الضرائر والغيرة القاتلة
* عن عائشة قالت: (كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث فقالت حفصة ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر فقالت بلى فركبت فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول يا رب سلط علي عقرباً أو حية تلدغني ولا أستطيع أن أقول له شيئاً).
* وعنها قالت (كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأقول أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: "ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك"، قلت ما أرى ربك إلا يسارع في هواك).
- وعنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيُحسن الثناء عليها.
فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة.
فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها، فغضب، ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس.
وصدَّقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس.
ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء، قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبداً.

التعليق:
الغيرة هنا محمودة, فإن كل أمهات المؤمنين كانت تغير على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عائشة في القصة السابقة.. وهاهي عائشة تغير عليه هنا إن غاب عنها كما تغير أزواجه من أمهات المؤمنين بسبب حبها الشديد للنبي -صلى الله عليه وسلم-.. فرضي الله عن أمهات المؤمنين أجمعين, وفي القصة التالية تعليق أكثر فائدة عن الغيرة للعلماء الثقات.