الباب التاسع والخمسون: في أخبار العرب الجاهلية وأوابدهم وذكر غرائب من عوائدهم وعجائب من أكاذيبهم
للعرب أوابد وعوائد كانوا يرونها فضلاً وقد دَلَّ على بعضها القرآن العظيم وأكذب اللهُ دعاويهم فيها فمن ذلك قوله تعالى: ( وما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون ).

قال أهل اللغة:
البحيرة ناقة كانت إذا نتجت خمسة أبطن وكان الأخير ذكراً بحروا أذنها، أي شقّوا أذنها وامتنعوا من ذكاتها ولا تُمنع من ماءٍ ولا مرعى وكان الرجل اذا اعتق عبداً وقال هو سائبة فلا عقد بينهما ولا ميراث، وأمَّا الوصيلة ففي الغنم كانت الشاة اذا ولدت أنثى فهي لهم وإن ولدت ذكراً جعلوه لآلهتهم، فإن ولدت ذكراً وأنثى قالوا وصلت أخاها فلا يُذبح الذكر لآلهتهم فإن ولدت ذكراً وأنثى قالوا وصلت أخاها فلا يُذبح لآلهتهم وأمَّا الحام فالذّكر من الإبل كانت العرب إذا نتج من صلب الفحل عشرة أبطن قالوا حمي ظهره فلا يُحمل عليه ولا يُمنع من ماءٍ ولا مرعى.

وقال تعالى:
( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )، فالخمر ما خامر العقل ومنه سُمِّيَتْ الخمرُ خمراً والميسر القمار والأنصاب حجارة كانت لهم يعبدونها وهي الأوثان واحداها نصب والأزلام سهام كانت لهم مكتوب على بعضها أمرني ربي وعلى بعضها نهاني ربي، فإذا أراد الرجل سفراً أو أمراً يهتم به، ضرب بتلك القداح، فإذا خرج الأمر مضى لحاجته، وإذا خرج النَّهي لم يمض.

ومن أوابدهم:
وأد البنات أي دفنهن أحياء، كانوا في الجاهلية اذا رزق أحدهم أنثى وأدها وإذا بُشِّرَ بها ضاق صدره وكظم وجهه وهو قوله تعالى: ( واذا بُشِّرَ أحدُهُم بالأنثى ظل وجهه مسوَّدًا وهو كظيم )، وقال تعالى: ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإيَّاكم )، وقد قيل إنهم كانوا يقتلونهن خوف العار، وبمكّة جبلٌ يُقال له أبو دلامة كانت قريش تئد فيه البنات، وقيل إن (صعصعة) جَدُّ (الفرزدق) كان يشتري البنات ويفديهن من القتل كل بنت بناقتين عشراوين وجمل، وفَاخَرَ (الفرزدقُ) رجلاً عند بعض خلفاء بني أمية فقال أنا ابن محي الموتي، فأنكر الرجل ذلك، فقال إن الله تعالى يقول: ( ومَنْ أحياها فكأنَّما أحيا النَّاس جميعًا ).

وأما الرفادة في الحج:
فكانت خرجاً تُخرجه قريش في كل موسم من أموالهم إلي (قُصَيّ) فيصنع به طعاماً للحاج فيأكله مَنْ لم يكن له سِعَة ولا زَادٌ وذلك أن قُصَيًّا فَرَضَهُ على قريش فقال لهم حين أمرهم به: يا معشر قريش إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم وإن الحجاج ضيوف الله وزوَّار بيته وهم أحقَّ الضَّيفِ بالكرامة فاجعلوا لهم طعاماً وشراباً أيَّام الحَجِّ حتى يصدروا عنكم ففعلوا، وكانوا يُخرجون ذلك كل عام من أموالهم فيدفعونه إليهم، وقيل أول مَنْ أقام الرِّفَادَةَ (عبد المطلب)، وهو الذي حفر بئر زمزم وكانت مطمومة، واستخرج منها الغزالين الذّهب اللذين عليهما الدُّرُّ والجَوْهَرُ وغير ذلك من الحُلِّيِّ وسبعة أسياف وخمسة دروع سوابغ، فضرب من الأسياف باب الكعبة، وجعل أحد الغزالين الذهب صفائح الذهب، وجعل الآخر في الكعبة.

واعلم وفقني اللهُ وإيَّاك إنه لم يُسمع بعجبٍ أعظم من عجب سعيد بن زرارة وعبد الله بن زياد التميمي وابن سمَّاك الاسدي الذين ضُرِبَ بهمُ المثلُ، فأمَّا سعيد بن زرارة فقيل إنه مرَّت به امرأة فقالت له يا عبد الله كيف الطريق الى مكان كذا فقال لها يا هنتاه مثلي يكون من عبيد الله؟ وأمَّا عبد الله بن زياد التميمي فقيل إنه خطب الناس بالبصرة فأحسنَ وأوجزَ فنُودي من نواحي المسجد كَثَّرَ اللهُ فينا مثلك، فقال لقد كلفتم الله شططاً، وأمَّا ابن سمَّاك فإنه أضلَّ راحلته فالتمسها فلم توجد فقال والله لئن لم يَرُدَّ راحلتي عليَّ لا صليت له أبداً، فوجدت وقد تعلّق زمامها ببعض أغصان الشجر، فقيل له قد رَدَّ اللهُ عليك راحلتك فَصَلِّ، فقال إنما كانت يميني يميناً قصداً، فانظر رحمك اللهُ إلى هذا العجب كيف ذهب بهم حتى أفضى بهم الى الكُفر وصاروا حديثاً مُستبشعاً ومثلاً بين العالمين مُستشنعاً، نعوذ بالله من الخذلان المؤدِّي الى النيران، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

حُكِيَ عن الحجَّاج بن يوسف الثقفي أنه قيل: كيف وجدت منزلك بالعراق؟ قال: خيرُ منزل أن أظفرني الله بأناس بلغني الأمل فيهم وأعانني على الانتقام منهم فكنت أتقرَّب إليه بدمائهم، فقيل له مَنْ هم؟ فذكر هؤلاء الثلاثة وذكر حديثهم ولا محالة أنها من محاسن الحجَّاج وإنْ قلّت في جنب سيئاته، والله تعالى أعلم.

ذكر أديان العرب في الجاهلية:
كانت النصرانية في ربيعة وغسان وبعض قضاعة، وكانت اليهودية في نمير وبني كنانة وبني الحرث بن كعب وكندة، وكانت المجوسية في بني تميم، منهم زرارة ابن عدي وابنه علي وكان تزوَّج ابنته ثم ندم، ومنهم الأقرع بن حابس كان مجوسياً.

وكانت الزندقة في قريش أخذوها من الجزيرة، وكانت بنو حنيفة اتخذوا في الجاهلية صنماً من حيس، فعبدوه دهراً طويلاً ثم أدركتهم مجاعة فأكلوه، وقد قيل إن أول مَنْ غيَّر الحنيفية عمرو بن لحي أبو خزاعة وهو أنه رحل الى الشام فرأى العماليق يعبدون الأصنام فأعجبه ذلك فقال ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدونها؟ قالوا هذه أصنام فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال أعطوني منها صنماً أسير به إلى أرض العرب فيعبدونه، فأعطوه صنماً يقال له هُبَل، فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه.

وقيل إن أول ما كانت عبادة الأحجار في بني إسماعيل وسبب ذلك أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم حتى ضاقت عليهم وتفرقوا في البلاد وما من أحد إلا حمل معه حجراً من حجارة الحرم تعظيماً للحرم فحيثما نزلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة وأفضى ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحسنوه من الحجارة، ثم خلفت الخلوف ونسوا ما كانوا عليه من دين إسماعيل فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلال.

وكانت قريش قد اتخذت صنماً على بئر في جوف الكعبة يقال له هُبَل، وأيضا اتخذوا أسافا ونائلة على موضع زمزم فينحرون عندها ويطعمون وكان أساف ونائلة رجلاً وامرأة فوقع أساف على نائلة في الكعبة، فمسخهما اللهُ حجرين، واتخذ أهل كل دار في دارهم صنما يعبدونه، فإذا أراد الرجل سفراً تمسَّح به حين يركب وكان ذلك آخر ما يصنع إذا توجه إلى سفره وإذا قدم من سفره بدأ به قبل أن يدخل إلى أهله.

واتخذت العرب الأصنام وانهمكوا على عبادتها وكانت لقريش وبني كنانة العُزَّى وكان حجابها بني شيبة وكانت اللات لثقيف بالطائف وكان حجابها بني مغيث من ثقيف وكانت مناة للأوس والخزرج من دان بدينهم.

وأما يغوث ويعوق ونسر فقيل إنهم كانوا أسماء أولاد آدم عليه الصلاة والسلام وكانوا أتقياء عُبَّاداً فمات أحدهم فحزنوا عليه حزناً شديداً فجاءهم الشيطان وحَسَّنَ لهم أن يصوروا صورته في قبلة مسجدهم ليذكروه إذا أنظروه فكرهوا ذلك فقال اجعلوه في مؤخر المسجد ففعلوا وصوره من صفر ورصاص ثم مات آخر ففعلوا ذلك الى ان ماتوا كلهم فصورهم هناك وأقام من بعدهم على ذلك الى ان تركوا الدين وحسن لهم الشيطان عبادة شئ غير الله فقالوا له من نعبد؟ قال آلهتكم المصورة في مصلاكم فعبدوها الى أن بعث الله نوحا عليه الصلاة و السلام فنهاهم عن عبادتها فقالوا كما أخبر الله عنهم: ( لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ) الآية... ولَمَّا عم الطوفان الأرض طمها وعلا عليها التراب زمانا طويلا فأخرجها الشيطان لمشركي العرب فعبدوها.

وذكر الواحدي في الوسيط أن هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام فسول الشيطان لقومهم بعد موتهم أن يصوروا صورهم ليكون أنشط وأشوق للعبادة كلما رأوهم ففعلوا ثم نشأ بعدهم قوم جهال بالأحوال فحسن لهم عبادتها وأن من سبقهم من قومهم عبدوها فسمُّوها بأسمائهم.

وقال الواقدي كان ود على صورة رجل وسواع على صورة امرأة ويغوث صورة أسد ويعوق على صورة فرس ونسر على صورة نسر والله تعالى أعلم أي ذلك كان.

ذكر أوابدهم.. الرتم:
شجر معروف كانت العرب اذا خرج أحدهم الى سفر عمد الى شجرة منه فيقعد غصناً منها فاذا عاد من سفره ووجده قد انحل قال قد خانتني امرأتي وإن وجده على حالته قال لم تخُنَّي.

الرئمية:
ناقة كانت العرب اذا مات واحد منهم عقلوا ناقته عند قبره وسدُّوا عينيها حتى تموت، يزعمون أنه إذا بُعِثَ من قبره ركبها.

التعمية والتفقئة:
كان الرجل اذا بلغت إبله ألفاً قلع عين الفحل يقولون إن ذلك يدفع عنها العين فإذا ازدادت على الألف فقأ عينه الأخرى.

العر:
داءٌ يُصيب الإبل شبه الجرب كانوا يكوون السليمة ويزعمون ان ذلك يبرئ داء من العر.

ضرب الثور عن البقر:
كانت البقر اذا امتنعت عن الشرب ضربوا الثور يزعمون أن الجن يركبون الثيران فيصدون البقر عن الشرب.

الهامة:
كانوا يزعمون أن الانسان اذا قتل ولم يؤخذ بثأره يخرج من رأسه طائر يُسَمَّى الهامة وهو كالبومة فلا يزال يصيح على قبره اسفوني إلى أن يؤخذ بثأره.

كيفية النفس:
وكان للعرب مذاهب في الجاهليه في النفس وتنازع في كيفياتها فمنهم من زعم أن النفس هي الدم وأن الروح الهواء الذي في باطن جسم الانسان الذي منه نفسه وقالوا ان الميت لا يوجد فيه الدم وانما يوجد في الحياة مع الحرارة والرطوبة لأن كل حي فيه حرارة ورطوبة فإذا مات ذهبت حرارته وحل به اليبس والبرودة.

الهام:
وطائفة منهم يزعمون أن النفس طائر ينشط من جسم الانسان إذا مات أو قتل ولا يزال متصورا في صورة الطائر يصرخ على قبره مستوحشاً له.

وفي ذلك يقول بعضهم:
( سلط الموت والمنون عليهم ... فلهم في صدى المقابر هام )

ثم جاء الاسلام والعرب ترى صحة أمر الهام حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هام )، وزعموا أن هذا الطائر يكون صغيراً ويكبر حتى يصير كضرب من البوم ويتوحَّش ويصرخ ويوجد في الديار المعطلة والنواويس ومصارع القتلى ويزعمون أن الهامة لا تزال عند ولد الميت لتعلم ما يكون من خبره فتخبر الميت.

والصفر:
زعموا ان الإنسان إذا جاع عض على شرسوفه الصفر وهي حية تكون في البطن تثنية الضربة زعموا ان الحية تموت في أول ضربة فإذا تثنيت عاشت.

الغيلان والتغوُّل:
للعرب في الغيلان والتغوُّل أخبار وأقاويل يزعمون أن الغول يتغوَّل لهم في الخلوات في أنواع الصور فيخاطبونها وتخاطبهم وزعمت طائفة من الناس أن الغول حيوان مشؤوم وأنه خرج منفرداً لم يستأنس وتوَّحش وطلب القِفَار وهو يشبه الإنسان والبهيمة ويتراءى لبعض السُّفار في اوقات الخلوات وفي الليل.

وحُكِيَ أن سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- رآه في سفره الى الشام فضربه بالسَّيف.

وقال الجاحظ:
الغول كل شئ يتعرَّض للسَّيَّارة ويتلوَّن في ضروب من الصور والثياب وفيه خلاف وقالوا إنه ذكر وأنثى إلا أن أكثر كلامهم أنه أنثى وأما القطرب في قولهم فهو نوع من الأشخاص المتشيطنة يُعرف بهذا الاسم فيظهر في أكناف اليمن وصعيد مصر في أعاليه وربما أنه يلحق الانسان فينكحه فيدود دبره فيموت وربما نذا على الإنسان وأمسكه فيقول أهل تلك النواحي التي ذكرناها أمنكوح هو أو مذعور؟ فإن كان قد نكحه أيسوا منه وإن كان قد ذعر سكن روعه وشجع قلبه واذا رآه الانسان وقع مغشياً عليه ومنهم مَنْ يظهر له فلا يكترث به لشهامته وثبات قلبه.

ذكر الهواتف:
أمَّا الهواتف فقد كانت كَثُّرَتْ في العرب وكان أكثرها أيام وُلِدَ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأن من حُكم الهواتف أن تهتف بصوت مسموع وجسم غير مرئي.

ومن عجيب ما حكي من أمر الهواتف ما حكاه أبو عمرو بن العلاء قال:
خرجنا حُجَّاجاً فصاحبنا رجل وجعل يقول في طريقه ليت شعري هل بغت علي؟ فلمَّا انصرفنا من مكة قالها في بعض الطريق فأجابه صوت في الظلام نعم، نعم، فعلها حجيه وهو رجل احمر ضخم في قفاه كيَّه فسكت الرجل، فلما سرنا إلى البصرة أخبرنا ذلك الرجل قال دخل جيراني يُسلّمُون عليَّ فإذا فيهم رجلٌ أحمر ضخم في قفاه كيَّه فقلت لأهلي مَنْ هذا؟ قالت رجل كان ألطف جيراننا بنا فجزاه الله خيراً، فسألتها عن اسمه فقالت حجية، فقلت الحقي بأهلكِ.

وأما بُكاء المقتول:
فكانت النساء لا يبكين المقتول حتى يؤخذ بثأره فاذا أخذ بثأره بكينه.

وأما رمي السِّن:
فكانوا يزعُمُون أن الغلام اذا ثغر فرمى سِنَّهُ في عين الشمس بسبابته وإبهامه وقال أبدليني بأحسن منها فإنه يأمن من على أسنانه العوج والفلج.

وأمَّا خضاب النحر:
فكانوا اذا أرسلوا الخيل على الصيد فسبق واحد منها خضبوا صدره بدم الصيد علامة.

وأما نصب الراية:
فكانت العرب تنصب الرايات على أبواب بيوتها لتُعرف بها.

وأما جزُّ النَّواصي:
فكانوا اذا أسروا رجلاً ومَنُّوا عليه وأطلقوه جزُّوا ناصيته.

وأما الالتفات:
فكانوا يزعُمُون أن مَنْ خرج في سفر والتفت وراءه لم يتمَّ سَفَرَهُ فإن التفت تطيَّرُوا له.

وكانوا يقولون من علق عليه كعب الأرنب لم تصبه عين ولا سحر وذلك أن الجن تهرب من الأرانب لأنها تحيض وليست من مطايا الجن.

ويزعُمُون أن المرأة إذا أحبَّت رجُلاً وأحبَّها ثم لم يشقَّ عليها رداءهُ وتشُقُ عليه بُرقعها فَسَدَ حبُّهما.

ويزعُمُون أن الرجل اذا قَدِمَ قرية فخاف وباءها فوقف على بابها قبل أن يدخلها ونهق كما تنهق الحمير لم يصبه وباؤها.

ويزعُمُون أن الحرقوص وهو دويبة أكبر من البرغوث تدخل في فروج الأبكار فتفتضهن.

ويزعُمُون أن الرَّجُلَ إذا ضَلَّ فقلب ثيابه اهتدى.

وكانوا يزعُمُون أن الناقة اذا نفرت وذكر اسم أمها فإنها تسكن.

وكانت لهم خرزة يزعُمُون أن العاشق إذا حَكَّهَا وشرب ما يخرج منها صَبَرَ وتُسَمَّى السُّلوان.

ونكاح المقت من سُنَّتِهِمْ وهو أن الرجل اذا مات قام ولده الأكبر فألقى ثوبه على امرأة أبيه فورث نِكَاحَهَا فإن لم يكن له بها حاجة زوَّجَهَا لبعض أخوته بمهر جديد فكانوا يرثون النكاح كما يرثون المال.

ولهم حكايات عجيبة وأحوال غريبة والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.

وصلّى اللهُ على سيدنا مُحَمَّدٍ النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.