منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين   الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 11:32 am

الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين 3-110

الباب الثالث

عهد الخلفاء الراشدين

(11 - 41 هـ) (632 - 661 م)

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:

"فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضُّوا عليها بالنواجذ".

رواه أبو داود والدارمي والترمذي وابن ماجه وابن حنبل.

* * *

تقييم هذه المدة:-

لم تتجاوز الخلافة الراشدة 30 عاماً، وقد تميزت بأن الخلفاء ساروا على نهج رسول الله تماماً، حسب الطريق المستقيم الذي ارتضاه الله لعباده، فكانت هذه الفترة هي الصورة الصحيحة للحكم الإسلامي، وللدولة الإسلامية.

وهذه الصورة يجب أن تكون القدوة لكل حاكم يريد لنفسه السعادة في الدارين، ولشعبه الصلاح والحياة السعيدة.

وقد بلغت الحضارة في هذه المدة أوجها، والمقصود هنا الحضارة الإنسانية النابعة من العقيدة، والتي تسعى لتحقيق سعادة الإنسان.

حيث حصل الأفراد على السعادة التامة في المساواة والعدل والأمن والطمأنينة، والحاجات الأساسية.

وفي أواخر هذه المدة، ظهرت الفتن التي عصفت بالمسلمين، وفرقتهم إلى أحزاب وفرق، ولا زالوا إلى الآن على هذا الحال، فالله المستعان.

* * *

الفصل الأول

أبو بكر الصديق

(11 - 13 هـ) (632 - 634 م)

حياته في الجاهلية:-

هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، وبنو تيم أحد بطون قريش الاثنى عشر وهي ليست من البطون الكبيرة.

يلقب بالعتيق، ويكنى بأبي بكر، ويعرف بالصديق، وكان في الجاهلية من وجهاء قريش وأشرافهم، وكان أعرف قريش بالأنساب، وكان تاجراً يرتحل البلاد، حرَّم على نفسه الخمر في الجاهلية، ولم يسجد لصنم قط، وكان صديقاً ونديماً للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الجاهلية، دخوله في الإسلام وسبقه رفعه عمن سواه وأشهره، وهو يعد الشخص الثاني في الإسلام بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

* * *

حياته في الإسلام:-

كان أول من أسلم من الرجال، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " ما حكمت في الإسلام أحداً إلا أبي عليّ، وارجعني الكلام، إلا ابن أبي قحافة، فإني لم أكلمه في شيء إلا قبله واستقام عليه "، وصحب أبو بكر النبي -صلى الله عليه وسلم- من حين أسلم إلى أن تُوفي، وهاجر معه وكان صاحبه في الغار أثناء الهجرة {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} وشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- المشاهد كلها، وثبت يوم أحد وحنين، وقد فرَّ الناسُ، وكان من أشجع الناس، يثبت في المعارك، ولا يحيد خطوة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، يدافع ويذود عنه، وكان كريماً، أنفق معظم ماله في سبيل الله، وهو المقصود بقوله تعالى {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- "ما نفعني مالٌ قط ما نفعني مال أبي بكر".

في غزوة تبوك تصدَّق بكل ماله لتجهيز الجيش، وكانت راية المسلمين في يده في هذه الغزوة، أسلم على يده عدد كبير من كبار الصحابة، منهم عثمان بن عفان، والزيير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وقد اشترى وأعتق عددا من المعذبين منهم بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة، وزنيرة وغيرهم، بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أميراً على الحج في عام 9 هـ/630 م.

وعندما مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- مرض الموت، قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس".

* * *

بيعته:-

بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، شعر الأنصار، وهم أهل المدينة، أنهم بحاجة إلى اختيار خليفة يتولى شؤون المدينة، وأمر المسلمين، وإلا تعرضت المدينة للتهديد، وقد ظنوا أن المهاجرين ربما يعودون إلى موطنهم مكة، فاجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وتشاوروا بينهم، واتفقوا على اختيار سعد بن عبادة، فبايعوه بالخلافة.

علم المهاجرون، فجاء أبو بكر وعمر والزبير وغيرهم، فخطب أبو بكر ومما قاله: إن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لقريش، وأكد عمر على ذلك.

فاقتُرِح أن يتولاها مهاجري ثم أنصاري وهكذا.

وقوبل هذا بالرفض، ثم اقترح بعض الأنصار: أن يكون من المهاجرين أمير، ومن الأنصار أمير، ورفض هذا الرأي، وعندما رأى الأنصار أن المهاجرين سيبقون في المدينة، ولن يغادروها، اقتنعوا بأنهم أولى بهذا الأمر، فوافقوا، فتقدم عمر وبايع أبا بكر، ثم بايعه كل أهل السقيفة، وفي اليوم الثاني بايعه الناس البيعة العامة، وخطب في المسجد، فكان مما قاله: "أطيعوني ما أطعتُ اللهَ ورسوله فيكم، فإن عصيت فلا طاعة لي عليكم".

* * *

أعماله وفتوحاته:-

كانت فترته قصيرة (سنتين و3 شهور)، وكانت مليئة بالأعمال الجليلة، أهمها:-

إنفاذ جيش أسامة بن زيد:-

اقترح الكثيرون عدم إرسال هذا الجيش، نظراً لردة أغلب سكان الجزيرة، وإحداق الخطر بالمدينة، ورغم ذلك أنفذه أبو بكر، تنفيذاً لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- مهما كانت النتائج، وفي إرسال هذا الجيش بيان للجميع بقوة المسلمين المادية والمعنوية، وعاد الجيش منتصراً، وكان ذلك سبباً في ثبات الكثيرين على الإسلام.

* * *

حروب الردة:-

بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت كل الجزيرة عن الإسلام، ما عدا مكة والمدينة والطائف، فقسم من المرتدين عادوا إلى الكفر واتباع مدّعي النبوة، وقسم امتنعوا فقط عن دفع الزكاة، فأشار الصحابة بعدم قتالهم نظراً للظروف الحرجة، ولخروج جيش أسامة بن زيد فرفض بكل شدة، وقال قولته المشهورة "والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله لجاهدتهم عليه".

بمجرد أن شيَّع أبو بكر جيش أسامة جعل الصحابة على منافذ المدينة لحراستها، وأمر المسلمين بالتواجد في المسجد للطوارئ خوفاً من مهاجمة المدينة، وحصلت غارة فردوها، وكان يخرج بنفسه إلى المنافذ.

جاءت بعد فترة قصيرة صدقات كثيرة، ومن جهات عديدة، وبعد شهرين عاد جيش أسامة منتصراً كما أسلفنا.

فعقد أبو بكر (11) لواءً لقتال المرتدين في كل الجزيرة.

انطلق خالد وقاتل أسد وغطفان وعامر، وكان يقودهم طليحة بن خويلد الأسدي (مدعي النبوة)، فالتقاهم خالد عند بئر بُزاخة، فنكَّل بهم، حتى انهزموا وتابوا.

ثم سار إلى منازل بني يربوع وبني تميم بالبطاح، وقد تنبأت فيهم سجاح، وقاتلهم، فقتل قائدهم مالك بن نويره وأخضعهم.

* * *

* معركة اليمامة (11 هـ/632 م):-

ثم سارت الجيوش إلى بني حنيفة في اليمامة، وقد تنبأ فيهم مسيلمة الكذاب، نشب قتال ضاري.

وانتصر المسلمون أخيراً.

وقتل مسيلمة، وتاب القوم وعادوا إلى الإسلام، وقد استشهد في المعركة عدد كبير من الصحابة، ومن حملة القرآن.

وهذا ما حمل أبو بكر فيما بعد إلى التفكير في جمع القرآن بين دفتي مصحف.

أرسل أبو بكر جيوشاً بقيادة حذيفة بن محصن وعرفجة بن هرثمة وعكرمة إلى أهل عمان ودبا ومهرة، فأخضعا تلك الجهات.

ثم أخضعت بحران وحضرموت واليمن، وكان قد تنبأ فيها الأسود العنسي.

ومن قوادها المشهورين المهاجر بن أبي أمية، وعكرمة بن أبي جهل.

أرسل العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، فأخضعها ودانت له.

ثم أخضعت باقي الجهات بالقتال أو عادت إلى الحق بدون قتال، فاستقرت الأمور في الجزيرة العربية، ودانت أطرافها، ورفرف الإسلام عليها.

* * *

الفتوحات الإسلامية:-

انتهت حروب الردة، وكان لا بد من الجهاد، وأعداء الدولة كانوا الفرس والروم، وهما أعظم إمبراطوريتين في ذلك الوقت، ولحسن الحظ إنهما كانتا على خلاف وعدم اتفاق وهذا ما سهل مهمة المسلمين، فقاتلوا على جبهتين في وقت واحد.

* * *

1 - الجبهة الشرقية (الفرس):-

سيطر الفرس على مناطق واسعة، تشمل العراق، وغرب الشام، وشمال الجزيرة، وخضعت لهم كثير من القبائل العربية، وكانت هذه القبائل تعمل على توطيد سلطان الفرس في مناطقها.

قاد الجيوش الإسلامية في تلك الجهات خالد بن الوليد، والمثنى بن حارثة، فحققوا انتصارات، ففتحوا الحيرة وبعض المدن العراقية، منها الأنبار ودومة الجندل والفراض وغيرها.

بعدها أمر الخليفة خالداً بالتوجه للإنضمام إلى جيوش الشام.

* * *

2 - الجبهة الغربية (الروم):-

سيَّر أبو بكر إلى الشام الجيوش التالية:-

1 - جيش بقيادة يزيد بن أبي سفيان إلى دمشق.

2 - جيش بقيادة عمرو بن العاص إلى فلسطين.

3 - جيش بقيادة شرحبيل بن حسنه إلى الأردن.

4 - جيش بقيادة أبو عبيدة بن الجراح إلى حمص (وله القيادة العامة)، وكان مجموعها (21000) مقاتل، وعكرمة بن أبي جهل احتياطي في الخلف ومعه (6000) مقاتل.

تعبأت جيوش الروم، فوصلت أعدادهم إلى 240 ألف مقاتل.

* * *

* بداية معركة اليرموك (13 هـ/634 م):-

فأمر الخليفة خالد بن الوليد -كما ذكرنا- بالتوجه بجيشه إلى الشام، وتولي القيادة العامة، فنفذ الأمر، وقام برحلة تاريخية متخطياً الصحاري الشاسعة الغير مأهولة.

فوصل إلى الشام بعد 18 يوم، تجمع المسلمون، ووصل عددهم إلى 36 ألف.

ونظم خالد الجيش وقسمه، وكان ذلك على رافد من روافد نهر الأردن ويسمى (اليرموك)، نشب القتال، وكان عنيفاً، وأثناء ذلك جاء البريد بموت الخليفة أبو بكر وتولية عمر، وعزل خالد عن القيادة، وتأمير أبي عبيدة، وذلك في جمادى الآخرة عام 13 هـ/634 م.

ملاحظة: مما يذكر بالفخر والإعجاب لخالد تلقيه خبر العزل برضا وقبول مع أنه كان في أوج نصره، واستمر يقاتل بجد وإخلاص تحت إمرة القائد الجديد.

وقد سبق أن وقف أبو عبيدة نفس هذا الموقف الرائع عندما طلب منه أبو بكر أن يسلم القيادة العامة لخالد.

إنها في الحقيقة نماذج إسلامية رائعة، ستظل ذكراها عطرة على مر السنين.

* * *

نرى قلة الفتوحات في عهد أبي بكر، للأسباب التالية:

1 - قصر مدة خلافته (سنتين، وثلاثة أشهر).

2 - الانشغال بحروب الردة التي شملت كل الجزيرة العربية.

3 - ومع ذلك فإن المعارك التي جرت في عهده ضد الفرس والروم، دوخت أعداء الإسلام، وأظهرت قوة المسلمين وإمكاناتهم.

ومن الأعمال الجليلة التي تمت في عهده جمع القرآن الكريم.

* * *

جمع القرآن الكريم عام 12 هـ/633 م:-

أمر الصديق زيد بن ثابت أن يجمع القرآن من اللحاف والعسب وصدور الرجال، وذلك بعد استشهاد عدد كبير من القراء في معركة اليمامة، بقصد المحافظة على القرآن من الضياع، وكان عمر قد أشار عليه بذلك، فجمع القرآن بين دفتي مصحف واحد، فكان هذا أول جمع للقرآن.

* * *

وفاته:-

لمَّا شعر أبو بكر بمرض الموت واشتد عليه، أراد أن يولي خليفة بعده حتى لا يختلف المسلمون، فوقع اختياره على عمر، فاستشار كبار الصحابة، فكلهم أيد ذلك فكتب وصيته بذلك، ثم بايع عمر، ومات الصديق بعدها بأيام.

وكان ذلك في جمادى الآخرة عام 13 هـ/634 م، رحم الله أبا بكر، لقد قام بأعمال جدُّ جليلة، وتمثلت فيه كل المعاني الإسلامية السامية.

* * *



الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين   الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 11:39 am

الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين 3-210
الفصل الثاني
عمر بن الخطاب
(13 - 23 هـ) (634 - 643 م)
حياته في الجاهلية:
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، من بني عدي بن كعب، وهم بطن صغير من قريش، لم يكن في جاهليته صاحب مركز أو شهرة، بل كان فرداً عادياً، ولولا الإسلام لما اشتهر، ولا عرفه أحد بعد ذلك.
وعُرِف بالجلافة والقسوة والشجاعة المفرطة، كما عرف عنه عناده للإسلام، وشدة إيذائه للمؤمنين في جاهليته، أسلم في السنة السادسة من البعثة، فيكون عاش 35 سنة في الجاهلية، و 30 سنة في الإسلام.
* * *
حياته في الإسلام:-
قصة إسلامه: اتجه يوماً غاضباً إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليقتله، فقابله نعيم بن مسعود، وهو مؤمن ومن قومه، فلما عرف قصده خاف على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال لعمر: هلا بدأت بأهل بيتك إن أختك فاطمة وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما، فاتجه إليهما وهو في أشد الغضب، فلما وصل سمع تلاوة داخل البيتِ، وقد كان عندهما خباب بن الأرت يتلو سورة طه، فدخل وبطش بسعيد بن زيد فقامت أخته تدافع عن زوجها، فلطمها، فسأل الدم منها، فلما رأى ذلك رق قلبه، فطلب الصحيفة التي فيها الآيات، فرفضا إلا أن يغتسل فاغتسل، فقرأها، فقال: ما أحسن هذا الكلام!!
فقال خباب: أرجو أن يكون الله خصك بدعوة نبيه، فإني سمعته يقول: " اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين " عمرو بن هشام (أبو جهل)، أو عمر بن الخطاب.
فقال عمر: دلني على محمد.
فذهب به إليه، وكان عنده الصحابة، فأسلم، فسُرَّ الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- بذلك أعظم السرور.
قال عبد الله بن مسعود: إن إسلام عمر كان فتحًا، وإن هجرته كانت نصرًا، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم قاتل قريشًا حتى صلى عند الكعبة، فصلينا معه، وسماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الفاروق، ولم يكن يجرؤ أحد من قريش على إيذائه.
كان جريئًا شجاعًا، لما عزم على الهجرة إلى المدينة طاف بالكعبة، وصلى ثم قال: من أراد أن تثكله أمه فليلقني خلف هذا الوادي، فخرجا ولم يلقه أحد، وكان من الصحابة الذين يستشيرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولربما نزل الوحي بما يؤيد رأيه.
فبعد غزوة بدر استشار النبي أصحابه فيما يفعل بالأسرى، فأشار عمر بقتلهم، وأشار أبو بكر بفدائهم، فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- برأي أبي بكر، فأنزل الله وحيه مؤيدًا لرأي عمر، ومعاتبًا رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 67].
كان يتمنى تحريم الخمر، فنزل القرآن بذلك فطابت نفسه، كذلك كان يتمنى فرض الحجاب وبخاصة على نساء النبي، وطابت نفسه عند نزول آية الحجاب.
وعندما تُوفي رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، وأراد النبي الصلاة عليه، جادله عمر وناقشه، فنزل الوحي بعد ذلك مطابقًا لرأي عمر.
قال تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84].
وقد حضر عمر المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكان من الملازمين له في المعارك لا يفارقه أبدًا، يدافع ويذود عنه، وكان لا يجتهد بل ينفذ كلام الله ورسوله حرفيًا، ويُعد عمر الصحابي الثاني بعد أبي بكر الصديق.
وفي عهد الصديق، كان عمر مستشاره، واليد اليمنى له، والمشارك له في تسيير شؤون الدولة.
* * *
مبايعته:-
عندما مرض أبو بكر وشعر بالموت، أراد أن يولي خليفة على المسلمين حتى لا يقع الخلاف بينهم، فوقع اختياره على عمر، فاستشار كبار الصحابة، فأيدوه، فبايعه، وبايعه المسلمون، ومات أبو بكر بعد ذلك بأيام.
* * *
الفتوحات:-
تمت في عهد عمر أعظم الفتوحات الإسلامية على مر العصور، فقد تم طرد الروم وإنهاء وجودهم في الشام، وتم القضاء على الإمبراطورية الفارسية تمامًا، ثم انتقل القتال إلى مصر وشمال أفريقية وجزر البحر المتوسط.
* * *
أولًا: الجبهة الغربية (فتوحات بلاد الشام):-
* معركة اليرموك (14 هـ/635 م):-
عندما تولى عمر الخلافة، كان المسلمون بقيادة ابن الوليد مجتمعين أمام جموع الروم الهائلة، (تجاوزوا 200 ألف مقاتل، والمسلمون حوالي 24 ألف فقط) نشب القتال، فكانت معركة حامية، زلزل الله فيها الكفار، ففر الروم وتابعهم المسلمون فأسروا وغنموا الكثير.
* * *
* فتح دمشق وبقية مدن الشام:-
ثم تقدمت الجيوش الإسلامية بقيادة أبي عبيدة ومعه خالد نحو مدن الشام، فاستولت على فحل بيسان ثم دمشق فحمص، وبعدها قنسرين وقيسارية والبقاع وبعلبك. ثم فتحوا أجنادين.
ومدن الجزيرة (الرها ونصيبين) وغيرها.
* * *
* فتح بيت المقدس عام 15 هـ/636 م (1):-
حاصرت الجيوش الإسلامية بيت المقدس، فطلب حكامها أن يقدم عليهم عمر بنفسه ليستسلموا له، فقدم إلى الشام، فسلموا له مفتاح بيت المقدس، وصالحهم على الجزية، وصلى بالمسلمين في المسجد الأقصى.
وتم فتح حلب ومنبج وإنطاكيه وحران والرها وباقي المدن صلحًا.
--------------------------------------
(1) البداية والنهاية/ ابن كثير، جـ 7/ص 55.
--------------------------------------

* فتح سواحل بلاد الشام:-
تولى معاوية بن أبي سفيان فتح المدن الساحلية بأمر أبي عبيدة، ففتح صور وصيدا وبيروت وطرابلس.
بذا أصبحت بلاد الشام كلها بيد المسلمين وتم طرد الروم منها.
وهكذا تم فتح سوريا وفلسلطين.
* * *
* فتح مصر 20 هـ/640 م:-
كان لا بد من الزحف لفتح مصر، بعد فتح سوريا وفلسطين، فهي كانت خاضعة للروم، ولن يستقر الأمر للمسلمين إذا لم يتم فتحها، فكان ذلك.
لما فتح عمرو بن العاص فلسطين، استأذن من عمر أن يفتح مصر، فوافق فسار إليها، وعرض الإسلام أو الجزية أو القتال (كما يفعل المسلمون قبل كل قتال) نشب القتال، وانتصر المسلمون، وفُرِضت الجزية عليهم، ثم تقدم المسلمون، وفتحوا الإسكندرية (مقر المقوقس) وكانت عاصمة مصر، وبنوا هناك مدينة الفسطاس (مكان خيمة عمرو بن العاص).
وفتحوا بقية المدن وفرضوا الجزية عليها، وهكذا أصبحت مصر تابعة للخلافة الإسلامية.
* * *
* فتح برقة (ليبيا):-
ثم سار عمرو بن العاص غربًا وفتح برقة ثم زويلة، فطرابلس وصبراته وشروس، ومنعه عمر أن يتقدم أكثر من ذلك غربًا.
* * *
ثانيًا: الجبهة الشرقيهَ (مع الفرس):-
بعد فتح دمشق عاد جيش خالد إلى العراق بأمر الخليفة، كما أرسل جيشًا بقيادة أبا عبيد بن مسعود الثقفي، ثم أضاف مددًا بإمرة جرير البجلي، ساروا باتجاه الكوفة، وتلاقيا، والتقيا بجيش من الفرس، فهزمهم المسلمون.
* * *
* معركة النمارق 13 هـ/634 م:-
التقى أبو عبيد الثقفي بالفرس في النمارق (بين الحيرة والقادسية) فألحق بهم هزيمة منكرة، ففروا إلى المدائن.
* * *
* معركة الجسر: 13 هـ/634 م:-
أرسل الفرس جيشًا كثيفًا لقتال المسلمين، فجرت معركة عنيفة، استشهد فيها القائد أبو عبيد، والقواد الذين بعده، فتولى القيادة المثنى بن حارثة وواصل القتال، ثم انسحب بالمسلمين، وقد جرح جرحًا بليغًا، وقد قتل وغرق من المسلمين كثير.
* * *
معركة البويب: رمضان 13 هـ/634 م:-
كانت قرب الكوفة، وبقيادة المثنى، وانتصر فيها على الفرس انتصارًا ساحقًا، ثم جاء مدد بقيادة سعد بن أبي وقاص، وأمر بتعيينه قائدًا عامًا.
* * *
* معركة القادسية الكبرى: محرم 16 هـ/637 م:-
قدم سعد مع الجيوش الإسلامية، فعسكر في (القادسية) وأرسل يزدجرد كسرى الفرس قائده رستم على 120 ألف مقاتل، ومثلهم مددًا، أرسل سعد رسلًا إلى رستم فقاموا بعرض الإسلام أو الجزية أو القتال، وقد تجلى في هؤلاء الرسل أنفة الإسلام وعزته، فمما قالوه: جئنا لنخرجكم من عبادة العباد إلى عبادة الله، وقالوا "جئنا لموعود الله إيانا، أخذ بلادكم وسبي نسائكم وذراريكم وأخذ أموالكم.
ونحن على يقين من ذلك".
وقد أضعف هذا الكلام معنويات الفرس.
نشب القتال.
واستمر عنيفًا لمدة أربعة أيام، استخدم الفرس فيلة ضخمة ففقأ المسلمون عيونها، فرجعت على الفرس وقتلتهم، انتهت المعركة بانتصار عظيم للمسلمين، فقد قتل قائد الفرس ومعظم جنده، وغنم المسلمون غنائم هائلة جدًا، وبشروا الخليفة بذلك.
* * *
فتح العاصمة وبقية المدن وإنهاء الإمبراطورية الفارسية:-
تقدم المسلمون نحو المدائن، التقوا بعدة جيوش من الفرس فسحقوهم فتحصن الفرس أخيرًا بمدينة (بهرسير) الحصينة في المدائن.
ثم فروا إلى داخل المدائن، فتبعهم المسلمون (1).
* * *
* فتح المدائن: صفر 16 هـ/637 م:-
دخل المسلمون المدائن وهي عاصمة الفرس ومركز حكمهم، وكانت خالية فقد فرَّ كسرى فارس (يزدجرد) وفرَّ أهلها، سكن سعد في القصر الأبيض (قصر يزدجرد) واتخذ الإيوان مصلى، وغنم المسلمون غنائم هائلة من خزائن كسرى، فتلا سعد قوله تعالى: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا
فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ} [الدخان: 25 - 29].

--------------------------------------
(1) المصدر السابق، جـ 7/ص 64.
--------------------------------------

وهكذا سقطت العاصمة الفارسية العريقة في أيدي المسلمين.
ولا شك أن سقوطها آذن بالإنهيار الكامل للإمبراطورية الفارسية.
* * *
* فتح جلولاء:-
وهي المدينة التي فرَّ إليها يزدجرد، وتجمع معه الفرس هناك، فتحصنوا بها، فتقدم إليها المسلمون وفتحوها، وانتصروا انتصارًا عظيمًا، ولم تقل غنائمها عن المدائن.
ثم فتح المسلمون حلوان، تكريت، الموصل، ماسبذان، الأهوز، تستر، السوس، جنديسابور.
وقبض المسلمون على الهرمزان وهو من أكابر الأمراء وأرسلوه إلى عمر مع الغنائم.
* * *
* فتح إصطخر 17 هـ/638 م (1):-
سار إليها العلاء بن الحضرمي (والي البحرين) بحرًا بدون إذن الخليفة، وحقق بعض الانتصار فحاصرهم الفرس، أرسل عمر مددًا، فتحقق الانتصار الرائع، وفتحت المدينة.
--------------------------------------
(1) المصدر السابق جـ 7/ص 83.
--------------------------------------

* فتح نهاوند (فتح الفتوح) 21 هـ/641 م:-
أراد عمر أن يسير بنفسه لإكمال قتال الفرس، فمنعه الصحابة، فسير النعمان بن مقرن المزني إلى نهاوند على 30 ألف.
ووصلت جموع الفرس إلى 150 ألف مقاتل نشبت المعركة، وكانت حامية، قتل فيها من الفرس أكثر من 100 ألف، وتجلل وجه الأرض بجثثهم، وقتل قائدهم (الفيرزان) واستشهد النعمان في المعركة، وتولى بعده حذيفة بن اليمان، ففتحت نهاوند، وكان نصرًا عظيمًا مبينًا.
ثم واصل المسلمون تقدمهم، وفتحوا أصبهان، وقاشان (قم) وكرمان.
* * *
انسياح المسلمين في فارس (22 - 23 هـ) (642 - 643 م):-
كان عمر يرفض انسياح المسلمين في فارس الواسعة، خوفًا عليهم من الضياع حتى أقنعه الأحنف بن قيس بذلك.
بعدها انساحت الجيوش الإسلامية على أرض فارس.
1 - فتح نعيم بن مقرن همدان ثم الري (طهران)، وصالح أهل (جرجان) وطبرستان، ووصل إلى بعض بلاد أذربيجان.
2 - فتح سراقة بن عمرو باب الأبواب (دربند) على سواحل بحر الخزر الغربية.
3 - فتح الأحنف بن قيس بلاد خراسان.
4 - فتح عثمان بن أبي العاص بقية إصطخر وشيراز وأرمينيا.
5 - فتح عاصم بن عمرو التميمي سجستان.
6 - فتح سهيل بن عدي كرمان.
7 - فتح الحكيم التغلبي مكران.
8 - وفتح عتبة بن فرقد شمال غرب بلاد فارس.
وهكذا قضي على الإمبراطورية الفارسية من على الوجود.
يخيل للإنسان كأن الجزيرة العربية تحولت إلى جيش يجاهد في سبيل الله لنشر الإسلام في بقاع الأرض.
* * *
ملاحظة:-
وهكذا سقطت فارس عسكريًا، ولكنهم ظلوا يصارعون الإسلام فكريًا، وكان ذلك من أهم أسباب ضعف العالم الإسلامي.
فهم كان سبب الانحراف في بعض الاتجاهات الشيعية، وهم وراء معظم الحركات الهدامة التي أرادت تدمير الإسلام مثل حركات الزنادقة والزنج والقرامطة وسنباذ والمقنع المروزي وبابك الخُرَّمي وغيرهم (1).
* * *
استشهاد الخليفة:-
استشهد رضي الله عنه في مؤامرة دبَّرها بعض أعداء الإسلام من اليهود والفرس (الحاقدين عليه، لأنه سبب زوال ملكهم).
فمات نتيجة طعنات تلقاها أثناء صلاته من أبي لؤلؤة المجوسي (مولى فارسي) بخنجر مسمومة، وقبل موته اختار ستة صحابة من المبشرين بالجنة وهم عثمان وعلي
--------------------------------------
(1) موسوعة التاريخ الإسلامي/د. أحمد شلبي، 1/ 402.
--------------------------------------

وطلحة والزيير وابن عوف وابن الوقاص، وأوصى هؤلاء الستة أن يختاروا واحدًا من بينهم خليفة.
كانت وفاته في ذي الحجة 23 هـ/264 م، ودامت خلافته عشر سنوات.
* * *
من أعماله:-
- الخليفة عمر رضي الله عنه أول من تلقب بأمير المؤمنين.
- وهو أول من دون الدواوين، فكان دايوان الجند وديوان العطاء (الديوان كالوزارة حاليًا) ورتب البريد، وصك النقود.
- وهو الذي رتب التاريخ العربي، فجعله بالهجرة النبوية الشريفة.
- وقام بتوسعة الحرم.
استشهد عمر مخلفًا سيرة من أعظم السير التي يرويها التاريخ ويسجلها بمداد الفخر.
* * *



الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين   الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 11:44 am

الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين 3-310
الفصل الثالث
عثمان بن عفان
(33 - 35 هـ) (644 - 656 م)
حياته:-
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، فهو من بطن بني أمية، ومن ساداتها، وكان تاجرًا كريمًا جوادًا.
وكان من كبار الأثرياء قبل الإسلام وبعده.
* * *
إسلامه وفضله:-
أسلم على يد أبي بكر، وكان من السابقين، فهو من العشرة الأوائل الذين أسلموا، وكان يمتاز بصفتين:
الحياء: فما كان إنسان أشد حياءً منه، حتى كان النبي يستحيي منه.
ويقول: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة.
الكرم: فلم يكن في قريش من هو أكرم منه.
تزوج عثمان ابنتي الرسول -صلى الله عليه وسلم- رقية ثم أم كلثوم، فسمي (ذو النورين) شهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الشاهد كلها، بعثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى قريش في عام 6 هـ/627 م، ليبلغهم أنهم قدموا للعمرة فقط، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- نازلًا بالمسلمين في الحديبية قرب مكة.
فقام عثمان بمهمته خير قيام، وقد رفض إغراء قريش عندما رغبوه بالطواف، فقال: "ما كنت أفعل حتى يطوف رسول الله".
وأشيع أنه قتل في مكة، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: لا نبرح حتى نناجز القوم.
فبايعه المسلمون على عدم الفرار، وسميت بيعة الرضوان، وكانت من أجل عثمان.
وفي غزوة تبوك حين كان الناس في شدة وعسر، تبرع عثمان بـ 950 بعيرًا، و50 فرس، وجاء بـ 1000 دينار للرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم".
وتُوفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو عنه راضٍ، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وقد أثر عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: "لكل نبي رفيق، ورفيقي في الجنة عثمان".
وفي عهد الصديق كان يعد ثاني اثنين بعد عمر في تسيير شؤون الدولة.
وفي عهد عمر كان الرجل الثاني في الدولة، فاجتمع لين عثمان مع شدة عمر.
* * *
خلافته:-
بعد أن طُعِن عمر جعل الشورى في ستة من الصحابة -كما مر معنا-، اجتمع هؤلاء الستة بعد دفن عمر، وكل منهم يريد أن ينخلع منها، حتى اختاروا عثمان من بينهم، ولم يكن حريصًا عليها أبدًا، وكان عثمان في السبعين من عمره حين توليته.
* * *
الفتوحات في عهده:-
كان عهده رضي الله عنه مليئًا بالفتوحات تتمة لفتوحات عهد عمر، وكانت فتوحاته مستمرة برًا وبحرًا، فمضى ينفذ سياسة عمر في الجهاد.
* * *
أولًا: الجبهة الغربية:-
نقضت الإسكندرية عام 25 هـ/645 م فأخضعهم عمرو بن العاص.
أفريقية: سمح عثمان للجيوش بالانسياح في أفريقية، فسار عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فاجتاز طرابلس، والتقى بجيوش بيزنطة في سبيطله، وحقق الانتصار عليهم عام 27 هـ/647 م.
وبذلك انضم للدولة الإسلامية: برقة وطرابلس وغرب مصر وجزء من بلاد النوبة.
غزا معاوية بن أبي سفيان قبرص، وفتحها عام 28 هـ/648 م، وكان عمر قد رفض دخول المسلمين في البحر، وسمح عثمان بذلك.
* * *
* معركة ذات الصواري 31 هـ/651 م:-
أول معركة بحرية يخوضها المسلمون (فقد أصبح للمسلمين بحرية في عهد عثمان) وكانت ضد الروم على شواطئ كيليكيا، وقاد المسلمين عبد الله بن أبي السرح من قبل معاوية بن أبي سفيان، وهزم فيها الروم شر هزيمة، وقتل قائدهم الإمبراطور قسطنطين.
غزا معاوية الروم ووصل إلى حدود عمورية (قرب أنقرة) عام 33 هـ/653 م.
* * *
الجبهة الشرقية:-
وصل القائد عمير بن عثمان إلى فرغانة عام 29 هـ/649 م، ووصل عبد الله الليثي إلى كابل، وعبيد الله التميمي إلى نهر السند، فتح سعد بن العاص جرجان.
إنتفضت فارس، فأخضعها عبد الله بن عامر، فهرب يزدجرد إلى كرمان ثم خراسان حيث قتل هناك.
وأعيد فتح المناطق التي نقضت عهودها.
وهكذا فالفتوحات أيام عثمان واسعة، إذ أضيفت بلادًا جديدة في أفريقيا،
وقبرص، وأرمينيا، وبلاد السند وكابل وفرغانة، وبلخ وهراة، وتم إخضاع البلاد التي نقضت الصلح في فارس وخراسان وباب الأبواب.
* * *
الفتنة 34 هـ/654 م:-
سبب الفتنة:-
هناك أعمال قام بها عثمان، كانت هي الشرارة التي انطلقت منها الفتنة، وقبل ذكرها نشير إلى أنه قام بها عن فكر واجتهاد هداه إلى أن من حقه أن يقوم بما قام به.
وهذه الأعمال ذات شقين: من ناحية الحكم، ومن الناحية الاقتصادية.
فمن ناحية الحكم: استكثر من تولية أقاربه، نظرًا لشيخوخته، وحاجته لمن يساعده، وأقاربه أكثر من يثق بهم ويعتمد عليهم، كما أنهم معروفين بالكفاءة والمقدرة.
أما من الناحية الاقتصادية: فمعروف أن عثمان كان من قبل غنيًا جدًا، ومبسوط اليد، لا يعرف البخل أبدًا وأنفق ماله كله في الإنفاق والعطاء في سبيل الله.
ولكنه وجد أمامه بيت المال، فأخذ منه لنفسه وأعطى أقاربه وسائليه، وأسرف أحيانًا كما تروي بعض الروايات وهو يرى أنه أنفق كل أمواله في سبيل الإسلام.
وأن شئون المسلمين وشئون الخلافة هي التي ذهبت بثرائه الواسع، ومن حقه -كما يرى- أن يتسع له بيت المال حتى لا يعيش في عسرة (1).
وهذه هي النقاط التي استغلها مشعلوا الفتنة والثورة ضد عثمان -رضي الله عنه-.
فاشتعلت الفتنة العمياء، أشعلها عبد الله بن سبأ (وهو يهودي يمني ادَّعى
--------------------------------------
(1) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: معاذ الله أن تصدر أمثال هذه الأفعال عن ذي النورين -رضي الله عنه- وهذا محض افتراء، وكان الأحرى بالمؤلف -غفر الله لنا وله- أن يرد هذه الافتراءات لا أن يذكرها، ويوهم القارئ بوقوعها.
--------------------------------------

الإسلام)، وكان قد دار في الأمصار، ثم استقر في مصر، وبدأ يشكك الناس في عقيدتهم، ويطعن في عثمان وولاته، ويدعو إلى خلافة علي، لبذر الفتنة والفرقة فبدأت فتنته في الكوفة عام 34 هـ/654 م، حيث طالبوا بتغيير الوالي، فغيره عثمان مجاراة لهم لمنع الفتنة.
قدمت الجموع الساخطة إلى المدينة لمجادلة الخليفة (وقد قدموا من الكوفة والبصرة ومصر في آن واحد) وتصدى لهم عليًّا، وشرح لهم خطأ تصرفاتهم، كما دافع الخليفة عن نفسه دفاعًا مقبولًا، فقفل الثائرون راجعين.
أدرك ابن سبأ أنه هزم.
وأن الفرصة التي عمل لها سنوات أوشكت أن تضيع.
فأعمل الحيلة وتدبَّر أمرها فزوَّر خطابات وأختام على لسان الخليفة، وعليًّا وعائشة -رضي الله عنهم- تتضمن نداءات بخلع الخليفة، وتولية علي، وقتل المتمردين.
* * *
استشهاد الخليفة 35 هـ/656 م:-
فعاد هؤلاء المتمردون إلى المدينة، فحاصروا دار عثمان، أرسل عثمان إلى الولاة يطلب إرسال جند إلى المدينة.
اختل النظام في المدينة، طلب عثمان من الصحابة الذين معه ألا يقاتلوا، وألح عليهم في ذلك، فقد أراد أن لا يحدث شيء بسببه.
وصلت الأخبار بقرب وصول المدد، فخاف المنحرفون، ودخلوا دار عثمان، عبر السور، فقتلوه بالسيوف، ونهبوا بيت المال، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا، وكان ذلك في ذو الحجة عام 35 هـ/656 م فكانت مدة خلافته اثنا عشر عامًا.
* * *
ملاحظة:
ولعل من المناسب أن نذكر أن القتلة الحقيقيين كانوا قلائل عرف منهم الغافقي الذي فر، ولم يعرف الآخرون.
ولهذا أسند قتل عثمان إلى الثائرين المتمردين، مما وسع الهوة وسبب ألوانًا من النكبات عانى منها العالم الإسلامي.
* * *
من فضائل عثمان -رضي الله عنه-:
- اشترى بئر أرومة وجعلها للمسلمين.
- وهو أول من وسَّع مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، استجابة لرغبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين ضاق.
- جمع القرآن الكريم.
- اختلفت القراءات في الديار الإسلامية، فجمع عثمان آكد القراءات الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في دفتي مصحف، وأمر بحرق باقي المصاحف.
والرسم العثماني هو الذي يسير عليه المسلمون في قراءاتهم إلى الآن (1).
- وله أفضال كثيرة لا يسع المجال لذكرها.
--------------------------------------
(1) الخلفاء الراشدون/محمود شاكر، ص 248.
--------------------------------------



الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين   الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين Emptyالأربعاء 15 يونيو 2022, 11:47 am

الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين 3-410
الفصل الرابع
علي بن أبي طالب
(35 - 40 هـ) (656 - 661 م)
حياته وإسلامه:-
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وزوج ابنته فاطمة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
تربى منذ طفولته في بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأسلم ولم يبلغ العاشرة، فكان أول من أسلم من الأولاد، فنشأ على الإسلام.
بات في فراش الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند هجرته مع علمه أن الموت محيط بهذا الفراش، فكان بذلك أول فدائي في الإسلام.
ثم سلم الودائع التي كانت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابها، فهاجر إلى المدينة - كان في كل معاركه مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأبطال الكبار، وكانت شجاعته مضرب الأمثال، وكان بالغًا الغاية في الفصاحة، ولا يشق له غبار في العلم.
في عهد الصديق، كان ملازمًا له، وتوفي الصديق وهو عنه راضٍ.
وعندما تولى عمر، كان عليٌّ أشد الملازمين له، وكان عمر يستشيره في كل شأن.
وبعد أن طُعن عمر، كان علي أحد الستة من أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر ليولوا أحدهم أمر المسلمين.
فتولى عثمان الخلافة، وكان علي بجانبه، يساعده في تسيير شؤون الدولة، وأثناء الحصار كان أبناء عليٍّ من المدافعين عن عثمان.
* * *
خلافته:-
بعد مقتل عثمان اختاره المسلمون أميرًا لهم، فلم يقبل، فأصر الصحابة عليه، للخلاص من المأزق الذي وقعوا فيه، وكانت أوضاع المدينة قد تدهورت وسيطر المنحرفون عليها، فقبل الإمارة وهو زاهد بها، غير راغب فيها، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضائله.
* * *
سياسة عليٍّ:-
معروف عن عليٍّ -كرم الله وجهه- الصرامة والحزم والصلابة والشدة في الحق، وقد بادر عقب بيعته، فأصدر أمرين في منتهي الصرامة وهما:
عزل ولاة عثمان (وهم من بني أمية)، واسترداد القطائع والهبات الكبيرة التي منحها عثمان لأقاربه من بيت المال، وتصرفه هذا نتج عنه تمرد بني أمية عليه وعدم مبايعته، وتمثل ذلك في معاوية بن أبي سفيان (والي الشام).
أمَّا باقي الأمصار الإسلامية فقد بايعت عليًّا، واستتب الأمر فيها.
* * *
* معركة الجمل (البصرة) 36 هـ/656 م:-
لم يبايع معاوية بن أبي سفيان والي الشام عليًّا، إذ كان يطالب بدم عثمان، وكان عليٌّ أجل هذا الأمر لعدم استقرار الأوضاع، بذا خرجت الشام عن الطاعة واستقل بها معاوية، فقرر الخليفة قتاله.
فخرج إليه علي على جيش من أهل الكوفة وكان علي نقل العاصمة من المدينة إلى الكوفة في هذه الأثناء خرجت عائشة ومعها الزبير وطلحة وجماعة من مكة إلى البصرة ليستقروا بها، فوصلوا إلى هناك وسيطروا عليها، وتمكنوا من قتل قتلة عثمان، وكتبوا إلى بقية الأمصار أن يفعلوا كذلك.
فغيَّر علي خط سيره من الشام إلى البصرة، وأرسل لعائشة ومن معها يبين لهم سوء عاقبة فعلهم، وتسرعهم، فاقتنعوا بكلامه، وساروا إلى معسكرة لإجراء المصالحة.
كاد الفريقان أن يصطلحا، فخاف ابن سبأ وجماعته المنحرفة، ورأوا ضرورة نشوب القتال، ونجحوا في إشعال الحرب بين الفريقين لأسباب تافهة.
التحم الفريقان، ولم يستطع عليٌّ إيقاف القتال، وقد اشتدت المعركة أمام الجمل الذي يحمل هودج عائشة (فسميت معركة الجمل).
هزم جيش البصرة، وأكرم علي عائشة وأعادها إلى مكة، وكانت هذه أول معركة بين طرفين مسلمين، وقد قتل الكثير من المسلمين (يقدره بعض المؤرخين بعشرة آلاف).
تمت البيعة لعلي في البصرة، فواصل بعدها مسيره إلى الشام.
* * *
معركة صفين (شرق الشام) 37 هـ/657 م:-
حدثت بين علي ومعاوية، فقد سارت الرسل بين على ومعاوية بدون نتيجة، حتى عسكر الفريقان في صفين، ونشب القتال، وقتل الكثير من الطرفين، وكاد علي أن ينتصر، فرفع أهل الشام المصاحف، وطلبوا تحكيم كتاب الله، وهذه حيلة دبرها عمرو بن العاص (قائد جيش معاوية) لإيقاف القتال فنجح في ذلك، وتوقف القتال، والتقى حكما الفريقين، ولم يصلا إلى اتفاق، وكتبت صحيفة التحكيم.
وعادت الجيوش إلى بلادها.
* * *
* الخوارج ومعركة النهروان (38 هـ/658 م):-
الخوارج هؤلاء كانوا من ضمن جيش علي، فخرجوا عليه بعد التحكيم واعتزلوه، لأنه قبل التحكيم، والعجيب أن أكثرهم كانوا قد أرغموا عليًّا على قبول التحكيم، وطالب هؤلاء بالعودة لقتال معاوية، فرفض طلبهم فانحازوا إلى منطقة حروراء، وصمموا على القتال، ثم إن هذه الجماعة أخذت تزداد وتتجمع في منطقة النهروان، فأخذوا يقتلون المسلمين، ويعيثون فسادًا في الأرض.
فخرج إليهم علي وجادلهم طويلًا، وبين لهم خطأ مذهبهم بكل طريقة، فارتدع بعضهم.
أما الأكثرية فصمموا على القتال، فنشب القتال، وأبادهم علي تمامًا، ولم ينج منهم إلا عدد أقل من عشرة، ومن النتائج الخطيرة لهذه المعركة تفرق هؤلاء البقية: فاثنان إلى عمان واثنان إلى كرمان، واثنان إلى سجستان، واثنان إلى الجزيرة، وواحد إلى اليمن، وكونوا جماعاتهم هناك (1).
--------------------------------------
(1) الملل والنحل/الشهرستاني، ص 107.
--------------------------------------

خروج مصر:-
هذه الأمور شجعت أهل الشام أكثر على عدم المبايعة، وعلى التوسع، فسار عمرو بن العاص إلى مصر، واحتلها، وحكمها عام 38 هـ/658 م، وبذلك اتسع سلطان معاوية.
استطاع معاوية أن يحتل المدينة، ومكة، واليمن، فاسترجعتها جيوش علي، وقتل علي -رضي الله عنه- أثناء ذلك.
* * *
مقتله:-
قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم (من الخوارج) أثناء خروجه من صلاة الفجر في رمضان عام 40 هـ/661 م، فكانت خلافته خمس سنوات.
* * *
* مبايعة الحسن بن عليٍّ:-
بايع الناس الحسن بن علي، فاستمر 6 أشهر، رأى خلالها تخاذل أصحابه وضرورة اتفاق الأمة، ففضل الصلح، وتنازل لمعاوية عن الخلافة في ربيع أول عام 41 هـ / 661 م (وسمي عام الجماعة لاجتماع الأمة على خليفة واحد).
انتهت بمقتل عليٍّ الخلافةُ الراشدةُ التي سارت على نهج الله تمامًا، وبدأت زاوية الانحراف تزيد تدريجيًا.
* * *



الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الثالث: عهد الخلفاء الراشدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اتباع سنة الخلفاء الراشدين
» كتاب جمع القرءان في عهد الخلفاء الراشدين
» "خامس الخلفاء الراشدين" (الحسن بن علي)
» الباب الثالث والستون
» الباب الثالث: الأرض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: موجز التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: