زوجتك في الجنة
- قال "بلال بن جماعة": فكَّرت ذات ليلة فقلت يا رب مَنْ زوجتي في الجنة؟ فأريتُ في منامي ثلاث ليال إنها جارية سوداء في أوطاس.. فأتيت أوطاس فسألت عن الجارية فقال لي رجل يا هذا! تسأل عن جارية سوداء مجنونة كانت لي فأعتقتها؟ قلت وكيف كان جنونها؟ قال كانت تصوم النهار، فأعطيناها فطورها فتصدَّقت به، وكانت لا تهدأ بالليل ولا تنام، فضجرنا منها. قلت فأين هي؟ قال ترعى غنماً للقوم في الصحراء، فإذا أنا بها قائمةً تصلي، فنظرت إلى الغنم فإذا ذئب يدلها على المرعى وذئب يسوقها! فلما فرغت من صلاتها، سلمت عليها فقالت يا بلال! أنت زوجي في الجنة. قلت قد رأيت ذلك في النوم. قالت وأنا بشرت بك. فقلت ما هذه الذئاب مع الأغنام؟ قالت نعم أصلحت شأني بيني وبينه، فأصلح بين الذئب والغنم (1).

التعليق:
الرؤية من الله والحلم من الشيطان.. وبلال هذا رجل صالح رأي رؤية عن زوجة له في الجنة فلم يسكن باله حتي وجدها.. وكان سيرتها عند الناس من أهل لدنيا والهوي أنها مجنونة!! ولا عجب في ذلك حتي في زماننا هذا.. الذي صار فيه الحق باطلاً والباطل حقاً, والسُّنَّة بدعة والبدعة سُنَّة.. وعلا فيه أهل المنكر علي أهل المعروف.. فكل مستقيم علي أمر لله وسُنَّةِ رسوله -صلى الله عليه وسلم-.. زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة هو في نظر أهل الدنيا في كل زمان ومكان مجنوناً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.