منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة البقرة: الآيات من 151-155

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 151-155 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة: الآيات من 151-155   سورة البقرة: الآيات من 151-155 Emptyالخميس 04 أبريل 2019, 2:38 am

كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ [١٥١]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الله جل جلاله بعد أن حدثنا عن الهداية إلى منهجه وإلى طريقه.      

حدَّثنا عن نعمته علينا بإرسال رسول يتلو علينا آيات الله.      

ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي ستأتي على يديه قمة النعم وهو القرآن والدين الخاتم.     

 قوله تعالى: {رَسُولاً مِّنْكُمْ} [البقرة: 151] أي ليس من جنس آخر.

ولكنه صلى الله عليه وسلم رسول منكم تعرفونه قبل أن يكلف بالرسالة وقبل أن يأتي بالحجة، لماذا؟ لأنه معروف بالخلق العظيم وبالقول الكريم والأمانة وبكل ما يزيد الإنسان رفعة وعلواً واحتراماً، إن أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولئك الذين يعرفونه أكثر من غيرهم، كأبي بكر الصديق وزجته صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة وابن عمه علي بن أبي طالب، هؤلاء آمنوا دون أن يطلبوا دليلاً لأنهم أخذوا الإيمان من معرفتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكلف بالرسالة، فهم لم يعرفوا عنه كذباً قط فقالوا إن الذي لا يكذب على الناس لا يمكن أن يكذب على الله فآمنوا، فالله سبحانه وتعالى من رحمته أنه أرسل إليهم رسولاً منهم أمياً ليعلمه ربه، ولذلك قال الحق تبارك وتعالى: { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128].

الحق سبحانه يقول: {يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ} [البقرة: 151]، الآيات هي القرآن الكريم والتزكية هي التطهير ولابد أن يكون هناك دنس ليطهرهم منه، فيطهرهم من عبادة الأصنام ومن وأد البنات والخمر والميسر والربا، ومعنى التزكية أيضاً سلب الضار فكأنه جاءهم بالنفع وسلب منهم الضر.      

وقوله تعالى: {وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ،} [البقرة: 151]، الكتاب على إطلاقه ينصرف إلى القرآن الكريم.      

والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، والكتاب يعطيك التكليف، إما أن يأمرك بشيء وإما أن ينهاك عن شيء.     

 إذن فهي دائرة بين الفعل والترك، والحكمة أن تفعل الفعل الذي يحقق لك خيراً ويمنع عنك الشر.      

وهي مأخوذة من الحكمة أو الحديدة التي توضع في فم الجواد لتحكم حركته في السير والوقوف، وتصبح كل حركة تؤدي الغرض منها والحكمة أيضاً هي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقاً لقوله تعالى: { وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ،} [الأحزاب: 34].

وقوله سبحانه: {وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151] لأنكم أمة أمية.      

فإن بهرتكم الدنيا بحضارتها فستبهرونهم بالإشعاعات الإيمانية التي تجعلكم متفوقين عليهم، فكل ما يأتيكم من السماء هو فوق كل حضارات الأرض، لذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما عمر لولا الإسلام.     



سورة البقرة: الآيات من 151-155 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 151-155 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 151-155   سورة البقرة: الآيات من 151-155 Emptyالخميس 04 أبريل 2019, 2:41 am

فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [١٥٢]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: {فَٱذْكُرُونِيۤ} [البقرة: 152] أي كل هذه النعم والفضل عليكم يجب ألا تنسوها، أن تعيشوا دائماً في ذكر من أنعم عليكم، فالله سبحانه وتعالى يريد من عباده الذكر، وهم كلما ذكروه سبحانه وشكروه شكرهم وزادهم، والله سبحانه وتعالى يقول في حديث قدسي: أنا عند حُسْن ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإنْ تَقرَّبَ إليّ بشبر تَقَرَّبتُ إليه ذراعاً وإن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة].     

هذه هي رغبة الكريم في أن يعطي بشرط أن نكون أهلاً للعطاء؛ لأنه يريد أن يعطيك أكثر وأكثر، فقوله تعالى: "اذكروني" أي اذكروا الله في كل شيء.      

في نعمه.      

في عطائه.      

في ستره.      

في رحمته.      

في توبته.      

يقول بعض الصالحين: سمعت فيمَنْ سمع عن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك إذا ما أقبلت على شرب الماء فقسمه ثلاثاً، أول جُرعة قل باسم الله واشربها، ثم قل الحمد لله وابدأ شرب الجُرعة الثانية وقل باسم الله وبعد الانتهاء منها قل الحمد لله، ثم قل باسم الله واشرب الجُرعة الثالثة واختمها بقولك الحمد لله.      

فما دام هذه الماء في جوفك فلن تحدثك ذرة من جسدك بمعصية الله.

جربها يوماً في نفسك وقل باسم الله واشرب، وقل الحمد لله وكررها ثلاث مرات فإنك تكون قد استقبلت النعمة بذكر المنعم وأبعدت عن نفسك حولك وقوتك، وأنهيت النعمة بحمد الله.      

ولكن لماذا الماء؟ لأن الماء في الجوف أشبع من أي شيء آخر.      



قوله تعالى: {وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152] الشكر على النعمة يجعل الله سبحانه وتعالى يزيدك منها.      

واقرأ قوله تبارك وتعالى: { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ، } [إبراهيم: 7].  

وشكر الله يذهب الغرور عن نفسك فلا تفتنك الأسباب وتقول أوتيته على علم مني.      

{وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152] أي لا تستروا نعم الله بل اجعلوها دائماً على ألسنتكم، فإن كل نعمة من نعم الله لو استقبلت بقولك "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" لا ترى في النعمة مكروهاً أبداً لأنك حصنت النعمة بسياج المُنْعِم، أعطيت لله حقه في نعمته فإن لم تفعل وتركتها كأنها منك وأنت موجدها ونسيت المُنْعِم وهو الله سبحانه وتعالى فإن النعمة تتركك.  



سورة البقرة: الآيات من 151-155 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 151-155 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 151-155   سورة البقرة: الآيات من 151-155 Emptyالخميس 04 أبريل 2019, 2:46 am

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [١٥٣]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الله سبحانه وتعالى يطالبنا أن نستعين بالصبر والصلاة، على ماذا؟ على كل ما يطلبه منا الله، على تكليفاته ومنهجه نستعين على ذلك بالصبر والصلاة.

ولكن لماذا الصبر؟

لأن الصبر هو منع النفس من الجزع من أي شيء يحدث وهو يأخذ ألواناً شتى حسب تسامي الناس في العبادة.      

فمثلاً سئل الإمام علي رضي الله عنه عن حق الجار؟ قال: تعلمون أنك لا تؤذيه؟ قالوا نعم، قال وأن تصبر على أذاه، فكأنه ليس مطلوباً منك فقط ألا تؤذي جارك بل تصبر على أذاه، والصبر هو الذي يعينك على أن تفعل ما أمرك الله به ولا تفعل ما نهاك الله عنه.      

إن الله منعك من أشياء هي من شهوات النفس وأمرك بأشياء فيها مشقة وهذه محتاجة إلى الصبر، وأنت إن أخذت منهج الله تعبداً ستأخذه فيما بعد عادة، يقول أحد الصالحين في دعائه: اللهم إني أسألك ألا تكلني إلى نفسي، فإني أخشى يا رب ألا تثيبني على الطاعة لأنني أصبحت أشتهيها فسبحانك أمرتنا أن نحارب شهواتنا، انظر إلى الطاعة من كثرة حب الله أصبحت مرغوبة محببة إلى النفس، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لبلال ساعة الآذان: أرحنا بها يا بلال).   
 
ولم يقل كما يقول بعض الناس -والعياذ بالله- أرحنا منها؛ ذلك أن هناك من يقول لك: إن الصلاة تكون على كتفي مثل الجبل وأرتاح، نقول له أنت ترتاح بها ولا ترتاح منها، لأنك وقفت بين يدي الله المُكَلِّف، وما دام الإنسان واقفاً أمام ربه فكل أمر شاق يصبح سهلاً.

يقول أحد العابدين: أنا لا أواجه الله بعبوديتي، ولكن أواجهه بربوبيته فأرتاح لأنه ربي ورَبُّ العالمين، فالذي له أبٌ يُعينه لا يحمل همّاً، فما بالك بالذي له رَبٌ يُعينه وينصره.      

قول الحق سبحانه: {إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ} [البقرة: 153] أي أنه يطلب منك أن تواجه الحياة في معية الله؛ فأنت لو واجهت المشكلات في معية من تثق في قوته تواجه الأمور بشجاعة، فما بالك إذا كنت في معية الله وكل شيء في الوجود خاضع لله، أيجرؤ شيء أن يقف أمامك وأنت مع الله؟

إن الأحداث لا تملأ الخلق بالفزع والهلع إلا ساعة الانفلات من حضانة ربهم، وإنما من يعيش في حضانة ربه لا يجرؤ عليه الشيطان فالشيطان خناس.

ما معنى خناس؟

إذا سهوت عن الله اجترأ عليك، وإذا ذكرت الله خنس وضعف؛ فهو لا قوة له، وهو لا يدخل مع الله سبحانه وتعالى في معركة، وإنما يدخل مع خلق الله الذين ينسون الله ويبتعدون عنه، يقول القرآن الكريم: { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } [ص: 82-83].      

وما دام الله سبحانه وتعالى مع الصابرين فلابد أن نعشق الصبر، وكيف لا نعشق ما يجعل الله معنا؟

يقول الحق جل جلاله في الحديث القدسي: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب وكيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده.

يقول بعض الصالحين: اللهم إني استحي أن أسألك الشفاء والعافية حتى لا يكون ذلك زهداً في معيتي لك، إذن لابد أن نعشق الصبر لأنه يجعلنا دائماً في معية الله.      

الله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]، ونحن نريد أن يكون الله سبحانه معنا دائماً، إن هذه الآية لا تجعل الإنسان ييأس مهما لقى في حركة حياته من المشقة.   



سورة البقرة: الآيات من 151-155 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 151-155 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 151-155   سورة البقرة: الآيات من 151-155 Emptyالخميس 04 أبريل 2019, 2:51 am

وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ [١٥٤]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق جل جلاله يعلم أن أحداث الإيمان وخصوم الإيمان سيواجهون المسلمين بمشقة عنيفة، لا تهددهم في أموالهم فقط ولكن تهددهم في نفوسهم، فأراد الله عز وجل أن يعطي المؤمنين مناعة ضد هذه الأحداث، وأوصاهم بالصبر والصلاة يواجهون بها كل حدث يهزهم بعنف، قال لهم إن المسألة قد تصل إلى القتل، إلى الاستشهاد في سبيل الله.      

وأراد أن يطمئنهم بأن الشهادة هي أعلى مرتبة إيمانية يستطيع الإنسان المؤمن أن يصل إليها في الدنيا فقال سبحانه: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ} [البقرة: 154].      

إن القتل هو أشد ما يمكن أن يقع على الإنسان، فأنت تصاب في مالك أو في ولدك أو في رزقك أو في صحتك، أما أن تصاب في نفسك فتُقْتل فهذه هي المصيبة الكبرى، والله سبحانه سَمَّى الموتَ مصيبة واقرأ قوله تعالى: { إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ ٱلْمَوْتِ، } [المائدة: 106].      

الله تبارك وتعالى أراد أن يفهم المؤمنون أن الذي يُقْتل في سبيل الله لا يموت، وإنما يعطيه الله لوناً جديداً من الحياة فيه من النِّعَمِ ما لا يُعد ولا يُحصى.      

يقول جل جلاله: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154].      

ما هو مظهر الحياة التي يعيشونها؟

الحياة عندنا مظهرها الحركة.

والذي قُتِل في سبيل الله ما هي حركته؟

حركته بالنسبة لغير المؤمنين خصوم الإسلام والإيمان بأنه لن يسلب منه الحياة، لأنه سيذهب إلى حياة أسعد، والموت ينقله إلى خير مما هو يعيش فيه، فإذا كان الكفار قد قتلوه فهم لم يسلبوه شيئاً وإنما نقلوه إلى نعمة أكبر مما كان يعيش فيها، أما بالنسبة للمؤمنين فإنه سيحمي لهم منهج الله ليصل إليهم إلى أن تقوم الساعة.      

إن كل المعارك التي يستشهد فيها المؤمنون إنما هي سلسلة متصلة لحماية حركة الإيمان في الوجود، وعظمة الحياة ليست في أن أتحرك أنا ولكن أن اجعل مَن بعدي يتحرك، والمؤمن حين يستشهد يبقى أثره في الوجود لكل حركة من متحرك بعده، فكل حركة لحماية الإيمان تستشهد به وبما فعله وتأخذ من سلوكه الإيماني دافعاً لتقاتل وتستشهد.      

فكأن الحركة متصلة والعملية متصلة، أما الكافر فإن الحياة تنتهي عنده بالموت، ولكن تنتظره حياة أخرى حينما يبعث الله الناس جميعاً ثم يأتي بالموت فيموت، وحين يموت الموت تصبح الحياة بلا موت إما في الجنة وإما في النار.      

الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعلم أن من يُقْتَل في سبيل الله هو حي عند ربه ينتقل من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة مباشرة، ولا يُكْتب عليه الموت في حياة البرزخ حتى يوم القيامة مثل من يموت ميتة طبيعية ولا يموت شهيداً، ولأن هذه الحياة حياة الشهداء أخفى الله سبحانه عنا تفاصيلها لأنها من حياة الآخرة، وهي غيب عنا قال تبارك وتعالى: {وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154]، وما دمنا لا نشعر بها فلابد أن تكون حياة أعلى من حياتنا الدنيوية.      

الذي استشهد في عرف الناس سلب نفسه الحياة ولكنه في عرف الله أخذ حياة جديدة، ونحن حين نفتح قبر أحد الشهداء نجد جسده كما هو فنقول إنه ميت أمامنا، لابد أن تتنبه أنك لحظة فتحت عليه انتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة والله سبحانه قال: { أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ } [آل عمران: 169] ولم يقل أحياء في عالم الشهادة، فهو حي مادام في عالم الغيب، ولكن أن تفتح وتكشف تجده جسداً في قبره لأنه انتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة.

أمَّا كيف؟

قلنا إن الغيب ليس فيه كيف، لذلك لن تعرف وليس مطلوباً منك أن تعرف.      

إننا حين نجري عملية جراحية لمريض يعطيه الطبيب (البنج) لكي يُفقده الوعي والحِس، ولكن لا يعطيه له ليموت ثم يبدأ يجري العملية فلا يشعر المريض بشيء من الألم.      

فالمادة لا تحس لأنها هي التي أجريت عليها العملية والجسد لا زال فيه الحياة من نبض وتنفس ولكنه لا يحس، ولكن النفس الواعية التي غابت هي التي تحس بالألم.      

أنت عندما يكون هناك ألم في جسدك وتنام ينقطع الإحساس بالألم، فكأن الألم ليس مسألة عضوية ولكنه مرتبط بالوعي، فعند النوم تنتقل إلى عالم آخر قوانينه مختلفة، والعلماء فحصوا مخ الإنسان وهو نائم فوجدوا أنه لا يستطيع أن يعمل أكثر من سبع ثوان يرى فيها رؤيا يظل يحكيها ساعات، فإذا قال الحق تبارك وتعالى: "إنهم أحياء عند ربهم"، فلابد أن نأخذ هذه الحياة على أنها بقدرات الله ومن عنده، والله عز وجل أراد أن يقرب لنا مسألة البعث والقيامة مثل مسألة النوم.      

واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى: { ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا فَيُمْسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا ٱلْمَوْتَ وَيُرْسِلُ ٱلأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى، } [الزمر: 42].      

فكأن الحق جل جلاله يعطي الشهداء حياة دائمة خالدة لأنهم ماتوا في سبيله، وما دامتعالى قال: "لا تشعرون" فلا تحاول أن تدركها بشعورك وحسك لأنك لن تدركها على أن الشهيد لابد أن يُقْتَل في سبيل الله وليس لأي غرض دنيوي، وإنما لتكون كلمة الله هي العليا.



سورة البقرة: الآيات من 151-155 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49233
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 151-155 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 151-155   سورة البقرة: الآيات من 151-155 Emptyالخميس 04 أبريل 2019, 2:56 am

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [١٥٥]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

نعرف أن مجرد الابتلاء ليس شراً، ولكن الشر هو أن تسقط في الابتلاء، فكل ابتلاء هو اختبار وامتحان، ولم يقل أحد: إن الامتحانات شر، إنها تصير شراً من وجهة نظر الذي لم يتحمل مشاق العمل للوصول إلى النجاح، أما الذي بذل الجهد وفاز بالمركز الأول، فالامتحانات خير بالنسبة له، إذن فقوله الحق: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} [البقرة: 155] أي سنضع لكم امتحاناً يصفي البطولة للعقيدة الجديدة.      

والحق سبحانه قد ذكر لنا قبل هذه الآية قمة الابتلاءات؛ وهي أن ينال الإنسان الاستشهاد في سبيل الله، وذكر ثواب الشهيد، وهو البقاء على هيئة من الحياة عند ربه، وكان ذلك مقدمة للابتلاءات الأقل، فقمة الابتلاء -في حدود إدراكنا- هي فقد الحياة، وأراد الحق أن يعطي المؤمنين مناعة فيما دون الحياة، مناعة من الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات.      

وكل ما دون حياة الفرد هو أمر ترفي بالنسبة لفقد الحياة نفسها، فمن لم يفقد حياته، فستأتي له ابتلاءات فيما دون حياته وهي ابتلاءات الخوف والجوع ونقص الأموال، ونقص في عدد الإخوة المؤمنين، وكذلك نقص في الثمرات، وكل هذه أشياء يحبها الإنسان، ويأتي التكليف ليطلب من المؤمن أن يترك بعضاً مما يحب، وتلك الابتلاءات تدخل في نطاق بقاء التكليف.      

وأول تلك الابتلاءات هو الخوف، والخوف هو انزعاج النفس وعدم اطمئنانها من توقع شيء ضار، فالنفس لها ملكات متعددة، وعندما يصيبها الخوف، فهي تعاني من عدم الانسجام، والخوف خَوَرٌ لا ضرورة له، لأنك إذا كنت تريد أن تؤمِّن نفسك من أمر يُخيفك، فأنت تحتاج إلى أن تجتهد بأسبابك لتعوق هذا الذي يُخيفك، أما إن استسلمت للانزعاج، فلن تستطيع مواجهة الأمر المخيف بكل ملكاتك، لأنك ستواجهه ببعض من الملكات الخائرة المضطربة، بينما أنت تحتاج إلى استقرار الملكات النفسية ساعة الخوف؛ حتى تستطيع أن تمد نفسك بما يؤمنك من هذا الخوف.      

أما إن زاد انزعاجك عن الحد، فأنت بذلك تكون قد أعنت مصدر الخوف على نفسك؛ لأنك لن تواجه الأمر بجميع قواك، ولا بجميع تفكيرك.      

إذن فالذي يخاف من الخوف؛ نقول له: أنت مُعين لمصدر الخوف على نفسك، وخوفك وانزعاجك لن يمنع الخوف، ولذلك لابد لك من أن تنشغل بما يمنع الأمر المخوف، ودع الأمر المخوف إلى أن يقع، فلا تعش في فزعه قبل أن يأتيك، فآفة الناس أنهم يعيشون في المصائب قبل وقوعها، وهم بذلك يطيلون على أنفسهم أمد المصائب.      

إن المصيبة قد تأتي -مثلاً- بعد شهر، فلماذا تطيل من عمر المصيبة بالتوجس منها والرهبة من مواجهتها؟

إنك لو تركتها إلى أن تقع؛ تكون قد قصرت مسافتها.      

ولك أن تعرف أن الحق سبحانه وتعالى ساعة تأتي المصيبة فهو برحمته يُنزِل معها اللطف، فكأنك إن عشت في المصيبة قبل أن تقع، فأنت تعيش في المصيبة وحدها معزولة عن اللطف المصاحب لها، لكن لو ظللت صابراً محتسباً قادراً على مواجهة أي أمر صعب، فأنت لن تعيش في المصيبة بدون اللطف.      

لقد كانت الدعوة إلى الله بالإسلام ما زالت وليدة، لذلك كان لابد من إعداد القدوة المؤمنة إعداداً قوياً، وكان الخوف متوقعاً، لأن خصوم الدعوة يكيدون لها ويُبَيتون، وهذا هو الابتلاء.      

وما المراد من المؤمن حين يواجه ابتلاء الخوف؟ إن عليه أن يجعل من الخوف ذريعة لاستكمال الأسباب التي تمنع وقوع الأمر المخوف، فإن صنع ذلك يكون قد نجح في هذا الابتلاء.      

ونأتي إلى الابتلاء الثاني في هذه الآية الكريمة، وهو الجوع.      

إن الجوع شهوة غالبة إلى الطعام، وهو ضروري لاستبقاء الحياة، ومن رحمة الحق سبحانه وتعالى بالإنسان أن ضمن له في ذاته غذاء يدخره من وقت رخائه لينفعه وقت شدته، فالإنسان يحتفظ بالغذاء الزائد على صورة شحم ولحم، وحين يجوع ولا يجد طعاماً، فهو يأخذ من هذا الشحم، فإذا انتهى الشحم، فهو يأخذ من اللحم، وإذا انتهى اللحم، يأخذ الجسم غذاءه من العظم، من أجل أن يستبقي الإنسان الحياة.      

والإنسان مكون من أجهزة متعددة، وسيد هذه الأجهزة المخ، وما دامت الحياة موجودة في خلايا المخ فإن كل شيء فيك جاهز للعمل، لكن إذا ماتت هذه الخلايا، انتهى كل شيء، وذلك هو السبب في أن يقال: إن فلاناً مات ثم أعطوه دواء معيناً فعادت إليه الحياة.      

إنهم يتناسون الحقيقة العلمية المؤكدة، وهي أن الحياة لا تغادر الإنسان إلا إذا توقف المخ عن العمل، ولذلك فهناك إنسان قد يتوقف قلبه فيعالجه الأطباء بصدمة كهربية تعيد تشغيل القلب، أو يشقون الصدر لتدليك القلب.      

لكن إذا ماتت خلايا المخ فهذا هو الموت.      

فأجهزة الجسم كلها في خدمة ذلك السيد وهو المخ.      

ومن العجيب أنك تجد سيد الإنسان -وهو المخ- في قمته، والحيوانات كذلك مخها في قمتها، أما النبات فسيده في جذوره، فالورق يذبل أولاً، ثم تجف الأغصان الرفيعة، ثم الجذع، ويجف الجذر في النهاية عندما لا يأتيه بعض الماء، وعندما يأتي بعض الماء إلى الجذور في الوقت المناسب فهي تعود إلى الاخضرار، وتنمو وتعود إليها الحياة، وكذلك المخ في الإنسان، فساعة ينهي الإنسان مخزونه من شحمه ومن لحمه ويتغذى على العظام، فإنقاذه يأتي من إيصال الغذاء إلى المخ.      

ولذلك قالت المرأة العربية التي لم تكن تعرف التشريح: "نحن مرت علينا سنون، سنة أذابت الشحم، وسنة مَحَقَتْ اللحم، وسنة محت العظم".      

ويجب أن نفهم أن الجوع يُحسِّن لنا كل رزق في الحياة؛ فإنك إن كنت جوعان صار كل طعام شهياً، والذي يرغم الناس على إعداد ألوان مختلفة من الأطعمة؛ إنما هو عدم الجوع؛ فالإنسان يريد أن يُشهِّي لنفسه ليأكل، لكنه لو كان جوعان لكفاه أي طعام، ولذلك قالوا: "طعام الجائع هنئ وفراش المتعب وطئ".      

فساعة يكون الإنسان متعباً فهو ينام على أرض خشنة؛ ويستغرق في النوم، وإن لم يكن الإنسان متعباً، فهو يظل يتقلب في الفراش حتى ولو كان من الديباج.      

إذن فابتلاء الجوع هو أن تصبر على الضروري من الطعام الذي يقيم لك الحياة، وأنت تأكله كوقود لحركة الحياة، ولا تأكله التذاذاً، وحين يقتات الإنسان ليضمن لنفسه وقود الحياة فأي طعام يكفيه.      

ولذلك شرع الله الصوم لنصبر على أذى الجوع، لأن المؤمنين قد تضطرهم معركة ما لأن يعيشوا فيها ساعات طويلة دون طعام، فإن لم يكونوا مدربين على تحمل قسط من الجوع فيسخورون ويتعبون.      

إذن فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يعد المؤمن إعداداً كافياً كاملاً، فالمؤمن يواجه الخوف فيستعد، ويواجه الجوع فيأخذ من قوت الحياة بقدر الضرورة.      

ولذلك تجد أن المجتمعات تواجه متاعب الاقتصاد بالتقشف، ولكن بعض المجتمعات لا تستطيع ذلك، فتجد الناس في تلك المجتمعات لا تتقشف، ولهذا نقول لمن يعيش حياة الترف: أنت لا تعد نفسك الإعداد اللازم لمواجهة تقلبات الزمن.     

وأقول كما قال إبراهيم بن أدهم:
وإذا غـلا شـيء عليَّ تركته فيـكون أرخـص ما يكـون إذا غلا

إن أي شيء إذا غلا سعره، لا يشتريه، ويتركه، فيكون أرخص شيء، لأنه لن يدفع فيه مالاً ليشتريه.      

وأما الابتلاء الثالث وهو نقص الأموال فمصدره أن المؤمنين سينشغلون عن حياتهم بأمر الدعوة، وإذا ما شغلوا عن حركة الحياة لمواجهة العدو فسيضطرون إلى التضحية بحركة الحياة التي تنتج المال ولذلك تنقص الأموال، لأن حركتهم في الحياة توجهت إلى مقاومة خصوم الله.      

وكذلك سيواجهون العدو مقاتلين؛ وقد يستشهد منهم عدد.      

وأخيراً يواجهون نقص الثمرات، والثمرات هي الغاية من كل عمل.      

والحق سبحانه وتعالى حين يعدنا هذا الإعداد، فإذا نجحنا فيه تكون لنا البشرى، لأننا صبرنا على كل هذه المنغصات: صبر على الخوف، وصبر على الجوع، وصبر على نقص الأموال، وصبر على نقص الأنفس، وصبر على نقص الثمرات.      

إذن فالمهم أن ينجح المؤمن في كل هذه الابتلاءات؛ حتى يواجه الحياة صلباً؛ ويواجه الحياة قوياً؛ ويعلم أن الحياة معبر، ولا يشغله المعبر عن الغاية، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: {ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ،}.



سورة البقرة: الآيات من 151-155 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة البقرة: الآيات من 151-155
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة: الآيات من 46-50
» سورة البقرة: الآيات من 126-130
» سورة البقرة: الآيات من 211-215
» سورة البقرة: الآيات من 51-55
» سورة البقرة: الآيات من 131-140

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: البقرة-
انتقل الى: