القسم الثاني: الأحاديث المرفوعة الضعيفة والموضوعة
1- قال البزار: حدثنا عمر بن الخطاب1 قال: ذكر أبو المغيرة2 عن صفوان بن عمرو3 عن ماعز التميمي، عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر فتنة، فقال أبوبكر -رضي الله عنه-: أنا أدركها؟ قال: لا، قال عمر: يا رسول الله أدركها؟ قال: لا، قال عثمان: يا رسول الله أنا أدركها؟ قال: بك يبتلون".
قال البزار: "لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"4.
إسناده ضعيف: بماعز التميمي فإنه: (مجهول).
قال الهيثمي: "رواه البزار وفيه ماعز التميمي، ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه أحد، وبقية رجاله ثقات"5 وقال عنه الحافظ: "غير معروف"6.
----------------------------
1 عمر بن الخطاب السجستاني، نزيل الأهواز، القشيري، صدوق، من الحادية عشرة، ت سنة 264هـ وقد قارب 90 سنة د (التقريب/ 4889).
2 أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، الحمصي، ثقة من التاسعة، ت سنة 212هـ ع (التقريب/ 4145).
3 صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي، ثقة، من الخامسة ت سنة 155هـ يخ م 4 (التقريب/ 2938).
4 كشف الأستار (4/ 98).
5 مجمع الزوائد (7/ 225).
6 تعجيل المنفعة للحافظ ابن حجر (ص: 48).
----------------------------

2- قال أحمد: "نا أبو المغيرة1 نا أرطأة - يعني ابن المنذر2 حدثني أبوعون الأنصاري3 أن عثمان بن عفان قال لابن مسعود: هل أنت منته عما بلغني عنك؟ فاعتذر بعض العذر، فقال عثمان: ويحك إني قد سمعتُ وحفظت، وليس كما سمعتَ.أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيقتل أمير وينتزي منتزي" 4 وإني أنا المقتول وليس عمر، إنما قتل عمر واحد، وإنه يجتمع عليّ"5.
إسناده ضعيف: ومن طريق أحمد رواه ابن عساكر، وأخرجه أيضاً من طريق أخرى عن أبي المغيرة به؛ كما أخرجه من طريق عبد الوارث ومن طريق محمد بن أيوب كلاهما عن أبي عون الأنصاري به نحوه6.
----------------------------
1 أبو المغيرة هو: عبد القدوس الحجاج الخولاني.
2 أرطأة بن المنذر بن الأسود الألهاني، أبو عدي الحمصي، ثقة، من السادسة، ت سنة 163هـ بخ د س ق (التقريب/298).
3 أبو العون هو: الأعور الأنصاري، الشامي، اسمه عبد الله بن أبي عبد الله، مقبول، من الخامسة، س (التقريب/8287).
4 الانتزاء: هو التسرع إلى الشيء، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 222) إلا أن فيه: "ويتبرأ متبرئ".
5 المسند (1/ 66) تحقيق أحمد شاكر (1/ 368).
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان -رضي الله عنه- 295-296).
----------------------------

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد1وقال: "رجاله ثقات".
وضعفه "أحمد شاكر" لانقطاعه بين أبي عون وعثمان بن عفان -رضي الله عنه-2 وهو كما قال؛ فقد قال الحافظ: "وذكر ابن عبد البر في الكنى أنه روى عن عثمان مرسلاً"3.
وقول الهيثمي عن هذا الحديث "رجاله ثقات" فيه تقصير إذ لم يبين علته، كذا قال أحمد شاكر وهو كما قال مع أنه قد يبين أحياناً نحوا من ذلك؛ فقد بيَّن في الحديث الذي بعده الانقطاع الذي فيه.
وفيه علة أخرى وهي أن أبا عون هذا لم يوثقه غير ابن حبان؛ ولذا قال عنه الحافظ في التقريب: "مقبول" ولم يتابع في حديثه هذا؛ وهذه علة ٌ قادحة في الحديث تكفي في تضعيفه.
وفي باقي الروايات التي رواها ابن عساكر زيادة منكرة في آخر الحديث وهي: (وإن المننتزي يكون بعدي).
ومعلوم أن علياً بعد عثمان -رضي الله عنهما- في الخلافة، ولا تصدق هذه الصفة فيه، ولا يتوقع من عثمان -رضي الله عنه- أن يتهمه بها.
فهذا مما يزيد هذا الحديث ضعفاً وبطلاناً.
----------------------------
1 مجمع الزوائد (7/ 227).
2 المسند (1/ 66) تحقيق أحمد شاكر (1/ 368).
3 تهذيب التهذيب (12/ 191).
----------------------------

3- قال ابن عدي نا الحسين بن عبد الغفار الأزدي، نا زهير بن عباد، نا عبد الله بن عمر الخراساني عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عروة بن الزبير عن عقبة بن عامر. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، ودر، وياقوت، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: للخليفة من بعدك المقتول ظلماً: عثمان ابن عفان" 1.
إسناده ضعيف: ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن عساكر2.
وقد بيَّن ابن عدي ضعفه بقوله: "وهذا باطل بهذا الإسناد يرويه هذا الخراساني ولا يرويه عنه غير زهير".
وروى هذا الخراساني بمثل هذا السند عن عائشة -رضي الله عنه-ا قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أكل فولة بقشرها أخرج الله منه من الداء مثلها" .
وقال ابن عدي: "وهذا باطل لا يرويه غير عبد الله بن عمر الخراساني هذا، ولا يرويه عنه غير زهير". فصدق فيه قول ابن عدي: "يحدث عن الليث بن سعد بمناكير".
----------------------------
1 الكامل لا بن عدي (4/ 1574)، ولسان الميزان لابن حجر (3/ 319)، والمغني في الضعفاء للذهبي (1/ 349).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 100).
----------------------------

4- قال ابن عساكر: "أخبرنا أبو عبد الله الفراوي، وأبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا: أنا سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أنا الشيخ أبو عمرو محمد بن أحمد البحيري، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن بالويه البلخي، نا محمد بن عبد بن عامر، نا عصام بن يوسف، نا حماد بن سلمة، أن علي بن زيد بن جدعان حدثه، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم: "تدرون: ما على العرش مكتوب؟ مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبوبكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان الشهيد، علي الرضا"1.
موضوع: والمتهم به هو: محمد بن عبد بن عامر السمرقندي، قال عنه الحافظ ابن حجر: "معروف بوضع الحديث"2.
وقال الخطيب: "روى عن يحيى بن يحيى، وعصام بن يوسف، وجماعة أحاديث باطلة" ونقل عن الدارقطني أنه قال فيه: "كان يكذب ويضع الحديث"3.
5- قال الخطيب: "أخبرنا محمد بن عبيد الله الحنائي، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي، ثنا أبوبكر عبد الرحمن بن عفان
----------------------------
1 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (ص: 295).
2 ابن حجر، لسان الميزان (5/ 271).
3 ابن حجر، لسان الميزان (5/ 271).
----------------------------

الصوفي، ثنا محمد بن مجيب الصائغ، ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليلة أسري بي رأيت على العرش مكتوباً، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبوبكر الصديق، عمر الفارق، عثمان ذو النورين يقتل مظلوماً" 1.
إسناده موضوع.
ورواه من طريق الخطيب ابن الجوزي2وابن عساكر، كما رواه ابن عساكر من طريق أخرى عن إسحاق بن إبراهيم به3.
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أبوبكر الصوفي ومحمد بن مجيب كذابان، قاله يحيى بن معين"4.
وعبارة يحيى بن معين فيه رواها عنه الخطيب البغدادي وهي: "كذاب، يكذب، رأيت له حديثاً حدّث به عن أبي إسحاق الفزاري كذباً"5.
ونقل تكذيب يحيى بن معين له الذهبي6 والسيوطي في اللآلئ7 بعد
----------------------------
1 تاريخ بغداد (10/ 264).
2 الموضوعات (1/ 337).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان -رضي الله عنه- ص: 45).
4 الموضوعات (1/ 337).
5 تاريخ بغداد (10/ 264).
6 ميزان الاعتدال (2/ 579).
7 اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (1/ 320).
----------------------------

أن ذكر له هذا الحديث.
6- قال ابن عساكر: "كتب إليّ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثم أخبرنا أبو القاسم إليّ فضائل ابن الحسن بن فتح الكتاني، أنا سهل بن بشر قالا: أنا محمد بن الحسين بن الطفال، أنا محمد بن أحمد الذهلي، نا الحسين بن عمر بن إبراهيم الثقفي، نا محمد بن عبد الرحمن المحرزي، نا حاتم أبو عبيدة البصري، عن هشام بن زياد أبي المقدام مولى عثمان، أنا هشام بن عروة، عن عروة عن عائشة، قالت: دخل عثمان على النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: فزرّ عليه قميصه - يعني النبي -صلى الله عليه وسلم-- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كيف أنت يا عثمان إذا جئتني يوم القيامة، وأوداجك تشخب دماً، فأقول: من صنع بك هذا؟ فتقول: بين آمر، وقاتل، وخاذل، فبينما نحن كذلك إذ ينادي منادٍ من قِبل العرش: ألا إن عثمان بن عفان قد حكم في أصحابه" قال: فقال عثمان بن عفان: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" 1.
إسناده ضعيف جداً: هشام بن زياد هو ابن يزيد، أبو المقدام قال عنه الحافظ: "متروك"2.
ونقل في (تهذيب التهذيب) عن ابن حبان قال: "يروي الموضوعات
----------------------------
1 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (ص: 288-289).
2 ابن حجر، تقريب التهذيب (7292).
----------------------------

عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به" وعن يعقوب بن سفيان: "لا يُفرح بحديثه".
ونقل –أيضا- عن ابن معين والبخاري، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، والأزدي، وأبي حاتم تضعيفه1.
والإسناد من بعده صحيح على شرط الشيخين، أكثرا منه2 فصدق قول ابن حبان -الآنف الذكر- في هشام هذا.
ورواه أيضاً من طريق عبد الله بن زيدان بن يزيد البجلي، عن محمد ابن عبد الرحمن المحرزي به، إلا أن فيه عن هشام بن رفاعة عن هشام بن عروة.
وعقب ابن عساكر بقوله: "كذا قال وإنما هو هشام بن زياد".
7- قال ابن عساكر: "أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيلي، أنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد البلخي، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، أنا أبو جعفر بن المنادي، أنا يزيد بن هارون3 أنا محمد بن طلحة بن مصرف4 عن أبي الرميك5 عن
----------------------------
1 ابن حجر، تهذيب التهذيب (11/ 38-39).
2 المزي، تحفة الأشراف (12/ 121 -227).
3 يزيد بن هارون بن زادان السلمي، تقدمت ترجمته.
4 هو: اليامي، كوفي صدوق له أوهام، من السابعة ت سنة 167هـ خ م د ت عس (التقريب/ 5892).
5 أبو الرميك هو: أبو الرمكا سلمان بن عتبان؛ لأنه هو الذي يروي عن نعيم بن أبي هند وعنه محمد بن طلحة، أما الكنية التي وردت في السند فلم أجدها في عدة مصادر، وبهذه الكنية لم أجد مت ترجمه غير الإمام مسلم وابن حبان في الثقات، فهذا يقتضي أنه مجهول (الكنى للإمام مسلم ص: 115، ابن حبان الثقات 6/417)
----------------------------

نعيم1 بن أبي هند قال: كان الناس بالكوفة إذا سمعوا أحداً يذكر عثمان بخير ضربوه. فقال لهم علي: لا تفعلوا ولكن ائتوني به. قال: فقال أعرابي: قُتل عثمان شهيداً، فأتوا به علياً، فقالوا: إن هذا يقول: إن عثمان قتل شهيداً، فقال له علي: وما علمك؟ قال: أتذكر يوم أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاني أوقية، وأعطاني أبوبكر أوقية، وأعطاني عمر أوقية، وأعطاني عثمان أوقية، ولم يكن عند أبي حسن شيء، فأعطاني عنه عثمان أوقية. فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يبارك لي، فقال: "ومالك لا يبارك لك ولم يعطك إلا نبي، أو صديق أو شهيد" فقال علي: خلوا سبيل الرجل، فخرج يمشي بين السماطين"2.
إسناده ضعيف: فيه أبو الرميك وهو مجهول العين والحال.
----------------------------
1 نعيم بن أبي هند، النعمان بن أشيم الأشجعي، ثقة، رمي بالنصب، من الرابعة، توفي سنة 110هـ خت م مد س ق، وما نقله فيه الذهبي وابن حجر، لم أجده في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وقد ترجم له وقال: سألت أبي عنه فقال: هو صالح الحديث صدوق. (الجرح والتعديل 8/ 490) فربما قاله بعد. والله أعلم.
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان -رضي الله عنه- (ص: 294).
----------------------------

8- قال ابن عدي: "حدثنا محمد بن داود بن دينار، ثنا أحمد بن محمد بن الحباب البصري، ثنا عمرو بن فائد، ثنا موسى بن يسار، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله تعالى سيفاً مغموداً في غمده، مادام عثمان بن عفان حياً، فإذا قتل عثمان جرد ذلك السيف فلم يغمد إلى يوم القيامة" 1.
إسناده موضوع.
ومن طريق ابن عدي: رواه ابن عساكر2.
قال ابن عدي: "وهذا بهذا اللفظ وهذا المتن لا أعرفه إلا من عمرو ابن فائد "3.
وقال ابن الجوزي في (الموضوعات) بعد أن ساق هذا الحديث من طريق ابن عدي:
"هذا حديث موضوع على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيه عمرو بن فايد، قال ابن المديني4: "كان يضع الحديث". وقال الدارقطني5: "متروك"
----------------------------
1 ابن عدي، الكامل في الضعفاء (5/1797)
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان -رضي الله عنه- (ص: 455_456)
3 ابن عدي في الكامل (5/ 1797)
4 في (الموضوعات) ابن المدايني، صوبته من: (لسان الميزان) وفيه: "قال ابن المديني: ذاك عندنا ضعيف، يقول بالقدر ".
5 ابن حجر لسان الميزان (4/ 372)
----------------------------

وقال ابن عدي: "وكان محمد بن داود يكذب"1.
وذكره الحافظ في لسان الميزان؛ ونقل عن الأئمة تضعيفه، وذكر له هذا الحديث، ثم قال: "وهذا من نمط الذي قبله ظاهر النكارة"2.
9- قال ابن عساكر: "أخبرنا أبو محمد بن طاوس3 وأبو يعلى البزار4 قالا: أنا علي بن محمد المصيصي5 أنا أبو محمد بن أبي نصر6 أنا خيثمة بن سليمان7 ثنا
----------------------------
1 ابن الجوزي، الموضوعات (1/333)
2 في (الموضوعات) ابن المدايني، صوبته من: (لسان الميزان) وفيه: "قال ابن المديني: ذاك عندنا ضعيف، يقول بالقدر ".
3 لم أجد له ترجمة في (العبر، تاريخ دمشق، وفيات الأعلام، الأعلام) وهو أحد شيوخ ابن عساكر الذين أكثر عنهم، واسمه هبة الله بن أحمد بن عبد الله المقرئ (الإمام)
4 أبو يعلى البزار، هو: حمزة بن علي البزاز الثعلبي. قال ابن عساكر: كتبت عنه شيئاً يسيراً وكان شيخاً لا بأس به... ت سنة 555هـ (تاريخ دمشق خ 5/309)
5 علي بن محمد بن علي بن أحمد أبو القاسم المصيصي الفقيه، سمع بدمشق أب محمد بن أبي نصر، كذا قال ابن عساكر وزاد: "وحدثنا عنه.." وأبو محمد بن طاوس.. ت سنة 447هـ،.. وكان فقيهاً مرضياً.. وكان مسنداً في الحديث (تاريخ دمشق خ 12/526)
6 أبو محمد بن أبي نصر، هو: عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، روى عن.. وخيثمة.. وعاش 93 سنة، قال أبو الوليد الدربندي: كان خيراً من ألف ومثله إسناداً وإتقاناً وزهداً مع تقدمه..وقال رشا بن نظيف، شاهدت سادات، فما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر، كان قرة عين.. ت سنة 420هـ (العبر 2/ 240)
7 الإمام الثقة المعمّر محدث الشام، مصنف (فضائل الصحابة) كان رجّالاً جوالاً، صاحب حديث، حدن عنه عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي، قال أبو بكر الخطيب: خيثمة ثقة ثقة، ت سنة 343هـ (السير 15/ 412) ومن مسنده قطعة في فضائل أبي بكر الصديق منها.. (الأعلام لخير الدين الزركلي 2/ 326)
----------------------------

الخليل بن عبد القاهر الصيداوي1 ثنا يحيى بن المبارك2 ثنا ليث بن سعد3 عن يزيد بن أبي حبيب4 عن أبي الخير5عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لما أسري بي دخلت جنة عدن، فوضع في يدي تفاحة فانفلقت عن حوراء6 عيناء، مرضية كأن مقادم عينيها أجنحة النسور، فقلت: لمن أنتِ؟ قالت: للخليفة من بعدك المقتول ظلماً: عثمان" .
قال ابن عساكر: كذا قال، وإنما هو ابن عبد القهار"7.
إسناده ضعيف: بيحيى بن المبارك فإنه ضعيف؛ وبما فيه من رواة
----------------------------
1 الخليل بن عبد القاهر= صوابه عبد القهار كما نبه الحافظ، روى عن يحيى بن المبارك وعنه خيثمة. ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً (تاريخ دمشق 5/ 682-683).
2 يحيى بن المبارك هو: الدمشقي الصنعاني، قال عنه الدارقطني: "ضعيف" وقال الخطيب "مجهول" (الميزان 4/ 404)، اللسان (6/ 274)، الآلئ (1/ 315).
3 الليث بن سعد: أبو الحارث، المصري. تقدمت ترجمته.
4 يزيد بن أبي حبيب تقدمت ترجمته.
5 أبو الخير: مرثد بن عبد الله اليزني المصري، ثقة فقيه، من الثالثة، ت سنة 90هـ ع (التقريب/ 6547).
6 حوراء عيناء: أي بينة الحور وهو تسود العين كلها مثل أعين الظباء والبقر، وعيناء واسعة العين بينة العين (مختار الصحاح 161، 467).
7 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان -رضي الله عنه- (101)
----------------------------

مجاهيل.
ورواه أبو عرب، وذكره المحب الطبري1.
قال ابن الجوزي - بعد أن روى عدة طرق للحديث عن كل من: أنس، وعقبة بن عامر، وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم-: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" ثم ذكر علل هذه الأحاديث2.
10- قال البزار: حدثنا عبد الله بن شبيب، ثنا محمد بن ميمون، ثنا عيسى بن يونس، ثنا وائل بن داود، عن البهي، عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة: "لا يقتل بعد هذا اليوم بها أحدٌ صبراً، إلا رجل قتل عثمان بن عفان".
قال البزار: "لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن الزبير"3.
وإسناده ضعيف منكر.
ورواه أبو عرب4 وابن عدي ويرى ابن عدي أن المعروف أنه يروى عن مصعب بن سعيد عن عيسى بن يونس، ثم قال: "وقد رواه ابن
----------------------------
1 المحن لأبي عرب (ص: 44-45) تاريخ دمشق لابن عساكر (ترجمة عثمان 101-102)، الرياض النضرة للمحب الطبري (3/ 36).
2 ابن الجوزي (الموضوعات 1/ 329-331)، والسيوطي (اللآلئ المصنوعة 1/ 312-315).
3 كشف الأستار (3/ 181).
4 المحن (43-44).
----------------------------

شبيب هذا عن محمد بن عبيد - ابن ميمون كما مرّ - عن عيسى، وابن شبيب لا اعتماد عليه "، كما أن مصعب بن سعيد قال عنه ابن عدي: "يحدث عن الثقات بالمناكير ويصحف عليهم"1.
وقد جاء الحديث من طريق أخرى عن عيسى بن يونس، من طريق النظر بن طاهر عن عيسى بن يونس، وقال ابن عدي: "وهذا يعرف بمصعب بن سعيد أبي خيثمة المصيصي، عن عيسى بن يونس، سرقه منه النظر هذا"2.
قال الهيثمي: "رواه الطبراني في الأوسط، والبزار باختصار، وقالا: لا يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد، وفي إسناد الطبراني، مصعب بن سعيد، وفي إسناد البزار؛ عبد الله بن شبيب، وكلاهما ضعيفان"3.
ورواه أبو عرب4 عن محمد بن بسطام، عن غيلان بن المغيرة، قال: حدثنا أبو حبيبة المكفوف مصعب بن سعيد عن عيسى بن يونس عن وليد بن داود به.
والصواب كما في المصادر الأخرى وائل بن داود5.
----------------------------
1 الكامل في الضعفاء (2362 -2363).
2 المصدر السابق.
3 مجمع الزوائد (9/99).
4 المحن (43-44).
5 ولعل هذا من الأخطاء الكثيرة التي في مطبوعة المحن
----------------------------

وفي أوله: قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً من قريش من المشركين صبراً يوم بدر، ثم قال: "لا يقتل بعد اليوم رجل من قريش صبراً إلا رجل قتل عثمان بن عفان فاقتلوه؛ إلا تفعلوا تقتلوا قتل الشاة".
فهذه الرواية في يوم بدر، وحديث البزار في فتح مكة.