أحزان امرأة
قال المدائني: رأيت بالبادية امرأة لم أر جلداً أنضر منها ولا أحسن وجهاً منها..
فقلت: تالله أن فعل هذا بك الاعتدال والسرور فقالت: كلا والله إني لبدع أحزان وخلف هموم وسأخبرك: كان لي زوج وكان لي منه ابنان فذبح أبوهما شاة في يوم الأضحى والصبيان يلعبان..
فقال الأكبر للأصغر: أتريد أن أريك كيف ذبح أبي الشاة؟
قال: نعم فذبحه فلما نظر إلى الدم جزع ففزع نحو الجبل فأكله الذئب فخرج أبوه في طلبه فتاه أبوه فمات عطشاً فأفردني الدهر.
فقلتُ لها وكيف أنتِ والصبر؟
فقالت: لو دام لي لدمتُ له ولكنه كان جرحاً فاندمل (1).