منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الدرس (10) من مدرسة الحياة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

الدرس (10) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس (10) من مدرسة الحياة   الدرس (10) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 6:35 pm

فلا زلنا مع هذه الخاطرة الذي سطرها قلم ابن الجوزي رحمه الله تعالي بعدما تكلم عن علو الهمة وأن صاحبها في عذاب دائم بسبب أنه يريد أن يصل إلى المعالي ولكن الآلة ضعفت فلا يقوى علي الوصول إلى هذا المقام الرفيع فسطر خاطرةً يخفف فيها من هذا الألم الذي يشعر به كل صاحب همه، وأنه يدعوه أن يترفق بنفسه، وكل امرئٍ أدرى بنفسه من غيره، لأن همم الناس تتفاوت وأهدافهم تتفاوت، ظروفهم الاجتماعية نفسها تتفاوت، هناك إنسان إذا قيل له يا فاشل تكون بوابة النجاح بالنسبة له، رجل آخر إذا قيل له يا فاشل خارت قواه وفقد الثقة في نفسه، فهذا بخلاف هذا، كل إنسان تحيط به مجموعة من الأحوال إما تُرَّقيه وإما تنزل به .
فعصب هذه الخاطرة هو الكلام عن الرفق وأن يترفق المرءُ بنفسه شيئًا فشيئًا
مثلاً قيام الليل:، قيام الليل هو أفضل صلاة بعد الفريضة .
وكان قتادة يقول: [قلما يقوم الليل منافق]، والذين يستمتعون بالخلوة، لا يستمتعون بها إلا وحدهم وفي قيام الليل، القيام له متعه، لكن دائمًا الشيطان يثبط الإنسان، أنت تعمل طول النهار، وبعدين مطلوب منك الساعة ثمانية الصبح تكون في الشغل، وإنَّ لبدنك عليك حقًا، ويخزِّله عن أن يقوم الليل و هذه طبيعة الشيطان كما قال الله _عز وجل_﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً يظل يمنيه ويغريه حتى يسقط في الهوة فيتبرأ منه .

ديمومة العمل أحب إلى الله عز وجل من أن يصل الإنسان إلى سقف العمل ثم يهبط بالتدريج.
يمكن أن أقوم الليل بركعتين فقط ،مثلاً في رمضان، تعودنا أو تعود من أتى إلى هذا المسجد وغير ه ممن يصلون بجزءٍ في الليلة، ثماني ركعات والوتر، ما الذي يمنعك على أن تستمر على هذه الثماني بالوتر فتحافظ على العدد وتقلل في القراءة، حتى لو قرأت في كل ركعةٍ بآيتين لكن تثبت العدد والنبي_ _قال( أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَىَ الْلَّهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ) حتى لو قليت عن هذا العدد المهم أن تثبت ولو ركعتين وديمومة العمل أحب إلى الله _عز وجل_ من أن يصل الإنسان إلى سقف العمل ثم يهبط بالتدريج، فحافظ على الإحدى عشر ركعة وقلل القراءة، وأنت على حسب زيادة الإيمان ونقصانه وراحتك، ممكن يأتي يوم من الأيام تجعل كل ركعة مثلاً ربع وربعين على حسب نشاطك .

النفس من خصائصها التفلت .
إن لم تقدر صلي بقصار السور، وتُلزِم نفسك بهذا لأن النفس من خصائصها التفلت لأن هناك شياطين إنس، وشياطين الجن و النفس الأمارة بالسوء التي تسكُنك، النفس الأمارة بالسوء لها اتصال مباشر مع الشيطان، يتعاونون جميعًا على إهلاكك، فاعجب لعدو يسكنك ولا يفارقك ومع ذلك يغفل المرء عنه، فهؤلاء كلهم أعداء ينتظرونك دائمًا علي قارعة الطريق، الأول جاء ينهشك فلت منه الثاني مازال الثاني ينتظرك، وهذا الذي أراد أن ينهشك يسرع مباشرةً وعلى قدر على مسافة من الطريق أو علي مرحلة ينتظرك بوجه آخر، فقلما ينجو المرء لابد أن يخدش، .
[ومن ظن ممن يلاقي الحروب أن لا يصاب فقد ظن عجزا]، أي أحد داخل معركة ويعتقد أنه سيخرج سليم فهو إنسان عاجز أحمق، فأنت في معركة دائمة مع هؤلاء الثلاثة وتحتاج إلى يقظة كاملة .
نصيحة :نخرج من هذا مثلاً المعتكف عهد بيننا وبين أنفسنا أن نواصل سير العبادة، نحافظ على العدد ويمكن أن تخف في القراءة أو تزود في القراءة لكن لابد من حمل النفس حملاًٍ على الالتزام، كل واحد منا له ظروفه الخاصة منا من يتحمل أن تضغط عليه وتنفع معه نتيجة الضغط ومنا من لايتحمل الضغط عليه فكل أمريء في هذه المسألة حجيج نفسه .
فعصب الخاطرة كلها علي أن يترفق المرء بنفسه ويتدرج بها شيئًا فشيئًا ويعللها بشيء من الباطل حتى يطيب له عيشه .

فذكر ابن الجوزي رحمه الله: [أن من أراد التلطف فلينظر إلى سيرة النبي صلي الله عليه وآله وسلم :]
سيرته مع أزواجه هذا أفضل زوجٍ عرفته البشرية لا أحد فوقه مطلقًا وكان عنده من حسن الخلق ما يأثر به قلب أزواجه، وكان يتلطف بهن وما كان يعاملهن كرسول إنما كزوج، مثلاً عائشة ممكن تعترض عليه، ممكن حفصة تعترض عليه، ويمكن لأن عائشة وحفصة كانوا من حزب واحد، أو عائشة وحفصة وصفية وسوده بنت الحارث، وسوده بنت زمعه والحزب الثاني أم سلمه وسائر أزواج النبي_ _، فكانت حفصة تحطِبُ في هوى عائشة باستمرار، فأكثر زوجتين كنا يعترضن على النبي _عليه الصلاة والسلام_عائشة وحفصة، وعائشة _ل_ لا سيما في المقام الأول كانت صغيرة وكانت بكرًا وأيضا النبي_ _كان يحتمل لها لمحبته لأبيها، و لأنه قال _عليه الصلاة والسلام_ لعائشة( أُرِيْتُ صُوْرَتَكِ مَرَّتَيْنِ يَأْتِيَ بِهَا جِبْرِيْلُ فِيْ سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيْرٍ وَيَقُوْلُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَيَقُوْلُ إِنَّ يَكُنْ مِنْ الْلَّهِ يُمْضِهِ)إذن تزويج عائشة للنبي _ _ أو زواج النبي_ _من عائشة هذا أمر إلهي كان يحتمل لها .

تجاوز حدود الله من أسباب المشاكل في البيوت.
فكان حسن الخلق ،إذا نقلنا هذا الكلام إلي حياتنا الواقعية سنستفيد كثيرًا وتُحل كثيرًا من المشاكل ،فلا يوجد بيت فيه مشكلة إلا والمرأة تجاوزت حدود ربها والرجل تجاوز حدود الله، لو أننا التزمنا ستحل كثير جدًا من المشاكل نحن نريد سيرة النبي _عليه الصلاة والسلام _، ما ضرب النبي_ _بيده شيئًا قط لا امرأةً ولا خادمًا ولا أحدًا إلا أن تُتنتَهَكُ محارم الله .
النبي عليه الصلاة والسلام كان يمازح ويخالط النساء ويقبل ويمص اللسان . مص اللسان ورد فيه حديث، ولكنه حديث ضعيف، لكن معنى هذا الحديث ورد في حديث جابر الذي رواه الشيخان في صحيحيهما :
عندما كان جابر بن عبد الله قافلاً من غزوة مع النبي _عليه الصلاة والسلام وكان يركب جملاً و هذا الجمل كان بطيئاً، من كانوا معه ساروا وتركوه في الخلف، وهو يضرب في الجمل حتى برك به ودخل عليه الليل وهو وحيد قال حتى سمعت صوت النبي __يقول من ؟ فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله أنا جابر، قال: ما دهاك ؟ قلت: أعيا جملي_ تعب_ قال معك عصا ؟ قلت: نعم فأخذ النبي __ العصا وضرب الجمل ضربة وضربة فارتدت إليه العافية، ركب جابر الجمل والنبي عليه الصلاة والسلام ركب ناقته، قال جابر فجعل جملي يسبق ناقته، قال: فأشد خطامه حتى لا يسبق ناقة النبي_ _ أو دابته، ودار بينهما حوار قال (مَا أَعْجَلَكَ يَا جَابِرُ قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ أَنَا حَدِيْثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ قَالَ: بِمَنْ تَزَوَّجَتْ ؟ قَالَ: بِأَيِّمٍ كَانَتْ بِالْمَدِيْنَةِ، قَالَ: فَهَلَّا بِكْرا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ)،_ في رواية البخاري_ قال مَا لَكَ وَلِلْعَذَارَىَ ولُعَابُها)وضبطها بعض أهل العلم، ولُعَابِها، مالك وللعذاري، _ لماذا تركت البنات الأبكار _، ولِعابِها نسبة إلى اللعب، عندما تكون البنت صغيرة تحب تلعب كما كانت عائشة_ل_تفعل مع النبي عليه الصلاة والسلام في الحبشة في المسجد، والنبي __ أخذ عضادة الباب وقد وضعت ذقنها، علي يده __ و وظلت تشاهد الحبشة وهم يلعبون، في بعض الروايات قالت وَالْلَّهِ مَا كَانَ بِيَ مِنْ حَاجَةٍ لِأَنْظُرَ إِلَىَ الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُوْنَ، لَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْرِفَ مَنْزِلَتِيَ عِنْدَهُ) في نهاية الحديث قالت فَاقْدُرُوْا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيْثَةِ الْسِّنِّ الْحَرِيصَةِ عَلَىَ الْلَّهْوِ).
(مالك وللعذارى ولُعَابُها) إشارة إلى اللعاب فيه معني مص اللسان . الحديث صحيح من جهة المبني ضعيف، لكن من جهة المعني يجبره حديث جابر بن عبد الله في الصحيحين .

قال ابن الجوزي رحمه الله: [ وكان يختَار المُستحسَنَات ويُستَعذِبُ لَهُ المَاء ]
كان يشرب الماء العذب وهذا ورد في أكثر من حديث من أشهر هذه الأحاديث ومن أجملها أيضًا حديث أنس الذي رواه الشيخان قال: كان أبو طلحة الأنصاري أكثر الأنصار مالاً وكان له حديقة اسمها بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد النبوي وكان النبي _ _يحب أن يدخلها وأن يشرب من ماءٍ طيبٍ فيها ففي يوم من الأيام نزل قول الله تعالي ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ( آل عمران:92) عندما سَمِعَ أبو طلحة الآية ذهب إلي النبي _عليه الصلاة والسلام_ مباشرةً قال يا رسول الله إني سمعت الله يقول﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وإن أحب مالي إلي بيرحاء وإنني جعلتها صدقة لله أرجو ذُخرها وبرها فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال_ عليه الصلاة والسلام_( بِخٍ بِخٍ ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ)،وفي رواية (ذَاكَ مَالٌ رَايِحٌ)رايح أي أنفقته وراح_ قبل _يعني، ذاك مال رابح ولكن اجعلها في بني عمومتك، أو قال اجعلها في أرحامك.

انفعال الصحابة للقرءان كان فوق المستوي المتصور لأي إنسان سريع الاستجابة
لو لم يكن في الاحتفاظ بهذا البستان إلا أن النبي_ _يدخل فيه ويشرب الماء منه لكان كافيًا أن يحتفظ به، لكن انفعال الصحابة للقرءان كان فوق المستوي المُتَصَور لأي إنسان سريع الاستجابة، أنا ما رأيت مثل الصحابة أبدًا في سرعة الاستجابة بآية يخرج من ماله كله، لأن جهاز الاستقبال نظيف .
فهم اليهود الخاطئ للآية لتعطل جهاز الاستقبال لديهم.
عندما ننظر مثلاً إلى اليهود عندما نزل قول الله تعالى ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً﴾ (البقرة: 245)
اليهود قالوا افتقر الله، إن الله يطلب منا القرض، افتقر رب محمد ،لأن جهاز الاستقبال عندهم مُعَطل يسمع يفهم خطأ.
سرعة استجابة أبي الدحداح يدل علي زكاة نفسه.
وتنظر إلى صحابي كأبي الدحداح: سمع نفس الآية لكن التعليق على الآية من الطرفين كان بينهما بونٌ أبعد من المشرق والمغرب .، لكن أبو الدحداح جهاز الاستقبال عنده نظيف عندما نزول الآية ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً﴾ (البقرة: 245)
كان يجلس في مجلس النبي_ _ فقال يا رسول الله الْلَّهِ يَطْلُبُ مِنَّا الْقَرْضِ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا لِيَ عِنْدَ رَبِّيَ إِنَّ أَقْرَضْتُهُ حَائِطِيِّ هَذَا قَالَ لَكَ الْجَنَّةُ) الحائط _هو البستان _كان فيه ستمائة نخلة _، العرب كانوا يعيشون على الأسودين_ التمر والماء_، ولا يخلوا بيت من التمر أبدًا، ولذلك قال النبي __( بَيْتَ لَا تَمْرَ فِيْهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ)
المراد بقول النبي __ بيتٌ لاتمر فيه جياعٌ أهلُهُ.
بعض الناس يستغرب ويقول ليس عندنا تمر ولسنا جوعي فكيف _
( بَيْتَ لَا تَمْرَ فِيْهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ)المقصود أن الجوع درجات، أنت لو دخلت البيت وجوعان ولايوجد مايؤكل في البيت في الوقت الحالي ولايكون هناك طعام قبل مدة معينة إذا لم تأكل تمرتين ثلاثة أربعة تسكن به الجوع ستظل جائعًا لمدة الربع ساعة النصف ساعة إلي أن يوضع الطعام فهذا جوع لحظي نسبي لكنه جوع أنت سكنته بالتمر فهذا معني قول النبي _ _( بَيْتَ لَا تَمْرَ فِيْهِ جِيَاعٌ إِيْهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ)
قال: مَالِيْ عِنْدَ رَبِّيَ إِنَّ أَقْرَضْتُهُ حَائِطِيِّ هَذَا ؟ قَالَ: لَكِ الْجَنَّةِ، قَالَ: إِنِّيَ أُشْهِدُكَ أَنَّنِيْ أَقْرَضْتَ رَبِّيَ حَائِطِيِّ هَذَا؟. بمجرد سماعه للآية خرج من ماله كله، ذهب إلى البستان وقف على الباب لم يدخل، وقال( يَا أُمَّ الْدَّحْدَاحِ أَخْرِجِيْ بِأَوْلادِكِ فَإِنِّيَ أَقْرَضْتُ حَائِطِيِّ هَذَا رَبِّيَ، فَقَالَتْ الْمَرْأَةُ رَبِحَ الْبَيْعُ يَا أَبَا الْدَّحْدَاحِ)وخرجت هي وأولادها .


السبب في سرعة إستجابة الصحابة.
الصحابة كانوا أسرع الناس استجابة:لزكاة أنفسهم ولأن الوحي المنزل زكاهم كانوا يفتعلون له .
الفضيل بن عياض: عندما ذهبوا إليه يومًا وقالوا يا أباعلي حدثنا لأن الفضيل بن عياض بعد ما حصل الحديث تزهد ورفض أن يعقد مجالس للتحديث ،.
فقالوا له يا أباعلي حدثنا قال[أنتم مفتونون وهل عملتم بكل ما علمتم حدثني الأعمش قال: إذا أخذت اللقمة ورميت بها خلف ظهرك فمتى تشبع ]يريد أن يقول إن طلب العلم ماله نهاية ،( متي تشبع) متي تعمل بهذا الذي جمعته.فالصحابة كانوا كذلك .
أبو عبد الرحمن السلمي: قال كما رواه بن جرير وغيره من العلماء بسند صحيح إليه قال( حدثنا الذين كانوا يقرؤننا القرءان أنهم ما كانوا يتجاوزون العشر آيات حتى يعملوا بهن فتعلمنا العلم والعمل جميعًا).
فأبو طلحة الأنصاري لمجرد أنه سمع نفذ، مع أنني أرى أنه لو كان احتفظ ببيرحا لكان عذرًا له إن النبي _ _ كان يدخلها، ويقول هذا مقيل النبي عليه الصلاة والسلام ويستعذب الماء فيها له، أي عنده أعذار لكن كانت همته عالية جدًا ورجي ذخرها، قال( إني أجعلها صدقة أرجوا ذخرها وبرها يا رسول الله .)
قال ابن الجوزي رحمه الله: [ وكان يُستَعذِبُ لَهُ المَاء ]
فاستعذاب الماء كان النبي_
يستعذب الماء ويشرب الماء البارد، ويأخذ الأوفق في المطاعم والمشارب له، لذلك لما عُرِضَ عليه الضب قال: ليس بأرض قومي، لم يأكل الضب بالرغم من أن الصحابة كانوا يأكلوه فالنبي_ عليه الصلاة والسلام_قال: ليس بأرض قومي لأنه عليه الصلاة والسلام ما عاب طعامًا قط، ولا تكلف أن يلتمس مفقودًا ولا رد موجودًا إلا أن يكون مما تعافه نفسه_عليه الصلاة والسلام_ .
ما ضيق النبي على نفسه.
فاختيار الماء البارد والأوفق للجسم من ناحية المطاعم، وكان النبي يحب لحم الظهر، وكان يحب الذراع، وكان أيضًا يحب الحلوى والعسل وهذه كلها من المستحسنات، ما ضيق النبي على نفسه.
ليس كما يقول أبواليزيد البسطامي يقول:[ تراعنت لي نفسي ذات مرة فحلفت ألا أشرب الماء سنة ]،، ليس هذا من الهدي، لا يقوم سائل مقام الماء أبدًا، لأن الماء ينفذ الأغذية إلى البدن ولا يقوم مقامه شيء، هذا من التدقيقات لو أردت تقليده ،تتعب جدًا بخلاف الصحابة كانت حياتهم سهلة جدًا ومن السهل إنك تأتسي بأي سيرة صحابي بدون أن ما تشعر بمشقة ولا عناء .
ابن الجوزي _رحمه الله _ يقول :إن هذا كله من الرفق بالنفس، ويسمى النفس دائماً في خواطره دابة، يقول هذه الدابة ينبغي أن تترفق بها حتى تصل بها .

يقول ابن الجوزي رحمه الله [وهذا كُلُهُ رِفقٌ بِالناقةِ في طَرِيق السَير‏، فَأمَا مَن جَرَدَ عليها السَوط فَإِنهُ يَوشِكُ أن لا يَقطَعَ الطريق‏، وقد قال النبي ]
( إِن هَذَا الدينَ مَتين فَأَوغِلُوا فيه بِرِفق فإن المُنبَثَ لَا أرضاً قَطَعَ ولَا ظَهراً أَبقَى) هذا حديث ضعيف لا يصح بكل طرقه، لكن المعني هو الذي أراده ابن الجوزي _ المنبث_ رجل كان يسير مع رفقة فسبقوه، فأراد قطع المراحل التي تأخر فيها فأمسك بالعصا وظل يضرب الناقة ضربًا مبرحًا، فماتت منه الناقة(لَا أرضاً قَطَعَ ولَا ظَهراً أَبقَى)هو لم يمشي وفي نفس الوقت كان راكب سار ماشياً علي قدمه هذا بسبب أنه جرد عليها السياط .
قال ابن الجوزي رحمه الله: [ واعلَم أَنَهُ يَنبَغِي لِلعَاقِلِ أن يُغَالِطَ نفسه فِيمَا يَكشِفُ العَقلُ عن عِوَارِهِ ]
هذا الكلام مهم ومثل لذلك بشيئين ،يريد أن يقول إنك عندما تفكر بعقلك عقلك يقفذ الظاهر إلى الباطن، فأنت لو مشيت معه سيتكدر عليك عيشك وضرب مثلين .
قال ابن الجوزي رحمه الله [ فإن فَكَر المُتَيقظ ] عقله شغال[يَسبِقُ قَبلَ مُبَاشَرةِ المَرأَةِ إلى أنَهُا اعتناق جَسدٍ يَحتوي على قَذَارةٍ ] أي لو أنه فكر وجعل العقل يسبق قبل أن يأتي زوجته لن تصفوا لك حياة، فماذا يفعل ؟يغالط نفسه .
قال ابن الجوزي رحمه الله [ وقَبلَ بَلعِ اللُقمِةِ إِلىَ أنهَا مُتَقَلِبِةٌ في الرِيق ولَو أَخرَجَهَا اللِسَانَ لَفَظَهَا ]
يريد أن يقول لو فكرت في اللقمة التي اختلطت بريقك و ظللت تمضغ فيها بضروسك لو فكرت بهذا التفكير، وجعلت العقل يسبق، ستلفظها مباشرةً لن تقدر علي بلعها .
يقول ابن الجوزي رحمه الله [ ولو فكر في قُربِ المَوتِ ومَا يَجرِي عَليهِ بَعدَهُ لَبَغَضَ عَاجِلَ لَذَتِهِ فَلَا بُدَ مِن مُغَالَطةٍ تَجري لِيَنتَفِعَ الإِنسانَ بِعَيشه]
لو قيل أنت تموت غدًا لو افترضنا أن هذا صحيح أنت تموت غدًا تثقل كل شهواتك ليس لك نفس تعمل إطلاقًا أي شيء فلابد من مغالطة تجري للنفس حتى يتهني المرء بعيشه .
كَمَا قَالَ لَبِيد بن ربيعه أحد الصحابة :

فَأَكذِب النَفسَ إِذَا حَدَثتَهَا
إِن صِدقَ النَفسِ يُزرِي بِالأَمَلِ .
يقول اكذب على نفسك اكذب على روحك ومهد لنفسك بطول الأجل لأنك إذا صدقت معها هذا يزري بالأمل ولولا الأمل لبطل العمل الإنسان يتكلم أنا غداً سأعمل كذا وبعد غد أعمل كذا والسنة القادمة كذاوهو في عداد الموتي، فالإنسان يتكلم في سنوات قادمة و سيموت الآن فلولا إن الواحد يقول لك هذا شباب، والشباب مازال أمامه فرصة إلي أن يموت ممكن عمره يطول أو يؤمل نفسه أن يعيش، كل هذا مايجعل العيش له قيمه وله طعم وكل شيء في الدنيا له عنده طعم، فيقول لبيد أن الإنسان إذا حدث نفسه يستعمل الكذب عليها لأن الصدق يزري بالأمل .
وقال: البُستي علي بن محمد يقول: طبعًا البُستي نسبة إلى مدينة بُست، وإذا كان محمد بن علي البُستى من أشهر الشعراء، حتى إذا قال البُستي في الشعر يفهم أنه أبو الفتح كذلك في المحدثين ابن حبان من بُست، ابن حبان البُستي وبعض أهل البدع عندما كان يريد يصحح بعض الأسانيد ويعرف أن العامة لا يفهمون كلامه، قال كيف يكون هذا الرجل مجهولاً وقد وثقه البُستي، لم يقل ابن حبان لأن ابن حبان متساهل، ، يتصور القارئ إن البُستي هذا عالم كبير ،و ليس هو ابن حبان المتساهل مثلاً في التوثيق ،فينسبه إلى بلده فالبُستي في الشعراء أبو الفتح مشهور معروف . يقول:

أَفِد طَبعَك المَكدُودَ بِالهَمِ رَاحَةً
تُجِمّ وَعَلِلّهُ بِشَيءٍ مِنَ المَـــزحِ
لا تكن جد باستمرار إنما يُمكن أن تستخدم المزح أحيانًا .

ولَكِن إَذا أَعطَيتَهُ ذَاكَ فَليَكُـن
بِمقدِارِ مَا يُعطَي الطَعَامُ مَن المِلحِ
يقول أعطي شيئًا من المزح لخاطرك المكدود مثلما تضع الملح علي الطعام.
يتبع إن شاء الله..


الدرس (10) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

الدرس (10) من مدرسة الحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس (10) من مدرسة الحياة   الدرس (10) من مدرسة الحياة Emptyالسبت 14 مايو 2011, 6:36 pm

وقال أبو عليٍ بن الشِبلِ ،:كان أحد المجيدين وله شعر رقيق ،ويوصي الشيخ طلبة العلم بتعلم الشعر ،الشافعي يقول:[ من تعلم الشعر رق طبعه ] تعلم الشعر لا سيما الشعراء المجيدين كأبي تمام والبحتري أبوعبادة والمتنبي و محمود سامي البارودي باشا، مجدد شباب الشعر العربي الحديث وهو متنبي العصر الحديث وهو أستاذ أحمد شوقي وأستاذ حافظ إبراهيم ورجل ما شاء الله ديوان الشعر أربع مجلدات رائع رائع والمعجم اللغوي عنده واسع جدًا وله أشياء ينحتها نحتًا مما يدل على أنه شاعر مطبوع ليس متكلفاً فأبو علي ابن الشبل شاعر مطبوع الشعر عنده مثل الماء .

يقول ابن الجوزي رحمه الله:
[ وَإِذَا هَمَمتَ فَنَاجِ نَفسكَ بِالمُنَى] :إذا أحبيت تعمل أي شيء فَنَاجِ نَفسكَ بِالمُنَى
[وَعداً فَخَيرَاتُ الجِنَانِ عِدَاتُ ]، الله عز وجل وعدنا أنه من عمل صالحًا دخل الجنة، قال خيرات الجنان أصلاً عدات فأنت إذا هممت بأمر فناج نفسك بالمنى وعدًا، أوعد نفسك أنك ستصل إن شاء الله، وتكون ناجحاً .
[وَاجعَل رَجَاءَكَ دُونَ يَأسِكَ جُنَةً ] الجُنه الوقاية، يعني اجعل رجاءك وقاية تحول بينك وبين اليأس .
[حَتَى تَزُولَ بِهَمِّكَ الأَوقَـاتُ] لا تكون حياتك كلها هم، عندما تجعل الرجاء بينك وبين اليأس الوقت يَمُر والدنيا بتمشي يعني .

وَاستُر عَنِ الجُلَسَاءِ بَثَكَ إِنمَا
جُلسَاؤُكَ الحُسَّادُ والشُمَـاتُ
لا سيما إذا أردت خيرًا، لو أنت مثلاً تريد تقترح على واحد تقول له والله أنا أريد أبيع الأرض وأعملها صدقة للمساكين، فيثبطك عن فعل الخير معللاً ذلك بأعذار واهية، أنهم لا يستحقون ثم إن أولادك أحق، يحول بينك وبين أن تفعل خيرًا ،إذا أردت خيرًا افعل ولا تستشر أحدًا طالما أنه خير لأن جلساؤك الذين يعرفون باطنك ويعرفون ظاهرك ويعرفون كل شيء عنك هم الشمات والحساد .

وَدَعِ التَوَقُعَ لِلحَوَادثِ إَنَــهُ
لِلحَي مِن قَبلِ المَمَاتِ مَمَاتُ
عندنا في المثل يقول وقوع الهم ولا انتظاره، يعني مثلاً من الأشياء التي قرأتها عن السجون والمساجين المحكوم عليهم بالإعدام وأحكام أخري، أحد أطباء السجن رصد الظاهرة الآتية قال: عندما يدخل سجينا السجن وقبل أن يُحكم عليه بحكم ما فتراه ممتنعاُ عن الطعام والشراب ليس عنده قابلية لأي شيء لأنه منشغل بماذا سيُحكم عليه لكن بمجرد صدور الحكم، ومعرفة مصيره وعرف أن مصيره إلي المشنقة استراح، وبدأ يعلل نفسه، بانتهاء الحياة .كذلك عندما يختفي أحد الأبناء من أبيه ولكنه لا يعرف أين هو، يبحث عنه في كل مكان، والأهون علي الأب في هذه الحالة ،أن يكون هذا الإبن مات ودُفِن، من هذا العذاب الأليم، ماذا حدث له ويفكر في كل الأمور الغريبة التي يمكن أن تحدث لهذا الابن، لو كان دفنه صح ممض ومؤلم، ولكنه استراح ويبدأ يعلل نفسه بأن الموت حق، لا حيلة لأحد أبدًا أمام الموت وهكذا من تعليل النفس.
يقول ابن الجوزي[ وَدَعِ التَوَقُعَ لِلحَوَادثِ ] لماذا تتوقع حدوث الشر

ثم سرد الشيخ حفظه الله قصة لأحد الأغنياء:
كان فيه واحد من إخواننا رحمة الله عليه مات من حوالي سبعة عشر ثماني عشر سنة وكان في ذلك الوقت رأس ماله مائتان وخمسين ألف جنيه، وكان يسيطر عليه فكرة المرض، وأنه بعدما مرض دخل مستشفى استثماري، ومامعه من أموال سينتهي، في خلال شهرين على أساس المستشفيات الاستثمارية فندقه، وكذلك اختار المرض الذي سيمرض به وليس مرضاً عاديا ولكنه مرض عُضال، وقال لنفسه أن أمواله ستنتهي خلال شهرين، ولو انتهت الأموال خلال الشهرين إلي أين أذهب ؟، وظل يعيش على هذا الوهم قال سأمرض وسأبيع كل ما أملك، وسأترك أولادي فقراء، طيب، يا أخي ممكن تنجو لكنه هو كما قلت لكم توقع شيء من الشر وبني تصوره عليه.
أبوعلي يقول:

وَدَعِ التَوَقُعَ لِلحَوَادثِ إَنَــهُ
لِلحَي مِن قَبلِ المَمَاتِ مَمَاتُ
فَالهَمُ لَيسَ لَهُ ثَبَاتٌ مِثلما
فِي أَهلِهِ مَا لِلسُرورِ ثَبَـاتُ
أي أنك لن تظل طوال عمرك مهموماً، لا ولكن سينقضي الهم ويحل محله السرور والعكس فلا هذا سيدوم، ولا هذا سيدوم.

لَولَا مُغَالَطَةُ النُفوسِ عُقًولَهَا
لَم تَصفُ لِلمُتَيقِظِينَ حَيَـاةُ
يغالط نفسه عندما يموت لنا حبيب، لكي تصبر نفسك تقول: سأعتبره مسافراً وسيغيب سنتين وسأكلمه في التليفون بعد غد، أو هو وسيكلمني الشهر القادم وأنت من دفنته بأيدك لكن أنت من اخترع قصة إنه مسافر بالخارج ثم رضيت بها، لو أن كثيراً من الناس سواء كانوا رجالاً أو نساء استعملوا المغالطة لهنئوا بالعيش، لكن عقولهم دائمًا متيقظة بالذات فيما يتعلق بالهم والغم.
وقَالَ أيضاً‏:‏

بِحِفظِ الجِسمِ تَبقَى النَفس فِيه
بَقَاءَ النَارِ تُحفَظُ بِالوعَــاءِ
فَبِاليِأسِ المُمِضَ فَلَا تُمِتـهَا
ولَا تَمدُد لَهَا طُولَ الرَجَــاءِ
طول الرجاء يجعل الإنسان يركن إلى الدعة، فلا تقتلها بِاليِأسِ المُمِضَ ولَا تَمدُ لَهَا حبلَ الرَجَــاءِ، لأن النفس لا تشبع، وطبعًا حديث النبي_ ( لَوْ كَانَ لِابْنِ آَدَمَ وَادِيا مِنْ ذَهَبٍ لَقَالَ لَوْلَا لِيَ اثْنَيْنِ وَلَوْ أَنَّ لَهُ اثْنَيْنِ قَالَ لَوْ أَنَّ لِيَ ثَلَاثَةَ وَلَا يَمْلَأُ عَيْنَ ابْنِ آَدَمَ إِلَّا الْتُّرَابُ وَأَنَّهُ وَالْلَّهُ عَلَىَ مَا انْتَهَىَ).فالنفس لا تشبع مطلقًا .
البوصيري يقول:

والنفس كالطفل إن تهمله شبَّ
على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
تريد أن تفطم الولد ابن ثلاث شهور سينفطم، تريد أن تفطمه ابن خمس سنين كذلك سيظل يرضع، ومن أبلغ بيت قالته العرب

والنفس طامعة إذا أطمعتها
وإذا ترد إلى قليل تقنع
تريد أن تُعطيها لن ترفض، تريد أن تحجمها كذلك لن ترفض.
سفيان الثوري كان يقول:[ من استطاع أن يأكل الخبز بالملح لن يستعبده أحد ]لأن الملح موجود، إذا قدرت أن تصبر على هذا على خشن المطعم، لا أحد يستعبدك أبدًا لأن كثير من العباد الذين يستعبدون، إنما يُستعبدون من أجل بطونهم وفروجهم ، وهذا ما أضاع كثيراً من الناس، يريد الأكل الطيب، والملبس الطيب والمسكن الطيب، فالبتالي لابد يخضع لهذا وذاك، ثم يغالط نفسه في هذه المسألة، وينزل كرامته الأرض،لأجل أن يتمتع، إنما الناس الأعزة يسف التراب يسف ورق الشجر ولا يستعبده أحد، فالنفس هكذا إن مددت لها الحبل إلي آخر مدي ستقبل وإن قمعتها ستنقمع.
فهو يقول :

فَبِاليِأسِ المُمِضَ فَلَا تُمِتـهَا
ولَا تَمدُد لَهَا طُولَ الرَجَــاءِ
وَعِدهَا فِي شَدَائِدِهَا رَخَـاءً
وَذَكِرهَا الشَدَائِدَ فِي الرَخَـاءِ
لكي لاتركن، أنت اليوم معك أموال، وتلك الأيام نداولها بين الناس غدا لا يكون معك شيء، بجرة قلم من وزير ناس يطلعوا السماء وناس ينزلوا الأرض، ثم ضرب فضيلته مثلا لذلك بأنفلونزا الطيور ،قائلاً أنَّ الثروة الداجنة هي الثروة الحقيقية عند أهل الريف، عندما ظهر التهويل الرهيب الشديد كان الناس يرمونها، فتغير حال الناس الأثرياء من الثروة الداجنة، بعد أن كان عنده الملايين نزل الأرض ،فلا شيء يركن الإنسان إليه دائماً، في الشدة أذكرها بالرخاء لتحمد الله، وفي الرخاء أذكرها بالشدة لتدعو الله عز وجل أن يكشف عنها أو أنه لا يبتليها، إما أنه شاكر وإما أنه صابر.
كما قال النبي ( عَجَبا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ).
لذلك يقول:

وَعِدهَا فِي شَدَائِدِهَا رَخَـاءً
وَذَكِرهَا الشَدَائِدَ فِي الرَخَـاءِ
يُعَدُ صَلَاحُهَا هَــذا وهَـذا
وَبِالتَركِيبِ مَنفَعةُ الــدَواءِ
الصيدلي مثلاً عندما تذهب له يركب لك دواء علي دواء، فينتج عنه الدواء الذي إذا وجهته إلى عين الداء ارتفع بإذن الله تعالى .

[ وَقد كَانَ عُمُومِ السَلَف يُخَضِبُونَ الشَيبِ لِئَلا يَرَى الإنسانُ مِنهم مَا يُكرَه وَإِن كَانَ الخِضَابُ لا يُعدِمُ النَفسَ عِلمَهَا بِذَلك وَلكِنَهُ نَوعُ مُخَادَعَةٍ ].
كان عقبة بن عامر: يخضب بالسواد كانت لحيته بيضاء يخضب بالسواد، بعد ثلاثة أيام تجد منبت الشعر صار أبيضاً، فكان يقول نسود أعلاها وتأبى أصولها
حتى كما قال أنس بن مالك : عندما ذكر شيب النبي _وأنه لم يشب _عليه الصلاة والسلام _، بل كل الشعر الأبيض في لحيته كان سبعة عشر شعره، فكيف عدهم، كان النبي __ حياتهم جابر بن سمره قال خرجت في ليلة قمراء إضحيان، _ قمر أربعة عشر_ فنظرت إلى النبي__، جعلت أنظر إليه مرة، وإلى البدر مرة، فوالله لكان في عيني أحلى من البدر.
فأنس بن مالك عد عدد الشعرات الموجودة سبعة عشر شعره، والنبي __ لم يقدرها، فجرى ذكر الخضاب، قال أنس:( أولستم تكرهونه ؟) على أساس أن الشيب هذا يذكِّر بالرحيل وكِبر السن، حتى أن من العلماء من فسر قوله تعالي﴿ وجاءكم النذير﴾ قال : الشيب، فالشيب علامة على فترة زمنية من العمر معني ذلك استعد لقدوم الموت.
من الأبيات الجميلة التي أحفظها أبيات على بن جبلة في الشيب:
وكيف أن الإنسان يكره الشيب، ولا يحبه لأنه يذكره بأنه في آخر حياته، وأنه سوف يموت، فيحاول بعض الناس يصبغ حتى يتناسى أنه في آخر حياته، فعلى بن جبلة أنشأ محاورةً ما بين الشيب وبين رجل، فجعل الشيب ضيفاً يركب حماراً ويلبس عمامة ومعه عصاً وطرق باب رجلاً ما، وفتح الرجل لهذا الضيف ودار بينهما الحوار التالي:
يقول على بن جبلة:


ألقى عصاهُ وأرخى من عمامتهِ
وقال ضيفٌ،فقلت الشيبُ قال أجل
فقلت َ له أخطأتَ داراَ الحي
قال ولِم لكَ الأربعونَ التمُ
فما شجيتُ لشيءٍ ما شجيتُ له
فكأنما اعتمَ منه مفرقي بجبل.
الشيب (ألقى عصاهُ وأرخى من عمامتهِ وقال ضيفٌ) وفتح له الثاني _الرجل الذي نزل به الشيب_ وعندما نظر إليه قال( فقلت الشيبُ قال أجل) فقال له الرجل صاحب البيت(أخطأتَ داراَ الحي)( أي أنك نزلت مكان ليس بمكانك مازلت صغير السن ومازال عمري أربعون عاماً في أول الكهولة اذهب لشخص بلغ من العمر الستين أو سبعين عاماً كي تُبيض له رأسه ولحيته (قال ولِم لكَ الأربعونَ التمُ)أي أنك بلغت الأربعين التمُ، ولم ينتظر أن يأذن له ثم نزل قال صاحب الدار( فما شجيتُ لشيءٍ ما شجيتُ له* كأنما اعتم منه مفرقي بجبل)_ المفرق_ الرأس
يقول بمجرد نزوله رغماً عني وقال( لكَ الأربعونَ التمُ) لم ينتظر حتى آذن له نزل من ركوبته وجلس في البيت (أي علي رأسه لأنه شيب) يقول (فكأنما اعتمَ منه مفرقي بجبل) أي كأنه لما لبس رأسي كأني حملت جبلاً فوق رأسي لأن الشيب نذير المرء
نصيحة الشيخ _حفظه الله_لكل شيخ( شايب):
فأنا أقول لكل شايب مثلى ومثل الشياب الموجودون في الدنيا، الآن
﴿ وجاءكم النذير﴾ فخذ حذرك _إذا كان أملك طويل وتقوم ببناء المصانع ورجل أعمال ومشغول بالدنيا لا أقول لك توقف ولكن خف من اللهث وراء الدنيا فكم جريت وكم ضيعت من صلوات وكم ضيعت من رمضان من أجل العمل فعندما تنظر للمرآه وأنت تمشط شعرك وإذا كنت متسنن(أي متبع سنة النبي _عليه الصلاة والسلام_) قد أعفيت لحيتك وليس معنى متسنن أن اللحية سنة فقط بل اللحية فرض واجب فتذكر قوله تعالي﴿ وجاءكم النذير﴾
فقل (ما بقى في الكرم إلا الحطب) مثلما يقول أهل الشام، أنا سمعت هذا المثل من شيخنا الألباني_ رحمه الله _أي أن حقل العنب ما بقى فيه إلا الحطب لا يوجد به عنب، ولا ورق أخضر ولا يوجد به أي شيء .
قال: [ ومَا زَالتِ النُفُوسُ تَرَى الظَاهِرَ‏، وإِنمَا الفِكرُ والعَقلُ مَعَ الغَائِب[

مثلما قلت لك أن العقل عندما يتيقظ لا تصفوا لك حياة، وفي المثل يقول العيش الذي تفتش فيه لا تأكله، لكن لازم تمضغ ابلع لقمه وراء لقمه و انتهي، لكن لو جلست تفتحه وتفتش وجدت أشياء كثرة تجعلك، يحدث لك نوع من الاشمئزاز فلا تستطيع الأكل بعدها.، وهذا أيضا هو نوع من مغالطة النفس .
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
إنتهى الدرس العاشر.


الدرس (10) من مدرسة الحياة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس (10) من مدرسة الحياة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة :: كتابات أبي إسحاق الحويني :: حلقات 1429 هجرية-
انتقل الى: