(48) الأصول الإسلامية التي أخذتها اليابان:
ذَكَرْتُ في خُطبةِ هذه الرحلة وفي غير موضع منها ما يُفيدُ أنه ليس من موضوعها أن نأتي بنصِّ جميع الخطب التي كنا نُلْقِيها في جلسات جمعيتنا؛ لأن هذا يخرج بنا عن موضوع كتابة رحلة إلى موضوع تأليف كتاب ديني.

ولكن أقول إننا كنا نشرح للقوم معنى كُلِّ قاعدة من قواعد الدِّين وآدابه الشرح الوافي، ونبيِّن لهم الحكمة التي أرادها الشارع من هذه القواعد، كما كنَّا نتكلم عن القرآن وكيفية نزوله وبيان درجة بلاغته كما تقدَّم في محله وأنه قانون سماوي، أتى بما يُلائم أحوال كُلِّ أمَّة في كُلِّ زمان ومكان وغير ذلك.

وقد أفضنا الشرح في قواعد الإسلام الخمس وأنَّ الإسلامَ دينُ الفطرة، وإعجاز القرآن وكيفية إنزاله وإثبات الوحدانية لله تعالى، وكل ذلك تقدَّم تلخيصه في هذه الرحلة.

وكنَّا نُبَيِّنُ لهم أنَّ الله واحِدٌ لا شريك له في مُلْكِهِ، وأنه ليس بذات مُجَسَّمَةٍ وليس له جهة تحُدُّهُ وأنه قادرٌ على كُلِّ شيءٍ…إلخ، والدَّليل على وحدانيته، أنه لو كان له شريك لفسدت الأرض لِمَا تقتضيه الشركة من وقوع الخلاف بين الشريكين في كثير من المسائل، ومع هذا فلابُدَّ من حصول الشقاق، والشقاق يُفضي إلى غلبَة أحدهما على الآخر، وهذا يفضي على المغلوب بالضعف وهو مُنافٍ لصفات الربوبية، وهكذا من قواعد علم التوحيد.