منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Empty
مُساهمةموضوع: مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف   مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 8:27 pm

(2)
مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف
للألباني
 
نصائح بين يدي الحج
وهذه نصائح وفوائد أقدمها إلى إخواننا الحجاج بين يدي الحج: أولاًـ على الحاج أن يتقي ربه، ويحرص طاقته أن لا يقع فيما حرم الله عليه، لقوله تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: “من حج فلم يرفث، ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه”، فإنه إن فعل ذلك كان حجه مبروراً، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-  يقول:”الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة” .

فلابد من التحذير مما ابتلي به بعضهم لجهلهم أو ضلالهم:
أـ الإشراك بالله تعالى، فقد رأينا كثيراً منهم يقعون في الشرك كالاستغاثة بغير الله، والاستعانة بالأموات من الأنبياء أو الصالحين، ودعائهم من دون الله، والحلف بهم تعظيماً لهم، فيبطلون بذلك حجهم، قال تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك).
بـ تَزَيُّن بعضهم بحلق اللحية فإنه فسق، فيه مخالفات أربع مذكورة في (الأصل).
جــ تختم الرجال بالذهب فإنه حرام، لاسيما ما كان منه من النوع الذي يسمى اليوم بـ”خاتم الخطبة”، فإن فيه أيضاً تشبهاً بالنصارى.
ثانياًـ على كل من أراد الحج ممن لم يسق الهدي  ،  أن ينوي حج التمتع لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-  أصحابه به آخر الأمر، ولغضبه على أصحابه الذين لم يبادروا إلى امتثال أمره بفسخ الحج إلى العمرة، ولقوله: “دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة”، ولما قال له بعض الصحابة: أرأيت متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ شبك النبي -صلى الله عليه وسلم- أصابعه واحدة في أخرى وقال:”دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، لا بل لأبد أبد، لا بل لأبد أبد”.
من أجل ذلك أمر -صلى الله عليه وسلم- السيدة فاطمة وأزواجه رضي الله عنهن جميعاً بالتحلل بعد عمرة الحج، ولذلك كان ابن عباس يقول: (من طاف بالبيت فقد حل، سنة نبيكم وإن رَغِمتم)   فعلى كل من لم يسق الهدي أن يلبي بالعمرة في أشهر الحج الثلاثة، فمن لبى بالحج مفرداً أو قارناً، ثم بلغه أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالفسخ فينبغي أن يبادر إليه ولو بعد قدوم مكة وطوافه بين الصفا والمروة، فيتحلل، ثم يلبي بالحج يوم التروية يوم الثامن. (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)  .
ثالثاً: إياك أن تدع البيات في مِنَى ليلة عرفة، فإنه واجب، فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر به في قوله:”خذوا عني مناسككم..”.
وعليك البيات أيضاً في المزدلفة حتى تصلي الصبح فإن فاتك البيات، فلا يفوتك أداء الصلاة فيها، فإنه واجب منه، بل هو ركن من أركان الحج على القول الأرجح عند المحققين من العلماء، إلا للنساء والضعفة. فإنه يجوز لهم الانصراف بعد نصف الليل كما سيأتي.
رابعاً: واحذر ما استطعت أن تمر بين يدي أحد من المصلين في المسجد الحرام، فضلاً عن غيره من المساجد وغيرها، لقوله -صلى الله عليه وسلم-:”لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه”.
فهذا نص عام يشمل كل مارٍ ومصلٍ، ولم يصح حديث استثناء المار في المسجد الحرام، وعليك أن تصلي فيه كغيره إلى سترة، لعموم الأحاديث الوارده في ذلك، وفيه آثار خاصة عن بعض الصحابة مذكورة في (الأصل).
خامساً: على أهل العلم والفضل أن يعلموا الحجاج حيثما التقوا بهم مناسك الحج وأحكامه وفق الكتاب والسنة، وأن لا يشغلهم ذلك عن الدعوة إلى التوحيد الذي هو أصل الإسلام ومن أجله بعث الرسل، وأنزلت الكتب، فإن أكثر من لقيناهم حتى بعض من ينتمي إلى العلم وجدناهم في جهل بالغ بحقيقة توحيد الله وصفاته، كما أنهم في غفلة تامة عن ضرورة رجوع المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وكثرة أحزابهم إلى توحيد كلمتهم وجمع صفوفهم على أساس الكتاب والسنة، في العقائد والأحكام، والمعاملات والأخلاق، والسياسة والاقتصاد، وغير ذلك من شؤون الحياة، وأن يتذكروا أن أي صوت يرتفع، وأي إصلاح يقوم على غير هذا الأصل القويم، والصراط المستقيم، فسوف لا يجني المسلمون منه إلا تفرقة وضعفاً، وخزياً وذلاً، والواقع أكبر شاهد على ذلك. والله المستعان.
ولا بأس من المجادلة بالتي هي أحسن، حين الحاجة، فإن الجدال المحظور في الحج، إنما هو الجدال بالباطل المنهي عنه في غير الحج أيضاً كالفسق المنهي عنه في الحج أيضاً، فهو غير الجدال المأمور به في مثل قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن).
ومع ذلك فإنه ينبغي على الداعية أن يلاحظ أنه إذا تبيَّن له أنه لا جدوى من المجادلة مع المخالف لتعصبه لمذهبه أو رأيه، وأنه إذا صابره في الجدال فلربما ترتب عليه ما لا يجوز، أنه من الخير له حينئذ أن يدع الجدال معه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ”أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً.. ”الحديث.


لا حرج، لا حرج
ومما ينبغي على الداعية أن يلتزمه التيسير على الناس عامة، وعلى الحجاج خاصة، لأن التيسير أصل من أصول الشريعة السمحة، كما هو معلوم ن ما دام أنه لا نص على خلافه، فإذا جاء النص لم يجز التيسير بالرأي، وهذا هو الموقف الوسط العدل الذي يجب على كل داعية أن يلتزمه، ولا عبرة بعد ذلك بأقوال الناس واعتراضاتهم وقولهم: شدَّد، أو سهَّل؟


وثمة أمور جائزة اعتاد بعض الحجاج أن يتحرجوا منها لفتاوى صدرت من بعضهم منافية للأصل المشار إليه آنفاً، رأيت التنبيه عليها:
1ـ الاغتسال لغير احتلام ولو بدلك الرأس، لثبوت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في”الصحيحين”وغيرهما من حديث أبي أيوب رضي الله عنه.
2ـ حك الرأس ولو سقط منه بعض الشعر، لحديث أبي أيوب الذي أشرت إليه آنفاً. وبه قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
3ـ الاحتجام ولو بحلق الشعر مكان الحجم، لاحتجامه -صلى الله عليه وسلم- وسط رأسه وهو محرم، ولا يمكن ذلك إلا مع حلق الشعر، وهو قول ابن تيمية أيضاً، وبه قالت الحنابلة، لكنهم أوجبوا عليه الفدية، ولا دليل لهم، بل هو مردود باحتجامه -صلى الله عليه وسلم-، فإنه لو فدى لنقله عنه الراوي، فاقتصاره على ذكر احتجامه دون الفدية دليل على أنه لم تقع منه فدية، فالصواب قول ابن تيمية رحمه الله تعالى.
4ـ شم الريحان، وطرح الظفر إذا انكسر، وفي ذلك آثار مذكورة في (الأصل).
5ـ الاستظلال بالخيمة أو بثوب مرفوع، لثبوت ذلك عنه -صلى الله عليه وسلم-.
ونحوه الاستظلال بالمحمل قديماً، وبالمظلة (الشمسية)، والسيارة ولو من داخلها حديثاً، وإيجاب الفدية على ذلك تشدد لا دليل عليه، بل النظر السليم لا يفرق بين الاستظلال بالخيمة الثابت في السنة، والاستظلال بالمحمل وما في معناه، وهو رواية عن الإمام أحمد كما في”منار السبيل”(1 / 246). فما تفعله بعض الطوائف من إزالة سقف السيارة، تنطع في الدين لم يأذن به رب العالمين.
6ـ شد المنطقة والحزام على الإزار، وعقده عند الحاجة، والتختم كما جاء في بعض الآثار. ومثله، وضع ساعة اليد والنظارة، ومحفظة النقود على العنق.
كل هذه الأمور، داخلة تحت الأصل المذكور، مع تأيد بعضها بأحاديث مرفوعة، وآثار موقوفة، والله عز وجل يقول: (يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر). والحمد لله رب العالمين.


بين يدي الإحرام
1ـ يستحب لمن عزم على الحج أو العمرة المفردة، أن يغتسل للإحرام، ولو كانت حائضاً أو نفساء.
2ـ ثم يلبس الرجل ما شاء من الألبسة التي لم تفصل على قدر الأعضاء، وهي المسماة عند الفقهاء بـ (غير المخيط)، فيلبس الإزار والرداء ونحوهما، والنعلين، وهما كل ما يلبس على الرجلين لوقايتهما مما لا يستر الكعبين.
3ـ ولا يلبس القلنسوة والعمامة ونحوهما مما يستر الرأس مباشرة. هذا للرجل. وأما المرأة فلا تنزع شيئاً من لباسها المشروع إلا أنها لا تشد على وجهها النقاب   والبرقع أو اللثام أو المنديل ولا تلبس القفازين   وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “لا يلبس المحرم القميص، ولا العمامة، ولا البرنس، ولا السراويل، ولا ثوباً مَسَّه وَرْسٌ ولا زعفران، ولا الخفين، إلا أن لا يجد نعلين (فيلبس الخفين)، وقال: “لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين”.
ويجوز للمرأة أن تستر وجهها بشيء كالخمار أو الجلباب تلقيه على رأسها وتسدله على وجهها، وإن كان يمس الوجه على الصحيح، ولكنها لا تشده عليها، كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى.
4ـ وله أن يلبس الإحرام قبل الميقات ولو في بيته كما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. وفي هذا تيسير على الذين يحجون بالطائرة، ولا يمكنهم لبس الإحرام عند الميقات، فيجوز لهم أن يصعدوا الطائرة في لباس الإحرام، ولكنهم لا يحرمون إلا قبل الميقات بيسير حتى لا يفوتهم الميقات وهم غير محرمين.
5ـ وأن يدّهن ويتطيب في بدنه بأي طيب شاء له رائحة ولا لون له، إلا النساء، فطيبهن ما له لون ولا رائحة له، وهذا كله قبل أن ينوي الإحرام عند الميقات، وأما بعده فحرام.



مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف   مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 8:33 pm

الإحرام ونيَّته
6ـ فإذا جاء ميقاته وجب عليه أن يحرم، ولا يكون ذلك بمجرد ما في قلبه من قصد الحج ونيته، فإن القصد ما زال في القلب منذ خرج من بلده، بل لابد من قول أو عمل يصير به محرماً، فإذا لبى قاصداً للإحرام انعقد إحرامه اتفاقاً.
7ـ ولا يقول بلسانه شيئاً بين يدي التلبية مثل قولهم: اللهم إني أريد الحج أو العمرة فيسره لي وتقبله مني... لعدم وروده عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا مثل التلفظ بالنية في الطهارة والصلاة والصيام، فكل ذلك من محدثات الأمور، ومن المعلوم قوله -صلى الله عليه وسلم-: ”... فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”.


المواقيت
8ـ والمواقيت خمسة: ذو الـحُلَيفة، والـجُحْفة وقَرْن المنازل، ويَلَمْلَمُ وذاتِ عرْق، هن لأهلن، ولمن مَرّ عليهن من أهلهن، ممن يريد الحج أو العمرة، ومن كان منزله دونهن فَمَهِلَّه من منزله، حتى أهل مكة يُهِلون من مكة.
و (ذو الحليفة) مهِل أهل المدينة، وهي قرية تبعد عنها ستة أميال أو سبعة، وهي أبعد المواقيت عن مكة، بينهما عشر مراحل أو أقل أو أكثر بحسب اختلاف الطرق، فإن منها إلى مكة عدة طرق كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وتسمى وادي العقيق، ومسجدها يسمى مسجد الشجرة، وفيها بئر تسميها جهال العامة: بئر علي، لظنهم أن علياً قاتل الجن بها، وهو كذب.
و (الجحفة) قرية بينها وبين مكة نحو ثلاث مراحل، وهي ميقات أهل الشام ومصر وأهل المدينة أيضاً إذا اجتازوا من الطريق الآخر.
قال ابن تيمية: “هي ميقات من حج من ناحية المغرب كأهل الشام ومصر وسائر المغرب، وهي اليوم خراب، ولهذا صار الناس يحرمون قبلها من المكان الذي يسمى (رابغاً)”.
و (قرن المنازل) ويسمى قرن الثعالب تلقاء مكة على يوم وليلة، وهو ميقات أهل نجد.
و (يلملم) موضع على ليلتين من مكة بينهما ثلاثون ميلاً وهو ميقات أهل اليمن.
و (ذات عرق) مكان بالبادية، وهو الحد الفاصل بين نجد وتهامة، بينه وبين مكة اثنان وأربعون ميلاً، وهو ميقات أهل العراق.


أمره -صلى الله عليه وسلم- بالتمتع
9ـ فإذا أراد الإحرام، فإن كان قارناً قد ساق الهدي قال: لبيك اللهم بحجة وعمرة، وإن لم يسق الهديـ وهو الأفضلـ لبى بالعمرة وحدها، ولابد، فقال:”لبيك اللهم بعمرة”فإن كان لبى بالحج وحده فسخه وجعله عمرة، لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، وقوله:”دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة” وشبَّك -صلى الله عليه وسلم- بين أصابعه. وقوله: ”يا آل محمد مَنْ حَجَّ منكم فليُهل بعُمرة في حَجَّة” وهذا هو التمتع بالعمرة إلى الحج.


الاشتراط
10ـ وإن أحب قرن مع تلبيته الاشتراط على ربه تعالى خوفاً من العارض، من مرض أو خوف، فيقول كما جاء في تعليم الرسول -صلى الله عليه وسلم-:”اللهم مِحِلّي حيث حبستني”  فإنه إن فعل ذلك فحبس أو مرض جاز له التحلل من حجة أو عمرته، وليس عليه دم وحج من قابل، إلا إذا كانت حجة الإسلام، فلابد من قضائها.
11ـ وليس للإحرام صلاة تخصه، لكن إن أدركته الصلاة قبل إحرامه، فصلى ثم أحرم عقب صلاته كان له أسوة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث أحرم بعد صلاة الظهر.


الصلاة بوادي العقيق
12ـ لكن من كان ميقاته ذا الحليفة استحب له أن يصلي فيها، لا لخصوص الإحرام، وإنما لخصوص المكان وبركته، فقد روى البخاري عن عمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوادي العقيق يقول:”أتاني الليلة آتِ من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في (وفي رواية: عمرة و) حجة”.
وعن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-”أنه رؤي (وفي رواية: أُرِيَ) وهو مُعَرس   بذي الحليفة ببطن الوادي، قيل له: إنك ببطحاء مباركة”.


التلبية ورفع الصوت بها
13ـ ثم يستقبل القبلة قائماً   ثم يلبي بالعمرة أو الحج والعمرة كما تقدم، ويقول: اللهم هذه حجة لا رياء ولا سمعة.
14ـ ويلبي بتلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-:
أـ”لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”وكان لا يزيد عليها.
بـ وكان من تلبيته -صلى الله عليه وسلم-:”لبيك إله الحق”.
15ـ والتزام تلبيته -صلى الله عليه وسلم- أفضل، وإن كانت الزيادة عليها جائزة لإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس الذين كانوا يزيدون على تلبيته قولهم:”لبيك ذا المعارج، لبيك ذا الفواضل”.
وكان ابن عمر يزيد فيها:”لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباءُ إليك والعمل”.
16ـ ويؤمر الملبي بأن يرفع صوته بالتلبية، لقوله -صلى الله عليه وسلم-:”أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية” وقوله:
“أفضل الحج العَجُّ والثَج”   ولذلك كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-  إذا أحرموا لم يبلغوا (الرَوْحاء) حتى تبح أصواتهم   وقوله -صلى الله عليه وسلم-:”كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطاً من الثَّنيِة، له جُوار إلى الله تعالى بالتلبية”.
17ـ والنساء في التلبية كالرجال لعموم الحديثين السابقين فيرفعن أصواتهن ما لم يُخْش الفتنة، ولأن عائشة كانت ترفع صوتها حتى يسمعها الرجال، فقال أبو عطية: سمعت عائشة تقول: إني لأعلم كيف كانت تلبية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم سمعتها تلبي بعد ذلك:”لبيك اللهم لبيك...”إلخ. وقال القاسم بن محمد: خرج معاوية ليلة النفر فسمع صوت تلبية فقال: من هذا؟ قيل: عائشة أم المؤمنين اعتمرت من التنعيم. فذكر ذلك لعائشة فقالت: لو سألني لأخبرته.
18ـ ويلتزم التلبية، لأنها”من شعائر الحج”  ولقوله -صلى الله عليه وسلم-:”ما من مُلبّ يلبي إلا لبّى ما عن يمينه وعن شماله من شجر وحجر، حتى تنقطع الأرض من هنا وهناـ يعنيـ عن يمينه وشماله” . وبخاصة كلما علا شرفاً، أو هبط وادياً، للحديث المتقدم قريباً:”كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطاً من الثنية، له جوار إلى الله تعالى بالتلبية”. وفي حديث آخر: “كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي”.
19ـ وله أن يخلطها بالتلبية والتهليل لقول ابن مسعود رضي الله عنه: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة، إلا أن يخلطها بتلبية أو تهليل  .
20ـ فإذا بلغ الحرم المكي، ورأى بيوت مكة أمسك عن التلبية   ليتفرغ للاشتغال بغيرها مما يأتي.


الاغتسال لدخول مكة
21ـ ومن تيسر له الاغتسال قبل الدخول فليغتسل، وليدخل نهاراً أسوة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
22ـ وليدخل من الناحية العليا التي فيها اليوم باب المعلاة، فإنه -صلى الله عليه وسلم- دخلها من الثنية العليا (كَداء) المشرفة على المقبرة، ودخل المسجد من باب بني شيبة، فإن هذا أقرب الطرق إلى الحجر الأسود.
23ـ وله أن يدخلها من أي طريق شاء لقوله -صلى الله عليه وسلم-:”كل فجاج مكة طريق ومنحر”. وفي حديث آخر:”مكة كلها طريق: يدخل من ههنا ويخرج من ههنا”.
24ـ فإذا دخلت المسجد، فلا تنس أن تقدم رجلك اليمِنَى   وتقول: “اللهم صلّ على محمد وسلم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك” أو: “أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم”.
25ـ فإذا رأى الكعبة رفع يديه إن شاء، لثبوته عن ابن عباس.
26ـ ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا دعاء خاص، فيدعو بما تيسر له، وإن دعا بدعاء عمر: (اللهم أنت السلام، ومنك السلام فحينا ربّنا بالسلام) فحسنٌ، لثبوته عنه رضي الله عنه.


طواف القدوم
27ـ ثم يبادر إلى الحجر الأسود فيستقبله استقبالاً فيكبر، والتسمية قبله صحت عن ابن عمر موقوفاً، ووهم من ذكره مرفوعاً.
28ـ ثم يستلمه بيده، ويقبله بفمه، ويسجد عليه أيضاً، فقد فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعمر، وابن عباس.
29- فإن لم يمكنه تقبيله استلمه بيده، ثم قبل يده.
30- فإن لم يمكنه الاستلام أشار إليه بيده.
31- و يفعل ذلك في كل طَو‍‌ْفة.
32- و لا يزاحم عليه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عمر‍‍! إنك رجل قوي، فلا تؤذ الضعيف، وإذا أردت استلام الحجر، فإن خَلا لك فاستلمه، وإلا فاستقبله وكبر”.
33- و في استلام الحجر فضل كبير لقوله صلى الله عليه و سلم:
"لَيبعثن الله الحجر يوم القيامة، و له عينان يبصر بهما، و لسان ينطق به، و يشهد على من استلمه بحق”. وقال: "مسح الحجر الأسود و الركن اليماني يحطّان الخطايا حطاً”. وقال: "الحجر الأسود من الجنة،  كان أشد بياضاً من الثلج، حتى سودته خطايا أهل الشرك".
34- ثم يبدأ بالطواف حول الكعبة يجعلها عن يساره، فيطوف من وراء الحِجر سبعة أشواط، من الحَجَر إلى الحَجَر شوط، يضطبع فيها كلها، و يرمل في الثلاثة الأول منها، من الحجر إلى الحجر، و يمشي في سائرها.
35- و يستلم الركن اليماني بيده في كل طرفة، و لا يقبله، فإن لم يتمكن من استلامه لم تشرع الإشارة إليه بيده.
36- و يقول بينهما: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار).
37- ولا يستلم الركنين الشاميين اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم.



مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف   مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 8:39 pm

الإحرام ونيَّته
6ـ فإذا جاء ميقاته وجب عليه أن يحرم، ولا يكون ذلك بمجرد ما في قلبه من قصد الحج ونيته، فإن القصد ما زال في القلب منذ خرج من بلده، بل لابد من قول أو عمل يصير به محرماً، فإذا لبى قاصداً للإحرام انعقد إحرامه اتفاقاً.
7ـ ولا يقول بلسانه شيئاً بين يدي التلبية مثل قولهم: اللهم إني أريد الحج أو العمرة فيسره لي وتقبله مني... لعدم وروده عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا مثل التلفظ بالنية في الطهارة والصلاة والصيام، فكل ذلك من محدثات الأمور، ومن المعلوم قوله -صلى الله عليه وسلم-: ”... فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”.


المواقيت
8ـ والمواقيت خمسة: ذو الـحُلَيفة، والـجُحْفة وقَرْن المنازل، ويَلَمْلَمُ وذاتِ عرْق، هن لأهلن، ولمن مَرّ عليهن من أهلهن، ممن يريد الحج أو العمرة، ومن كان منزله دونهن فَمَهِلَّه من منزله، حتى أهل مكة يُهِلون من مكة.
و (ذو الحليفة) مهِل أهل المدينة، وهي قرية تبعد عنها ستة أميال أو سبعة، وهي أبعد المواقيت عن مكة، بينهما عشر مراحل أو أقل أو أكثر بحسب اختلاف الطرق، فإن منها إلى مكة عدة طرق كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وتسمى وادي العقيق، ومسجدها يسمى مسجد الشجرة، وفيها بئر تسميها جهال العامة: بئر علي، لظنهم أن علياً قاتل الجن بها، وهو كذب.
و (الجحفة) قرية بينها وبين مكة نحو ثلاث مراحل، وهي ميقات أهل الشام ومصر وأهل المدينة أيضاً إذا اجتازوا من الطريق الآخر.
قال ابن تيمية: “هي ميقات من حج من ناحية المغرب كأهل الشام ومصر وسائر المغرب، وهي اليوم خراب، ولهذا صار الناس يحرمون قبلها من المكان الذي يسمى (رابغاً)”.
و (قرن المنازل) ويسمى قرن الثعالب تلقاء مكة على يوم وليلة، وهو ميقات أهل نجد.
و (يلملم) موضع على ليلتين من مكة بينهما ثلاثون ميلاً وهو ميقات أهل اليمن.
و (ذات عرق) مكان بالبادية، وهو الحد الفاصل بين نجد وتهامة، بينه وبين مكة اثنان وأربعون ميلاً، وهو ميقات أهل العراق.


أمره -صلى الله عليه وسلم- بالتمتع
9ـ فإذا أراد الإحرام، فإن كان قارناً قد ساق الهدي قال: لبيك اللهم بحجة وعمرة، وإن لم يسق الهدي وهو الأفضل لبى بالعمرة وحدها، ولابد، فقال: ”لبيك اللهم بعمرة”فإن كان لبى بالحج وحده فسخه وجعله عمرة، لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، وقوله: ”دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة” وشبَّك -صلى الله عليه وسلم- بين أصابعه. وقوله: ”يا آل محمد مَنْ حَجَّ منكم فليُهل بعُمرة في حَجَّة” وهذا هو التمتع بالعمرة إلى الحج.


الاشتراط
10ـ وإن أحب قرن مع تلبيته الاشتراط على ربه تعالى خوفاً من العارض، من مرض أو خوف، فيقول كما جاء في تعليم الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ”اللهم مِحِلّي حيث حبستني” فإنه إن فعل ذلك فحبس أو مرض جاز له التحلل من حجة أو عمرته، وليس عليه دم وحج من قابل، إلا إذا كانت حجة الإسلام، فلابد من قضائها.
11ـ وليس للإحرام صلاة تخصه، لكن إن أدركته الصلاة قبل إحرامه، فصلى ثم أحرم عقب صلاته كان له أسوة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث أحرم بعد صلاة الظهر.


الصلاة بوادي العقيق
12ـ لكن من كان ميقاته ذا الحليفة استحب له أن يصلي فيها، لا لخصوص الإحرام، وإنما لخصوص المكان وبركته، فقد روى البخاري عن عمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوادي العقيق يقول: ”أتاني الليلة آتِ من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في (وفي رواية: عمرة و) حجة”.وعن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ”أنه رؤي (وفي  رواية: أُرِيَ) وهو مُعَرس بذي الحليفة ببطن الوادي، قيل له: إنك ببطحاء مباركة”.


التلبية ورفع الصوت بها
13ـ ثم يستقبل القبلة قائماً   ثم يلبي بالعمرة أو الحج والعمرة كما تقدم، ويقول: اللهم هذه حجة لا رياء ولا سمعة.
14ـ ويلبي بتلبية النبي -صلى الله عليه وسلم-:
أـ”لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”وكان لا يزيد عليها.
بـ وكان من تلبيته -صلى الله عليه وسلم-:”لبيك إله الحق”.
15ـ والتزام تلبيته -صلى الله عليه وسلم- أفضل، وإن كانت الزيادة عليها جائزة لإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس الذين كانوا يزيدون على تلبيته قولهم: ”لبيك ذا المعارج، لبيك ذا الفواضل”.
وكان ابن عمر يزيد فيها: ”لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباءُ إليك والعمل”.
16ـ ويؤمر الملبي بأن يرفع صوته بالتلبية، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ”أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية” وقوله: “أفضل الحج العَجُّ والثَج” ولذلك كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أحرموا لم يبلغوا (الرَوْحاء) حتى تبح أصواتهم وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ”كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطاً من الثَّنيِة، له جُوار إلى الله تعالى بالتلبية”.
17ـ والنساء في التلبية كالرجال لعموم الحديثين السابقين فيرفعن أصواتهن ما لم يُخْش الفتنة، ولأن عائشة كانت ترفع صوتها حتى يسمعها الرجال، فقال أبو عطية: سمعت عائشة تقول: إني لأعلم كيف كانت تلبية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم سمعتها تلبي بعد ذلك:”لبيك اللهم لبيك...”إلخ. وقال القاسم بن محمد: خرج معاوية ليلة النفر فسمع صوت تلبية فقال: من هذا؟ قيل: عائشة أم المؤمنين اعتمرت من التنعيم. فذكر ذلك لعائشة فقالت: لو سألني لأخبرته.
18ـ ويلتزم التلبية، لأنها”من شعائر الحج” ولقوله -صلى الله عليه وسلم-:”ما من مُلبّ يلبي إلا لبّى ما عن يمينه وعن شماله من شجر وحجر، حتى تنقطع الأرض من هنا وهناـ يعنيـ عن يمينه وشماله”. وبخاصة كلما علا شرفاً، أو هبط وادياً، للحديث المتقدم قريباً:”كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطاً من الثنية، له جوار إلى الله تعالى بالتلبية”. وفي حديث آخر: “كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي يلبي”.
19ـ وله أن يخلطها بالتلبية والتهليل لقول ابن مسعود رضي الله عنه: خرجت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة، إلا أن يخلطها بتلبية أو تهليل  .
20ـ فإذا بلغ الحرم المكي، ورأى بيوت مكة أمسك عن التلبية ليتفرغ للاشتغال بغيرها مما يأتي.


الاغتسال لدخول مكة
21ـ ومن تيسر له الاغتسال قبل الدخول فليغتسل، وليدخل نهاراً أسوة برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
22ـ وليدخل من الناحية العليا التي فيها اليوم باب المعلاة، فإنه -صلى الله عليه وسلم- دخلها من الثنية العليا (كَداء) المشرفة على المقبرة، ودخل المسجد من باب بني شيبة، فإن هذا أقرب الطرق إلى الحجر الأسود.
23ـ وله أن يدخلها من أي طريق شاء لقوله -صلى الله عليه وسلم-:”كل فجاج مكة طريق ومنحر”. وفي حديث آخر:”مكة كلها طريق: يدخل من ههنا ويخرج من ههنا”.
24ـ فإذا دخلت المسجد، فلا تنس أن تقدم رجلك اليمِنَى وتقول: “اللهم صلّ على محمد وسلم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك” أو: “أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم”.
25ـ فإذا رأى الكعبة رفع يديه إن شاء، لثبوته عن ابن عباس.
26ـ ولم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هنا دعاء خاص، فيدعو بما تيسر له، وإن دعا بدعاء عمر: (اللهم أنت السلام، ومنك السلام فحينا ربّنا بالسلام) فحسنٌ، لثبوته عنه رضي الله عنه.


طواف القدوم
27ـ ثم يبادر إلى الحجر الأسود فيستقبله استقبالاً فيكبر، والتسمية قبله صحت عن ابن عمر موقوفاً، ووهم من ذكره مرفوعاً.
28ـ ثم يستلمه بيده، ويقبله بفمه، ويسجد عليه أيضاً، فقد فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعمر، وابن عباس.
29- فإن لم يمكنه تقبيله استلمه بيده، ثم قبل يده.
30- فإن لم يمكنه الاستلام أشار إليه بيده.
31- و يفعل ذلك في كل طَو‍‌ْفة.
32- ولا يزاحم عليه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عمر‍‍! إنك رجل قوي، فلا تؤذ الضعيف، وإذا أردت استلام الحجر، فإن خَلا لك فاستلمه، وإلا فاستقبله وكبر”.
33- وفي استلام الحجر فضل كبير لقوله صلى الله عليه وسلم:
"لَيبعثن الله الحجر يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، ويشهد على من استلمه بحق”. وقال: "مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطّان الخطايا حطاً”. وقال: "الحجر الأسود من الجنة، كان أشد بياضاً من الثلج، حتى سودته خطايا أهل الشرك".
34- ثم يبدأ بالطواف حول الكعبة يجعلها عن يساره، فيطوف من وراء الحِجر سبعة أشواط، من الحَجَر إلى الحَجَر شوط، يضطبع فيها كلها، ويرمل في الثلاثة الأول منها، من الحجر إلى الحجر، ويمشي في سائرها.
35- و يستلم الركن اليماني بيده في كل طرفة، ولا يقبله، فإن لم يتمكن من استلامه لم تشرع الإشارة إليه بيده.
36- و يقول بينهما: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار).
37- ولا يستلم الركنين الشاميين اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم.



مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف   مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 9:57 pm

التزام ما بين الركن والباب
38- وله أن يلتزم ما بين الركن والباب، فيضع صدره ووجهه وذراعيه عليه.
39- وليس للطواف ذكر خاص، فله أن يقرأ من القرآن أو الذكر ما شاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: "الطواف بالبيت صلاة، ولكن الله أحل فيه النطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير” وفي رواية: ”فأقلّوا فيه الكلام”.
40- ولا يجوز أن يطوف بالبيت عريان ولا حائض، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يطوف بالبيت عريان”.
وقوله لعائشة حين قدمت معتمرة في حجة الوداع: "افعلي كما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت (ولا تصلي) حتى تطهري”.
41- فإذا انتهى من الشوط السابع غطى كتفه الأيمن، وانطلق إلى مقام إبراهيم، وقرأ: (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى).
42- وجعل المقام بينه وبين الكعبة، وصلى عنده ركعتين.
43- وقرأ فيهما (قل يا أيها الكافرون) و(قل هو الله أحد).
44- وينبغي أن لا يمر بين يدي المصلي هناك، ولا يدع أحداً يمر بين يديه، وهو يصلي، لعموم الأحاديث الناهية عن ذلك، وعدم ثبوت استثناء المسجد الحرام منها، بله مكة كلها!.
45- ثم إذا فرغ من الصلاة ذهب إلى زمزم فشرب منها، وصب على رأسه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شُرب له”، وقال: “إنها مباركة وهي طعامُ طُعم، (وشفاء سقم)”، وقال: "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السُّقم”.
46- ثم يرجع إلى الحجر الأسود فيكبر ويستلم على التفصيل المتقدم.


السعي بين الصفا و المروة
47- ثم يعود أدراجه ليسعى بين الصفا والمروة، فإذا دنا من الصفا قرأ قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوف بهما، ومن تطوع خيراً فإن الله شاكرٌ عليم). ويقول: "نبدأ بما بدأ الله به".
48- ثم يبدأ بالصفا فيرتقي عليه حتى يرى الكعبة.
49- فيستقبل الكعبة، فيوحد الله ويكبره فيقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر (ثلاثاً).
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير،
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. يقول ذلك ثلاث مرات. ويدعو بين ذلك.
50- ثم ينزل ليسعى بين الصفا والمروة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”اسعوا، فإن الله كتب عليكم السعي”.
51- فيمشي إلى العَلَم (الموضوع) عن اليمين و اليسار، وهو المعروف بالميل الأخضر، ثم يسعى منه سعياً شديداً إلى العلم الآخر الذي بعده. وكان في عهده صلى الله عليه وسلم وادياً أبطح فيه دقاق الحصى، وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يُقطَع الأبطحُ إلا شداً”.
ثم يمشي صاعداً حتى يأتي المروة فيرتقي عليها، ويصنع فيها ما صنع على الصفا من استقبال القبلة، والتكبير والتوحيد، والدعاء وهذا شوط.
52- ثم يعود حتى يرقى على الصفا، يمشي موضع مشيه، ويسعى موضع سعيه، وهذا شوط ثانٍ.
53- ثم يعود إلى المروة، وهكذا حتى يتم له سبعة أشواط نهاية آخرها على المروة.
54- ويجوز أن يطوف بينهما راكباً، والمشي اعجب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
55- وإن دعا في السعي بقوله: ”رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم”فلا بأس لثبوته عن جمع من السلف.
56- فإذا انتهى من الشوط السابع على المروة قص شعر رأسه وبذلك تنتهي العمرة، وحل له ما حرم عليه الإحرام، ويمكث هكذا حلالاً إلى يوم التروية.
57- ومن كان أحرم بغير عمرة الحج. ولم يكن ساق الهدي من الحل فعليه أن يتحلل اتباعاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم واتقاء لغضبه، وأما من ساق الهدي فيظل في إحرامه ولا يتحلل إلا بعد الرمي يوم النحر.


الإهلال بالحج يوم التروية
58- فإذا كان يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم وأهلّ بالحج، فيفعل كما فعل عند الإحرام بالعمرة من الميقات. من الاغتسال والتطيب، ولبس الإزار والرداء والتلبية. ولا يقطعها إلا عقب رمي جمرة العقبة
59- ويُحرم من الموضع الذي هو نازل فيه، حتى أهل مكة يحرمون من مكة.
60- ثم ينطلق إلى مِنَى فيصلى فيها الظهر، ويبيت فيها حتى يصلي سائر الصلوات الخمس قصراً دون جمع.


الانطلاق إلى عرفة
61- فإذا طلعت شمس يوم عرفة انطلق إلى عرفة، وهو يلبي أو يكبر، كل ذلك فعل أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وهم معه في حجته، يلبي الملبي فلا ينكر عليه، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه.
62- ثم ينزل في نَمرة، وهو مكان قريب من عرفات، وليس منها، ويظل بها إلى ما قبل الزوال.
63- فإذا زالت الشمس رحل إلى عُرَنة ونزل فيها. وهي قبيل عرفة، وفيها يخطب الإمام الناس خطبة تناسب المقام.
64- ثم يصلي بالناس الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الظهر.
65- ويؤذن لهما أذاناً واحداً وإقامتين.
66- ولا يصلي بينهما شيئاً.
67- ومَنْ لم يتيسر له صلاتهما مع الإمام، فليصلهما كذلك وحده، أو مع مَنْ حوله من أمثاله.


الوقوف في عرفة
68- ثم ينطلق إلى عرفة فيقف عند الصخرات أسفل جبل الرحمة، إن تيسر له ذلك، وإلا فعرفة كلها موقف.
69- ويقف مستقبلاً القبلة، رافعاً يديه يدعو ويلبي.
70- و يكثر من التهليل فإنه خير الدعاء يوم عرفة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلت أنا و النبيون شية عرفة: لا إله إلا الله و حده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير”.
71- و إن زاد في التلبية أحياناً ”إنما الخير خير الآخرة” جاز.
72- والسنة للواقف في عرفة ألا يصوم هذا اليوم.
73- و لا يزال هكذا ذاكراً ملبياً داعياً بما شاء، راجياً من الله تعالى أن يجعله من عتقائه الذين يباهي بهم الملائكة كما في الحديث: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، و إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟”
وفي حديث آخر: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول: انظروا إلى عبادي جاؤوني شُعثاً غُبراً”. ولا يزال هكذا حتى تغرب الشمس.


الإفاضة من عرفة
74- فإذا غربت الشمس أفاض من عرفات إلى مزدلفة وعليه السكينة و الهدوء، لا يزاحم الناس بنفسه أو دابته أو سيارته، فإذا وجد خلوة أسرع.
75- فإذا وصلها أذن و أقام وصلى المغرب ثلاثاً، ثم أقام و صلى العشاء قصراً، وجمع بينهما.
76- وإن فصل بينهما لحاجة لم يضره ذلك.
77- ولا يصلي بينهما ولا بعد العشاء شيئاً.
78- ثم ينام حتى الفجر.
79- فإذا تبين له الفجر صلى في أول وقته بأذان و إقامة.


صلاة الفجر في المزدلفة
80- ولابد من صلاة الفجر في المزدلفة لجميع الحجاج إلا الضعفَةَ والنساء، فإنه يجوز لهم أن ينطلقوا منها بعد نصف الليل خشية حطَمَة الناس.
81- ثم يأتي المشعر الحرام (وهو جبل المزدلفة) فيرقى عليه، ويستقبل القبلة، فيحمد الله ويكبره ويهلله ويوحده ويدعو، ولا يزال كذلك حتى يُسفر جداً.
82- ومزدلفة كلها موقف، فحيثما وقف فيها جاز.
83- ثم ينطلق قبل طلوع الشمس إلى مِنَى وعليه السكينة وهو يلبي.
84- فإذا أتى بطن مُحَسِّر أسرع السير إذا أمكنه، وهو من مِنَى.
85- ثم يأخذ الطريق الوسطى التي تخرجه على الجمرة الكبرى.



مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Empty
مُساهمةموضوع: رد: مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف   مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف Emptyالثلاثاء 09 يوليو 2019, 10:59 pm

الــــــــــــرَّمي
86- ويلتقط الحصيات التي يريد أن يرمي بها جمرة العقبة في مِنَى، وهي آخر الجمرات وأقربهن إلى مكة.
87- ويستقبل الجمرة، ويجعل مكة عن يسارة، ومِنَى عن يمينه.
88- ويرميها بسبع حصيات مثل حصى الخذف، وهو أكبر من الحمصة قليلاً.
89- ويكبر مع كل حصاة.
90- ويقطع التلبية مع آخر حصاة.
91- ولا يرميها إلا بعد طلوع الشمس، ولو كان من النساء أو الضعَفَة الذين أبيح لهم الانطلاق من المزدلفة بعد نصف الليل، فهذا شيء، والرمي شيء آخر.
92- وله أن يرميها بعد الزوال ولو إلى الليل إذا وجد حرجاً في رميها قبل الزوال كما ثبت في الحديث.
93- فإذا انتهى من رمي الجمرة حل له كل شيء إلا النساء ولو لم ينحر أو يحلق، فيلبس ثيابه ويتطيَّب.
94- لكن عليه أن يطُوف طواف الإفاضة في اليوم نفسه، إذا أراد أن يستمر في تمتعه المذكور، وإلا فإنه إذا أمسى ولم يطف عاد محرماً كما كان قبل الرمي، فعليه أن ينزع ثيابه و يلبس ثوبي الإحرام، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا يوم رُخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة أن تُحلّوا من كل ما حُرمتم منه إلا النساء، فإذا أمسيتم قبل أن تطوفوا هذا البيت صرتم حُرُماً لهيئتكم قبل أن ترموا الجمرة، قبل أن تطوفوا به”.


الذَّبح والنَّحر
95ـ ثم يأتي المنحر في مِنَى فينحر هديه، وهذا هو السُّنَّة.
96ـ لكن يجوز له أن ينحر في أي مكان آخر من مِنَى، وكذلك في مكة، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (قد نحرت هاهنا، ومِنَى كلها منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر، فانحروا في رحالكم).
97ـ والسُّنَّة أن يذبح أو ينحر بيده إن تيسر له، وإلا أناب عنه غيره.
98ـ ويذبحها مستقبلاً بها القبلة، فيضعها على جانبها الأيسر، ويضع قدمه اليمِنَى على جانبها الأيمن.
99ـ وأما الإبل فالسُّنَّة أن ينحرها، وهي قائمة معقولة اليسرى، قائمة على ما بقي من قوائمها، ووجهها قِبَلَ القبلة.
100ـ ويقول عند الذبح أو النحر: بسم الله، الله أكبر، اللّهم إن هذا منك ولك   اللهم تقبل مني.
101ـ ووقت الذبح أربعة أيام العيد، يوم النحر ـوهو يوم الحج الأكبرـ وثلاثة أيام التشريق، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (كل أيام التشريق ذبح).
102ـ وله أن يأكل من هديه، وأن يتزود منه إلى بلده كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
103ـ وعليه أن يطعم منها الفقراء وذوي الحاجة، لقوله تعالى: (والبُدنَ  جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير، فاذكروا الله عليها صوافّ، فإذا وجبت جنوبُها فكلوا منها، وأطعموا القانع والمُعْتَرَّ).
104ـ ويجوز أن يشترك سبعة في البعير والبقرة.
105ـ فمن لم يجد هدياً فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله.
106ـ ويجوز له أن يصوم في أيام في أيام التشريق الثلاثة لحديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهما قالا: لم يُرَخّصْ في أيام التشريق أن يُصَمْنَ إلا لمن لم يجد الهدي.
107 -  ثم يحلق رأسه كله أو يُقصّره، والأول أفضل لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم ارحم المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله! قال: اللهم ارحم المحلقين. قالوا: والمقصرين يا رسول الله! (فلما كانت الرابعة قال: والمقصرين).
108 - والسُّنَّة أن يبدأ الحالق بيمين المحلوق كما في حديث أنس رضي الله عنه.
109ـ والحلق خاص بالرجال دون النساء، وإنما عليهن التقصير لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ليس على النساء حلق، إنما على النساء التقصير)، فتجمع شعرها فتقص منه قدر الأنملة.
110ـ ويسن للإمام أن يخطب يوم النحر بمِنَى بين الجمرات حين ارتفاع الضحى، يعلم الناس مناسكهم.


طواف الإفاضة
111ـ ثم يفيض من يومه إلى البيت، فيطوف به سبعاً كما تقدم في طواف القدوم إلا أنه لا يضطبع ولا يَرْمُل.
112ـ ومن السُّنَّة أن يصلي ركعتين عند المقام، كما قال الزهري، وفعله ابن عمر، وقال: على كل سُبعُ ركعتان.
113ـ ثم يَطَّوَّف ويسعى بين الصفا والمروة كما تقدم أيضاً، خلافاً للقارن و المفرد، فيكفيهما السعي الأول.
114ـ وبهذا الطواف يحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى نساؤه.
115ـ ويصلي الظهر بمكة، وقال ابن عمر: بمِنَى.
116ـ و يأتي زمزم، فيشرب منها.


البيات في مِنَى
117ـ ثم يرجع إلى مِنَى فيمكث بها أيام التشريق بلياليها.
118ـ ويرمي فيها الجمرات الثلاث كل يوم بعد الزوال، بسبع حصيات لكل جمرة، كما تقدم في الرمي يوم النحر (86ـ 90).
119ـ ويبدأ بالجمرة الأولى، وهي الأقرب إلى مسجد الخَيف، فإذا فرغ من رميها، تقدم قليلاً عن يمينه، فيقوم مستقبلاً القبلة قياماً طويلاً ويدعو، ويرفع يديه.
120ـ ثم يأتي الجمرة الثانية، فيرميها كذلك، ثم يأخذ ذات الشمال، فيقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً، ويدعو، ويرفع يديه.
121ـ ثم يأتي الجمرة الثالثة، وهي جمرة العقبة، فيرميها كذلك، ويجعل البيت عن يساره، ومِنَى عن يمينه، ولا يقف عندها.
122ـ ثم يرمي اليوم الثاني، واليوم الثالث كذلك.
123ـ وإن انصرف بعد رميه في اليوم الثاني، ولم يبت للرمي في اليوم الثالث جاز، لقوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى)، لكن التأخر للرمي أفضل، لأنه السُّنَّة.
124ـ والسُّنَّة الترتيب بين المناسك المتقدمة: الرمي، فالذبح أو النحر، فالحلق، فطواف الإفاضة، فالسعي للمتمتع لكن إن قدم شيئاً منها أو أخر جاز، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا حرج، لا حرج)).
125ـ ويجوز للمعذور في الرمي ما يأتي: أـ أن لا يبيت في مِنَى لحديث ابن عمر: ((استأذن العباس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبيت بمكة ليالي مِنَى من أجل سقايته، فأذن له)).
بـ وأن يجمع رمي يومين في واحد، لحديث عاصم بن عدي قال: ((رخص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرعاء الإبل في البيتوتة أن يرموا يوم النحر، ثم يجمعوا رمي يومين بعد النحر، فيرمونه في أحدهما)).
جـ وأن يرمى في الليل، بقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((الراعي يرمي بالليل، ويرعى بالنهار)).
126ـ ويشرع له أن يزور الكعبة، ويطوف بها كل ليلة من ليالي مِنَى، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك.
127ـ ويجب على الحاج في أيام مِنَى أن يحافظ على الصلوات الخمس مع الجماعة، والأفضل أن يصلي في مسجد الخَيف إن تيسر له، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((صلى في مسجد الخَيف سبعون نبياً)).
128ـ فإذا فرغ من الرمي في اليوم الثاني أو الثالث من أيام التشريق، فقد انتهى من مناسك الحج، فينفر إلى مكة، ويقيم فيها ما كتب الله له، وليحرص على أداء الصلاة جماعة، ولاسيما في المسجد الحرام، لقوله عليه الصلاة والسلام: ((صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه)).
129ـ ويكثر من الطواف والصلاة في أي وقت شاء من ليل أو نهار، ولقوله -صلى الله عليه وسلم- في الركنين الأسود و اليماني: ((مسحهما يحط الخطايا، ومن طاف بالبيت لم يرفع قدماً، ولم يضع قدما إلا كتب الله له حسُنَّة، وحط عنه خطيئة، وكتب له درجة، ومن أحصى أسبوعاً كان كعتق رقبة)). وقوله: ((يا بني عبد مناف! لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت، وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار)).


طواف الوداع
130ـ فإذا انتهى من قضاء حوائجه، وعزم على الرحيل، فعليه أن يودع البيت بالطواف، لحديث ابن عباس قال: كان الناس ينصرفون في كل وجه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده الطواف بالبيت)).
131ـ وقد كانت المرأة الحائض أُمِرَتْ أن تنتظر حتى تطهر لتطوف الوداع ثم رخص لها أن تنفر، ولا تنتظر، لحديث ابن عباس أيضاً: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص للحائض أن تصدر قبل أن تطوف، إذا كانت قد طافت طواف الإفاضة)).
132ـ وله أن يحمل معه ماء زمزم ما تيسر له تبركاً به، فقد: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحمله معه في الأداوي والقرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم)) بل إنه: ((كان يرسل وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: أن أهدِ لنا من ماء زمزم ولا تترك، فيبعث إليه بمزادتين)).
133ـ فإذا انتهى من الطواف خرج مقدماً رجله اليسرى قائلاً: اللهم صل على محمد وسلم، اللهم إني أسألك من فضلك.
****



مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فقـه وأحكـام وفتـاوى الحـج والعُمـرة :: الثُمُرُ الدَّانِي من فتاوى الحَجِّ والعُمْرَةِ-
انتقل الى: