما رواه:
112- ابن عساكر قال: أخبرنا أبوبكر5 بن المزرفي، أنا أبو جعفر6 بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم7 المعروف بالأدمي، نا أبوبكر عبد الله
----------------------------
1 سورة البقرة، الآية (137).
2 خليفة بن خياط (التاريخ 175).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 420)
4 انظر ملحق الرواية رقم: [59].
5 أبو بكر المزرفي هو: محمد بن الحسين الفرضي الحنبلي، ت سنة 527هـ ببغداد، وله 88 سنة، سمع أبا جعفر بن المسلمة (الذهبي، العبر 2/ 431).
6 أبو جعفر بن المسلمة، لم أجد له ترجمة.
7 أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم، المعروف بالأدمي، وثقه الخطيب البغدادي (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 11/ 310).
----------------------------

ابن سليمان بن الأشعث1 نا علي بن حرب الطائي2 نا قريش بن أنس3 نا سليمان التيمي4 عن أبي نضرة5 عن أبي سعيد6مولى أبي أسيد قال: لما دخل المصريون على عثمان ضربوه بالسيف على يده، فوقعت على {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 7 فمد يده، فقال: والله إنها لأول يد خطت المفصل"8.
ورواه أيضاً من طريق أبي العباس بن يعقوب، قال: أنا أبو قلابة، نا قريش بن أنس به، إلا أن فيه اختلافاً.
----------------------------
1 أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ابن أبي داود صاحب السنن، قال عنه الخطيب: "وكان فهماً عالماً حافظاً توفي سنة 316هـ " (الخطيب، تاريخ بغداد 9/ 464).
2 صدوق فاضل، من صغار العاشرة، ت سنة 265هـ وقد جاوز التسعين س (التقريب/ 4701).
3 قريش بن أنس الأنصاري، ويقال: الأموي، أبو أنس البصري، صدوق تغير بأخرة، قدر ست سنين، من التاسعة مات سنة 208هـ خ م د ت س (التقريب/ 5543) ولم يذكر ابن الكيال من روى عنه بعد الاختلاط (ابن الكيال، الكواكب 370)
4 سليمان التيمي هو ابن طرخان، أبو المعتمر البصري، تقدمت ترجمته.
5 أبو نضرة هو: المنذر بن مالك بن قطعة، البصري، تقدمت ترجمته.
6 أبو سعيد مولى أبي أسيد، هو الأنصاري، تقدمت ترجمته.
7 سورة البقرة، الآية (137).
8 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 419)
----------------------------

ففيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، قال: "لما دخل المصريون على عثمان والمصحف بين يديه، فضربوه على يديه، فجرى الدم على: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
والأول هو المحفوظ؛ لأن أبا قلابة هذا قال عنه الحافظ: "صدوق، يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد"1.
وسماع أبي العباس بن يعقوب عنه كان بعد اختلاطه2. ويحتمل أن يكون أبو نضرة سمعه من أبي سعيد مولى أبي أسيد مرة، ومن أبي سعيد الخدري أخرى، ولكنه احتمال ضعيف لما ثبت من أنه إسناد ضعيف، لاختلاط أبي قلابة، وإثبات أن سماع أبي العباس كان بعد اختلاطه. والله أعلم.
والإسناد من سليمان التيمي صحيح رجاله رجال الستة، ومن ابن عساكر إليه؛ التوقف فيه أولى لعدم وجود توثيق لبعض رواته.
----------------------------
1 قاله الحافظ ابن حجر وزاد: من الحادية عشرة، مات سنة 267هـ. وله 86 سنة ت (التقريب/ 4210).
2 ابن الكيال (الكواكب النيرات 313).
----------------------------

113- ورواه ابن عساكر أيضاً: من طرق أخرى بألفاظ مختلفة، فرواه من طريق شعيب بن إبراهيم أنه قال: "نا سيف بن عمر، عن عبد الله بن سعيد بن ثابت، قال: رأيت مصحف عثمان ونضح الدماء فيه على أشياء من الوعد والوعيد فكان ذلك عند الناس من الآيات".
ويشهد لهما ما رواه ابن عساكر 1 أيضاً قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبوبكر بن المقرئ، قال: سمعت محمد بن الحسن بن قتيبة يقول: "سمعت نوح بن حبيب القومسي، يقول: سمعت معاذ بن معاذ يقول: رأيت في مصحف عثمان -رضي الله عنه- في موضع {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137] أثر الدم"2.
114- وقال خليفة: وفي غير حديث أبي سعيد: "ودخل التجيبي فأشعره مشقصاً، فانتضح الدم على قوله: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} فهي في المصحف ما حكت"3.
فبهذه الطرق يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
----------------------------
1 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 420).
2 المصدر نفسه.
3 خليفة بن خياط (التاريخ 175).
----------------------------

115- قال يعقوب بن سفيان الفسوي: حدثنا أبو نعيم1 حدثنا الأعمش2 عن أبي إسحاق3 عن يزيد بن يثيع4 قال: "تجهز ناس من بني عبس إلى عثمان يقاتلونه، فقال حذيفة: ما سعى قوم ليذلوا سلطان الله في الأرض، إلا أذلهم الله في الدنيا قبل أن يموتوا"5.
إسناده صحيح: لا يضره اختلاط السبيعي، فرواية الأعمش عنه في مسلم6 وصححه يعقوب بن سفيان7.
ورواه المحاملي8 عن عمر بن الحسن قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حفص عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد قال: "تجهزت بنو عبس إلى عثمان، فبلغ ذلك حذيفة، فقال: اربعوا على أنفسكم، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أول فرقة
----------------------------
1 أبو نعيم هو الفضل بن دكين، الكوفي، الملائي، مشهور بكنيته ثقة ثبت، من التاسعة، توفي سنة 218هـ، وكان مولده سنة 130هـ ع (التقريب/ 5401).
2 الأعمش هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
3 أبو إسحاق السبيعي، عمرو بن عبد الله بن عبيد، تقدمت ترجمته.
4 يزيد بن يثيع أو زيد، الهمداني الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، ت س (التقريب/ 2160).
5 المعرفة والتاريخ (2/ 762).
6 انظر الكواكب النيرات لابن الكيال (354).
7 المعرفة والتاريخ (2/ 768).
8 الأمالي (خ 1 / 135).
----------------------------

تسير إلى سلطان الله في الأرض ليذلوه أذلهم الله يوم القيامة".
ورواه البزار1 مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسناد قال عنه الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح خلا كثير بن أبي كثير التيمي، وهو ثقة"2.



القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49192
العمر : 72

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة   القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Emptyالجمعة 05 أغسطس 2022, 11:19 pm

116- وفي مصنف ابن أبي شيبة: "أبو معاوية3 عن الأعمش4 قال: حدثنا أبو صالح5 قال: قال عبدالله بن سلام: "لما حصر عثمان في الدار، قال: لا تقتلوه، فإنه لم يبق من أجله إلا قليل، والله لئن قتلتموه لا تصلُّوا جميعاً أبداً"6.
إسناده صحيح: ورواه أيضاً عن أبي أسامة عن الأعمش به مثله.
117- روى عبد الرزاق: عن معمر7 عن ابن طاوس8 عن أبيه9 قال: "لما وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله: أوثقوني بالحديد، فإني مجنون، فلما قتل عثمان قال: خلوا عني، فالحمد الله الذي شفاني من
----------------------------
1 كشف الأستار (2/ 234-235).
2 مجمع الزوائد (5/ 216).
3 أبو معاوية هو محمد بن خازم، تقدمت ترجمته.
4 الأعمش هو: سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
5 أبو صالح، هو ذكوان السمان، تقدمت ترجمته.
6 ابن أبي شيبة (المصنف 15/ 204، 227).
7 معمر بن راشد، تقدمت ترجمته.
8 عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني، تقدمت ترجمته.
9 طاوس بن كيسان، تقدمت ترجمته.
----------------------------

الجنون وعافاني من قتل عثمان"1.
ورواه من طريقه ابن2 البناء وابن عساكر3.
وذكره المحب الطبري4 وقال: "وخرّجه خيثمة بن سليمان".
وإسناده صحيح: رجاله رجال الشيخين، وطاوس أدرك زمن عثمان، ولم يسمع منه شيئاً. قال أبو زرعة5. وبذلك يظهر أن الإسناد منقطع.
118- وفي مصنف ابن أبي شيبة: "أبو أسامة6 عن عبد الملك7 بن أبي سليمان قال: سمعت أبا ليلى الكندي8 يقول: رأيت عثمان اطلع على الناس وهو محصور، فقال: أيها الناس لا تقتلوني واستعتبوني، فوالله لئن قتلتموني لا تقاتلون جميعاً أبداً، ولا تجاهدون عدواً أبداً، لتختلفُن حتى تصيروا هكذا - وشبك بين
----------------------------
1 (11/ 450).
2 الراسلة المغنية في السكوت ولزوم البيوت (ص: 46)، وقال محققها «إسناده صحيح" فلم يتنبه لهذا الانقطاع...
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 501).
4 الرياض النضرة (3/ 81).
5 العلائي (جامع التحصيل 244).
6 حماد بن أسامة القرشي، تقدمت ترجمته.
7 عبد الملك بن أبي سليمان، ميسرة العرزمي، تقدمت ترجمته.
8 أبو ليلى الكندي، تقدمت ترجمته.
----------------------------

أصابعه، يا قوم: {لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} ، قال: وأرسل إلى عبد الله بن سلام، فسأله، فقال: الكف الكف فإنه أبلغ لك في الحجة، فدخلوا عليه فقتلوه"1.
إسناده حسن: رجاله ثقات، إلا عبد الملك، وهو صدوق.
وأبو أسامة يدلس، ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين2 وهم الذين احتمل الأئمة تدليسهم، وأخرجوا لهم في الصحيح لإمامتهم، ولقلة تدليسهم في جنب ما رووا3.
وتقدم من رواية ابن سعد بإسناد حسن أيضاً، ففيه عبد الملك وهو صدوق.
119- قال البخاري في (التاريخ الصغير): "وقال شعبة4 عن أبي إسحاق5 عن مصعب بن سعد6: أنه أدرك
----------------------------
1 (15/ 203)
2 (30).
3 ابن حجر (طبقات المدلسين 13).
4 شعبة هو ابن الحجاج بن الورد العتكي، تقدمت ترجمته.
5 أبو إسحاق، هو السبيعي، عمرو بن عبد الله، تقدمت ترجمته.
6 مصعب بن سعد بن أبي وقاص، تقدمت ترجمته.
----------------------------

أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حين مشق عثمان المصاحف فأعجبهم"1.
إسناده حسن لغيره: رجاله ثقات رجال الشيخين. ولا يضره اختلاط أبي إسحاق السبيعي، حيث إن رواية شعبة عنه قبل الاختلاط2.
ومما يدل على ذلك، إخراج الشيخين له عنه في صحيحهما3.
إلا أنه منقطع بين البخاري وشعبة، فقد علقه البخاري عنه وروايته عن شعبة بواسطة، فبذلك يكون إسناده ضعيفاً لانقطاعه.
لكن يشهد له ما رواه ابن أبي داود بإسناد صحيح عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: "يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيراً -، أو قولوا له خيراً - في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعاً..." إلى أن قال: "والله لو وليتُ لفعلتُ مثل الذي فعل".
فهذا يدل على إعجاب علي بما فعل عثمان -رضي الله عنه- بالمصاحف. وإن عثمان فعل ذلك بمشورة الصحابة، وعن ملأ منهم جميعاً.
وما رواه أيضاً بإسناد ضعيف يتقوى بهذه الرواية أن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا حينما فرق عثمان -رضي الله عنه- المصاحف في الناس" قد أحسن".
----------------------------
1 (1/ 94).
2 انظر ترجمته في الكواكب النيرات لابن الكيال (341).
3 الجامع الصحيح للبخاري (الفتح 8/ 28).، الجامع الصحيح لمسلم (1/ 405).
----------------------------

62- وما رواه ابن أبي داود أيضاً قال: "نا عمي1 نا أبو رجاء2 أنا إسرائيل3 عن أبي إسحاق4 عن مصعب بن سعد5 قال: قام عثمان فخطب الناس فقال: "أيها الناس عهدكم بنبيكم -صلى الله عليه وسلم- منذ ثلاث عشرة، وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون: قراءة أُبَيّ، وقراءة عبدالله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك، فأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلاً رجلاً فناشدهم:
لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو أمله عليك؟ فيقول: نعم. فلما فرغ من ذلك عثمان قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتبُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن
----------------------------
1 هو محمد بن الأشعث السجستاني أبو أبي داود، ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 146).
2 صوابه ابن رجاء وهو خطأ مطبعي، إذ إنه في المخطوط على الصواب (ابن رجاء) كذا رآه محقق تاريخ دمشق، ترجمة عثمان، انظر (ص: 236، حاشية 4) وفي تاريخ دمشق لما رواه ابن عساكر من طريق ابن أبي داود رواه على الصواب. عبد الله بن رجاء الفداني البصري، صدوق، يهم قليلاً من التاسعة، مات سنة 220هـ خ خد س ق (التقريب/ 3312).
3 إسرائيل بن يونس بن إسحاق السبيعي الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة 160هـ ع (التقريب/ 401).
4 أبو إسحاق هو: عمرو بن عبد الله السبيعي، تقدمت ترجمته.
5 مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري، أبو زرارة المدني، ثقة، من الثالثة، أرسل عن عكرمة بن أبي جهل، مات سنة 103هت، ع (التقريب/ 6688).
----------------------------

ثابت. قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص. قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد. فكتب زيد، فكتب مصاحف. ففرقها في الناس، فسمعت بعض أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: قد أحسن"1.
120- ومن طريقه رواه ابن عساكر2: وقال محققه معلقاً على قوله: "منذ ثلاث عشرة": وقد رأى الخبر في كتاب (المصاحف) من طريق آخر وفيه: "إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة" وذكر ابن الأثير في (الكامل) خبر غزو حذيفة الباب، وأمر المصاحف في حوادث سنة ثلاثين.
رجاله رجال البخاري إلا ابن أبي داود، كما أن عمه مجهول عندي.
أما اختلاط السبيعي فلا يضره حيث إن رواية إسرائيل عنه في صحيحي3 البخاري ومسلم4.
أما ما في الرواية من أن بعض الصحابة قال عن عثمان حينما جمع المصحف (قد أحسن) يحسن برواية البخاري التي في التاريخ الصغير وفيها أن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أعجبهم مشق عثمان للمصاحف.
----------------------------
1 المصاحف (23-24 قرطبة) 31 العلمية).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 236)
3 انظر فتح الباري (6/ 24).
4 انظر صحيح البخاري الأحاديث رقم: (498، 778، 1599)، والجامع الصحيح لمسلم (1852).
----------------------------

121- قال ابن شبة: حدثنا هارون بن عمر1 قال: ثنا أسد بن موسى2 قال: حدثنا عبدالرحمن3 بن زياد، عن عاصم بن محمد العمري4 قال: سمعت أبي5 قال: دخل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- على عثمان -رضي الله عنه- فقال له: ما ترى فيما يسألني هؤلاء القوم؟ قال: أرى أن تعطيهم ما وراء عتبة بابك، ولا تخلع لهم سربال الله الذي سربلك من هذه
----------------------------
1 هارون بن عمر ليس في الرواة الذين في المصادر المشهورة عندي هارون بن عمر، غير هارون بن عمر، أبو عمرو الدمشقي، حدث في بغداد سنة 22هـ (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 14/ 13). ولم أجده في (تاريخ دمشق لابن عساكر) حيث سقط من المخطوط منه حرف الهاء، عدا ترجمة واحدة فقط.
ولم أجد شيخه أسد بن موسى في الموجود من المخطوط، فقد يكون في المفقود وإلا لدل ذلك على أن ابن عساكر لم يعرف لأحد دخولاً إلى دمشق وبالتالي يبعد احتمال أن يكون هارون الدمشقي هو الراوي عن أسد والله أعلم.
2 أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، أسد السنة، صدوق، يغرب وفيه نصب، من التاسعة، ت سنة 212هـ وله ثمانون خت د س (التقريب/399)
3 عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي قاضيها، ضعيف حفظه، من السابعة، ت سنة 156هـ، وقيل: بعدها، وقيل: جاز المائة ولم يصح, وكان رجلاً صالحاً بخ د ت ق (التقريب/3862)
4 عاصم بن محمد بن زيد بن عي بن عمر بن الخطاب العمري، المدني، ثقة، من السابعة ع (التقريب/3078).
5 محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، المدني، ثقة، من الثالثة، ع (التقريب/ 5892).
----------------------------

الخلافة"1.
ورواه ابن عساكر2 من طريق شبابة3 بن سوار عن عاصم به نحوه؛ وزاد قال: فقال: دونك عطاءك وكان واجداً عليه. قال: ليس هذا يوم ذاك؛ ثم خرج ابن عمر عليهم فقال: إياكم وقتل هذا الشيخ، والله لئن قتلتموه لم تحجوا البيت جميعاً أبداً، ولم تجاهدوا عدوَّكم جميعاً أبداً، ولم تقسموا فيأكم جميعاً أبداً، إلا أن تجتمع الأجساد والأهواء مختلفة، والله لقد رأيتنا وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متوافرون، نقول أبوبكر، ثم عمر، ثم عثمان.
وإسناد ابن شبة ضعيف: بعبد الرحمن بن زياد فإنه ضعيف، وهارون لم يعرف فيه جرحاً ولا تعديلاً.
كما رواه ابن عساكر من طريق شبابة بن سوار عن عاصم بن محمد العمري عن أبيه، عن ابن عمر: أنه دخل على عثمان - وهو محصور - فكان يستشيره، فقال: ما تقول في هؤلاء القوم؟ فقال: أرى أن تعطيهم ما سألوك من وراء عتبة بابك غير أن لا تخلع لهم سربالك الذي سربلك الله به من الخلافة.
وبعضه يقوى برواية نافع عن ابن عمر السابقة، فيرتقي إلى درجة
----------------------------
1 تاريخ المدينة (4/ 1226).
2 تاريخ دمشق (359).
3 شبابة بن سوار المدائني، تقدمت ترجمته.
----------------------------

الحسن.
122- قال خليفة: حدثني عمر بن أبي خليفة1 قال: حدثتنا أم يوسف بنت ماهك عن أمها2 قالت: دخلت على عثمان وهو محصور، وفي حجره المصحف، وهم يقولون: اعتزلنا، وهو يقول: لا أخلع سربالاً سربلنيه الله"3.
ورواه ابن سعد4 عن موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا عمر بن أبي خليفة به نحوه.
لم أقف على ترجمة لأم يوسف، ولا لأمها. لكن يشهد لطلبهم الخلع ورفضه، وقوله لهم: "لا أخلع سربالاً سربلنيه الله" ما رواه:
123- ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن علية5 عن ابن عون6 عن الحسن7 قال: أنبأني وثاب8
----------------------------
1 عمر بن أبي خليفة: حجاج العبدي، البصري، مقبول، من الثامنة، مات سنة 189هـ س (التقريب/ 4891)
2 لم أجد لأم يوسف ولا لأمها ترجمة، وأم يوسف هي أخت يوسف بن ماهك، كما في ترجمة عمر في تهذيب الكمال للمزي (1008)
3 خليفة بن خياط (التاريخ 171)
4 ابن سعد (الطبقات 3/66)
5 ابن علية هو: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي تقدمت ترجمته.
6 ابن عون هو: عبد الله بن عون بن أرطبان، تقدمت ترجمته.
7 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
8 وثاب مولى عثمان -رضي الله عنه- روى عنه، وروى عن الحسن البصري، قاله أبو حاتم (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 9/48)
----------------------------

وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر، فكان يكون بين يدي عثمان، قال: فرأيت في حلقه طعنتين كأنهما كيتان طعنهما يوم الدار دار عثمان، قال (بعثني) أمير المؤمنين عثمان فقال: ادع الأشتر، فجاء، قال ابن عون: أظنه قال: فطرحت لأمير المؤمنين وسادة، فقال: يا أشتر، ما يريد الناس مني؟ قال: ثلاث ليس من إحداهن بدّ، يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم، فتقول: هذا أمركم، فاختاروا له من شئتم، وبين أن تقص من نفسك، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك، قال: ما من إحداهن بد؟ (قال: ما من إحداهن بد) فقال: أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع لهم سربالاً سربلنيه الله أبداً.
قال ابن عون: وقال غير الحسن: لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إليّ من أخلع أمَّة محمد بعضها على بعض.
وقال ابن عون: وهذه أشبه بكلامه، ولا أن أقص لهم من نفسي، فوالله لقد علمت أن صاحبيّ بين يديّ كانا يقصان من أنفسهما وما يقوم بدني بالقصاص، وأما أن يقتلوني فوالله لئن قتلوني لا يحابون بعدي أبداً، ولا يقاتلون بعدي جميعاً عدواً أبداً، فقام الأشتر فانطلق، فمكثنا فقلنا: لعل الناس، ثم جاء رويجل كأنه ذئب، فاطلع من الباب ثم رجع، ثم جاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلاً حتى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فقال بها حتى سمعت وقع أضراسه، وقال: ما أغنى عنك معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، ما أغنى عنك كتبك، فقال: أرسل لي لحيتي يا ابن أخي، أرسل لي لحيتي يا ابن أخي، قال: فأنا رأيته استعدى رجلاً من القوم بعينه، فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه فأثبته ثم مرّ، قال: ثم دخلوا عليه والله حتى قتلوه"1.
ورواه ابن سعد2 قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون به مثله.
ورواه مختصراً خليفة3 بن خياط عن ابن علية به.
ورواه من طريقه ابن عساكر مطولاً4.
ورواه الطبري5 قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون به نحوه، وفيه: "وأما أن تقتلوني فوالله لئن قتلتموني...".
إسناده صحيح: إلى وثاب، ولم أجد له ترجمة.
وتقدم لبعضه شاهد في الرواية السابقة. ويشهد لهما ما تقدم من مشورة عثمان لابن عمر، والمغيرة بن الأخنس -رضي الله عنهم- في
----------------------------
1 ابن أبي شيبة(المصنف 154/ 200-201)
2 الطبقات (3/ 72)
3 التاريخ (170)
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان (409)
5 تاريخ الأمم والملوك (4/371-372)
----------------------------

الخلع1.
124- قال الترمذي: حدثنا أبو زرعة2 حدثنا الحسن بن بشر3 حدثنا الحكم بن عبد الملك4 عن قتادة5 عن أنس بن مالك، قال: لما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببيعة الرضوان، كان عثمان بن عفان رسولَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أهل مكة، قال: فبايع الناس، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأخرى ، فكانت يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم. هذا حديث حسن صحيح غريب"6.
ورواه البيهقي7 من طريق هشام عن الحسن بن بشر، وأبو نعيم من
----------------------------
1 انظر الرواية رقم: [56]
2 أبو زرعة هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، الرازي، إمام حافظ ثقة حافظ مشهور، الحادية عشرة، ت 264هـ وله 64 عام م ت س ق (التقريب/ 4316)
3 الحسن بن بشر بن سلم، الهمداني، البجلي، أبو علي الكوفي، صدوق يخطئ، من العاشرة، ت سنة 221هـ خ ت س (التقريب/ 1214)
4 الحكم بن عبد الملك القرشي البصري، نزل الكوفة، ضعيف من السابعة، بخ ت س ق (التقريب/ 1415)
5 قتادة بن دعانة السدوسي البصري، تقدمت ترجمته.
6 السنن (5/626-227) (تحفة الحوذي 10/194-195)
7 ابن كثير، تفسير القرآن العظيم (4/ 186)
----------------------------

طريق العباس بن محمد عن الحسن بن بشر به1.
ورواه ابن عساكر من2 طريق أحمد بن يوسف عن الحسن بن بشر به مثله. وذكره (المحب الطبري في الرياض )3 وعزاه إلى الترمذي.
إسناده ضعيف: بالحكم؛ وباقي رجاله ثقات، إلا الحسن بن بشر فإن صدوق يخطئ، وتشهد له رواية البخاري4 عن ابن عمر، ورواية ابن أبي شيبة عن سلمة؛ دون قوله: "فكانت يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم"5.
125- قال ابن أبي شيبة: حدثنا عبيد الله بن موسى6 عن موسى بن عبيدة7 قال: حدثني إياس بن8 سلمة عن أبيه9 قال: بعثت قريش خارجة بن كرز يطلع عليهم
----------------------------
1 الإمامة (304-305)
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 72)
3 الرياض النضرة (3/23).
4 انظر الملحق الرواية رقم: [22]
5 وهي الرواية الآتية.
6 عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي، الكوفي، أبو محمد، ثقة كان يتشيع، من التاسعة ت سنة 213هـ ق (التقريب/ 4345)
7 موسى بن عبيدة، ابن نشيط الربذي، أبو عبد العزيز المدني، ضعيف لا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابداً من صغار السادسة، ت سنة 153هـ ت ق (التقريب/6989).
8 إياس بن سلمة بن الأكوع، الأسلمي، أبو سلمة، ويقال: أبو بكر، المدني ثقة، من الثالثة: ت سنة 119هـ وهو ابن 97 سنة ع (التقريب/ 588).
9 سلمة بن عمرو بن الأكوع، أبو مسلم وأبو إياس، شهد بيعة الرضوان، ت سنة 74هـ ع (التقريب/2503).
----------------------------
طليعة، فرجع يحسن الثناء، فقالوا له: إنك أعرابي، قعقعوا لك السلام فطار فؤادك فما دريت ما قيل لك، وما قلت. ثم أرسلوا عروة بن مسعود فجاءه فقال: يا محمد ! ما هذا الحديث؟ تدعو إلى ذات الله، ثم جئت قومك بأوباش الناس، من تعرف ومن لا تعرف، لتقطع أرحامهم، وتستحلّ حرمتهم، ودماءهم، وأموالهم، فقال: إني لم آت قومي إلا لأصل أرحامهم، يبدلهم الله بدين خير من دينهم، معائش خير من معائشهم، فرجع حامداً يحسن الثناء، قال: قال إياس عن أبيه فاشتد البلاء على من كان في يد المشركين من المسلمين، قال: فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر، فقال: يا عمر هل أنت مبلغ عني إخوانك من أسارى المسلمين؟ فقال: بلى، يا نبي الله، والله مالي بمكة من عشيرة، غيري أكثر عشيرة مني، فدعا عثمان فأرسله إليهم فخرج عثمان إلى راحلته حتى جاء عسكر المشركين، فعتبوا به، وأساؤوا له القول، ثم أجاره أبان بن سعيد ابن العاص ابن عمه، وحمله على السرج وردفه، فلما قدم قال: يا ابن عمّ ما لي اراك متخشماً أسبل، قال: وكان إزاره إلى نصف ساقيه، فقال له عثمان أزرة صاحبنا، فلم يدع أحداً بمكة من أسارى المسلمين إلا أبلغهم ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال سلمة: فبينما نحن قائلون، نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيها الناس البيعةَ البيعةَ، نزل روح القدس، فثرنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه، وذلك قول الله {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} 1 قال: فبايع لعثمان إحدى يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئاً لأبي عبد الله، يطوف بالبيت ونحن ههنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف" 2.
إسناده ضعيف: بموسى وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين.
ورواه الطبراني3 من طريقه، ولكن مختصر.
ورواه الطبري4 مختصراً من طريق محمد بن عمارة عن عبيد الله بن موسى به، وروى بعضه أبو نعيم من طريق أبي بكر عن عبدالله بن موسى به5 والصواب - كما تقدم - عبيد الله بن موسى.
ورواه ابن عساكر6 مختصراً من طريق سعيد بن سلام بن أبي الهيفا الأسدي، نا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بايع لعثمان بن عفان بإحدى يديه على الأخرى، وقال: "اللهم إن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك".
----------------------------
1 من الآية (18) من سورة الفتح.
2 المصنف (14/442-443)
3 المعجم الكبير 1/90-91)
4 التفسير (26/86)
5 الإمامة (304)
6 تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (71)
----------------------------

126- وذكره (المحب الطبري)1 وقال: "خرجه ابن الضحاك في الآحاد والمثاني"2.
وذكره في موضع آخر وقال: "أخرجه أبو عمرو الغفاري"3.
وذكره الهيثمي وقال: "فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف"4.
ولإرسال عثمان -رضي الله عنه- إلى أهل مكة قبل بيعة الرضوان، ولبيعة الرضوان، وبيعة النبي -صلى الله عليه وسلم- بإحدى يديه على الأخرى لعثمان شاهد رواه البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- و الترمذي عن أنس5.
127- وفي تاريخ خليفة: "ابن علية6 عن ابن7 عون، عن محمد8: أن عثمان بعث إليهم علياً ورجلاً آخر، فقال علي: تعطون كتاب الله وتعتبون من كل ما سخطتم؟ فأقبل معه ناس من وجوههم فاصطلحوا على خمس: أن المنفي يقلب، والمحروم يعطى، ويوفر الفيء، ويعدل في القسم، ويستعمل ذو الأمانة
----------------------------
1 الرياض النضرة (3/23-24)
2 وابن الضحاك هو ابن أبي عاصم، وكتابه: الآحاد والمثاني، موجود لدي منه صورة، ولم أتبين الخبر في ترجمة سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- فيه، ولعله موجو ولم أتنبه لما في ترجمته من طمس.
3 الرياض النضرة (3/23-24)
4 مجمع الزوائد.
5 انظر الملحق الرواية رقم [22] والرواية رقم [148].
6 ابن عليه هو: إبراهيم بن مقسم الأسدي، تقدمت ترجمته.
7 ابن عون هو: عبد الله بن عون ابن أرطبان، تقدمت ترجمته.
8 محمد هو ابن سيرين تقدمت ترجمته.
----------------------------

والقوة، كتبوا في ذلك كتاب، وأن يرد ابن عامر على البصرة، وأبو موسى الأشعري على الكوفة"1.
ورواه ابن عساكر2 من طريق موسى بن زكريا التستري، قال: نا خليفة ثنا ابن علية به.
إسناده صحيح إلى ابن سيرين: لكنه مرسل منه فابن سيرين، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه3 أي أنه ولد سنة 33هـ وهذه الحادثة كانت سنة 35هـ فكانت سنه في ذلك الوقت ما يقارب العامين، وهي سن لا تصلح للتحمّل.
ولكنه يتقوى برواية أبي سعيد مولى أبي أسيد4.
128- روى ابن عساكر من طريق الدارقطني قال: "نا أبو عثمان سعيد بن محمد الحناط، نا محمد بن عمرو بن العباس5 الباهلي، نا ابن أبي عدي6 عن ابن عون7 عن محمد8 قال:
----------------------------
1 خليفة بن خياط (التاريخ 169-170)
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 328)
3 ذكر ولادته هكذا هكذا كل من إسماعيل بن علية والبخاري وابن حبان (المزي، تهذيب الكمال 3/ 1208 خ)
4 انظر الملحق الرواية رقم: [64]
5 محمد بن عمرو بن العباس أبو بكر الباهلي، البصري وثقه عبد الرحمن بن يوسف ت سنة 249 هـ في البصرة (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 3/127)
6 ابن أبي عدي هو: محمد بن إبراهيم بن أبي عدي تقدمت ترجمته.
7 ابن عون، هو: عبد الله بن عون، تقدمت ترجمته.
8 محمد هو ابن سيرين، تقدمت ترجمته.
----------------------------

لما كان حيث نزل بابن عفان، جمعهم؛ فاستشارهم في أولئك القوم، يعني الذين حصروه، قال: فأرسل إليهم علياً ومعه رجل آخر، فعرض عليهم كتاب الله، فشادهم وشادوه مرتين أو ثلاثاً، ثم قالوا: ابن عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول أمير المؤمنين، يعرض عليكم كتاب الله.
قال: فقبلوه واشترطوا خمساً، فكتبوهنّ في الكتاب وثنتين لم يكتبوهنا في الكتاب: المنفي يقلب، والمحروم يعطى، ويوفر الفيء، ويعدل في القسم، ويستعمل ذو الأمانة والقوة، ويردّ ابن عامر على أهل البصرة، فإنهم به راضون، ويستعمل الأشعري على الكوفة. قال: فذهبوا"1.
ولبعضه شواهد تقدمت من رواية خليفة بن خياط. بإسناده عن أبي سعيد مولى أبي أسيد2.
129- قال ابن أبي شيبة: "محمد بن بشر3 قال: حدثنا إسمعيل بن أبي خالد4 قال: حدثني حصين رجل5 من بني الحارث، قال: أخبرتني سرية6 زيد بن أرقم، قالت:
----------------------------
1 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 328)
2 انظر الملحق الرواية رقم: [64]
3 محمد بن بشر العبدي، تقدمت ترجمته.
4 إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، تقدمت ترجمته.
5 حصين بن عبد الرحمن الحارثي، كوفي مقبول، من السادسة، مات سنة 139 هـ (التقريب/ 1370)
6 لم أجد لها ذكر في ترجمة زيد -رضي الله عنه- في تهذيب الكمال ولا في مسند زيد في مسند الإمام أحمد.
----------------------------

جاء عليّ يعود زيد بن أرقم، وعنده القوم، فقال للقوم: أنصتوا واسكتوا، فوالله لا تسألوني اليوم عن شيء إلا أخبرتكم به، فقال له زيد: أنشدك الله أنت قتلت عثمان ؟ فأطرق ساعة ثم قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما قتلته، ولا أمرت بقتله، وما سرني"1.
إسناده ضعيف: ورواه الحاكم من طريق2: عبدة بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حصين الحارثي، قال: جاء علي بن أبي طالب إلى زيد بن أرقم به نحوه.
هكذا منقطعاً بين حصين وعليّ، والصواب كما في المصنف أن بينهما سرية زيد. وسرية زيد بن أرقم لم أعرفها.
وحصين تفرد به، وهو مقبول عند الحافظ ابن حجر، ولم يتابع.
ورواه ابن عساكر3 من طريق: يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن إسماعيل بمثل إسناد الحاكم.
ورواه أيضاً 4 من طريق: أبي حمزة، عن إسماعيل به بمثل رواية ابن أبي شيبة دون قوله: "وما سرّني".
----------------------------
1 المصنف (15/208-209)
2 المستدرك (3/106)
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 465-466)
4 تقدم.
----------------------------

ويشهد لتبرؤ علي -رضي الله عنه- من قتله، ومن الأمر به ومن الرضى به ما رواه ابن سعد بإسناد حسن لغيره1.
73- قال ابن شبه: حدثنا أبو داود2 قال: حدثنا الجراح بن مليح3 قال: حدثنا قيس ابن مسلم الجدلي4 عن أم الحجاج5 العوفية قالت: كنت عند عائشة -رضي الله عنه-ا فدخل عليها الأشتر - وعثمان -رضي الله عنه- محصور فقال: "يا أم المؤمنين ما تقولين في قتل هذا الرجل؟ قالت: فتكلمت امرأة بينة اللسان صيته، فقالت: معاذ الله؛ أن آمر بسفك دماء المسلمين، وقتل إمامهم، واستحلال حرمتهم، فقال: الأشتر: كتبتن إلينا حتى إذا كانت الحرب على ساق انسللتن منها. قال أبو وكيع: والذي آمن به المؤمنون، وكفر به الكافرون، ما كتبت إليكم سوداء في بيضاء حتى قعدت مقعدي هذا"6.
----------------------------
1 انظر الملحق الروايات [85-87]
2 أبو داود الطيالسي تقدمت ترجمته.
3 الجراح بن مليح بن عدي الرؤاسي، والد وكيع، صدوق يهم، من السابعة ت سنة 175 هـ بخ م د ت ق (التقريب/ 908)
4 قيس بن مسلم الجدلي، أبو عمرو الكوفي، ثقة، رمي بالإرجاء، من السادسة ت سنة 120هـ
5 لم أجد لها ترجمة.
6 تاريخ المدينة (1224-1225)
----------------------------

إسناده ضعيف: رجاله رجال مسلم، إلا أم الحجاج العوفية، فلم أجد لها ترجمة، وسرية زيد بن أرقم لم أعرفها لإبهامها.
ويشهد لحَلِف عائشة --رضي الله عنه-ا- بعدم كتابة سوداء في بيضاء، ما رواه خليفة بإسناد صحيح1 فيرتقي ذلك إلى الحسن لغيره.
130- قال البخاري في التاريخ الكبير: "قال أبو عاصم2 أخبرنا عمر بن سعيد3: سمع عيسى4 سمع خاله5 خرجت مع ابن عمر -رضي الله عنهما- في جنازة، فسئل عن علي وعثمان -رضي الله عنهما- فدفعه ابن عمر، وقال: سألتني عن رجلين، كلاهما أراه خيراً مني. تريد أن أجرح أحدهما بعيب الآخر".
وقال البخاري: "ويقال عن عمر بن سعيد: عن عيسى بن عبيد سمع عبد الله ابن بابيه سمع ابن عمر -رضي الله عنهما-"6.
----------------------------
1 انظر الملحق الرواية رقم: [112]
2 أبو عاصم هو النبيل: الضحاك بن مخلد بن الضحاك، تقدمت ترجمته.
3 عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي، المكي، ثقة، من السادسة، خ م مد ت س ق (التقريب/ 4905).
4 عيسى هو: ابن عبيد أو ابن عتبة. ذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان (الثقات 7/ 231) (التاريخ 6/ 388، الجرح 6/ 282).
5 عبد الله بن باباه المكي، ثقة، من الثالثة، م 4 (التقريب/3220).
6 التاريخ الكبير: 6/ 388.
----------------------------

رجاله ثقات رجال مسلم سوى عيسى وقد وثقه ابن حبان وذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وأخرجه ابن عساكر1 من طريق عيسى عن خاله به، وذكره (المحب)2 وعزاه إلى أبي عمر.
ورواه ابن عساكر من طريق خيثمة بن سليمان عن إسحاق بن يسار، نا أبو عاصم، نا عيسى بن عتبة3.
وعند البخاري في الصحيح أن شخصا سأل ابن عمر عن علي وعثمان4.



القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49192
العمر : 72

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة   القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Emptyالجمعة 05 أغسطس 2022, 11:26 pm

131- قال أحمد: "نا أبو سعيد5 مولى بني هاشم، نا عكرمة6 بن إبراهيم الباهلي، نا
----------------------------
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 507-508)
2 المحب الطبري (الرياض النضرة 3/ 50)
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 507، 508).
4 انظر الملحق الرواية رقم: [22].
5 هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، أبو سعيد، مولى بني هاشم، نزيل مكة، لقبه جردمه، صدوق ربما أخطأ، من التاسعة، ت سنة 197هـ، خ صد س ق (التقريب/3918).
6 عكرمة بن إبراهيم الباهلي، قال عنه ابن معين وأبو داود: «ليس بشيء" وقال النسائي: «ضعيف" وقال يعقوب بن سفيان وأبو حفص محمد بن علي: «منكر الحديث" (تاريخ بغداد للخطيب 12/ 262)، وانظر (التعجيل للحافظ ابن حجر 290).
----------------------------

عبد الله1 بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبيه2.
أن عثمان بن عفان صلى بمنى أربع ركعات، فأنكره الناس عليه، فقال: يا أيها الناس إني تأهلت بمكة منذ قدمت، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من تأهل في بلد فليصل صلاة المقيم" 3.
إسناده حسن لغيره.
ورواه من طريقه ابن عساكر4كما رواه 5 من طريق حرمي بن عمارة، وأبي عتاب سهل بن حماد، كلاهما عن عكرمة به نحوه.
وهذا الإسناد ضعيف، بضعف عكرمة الباهلي، وعبد الرحمن بن أبي ذباب لم يوثقه غير ابن حبان؛ ويشهد له ما رواه:
132- أبو داود قال: "حدثنا هناد بن السري6 عن أبي الأحوص7 عن
----------------------------
1 عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذباب، ثقة من الثالثة، د ت س (التقريب/ 3427).
2 عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذئاب الدوسي، ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه (البخاري، التاريخ الكبير 5/ 300، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 5/ 249، ابن حبان، الثقات 5/ 80).
3 المسند، بتحقيق أحمد شاكر (1/ 351).
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان249-250).
5 المصدر نفسه.
6 هناد بن السري بن مصعب التميمي، أبو السري، الكوفي، ثقة، من العاشرة، ت سنة 243هـ، وله 91سنة عخ م 4 (التقريب/7320).
7 أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي، مولاهم، الكوفي، ثقة، متقن، صاحب حديث من السابعة، ت سنة 179هـ ع (التقريب/ 2703).
----------------------------

المغيرة1 عن إبراهيم2 قال: إن عثمان صلى أربعاً، لأنه اتخذها وطناً"3.
إسناده حسن لغيره: فإن رجاله ثقات، رجال الشيخين إلا (هناد) فلم يخرِّج له البخاري وهو ثقة.
وفيه: عنعنة المغيرة، وهو مدلس4 لا سيما عن إبراهيم، كما أن فيه إرسال إبراهيم، فإنه ولد ما يقارب سنة 46هـ، أي بعد موت عثمان -رضي الله عنه- بإحدى عشرة سنة تقريباً، وبذلك تكون روايته عن عثمان -رضي الله عنه- منقطعة.
فهذا إسناد ضعيف أيضا لكنه يتقوى بالرواية السابقة ويقويها فيرتقي إلى درجة الحسن لغيره.
وتشهد للروايتين أيضا: روايات الزهري الآتية5.
----------------------------
1 المغيرة بن مقسم الضبي، مولاهم، أبو هشام الكوفي، الأعمى، ثقة، متقن، إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم، من السادسة، ت سنة 136هـ على الصحيح ت (التقريب/ 6851) وكان عثمانياً، يحمل بعض الحمل على عليّ، قاله العجلي (الذهبي، سير أعلام النبلاء 6/ 120).
2 إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي، أبو عمران الكوفي، الفقيه، ثقة، إلا أنه يرسل كثيراً، من الخامسة، ت سنة 96هـ، وهو ابن 50سنة أو نحوها ع (التقريب/ 270)
3 السنن (2/ 199).
4 ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص: 46).
5 انظر الملحق الروايات رقم: [192-194]
----------------------------

133- وفي مصنف ابن أبي شيبة: "عبد الرحمن بن مهدي1 عن سفيان2 عن أبيه3 عن أبي يعلى4 عن ابن الحنفية قال: قال علي: "لو سيرني عثمان إلى صرار5لسمعت، وأطعت"6.
إسناده صحيح: رجاله ثقات، رجال الشيخين.
ورواه ابن عساكر7 من طريق: يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري به مثله.
ورواه أيضاً8 من طريق: سفيان، عن أبيه، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفية به، وذكره (المحب الطبري)9 في (الرياض النضرة).
----------------------------
1 عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري، تقدمت ترجمته.
2 سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، تقدمت ترجمته.
3 سعيد بن مسروق الثوري، ثقة، من السادسة،مات سنة 126هـ، وقيل بعدها ع (التقريب/ 2393).
4 أبو يعلى هو: المنذر بن يعلى الثوري، تقدمت ترجمته.
5 صرار: قيل موضع على ثلاثة أميال من المدينة، على طريق العراق (ياقوت، معجم البلدان 3/ 398).
6 المصنف (15/ 225).
7 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 363).
8 المصدر نفسه.
9 (3/ 49).
----------------------------

134- قال ابن سعد: أخبرنا أبو معاوية1 قال: أخبرنا الأعمش2 عن أبي صالح3 قال: كان أبو هريرة إذا ذكر ما صُنع بعثمان بكى، قال: فكأني أسمعه يقول: "هاه هاه ينتحب"4.
إسناده صحيح: رجاله ثقات رجال الشيخين ولا تضره عنعنة الأعمش حيث أخرجا له في الصحيحين معنعناً عن أبي صالح5.
وأبو صالح وهو: ذكوان السمان شهد يوم الدار وروى عن أبي هريرة وعدد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-6.
وروى هذا الخبر أيضا: سعيد بن منصور7 عن أبي معاوية به دون قوله: "هاه هاه".
135- قال خليفة: حدثنا عبد الأعلى8 بن الهيثم قال: حدثني أبي9 قال: قلت
----------------------------
1 أبو معاوية هو: محمد بن خازم الضرير، تقدمت ترجمته.
2 الأعمش هو: سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
3 أبو صالح هو: ذكوان السمان، تقدمت ترجمته.
4 ابن سعد (الطبقات 3/ 81).
5 انظر التعليق على الرواية رقم: (93).
6 انظر: تهذيب الكمال للمزي: 1/396.
7 السنن (2/ 335)
8 لم أجد له ترجمة.
9 لم أجد له ترجمة.
----------------------------

للحسن1: أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: لا، كانوا أعلاجاً2 من أهل مصر"3.
معناه صحيح: فلم يكن في قتلة عثمان -رضي الله عنه- أحد من المهاجرين والأنصار، وتقدم بيان ذلك4.
ولكن في الإسناد تصحيف، فليس في شيوخ (خليفة) أحد بهذا الاسم، وليس في الرواة عن الحسن5 أحد بهذا الاسم.
وفي الرواة عن الحسن البصري، عبيد الصيد6 وله ابن يسمى الهيثم7 قال ابن حبان في ترجمة الهيثم: "يروي عن أبيه عن الحسن"8.
فبذلك يكون الإسناد كالتالي: "عبد الأعلى9 عن الهيثم قال: حدثني
----------------------------
1 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
2 العلج: العَيْر، والحمار، وحمار الوحش، والرجل من كفار العجم (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 1/207)
3 التاريخ (176)
4 انظر: الباب الثاني/الفصل الثاني/المبحث الرابع: (قاتل عثمان).
5 المزي (تهذيب الكمال 256 خ)
6 عبيد بن عبد الرحمن المزني، أبو عبيدة، البصري، الصيرفي، يعرف بالصيد، صدوق، من السادسة، د (التقريب/ 4382)
7 الهيثم بن عبيد الصيد وهو ابن عبيد بن عبد الرحمن روى عن أبيه وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم وذكره ابن حبان في الثقات وقال يروي عن أبيه عن الحسن.
8 الثقات (9/236)
9 عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري السامي، تقدمت ترجمته.
----------------------------

أبي..."، وهذا إسناد ضعيف بالهيثم، فلم يوثقه غير ابن حبان.
لكن يشهد لآخره ما رواه خليفة بإسناد حسن أن قاتل عثمان -رضي الله عنه-: رجل من أهل مصر1.
وما رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح إلى جندب الخير، أنه قال: "أتينا حذيفة حين سار المصريون إلى عثمان فقلنا: إن هؤلاء قد ساروا إلى هذا الرجل فما تقول؟ قال: يقتلونه 2 والله...
وما رواه أسد بن موسى، بإسناد صحيح لغيره، عن كنانة مولى صفية أنه قال: قتله رجل من أهل مصر، يقال له: جبلة بن الأيهم" 3.
136- قال يعقوب بن سفيان: حدثنا عبيد الله بن موسى4 عن إسرائيل5 عن أبي إسحاق6 عن جارية7 قال: سمعت ابن مسعود يقول حين قدم علينا بيعة عثمان: حمد
----------------------------
1 انظر الوسيط (ص 220-224)
2 المصدر نفسه.
3 انظر الوسيط (ص: 220 _ 224)
4 عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي، الكوفي، ثقة، كان يتشيع، من التاسعة، قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبي نعيم، واستصغر في سفيان الثوري ت سنة 213 هـ على الصحيح، ع (التقريب/ 4345)
5 إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، تقدمت ترجمته.
6 أبو إسحاق السبيعي تقدمت ترجمته.
7 جارية بن قدامة التميمي السعدي، صحابي على الصحيح، مات في ولاية يزيد، ابن عساكر (التقريب/ 885)
----------------------------

الله وأثنى عليه ثم قال: ما ألونا عن أعلى هذي فوق أن بايعناه"1.
ومن طريقه رواه ابن عساكر2 وفيه تصحّف جارية إلى "جارٍ له" والصواب جارية.
إسناده صحيح: أما عن تشيع عبيد الله فإن الرواية لا تدعو إلى تشيعه بل تخالف مذهب التشيع في عثمان -رضي الله عنه-، واختلاط أبي إسحاق لا يضر، حيث إن رواية إسرائيل عنه في الصحيحين"3.
137- قال ابن سعد: أخبرنا أبو معاوية4 قال: أخبرنا الأعمش5 عن عبد الله بن سنان6 الأسدي، قال: قال: عبد الله7 حين استخلف عثمان: ما ألونا عن أعلى ذي فوق"8.
----------------------------
1 المعرفة والتاريخ (2/761)
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 209)
3 البخاري مع الفتح (6/24)، صحيح مسلم (1852)
4 أبو معاوية الضرير: هو محمد بن خازم،تقدمت ترجمته.
5 الأعمش هو: سليمان بن مهران الأسدي، تقدمت ترجمته.
6 عبد الله بن سنان الأسدي، وثقه ابن سعد وابن حبان ويحيى بن معين (الطبقات 6/ 178، تعجيل المنفعة 28، الجرح والتعديل 5/ 68).
7 عبد الله هو ابن مسعود -رضي الله عنه-.
8 الطبقات (3/ 62-63).
----------------------------

وأخرجه يعقوب بن سفيان1 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، ثنا الأعمش به.
إسناده صحيح: وأخرج نحوه من طرق متعددة عن ابن مسعود كل من: يعقوبُ بن سفيان، وابنُ سعد، وابن عساكر2
138- قال أحمد: ثنا يحيى بن سعيد3 القطان، عن حماد بن سلمة4 حدثني عبدالملك ابن عمير5عن رفاعة بن شداد6.
قال: كنت أقوم على رأس (المختار) فلما عرفت كذبه هممت أن أسل سيفي فأضرب عنقه، فذكرت حديثاً حدثناه عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
(من أمنّ رجلاً على نفسه فقتله، أعطي لواء الغدر يوم القيامة) ".
----------------------------
1 المعرفة والتاريخ (2/ 760).
2 يعقوب بن سفيان (المعرفة والتاريخ 2/ 760-761) وابن سعد (الطبقات 3/ 63)، وابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 206-209).
3 يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، تقدمت ترجمته.
4 حماد بن سلمة تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 رفاعة بن شداد بن عبد الله بن قيس القتباني، أبو عاصم، الكوفي، ثقة، من كبار الثالثة، س ق (التقريب/ 1947).
----------------------------

وروى أحمد أيضاً1 عن بهز بن أسد، عن حماد به نحوه وفيه: "فلما بيّنت كَذَابَته"2.
وروى أحمد 3 أيضاً عن ابن نمير4 ثنا عيسى5 القارئ أبو عمر بن عمر، ثنا السدي6 عن رفاعة القتباني قال: "دخلت على (المختار)، فألقى لي وسادة وقال: لولا أن أخي جبريل قام عن هذه لألقيتها لك: فأردت أن أضرب عنقه، فذكرت حديثاً حدثنيه أخي عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيما مؤمناً أمنّ مؤمناً على دمه فقتله، فأنا من القاتل بريء" .
ورواه ابن عساكر7 من طريق علي بن الجعد عن حماد به مثله.
كما رواه8 أيضاً من طريق الحارث بن حصين الثقفي، عن السدي به، وفيه: "رفاعة بن عاصم القتباني".
----------------------------
1 المسند (5/ 223-2234، 436-437).
2 المسند (5/ 223-224، 436-437).
3 المصدر نفسه.
4 هو عبد الله بن نمير، تقدمت ترجمته.
5 عيسى بن عمر الأسدي الهمداني، أبو عمر، الكوفي، القارئ، ثقة من السابعة، مات سنة 156هـ ت س (التقريب/ 5314).
6 السدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، السدي، أبو محمد الكوفي، صدوق يهم، رمي بالتشيع، من الرابعة، مات سنة 127هـ م 4 (التقريب/ 463).
7 تاريخ دمشق (13/ 431-432)
8 المصدر نفسه.
----------------------------

ورواه ابن أبي عاصم1 من طريق يزيد بن هارون عن حماد به نحوه.
ورجال طريق أحمد الأولى ثقات، رجال مسلم غير رفاعة، وهو ثقة، وفيه تدليس عبد الملك، وهو من المرتبة الثالثة2 فيضعف الإسناد به، لكن يقويه الإسناد الثالث لأحمد الذي من طريق السدي، فإن رجاله ثقات، رجال مسلم أيضاً سوى عيسى القارئ وهو ثقة. والسدي صدوق يهم، رمي بالتشيع.
ورواه ابن ماجه3 من طريق عبدالملك بن عمير وصححه4 البوصيري، والألباني5 وذكره الذهبي في (السير)6.
ورواه البخاري في التاريخ7 الكبير، والنسائي8 والطحاوي9 والخرائطي10 كلهم من طريق: عبد الملك بن عمير به.
قال الألباني: "وهذا سند صحيح"11.
----------------------------
1 الآحاد والمثاني (خ 254).
2 ابن حجر (طبقات المدلسين، 41).
3 السنن (2/ 896).
4 مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (2/ 355).
5 صحيح سنن ابن ماجه (2/ 107).
6 (3/ 539).
7 (3/ 323).
8 السنن الكبرى (كما في السلسلة 1/ 725).
9 المشكل (1/ 77).
10 مكارم الأخلاق (29).
11 السلسة الصحيحة (1/ 725).
----------------------------

وفي رواية النسائي "إذا اطمأن الرجل إلى الرجل ثم قتله، رفع له لواء...".
وفي رواية البخاري في التاريخ1 والطحاوي2 والخرائطي3 والطبراني4 وأبي نعيم من طريق السدي عن رفاعة: "من أمَّن رجلاً على دمه فقتله، فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافراً".
وأخرجه الطيالسي5 ثنا محمد بن أبان عن السدي، بلفظ: "إذا أمن الرجل على نفسه".
ورواه ابن حبان في صحيحه6 بلفظ: "أيما رجل أمّن رجلاً" ويشكل أن رفاعة يسمع من يدعي أن جبريل ينزل إليه، ثم يعده في عداد المؤمنين، ولعل ذلك زيادة من التورع منه، حيث إنه لا يعلم: هل قامت عليه الحجة الكافية أم لا؟.
ويلاحظ أن رواية واحدة فقط هي التي فيها تخصيص هذا الأمر في المؤمن، أما باقي الروايات فتعمم، وهي أصح من الروايات المخصصة.
----------------------------
1 (2/ 322).
2 المشكل (1/ 78).
3 المعجم الصغير (19، 121)
4 السلسة الصحيحة (1/ 725)
5 المسند (181).
6 صحيح ابن حبان (1682).
----------------------------

139- وفي مصنف عبد الرزاق: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر1 عن قتادة2 قال: قال ابن سلام: "لئن كان قتل عثمان هدى لتحلبن لبناً، ولئن كان قتل عثمان ضلالة لتحلبن دماً".
قال: وقال حذيفة: طارت القلوب مطارها، ثَكِلَتْ كلَّ شجاع بطل من العرب أمّه اليوم، والله لا يأتيكم بعد بعده هذه إلا أصغر، أبتر، الآخر شر"3.
إسناده ضعيف: رجاله ثقات، رجال الشيخين، إلا أن قتادة مشهور بالتدليس4 ولم يصرح هنا بالسماع فالرواية معلولة به.
وفي بعض رواياته بينه وبين ابن سلام -رضي الله عنه-، أبو المليح وقد روي نحو هذا الخبر من قول الحسن5.
وللفقرة الأولى شاهد من رواية ابن سيرين عن ابن سلام6.
140- قال عبد الله بن أحمد: حدثني محمد بن أبي بكر بن علي7 المقدمي، حدثنا محمد ابن
----------------------------
1 معمر هو: ابن راشد، تقدمت ترجمته.
2 قتادة هو ابن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته.
3 عبد الرزاق الصنعاني (المصنف 11/ 446).
4 ابن حجر (طبقات المدلسين 43 عاصم) والسير للذهبي (5/ 270).
5 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 500)
6 رواه ابن سعد وغيره بإسناد حسن.
7 محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، الثقفي، مولاهم البصري، ثقة من العاشرة، ت سنة 234هـ خ م س (التقريب/ 5761).
----------------------------

عبد الله1 الأنصاري، حدثنا هلال بن حق الجريري2 عن ثمامة بن حزن القشيري3 قال: شهدت الدار يوم أصيب عثمان فاطلع عليهم اطلاعه، فقال: ادعوا لي صاحبيكم اللذين ألّباكم عليّ، فدعيا له، فقال: نشدتكما الله، أتعلمان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة ضاق المسجد بأهله، فقال: من يشتري هذه البقعة من خلص ماله فيكون فيها كالمسلمين، وله خير منها في الجنة؟ فاشتريتها من خالص مالي فجعلتها بين المسلمين، وأنتم تمنعوني أن أصلي فيه ركعتين.
ثم قال: أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة لم يكن فيها بئر يستعذب منه إلا رومة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يشتريها من خالص ماله، فيكون دلوه فيها كدلي المسلمين، وله خير منها في الجنة؟ فاشتريتها من خالص مالي، فأنتم تمنعوني أن أشرب منها؟ ثم قال: هل
----------------------------
1 محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله الأنصاري، البصري، ثقة من التاسعة، مات سنة 215هـ ع (التقريب/ 6046) وذكره ابن الكيال في المختلطين (ص: 394)، ولم يذكر من روى عنه قال: أخبرنا الاختلاط ولا من روى عنه بعده.
2 هلال بن حق ذكره البخاري في التاريخ الكبير وسكت عنه، وذكره أيضاً ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير 8/ 210، والثقات 7/ 576).
3 ثمامة بن حزن القشيري، البصري، والد أبي الورد، ثقة، من الثانية مخضرم، وفد على عمر بن الخطاب، وله 35 سنة، بخ م ت س (التقريب/ 850).
----------------------------

تعلمون أني صاحب جيش العسرة؟ قالوا: اللهم نعم"1.
ومن طريقه رواه ابن عساكر2 ورواه أيضاً من طريق: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ثمامة بن أنس، نا محمد بن عبدالله الأنصاري به نحوه.
وصحح إسناده (أحمد شاكر) وليس كما قال، بل إسناده ضعيف بهلال، فهو مجهول الحال، لم يوثقه غير ابن حبان، كما أن محمد بن عبدالله قد اختلط ولم أتبين الراوي عنه، هل روى عنه قبل اختلاطه أم بعده؟.
وله عدة شواهد3.
141- قال أحمد: حدثنا بهز، حدثنا أبو عوانة، حدثنا حصين عن عمرو بن جاوان، قال: قال الأحنف: انطلقنا حجاجاً فمررنا بالمدينة، فبينما نحن في منزلنا إذ جاءنا آتٍ، فقال: الناس من فزع في المسجد، فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد، قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم، فإذا علي بن أبي طالب، والزبير، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، قال: فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي، فقال: أههنا علي؟ قالوا: نعم، قال: أههنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: أههنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أههنا سعد؟ قالوا: نعم. قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو
----------------------------
1 أحمد (المسند بتحقيق أحمد شاكر 2/ 13 -14).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 339-340)
3 انظر الملحق الروايات رقم: [66، 67، 165، 198]
----------------------------

أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إني قد ابتعته، فقال: اجعله في مسجدنا وأجره لك؟ قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من يبتاع بئر رومة فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إني قد ابتعتها، يعني بئر رومة، فقال:
اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك؟ قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة، فقال:
من يجهّز هؤلاء غفر الله له، فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد ثم انصرف"1.
ورواه ابن عساكر من طريق: يحيى بن حماد، نا أبو عوانة: ومن طريق جريد: كلاهما عن حصين به نحوه.
وصحح إسناده أحمد شاكر، لكن في تصحيحه نظراً، فإن عمراً لم يوثقه غير ابن حبان، لبعضه عدة شواهد2.
----------------------------
1 المسند (ت أحمد شاكر 1/ 380-381).
2 انظر الملحق الروايات رقم: [43، 66، 76، 164، 198]
----------------------------

142- قال ابن سعد: أخبرنا عمرو1 بن عاصم قال: أخبرنا همام2 قال: حدثني قتادة3 عن أبي المليح4 عن عبد الله بن سلام قال: "ما قتل نبي قطّ إلا قتل به سبعون ألفاً من أمته، ولا قتل خليفة قط إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفاً"5.
إسناده حسن: رجاله ثقات، رجال الشيخين.
وعمرو بن عاصم قال عنه أبو داود: "لا أنشظ لحديثه" لكن وثقه ابن معين، والنسائي6 واحتج به الشيخان، فهو صحيح الحديث إن شاء الله تعالى.
غير أن قتادة مشهور بالتدليس7من الثالثة، وقد عنعن فيضعف الخبر به. لكن يشهد له ما رواه عبد الرزاق8فيصبح حسناً لغيره.
----------------------------
1 عمرو بن عاصم بن عبيد الله الكلابي، تقدمت ترجمته.
2 همام بن يحيى بن دينار العوذي، البصري، ثقة ربما وهم، من السابعة مات سنة 164هـ، ع (التقريب/ 7319).
3 قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته.
4 أبو المليح بن أسامة بن عمير، تقدمت ترجمته.
5 ابن سعد (الطبقات 3/ 83).
6 ابن حجر (هدي الساري 431).
7 ابن حجر (طبقات المدلسين 43، عاصم) والسير للذهبي (5/ 270).
8 انظر الملحق الرواية رقم: [72].
----------------------------

143- قال البخاري في التاريخ الصغير: حدثنا محمد بن يوسف1 ثنا سفيان2 عن أسلم المنقري3 عن عبدالله4 بن عبدالرحمن بن أبزى عن أبيه5 -رضي الله عنه- قال: قلت لأبيّ بن كعب - لما وقع الناس في أمر عثمان -: أبا المنذر ما المخرج؟ قال: كتاب الله، ما استبان لك فاعمل به، وما اشتبه عليك فكله إلى عالمه"6.
إسناده حسن.
----------------------------
1 محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي الزيدان، مولاهم ثقة، فاضل، يقال: أخطأ في شيء من حديث سفيان وهو مقدم فيه / مع ذلك / عندهم على عبد الرزاق،من التاسعة، ت سنة 212هـ ع (التقريب/ 6415).
2 سفيان هو: ابن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة، حافظ، فقيه، عابد، إمام حجة، من رؤوس الطبقة السابعة، وكان ربما دلس مات سنة 161هـ وله أربع وستون ع (التقريب/ 2445).
3 أسلم المنقري، سكنى أبا سعد، ثقة، ت سنة 142هـ، من السادسة د (التقريب/407)
4 عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي، مولاهم الكوفي، مقبول من الخامسة خت د س (التقريب/ 3423) وقال الذهبي في الكاشف: «وثق" (2/ 92) ولم يذكره في الميزان، ولا الحافظ في اللسان. وقال الحافظ في التهذيب «وثقه ابن حبان" وقال الأثرم: «قلت لأحمد: سعيد وعبد الله أخوان؟ قال: نعم، قلت: فأيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما عندي حسن الحديث".
(ابن حجر تهذيب التهذيب 5/ 290)، والأثرم هو صاحب الإمام أحمد (الذهبي، التذكرة 2/ 571).
5 عبد الرحمن بن أبزى، الخزاعي مولاهم، صحابي صغير، وكان في عهد عمر رجلاً، وكان على خراسان لعلي. ع (التقريب/ 3794).
6 البخاري (التاريخ الصغير، 1/ 89).
----------------------------

ورواه ابن أبي شيبة1 عن أبي أسامة2 قال: حدثنا الثوري، قال: حدثنا سالم المنقري به مثله وفيه: "فآمن به وكله إلى عالمه".
وفيه "سالم" بدل "أسلم" وهو تصحيف.
ورواه يعقوب بن سفيان3 عن عبد الله4 بن عثمان، قال: حدثنا عبدالله5 قال: حدثنا سفيان به إلى قوله: "لقيت أبيّ بن كعب" فقط.
وإسناد البخاري حسن، وقد صرح سفيان بالسماع في رواية ابن أبي شيبة، وقد تابع محمد بن يوسف، أبو أسامة عن الثوري: مما زاده قوة إلى قوته، خاصة وإن احتمال خطأ الفريابي في رواية الثوري قليل.
وإسناد ابن أبي شيبة حسن أيضاً، كما تابعهما أيضاً ابن المبارك والإسناد إليه صحيح.
144- وفي مصنف عبد الرزاق: "عن معمر6 عن أيوب7 عن أبي قلابة8: أن رجلاً من حمص يقال
----------------------------
1 ابن أبي شيبة (المصنف 15/ 211).
2 أبو أسامة هو: حماد بن أسامة القرشي، تقدمت ترجمته.
3 يعقوب بن سفيان (المعرفة والتاريخ 1/ 220).
4 عبد الله بن عثمان بن جلة بن أبي رواد، العتكي، أبو عبد الرحمن المروزي، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة إحدى وعشرين خ م د ت س (التقريب/ 3465).
5 عبد الله هو: ابن المبارك المروزي مولى بني حنظلة، ثقة، ثبت، فقيه علم، جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة، ت سنة 181هـ وله 63 سنة ع (التقريب/ 3570).
6 معمر بن راشد، تقدمت ترجمته.
7 أيوب السختياني، تقدمت ترجمته.
8 أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، تقدمت ترجمته.
----------------------------

له كريب بن سيف - أو سيف بن كريب - جاء إلى عثمان فقال: ما جاء بك؟ أبإذن جئت أم عاص؟ قال: بل نصيحة أمير المؤمنين، قال: وما نصيحتك؟ قال: لا تكل المؤمن إلى إيمانه، حتى تعطيه من المال ما يصلحه - أو قال: ما يعيِّشه - ولا تكل ذا الأمانة إلى أمانته، حتى تطالعه في عملك، ولا ترسل السقيم إلى البريء ليبرئه، فإن الله يبرئ السقيم، وقد يسقمُ السقيمُ البريء، قال: ما أردت إلا الخير، قال: فردهم، وهم زيد بن صوحان وأصحابه"1.
إسناده إلى أبي قلابة صحيح؛ رجاله رجال الشيخين.
وأبو قلابة، ت سنة 104هـ، كثير الإرسال، قال العجلي: "فيه نصب يسير".
145- قال أحمد: حدثنا إسماعيل2 بن أبان الوراق، حدثنا يعقوب3 عن جعفر4 بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى5 عن عثمان بن عفان، قال: قال له عبد الله بن الزبير حين حُصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك، فهل لك أن تحول إلى
----------------------------
1 (11/ 334).
2 إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي، أبو إسحاق أو أبو إبراهيم كوفي ثقة، تكلم فيه للتشيع، مات سنة 216هـ، من التاسعة، خ صد ت (التقريب/ 410).
3 يعقوب بن عبد الله بن سعد الأشعري، أبو الحسن القمي، صدوق يهم، من الثامنة، مات سنة 174هـ خت 4 (التقريب/ 7822).
4 ترجم له.
5 سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، ترجم له.
----------------------------

مكة، فيأتيك من أراد أن يأتيك؟ قال: لا، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله عليه مثل نصف أوزار الناس"1.
وروى المرفوع منه فقط البزار2 عن محمد بن موسى القطان، عن إسماعيل به وقال:
"وأنا أظن إنما هو: عن يعقوب، عن جعفر بن حميد، عن ابن أبزى، وأخاف أن يكون خطأ".
إسناده ضعيف: فابن أبزى لم يدرك عثمان.
قال أبو زرعة: "سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن عثمان مرسل"3.
كما أن إسماعيل فيه تشيع، وفي الرواية ما يدعو إلى التشيع، وقد تكلم فيه للتشيع4.
وقال أحمد شاكر: "إسناده ضعيف لانقطاعه". وعلله بعدم سماع ابن أبزى من عثمان -رضي الله عنه- لكن لبعضه شاهد رواه:



القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49192
العمر : 72

القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة   القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة Emptyالجمعة 05 أغسطس 2022, 11:32 pm

146- أحمد أيضاً قال: حدثنا علي بن عياش5 نا الوليد بن مسلم6- قال: وأخبرني
----------------------------
1 المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 361).
2 كشف الأستار (2/ 48).
3 العلائي (جامع التحصيل 220).
4 كما تقدم في ترجمته.
5 علي بن عياش الألهاني، الحمصي، ثقة، ثبت، من التاسعة، مات سنة 219هـ خ 4 (التقريب/ 4779).
6 الوليدبن مسلم القرشي، مولاهم، أبو العباس الدمشقي، ثقة لكنه كثير التدليس، والتسوية، من الثامنة، ت سنة 195هـ 4 (التقريب/ 7456).
----------------------------

الأوزاعي1 عن محمد بن عبد الملك بن مروان2 أنه حدثه عن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصور، فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالاً ثلاثاً اختر إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم، فإن معك عدداً وقوة، وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن نخرق لك باباً سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها. وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية.
فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل، فلن أكون أول من خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم، فلن أكون أنا إياه، وأما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية، فلن أفارق دار هجرتي، ومجاورة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " 3.
إسناده ضعيف.
ورواه من طريقه ابن عساكر4.
----------------------------
1 الأوزاعي هو: عبد الرحمن بن عمرو، تقدمت ترجمته.
2 محمد بن عبد الملك بن مروان الأموي، وثقه علي بن الحسن بن الجنيد، وذكره ابن حبان في الثقات، قتل سنة 132هـ (ابن أبي حاتم الجرح 8/ 4، ابن حجر، التعجيل 370-371).
3 المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 369).
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 387-388)
----------------------------

ورواه الخطيب البغدادي1 من طريق يعقوب بن القاسم الطلحي، عن الوليد به نحوه.
ومن طريقه ابن عساكر 2 وذكره (المحب الطبري في الرياض النضرة)3.
وفيه: "وإن شئت خرجت بمن معك فقاتلناهم...". قال ابن أبي حاتم: "محمد بن عبدالملك بن مروان روى عن المغيرة بن شعبة مرسلاً" 4.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعاً من المغيرة"5.
وقال أحمد شاكر: "في إسناده نظر" ثم نقل عن الحافظ ابن حجر أنه قال في محمد بن عبد الملك "ما أظن روايته عن المغيرة إلا مرسلة".
ثم قال أحمد شاكر: "وأنا أرجح هذا؛ لأن المغيرة بن شعبة مات سنة 50هـ فيبعد أن يسمع منه ثم يعيش بعده 82سنة، ولو كان لذكر في المعمرين من الرواة؛ ولذلك أرجح أن الحديث ضعيف؛ لانقطاعه"6.
قلت: وفيه الوليد بن مسلم كثير التدليس والتسوية، ولم يصرح شيخه بالسماع.
فالإسناد ضعيف بهاتين العلتين.
----------------------------
1 تاريخ بغداد (14/ 272).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 387-388)
3 (3/ 70).
4 الجرح (8/ 4).
5 (7/ 329).
6 مسند أحمد (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 369).
----------------------------

وبعضه يقوي ويتقوى بما قبله. فينتج من هاتين الروايتين: أنه عرض على عثمان -رضي الله عنه- الخروج إلى مكة للهرب من الخارجين عليه، وأنه رفض ذلك مبيناً سبب رفضه هذا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يلحد رجل من قريش بمكة" فهذا الذي اتفقت عليه الروايتان حسن لغيره، والباقي ضعيف.
147- قال أبوبكر ابن أبي الدنيا: نا بشار بن موسى1 أنا عبدالله بن المبارك2 حدثني يونس بن يزيد3 عن الزهري4 عن أبي سلمة5 عن أبي قتادة6 قال: دخلت على عثمان وهو محصور، أنا ورجل من قومي نستأذنه في الحج، فأذن لنا، فلما خرجت استقبلني الحسن بن علي بالباب، فدخل وعليه سلاحه، فرجعت معه، فدخل فوقف بين يدي عثمان. قال: يا أمير المؤمنين ها أنا ذا بين يديك فمرني بأمرك. فقال له عثمان: يا ابن أخي وصلتك رحم أن القوم ما يريدون غيري، ووالله لا أتوقى بالمؤمنين، ولكن أوقي المؤمنين بنفسي، فلما سمعت ذلك منه قلت: يا أمير المؤمنين، إن كان من أمرك كون، فما تأمر، قال: انظر ما اجتمعت عليه أمَّة محمد -صلى الله عليه وسلم-
----------------------------
1 بشار بن موسى الخفاف شيباني عجلي، بصري، نزل بغداد، ضعيف كثير الغلط، كثير الحديث، من العاشرة، فق (التقريب/ 674).
2 عبد الله بن المبارك الخراساني، تقدمت ترجمته.
3 يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، تقدمت ترجمته.
4 محمد بن مسلم الزهري، تقدمت ترجمته.
5 أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، تقدمت ترجمته.
6 أبو قتادة الأنصاري، ترجم له.
----------------------------

فإن الله لا يجمعهم على ضلالة، كونوا مع الجماعة حيث كانت.
قال بشار: فحدثت به حماد بن زيد، فرقّ ودمعت عيناه وقال: رحم الله أمير المؤمنين، حوصر نيفاً وأربعين ليلة، لم تبد منه كلمة يكون لمبتدع فيها حجة"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
إسناده ضعيف: بشار ضعيف كثير الغلط، ويونس في روايته عن الزهري وهم قليل.
ولعرض الحسن على عثمان -رضي الله عنهما- القتال دونه شواهد3 فيتقوى بها إلى درجة الحسن لغيره.
ولقوله: "أقي المؤمنين بنفسي" شاهد، رواه سعيد بن منصور4 عن أبي معشر5 عن سعيد بن أبي سعيد6 عن أبي هريرة.
----------------------------
1 المحتضرين (خ ق 12 ب حديث: 343، كما في حاشية تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص: 405).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان، ص 405)
3 انظر الملحق الرواية رقم: [55]
4 السنن (2/334)
5 تقدمت ترجمته.
6 سعيد بن أبي سعيد؛ كيسان المقبري، أبو سعد المدني، ثقة من الثالثة تغير قبل موته بأربع سنين. . مات في حدود العشرين، وقيل قبلها، وقيل بعدها، ع (التقريب/ 2321) (تهذيب الكمال 1/490)
----------------------------

وذكره (المحب الطبري في الرياض النضرة)1.
148- قال ابن أبي داود: نا محمد بن عمر بن هياج، نا يحيى بن عبدالرحمن2- يعني
الأرحبي - حدثني عبد الله بن عبد الملك3 بن الحر، عن إياد بن لقيط4 عن يزيد بن معاوية5 قال: إني لفي المسجد زمن الوليد بن عقبة، في حلقة فيها حذيفة، وليس إذ ذاك حجزة ولا جلاوزة، إذ هتف هاتف: من كان يقرأ على قراءة أبي موسى فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبدالله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله. فاختلفا في آية من سورة البقرة، قرأ هذا {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} ، وقرأ هذا: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} فغضب حذيفة واحمرت عيناه ثم قام فغرز قميصه في حجرته وهو في المسجد - وذلك في زمن عثمان
----------------------------
1 (3/ 45)
2 يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، الكوفي، صدوق من الحادية عشرة، ت سنة 255 هـ، ت س ق (التقريب/ 6174)
3 عبد الملك بن سعيد بن حيان، ابن أبجر، الكوفي، ثقة عابد، من السادسة م د ت س (التقريب/ 4181)
4 أياد بن لقيط السدوسي، ثقة من الرابعة، بخ م د ت س (التقريب/ 582)
5 يزيد بن معاوية العامري، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير 8/355، الجرح والتعديل 9/286، ابن حبان، الثقات 5/ 544)
----------------------------

فقال: إما أن تركب إلى أمير المؤمنين وإما أن أركب، فهكذا كان من قبلكم، ثم أقبل فجلس، فقال: إن الله بعث محمداً -صلى الله عليه وسلم- فقاتل بمن أقبل من أدبر حتى أظهر الله دينه، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء الله، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عمر، فنزل وسط الإسلام، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عثمان. وأيم الله ليوشكن أن تطعنوا فيه طعنة تحلقونه كله"1.
إسناده ضعيف: يزيد لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، إلا محمد بن عمرو ويحيى فهما صدوقان.
ومن طريق ابن أبي داود رواه ابن عساكر2.
ولغضب حذيفة من اختلافهم في القرآن شاهد رواه البخاري3 فيرتقي إلى درجة الحسن لغيره.
149- قال البخاري في صحيحه: حدثنا عليّ سمع هشيماً، أخبرنا حصين عن زيد بن وهب، قال: "مررت بالربذة، فإذا أبا ذر -رضي الله عنه-، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال:
كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذاك،
----------------------------
1 المصاحف (18 العلمية)
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 233-234)
3 انظر الملحق الرواية رقم: [30].
----------------------------

وكتب إلى عثمان -رضي الله عنه- يشكوني، فكتب إليّ عثمان أن أقدم المدينة، فقدمتها فكثر عليّ الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريباً، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمرّوا عليّ حبشياً لسمعت وأطعت"1.
150- قال ابن سعد: أخبرنا هشيم2 قال: أخبرنا حصين3 عن زيد بن وهب4 قال: مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر، قال: فقلت: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، قال: فقلت: نزلت فينا وفيهم. قال فكان بيني وبينه في ذلك كلام، فكتب يشكوني إلى عثمان، قال: فكتب إليّ عثمان أن اقدم المدينة، فقدمت المدينة وكثر الناس عليّ كأنهم لم يروني قبل ذلك. قال: فذكر ذلك لعثمان فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريباً. فذاك أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّر عليّ حبشياً لسمعت وأطعت"5.
إسناده صحيح: ولا يعلّه ما في هشيم من كثرة التدليس، لأنه صرحض
----------------------------
1 الجامع الصحيح (فتح الباري 3/ 271).
2 هشيم بن بشير السلمي، تقدمت ترجمته.
3 حصين بن عبد الرحمن السلمي، تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 الطبقات (4/ 226).
----------------------------

بالسماع، وقد قال ابن سعد: "... كان ثقة، كثير الحديث، ثبتاً، يدلس كثيراً؛ فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة؛ وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء"1.
ولا يعلل أيضاً باختلاط حصين لأن حديث هشيم عنه ليس مما كان بعد الاختلاط، ولذلك قال أحمد: "ليس أحد أصح حديثاً عن حصين من هشيم"2.
ورواه ابن شبة3 من طريق أحمد بن معاوية عن هشيم به، ولم يصرح فيه هشيم بالسماع، وفيه: "لو أمَّروا" وفيه أيضاً: "وأطعت".
ويلاحظ أن رواية البخاري المتقدمة فيها: "فذكرت ذلك" بدل "فذكر ذلك".
151- قال ابن سعد: أخبرنا عفان بن مسلم4 وعمرو بن عاصم الكلابي 5 قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة6 عن حميد بن هلال7 قال: حدثنا عبدالله بن الصامت8 قال: "دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان بن
----------------------------
1 الطبقات (7/ 313)، وتهذيب التهذيب لابن جحر (11/ 61).
2 ابن حجر تهذيب التهذيب (11/ 61).
3 تاريخ المدينة (ص: 1037-1038).
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 سليمان بن المغيرة القيسي، مولاهم، البصري، أبو سعيد، ثقة ثقة قاله يحيى بن معين، من السابعة، أخرج له البخاري مقروناً وتعليقاً، مات سنة 165هـ ع (التقريب/ 2612).
7 تقدمت ترجمته.
8 عبد الله بن الصامت الغفاري، البصري، ثقة، من الثالثة، توفي بعد السبعين، خت م 4 (التقريب/ 3391).
----------------------------

عفان من الباب الذي لا يدخل عليه منه، قال: وتخوفنا عثمان عليه، قال: فانتهى إليه فسلم عليه، قال: ثم ما بدأه بشيء إلا أن قال: أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين؟ والله ما أنا منهم ولا أدركهم، لو أمرتني أن آخذ بعرقوتي قتب لأخذت بهما حتى أموت، قال: ثم استأذنه إلى الربذة، قال: فقال: نعم، نأذن لك ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة، فتصيب من رسلها. فقال: فنادى أبو ذر: دونكم معاشر قريش دنياكم فاعذموها لا حاجة لنا فيها. قال: فما نراه بشيء، قال: فانطلق وانطلقت معه حتى قدمنا الربذة، قال: فصادفنا مولى لعثمان غلاماً حبشياً يؤمهم، فنودي بالصلاة فتقدم فلما رأى أبا ذر نكص، فأومأ إليه أبو ذر: تقدم فصل. فصلى خلفه أبو ذر"1.
إسناده صحيح.
ورواه ابن شبة من طريق: عمرو بن عاصم به نحوه2.
ومن طريق عبد الوارث عن حميد به ولفظه: أرسل عثمان -رضي الله عنه- إلى أبي ذر، فقال: لست منهم، لو أمرتني أن أتعلق بعرقوة قتب لتعلقت به حتى أموت3.
152- قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر4 عن أيوب5- أو غيره - عن حميد بن هلال6 عن
----------------------------
1 الطبقات (4/ 232).
2 تاريخ المدينة (1035-1036) وانظر مجلة العرب جزء 7، 8 سنة 2، محرم صفر 1406 هـ ص 475)
3 تاريخ المدينة (1041).
4 معمر هو ابن راشد، تقدمت ترجمته.
5 أيوب السختياني، تقدمت ترجمته.
6 حميد بن هلال تقدمت ترجمته.
----------------------------

عبد الله بن الصامت1 قال: "لما قدم أبو ذر على عثمان قال: أخفتني، فوالله لو أمرتني أن أتعلق بعروة قتب حتى أموت لفعلت"2.
إسناده صحيح.
ورواه ابن أبي شيبة3 عن ابن علية4 عن أيوب عن حميد عن أبي ذر به نحوه.
وإسناد عبد الرزاق صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا عبد الله فلم يخرج له البخاري وهو ثقة.
وإسناد ابن أبي شيبة مثله، وفيه علو، حيث رواه حميد عن أبي ذر دون واسطة، وحميد لم يوصف بالتدليس5.
فلعل رواية عبد الرزاق من المزيد في متصل الأسانيد.
وروى عبد الله بن سيدان عن أبي ذر قال: "لو أمرني عثمان أن أمشي على رأسي لمشيت6".
وعبد الله بن سيدان هو المطرودي، مختلف في صحبته، وقال عنه البخاري:
"لا يتابع في حديثه"7.
----------------------------
1 عبد الله بن الصامت الغفار، تقدمت ترجمته.
2 المصنف (11/332).
3 المصنف (15/225)
4 إسماعيل بن علية، تقدمت ترجمته.
5 لم أجده في التبيين لأسماء المدلسين، لسبط بن العجمي، ولا في طبقات المدلسين للحافظ ابن حجر.
6 رواه ابن أبي شيبة إلى عبد الله بإسناد رجاله رجال مسلم، وفيه عنعنة الأعمش. (المصنف 15/225)
7 انظر طبقات ابن سعد (7/438، والتاريخ الكبير للبخاري (15/110).
----------------------------

153- قال ابن شبة: حدثنا هارون بن معروف1 قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة2 قال ابن شوذب3 حدثنا عن مطرف4 عن حميد بن هلال5 عن عبد الله بن الصامت 6 قال: دخلت مع أبي ذر -رضي الله عنه- على عثمان -رضي الله عنه- قال: وعلى أبي ذر عمامة، فرفع العمامة عن رأسه وقال: إني والله يا أمير المؤمنين ما أنا منهم - قال ابن شوذب: يعني من الخوارج - ولو أمرتني أن أعض على عرقوبي قتب لعضضت عليهما حتى يأتيني الموت وأنا عاض عليهما. قال: صدقت يا أبا ذر إنا إنما أرسلنا إليك لخير، لتجاورنا بالمدينة. قال: لا حاجة لي في ذاك، ايذن لي في الربذة.
قال: نعم، ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة، تغدو عليك وتروح. قال: لا حاجة لنا في ذاك. يكفي أبا ذر صرمته. قال: ثم خرج، فلما بلغ
----------------------------
1 ترجم له.
2 تقدمت ترجمته.
3 عبد الله بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن، سكن البصرة، ثم الشام، صدوق عابد، من السابعة، مات سنة 56 أو 57هـ بخ 4 (التقريب/ 3387).
4 هكذا في المطبوعة، وهو تصحيف إما من الناسخ أو من المحقق، وصوابه مطر، وهو: ابن طهمان الوراق، أبو رجاء السلمي، مولاهم الخراساني، سكن البصرة، صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف، من السادسة، مات سنة 125هـ ويقال سنة 129هـ خت م 4 (التقريب/ 6699).
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
----------------------------

الباب التفت إليهم فقال: يا معاشر قريش اعذموها ودعونا وديننا.
قال: ودخل عليه وهو يقسم مال عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- وعنده كعب، فأقبل عثمان -رضي الله عنه- فقال: يا أبا إسحاق ما تقول في رجل جمع هذا المال فكان يتصدق منه، ويحمل في السبيل ويصل الرحم؟ فقال: إني لأرجو له (خيراً) فغضب أبو ذر ورفع عليه العصا وقال: ما يدريك يا ابن اليهودية ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة أن لو كان عقارب تلسع السويداء من قلبه"1.
إسناده حسن: فإن رجاله ثقات إلا ضمرة وابن شوذب ومطر، وهم صدوقون. ويشهد لأكثره ما قبله.
قال ابن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون2 قال: أخبرنا هشام بن حسان3 عن محمد ابن سيرين4 أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي ذر: إذا بلغ البناء5 سلعاً فاخرج منها. ونحا بيده نحو الشام، ولا أرى أمراءك يدعونك. قال يا رسول الله أفلا أقتل من يحول بيني وبين أمرك؟ قال: لا، قال: فما تأمرني؟ قال: اسمع وأطع ولو لعبد حبشي.
قال: فلما كان ذلك خرج إلى الشام فكتب معاوية إلى عثمان: إن
----------------------------
1 تاريخ المدينة (1036-1037).
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 في الأصل: النبأ وهو تحريف.
----------------------------

أبا ذر أفسد الناس بالشام، فبعث إليه عثمان فقدم عليه، ثم بعثوا أهله من بعده، فوجدوا عنده كيساً أو شيئاً فظنوا أنها دراهم، فقالوا: ما شاء الله فإذا هي فلوس. فلما قدم المدينة، قال له عثمان: كن عندي تغدو عليك وتروح اللقاح، قال: لا حاجة لي في دنياكم، ثم قال: ائذن لي حتى أخرج إلى الربذة، فأذن له فخرج إلى الربذة وقد أقيمت الصلاة وعليها عبد لعثمان حبشي، فتأخر، فقال أبو ذر: تقدم، فصل، فقد أمرت أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي، فأنت عبد حبشي"1.
إسناده صحيح: إلى ابن سيرين، وابن سيرين ولد سنة 33هـ فروايته هذه مرسلة.
ورواه ابن شبة2من طريق: قرة عن ابن سيرين به مختصراً، وفي آخره: "فكان محمد إذا ذكر له أن عثمان -رضي الله عنه- سيّره أخذه أمر عظيم، ويقول: "هو خرج من قبل نفسه ولم يسيره عثمان".
وقوله -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر: "إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها" رواه غير ابن سيرين، فقد رواه كل من:
1- أم ذر، وذلك فيما ذكره الذهبي في السير عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أم ذر.
2- زيد بن خالد الجهني، وذلك فيما ذكره الذهبي أيضاً عن عاصم ابن كليب، عن أبي الجويرية، عن زيد بن خالد الجهني، قال: كنت عند عثمان إذ جاء أبو ذر، فلما رآه عثمان قال: مرحباً وأهلاً بأخي، فقال أبو
----------------------------
1 الطبقات (4/ 226-227).
2 تاريخ المدينة (1037).
----------------------------

ذر: مرحباً وأهلاً بأخي، لقد أغلظت علينا في العزيمة، والله لو عزمت عليّ أن أحبو لحبوت، ما استطعت، إني خرجت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- نحو حائط بني فلان، فقال لي: "ويحك بعدي" فبكيت، فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإني لباقٍ بعدك؟ قال: "نعم، فإذا رأيت البناء على سلع، فالحق بالمغرب، أرض قضاعة".
قال عثمان: أحببت أن أجعلك مع أصحابك، وخفت عليك جهال الناس.
3- ما رواه الحاكم عن أحمد بن كامل بن خلف القاضي، ثنا أبو قلابة ابن الرقاشي ثنا سعيد بن عامر ثنا أبو عامر -وهو صالح بن رستم الخزاز- عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال: قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أبا ذر، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا بلغ البنيان سلعاً فاخرج منها". قال أبو ذر: فلما بلغ البنيان سلعاً وجاوز، خرج أبو ذر إلى الشام.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه".



القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
القسم الثالث: الروايات التاريخية الصحيحة والحسنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القسم الرابع: الروايات التاريخية الضعيفة:
» القسم الخامس: الروايات التاريخية الضعيفة جداً
» القسم السادس: الروايات التاريخية التي رويت بأسانيد واهية جداً
» الباب الثالث: الملاحق: القسم الأول: الأحاديث المرفوعة الصحيحة.
» القسم التاسع: الروايات المتعلقة بعبد الله بن سبأ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: فتنة قتل أمير المؤمنين-
انتقل الى: