شعبان التوطئة لرمضان!
أ.بارعة اليحيى
@Bareah_Ebrahim
شعبان التوطئة لرمضان! Untit280
صيام شعبان:
* سبب تسمية شعبان بهذا الاسم:
لتشبعهم في طلب المياه أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب المحرم (١).

* الأدلة الواردة في الحَثِّ على صيام شعبان:
- في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان" (٢).

- وفي حديث عائشة أيضاً قالت: "كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً" (٣).

- وفي حديث عائشة أيضاً قالت: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياماً منه في شعبان" (٤).

* ويُستحَبُّ صيام شعبان، رجَّحَتْ طائفة من العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره (٥)، وجائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله (٦).

مسائل في شعبان:
* ورد في الحديث: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"، ومن ذلك اختلف العلماء أيهما أفضل صوم شهر محرم أو صوم شهر شعبان؟

- فقال بعض العلماء: شعبان أفضل؛ لأن النبي كان يصومه إلا قليلاً منه، ولم يُحفظ أنه صام مُحَرَّم، لكنه حَثَّ على صيامه.

- وقالوا لأن صوم شعبان ينزل منزلة الرَّاتبة الفريضة وصوم مُحَرَّم ينزل منزلة النَّفل المُطلق، ومنزلة الرَّاتبة أفضل من منزلة النَّفل المُطلق.

* ورد النَّهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين، وفي المُقابل استحباب صيام شعبان؛ فإن الجمع بينهما ظاهر بأن يُحمل النَّهي على مَنْ لم يُدخِل تلك الأيام في صوم اعتاده، مثاله: إذا كنت تصوم كل اثنين أو كل خميس، فوافق أن آخر شعبان يوم الإثنين أو يوم الخميس، فلك أن تصوم ذلك.

‎فمفاد هذا الحديث والحكمة فيه أن لا يتقدم رمضان بيوم أو يومين حتى يتميَّز رمضان (٧).

يومُ النِّصف من شعبان:
يوم النصف لا يُختص بصيام، نعم شهر شعبان ثبتت السُّنَّة به النبي صلى الله عليه وسلم، وما سوى ذلك مما يتعلق بصيامه لم يثبت عن النبي إلا ما لسائر الشهور كفضل صوم ثلاثة أيام من كل شهر وأن تكون في الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وهي الأيام البيض.

* وما ورد في فضل القيام فيها فهو أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حُجَّة.

* أما الصَّلاة في ليلة النصف وهي التي تسمى صلاة الألفية" لأنه يقرأ فيها: (قل هو الله أحد) ألف مرة؛ فلم يأت بها خبر ولا أثر إلا ضعيف أو موضوع (٨).

*  لكن بعض العلماء ـرحمهم اللهـ يتساهلون في ذكر الأحاديث الضعيفة فيما يتعلق بالفضائل: فضائل الأعمال، أو الشهور، أو الأماكن وهذا أمر لا ينبغي.

فضائل صوم شعبان:
* في الحديث: عن أبي هريرة، قلتُ يا رسولَ اللهِ أراك تصومُ في شهرٍ ما لم أركَ تصومُ في شهرٍ مثلَ ما تصومُ فيه؟ قال: أيُّ شهرٍ؟ قلتُ: شعبانَ، قال: شعبانُ بين رجب ورمضانَ يغفلُ الناسُ عنه، تُرفعُ فيه أعمالُ العبادِ فأُحِبُّ أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائمٌ (٩).

* قال ابن القيم:
"فإن عمل العام يُرفع في شعبان كما أخبر به الصَّادق المصدوق أنه شهر تُرفع فيه الأعمال فأحِبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم، ويُعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس، وعمل اليوم يُرفع في آخره قبل الليل وعمل الليل في آخره قبل النهار، وإذا انقضى الأجل رُفع عمل العُمْر كله وطُويَتْ صحيفة العمل" (١٠).

* وقد قيل في صوم شعبان معنى آخر وهو:
أن صيامه كالتمرين لرمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكُلفة، بل بقوة ونشاط (١١).

قال ابن رجب:
ولَمَّا كان شعبان كالمقدم لرمضان شُرع فيه ما يُشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهُّب لتلقي زمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن".

* أحوال السلف في شعبان:
- قال سلمة بن كهيل: كان يُقال: شهر شعبان شهر القُرَّاء.

- كان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته (دكانه) وتفرَّغ لقراءة القرآن (١٢).

من أقوالهم في شعبان:
*  قال ابن جبرين:
"‏كان -صلى الله عليه وسلم- يكثر من صيام شعبان كما قالت عائشة أنه كان يصوم شعبان إلا قليلا، فالسنة أن يكثر المسلم فيه من الصوم، وأن يعمل ما تيسر من الأعمال الصالحة".

* قال الشيخ عبد الكريم الخضير:
"‏شهر شعبان من أيَّام الله التِّي ينبغي أنْ تُسْتَغَل بِطاعتِهِ".

* قال الشيخ ابن عثيمين:
"وفي الصيام في شعبان فائدة أخرى وهي توطين النفس وتهيئتها للصيام، لتكون مستعدة لصيام رمضان سهلاً عليها أداؤه".
-------------------
(١) فتح الباري.
(٢) متفق عليه.
(٣) رواه مسلم.
(٤) رواه مسلم.
(٥)مختصر جامع العلوم والحكم، للمهنا.
(٦) فتح الباري.
(٧) تفسير ابن عثيمين.
(٨) نور السنة وظلمات البدعة للقحطاني.
(٩) حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
(١٠) حاشية ابن القيم على سنن أبي داوود.
(١١) لطائف المعارف لابن رحب.
(١٢) المرجع السابق.

المصدر:
موقع صيد الفوائد جزاهم الله خير الجزاء

الرابط:
http://www.saaid.net/daeyat/bareah/16.htm