متحوّرات فيروس كورونا -سارس-2
أخبار عن فاشيات الأمراض
31 كانون الأول/ديسمبر 2020

لقد كان لفيروس كورونا -سارس-2 المسبب لكوفيد-19 أثر كبير على صحة الإنسان على الصعيد العالمي، حيث إنه يصيب عدداً كبيراً من الأشخاص؛ ويسبب مرضاً وخيماً وما يرتبط به من عقابيل صحية طويلة الأجل؛ ويؤدي إلى الوفاة والزيادة المفرطة في الوفيات، لا سيما بين الفئات السكانية الأكبر سناً والفئات الضعيفة؛ وتوقّف خدمات الرعاية الصحية الروتينية؛ وتعطيل السفر والتجارة والتعليم والعديد من الوظائف الاجتماعية الأخرى.

وبشكل أعمّ، فإنه يخلف أثراً سلبياً على الصحة البدنية والنفسية للأشخاص.

ومنذ اندلاع جائحة كوفيد-19، وردت إلى المنظمة تقارير عديدة عن أحداث غير مألوفة في مجال الصحة العامة، ربما تُعزى إلى متحوّرات فيروس كورونا -سارس-2.

وتُجري المنظمة عمليات تقييم منتظمة لمعرفة ما إذا كانت متحوّرات فيروس كورونا -سارس-2 تُحدث تغييرات في القدرة على انتقال الفيروس، والمظهر والشدة السريرين، أو ما إذا كان لها أثر على التدابير المضادة، بما فيها وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات.

إنّ التقارير السابقة عن طفرة D614G والتقارير الأخيرة عن متحوّرات الفيروس الواردة من مملكة الدانمرك، والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، وجمهورية جنوب أفريقيا أثارت الاهتمام والقلق إزاء أثر التغيرات الفيروسية.

وفي أواخر يناير/ كانون الثاني أو أوائل شباط/ فبراير 2020، ظهر متحوّر لفيروس كورونا -سارس-2 ينطوي على البديلD614G في الجين الذي يشفّر بروتين الحسكة.

وعلى مدى عدة أشهر، حلّت طفرة D614G محل سلالة فيروس كورونا -سارس-2 الأصلية التي تم التعرف عليها في الصين، وبحلول يونيو/ حزيران 2020 أصبحت هذه الطفرة الشكل السائد للفيروس المنتشر على الصعيد العالمي.

وأظهرت دراسات أجريت على خلايا الجهاز التنفسي عند البشر وعلى نماذج حيوانية أن السلالة المحتوية على البديل D614G زادت من درجة الإعداء وانتقال العدوى مقارنة بسلالة الفيروس الأصلية.

كما أنّ فيروس كورونا -سارس-2 المحتوي على البديل D614G لا يتسبّب في تفاقم المرض أو لا يحدث أيّ تغيير في فعالية وسائل التشخيص المختبري أو العلاجات أو اللقاحات أو التدابير الوقائية للصحة العامة القائمة.

وفي الفترة من آب/ أغسطس إلى أيلول/ سبتمبر 2020، اكتُشف في شمال جوتلاند بالدانمرك متحوّر لفيروس كورونا -سارس-2 مرتبط بعدوى منتشرة في مزارع حيوانات المنك وانتقلت لاحقا إلى البشر.

وينطوي هذا المتحوّر، الذي تشير إليه السلطات الدانمركية بعبارة "البؤرة الوبائية 5" (Cluster 5)، على مزيج من الطفرات التي لم تُلاحَظ من قبل.

واستناداً إلى الدراسات الأولية التي أُجريت في الدنمارك، ثمة قلق من أن يؤدي هذا المتحوّر إلى الحد من القدرة على تحييد الفيروس لدى البشر، مما قد يقلّص من أمدّ الحماية المناعية ومدتها عقب الإصابة بالعدوى بشكل طبيعي أو بعد تلقي التطعيم.

وتُجرى حاليا دراسات لتقييم إمكانية تحييد الفيروس لدى البشر باستخدام هذا المتحوّر.

وحتى الآن، لم تتعرف السلطات الدانمركية عقب الاستقصاء والترصّد المكثّفين اللذين اضطلعت بهما، إلا على 12 حالة إصابة بشرية بعدوى المتحوّر المنتشر في البؤرة الوبائية 5، وكان ذلك في أيلول/سبتمبر 2020، ويبدو أنها غير منتشرة على نطاق واسع.

وفي 14 كانون الأول/ديسمبر 2020، أبلغت سلطات المملكة المتحدة المنظمة باكتشاف متحوّر أطلقت عليه اسم SARS-CoV-2 VOC 202012/01(وهو ما يرمز إلى "فيروس كورونا -سارس-2، متحوّر 01 مثير للقلق، كانون الأول/ديسمبر 2020").

وينطوي هذا المتحوّر على 23 بديلاً للنيوكليوتيد، ولا يرتبط من ناحية التطور السلالي بفيروس كورونا -سارس-2 المنتشر في المملكة المتحدة وقت اكتشاف هذا المتحوّر.

ولا تزال أصول المتحوّر SARS-CoV-2 VOC 2020/12/01 وكيفية نشوئه غير واضحة.

فقد ظهر في بداية الأمر في جنوب شرق انكلترا، ولكن، في غضون أسابيع قليلة، بدأ يحل محل السلالات الفيروسية الأخرى في هذه المنطقة الجغرافية وفي لندن.

وحتى 26 كانون الأول/ ديسمبر 2020، تم التعرف على هذا المتحوّر بفضل عمليات اعتيان روتينية واختبارات للجينوم أُجريت في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وتشير النتائج الأولية المتعلقة بالوبائيات والنمذجة وتطور السلالات والتشخيص السريري إلى أنَّ المتحوّر CoV-2 VOC 202012/01 قد أدى إلى زيادة القدرة على انتقال الفيروس.

ومع ذلك، تشير التحليلات الأولية إلى أنه لم يطرأ أي تغيير على شدة المرض (المُقاسة على أساس مدة الاستشفاء ومعدل إماتة الحالات خلال فترة 28 يوماً) أو على معدل تكرار العدوى بين حالات الإصابة بالمتحوّر مقارنة بفيروسات كورونا -سارس-2 الأخرى المنتشرة في المملكة المتحدة.1

وقد تَبيّن أن إحدى الطفرات الأخرى في المتحوّر VOC 202012/01، والمتمثلة في خبن في الموضع 69/70del، تؤثر على أداء بعض مقايسات تفاعل البوليميراز المتسلسل التشخيصية التي تستهدف الجينS.

وستستهدف معظم مقايسات تفاعل البوليميراز المتسلسل المستخدمة على الصعيد العالمي غايات متعددة، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يكون أثر المتحوّر على التشخيص محدوداً.

ولم يظهر التقييم المختبري أي تأثير هام على أداء أجهزة التدفق الجانبي القائمة على المستضد.

وفي 30 كانون الأول/ ديسمبر، أُبلغ عن اكتشاف المتحوّر VOC-202012/01 في 31 بلداً / إقليماً / منطقة.. أخرى في خمسة من أقاليم المنظمة الستة.

وفي 18 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت السلطات الوطنية في جنوب أفريقيا عن اكتشاف متحوّر جديد لفيروس كورونا -سارس-2 ينتشر بسرعة في ثلاث مقاطعات في البلاد.وأطلقت جنوب أفريقيا على هذا المتحوّر اسم 501Y.V2 بسبب انطوائه على طفرة N501Y.

وفي حين أن المتحوّر SARS-CoV-2 VOC 202012/01 الذي ظهر في المملكة المتحدة ينطوي هو أيضا على طفرة N501Y، أظهر تحليل لتطور السلالات أن المتحوّر 501Y.V2 الذي ظهر في جنوب أفريقيا مختلف عن متحوّرات الفيروس الأخرى.

وخلال الأسبوع الذي بدأ في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، أظهر تحديد المتواليات الروتيني الذي قامت به السلطات الصحية في جنوب أفريقيا أن هذا المتحوّر الجديد لفيروس كورونا -سارس-2 قد حلّ إلى حد كبير محل فيروسات كورونا -سارس-2 الأخرى المنتشرة في مقاطعات كيب الشرقية وكيب الغربية وكوازولو-ناتال.

وبينما أظهرت البيانات الجينومية بوضوح أن المتحوّر501.V2 أزاح بسرعة السلالات الأخرى المنتشرة في جنوب أفريقيا، وأن الدراسات الأولية تشير إلى أن هذا المتحوّر مرتبط بحِمل فيروسي أعلى، مما قد يوحي باحتمال زيادة القدرة على انتقال الفيروس، فإن هذا العامل يخضع حاليا لمزيد من البحث، حاله حال العوامل الأخرى التي تؤثر على القدرة على انتقال الفيروس.

وعلاوة على ذلك، لا تتوفر حالياً أي بيّنات تدل بوضوح على أن المتحوّر الجديد يتسبب في تفاقم المرض أو الحصائل الصحية.

ولابد من إجراء المزيد من الاستقصاءات لفهم أثر ذلك على انتقال العدوى أو وخامة العدوى سريريا أو وسائل التشخيص المختبري أو العلاجات أو اللقاحات أو التدابير الوقائية للصحة العامة.

وحتى 30 كانون الأول/ديسمبر، أُبلغ عن اكتشاف المتحوّر 501Y.V2 المنتشر في جنوب أفريقيا في أربعة بلدان أخرى.

الاستجابة في مجال الصحة العامة:
تجري سلطات البلدان المتضررة استقصاءات وبائية وفيروسية لمواصلة تقييم قدرة المتحوّرات الجديدة على الانتقال، وشدتها، وخطر تكرار العدوى بها، والاستجابة الضدية لها.

ونظرا لأن إحدى الطفرات (N501Y) - التي اكتُشفت في المتحوّريْن SARS-CoV-2 VOC 202012/01 و501Y.V2 - توجد داخل نطاق الارتباط بالمستقبِل (receptor binding domain)، فإن السلطات تدرس حاليا نشاط تحييد أمصال المرضى المتعافين والذين تلقوا التطعيم ضد هذين المتحوّرين لمعرفة ما إذا كان هناك أي تأثير على أداء اللقاح.

ولا تزال هذه الدراسات جارية.

وقد تقاسمت السلطات الوطنية البيانات الجينومية للمتحوّريْن SARS-CoV-2 VOC 2020/12/01 و501Y.V2 وحمّلتها في قاعدة بيانات المبادرة العالمية لتبادل بيانات أنفلونزا الطيور ((GISAID، ويتواصل ترصّد جينوم الفيروس على الصعيد العالمي.

وقد شُرع في تنفيذ الأنشطة التالية:
    تضطلع السلطات الوطنية، التي أبلغت عن اكتشافها متحوّرات فيروسية، بأنشطة اعتيان مكثّفة بهدف فهم مدى انتشار هذه المتحوّرات الجديدة.
    
تعكف الأفرقة العلمية الوطنية على دراسة أثر الطفرات على إمكانية تكرار العدوى، والتطعيم، والاختبار التشخيصي، وشدة العدوى، والقدرة على انتقال الفيروس.
    
يعمل الباحثون والسلطات الحكومية مع المنظمة ويتعاونون مع أعضاء الفريق العامل المعني بتطور فيروس كورونا -سارس-2 التابع للمنظمة على تقييم النتائج المتعلقة بالوبائيات والنمذجة وتطور السلالات والتشخيص المختبري بمجرد توافرها.
    
تعمل المنظمة مع البلدان على تحديد كيفية تعزيز نظم الترصد الحالية أو تكييفها لغرض تقييم التغيرات المحتملة في الفيروس من خلال إجراء ترصد سريري ووبائي منهجي مستمر، وبناء القدرة على تحديد المتواليات الجينية حيثما أمكن ذلك، وإتاحة خدمات تحديد المتواليات على الصعيد الدولي لإرسال عيّنات لغرض تحديد متوالياتها وتحليلها من حيث التطور السلالي.
    
وقد تم تكثيف أنشطة الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية بهدف إطلاع الجمهور على آثار متحوّرات فيروس كورونا -سارس-2 على الصحة العامة والتأكيد على أهمية الإبقاء على التدابير الوقائية الجاري تطبيقها من أجل الحد من انتقال العدوى، مثل ارتداء غطاءات الوجه، وتنظيف اليدين والتقيد بآداب السعال والعطس، والتباعد الجسدي، وضمان التهوية الكافية، وتجنب الأماكن المكتظة.

وفي إطار شبكة المختبرات العالمية المعنية بفيروس كورونا -سارس-2 التابعة للمنظمة والتي ترصد طفرات الفيروس منذ اندلاع الجائحة، أُنشئ في حزيران/ يونيو 2020 فريق عامل مخصص لبحث تطور الفيروس، يتألف من خبراء في مجال تحديد المتواليات، والمعلوماتية الحيوية، والدراسات المختبرية داخل الجسم الحي وخارجه.

ويعمل الفريق العامل المعني بتطور الفيروسات على:
1) تعزيز آليات التعرف على الطفرات (المحتملة) ذات الصلة وتحديد أولوياتها؛
2) التعرف المبكر على الطفرات ذات الصلة، ودراسة الآثار المحتملة المرتبطة بالخصائص الفيروسية (مثل الفوعة وانتقال العدوى) وفعالية التدابير المضادة الحالية والمستقبلية (مثل وسائل التشخيص واللقاحات والعلاجات)؛
3) تقييم استراتيجيات التخفيف الممكنة للحد من الآثار السلبية للطفرات؛
4) دراسة أثر طفرات محددة، بما في ذلك الدراسات المنضبطة بالشواهد بشأن المتحوّرات داخل الجسم الحي وخارجه.

إنّ تبادل متواليات الجينوم يتيح للشركاء إجراء تحاليل دقيقة بسهولة.

ويتعاون الفريق العامل مع علماء دوليين يتمتعون بخبرة واسعة في مجال علم الفيروسات بشكل عام، وفيروسات كورونا بشكل خاص، على فهم نتائج البحوث بشكل أفضل ودعم إجراء المزيد من الدراسات.

تقييم المخاطر وفقاً للمنظمة:
إنّ جميع الفيروسات، بما فيها فيروس كورونا -سارس-2، تتغير بمرور الوقت، وغالبيتها لا تعود بأي فائدة مباشرة على الفيروس من حيث زيادة قدرته على نقل العدوى أو القدرة على انتقاله، والحد من انتشاره في بعض الأحيان (انظر الأسئلة والأجوبة عن كوفيد-19 والمواضيع الصحية ذات الصلة).

وتزداد إمكانية حدوث طفرة في الفيروس مع كثرة حالات العدوى البشرية والحيوانية.وبناء على ذلك، فإن الحد من انتقال فيروس كورونا -سارس-2 باستخدام أساليب مكافحة الأمراض التي ثبتت نجاعتها، وتجنب انتقاله إلى المجموعات الحيوانية يشكلان جانبيْن أساسيين من جوانب الاستراتيجية العالمية الرامية إلى الحد من حدوث طفرات ذات آثار سلبية على الصحة العامة.

وتشير البيانات الأولية إلى أن معدل النمو وعدد التكاثر الفعلي مرتفعان في مناطق المملكة المتحدة التي تشهد انتشارا مجتمعيا للمتحوّر المستجد VOC-202012/01.

وفي جنوب أفريقيا، أظهرت البيانات الجينومية بوضوح أن المتحوّر 501Y.V2 أزاح بسرعة السلالات الأخرى المنتشرة هناك، وتشير الدراسات الأولية إلى أن هذا المتحوّر مرتبط بحِمل فيروسي أعلى، مما قد يوحي بإمكانية زيادة قدرته على الانتقال.

ومع ذلك، فإن هذا العامل، إلى جانب العوامل الأخرى التي تؤثر على القدرة على انتقال الفيروس، تخضع لمزيد من البحث.

وتجري حالياً استقصاءات وبائية لفهم أسباب الزيادة في عدد الحالات المسجلة في هذه المجتمعات المحلية والدور المحتمل لتزايد القدرة على انتقال هذه المتحوّرات، فضلاً عن مدى نجاعة تنفيذ تدابير المكافحة.

وبينما يشير التقييم الأولي إلى أن المتحوّريْن 2020/12/01 و501Y.V2 لا يُحدثان أي تغيير في المظهر السريري أو الشدة السريرية، وفي حال ما إذا تسبّبا في ارتفاع معدل حدوث الحالات، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة في عدد حالات العلاج في المستشفى والوفاة الناجمة عن كوفيد-19.

وقد يلزم زيادة تكثيف تدابير الصحة العامة للسيطرة على انتقال هذه المتحوّرات.

ولابد من إجراء المزيد من الاستقصاءات لفهم أثر طفرات محددة على الخصائص الفيروسية وفعالية وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات.

وهذه الاستقصاءات معقدة وتتطلب وقتاً طويلا وتعاونا بين مختلف أفرقة البحوث.

ولا تزال هذه الدراسات جارية.

المشورة المقدمة من المنظمة:
ينبغي للسلطات الوطنية والمحلية أن تواصل تعزيز الأنشطة القائمة لمكافحة الأمراض، بما فيها رصد أوبئتها رصداً دقيقاً من خلال الترصّد الوبائي والاختبارات الاستراتيجية المستمرة؛ واستقصاء الفاشيات وتتبّع المخالطين؛ وعند الاقتضاء، تكييف تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية للحد من انتقال فيروس كورونا -سارس-2.

كما تنصح المنظمة البلدان بأن تسعى، قدر الإمكان، إلى زيادة التعرّف الروتيني على متواليات فيروسات كورونا -سارس-2 بغية فهم كيفية انتقالها فهما أفضل ورصد ظهور المتحوّرات.

وينبغي تبادل بيانات المتواليات على الصعيد الدولي عن طريق قواعد البيانات المتاحة للجمهور.

وفي البلدان التي تتوفر لديها القدرة على تحديد المتواليات، تنصح المنظمة بتحديد متواليات مستفردات مجموعة فرعية من حالات العدوى بفيروس كورونا -سارس-2 المختارة بشكل منهجي، وستتوقف كميتها على القدرات المحلية.

وينبغي أيضاً اعتبار تحديد المتواليات الجينية جزءا من عمليات استقصاء أحداث انتقال العدوى غير المألوفة (مثل زيادة انتقال العدوى على الرغم من تدابير المكافحة القائمة) أو مظهر/ شدة المرض غير المتوقعين.

وحيثما تكون القدرة على تحديد المتواليات محدودة، تُشجَّع البلدان على زيادة قدراتها بالتعاون مع المختبرات العامة والأكاديمية والخاصة المعنية بتحديد المتواليات، ويمكنها أن ترتّب لتحديد المتواليات في المختبرات المتعاونة التابعة لشبكة المختبرات المرجعية المعنية بكوفيد-19.

وفي حين أنه من المتوقع أن تحدث طفرات في فيروس كورونا -سارس-2، من المهم مواصلة رصد آثار المتحوّرات الجديدة للفيروسات على الصحة العامة.

وأي زيادة في القدرة على انتقال الفيروس تسبّبها متحوّرات فيروس كورونا -سارس-2 يمكن أن تزيد من صعوبة السيطرة على الفيروس.

ولا تزال تدابير مكافحة المرض الحالية التي أوصت بها المنظمة فعالة وينبغي تكييفها لغرض الاستجابةً لتزايد معدلات الإصابة بالمرض، سواء كان ذلك مرتبطا بمتحوّرات جديدة أم لا.

وينبغي زيادة تعزيز المشورة الوقائية والاتصالات مع الجمهور، بما في ذلك الاحتياطات اللازمة لحماية نفسك وغيرك، مثل التباعد الجسدي، وارتداء كمامة، وتهوية الغرف بقدر كاف، وتجنب الحشود، وتنظيف اليدين، وتغطية الأنف والفم بالكوع المثني أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس.

وعلاوة على ذلك، ينبغي تعزيز إرشادات وتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها...

بما في ذلك:
    استخدام معدات الحماية الشخصية المناسبة عند تقديم الرعاية للأشخاص المصابين بمرض تنفسي حاد؛

    المواظبة على غسل اليدين بشكل متكرر، لاسيما بعد مخالطة المرضى أو ملامسة بيئتهم بشكل مباشر؛

    التقيد بآداب السعال والعطس (الابتعاد عن الأفراد بمسافة معينة، وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس بمناديل ورقية أو قِطع قماش يمكن التخلص منها، وغسل اليدين)؛

    تعزيز الممارسات الموحدة المتعلقة بالوقاية من العدوى ومكافحتها في المستشفيات بشكل عام وفي أقسام الطوارئ بشكل خاص؛

    ارتداء كمامة عند الاقتضاء، وضمان تهوية كافية قدر الإمكان، وتجنب الأماكن المكتظة

وقد نشرت المنظمة مؤخراً إرشادات مبدئية بعنوان "الاعتبارات الخاصة بتنفيذ نهج قائم على المخاطر في مجال السفر الدولي في سياق جائحة كوفيد-19"، توصي فيها المسافرين الدوليين بالتقيد بالمبادئ التالية في سياق جائحة كوفيد-19: ينبغي للحالات المؤكدة والمحتملة والمشتبه فيها ولمخالطي الحالات المؤكدة أو المحتملة ألا يسافروا؛

ينبغي للأشخاص الذين تظهر عليهم أي علامات أو أعراض متوافقة:
    ينبغي للأشخاص الذين تظهر عليهم أي علامات أو أعراض متوافقة مع مرض كوفيد-19 ألا يسافروا، ما لم يخضعوا لاختبار تشخيصي للكشف عن كوفيد-19 وتُستبعد العدوى بفيروس كورونا -سارس-2 كسبب للمرض.

    ينبغي أن يُنصح الأشخاص الذين يشعرون بتوعك بتأجيل سفرهم.

    ينبغي أن يُنصح الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بمرض كوفيد-19 الوخيم، بما فيهم الأشخاص البالغون من العمر 60 سنة أو أكثر أو الأشخاص المصابون بأمراض مصاحبة تنطوي على خطر متزايد للإصابة بمرض كوفيد-19 (مثل أمراض القلب والسرطان والسكري)، بتأجيل سفرهم.

    رهناً بالقيود المحلية، ينبغي ألا يُسمح للأشخاص المقيمين في المناطق التي تُفرض فيها قيود على الحركة على صعيد المجتمع المحلي بالسفر لأغراض غير أساسية.

    في حال ظهور أعراض توحي بالإصابة بمرض تنفسي حاد، سواء أثناء السفر أو بعده، يُشجّع المسافرون على التماس العناية الطبية وإطلاع مقدم الرعاية الصحية على سوابق أسفارهم.

وينبغي للسلطات الصحية أن تعمل مع قطاعات السفر والنقل والسياحة على تزويد المسافرين، بما فيهم المسافرون القادمون من البلدان المتضررة من المتحوّرات الجديدة أو المتجهون إليها، بالمعلومات المذكورة سالفا بواسطة العيادات الصحية الخاصة بالمسافرين، ووكالات السفر، ومشغلي وسائل النقل، وعند نقاط الدخول، فضلا عن المجتمعات المحلية المتاخمة للحدود البرية مع البلدان المتضررة.

كما توفر الإرشادات المبدئية للبلدان نهجاً قائماً على المخاطر في اتخاذ القرارات، يتيح معايرة تدابير التخفيف من حدة المخاطر المتصلة بالسفر في سياق السفر الدولي، والرامية إلى الحد من تصدير فيروس كورونا -سارس-2 واستيراده وانتقاله من شخص إلى آخر بسبب السفر، مع تجنب التدخل غير الضروري في حركة المرور الدولي.

وقد شرعت بعض البلدان مؤخرا في فرض قيود على السفر كتدبير وقائي استجابةً لظهور متحوّرات جديدة للفيروس.

وتوصي المنظمة بأن تتبع جميع البلدان نهجاً قائماً على المخاطر لتكييف التدابير في سياق السفر الدولي، والذي يشمل تقييم انتقال العدوى على الصعيد المحلي، وقدرة الخدمات الصحية، والمعارف المتاحة عن مدى قدرة متحوّرات معينة على الانتقال؛ والأثر الاجتماعي والاقتصادي للقيود؛ والتقيد بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية.

وتُشجَّع السلطات الوطنية على نشر منهجية تقييم المخاطر التي تتبعها وقائمة بلدان أو مناطق المغادرة التي تنطبق عليها القيود، وينبغي أن تُحدّث بانتظام.

وتمشياً مع المشورة التي قدمتها لجنة الطوارئ المعنية بجائحة كوفيد-19 في آخر اجتماع لها، توصي المنظمة الدول الأطراف بأن تعيد النظر بانتظام في التدابير المطبقة على السفر الدولي بموجب المادة 43 من اللوائح الصحية الدولية (2005)، وأن تواصل تزويد المنظمة بمعلومات ومبررات بشأن التدابير التي تتدخل تدخلاً بالغاً في حركة المرور الدولي.
 
كما ينبغي للبلدان أن تحرص على أن تكون التدابير التي تؤثر على حركة المرور الدولي قائمة على المخاطر ومسندة بالبيّنات ومتسقة ومتناسبةً ومحدودةً زمنياً.

وفي جميع الظروف، ينبغي دائماً إعطاء الأولوية للسفر الضروري (مثل الجهات المعنية بالاستجابة للطوارئ؛ ومقدمو الدعم التقني في مجال الصحة العامة؛ والموظفون الأساسيون في قطاع النقل والأمن، مثل البحّارة؛ والإعادة إلى الوطن؛ ونقل البضائع في إطار الإمدادات الأساسية، مثل الأغذية والأدوية والوقود) الذي تحدده البلدان، وتيسيره.

المصدر:
https://www.who.int/csr/don/31-december-2020-sars-cov2-variants/ar/