منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49250
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)   الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 10:22 pm

الباب الثاني: يوم الدار وقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-
الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)
المبحث الأول: وصف الدار
لقد أطلق يوم الدار على المدة التي حوصر فيها عثمان -رضي الله عنه- بدءاً من رجوع المصريين إلى المدينة وانتهاءً بقتله -رضي الله عنه-1.
واختلف في مدة الحصار، فقيل إنه استمر أكثر من عشرين يوماً2 وقيل: أكثر من شهر، وقيل: كانت مدته أربعين يوماً3 وقيل:
----------------------------
1 يظهر ذلك من الروايات المتعلقة بيوم الدار، انظر على سبيل المثال، الملحق الروايات رقم: [77]، [93]، [117]، [147]، [166].
2 قال به ابن قتيبة، المعارف (196).
3 ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 184 ج).
----------------------------

كانت نيفا وأربعين ليلة1 وقيل: تسعة وأربعين يوماً2 وقيل: شهرين وعشرين يوماً3.
ومكان الحصار هو: داره الكبرى التي كان يسكنها في المدينة النبوية4 ويسميها الرواة أحياناً بالقصر5.
وتقع شرق المسجد النبوي مقابل باب عثمان6 ويحدها من الشمال زقاق البقيع الذي يبلغ عرضه خمسة أذرع، ومن جهة الشرق داره
----------------------------
1 قال به حماد بن زيد، رواه ابن أبي الدنيا، المحتضرين (خ ق12ب) ( كما في حاشية تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة عثمان (405) حاشية (2))، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (405) وفيه بشار بن موسى الخفاف ضعيف وكثير الغلط.
وذكر ذلك المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 45)، وقال: «النيف يخفف ويشدد وأصله من الواو، ويقال: عشرة ومائة ونيف، وكل ما زاد على العقد فهو نيف، حتى يبلغ العقد الثاني».
2 ذكره ابن الأثير عن الواقدي، (أسد الغابة 3/ 489).
3 ذكره ابن الأثير عن الزبير، (أسد الغابة 3/ 489).
4 السمهودي، وفاء الوفاء (2/ 731).
5 جاء ذلك في رواية رواها أحمد في المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 340- 341) بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [76].
6 المقصود باب عثمان -رضي الله عنه- في مبنى المسجد القديم قبل، ومما لا شك فيه أنه قد هدم وأدخل في المسجد في توسعة من توسعاته المتعددة.
----------------------------

الصغرى، التي تليها دار أبي حزم، ويقابل دارَه الصغرى دارٌ لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه-1.
وبين الدار الكبرى، والمسجد النبوي: ساحة تسمى البلاط2 كانت ممتلئة بالمحاصرين أثناء الحصار3.
ولعل موضع هذه الدار قد دخل في المسجد النبوي في توسعة من التوسعات التي وسع بها، ويبدو أنه المكان الذي بين قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين جدار المسجد الشرقي مما يلي باب البقيع الذي فتح حديثاً مقابل باب السلام من الجهة الشرقية4.
----------------------------
1 السمهودي، وفاء الوفاء (2/ 731).
2 البلاط: موضع بجانب المسجد النبوي؛ مبلط بالحجارة (ياقوت الحموي، معجم البلدان 1/ 479).
3 روى ما يدل على ذلك ابن سعد، الطبقات (3/ 67)، وأحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 348، 363، 379-380) وصححه أحمد شاكر.
ورواه عبد الله بن أحمد (المصدر السابق)، والدارمي، السنن (2/ 171- 172)، وأبوداود، السنن (4/ 170-171)، وابن ماجه، السنن (2/847)، والترمذي، السنن (4/ 461)، والنسائي، السنن (7/ 91-92)، والبغوي، شرح السنة (10/ 148)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (351)، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (3/ 66) وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين، انظر الملحق الرواية رقم: [130].
4 فتح هذا الباب في 1/9/ 1408هـ ، بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
----------------------------

وفي الروايات الصحيحة نتف من أوصاف هذه الدار، يشكل مجموعها: صورة تقريبية لها تساعد على فهم الأحداث التي جرت في الدار وأدت إلى قتل عثمان -رضي الله عنه-.
ومما وقفت عليه من وصف لهذه الدار، أنها كانت مجاورة لدور متساوية معها من حيث العلو، مما يساعد على إمكانية التنقل بينها عن طريق سطحها1.
كما يجاورها دور أخرى غير ملتصقة بها، يمكن الانتقال إليها بواسطة خشب توضع بينها2.
وللدار خوخة تطل على المسجد، أو نافذة تطل على الشارع، يرى المطلع منها من في الشارع، أو من في المسجد كما يمكن عن طريقها أن يرى من في المسجد أو في الشارع من في الدار3 وفي الدار درج يصلها بسطحها4.
----------------------------
1 الخطيب البغدادي، تلخيص المتشابه (1/ 96)؛ ومن طريق ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (395)، من رواية النعمان بن بشير عن نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان -رضي الله عنه-، وفي إسناده مجهولان وصدوق، وللتفصيل انظر الملحق الرواية رقم: [100].
2 علي بن الجعد، المسند (2/ 959)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (420)، وابن سعد، الطبقات (8/ 128)، وإسناده صحيح، أو حسن. انظر الملحق الرواية رقم: [40].
3 يفهم ذلك من الروايات الواردة في مناشداته، انظر بعضها في الملحق الروايتين رقم: [57]، و[66].
4 الخطيب البغدادي، تلخيص المتشابه (1/ 96)؛ ومن طريق ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (395)، من رواية النعمان بن بشير عن نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان -رضي الله عنه-، وفي إسناده مجهولان وصدوق، وللتفصيل انظر الملحق الرواية رقم: [100].
----------------------------

كما أن سعة الدار كبيرة جداً، بحيث تسع عدداً كبيراً من الناس1 وفيها: مدخل يسمع من يدخله كلام من على البلاط2.
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/ 70)، ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (400)، وإسناده صحيح، وهناك روايات أخرى تدل على ذلك، انظرها في تاريخ دمشق، ترجمة عثمان(ص: 400). وخليفة بن خياط، التاريخ (173)، من طريق محمد بن سيرين عن سليط بن سليط وفيه من لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [84].
وابن أبي شيبة، المصنف (15/ 227)، وفيه أبو عبيدة الناجي وهو ضعيف، انظر الملحق الرواية رقم: [128].
وابن سعد، الطبقات (3/ 71)، ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (400)، بإسناد صحيح إلى محمد بن سيرين ولم يدرك، انظر الملحق الرواية رقم: [83].
2 ابن سعد، الطبقات (3/ 67)، وأحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 348، 363، 379-380)، وصححه أحمد شاكر.
وعبد الله بن أحمد (المصدر السابق)، والدارمي، السنن (2/ 171-172)، وأبو داود، السنن (4/ 170-171)، وابن ماجه، السنن (2/ 847)، والترمذي، السنن (4/ 461)، والنسائي، السنن (7/ 91-92)، والبغوي، شرح السنة (10/ 148)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (351)، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (3/ 66)، وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين، انظر الملحق الرواية رقم: [130].
----------------------------



الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49250
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)   الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 10:25 pm

المبحث الثاني: بدء الحصار
لم تفصل الروايات الصحيحة في كيفية بدء وقوع الحصار، ولعل الأحداث التي سبقته تلقي شيئاً من الضوء على كيفية بدئه.
فبينما كان عثمان -رضي الله عنه- يخطب الناس ذات يوم إذا برجل يقال له أعين1 يقاطعه ويقول له: يا نعثل2 إنك قد بدلت، فقال عثمان -رضي الله عنه-: من هذا؟ فقالوا: أعين، قال عثمان: بل أنت أيها العبد، فوثب الناس إلى أعين، وجعل رجل من بني ليث يزعهم عنه حتى أدخله
----------------------------
1 أعين بن ضبيعة بن ناجية بن غفال التميمي الحنظلي الدارمي، ابن أخي صعصعة بن ناجية جد الفرزدق. ذكره صاحب الاستيعاب ولم يذكر ما يدل على صحبته، وهو والد النوار زوج الفرزدق، وكان شهد الجمل مع علي، وهو الذي عقر الجمل الذي كانت عائشة --رضي الله عنه-ا -عليه، ويقال: إنها دعت عليه بأن يُقتل غيلة فكان كذلك،وذلك سنة ثمان وثلاثين. (ابن حجر، الإصابة -القسم الأول: 1/ 55، وفي الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 119).
2 هو لقب أطلقه الخارجون على عثمان -رضي الله عنه-، نقل ابن عساكر عن ابن الكلبي أنه قال: "إنما قيل له نعثل؛ لأنه كان يشبّه برجل من أهل مصر اسمه نعثل، وكان طويل اللحية، فكان عثمان إذا نيل منه وعيب يشبّه بذلك الرجل لطول لحيته، لم يكونوا يجدون عيباً غير هذا. وقال بعضهم: إن نعثلاً من أهل أصبهان، ويقال في نعثل إنه الذكر من الضباع" [ تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (331) انظر الملحق الروايات رقم: [65، 67، 68].
----------------------------

الدار1.
وبعد قدوم المصريين -الثاني- وقبل اشتداد الحصار كان عثمان -رضي الله عنه- يستطيع الخروج إلى الصلاة، ويُدخل عليه من يشاء، ثم منعوه من ذلك ومن الخروج من داره، فكان -رضي الله عنه- لا يستطيع الخروج لصلاة الفريضة2.
----------------------------
1 روى هذه الخطبة أحمد في المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 378) وحسنه أحمد شاكر، وروى الباقي أبو يعلى، المسند (1/ 151 ط. دار القبلة)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (247) وإسناده حسن، قال الهيثمي: "إسناد أبي يعلى رجاله رجال الصحيح غير عباد وهو ثقة" (مجمع الزوائد 7/ 228)، وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري محتجاً به فظهر من صنيعه هذا أنه في درجة المقبول عنده، انظر الملحق الرواية رقم: [65].
2 خليفة بن خياط، التاريخ (172)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 383)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (341-342) وإسناده حسن إلى أبي سعيد مولى أبي أسيد، وقد اختلف في صحبته، ووثقه ابن حبان وغيره، انظر الملحق الرواية رقم: [66].
وعبد الله بن أحمد (زيادات المسند 2/ 13-14 بتحقيق أحمد شاكر)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (339-340) من رواية ثمامة بن حزن القشيري، وفيه هلال بن حق الجريري، ولم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [164].
والترمذي، السنن (5/ 627) من طريق ثمامة القشيري عن عثمان -رضي الله عنه- ويفهم ذلك من الروايات التالية:
أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 340-341)، والنسائي، السنن (6/236)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (342-343) وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 486-487) كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عثمان -رضي الله عنه-، وإسناده حسن، انظر الرواية رقم: [76].
وأحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 380-381)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (335)، من رواية الأحنف وصحح إسناده أحمد شاكر، وفيه عمرو بن جاوان لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [165].
والدارقطني، السنن (4/ 197-198)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (343-344) من رواية موسى بن حكيم عن عثمان -رضي الله عنه- وفيه عمر بن عبيد الله وموسى بن حكيم لم يوثقهما غير ابن حبان، وبشر بن آدم صدوق، وباقي رجاله ثقات، انظر الملحق الرواية رقم: [198].
----------------------------

فكان يصلي بالناس رجل من المحاصرين، من أئمة الفتنة، حتى أن عبيد الله بن عدي بن الخيار تحرج من الصلاة خلفه، فاستشار عثمان في ذلك؛ فأشار عليه بأن يصلي خلفه، وقال له: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم1.
وفي بعض الروايات الضعيفة أن الذي كان يصلي بالناس هو أميرهم الغافقي2.
ولا صحة لما روى الواقدي من أن علياً -رضي الله عنه- أمر أبا أيوب الأنصاري أن يصلي بالناس فصلى بهم أول الحصر، ثم صلى علي رضي
----------------------------
1 رواه البخاري في صحيحه (فتح الباري 2/ 188).
2 رواه الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 353-354)، من رواية سيف بن عمر التميمي، وهو ضعيف، فالإسناد ضعبف، انظر الملحق الرواية رقم: [268].
----------------------------

الله عنه بهم العيد وما بعده1.
ومما يزيد في ضعف متن هذه الرواية؛ إضافة إلى ضعف إسنادها: أنه لو كان علي أو أبو أيوب -رضي الله عنهما- هما الذان يصليا بالناس، لما تحرج عبيد الله بن عدي بن الخيار من الصلاة خلفهما.
----------------------------
1 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 423)، والواقدي متروك فالرواية ضعيفة جداً، انظر الروايات رقم: [335، 346، 370].
----------------------------



الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49250
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)   الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 10:29 pm

المبحث الثالث: المفاوضات بين عثمان ومحاصريه.
وبعد أن تم الحصار، وأحاط الخارجون -على عثمان -رضي الله عنه-- بالدار طلبوا منه خلع نفسه، أويقتلوه1.
وهؤلاء الذين يطالبون الخليفة بخلع نفسه هم حثالة من الناس، وأوباشهم وأدناهم ديناً، وخلقاً، وعلماً وليسوا من أهل الحل والعقد.
وبعرضهم هذا تحقق ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان -رضي الله عنه- وحان وقت العمل بوصيته -صلى الله عليه وسلم- له؛ لذا رفض عثمان -رضي الله عنه- خلع نفسه، وقال: "لا أخلع سربالاً سربلنيه الله2"يشير إلى ما أوصاه به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-3.
----------------------------
1 رواه خليفة بن خياط، التاريخ (171)، وابن سعد، الطبقات (3/ 66)، من طريق أم يوسف بنت ماهك عن أمها، ولم أقف على ترجمة لهما، انظر الملحق الرواية رقم: [146].
ورواه ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 200-201)، و ابن سعد، الطبقات (3/ 72)، وخليفة بن خياط، التاريخ (170)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (409)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك، بإسناد صحيح إلى وثاب مولى عثمان -رضي الله عنه-، ولم أقف على ترجمة له، انظر الملحق الرواية رقم: [147].
وبهذين الإسنادين يرتقي الخبر إلى درجة الحسن.
2 انظر الحاشية السابقة.
3 تقدم ذلك مفصلا في الفصل الذي مهدت به للبحث.
----------------------------

بينما كان قلة من الصحابة -رضي الله عنه- يرون خلاف ما ذهب إليه، وأشار عليه بعضهم بأن يخلع نفسه ليعصم دمه، ومن هؤلاء المغيرة بن الأخنس -رضي الله عنه-، لكنه رفض ذلك.
وفي أثناء وجود أصحاب هذا الرأي عند عثمان -رضي الله عنه- دخل عليهم ابن عمر -رضي الله عنهما-.
فقال له عثمان -رضي الله عنه-: "انظر إلى ما يقول هؤلاء، يقولون: اخلعها ولا تقتل نفسك، فقال ابن عمر -رضي الله عنهما-: إذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا؟ فقال عثمان -رضي الله عنه-: لا، قال: فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك؟، قال عثمان -رضي الله عنه-: لا، قال: فهل يملكون لك جنة أو ناراً؟ قال: لا، قال: فلا أرى لك أن تخلع قميصاً قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه"1.
وفي رواية: فلا أرى أن تسن هذه السنة في الإسلام، كلما سخط قوم على أميرهم خلعوه، لا تخلع قميصاً قمصكه الله2.
----------------------------
1 خليفة بن خياط، التاريخ (170)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (359) وإسناده حسن، وفيه: خلعوه بدلاً من "قتلوه" وروايته من طريق خليفة، انظر الملحق الرواية رقم: [56]، وقال محقق تاريخ خليفة الدكتور أكرم ضياء العمري معلقاً على هذه اللفظة في الحاشية: "لعل الصواب: خلعوه"، مما يدل على أن رسم الكلمة: "قتلوه" فاستغربه -حفظه الله- فلعله وقع من بعض النساخ، ويدل عليه أن النسخة التي اعتمدها ابن عساكر في روايته لم تصحف فيها اللفظة، والله أعلم.
2 ابن سعد، الطبقات (3/ 66) بإسناد صحيح رجاله رجال الشيخين، وابن شبة، تاريخ المدينة (4/ 1226)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (359) بإسناد حسن لغيره، انظر الملحق الرواية رقم: [81].
----------------------------

ولا يدل هذا الحوار على أن عثمان -رضي الله عنه- كان متردداً في الخلع وعدمه حتى أيده ابن عمر -رضي الله عنهما- لأن وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له صريحة في عدم الخلع، إلا أن يكون قد نسيها ثم تذكرها بعد، والذي يبدو من عبارته -رضي الله عنه- التي عبر بها عن رأيه في عدم الخلع أنه متذكر للوصية حيث استخدم معانيها.
وهذا الموقف الذي أملته وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موقف حكيم، فإن الاستجابة لمطالب الثوار وهم فئة قليلة من الأمة، وليسوا من أهل الحل والعقد، ولا من رجالات الإسلام، وفقهاء الشريعة ستكون لها آثار خطيرة على مسيرة الأمة، وهيبة الخلافة، وعلاقة الراعي بالرعية، وكان ثمن دفع هذه الآثار السيئة أن دفع الخليفة حياته، وهو يعلم بمصيره ويستسلم له وهو أمر ثقيل على النفس، ولكنه قدم مصالح الأمة على مصلحته الشخصية.
مما يكشف عن قوة وعزيمة وشجاعة، ويرد به على تلك التهم التي وجهت إليه من ضعف في هذه الصفات.
فإنه -رضي الله عنه- كان قادراً -بإذن الله- على كبح الفتنة، ولكنه قدّر حدوث مفاسد أعظم من مصلحة كبحها، فأعرض عن ذلك درءاً لها؛ وبذلك يعلم خطأ من قال بأن قتل عثمان: "لا يوصف بأكثر من أنه (مشاغبة دهماء) لم تجد من يكبحها"1فإن في ذلك غمزاً في شخصية وشجاعة عثمان -رضي الله عنه-، وهي حقاً فتنة دهماء، ولكن عدم كبحها يعد منقبة لعثمان -رضي الله عنه- لما فيه من تضحية في سبيل الله، رجاء تحصيل مصلحة للأمة، وعملاً بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وبينما كان عثمان -رضي الله عنه- في داره، والقوم أمام الدار يحاصرونها، دخل ذات يوم ذاك المدخل الذي قدمنا أن داخله يسمع كلام من على البلاط، فإذا هو يسمع توعد المحاصرين له بالقتل، ويبدو أنه لم يكن يتوقع قبل هذا أن الأمر سيبلغ هذا المبلغ.
فخرج من المدخل، ودخل على من معه في الدار، ولونه منتقع، فقال: "إنهم ليتوعدونني بالقتل آنفاً، فقالوا له: يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين، فقال ولم يقتلونني؟! وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إيمانه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفساً بغير نفس" فوالله ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام قط، ولا تمنيت أن لي بديني بدلاً منذ هداني الله، ولا قتلت نفساً؛ ففيم يقتلونني؟"2.
----------------------------
1 العقاد، ذو النورين عثمان بن عفان (ص: 122).
2 ابن سعد، الطبقات (3/ 67)، وأحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 348، 363، 379-380) وصححه أحمد شاكر.
وعبد الله بن أحمد (المصدر السابق)، والدارمي، السنن (2/ 171-172)، وأبو داود، السنن (4/ 170-171)، وابن ماجه، السنن (2/ 847)، والترمذي، السنن (4/461)، والنسائي، السنن (7/ 91-92)، والبغوي، شرح السنة (10/ 148)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (351)، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (3/ 66)، وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين، انظر الملحق الرواية رقم: [130].
----------------------------

ثم أشرف على المحاصرين، وحاول تهدئة ثورتهم وثنيهم عن خروجهم على إمامهم، مضمناً كلامه الرد على ما عابوه به، وكشف الحقائق التي لبّسها القوم، عسى أن يفيق المغرر بهم ويعودوا إلى رشدهم.
فطلب من المحاصرين أن يُخرجوا له رجلاً يكلمه، فأخرجوا له شاباً يقال له: صعصعة بن صوحان، فطلب منه عثمان -رضي الله عنه- أن يبين له ما نقموه عليه1.
فقال صعصعة: أُخرجنا من ديارنا بغير حق إلا أن قلنا ربنا الله2 فقال له عثمان -رضي الله عنه-: اتلُ أي: استدل بالقرآن، فقرأ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ
----------------------------
1 ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 203-204) بإسناد صحيح إلى ابن سيرين، ولم يعاصر الحادثة، وتشهد له رواية قتادة الآتية انظر الملحق الرواية رقم: [104].
2 خليفة بن خياط، التاريخ (171)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (350) بإسناد حسن إلى قتادة؛ وقتادة لم يعاصر الحادثة، لكن تشهد له رواية ابن سيرين التالية، انظر الملحق الرواية رقم: [105]؛ ولم تفصل الرواية في قصة هذا النفي وسبب نفيهم، بينما أوضحت روايات أخرى بعض التفاصيل عنه، ففيها أن عثمان -رضي الله عنه- نفى بعض المشاغبين الذين أرادوا إشعال الفتنة في الكوفة.
----------------------------

لَقَدِيرٌ} 1.
فقال عثمان: ليست لك، ولا لأصحابك، ولكنها لي ولأصحابي، وفي رواية أنه قال له: كذبت لستم بأولئك، نحن أولئك، أخرجنا أهل مكة.
فقرأ عثمان الآية التي استدل بها صعصعة وما بعدها مما يفسرها ويبين زيف استدلال صعصعة بها، فتلا: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ
----------------------------
1 ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 203-204)، بإسناد صحيح إلى ابن سيرين؛ ولم يعاصر الحادثة وتشهد له رواية قتادة السابقة انظر الملحق الرواية رقم: [104]؛ والآية رقم: (39)، من سورة الحج.
----------------------------

وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ} 1.
وبذلك أفهم عثمان -رضي الله عنه- الناس الآيات فهماً صحيحاً كما نزلت مبيناً سبب نزولها، وفيمن نزلت، وعلى ما تدل، لئلا يلبّس عليهم من قرأ القرآن وهو لا يعرف معناه، ويستدل به على ما يضاد مراده.
وقد قال بهذا الذي قاله عثمان -رضي الله عنه- أئمة التفسير من الصحابة وغيرهم؛ ابن عباس، ومجاهد والضحاك وغير واحد من السلف، فقالوا: بأنها نزلت في المهاجرين2.
وفي قوله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ} يقول عمر بن عبد العزيز: "ألا إنها ليست على الوالي وحده، ولكنها على الوالي والمُولّى عليه، ألا أنبئكم بما لكم على الوالي من ذلكم، وبما للوالي عليكم منه؛ إن لكم على الوالي من ذلكم أن يأخذكم بحقوق الله عليكم، وأن يأخذ لبعضكم من بعض، وأن يهديكم للتي هي أقوم ما استطاع..."3.
كما أن نفي عثمان لمن نفاه إنما هو عمل بالآية التي التي استدل بها صعصعة، فإنها تأمر من مكنه الله في الأرض، أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وعثمان خليفة، ونفيهم أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر لما قاموا به من تعدٍّ على بعض المسلمين، وإثارة الفتنة، ولو قتلهم لكان ذلك حقاً
----------------------------
1 المصدر السابق؛ والآيات: (39-41) من سورة الحج.
2 ابن كثير، تفسير القرآن العظيم (3/ 226).
3 المصدر السابق.
----------------------------

وعدلاً منه؛ لأنهم من المفسدين في الأرض الذين جعل الله جزاءهم هو: القتل أو الصلب أو تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف، أو النفي من الأرض، كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} 1.
فما استدل عليه صعصعة بالآية بعيد جداً عن معناها الحقيقي، كما أن إخراجهم ليس بسبب أنهم قالوا: ربنا الله، يقول ابن كثير: "إلا أن يقولوا ربنا الله أي: ما كان لهم إلى قومهم إساءة ولا كان لهم ذنب إلا أنهم وحَّدوا الله وعبدوه لا شريك له"2.
فهل هذا هو سبب إخراج مشاغبي أهل الكوفة؟! وهل استدلال صعصعة بالآية صحيح، أم أنه استدلال مزيف؟ فقد حرّف المعنى ليوافق هواه.
وصدور هذا الفهم السقيم لكتاب الله الكريم من متكلم القوم دليل قوي على أن القوم إما مثله، أو دونه في فهم كلام الله؛ فهل يصلح هؤلاء لمعاتبة ومناظرة ثالث المسلمين منزلة وفضلا؟، ومن هاجر الهجرتين
----------------------------
1 سورة المائدة، الآية (33).
2 ابن كثير، تفسير القرآن العظيم (3/ 226).
----------------------------

وعاصر نزول القرآن آية آية!
ولذا: فإن عثمان -رضي الله عنه- بعد أن رد على هؤلاء، ذكّر الناس بمكانته، وبمكانة المحاصرين في الإسلام، وببعض فضائله مناشداً بالله من يعلمها أو سمعها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليبينها للناس.
ومن جملة مناشدته لهم؛ ناشدهم بالإقرار بشهادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له بالشهادة وذلك في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اسكن حراء ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد"، وأنه كان معه إذ ذاك1.
ومعلوم أن عثمان ليس بنبي، وأن الصديق هو أبوبكر، لاشتهاره بهذه الصفة، فلم يبق لعثمان ومن معه من الصحابة -رضي الله عنهم- إلا الصفة الثالثة وهي: (الشهادة)، وقد ذكَّر عثمان الناس بذلك، وعلَّم الجاهل منهم، ليتيقنوا أنه سيستشهد وأن قتله شهادة؛ فعسى أن يُنجي
----------------------------
1 أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر1/ 340-341)، والنسائي، السنن (6/236)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (342-343)، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 486-487)، كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عثمان -رضي الله عنه-، وإسناده حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [76]... والترمذي، السنن (5/625)، وعلقه البخاري في صحيحه (فتح الباري 5/ 406-407)، والنسائي، السنن (2/ 236-237)، والدارقطني، السنن (4/ 1994-2000)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (337-338)، كلهم من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [42].
والترمذي، السنن (5/ 627)، من طريق ثمامة القشيري عن عثمان -رضي الله عنه-.
----------------------------

القوم أنفسهم من قتله، وليبين للناس ضلال من اتهمه بالتبديل؛ وليؤكد لهم أيضاً عصمة دمه، وشهادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له بحسن الخاتمة، فيفهموا أن ما ألصقوه به من معايب لا تبيح قتله؛ لأنه على أقل الأحوال لا يخرج عن كونه مسلماً معصوم الدم.
ورداً على ما عابوه به من تخلف عن بيعة الرضوان، ذكّرهم وناشدهم ببعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إياه إذ ذاك إلى المشركين من أهل مكة، ولما كانت البيعة قال: هذه يد عثمان فبايع له، فانتشد له رجال1.
فعدم حضوره جسدياً للبيعة لا يعني فوات فضلها منه، كما أن عدم حضورها جسدياً ليس بمذمة تلصق به، بل دليل على فضله ومكانته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث انتدبه لهذه المهمة العظيمة.
ولمنع القوم له من الصلاة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكّرهم وناشدهم بما كان منه من توسعة للمسجد يوم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من يوسع لنا هذا البيت في المسجد -يشير إلى بيت جانب المسجد- ببيت له في الجنة" وأنه ابتاعه من ماله فوسع به المسجد2.
----------------------------
1 أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر1/ 340-341)، والنسائي، السنن (6/236)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (342-343)، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 486-487)، كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عثمان -رضي الله عنه-، وإسناده حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [76].
2 انظر الحاشية السابقة، والترمذي، السنن (5/ 627)، من طريق ثمامة القشيري عن عثمان -رضي الله عنه-.
وخليفة بن خياط، التاريخ (172)، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/383)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (341-342) وإسناده حسن إلى أبي سعيد مولى أبي أسيد وقد اختلف في صحبته، ووثقه ابن حبان وغيره، انظر الملحق الرواية رقم: [66].
وعبد الله بن أحمد (زيادات المسند 2/ 13-14 بتحقيق أحمد شاكر)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (239-240) من رواية ثمامة بن حزن القشيري، وفيه هلال بن حق الجريري، ولم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [164].
وأحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 380-381)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان، من رواية الأحنف وصحح إسناده أحمد شاكر، وفيه عمرو بن جاوان لم يوثقه غير ابن حبان. انظر الملحق الرواية رقم: [165].
والدارقطني، السنن (4/ 197-198)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (343-344) من رواية موسى بن حكيم عن عثمان -رضي الله عنه- وفيه عمر بن عبيدالله وموسى بن حكيم لم يوثقهما غير ابن حبان، وبشر بن آدم صدوق، وباقي رجاله ثقات، انظر الملحق الرواية رقم: [198].
----------------------------

فمنعهم له من الصلاة في هذا المسجد ظلمٌ ظاهر، فإنه مسلم له حق في المسجد كباقي المسلمين، وله زيادة أحقية فيه، لمساهمته الكبيرة في بنائه.
وفي وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له ببيت في الجنة دليل ظاهر على حسن خاتمته، فلعل القوم يعون هذه الشهادة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له ببيت في الجنة، فيعصمون دمه، ولعلهم يدركون أن ما كان يهبه عثمان -رضي الله عنه- لأهل قربته لم يكن من بيت مال المسلمين، بل هو من ماله الخاص، الذي كان به جواداً سخياً قبل أن يلي بيت مال المسلمين.
ولم تكن النفقة في سبيل الله هي اليتيمة من نوعها، بل أنفق ما يفوقها كثرة، ولتذكيرهم بذلك ناشدهم بما كان من تجهيزه لجيش العسرة بكامله استجابة لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من ينفق اليوم نفقة متقبلة" 1.
وبشرائه بئر رومة التي كان ماؤها يباع من ابن السبيل، فابتاعها من ماله وأباحها لابن السبيل.
ففي منعهم الماء عنه جزاء بعكس ما أكرم هو به المسلمين، فذكَّرهم -رضي الله عنه- بما كان منه من التوسيع عليهم بوهبه إياهم بئر رومة، فتمتع
----------------------------
1 عبد الله بن أحمد (زيادات المسند 2/ 13-14 بتحقيق أحمد شاكر)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (339-340) من رواية ثمامة بن حزن القشيري، وفيه هلال بن حق الجريري، ولم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [164].
وأحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/380-381)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان، من رواية الأحنف وصحح إسناده أحمد شاكر، وفيه عمرو بن جاوان لم يوثقه غير ابن حبان. انظر الملحق الرواية رقم: [165].
والدارقطني، السنن (4/ 197-198)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (343-344) من رواية موسى بن حكيم عن عثمان -رضي الله عنه- وفيه عمر بن عبيدالله وموسى بن حكيم لم يوثقهما غير ابن حبان، وبشر بن آدم صدوق، وباقي رجاله ثقات، انظر الملحق الرواية رقم: [147].
والترمذي، السنن (5/ 625) وعلقه البخاري في صحيحه (فتح الباري 5/ 406-407)، والنسائي، السنن (6/ 236-237)، والدارقطني، السنن (4/ 199-200)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (337-338) كلهم من طريق أبي عبدالرحمن السلمي، إسناده صحيح انظر الملحق الرواية رقم: [43].
----------------------------

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته وسكان مدينته بهذا الماء العذب الزلال، وهم يمنعونه من الماء، ويضطرونه إلى الشرب من بئر نتنة في بيته يرمي بها النتن والأوساخ1.
فلما رأى إصراراً منهم على العزم على قتله، حذرهم من ذلك ومن مغبته، فاطلع عليهم من كَوٍّ2 وقال لهم: أيها الناس، لا تقتلوني واستعتبوني، فوالله لئن قتلتموني لا تقاتلون جميعاً أبداً، ولا تجاهدون عدواً أبداً، لتختلفن حتى تصيروا هكذا؛ وشبك بين أصابعه3.
وفي رواية أنه قال: أيها الناس لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم، فوالله
----------------------------
1 الخطيب البغدادي، تلخيص المتشابه (1/ 96)؛ ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (395) من رواية النعمان بن بشير عن نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان -رضي الله عنه-، وفي إسناده مجهولان وصدوق، وللتفصيل انظر الملحق الرواية رقم: [100].
2 الكَوُّ هو: الخرق في الحائط، والثقب في البيت ونحوه (ابن منظور، لسان العرب 15/ 236).
3 ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 203) واللفظ له، وابن سعد، الطبقات (3/ 71)، وابن الأعرابي، المعجم (خ ق 125 أ)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (351-352)، كلهم من طريق أبي ليلى الكندي عن عثمان -رضي الله عنه- وإسناده حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [141].
ابن سعد، الطبقات (3/ 71)، خليفة بن خياط، التاريخ (171)، وابن الأعرابي، المعجم (خ ق 125أ)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (351-352) وإسناده حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [57].
----------------------------

إن أردت إلا الإصلاح ما استطعت، أصبت أو أخطأت، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً، ولا تغزوا جميعاً أبداً، ولا يقسم فيئكم بينكم1.
وقال أيضاً: "فوالله لئن قتلوني لا يحابون بعدي أبداً، ولا يقاتلون بعدي جميعاً عدواً أبداً"2.
وقد تحقق ما حذرهم منه، فبعد قتله وقع كل ما قاله -رضي الله عنه-، وفي ذلك يقول الحسن البصري: "فوالله إن صلى القوم جميعاً إن قلوبهم لمختلفة"3.
كما حذرهم عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- من قتله4.
ثم أرسل عثمان إلى الصحابة -رضي الله عنهم- يشاورهم في أمر
----------------------------
1 ابن سعد الطبقات (3/ 67-68)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان، من طريق مجاهد عن عثمان -رضي الله عنه-، ومجاهد لم يدرك الحادثة فالإسناد منقطع، انظر جامع التحصيل للعلائي (ص: 336-337).
2 ابن سعد، الطبقات (3/ 71)، وخليفة بن خياط، التاريخ (171)، وابن الأعرابي، المعجم (خ ق 125أ)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (351-352) وإسناده حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [57].
3 خليفة بن خياط، التاريخ (171)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (351)، بإسناد حسن إلى الحسن، انظر الملحق الرواية رقم: [57].
4 انظر أقواله في تحذيرهم في مبحث: (ما أثر عن الصحابة في أثر قتل عثمان) في هذا الكتاب.
----------------------------

المحاصرين وتوعدهم إياه بالقتل، فأرسل إلى ابن سلام -رضي الله عنه- يشاوره في الأمر كما سيأتي في المبحث التالي:



الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49250
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)   الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 10:34 pm

المبحث الرابع: دفاع الصحابة عنه، ورفضه لذلك.
فلما رأى عثمان -رضي الله عنه- أن تلك المحاولات السلمية لم تفد فيهم، واشتد حصارهم له، شاور عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- في هذا الأمر، فأشار عليه بأن يكف عن قتالهم، ليكون ذلك أبلغ له في الحجة عند الله، فقد قال له: "الكف، الكف، فإنه أبلغ لك في الحجة" 1.
وأرسل إلى عليّ -رضي الله عنه- يدعوه، فانطلق علي متجهاً إلى الدار ومعه بعض أهله، فلما وصلوا الدار، وكانت محاطة بالمحاصرين، فعزم على اقتحامهم، والدخول على عثمان، فتعلق به بعض أهله، وحالوا بينه وبين دخول الدار خوفاً عليه من المحاصرين أن يؤذوه، فحسر عن رأسه عمامة سوداء كان يرتديها، ورمى بها إلى رسول عثمان2.
----------------------------
1 ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 203)، وابن سعد، الطبقات (3/ 71)، وخليفة بن خياط، التاريخ (171)، وابن الأعرابي، المعجم (خ ق 125أ)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (351-352) وإسناده حسن انظر الملحق الرواية رقم: [141].
2 جاءت هذه المعلومات في أربع روايات يعضد بعضها بعضاً هي: ما رواه ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 209)، وأبو عرب، المحن (73)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (372) من رواية منذر بن يعلى وفي الإسناد ضعف لانقطاعه.
وما رواه ابن سعد، الطبقات (3/ 68-69)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (372)، من رواية راشد بن كيسان بن أبي فزارة العبسي، وفي الإسناد انقطاع أيضاً.
وما رواه ابن سعد -أيضاً-، الطبقات (3/ 68)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (371)، من رواية أبي جعفر محمد بن علي، وفيه ضعف أيضاً، بعنعنة مدلس من المرتبة الثالثة، انظر الملحق الروايات رقم: [85-87].
وما رواه ابن سعد، الطبقات (3/ 82)، وعلي بن الجعد، المسند (2/ 848-849)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (461)، من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى، وفيه شريك وقد اختلط، وراوي هذه الرواية عنه هو عبد الله بن نمير، وهو ممن روى عنه بعد الاختلاط، انظر الملحق الروايات رقم: [85-88].
----------------------------

وعمل عثمان -رضي الله عنه- بمشورة ابن سلام، فاتخذ موقفاً سلمياً يقتضي عدم الدخول مع القوم في قتال مهما بلغ الأمر.
ولما رأى الصحابة رضوان الله عليهم قبح جرأة المحاصرين، وخشوا على عثمان -رضي الله عنه- منهم، جاء جمع منهم فعرضوا عليه الدفاع عنه فرفض، ثم جاءوه مرة ثانية وأكدوا على عزمهم على الدفاع عنه فرفض بشدة، فلما رأوا أن الأمر سيبلغ مبلغاً خطيراً، استعدوا للقتال دفاعاً عنه، ودخل بعضهم الدار، ولكن عثمان -رضي الله عنه- عزم عليهم بشدة، وشدد عليهم في الكف عن القتال دفاعاً عنه مما حال بين رغبتهم الصادقة في الدفاع عنه وبين تحقيقها.
ويلاحظ من خلال الروايات الصحيحة أن رفض عثمان -رضي الله عنه- الدفاع عنه يشتد كلما أظهر أصحابه قوة عزمهم في الدفاع عنه، بل لما رأى إصراراً من بعضهم، وعظهم وذكّرهم بالله، وناشدهم بما له عليهم من طاعة، مما يبين قوة عزمه على الكف عن القتال، وعدم تردده في ذلك.
وفيما يلي تفصيل لعروض الصحابة على عثمان -رضي الله عنهم- الدفاع عنه، وموقفه من هذه العروض:
فقد جاءه حارثة بن النعمان -رضي الله عنهما- أثناء الحصار فقال له: إن شئت أن نقاتل دونك1.
وجاءه المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-، وأبدى له استعداد كثير من الناس للقتال دونه، واقترح عليه مقاتلتهم بمن معه من العدد والقوة، وذلك في قوله: إن معك عدداً وقوة، وأنت على الحق، وهم على الباطل، فقال له عثمان -رضي الله عنه-: "لن أكون أول من خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمته بسفك الدماء"2.
وقال له عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-: قاتلهم فوالله لقد أحل الله لك قتالهم، فقال عثمان: لا والله لا أقاتلهم أبداً"3.
----------------------------
1 البخاري، التاريخ الصغير (1/ 101)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (240)، وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم، انظر الملحق الرواية رقم: [116].
2 رواه أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 369) والخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (14/ 272)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (387-388)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 70)، والهيثمي، مجمع الزوائد (7/329)، وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعاً من المغيرة"، وللتفصيل انظر الملحق الرواية رقم: [170].
3 ابن سعد، الطبقات (3/ 70)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (399-400)، وإسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، انظر الملحق الرواية رقم: [ 117].
----------------------------

وفي رواية: يا أمير المؤمنين، إنّا معك في الدار عصابة مستبصرة، ينصر الله بأقل منهم، فأذن لنا، فقال عثمان -رضي الله عنه-: أنشد الله رجلاً أهراق فيَّ دمه1.
ثم أمَّره على الدار، وقال: من كانت لي عليه طاعة، فليطع عبد الله ابن الزبير2 ولم تكشف لنا الروايات ما تضمنته هذه الإمارة من صلاحيات، كما أنه لم ينقل لنا أن ابن الزبير أصدر أمراً بعد تأمير عثمان له على الدار، ولعل عثمان -رضي الله عنه- لما رأى موافقة وطاعة ابن الزبير -رضي الله عنه- في عدم القتال، كلفه بنقل هذا الأمر إلى غيره، ولذلك أمر بطاعته.
ولما اشتد الأمر لم يكتف الصحابة بالعرض الأول، والاعتذار برفضه للقتال.
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/ 70)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (400)، وخليفة بن خياط، التاريخ (173)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (400) وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، انظر الملحق الروايتين رقم: [118-119].
2 ابن سعد، الطبقات (3/ 70)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (399-400) بإسناد صحيح إلى عبد الله بن الزبير، انظر الملحق الرواية رقم: [117].
----------------------------

بل حث كعب بن مالك -رضي الله عنه- الأنصار على نصرة عثمان -رضي الله عنه- وقال لهم: يا معشر الأنصار كونوا أنصار الله مرتين، فجاءت الأنصار عثمان -رضي الله عنهم- ووقفوا ببابه.
ودخل عليه زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وقال له: هؤلاء الأنصار بالباب: إن شئت كنا أنصار الله مرتين1فرفض القتال وقال: لا حاجة لي في ذلك كفوا2.
وفي رواية أنهم قالوا له: يا أمير المؤمنين ننصر الله مرتين، نصرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وننصرك، فرفض -رضي الله عنه-3.
وجاء الحسن بن علي -رضي الله عنهما- وقال له: "أخترط سيفي؟ قال له: لا، أبرأ4 الله إذاً من دمك، ولكن ثم5 سيفك، وارجع إلى
----------------------------
1 خليفة بن خياط، التاريخ (173)، بإسناد صحيح إلى قتادة، وابن أبي شيبة، المصنف (15/ 205)، وابن سعد، الطبقات (3/ 70)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (400-401)، بإسناد صحيح إلى ابن سيرين، انظر الملحق الرواية رقم: [126].
ويشهد لهما ما رواه البخاري، التاريخ الصغير (1/ 101)، بإسناد فيه مبهم، وابن أبي شيبة، المصنف (15/ 227) من رواية الحسن البصري، بإسناد ضعيف بعنعنة مدلس، انظر الملحق الروايات رقم: [126-128].
2 جاء ذلك في رواية خليفة عن قتادة المتقدمة في الحاشية السابقة.
3 جاء ذلك في رواية الحسن البصري انظر الملحق الرواية رقم: [128].
4 هكذا في الأصل، ولعلها: (أبرأ إلى الله).
5 هكذا في الأصل، والثم هو: إصلاح الشيء وإحكامه (ابن منظور، لسان العرب 12/79)، فلعل المقصود أعد سيفك في مكانه وأحكمه، كناية عن إحجامه عن القتال، ويحتمل أن تكون مصحّفة من شمّ، والشمّ هو: إعادة السيف إلى غمده؛ فقد ورد في الحديث (انظر صحيح البخاري مع فتح الباري 7/ 429).
----------------------------

أبيك"1.
وبينما كان عثمان -رضي الله عنه- يجلس على كرسي -في الدار- وعنده الحسن بن علي، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وبين يديه مراكن مملوءة ماء ورياط مضرجة، إذا برسول الزبير بن العوام -رضي الله عنه- يدخل عليه، ويقرئه السلام من الزبير، ويقول له: إن الزبير يقول لك: إني على طاعتي لم أبدل، ولم أنكث، فإن شئت دخلت الدار معك، وكنت رجلاً من القوم، وإن شئت أقمت، فإنَّ بني عمرو بن عوف، وعدوني أن يصبحوا على بابي ثم يمضون على ما آمرهم به.
فلما سمع عثمان -رضي الله عنه- الرسالة؛ كبر الله وحمده، وطلب من الرسول أن يقرئه السلام ويقول له: إن يدخل الدار لا يكون إلا رجلاً من القوم، وإن مكانه أحب إليّ، وعسى الله أن يدفع بك عني2.
فهاتان طريقتان لعرض الصحابة على عثمان المناصرة في قتال المحاصرين رفضهما -رضي الله عنه- بشدة مع شدة حاجته إلى النصرة.
----------------------------
1 ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 224) بإسناد يظهر أنه حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [55].
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (374) ومن طريق مصعب بن عبد الله بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [54].
----------------------------

ولما رأى الصحابة أن الأمر استفحل، وأن السيل بلغ الزبى1عزم بعضهم على الدفاع عنه دون استشارته، فدخل بعضهم الدار مستعداً للقتال، فقد كان ابن عمر معه في الدار2 متقلداً سيفه لابساً درعه ليقاتل دفاعاً عن عثمان -رضي الله عنه-، ولكن عثمان عزم عليه أن يخرج من الدار خشية أن يتقاتل مع القوم عند دخولهم عليه فيقتل3 كما لبسه مرة أخرى أيضاً4.
وتقلد أبو هريرة -رضي الله عنه- سيفه، ودخل الدار على عثمان -رضي الله عنه- يقول: يا أمير المؤمنين طاب أمضرب5 فقال له: يا أبا هريرة أَيَسُرُّك أن تقتل الناس جميعاً وإياي؟ قال: لا، قال: فإنك والله إن قتلت
----------------------------
1 بلغ الماء الزّبى أو الرّبى، ويروى بلغ السيل الزّبى أو الرّبى، والزّبى: جمع زبية الأسد، وهي حفرة تحفر له في مكان مرتفع ليصطاد، فإذا بلغها الماء فهو المجحف، والربا: جمع ربوة، وهذا المثل يضرب في الشر المفظع (انظر المستقصى في أمثال العرب، للزمخشري 2/14).
2 خليفة بن خياط، التاريخ (173)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (397-398) بإسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، انظر الملحق الرواية رقم: [56].
3 خليفة بن خياط، التاريخ (173)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (398) بإسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين، انظر الملحق الرواية رقم: [78].
4 خليفة بن خياط، التاريخ (173)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (398) كما رواه أيضاً من طرق أخرى، انظر الملحق الرواية رقم: [77].
5 الميم هنا بدل اللام، فأصلها (الضرب)، وهي لغة لبعض أهل اليمن، يجعلون لام التعريف ميماً (ابن حجر، التلخيص الحبير 2/ 205).
----------------------------

رجلاً واحداً فكأنما قُتِل الناس جميعاً، فرجع ولم يقاتل1 وفي رواية: أن أبا هريرة كان متقلداً سيفه حتى نهاه عثمان2.
وبعد رد عثمان على رسالة الزبير، قام أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: ألا أخبركم ما سمعت أذناي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! قالوا: بلى، قال: أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: تكون بعدي فتن وأمور، فقلنا: فأين المنجى منها يا رسول الله؟ قال: إلى الأمين وحزبه؛ وأشار إلى عثمان بن عفان.
فقام الناس فقالوا: قد أمكنتنا البصائر فأذن لنا في الجهاد، فقال عثمان -رضي الله عنه-: أعزم على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل3.
وانطلق الحسن، والحسين، وابن عمر، وابن الزبير، ومروان كلهم شاكي السلاح حتى دخلوا الدار.
فقال عثمان: أعزم عليكم لما رجعتم، فوضعتم أسلحتكم ولزمتم
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/70)، وخليفة بن خياط، التاريخ (173)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (401-402)، وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [93].
2 خليفة بن خياط، التاريخ (173)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (401) وفيه تدليس قتادة السدوسي، لكنه يتقوى بالرواية التي في الحاشية السابقة، انظر الملحق الرواية رقم: [94].
3 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (374) من طريق مصعب بن عبد الله بإسناد حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [54].
----------------------------

بيوتكم1 وقطع كل فرصة عليهم بقوله: أعزم على كل من رأى أن عليه سمعاً وطاعة إلا كف يده وسلاحه2 فإن أفضلكم عندي غناء من كف يده وسلاحه ف-رضي الله عنه- وأرضاه.
وجاءت أم المؤمنين صفية -رضي الله عنه-ا على بغلة يقودها مولاها كنانة، لترد عن عثمان -رضي الله عنه- فلقيها الأشتر، فضرب وجه بغلتها حتى مالت، فقالت: ردوني، ولا يفضحني هذا الكلب3.
يقول سليط بن سليط: نهانا عثمان عن قتالهم، ولو أذن لنا لضربناهم حتى نخرجهم من أقطارها4.
ويقول ابن أبي مليكة: كان مع عثمان في الدار عصابة مستبصرة، منهم عبد الله بن الزبير5.
----------------------------
1 خليفة بن خياط، التاريخ (174)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (396) بإسناد صحيح إلى ابن سيرين، ولكنه لم يدرك الحادثة، انظر الملحق الرواية رقم: [82].
2 خليفة بن خياط، التاريخ (173)، وابن أبي شيبة، المصنف (15/ 204)، وابن سعد، الطبقات (3/ 70)، وأبو عرب، المحن (69-70)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (402-403) وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [38].
3 البخاري، التاريخ الصغير (7/ 227)، علي بن الجعد، المسند (2/ 959)، وابن سعد، الطبقات (8/ 128) وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [40].
4 خليفة بن خياط، التاريخ (173)، من طريق محمد بن سيرين عن سليط بن سليط وفيه من لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [84].
5 ابن سعد، الطبقات (3/ 70)، ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (400)، من طريق ابن سعد، والإسناد منه صحيح.
----------------------------

ويقول ابن سيرين: كان مع عثمان في الدار سبعمائة، لو يدعهم لضربوهم -إن شاء الله- حتى يخرجوهم من أقطارها؛ منهم ابن عمر، والحسن بن عليّ، وعبد الله بن الزبير1.
ويقول أيضاً: لقد قتل عثمان -يوم قتل- وإن الدار لغاصة، منهم ابن عمر، وفيهم الحسن بن عليّ في عنقه السيف، ولكن عثمان عزم عليهم ألا يقاتلوا2.
ويقول الحسن البصري: لو أرادوا أن يمنعوه بأرديتهم لمنعوه3.
ولكنهم تركوا الاحتكاك مع القوم استجابة لأمر الخليفة -رضي الله عنه- الذي أمرهم بكف أيديهم -كما تقدم-.
وبذلك يظهر زيف الاتهام الذي اتهم به الصحابة رضي الله عمهم من المهاجرين والأنصار من أنهم تخاذلوا عن نصرة عثمان -رضي الله عنه-.
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/71)، ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (400)، بإسناد صحيح إلى محمد بن سيرين ولم يدرك، انظر الملحق الرواية رقم: [83].
ويشهد له ما رواه خليفة بن خياط، التاريخ (173) من طريق محمد بن سيرين عن سليط بن سليط وفيه من لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [84].
2 رواه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (395) من طريق الدارقطني، وورد بعضه بأسانيد صحيحة تقدمت الإشارة إليها.
3 ابن أبي شيبة، المصنف (15/ 227)، وفيه أبو عبيدة الناجي وهو ضعيف، انظر الملحق الرواية رقم: [128].
----------------------------

وكل ما روي في ذلك، فإنه لا يسلم من علة إن لم تكن عللاً قادحة في الإسناد والمتن معاً.
ولما رأى بعض الصحابة إصرار عثمان -رضي الله عنه- على رفض قتال المحاصرين، وأن المحاصرين مصرون على قتله، لم يجدوا حيلة لحمايته سوى أن يعرضوا عليه مساعدته في الخروج إلى مكة هرباً من المحاصرين.
فقد رُوي أن عبد الله بن الزبير1والمغيرة بن شعبة2 وأسامة ابن زيد3 عرضوا عليه ذلك، وكان عرضهم متفرقاً، فقد عرض كل واحد منهم عليه ذلك على حدة، وعثمان -رضي الله عنه- يرفض كل هذه العروض.
والثابت من ذلك؛ أنه عرض عليه ذلك فرفضه، دون تحديد للأسماء4.
وترى ما السبب الذي دعا عثمان -رضي الله عنه- إلى اتخاذ ذلك الموقف رغم حاجته إلى النصرة وقتال المحاصرين؟!.
----------------------------
1 أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 360-361)، وفي إسناده انقطاع، انظر الملحق الرواية رقم: [169].
2 أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/369) ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (387-388)، وفيه انقطاع أيضاً، انظر الملحق الرواية رقم: [170].
3 ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (411-412)، وفيه رجل ضعيف، ومجهولان، انظر الملحق الرواية رقم: [210].
4 وذلك بمجموع الروايات الثلاث المتقدمة في الحواشي الثلاث السابقة.
----------------------------

إذا عرضنا هذا التساؤل على روايات الفتنة، تطالعنا أسباب خمسة هي:
الأول: العمل بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي سارّه بها، وبيَّنها عثمان -رضي الله عنه- يوم الدار، وأنها عَهْدٌ عُهِدَ به إليه وأنه صابر نفسه عليه1.
الثاني: ما جاء في قوله: "لن أكون أول من خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمته بسفك الدماء"، أي كره أن يكون أول من خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
في أمته بسفك دماء المسلمين وقتال بعضهم بعضا2.
الثالث: علمه بأن البغاة لا يريدون غيره، فكره أن يتوقى بالمؤمنين، وأحب أن يقيهم بنفسه3.
الرابع: علمه بأن هذه الفتنة ستنتهي بقتله، وذلك فيما أخبره به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند تبشيره إياه بالجنة على بلوى تصيبه، وأنه سيقتل
----------------------------
1 انظر الحديث الصحيح الوارد في ذلك. الملحق الرواية رقم: [11].
2 رواه أحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/196)، والخطيب البغدادي، تاريخ بغداد (14/ 272)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (387-388)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (3/70)، والهيثمي، مجمع الزوائد (7/329)، وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات، إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعاً من المغيرة" وللتفصيل انظر الملحق الرواية رقم: [170].
3 ابن أبي الدنيا، كتاب المحتضرين (ق 12ب)، (كما في حاشية تاريخ دمشق، ترجمة عثمان405)، بإسناد فيه بشار وهو ضعيف كثير الغلط، وفيه أيضاً يونس وفي روايته عن الزهري وهم قليل، انظر الملحق الرواية رقم: [171].
----------------------------

مصطبراً بالحق معطيه في فتنة1 والدلالات تدل على أن أوانها قد حان، وأكد ذلك تلك الرؤيا التي رآها ليلة قتله، فقد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال له: أفطر عندنا القابلة، ففهم -رضي الله عنه- أن موعد الاستشهاد قد قرب.
الخامس: العمل بمشورة ابن سلام -رضي الله عنه- له إذ قال له: "الكف، الكف، فإنه أبلغ لك في الحجة"2.
وتحقق إخبار النبي -صلى الله عليه وسلم-، بأن عثمان -رضي الله عنه- يتولى الخلافة ثم يقتل وهو مصطبر بالحق معطيا القتل.
وذلك فيما رواه عبد الله بن حوالة3-رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من نجا من ثلاث فقد نجا -ثلاث مرات-: موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه"4.
ومن مواقف عثمان -رضي الله عنه- وم الدار يتبين هدوء عثمان -رضي الله عنه- في التفكير، وأن شدة البلوى لم تحل بينه وبين التفكير الصحيح، وإبداء الرأي السليم، فقد تضافرت الأسباب لتحديد هذا الموقف المسالم من قتال الخارجين عليه.
----------------------------
1 تقدم ذكر الأحاديث الصحيحة الواردة في التمهيد.
2 جاءت هذه المعلومات في أربع روايات يعضد بعضها بعضاً وقد تقدمت الإشارة إليها، وانظر الملحق الروايات رقم: [85-88].
3 ترجم له.
4 رواه أحمد، المسند (4/ 105، 109 -110، 5/ 33، 288)، وإسناده حسن أو صحيح، ورواه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (289) انظر الملحق الرواية رقم: [4].
----------------------------

ولا شك أنه -رضي الله عنه- كان على الحق في مواقفه التي اتخذها، لما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أشار إلى وقوع هذه الفتنة، وشهد لعثمان، وأصحابه أنهم على الحق فيها1.
وأما ما روي من أنه أخذ الحربة فنودي من السماء: أن مهلاً يا عثمان، فرمى بها، فإنه ضعيف الإسناد لا يحتج به2.
----------------------------
1 انظر الأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك في التمهيد.
2 روى ذلك أبو عرب، المحن (63) بإسناد ضعيف لانقطاعه.
----------------------------



الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49250
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)   الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 10:38 pm

المبحث الخامس: القتال يوم الدار.
ورغم هذه المحاولات منه -رضي الله عنه- لصد المدافعين عنه عن قتال المحاصرين له، فإن بعض الروايات تشير إلى أنه قد حدث احتكاك، واشتباك خفيف أدى إلى حمل الحسن بن علي -رضي الله عنهما- جريحاً من الدار يوم الدار1.
وتفصل روايات ضعيفة2 وأخرى ضعيفة جداً3 في ذلك، وتذهب إلى أنه قد وقع قتال عنيف، ولكن لا يحتج بها لضعف أسانيدها.
وفي رواية صحيحة، أنه أخرج من الدار يوم قتل عثمان -رضي الله عنه- أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين، كانوا يدرؤون عن
----------------------------
1 البخاري، التاريخ الصغير (7/ 237)، وعلي بن الجعد، المسند (2/ 959)، وابن سعد، الطبقات (8/ 128)، وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [40].
2 الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 381)، وإسناده ضعيف ففيه عبد الرحمن بن شريك، صدوق يخطئ، وشريك مثله خطؤه كثير وتغير حفظه، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، كما أنه رمي بالتشيع وفي الرواية ما يقوي بدعة التشيع، والحارث بن أبي بكر لم يوثقه غير ابن حبان، وللتفصيل انظر الملحق الروايات رقم: [153]، و[154].
3 جاء ذلك في رواية للواقدي، رواها عنه الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/379-380)، والواقدي متروك، وباقي رجال السند مجهولون، وفي (4/ 394)، من طريق الواقدي أيضا وفيه راو ضعيف آخر، وبذلك فإن الإسنادين ضعيفان جداً بالواقدي انظر الملحق الرواية رقم: [341].
----------------------------

عثمان -رضي الله عنه-، وهم: الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم1.
----------------------------
1 ابن عبد البر، الاستيعاب (مع الإصابة 3/ 78) بإسناد حسن.
----------------------------



الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49250
العمر : 72

الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)   الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) Emptyالخميس 04 أغسطس 2022, 10:54 pm

المبحث السادس: آخر أيام الحصار وفيه الرؤيا.
وفي آخر يوم من أيام الحصار-وهو اليوم الذي قتل فيه- نام -رضي الله عنه-1 فأصبح يحدث الناس2 يقول:
----------------------------
1 الخطيب البغدادي، تلخيص المتشابه (1/ 96) ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (395) من رواية النعمان بن بشير عن نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان -رضي الله عنه-، وفي إسناده مجهولان وصدوق، وللتفصيل انظر الملحق الرواية رقم: [100].
وابن سعد، الطبقات (3/ 74-75)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق 163ب -ق164أ)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 232)؛ كلهم من راواية أبي علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف، عن كثير بن الصلت، قال الهيثمي: "أبو علقمة لم أعرفه، وباقي رجاله ثقات"، قلت: وهو كما قال، فلم أجد له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، انظر الملحق الرواية رقم: [97]، وبهذين الطريقين، يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره.
2 أبو يعلى، المقصد العلي (ق164أ) ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391)؛ كلهم من طريق نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر -رضي الله عنهم-، وفي الإسناد أبوجعفر الرازي: صدوق سيء الحفظ، انظر الملحق الرواية رقم: [96].
وابن سعد، الطبقات (3/ 74-75)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان؛ من طريق يعلى بن حكيم عن نافع عن عثمان -رضي الله عنهم-، وإسناده صحيح إلى نافع، ونافع لم يدرك عثمان -رضي الله عنه-، فالإسناد منقطع، انظر الملحق الرواية رقم: [97].
وعبد الله بن أحمد، مسند أحمد، بتحقيق أحمد شاكر (1/ 388-389) ومن طريقه ابن الأثير، أسد الغابة (3/490)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (393)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق164 أ)، وأبو عرب، المحن (64)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 67-68)، والهيثمي، مجمع الزوائد (7/232)؛ كلهم من رواية مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان، عن عثمان -رضي الله عنه-، وقال الهيثمي عن رجاله: ثقات، قلت: مسلم لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [98].
وابن سعد، الطبقات (3/ 75)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق 163ب -ق164أ)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 232)؛ كلهم من رواية أبي علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف، عن كثير بن الصلت، قال الهيثمي: أبو علقمة لم أعرفه، وباقي رجاله ثقات، قلت: وهو كما قال، فلم أجد له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، انظر الملحق الرواية رقم: [96].
----------------------------

ليقتلني القوم1.
----------------------------
1 البزار، البحر الزخار (2/ 69-70)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391)؛ من طريق عبد الملك بن عمير، عن كثير بن الصلت، عن عثمان، وعبد الملك مدلس من الثالثة، واختلط، ولم تتميز رواية الراوي عنه هنا أهي قبل اختلاطه أم بعد؟ كما أن إسماعيل بن إبراهيم: ضعيف، انظر الملحق الرواية رقم: [103].
وابن سعد، الطبقات (3/75)، وعبد الله بن أحمد، مسند أحمد، بتحقيق أحمد شاكر (2/ 7)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 232)؛ من رواية أم هلال بنت وكيع عن نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفان عنه، وقال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفهم"، وقال أحمد شاكر: "فيه نظر"، وأعله بزياد وبأم هلال، قلت: زياد: ضعيف، وأم هلال: مجهولة، فالإسناد ضعيف بهما، انظر الملحق الرواية رقم: [99].
والبخاري، في التاريخ الكبير (1/ 262)، وخليفة بن خياط، المسند، جمع الدكتور أكرم العمري (46) من رواية عبد الله بن سلام عن كثير بن الصلت، وفيه شعيب بن صفوان، ومحمد بن يوسف، قال الحافظ عن كل منهما: "مقبول"، انظر الملحق الرواية رقم: [102].
----------------------------

ثم قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام1 ومعه أبوبكر
----------------------------
1 أبو يعلى، المقصد العلي (ق164أ) ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391)؛ كلهم من طريق نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر عن عثمان -رضي الله عنهم-، وفي الإسناد أبو جعفر الرازي: صدوق سيء الحفظ، انظر الملحق الرواية رقم: [96].
وابن سعد، الطبقات (3/ 74-75)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان؛ من طريق يعلى بن حكيم عن نافع عن عثمان -رضي الله عنهم-، وإسناده صحيح إلى نافع، ونافع لم يدرك عثمان -رضي الله عنه-، فالإسناد منقطع، انظر الرواية رقم: [97].
وعبد الله بن أحمد، مسند أحمد، بتحقيق أحمد شاكر (1/ 388-389)، ومن طريقه ابن الأثير، أسد الغابة (3/ 490)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (393)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق164أ)،وأبو عرب، المحن (64)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 67-68)، والهيثمي، مجمع الزوائد (7/ 232)؛ كلهم من رواية مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان، عن عثمان -رضي الله عنه-، وقال عنه الهيثمي: رجاله ثقات، قلت: مسلم لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [98].
وابن سعد، الطبقات (3/75)، وعبد الله بن أحمد بتحقيق أحمد شاكر (2/7)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 232)؛ من رواية: أم هلال بنت وكيع عن نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفان عنه، وقال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفهم"، وقال أحمد شاكر: "فيه نظر"، وأعله بزياد وبأم هلال، قلت: زياد ضعيف، وأم هلال: مجهولة، فالإسناد ضعيف بهما، انظر الملحق الرواية رقم: [99].
والبخاري، في التاريخ الكبير (1/ 262)، وخليفة بن خياط، المسند، جمع الدكتور أكرم العمري (46)، من رواية عبد الله بن سلام عن كثير بن الصلت، وفيه شعيب بن صفوان، ومحمد بن يوسف، قال الحافظ عن كل منهما: "مقبول"، انظر الملحق الرواية رقم: [102].
الخطيب البغدادي، تلخيص المتشابه (1/96)؛ من رواية النعمان بن بشير عن نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان -رضي الله عنه-، وفيه إسناده مجهولان وصدوق، وللتفصيل انظر الملحق الرواية رقم: [102].
والبزار، البحر الزخار (2/ 69-70)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391)؛ من طريق عبد الملك بن عمير، عن كثير بن الصلت عن عثمان، وعبد الملك مدلس من الثالثة، واختلط، ولم تتميز رواية الراوي عنه هنا أهي قبل اختلاطه أم بعد؟ كما أن إسماعيل بن إبراهيم: ضعيف، انظر الملحق الرواية رقم: [103].
----------------------------

وعمر1 فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
----------------------------
1 عبد الله بن أحمد، مسند بتحقيق أحمد شاكر (1/ 388-389)، ومن طريق ابن الأثير، أسد الغابة (3/ 490)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (393)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق164أ)، وأبو عرب، المحن (64)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 67-68)، والهيثمي، مجمع الزوائد (7/ 232)؛ كلهم من رواية مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان، عن عثمان -رضي الله عنه-، وقال الهيثمي عن رجاله: ثقات، قلت: مسلم لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [98]. البزار، البحر الزخار (2/ 69-70)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391)؛ من طريق عبد الملك بن عمير، عن كثير بن الصلت عن عثمان، وعبد الملك مدلس من الثالثة، واختلط، ولم تتميز رواية الراوي عنه هنا أهي قبل اختلاطه أم بعد؟ كما أن إسماعيل بن إبراهيم: ضعيف، انظر الملحق الرواية رقم: [103].
والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 262)، وخليفة بن خياط، المسند، جمع الدكتور أكرم العمري (46)، من رواية عبد الله بن سلام عن كثير بن الصلت، وفيه شعيب بن صفوان، ومحمد بن يوسف، قال الحافظ عن كل منهما: "مقبول"، انظر الملحق الرواية رقم: [102].
----------------------------

"يا عثمان أفطر عندنا" 1 فأصبح
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/ 75)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق163ب -ق164أ)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 232)؛ كلهم من رواية أبي علقمة، مولى عبد الرحمن بن عوف، عن كثير بن الصلت، قال الهيثمي: أبو علقمة لم أعرفه، وباقي رجاله ثقات، قلت: وهو كما قال، فلم أجد له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، انظر الملحق الرواية رقم: [97]. وبهذين الطريقين، يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره.
أبو يعلى، المقصد العلي (ق164أ)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391)؛ كلهم من طريق نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر عن عثمان -رضي الله عنهم-، وفي الإسناد أبو جعفر الرازي: صدوق، سيء الحفظ، وابن سعد، الطبقات (3/ 74-75)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان؛ من طريق يعلى بن حكيم عن نافع عن عثمان -رضي الله عنه-، وإسناده صحيح إلى نافع، ونافع لم يدرك عثمان -رضي الله عنه-، فالإسناد منقطع، انظر الملحق الرواية رقم: [97].
وعبد الله بن أحمد، مسند أحمد، بتحقيق أحمد شاكر (1/ 388-389)، ومن طريقه ابن الأثير، أسد الغابة (3/490)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (393)، وأبويعلى، المقصد العلي (ق164أ)، وأبو عرب، المحن (64)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 67-68)، والهيثمي، مجمع الزوائد (7/ 232)؛ كلهم من رواية مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان، عن عثمان -رضي الله عنه-، وقال عنه الهيثمي: رجاله ثقات، قلت: مسلم لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [98].
وابن سعد، الطبقات (3/75)، وعبد الله بن أحمد، مسند أحمد، بتحقيق أحمد شاكر (2/7)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 232)؛ من رواية أم هلال بنت وكيع عن نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفان عنه، وقال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفهم"، وقال أحمد شاكر: "فيه نظر"، وأعله بزياد وبأم هلال، قلت: زياد ضعيف، وأم هلال مجهولة، فالإسناد ضعيف بهما، انظر الملحق الرواية رقم: [99].
والبخاري في التاريخ الكبير (1/262)، وخليفة بن خياط، المسند جمع الدكتور أكرم العمري (46)، من رواية عبد الله بن سلام عن كثير بن الصلت، وفيه شعيب بن صفوان، ومحمد بن يوسف، قال الحافظ عن كل منهما: "مقبول"، انظر الملحق الرواية رقم: [102].
----------------------------

صائماً1
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/75)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق163ب -ق164أ)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 232)؛ كلهم من رواية أبي علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف، عن كثير بن الصلت، قال الهيثمي: أبو علقمة لم أعرفه، وباقي رجاله ثقات، قلت: وهو كما قال، فلم أجد له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، انظر الملحق الرواية رقم: [97].
ورواه أبو يعلى، المقصد العلي (ق164أ)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391)؛ كلهم من طريق نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر عن عثمان -رضي الله عنهم-، وفي الإسناد أبو جعفر الرازي: صدوق، سيء الحفظ، انظر الملحق الرواية رقم: [96]. وابن سعد، الطبقات (3/ 74-75)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان؛ من طريق يعلى بن حكيم عن نافع عن عثمان -رضي الله عنه-، وإسناده صحيح إلى نافع، ونافع لم يدرك عثمان -رضي الله عنه-، فالإسناد منقطع، انظر الملحق الرواية رقم: [97].
----------------------------

وقتل من يومه1.
----------------------------
1 ابن سعد، الطبقات (3/75)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق163ب -ق164أ)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 232)؛ كلهم من رواية أبي علقمة مولى عبد الرحمن بن عوف، عن كثير بن الصلت، قال الهيثمي: أبو علقمة لم أعرفه، وباقي رجاله ثقات، قلت: وهو كما قال، فلم أجد له ترجمة، وباقي رجاله ثقات، انظر الملحق الرواية رقم: [97].
ورواه أبو يعلى، المقصد العلي (ق164أ)، ومن طريقه ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (390)، والبزار، كشف الأستار (3/ 181)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391)؛ كلهم من طريق نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر عن عثمان -رضي الله عنهم-، وفي الإسناد أبو جعفر الرازي: صدوق، سيء الحفظ، انظر الملحق الرواية رقم: [96].
وابن سعد، الطبقات (3/ 74-75)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان؛ من طريق يعلى بن حكيم عن نافع عن عثمان -رضي الله عنه-، وإسناده صحيح إلى نافع، ونافع لم يدرك عثمان -رضي الله عنه-، فالإسناد منقطع.
وعبد الله بن أحمد، مسند أحمد، بتحقيق أحمد شاكر (1/ 388-389)، ومن طريقه ابن الأثير، أسد الغابة (3/ 490)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (393)، وأبو يعلى، المقصد العلي (ق164أ)، وأبو عرب، المحن (64)، وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 67-68)، والهيثمي، مجمع الزوائد (7/ 232)؛ كلهم من رواية مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان، عن عثمان -رضي الله عنه-، وقال عنه الهيثمي: رجاله ثقات، قلت: مسلم لم يوثقه غير ابن حبان، انظر الملحق الرواية رقم: [98].
والبزار، البحر الزخار (2/ 69-70)، واللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/ ق257ب)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (391) من طريق عبد الملك بن عمير، عن كثير بن الصلت عن عثمان، وعبد الملك مدلس من الثالثة، واختلط، ولم تتميز رواية الراوي عنه هنا أهي قبل اختلاطه أم بعد؟ كما أن إسماعيل بن إبراهيم ضعيف، انظر الملحق الرواية رقم: [103].
----------------------------

ورؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام حق، فإن الشيطان لا يتمثل في صورته، كما ثبت في الصحيح عنه أنه قال: "من رآني فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي" 1
----------------------------
1 رواه البخاري في صحيحه، فتح الباري (12/ 383) من حديث أنس -رضي الله عنه-، ومسلم في صحيحه (شرح النووي 15/ 24)؛ من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
----------------------------

وقال أيضاً: "وإن الشيطان لا يتراءى بي" 1, وقال: "من رآني فقد رأى الحق2فإن الشيطان لا يتكونني" 3, وقال: "من رآني في النوم فقد رآني، فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي" 4.
والصورة التي لا يستطيع الشيطان التمثل ولا التكون بها، إنما هي صورة النبي -صلى الله عليه وسلم- الحقيقية التي كان عليها في حياته5.
فمن يرى شخصاً في المنام، على أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعليه أن يطابق الصورة المرئية مع صورة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحقيقية، إن كان رآها، وإلا فعلى ما ورد في الصحيح من وصفه -صلى الله عليه وسلم-6.
----------------------------
1 رواه البخاري في صحيحه، فتح الباري (12/ 383) من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه-.
2 رواه البخاري في صحيحه، فتح الباري (12/ 383) ومسلم في صحيحه (شرح النووي 15/ 26) من حديث أبي قتادة وأبي سعيد --رضي الله عنهما--.
3 رواه البخاري في صحيحه، فتح الباري (12/ 383)؛ من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
4 رواه مسلم في صحيحه (شرح النووي 15/ 26)؛ من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-.
5 ابن حجر، فتح الباري (12/ 386).
6 انظر شرح مسلم للنووي (15/ 25)، وفتح الباري، لابن حجر (12/ 384).
----------------------------

لذلك يقول ابن سيرين: "إذا رآه في صورته"1.
ولما قال كليب2 لعبد الله بن عباس: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، قال له: صفه لي، فوصفه له وذكر أنه يشبه الحسن بن علي، قال له: قد رأيته3.
وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم-: قال: صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره4.
وقيد الرؤيا الحقيقية على هذا النحو: القاضي أبوبكر بن العربي، فهو يرى أن ذلك لمن رآه على صورته المعروفة، وأما إذا رآه على خلاف صفته فإن رؤياه أمثال5.
ويقول المازري في اشتراط تطابق صورة المرئي مع صورة النبي -صلى الله عليه وسلم- المعروفة: "وعلى ذلك جرى علماء التعبير، فقالوا: إذا قال الجاهل رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه يسأل عن صفته، فإن وافق الصفة المروية وإلا فلا يقبل منه"6.
----------------------------
1 علقه البخاري في صحيحه (فتح الباري 12/ 383) وستأتي شواهد له عن ابن سيرين.
2 كليب بن شهاب الجرمي والد عصام، قال عنه أبو داود: "كان من أفضل أهل الكوفة" (ابن حجر، الإصابة 3/ 323).
3 ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/ 384)، وعزاه للحاكم وجوّد إسناده.
4 ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/ 384) وصحح إسناده.
5 ابن حجر، فتح الباري (12/ 384).
6 المصدر السابق (12/ 387).
----------------------------

فإذا تحقق الرائي من أن المرئي هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن تطابقت الصورة التي رآها في المنام مع الصورة المعروفة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، فإن المرئي هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن هذه الرؤيا الحقيقية ليست كالرؤية المباشرة، فإن الثانية تثبت الصحبة للرائي، كما ينبني عليها أمور أخرى منها:
أ - أن يكون الوحي لم ينقطع، وهذا مخالف للواقع.
ب - ومنها أن يلزم الرائي ومن سمع رؤياه العمل بما يقتضيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الرؤيا، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يَروي ويُخبر ويَحكي عن ربه، فهذا الرائي يذكر ما يذكره عن ربه ويحكي ما يحكيه عن ربه.
أما الأولى فلا تثبت الصحبة للرائي، كما لا يتعلق بها ما تقدم ذكره في الرؤية المباشرة والسماع المباشر.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "من قال: ما رآه في المنام حقاً فقد أخطأ، ومن قال إن رؤيته في اليقظة بلا واسطة، كالرؤية بالواسطة المقيدة بالنوم فقد أخطأ، ولهذا يكون لهذه تأويل وتعبير دون تلك، وكذلك ما سمعه منه من الكلام في المنام، هو سماع منه في المنام، وليس هذا كالسماع في اليقظة"1.
والرؤيا الحقيقية في اليقظة "تكون مطلقة وتكون مقيدة بواسطة المرآة والماء أو غير ذلك،حتى إن المرئي يختلف باختلاف المرآة، فإذا كانت كبيرة مستديرة، رئي كذلك، وإن كانت صغيرة أو مستطيلة رُئي
----------------------------
1 مجموع الفتاوى (12/ 279).
----------------------------

كذلك"1.
والفرق بين كون الرؤيا حقيقية أو غير حقيقية، هو احترازها عن حديث النفس وتحزين الشيطان، فإن الرؤيا ثلاثة أقسام:
أ- رؤيا بشرى من الله.
ب- ورؤيا تحزين من الشيطان.
ج- ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه في اليقظة فيراه في المنام، وقد ثبت هذا في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم-2.
ومما تقدم يتبين أن رؤيا الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، رؤيا صحيحة حقة، لأنهم يعرفون صورته الحقيقية التي لا يستطيع الشيطان تقمصها أو التمثل بها، بعكس من لا يعرف صورته الحقيقية فإن الشيطان قد يلبس
----------------------------
1 المصدر السابق (12/ 279).
2 ابن تيمية، مجموع الفتاوى (12/ 278)، وانظر صحيح البخاري (فتح الباري 12/ 404-405)، وصحيح مسلم (4/ 1773)، ولفظه: "عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة[هكذا]، بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس" ، قال: "وأحب القيد وأكره الغل، والقيد ثبات في الدين" قال الراوي: "فلا أدري هو في الحديث أم قاله ابن سيرين".
والترمذي، السنن (4/ 532، 537، 541-542)، وابن ماجه، السنن (2/ 1285-1286)، والدارمي، السنن (2/ 125)، وأحمد، المسند (2/ 395).
----------------------------

عليه، فيتصور بصورة غير النبي -صلى الله عليه وسلم- ويوهم الرائي أنه النبي -صلى الله عليه وسلم-.
أما أقواله -صلى الله عليه وسلم- التي يسمعها الرائي في منامه، فتعرض على سنته فما وافقها فهو حق، وما خالفها فالخلل في سمع الرائي، فرؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- حق، والخلل إنما وقع في سمع الرائي أو بصره1.
فتبين من ذلك أن عثمان -رضي الله عنه- قد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام فعلاً، وليس تمثلاً من الشيطان بصورته؛ لأن عثمان -رضي الله عنه- يعرف صورة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي لا يستطيع الشيطان التمثل بها.
كما أن في هذه الرؤيا بشارة ثانية من النبي -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بالجنة وأنه معه فيها.
وفيها أيضاً دليل على أن عثمان -رضي الله عنه- لم يغير ولم يبدل، بل ثبت واستقام حتى أتاه اليقين، لا كما يزعم أعداؤه المبطلون.
----------------------------
1 ابن حجر، فتح الباري (12/ 387).
----------------------------



الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الثاني: الفصل الأول: يوم الدار (الحصار)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الباب الأول: الفصل الأول: مسوغات الخروج على عثمان
» الباب الأول: الفصل الثاني التطرف في الشريعة الإسلامية
» الباب الثاني: المقومات الأساسية للمجتمع الفصل الأول: المقومات الاجتماعية
» الباب الثاني: تاريخ الأزهر الحديث الفصل الأول: القوّة الشعبيّة بعد الحملة الفرنسيّة ممثلة في الأزهر
» الباب الأول: العصر الجاهلي.. الفصل الأول: الإنسانية في الاحتضار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: فتنة قتل أمير المؤمنين-
انتقل الى: