منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة البقرة: الآيات من 146-150

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 146-150 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة: الآيات من 146-150   سورة البقرة: الآيات من 146-150 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:46 am

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [١٤٦]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الله تبارك وتعالى يقول إن الذين جاءهم الكتاب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفونه، يعرفون ماذا؟ هل يعرفون أمر تحويل القبلة؟ أم يعرفون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثه ورسالته التي يحاولون أن يشككوا فيها؟ الله سبحانه وتعالى يشرح لنا ذلك في قوله تعالى: { وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [البقرة: 89].     

فكأن اليهود والنصارى يعرفون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ومكتوب في التوراة والإنجيل أنه الحق ومطلوب منهم أن يؤمنوا به، إن كعب الأحبار كان جالساً وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان موجوداً فسأله عمر أكنتم تعرفونه يا كعب؟

أي أكنتم تعرفون محمداً صلى الله عليه وسلم ورسالته وأوصافه؟ فقال كعب وهو من أحبار اليهود، أعرف كمعرفتي لابني، ومعرفتي لمحمد أشد، فلما سألوه لماذا؟ قال لأن ابني أخاف أن تكون امرأتي خانتني فيه، أما محمد (صلى الله عليه وسلم) فأوصافه مذكورة بالدقة في التوراة بحيث لا نخطئه.     

إذا فأهل الكتاب يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرفون زمنه ورسالته، والذين أسلموا منهم وآمنوا فعلوا ذلك عن اقتناع، أما الذين لم يؤمنوا وكفروا بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفوا ولكنهم كتموا ما يعرفونه، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى عنهم: {وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146]، وساعة تقول كتم الشيء، فكأن الشيء بطبيعته كان يجب أن يبرز وينتشر، والحق بطبيعته لابد أن يبرز وينتشر ولكن إنكار الحق وكتمه يحتاج إلى مجهود.     

إن الذين يحققون في القضايا الدقيقة يحاولون أن يمنعوا القوة أن تكتم الحق، فيجعلون من يحققون معه لا ينام حتى تنهار قواه فينطق بالحقيقة، لأن النطق بالحق لا يحتاج إلى مجهود، أما كتم الحق فهو الذي يحتاج إلى مجهود وقوة، وعدم النطق بالحق عملية شاقة، ولكن الله سبحانه وتعالى يقول: {لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 146]، أي أنهم ليسوا جاهلين ولكنهم على علم بالحقيقة، والحق من الله فهل يستطيع هؤلاء كتمانه؟ طبعاً لا، لابد أن يظهر، فإذا انتشر الكذب والباطل فهو كالألم الذي يحدث في الجسد، الناس تكره الألم ولكن الألم من جنود الشفاء لأنه يجعلك تحس أن هناك شيئاً أصابه مرض فتتجه إليه بأسباب العافية.     

إن أخطر الأمراض هي التي لا يصاحبها ألم ولا تحس بها إلا بعد أن يكون قد فات وقت العلاج، والحق دائماً غالب على أمره، ولذلك لا توجد معركة بين حقين، أما الباطل فتوجد معركة بين باطل وباطل.

وبين حق وباطل.     

لأنه لا يوجد إلا حق واحد، أما الباطل فكثير، والمعارك بين الحق والباطل تنتهي بهزيمة الباطل بسرعة، ولكن الذي يطول هو معركة بين باطلين، ولذلك فإن معارك العصر الحديث تطول وتتعب الدنيا، فمعارك الحرب العالمية الثانية مثلاً لا زالت آثارها ممتدة حتى الآن في الحرب الباردة وغير ذلك من الحروب الصغيرة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به).



سورة البقرة: الآيات من 146-150 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 146-150 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 146-150   سورة البقرة: الآيات من 146-150 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:47 am

الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [١٤٧]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق من الله سبحانه وتعالى، وما دام من الله فلا تكونن من الذين يشكون في أن الحق سينتصر، ولكن الحق لابد من قوة تحميه.

وكما يقول الشاعر:
السـيـف إن يـزهـى بـجـوهـره ولـيس يـعـمـل إلا في يـدي باطل

فما فائدة أن يكون معك سيف بتار، دون أن توجد اليد القوية التي ستضرب به، ونحن غالباً نكون مضيعين للحق لأننا لا نوفر له القوة التي ينتصر بها.     

وقوله تعالى: {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ} [البقرة: 147]، الممتري هو الذي يشك في حدوث الشيء، والشك معناه أنه ليست هناك نسبة تتغلب على نسبة، أي أن الاحتمالين متساويان، ولكن الحق من الله ولا توجد نسبة تقابله.     

ولذلك لا يجب أن نشك ولا ندخل في جدل عقيم حول انتصار الحق.



سورة البقرة: الآيات من 146-150 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 146-150 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 146-150   سورة البقرة: الآيات من 146-150 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:48 am

وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [١٤٨]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

شاء الله سبحانه أن يجعل الإنسان مختاراً، ومن هنا فإن له الاختيار في أن يؤمن أو لا يؤمن، أن ينصر الحق أو ينصر الباطل، أن يفعل الخير أو يفعل الشر، كل هذه اختبارات شاء الله أن يعطيها للإنسان في الدنيا بحيث يستطيع أن يفعل أو لا يفعل، ولكن هذا لن يبقى إلى الأبد.     

إن هذا الاختيار موجود في الحياة الدنيا.     

ولكن بشرية الإنسان تنتهي ساعة الاحتضار، فعند مواجهة الموت ونهاية العمر يصبح الإنسان مقهوراً وليس مختاراً، فهو لا يملك شيئاً لنفسه، ولا يستطيع أن يقول لن أموت الآن، انتهت بشريته وسيطرته على نفسه حتى أعضاؤه تشهد عليه، ففي الحياة الدنيا كل واحد يختار الوجهة التي يتجه إليها، هذا يختار الكفر وهذا يختار الإيمان، هذا يختار الطاعة وهذا يختار المعصية، فما دام للإنسان اختيار فكل واحد له وجهة مختلفة عن الآخر، والذي يهديه الله يتجه إلى الخيرات وكأنه يتسابق إليها، لماذا؟

لأنه لا يعرف متى يموت ولذلك كلما تسابق إلى خير كان ذلك حسنة أضافها لرصيده.     

إن المطلوب من المؤمنين في الحياة الدنيا أن يتسابقوا إلى الخيرات قبل أن يأتيهم الأجل ولا يحسب واحد منهم أنه سيفلت من الله، لأنه كما يقول عز وجل: {أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً} [البقرة: 148]، أي أنه ليس هناك مكان تستطيعون أن تختفوا فيه عن علم الله تبارك وتعالى، بل هو يعرف أماكنكم جميعاً واحداً واحداً وسيأتي بكم جميعاً مصداقاً لقوله تعالى: { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } [الكهف: 47].     

وقوله سبحانه: { فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [الذاريات: 50].     

أي أن الحق جل جلاله يريدنا أن نعرف يقينا أننا لا نستطيع أن نفر من علمه.     

ولا من قدره ولا من عذابه، وأن الطريق الوحيد المفتوح أمامنا هو أن نفر إلى الله، وأنه لا منجاة من الله إلا إليه، ولذلك لا يظن كافر أو عاص أنه سيفلت من الله، ولا يظن أنه لن يكون موجوداً يوم القيامة، أو أنه لن يحاسب أو أنه يستطيع أن يختفي.     

إن غرور الدنيا قد يركب بعض الناس فيظنون أنهم في منعة من الله، وأنهم لن يلاقوه، نقول لهم إنكم ستفاجأون في الآخرة حين تعرفون أن الحساب حق والجنة حق والنار حق.     

ستفاجأون بما سيحدث لكم، ومن لم يؤمن ولم يسارع إلى الخير سيلقى الخزي والعذاب الأليم، إن الله ينصحنا أن نؤمن وأن نسارع في الخيرات لننجوا من عذابه، ويقول لنا لن يفلت واحد منكم ولا ذرة من ذرات جسده من الوقوف بين يدي الله للحساب، ولذلك ختم الله هذه الآية الكريمة بقوله: {إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148]، أي أن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء ولا يخرج عن طاعته شيء، إنه سبحانه على كل شيء قدير.



سورة البقرة: الآيات من 146-150 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 146-150 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 146-150   سورة البقرة: الآيات من 146-150 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:49 am

وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [١٤٩]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

لا بد أن نتأمل كم مرة أكد القرآن الكريم قضية تحويل القبلة، أكدها ثلاث مرات متقاربة، لأن تحويل القبلة أحدث هزة عنيفة في نفوس المؤمنين، والحق سبحانه وتعالى يريد أن يُذهب هذا الأثر ويؤكد تحويل القبلة تأكيداً إيمانياً.     

لقد جاء بثلاث آيات التي هي أقل الجمع، واحدة للمتجه إلى الكعبة وهو داخل المسجد، والثانية للمتجه وهو خارج المسجد، والثالثة للمتجه من الجهات جميعاً.     

قوله تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ} [البقرة: 149]، هو رد على المنافقين واليهود والنصارى الذين حاولوا التشكيك في الإسلام، بأن واجهوا المسلمين بقضية تغيير القبلة، على أساس أنها قضية ما كان يجب أن تتم لأنه ليس فيها زيادة في التكليف ولا مشقة زائدة تزيد ثواب المؤمن، فالجهد الذي يبذله المؤمن في الاتجاه إلى المسجد الأقصى هو نفس الجهد الذي يبذله في الاتجاه إلى البيت الحرام، فأنت إذا اتجهت في صلاتك يميناً أو شمالاً أو شرقاً أو غرباً فإن ذلك لا يضيف إليك مشقة.     

فما هو سبب التغيير؟.     

نقول لهم إن هذه ليست حُجَةٌ للتشكيك في تحويل القبلة لأن الاتجاه إلى المسجد الحرام هو طاعة لأمر الله، وما دام الله سبحانه وتعالى قد قال فعلينا أن نطيع طاعة إيمانية، يقول المولى جل جلاله: {وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 149]، أي أن ما فعلتموه من تحويل القبلة هو حق جاءكم من الله تبارك وتعالى، والله عز وجل ليس غافلاً عن عملكم بحيث تكونون قد اتجهتم إلى البيت الحرام.     

بل الله يعلم ما تبدون وما تكتمون، فاطمئنوا إنكم على الحق وولوا وجوهكم تجاه المسجد الحرام، واعملوا أن الله سبحانه محيط بكم في كل ما تعملون.



سورة البقرة: الآيات من 146-150 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 146-150 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 146-150   سورة البقرة: الآيات من 146-150 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:51 am

وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [١٥٠]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق تبارك وتعالى يؤكد لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يتوجه هو والمسلمون إلى المسجد الحرام، سواء كانوا في المدينة أو في خارج المدينة أو في أي مكان على الأرض، وتلك هي قبلتهم في كل صلاة بصرف النظر عن المكان الذي يصلون فيه.     

وقوله تعالى: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} [البقرة: 150]، الناس هنا المقصود بهم المنافقون واليهود والنصارى.

حجة في ماذا؟

لأن المسلمين كانوا يتجهون إلى بيت المقدس فاتجهوا إلى المسجد الحرام، وليس لبيت المقدس قدسية في ذاته ولا للمسجد الحرام قدسية في ذاته كما قلنا، ولكن نحن نطيع الأمر من الآمر الأعلى وهو الله، إن الله تبارك وتعالى أطلق على المنافقين واليهود والنصارى كلمة (ظلموا) ووصفهم بأنهم الذين ظلموا.

فمن هو الظالم؟

الظالم هو مَنْ ينكر الحق أو يغير وجهته.     

أو ينقل الحق إلى باطل والباطل إلى حق، والظلم هو تجاوز الحد وكأنه سبحانه وصفهم بأنهم قد تجاوزوا الحق وأنكروه، يقول سبحانه: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ} [البقرة: 150] أي لا تخشوا الذين ظلموا: {وَٱخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: 150]، أي أن الخشية لله وحده والمؤمن لا يخشى بشراً، لأنه يعلم أن القوة لله جميعاً، ولذلك فإنه يقدم على كل عمل بقلب لا يهاب أحداً إلا الحق.     

وقوله سبحانه: {وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: 150]، تمام النعمة هو الإيمان.     

وتمام النعمة هو تنفيذ مطلوبات الإيمان، فإذا هدانا الله للإيمان فهذا من تمام نعمه علينا.     

ولكي يكونُ الإيمان صحيحاً ومقبولاً فلابد أن أؤدي مطالبه والمداومة على تنفيذ تكليفات الله لنا، فلا نجعل التكليف ينقطع.     

لأن التكليف نعمة بغيرها لا تصلح حياتنا ولا تتوالى نعم التكليف من الله سبحانه وتعالى إلا إذا أقبلنا على منهج الله بعشق، وأنت حينما تأتي إلى المنهج قد يكون شاقاً، ولكن إذا تذكرت ثواب كل طاعة فإنك ستخشع وتعشق التكليف، لأنك تعرف العمل الصالح بثوابه، والعمل في المعصية بعقابه، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: { وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَاشِعِينَ * ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [البقرة: 45-46].     

إذن الخاشعون هم الذين يقرنون الطاعة بالثواب والمعصية بالعقاب والعذاب، لأن الذي ينصرف عن الطاعة لمشقتها عزل الطاعة عن الثواب فأصبحت ثقيلة، والذي يذهب إلى المعصية عزل المعصية عن العقاب فأصبحت سهلة، فمن تمام النعمة أن يديم الله علينا فعل مطلوبات الإيمان، ولذلك في حجة الوداع نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة: { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً، } [المائدة: 3].     

وكان ذلك إخباراً بتمام رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الأحكام التكليفية قد انتهت، ولكن الذين يستثقلون التكليف تجدهم يقولون لك لقد عم الفساد والله لا يكلف نفساً إلا وسعها، كأنه يحكم بأن هذا في وسعه وهذا ليس في وسعه وعلى ضوئه يأخذ التكليف، نقول له أَكَلَّفَ الله أم لم يُكلِّف، إن كان قد كَلّف فيكون التكليف في وسعك، لأنه سبحانه حين يجد مشقة يأمر بالتخفيف مثل إباحة قصر الصلاة للمسافر وإباحة الإفطار في رمضان للمريض والمسافر فهو سبحانه قد حدد ما في وسعك.     

قوله تعالى: {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: 150]، الهداية هي الطريق المستقيم الموصل إلى الغاية وهو أقصر الطرق، وغاية هذه الحياة هي أن نصل إلى نعيم الآخرة، الله أعطاك في الدنيا الأسباب لتحكم حركة حياتك ولكن هذه ليست غاية الحياة، بل الغاية أن نذهب إلى حياة بلا أسباب وهذه هي عظمة قدرة الله سبحانه وتعالى، والله جل جلاله يأتي ليعلمنا في الآخرة أنه خلقنا لنعيش في الدنيا بالأسباب وفي الآخرة لنعيش في كنفه بلا أسباب.     

إذن: قوله تعالى: {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة: 150]، أي لعلكم تنتبهون وتعرفون الغاية المطلوبة منكم، ولا يظن أحدكم أن الحياة الدنيا هي الغاية أو هي النهاية أو هي الهدف، فيعمل من أجل الدنيا فيأخذ منها ما يستطيع حلالاً أو حراماً باعتبارها المتعة الوحيدة المخلوقة له، نقول لا، إنه في هذه الحالة يكون قد ضل ولم يهتد لأنه لو اهتدى لعرف أن الحياة الحقيقية للإنسان هي في الآخرة.     

ولعرف أن نعيم الآخرة الذي لا تفوته ولا يفوتك، يجب أن يكون هدفنا في الحياة الدنيا فنعمل ما نستطيع لنصل إلى النعيم بلا أسباب في الجنة.



سورة البقرة: الآيات من 146-150 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة البقرة: الآيات من 146-150
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة: الآيات من 101-105
» سورة البقرة: الآيات من 186-190
» سورة البقرة: الآيات من 266-270
» سورة البقرة: الآيات من 16-20
» سورة البقرة: الآيات من 116-120

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: البقرة-
انتقل الى: