منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الأعراف الآيات من 161-165

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الأعراف الآيات من 161-165 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الأعراف الآيات من 161-165   سورة الأعراف الآيات من 161-165 Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2019, 6:19 pm

وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (١٦١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهذه القصة مذكورة أيضاً في سورة البقرة، ونعرف أن قوله سبحانه: (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ)، ولم يذكر الحق من القائل؛ لأن طبيعة الأمر في الأسباط أنه سبحانه جعل لكل سبط منهم عيناً يشرب منها، وكل سبط له نقيب، وهذا دليل على أنهم لا يأتلفون؛ فلا يكون القول من واحد إلى الجميع، بل يصدر القول من المشرع الأعلى وهو الحق إلى الرسول، والرسول يقول للنقباء، والنقباء يقولون للناس.

وبعد أن تلقى موسى القول أبلغه للنقباء، والنقباء قالوه للأسباط، وفي آية أخرى قال الحق: (وَإِذْ قُلْنَا).

وهذا القول الأول وضعنا أمام لقطة توضح أن المصدر الأصيل في القول هو الله، ولأنهم أسباط ولكل سبط مشرب؛ لذلك يوضح الحق هنا أنه أوحى لموسى.

وساعة ما تسمع "وإذ" فاعلم أن المراد اذكر حين قيل لهم اسكنوا هذه القرية، لقد قيل إن هذه القرية هي بيت المقدس أو أريحا، لكنهم قالوا: لن ندخلها أبداً لأن فيها قوماً جبارين وأضافوا: (فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة: 24).

والحق لا يبين لنا القرية في هذه الآية؛ لأن هذا أمر غير مهم، بل جاء بالمسألة المهمة التي لها وزنها وخطرها وهي تنفيذ الأمر على أي مكان يكون: (ٱسْكُنُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا).

ويوضح الحق: أنا تكفلت بكم فيها كما تكفلت بكم في التيه من تظليل غمام، وتفجير ماء من صخر، ومَنّ وسلوى.

وحين أقول لكم ادخلوا القرية واسكنوها فلن أتخلى عنكم: (وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ).

وقديماً كان لكل قرية باب؛ لذلك يتابع سبحانه: (وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً).

والحطة تعني الدعاء بأن يقولوا: يا رب حط عنا ذنوبنا فنحن قد استجبنا لأمرك وجئنا إلى القرية التي أمرتنا أن نسكنها، وكان عليهم أن يدخلوها ساجدين؛ لأن الله قد أنجاهم من التيه بعد أن أنعم عليهم ورفّههم فيه.

وإذا ما فعلوا ذلك سيكون لهم الثواب وهو: (نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيۤئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ) (الأعراف: 161).

وسبحانه يغفر مرة ثم يكتب حسنة، أي سلب مضرة، وجلب منفعة، لكن هناك في سورة البقرة قد جاء النص التالي: (وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ) (البقرة: 58).

فالكيان العام واحد ونجد خلافاً في الألفاظ واللقطات عن الآية التي وردت في سورة الأعراف.

أول خلاف (وَإِذْ قُلْنَا)، و(وَإِذْ قِيلَ)، وشاء الحق ذلك ليأتي لنا بلقطة مختلفة كنا أوضحنا من قبل.

ففي آية سورة البقرة يقول سبحانه: (ٱدْخُلُواْ) وفي آية سورة الأعراف يقول: (ٱسْكُنُواْ)، ونعلم أن الدخول يكون لغاية وهي السكن أي ادخلوا لتسكنوا، وأوضح ذلك بقوله في سورة الأعراف: (ٱسْكُنُواْ) ليبين أن دخولهم ليس للمرور بل للإِقامة.

وأراد سبحانه أن يعطيهم الغاية النهائية؛ لأنه لا يسكن أحد في القرية إلا إذا دخلها.

وهكذا نرى أن كلمات القرآن لا تأتي لتكرار، بل للتأسيس وللإِتيان بمعنى جديد يوضح ويبين ويشرح.

ويقول الحق هنا في سورة الأعراف: (وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ).

وفي آية سورة البقرة يقول: (فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً).

وحين أمرهم الله بالدخول وكانوا جوعى أمرهم الحق أن يأكلوا، على الفور والتوّ بتوسع، لذلك أتى بكلمة "رغداً" لأن حاجتهم إلى الطعام شديدة وملحة، لكنه بعد أن أمرهم بالسكن أوضح لهم أن يأكلوا؛ لأن السكن يحقق الاستقرار ويتيح للإِنسان أن يأكل براحة وتأن.

وقال الحق هنا في سورة الأعراف: (وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً).

أي أنه قدم قولهم "حطة" على السجود، وفي آية سورة البقرة قدم السجود فقال: (وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ) (البقرة: 58).

جاء الحق بهذا الاختلاف لأنه علم أن انفعالات السامعين تختلف ساعة الدخول، فهناك من ينفعل للقول، فيقول أول دخوله ما أمر به من طلب الحطة وغفران الذنب من الله، وهناك آخر ينفعل للفعل فيسجد من فور الدخول تنفيذاً لأمر الله.

وأيضاً قال الحق هنا في سورة الأعراف: (نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيۤئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ) (الأعراف: 161).

وفي سورة البقرة يقول: (نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ) (الآية: 58).

ونعلم أن صيغة الجمع تختلف؛ فهناك "جمع تكسير" وجمع تأنيث، ففي جمع التكسير نغير من ترتيب حروف الكلمة، مثل قولنا "قفل" فنقول في جمعها "أقفال".

أما في جمع التأنيث فنحن نزيد على الكلمة ألفاً وتاء بعد حذف ما قد يوجد في المفرد من علامة تأنيث، مثل قولنا "فاطمة"، و"فاطمات"، و"أكلة"، و"أكلات" وهذا جمع مؤنث سالم، أي أن ترتيب حروفه لم يتغير، وجمع المؤنث السالم يدل على القلة.

لكن جمع التكسير يدل على الكثرة فجاء -سبحانه- بجمع المؤنث السالم الذي يدل على القلة وبجمع التكسير الذي يدل على الكثرة لاختلاف درجات ونسب الخطايا؛ لأن المخاطبين غير متساوين في الخطايا، فهناك من ارتكب أخطاء كثيرة، وهناك من أخطأ قليلاً.

والاختلاف حدث أيضاً في عجز الآيتين، فقال في سورة البقرة: (وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ) وجاء عجز سورة الأعراف بدون "واو" فقال: (سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ).

وقد عودنا ودعانا الحق إلى أن نقول: اغفر لنا وأنت خير الغافرين، وارحمنا وأنت خير الراحمين، واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة.

وهنا يوضح سبحانه: أنا لن أكتفي بأن أغفر لكم وأن أرفع عنكم الخطايا.

لكني سأزيدكم حسناً، وفي هذا سلب للضرر وجلب للنفع.

كأن الله حينما قال: "خطاياكم" بجمع التكسير الذي ينبئ ويدل على كثرة الذنوب والخطايا و"خطيآتكم" التي تدل على القلة انشغلوا وتساءلوا: وماذا بعد الغفران يا رب فقيل؟

لهم: (سَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ) هل سيغفر لنا فقط، أو أنه سيجازينا بالحسنات أيضاً؟

وكانت إجابة الله أنه سيغفر لهم ويزيدهم ويمدهم بالحسنات.

وقد عقدنا هذه المقارنة المفصلة بين آية سورة البقرة وآية سورة الأعراف لنعرف أن الآيات لا تتصادم مع بعضها البعض، بل تتكامل مصداقاً لقول الحق: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً) (النساء: 82).

ويقول الحق بعد ذلك: (فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ...).



سورة الأعراف الآيات من 161-165 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الأعراف الآيات من 161-165 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأعراف الآيات من 161-165   سورة الأعراف الآيات من 161-165 Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2019, 6:20 pm

فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (١٦٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذه الآية تدل على أنهم افترقوا فرقتين؛ لأن الحق سبحانه ما دام قد قال: (مِنْهُمْ) فهذا يعني أن بعضهم قالوا وفعلوا المطلوب، وبعضهم ظلموا وبدلوا القول، فقد أمرهم الحق أن يقولوا: "حطة" وطلب منهم أن يدخلوا سجداً.

والتغيير منهم جاء في القول؛ لأن القول قد يكون بين الإِنسان وبين نفسه بحيث لا يسمعه سواه.

لكن الفعل مرئي مما يدل على أن بعضهم يرائي بعضاً، ففي القول أرادوا أن يهذروا ويتكلموا بما لا ينبغي ولا يليق، فبدلاً من أن يقولوا: "حطة" قالوا: "حنطة" استهزاءً بالكلمة.

وهكذا نرى أن التبديل جاء في القول، لكن الفعل لم يأت فيه كلام، وإن قال بعضهم: إن التبديل أيضاً حدث من بعضهم في الفعل.

فبدلاً من أن يدخلوا ساجدين دخلوا زاحفين على مقعداتهم، كنوع من التعالي، لكن الحق لم يذكر شيئاً من ذلك؛ لأن سلوكهم في الفعل قد يكون السبب فيه أن بعضهم لا قدرة له على الفعل.

(فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ..) (الأعراف: 162).

وكأن الحق يذكرنا بما فعله معهم من رعايتهم في أثناء التيه وكيف ظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى، واستسقى لهم موسى فجاءت المياه.

لكن غريزة التبديل والتمرد لم تغادرهم.

وما داموا قد بدَّلوا في كلمات الله، فعليهم أن ينالوا العقاب: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ).

وهناك آية ثانية في سورة البقرة يقول فيها الحق: (فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ) (البقرة: 59).

والفارق بين "الإِنزال" وبين "الإِرسال" أن الإِنزال يكون مرة واحدة.

أما الإِرسال فهو مسترسل ومتواصل.

ولذلك يقول الحق سبحانه في المطر: (وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً طَهُوراً).

لأن المطر لا ينزل طوال الوقت من السماء.

لكن في الإِرسال استمرار، اللهم إلا بعضاً من تأثير الهواء.

ولذلك يقول الحق: (وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ).

فالذي يحتاج إلى استمرارية في الفعل يقول فيه الحق: "أرسل" بدليل أن الله حينما أراد أن يجيء بالطوفان ليغرق المكذبين بموسى قال: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ) (الأعراف: 133).

وعندما أراد أن يرغب عاداً قوم سيدنا هود في الاستغفار والتوبة والرجوع عما كانوا عليه من الكفر والآثام قال لهم: (وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً) (هود: 52).

إذن فالإِرسال يعني التواصل، أما الإِنزال فهو لمرة واحدة، وأراد الحق سبحانه من قصة بني إسرائيل أن يأتي لنا بلقطة فجاء بكلمة "أنزلنا"، ولقطة أخرى جاء فيها بـ"أرسلنا"؛ لأن العقوبة تختلف باختلاف المذنبين، والمذنبون مقولون بالتشكيك، فهذا له ذنب صغير، وآخر ذنبه أكبر، وكل إنسان يأخذ العذاب على قدر ذنبه؛ فمن أذنب ذنباً صغيراً أنزل الله عليه عقاباً على قدر ذنبه.

ومن تمادى أرسل الله عليه عذاباً يستمر على قدر ذنوبه الكبيرة.

وهنا يقول الحق: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ) (الأعراف: 162).

و "رجزاً" أي عذاباً، وهناك رِجْز، ورُجْز، والرِّجز يُولد من الرُّجْز؛ وينشأ مثل قوله الحق: (وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ).

أي اهجر الرُّجْز.     

أي المآثم والمعاصي والذنوب لتسلم من الرِّجز.     

أي من العذاب.

وهنا يبين الحق أنهم تلقوا العذاب بسبب ظلمهم، وهناك في الآية الأخرى قال: (بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ).

والفسق يسبق الظلم؛ لأن الإِنسان لا يمكن أن يظلم نفسه بمخالفة منهج إلا إذا فسق أولاً، ولذلك جاء الحق بالمسبَّب وجاء السبب، وهكذا نتأكد أن كل كلمة في القرآن جاءت لمعنى أساسي تؤديه ولا تكرار إلا لمجموع القصة في ذاتها، أما لقطات القصة هنا، ولقطات القصة هناك فأمور جاءت تأسيساً في كل شيء لتعطي معاني ولقطات جديدة.

ويقول الحق بعد ذلك: (وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ...).



سورة الأعراف الآيات من 161-165 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الأعراف الآيات من 161-165 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأعراف الآيات من 161-165   سورة الأعراف الآيات من 161-165 Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2019, 6:21 pm

وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هنا سؤال عن القرية التي كانت حاضرة البحر، ونعلم أن القرية الأولى التي دخلوها هي "بيت المقدس" ولم تكن على البحر، والقرية التي كانت على البحر هي "أيلة" أو "مدين" أو "طبرية"، المهم أنها كانت "حاضرة البحر" أي قريبة من البحر ومشرفة عليه؛ لأننا نقول فلان حضر، أي كان بعيداً فاقترب.

فمثل الإِسكندرية يمكن أن نسميها حاضرة البحر.

وقوله: "واسألهم" والسؤال هنا موجه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليوجه السؤال إلى أهل الكتاب، ويطلب منهم أن ينظروا في كتبهم ليعرفوا أن ما يقوله هو وحي من الله إليه؛ لأنهم يعلمون أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يجلس إلى معلم، ولم يقرأ في كتاب، وإنما علّمه من أرسله، إنّه -صلى الله عليه وسلم- لا يريد أن يَعْلَم منهم، بل يريد أن يُعْلِمَهم أنه يعلم، وهم يعلمون أنه لا مصدر له كعلم سائر البشر؛ لا جلس على معلم ولا قرأ في كتاب ولذلك تجد "ماكُنَّات" القرآن أي قوله الحق: "ما كنت" و"ما كنت" و"ما كنت" مثل قوله: (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ) (القصص: 44).

ومثل قوله تعالى: (وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا) (القصص:5).

ومثل قوله تعالى: (... وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) (آل عمران: 44).

إذن فأنت يا رسول الله لم تكن معهم لتقول ما حدث وحصل لهم، بل إن ذلك موجود عندهم في كتبهم، إذن فالذي علمك هو من أرسلك.

كذلك هنا مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت: 48).

وفي هذا القول أمر من الله سبحانه وتعالى أن يخبرهم أنه سبحانه قد علمه وأعلمه بما لا يستطيعون إنكاره ليتيقنوا أن الله يعلمه ليؤمنوا به.

(وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ..) (الأعراف: 163).

وكلمة "واسألهم" تحل لنا إشكالات كثيرة، مثال ذلك حديث الإِسراء، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى بالأنبياء بصلاة إبراهيم.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد رأيتني في الحِجْرِ وقريش تسألني عن مَسْرِايَ، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كرباً ما كربت مثله قط، فرفعه الله إليّ أنظر إليه، ما سألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، وإذا موسى قائم يصلي وإذا هو رجل جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى قائم يصلي أقرب الناس شبهاً به عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم قائم يصلي أقرب الناس شبهاً به صاحبكم -يعني نفسه- فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت قال قائل: يا محمد هذا مالك خازن جهنم فالتفت إليه فبدأني بالسلام".

وتأتي آية في القرآن تقول: (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ) (الزخرف: 45).

والأمر لرسول الله عليه الصلاة والسلام أن يسأل رسل الله من قبله، ومتى يسألهم؟

لابد أن توجد فرصة ليلتقوا فيسأل.

إذن حين يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه التقى بالأنبياء وكلمهم وصلى بهم فالخبر مصدق لأنه قد أدى أمر الله: (وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْر).

والسؤال هنا سؤال للتقرير والتقريع والتوبيخ: وما قصة القرية التي كانت حاضرة البحر؟

لقد قلنا إن حاضرة البحر أي القريبة من البحر، ونفهم أن ما تتعرض له الآية من سؤالهم يشير إلى أنّ للبحر فيه مدخلاً؛ لأن المسألة متعلقة بالحيتان والسمك والصيد؛ لذلك لابد أن تكون بلدة ساحلية.

(إِذْ يَعْدُونَ فِي ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (الأعراف: 163).

وحيتان جمع حوت، مثلما يجمعون "نُوناً"-وهو الحوت أيضاً- على "نينان"؛ وهو صنف من الأسماك.

لقد حَرَّمَ اللهُ عليهم العمل في يوم معين لينقطعوا فيه للعبادة وهو يوم "السبت"، وما زالت عندهم بعض هذه العادات، حتى إن واحداً منهم زار أمريكا ورفض أن يركب سيارة يوم السبت لأنه يوم عطلة، ورفض كذلك أن يعمل حتى جاء اليوم التالي.

وشاء الحق سبحانه أن يؤدبهم حينما ارتكبوا أشياء مخالفة للمنهج، وسلب منهم وقتاً للعمل وقال: فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) (النساء: 160).

وفي هذه مُثُل وعِبَر لأي منحرف، ولكل منحرف نقول: إياك أن تظن أنك بانحرافك عن منهج الله ستأخذ أشياء من وراء ربنا وتسرقها، لا؛ لأن ربنا قادر أن يبتيله بعقاب يفوق ما أخذ آلاف المرات، فالمرتشي مثلاً يفتح له الله أبواباً من الأمراض ومن العلل ومن المصائب فيضيع عليه كل شيء أخذه.

إذن فقد استحل بنو إسرائيل أشياء محرمة، فابتلاهم الله بأن يحرمهم من أشياء كانت حلالاً لهم.

وهكذا نرى أن ما وقع عليهم من عقاب كان بظلمهم لأنفسهم؛ لأنهم انشغلوا بالدنيا وبالمادة، فحرم عليهم العمل في يوم السبت، وهؤلاء الذين كانوا يقيمون قريباً من حاضرة البحر يبتليهم الله البلاء العظيم، ويرون السمك في المياه وهو يرفع زعانفه كشراع المركب، وتطل عليهم أشرعة الحيتان وهم في بيوتهم، وهذا ابتلاء من ربهم لهم وعقاب؛ لأنهم ممنوعون من صيده، ويرون هذا السمك أمامهم في يوم السبت، لكن في بقية الأيام التي يباح فيها العمل، كيوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة لا تظهر لهم ولا سمكة واحدة: (وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).

وهنا قالوا: ما دام ربنا قد حرم علينا أن نصطاد يوم السبت فعلينا أن نحتال.

وصنعوا كيساً من السلك المضفر والذي نسميه "الجوبية" وهم أول من صنعوا هذه الجوبية بشكل خاص، ويدخل السمك فيها ولا يستطيع الخروج منها، فيأتي السمك يوم السبت في الجوبية ويستخرجونه يوم الأحد.

وفي هذا اعتداء.

أو يصنعون حوضاً له مدخل وليس له مخرج وفي هذا مكر.

وتمكر لهم السماء بحيلة أشد.

لقد أراد الله ابتلاءهم لأنهم فسقوا عن المنهج.

وخرجوا عن الطاعة، واستحلوا أشياء حرمها الله؛ لذلك يحرم الله عليهم أشياء أحلها لغيرهم.

ويقول الحق بعد ذلك: (وَإِذَا قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ...).



سورة الأعراف الآيات من 161-165 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الأعراف الآيات من 161-165 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأعراف الآيات من 161-165   سورة الأعراف الآيات من 161-165 Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2019, 6:22 pm

وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وحينما تجد أن طائفة قالت قولاً، فلابد أن هناك أناساً قيل لهم هذا القول.

إذن ففيه "قوم واعظون"، و"قوم موعوظون"، و"قوم مستنكرون وعظ الواعظين".

وهكذا صاروا ثلاث فرق: الذين قالوا وعظاً لهم: لماذا لا تلتزمون بمنهج الله؟

هؤلاء هم المؤمنون حقاً.

وقالوا ذلك لأنهم رأوا من يخالف منهج الله.

والذين لاموا الواعظين هم الصلحاء من أهل القرية الذين يئسوا من صلاح حال المخالفين للمنهج.

وحين ندقق في الآية: (وَإِذَا قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ..) (الأعراف: 164).

نعلم أن القائلين هم من الذين لم يعتدوا، ولم يعظوا وقالوا هذا التساؤل لمن وعظوا؛ لأنهم رأوا الوعظ مع الخارجين على منهج الله لا ينفع.

كما قال الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ).

هنا يسأل الحق رسوله: ولماذا تُحزن نفسك وتعمل على إزهاق روحك.

وهنا قال بعض بني إسرائيل: لم تعظون هؤلاء المغالين في الكفر، لماذا ترهقون أنفسكم معهم، إنهم يعملون من أجل أن يعذبهم الله.

وماذا قال الواعظون؟       

(قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).

وما هي المعذرة إلى الله؟       

يقال: عذرك فلان إذا كنت قد فعلت فعلاً كان في ظاهره أنه ذنب ثم بينت العذر في فعله، كأن تقول: لقد جعلتني انتظرك طويلاً وتأخرت في ميعادك معي.

انت تقول ذلك لصديق لك لأنه أتى بعمل مخالف وهو التأخر في ميعادٍ ضربه لك.

فيرد عليك: تعطلت مني السيارة ولم أجد وسيلة مواصلات، وهذا عذر.

إذن فمعنى "العذر" هو إبداء سبب لأمر خالف مراد الغير.

ولذلك يقال: أعذر من أنذر، والحق يقول: (وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ) (التوبة: 90).

ونعلم أيضاً أن هناك مُعْذِراً.

ومُعذِّراً.

والمُعَذِّر هو من يأتي بعذر كاذب، والمُعْذِر هو من يأتي بعذر صادق.

وقال الواعظون: نحن نعظهم، وأنتم حكمتم بأن العظة لا تنفع معهم لأنهم اختاروا أن يهلكهم الله ويعذبهم ولكنا لم نيأس، وعلى فرض أننا يئسنا من فعلهم، فعلى الأقل نكون قد قدمنا لربنا المعذرة في أننا عملنا على قدر طاقتنا.

وكلمة "وَعْظ" تقتضي أن نقول فيها: إن هناك فارقاً بين بلاغ الحكم، والوعظ بالحكم؛ فالوعظ أن تكرر لموعوظ ما يعلمه لكنه لا يفعله.

كأن تقول لإِنسان: قم إلى الصلاة، هو يعلم أن الصلاة مطلوبة لكنه لا يقوم بأدائها.

إذن فالوعظ معناه تذكير الغافل عن حكم، ومن كلمة الوعظ نشأت الوعَّاظ.

وهم من يقولون للناس الأحكام التي يعرفونها، ليعملوا بها، فالوعاظ إذن لا يأتون بحكم جديد.

وبعض العلماء قال: إن قول الحق: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ) ليس مراداً به الفئة التي لم تفعل الذنب ولم تعظ، إنما يراد به الفئة الموعوظة، كأن الموعوظين قالوا: إن ربنا سيعذبنا فلماذا توعظوننا؟       

ونقول: لا؛ لأن عجز الآية ينافي هذا.

فالحق يقول: (مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).

ومجيء "لعلهم" يؤكد أن هذا خبر عن الغير لا أنَّه من الموعوظين.

ويقول الحق بعد ذلك: (فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ...).



سورة الأعراف الآيات من 161-165 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة الأعراف الآيات من 161-165 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الأعراف الآيات من 161-165   سورة الأعراف الآيات من 161-165 Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2019, 6:23 pm

فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ويخبرنا الحق هنا أن الموعوظين حينما نسوا ما وعظهم به بعض المؤمنين أهلكهم الله بالعذاب الشديد جزاءً لخروجهم وفسوقهم عن المنهج وأنجى الله الفرقة الواعظة.

وماذا عن الفرقة الثالثة التي لم تنضم إلى الواعظين أو الموعوظين؟

الذين قالوا: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ) إن قولهم هذا لون من الوعظ؛ فساعة يخوفونهم بأن ربنا مهلك أو معذب من يخرج على منهجه، فهو وعظ من طرف آخر.

وقوله الحق: (فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ) يدل على أنه قد وعظهم غيرهم وذكروهم.

ويعذب الحق هؤلاء الذين ضربوا عرض الحائط بمنهجه ولم يسمعوا من وعظوهم، وخرجوا على تعاليمه فظلموا أنفسهم واستحقوا العذاب الشديد؛ فالمسألة ليست تعنتاً من الله؛ لأنهم السبب في هذا، إما بفسق، وإمّا بظلم للنفس.

ويقول الحق بعد ذلك: (فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ...).



سورة الأعراف الآيات من 161-165 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الأعراف الآيات من 161-165
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الأعراف الآيات من 001-005
» سورة الأعراف الآيات من 086-090
» سورة الأعراف الآيات من 096-100
» سورة الأعراف الآيات من 006-010
» سورة الأعراف الآيات من 091-095

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الأعراف-
انتقل الى: