منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة البقرة: الآيات من 141-145

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 141-145 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة: الآيات من 141-145   سورة البقرة: الآيات من 141-145 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:28 am

تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [١٤١]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

بعض الناس يقول إن هذه الآية مكررة فقد تقدمتها آية تقول: { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [البقرة: 133-134].

بعض السطحيين يقولون إن في هاتين الآيتين تكراراً، نقول إنك لم تفهم المعنى، الآية الأولى تقول لليهود إن نسبكم إلى إبراهيم وإسحاق لن يشفع لكم عند الله بما حرفتموه وغيرتموه في التوراة، وبما تفعلونه من غير ما شرع الله.

فاعلموا أن عملكم هو الذي ستحاسبون عليه وليس نسبكم.

أما في الآية التي نحن بصددها فقد قالوا إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق كانوا هوداً أو نصارى، الله تبارك وتعالى لا يجادلهم وإنما يقول لهم لنفرض -وهذا فرض غير صحيح- إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق كانوا هوداً أو نصارى فهذا لن يكون عذراً لكم، لأن لهم ما كسبوا ولكم ما كسبتم، فلا تأخذوا ذلك حجة على الله يوم القيامة، ولا تقولوا إننا كنا نحسب أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق كانوا هوداً أو نصارى، أي كانوا على غير دين الإسلام لأن هذه حجة غير مقبولة، وهل أنتم أعلم أم الله سبحانه الذي يشهد بأنهم كانوا مسلمين.

إياك أن تقول إن هناك تكراراً، فإن السياق في الآية الأولى يقول لا شفاعة لكم يوم القيامة في نسبكم إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، والسياق في الآية الثانية يقول لا حجة لكم يوم القيامة في قولكم إنهم كانوا هوداً أو نصارى، فلن ينفعكم نسبكم إليهم ولن يقبل الله حجتكم، وهكذا فإن المعنى مختلف تماماً يمس موقفين مختلفين يوم القيامة.



سورة البقرة: الآيات من 141-145 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 141-145 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 141-145   سورة البقرة: الآيات من 141-145 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:30 am

سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [١٤٢]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذه الآية نزلت لتُصَفِّي مسألة تَوَجُّه محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إلى الكعبة بدلاً من بيت المقدس، وهذا أول نسخ في القرآن الكريم، يريد الله سبحانه وتعالى أن يعطيه العناية اللائقة؛ لأنه سيكون مثار تشكيك وجدل عنيف من كل مَنْ يُعادي الإسلام؛ فكفار قريش سيأخذون منه ذريعة للتشكيك وكذلك المنافقون واليهود.

الله تبارك وتعالى يريد أن يُحَدِّدَ المسألة قبل أن تتم هذه التشكيكات، فيقول جل جلاله: {سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا} [البقرة: 142]، حرف السين هنا يؤكد أنهم لم يقولوا بعد، ولذلك قال سبحانه: {سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ} [البقرة: 142] فقبل أن يتم تحويل القبلة قال الحق تعالى: إن هذه العملية ستحدث هزة عنيفة يستغلها المشككون.

وبرغم أن الله سبحانه وتعالى قال: {سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ} [البقرة: 142]، أي أنهم لم يقولوها إلا بعد أن نزلت هذه الآية، مما يدل على أنهم سفهاء حقاً؛ لأن الله جل جلاله أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم في قرآن يتلى ويصلى به ولا يتغير ولا يتبدل إلى يوم القيامة، قال: {سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ} [البقرة: 142]، فلو أنهم امتنعوا عن القول ولم يُعلّقوا على تحويل القبلة لكان ذلك تشكيكاً في القرآن الكريم، لأنهم في هذه الحالة كانوا يستطيعون أن يقولوا: إن قرآنا أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتغير ولا يتبدل إلى يوم القيامة، قال: {سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ} [البقرة: 142]، ولم يقل أحد شيئاً، ولكن لأنهم سفهاء فعلاً، والسفه جهل وحمق وطيش قالوها، فكانوا وهم الكافرون بالقرآن الذين يريدون هدم هذا الدين من المثبتين للإيمان الذين تشهد أعمالهم بصدق القرآن.

لأن الله سبحانه قال: {سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ} [البقرة: 142] وهم قالوا فعلاً، ولقد قال كفار مكة عن الكعبة إنها بيتنا وبيت آبائنا وليست بيت الله، فصرف الله رسوله في أول الإسلام ووجهه إلى بيت المقدس، وعندئذ قال اليهود: يسفه ديننا ويتبع قبلتنا، والله سبحانه وتعالى أراد أن يحتوي الإسلام كل دين قبله فتكون القداسة للكل، ولذلك أسرى برسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس، حتى يدخل بيت المقدس في مقدسات الإسلام لأنه أصبح محتوى في الإسلام.

ولم يشأ الله أن يجعل القبلة إلى الكعبة أول الأمر لأنهم كانوا يقدسونها على أنها بيت العرب وكانوا يضعون فيها أصنامهم، ووضع الأصنام في الكعبة شهادة بأن لها قداسة في ذاتها، فالقداسة لم تأت بأصنامهم بل هم أرادوا أن يحموا هذه الأصنام فوضعوها في الكعبة، لماذا لم يضعوها في مكان آخر؟ لأن الكعبة مقدسة بدون أصنام.

والله سبحانه وتعالى حين قال: {سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا} [البقرة: 142]، وَلاّه يعني حرفه وردَّه، والقبلة التي كانوا عليها هي بيت المقدس، وهنا يأتي الحق برد جامع هو أن أوامر الله الإيمانية لا ترتبط بالعلّة، إنما علّة التنفيذ فيما يأمرنا الله سبحانه به جل جلاله أن الله هو الآمر، ولو أن الحق تبارك وتعالى بَيَّنَ لنا السبب أو العلّة في تغيير القبلة لما كان الأمر امتحاناً للإيمان في القلوب، لأن الإيمان والعبادة هي طاعة معبود فيما يأمر وما ينهي، يقول لك الله عَظِّم هذا الحجر وهو الحجر الأسود الموجود في الكعبة فتُعظمه بالاستلام والتقبيل، ويقول لك: ارجم هذا الحجر الذي يرمز إلى إبليس فترجمه بالحصى، ولا يقول الله سبحانه لماذا؟ لأنه لو قال لماذا ضاع الإيمان هنا وأصبح الأمر مسألة إقناع واقتناع.

فأنا حين أقول لك لا تأكل هذا لأنه مُرٌ، وكل هذا لأنه حُلوٌ يكون السبب واضحاً، ولكن الله تبارك وتعالى يقول لك كل هذا ولا تأكل هذا، فإن أكلت مِمَّا حرَّمه تكون آثماً.

وإن امتنعت تكون طائعاً وتُثاب.

إذن العلة الإيمانية هي أن الأمر صادر من الله سبحانه، ولو أنك امتنعت عن شرب الخمر لأنها ضارة بالصحة أو تفسد الكبد فلا ثواب لك، ولو امتنعت عن أكل لحم الخنزير لأن فيه كمية كبيرة من الكوليسترول وله مضار كثيرة فلا ثواب لك، ولكنك لو امتنعت عن شرب الخمر وأكل لحم الخنزير لأن الله حرمهما، فهذه هي العبادة وهذا هو الثواب.

الله سبحانه وتعالى أراد أن يرد على هؤلاء السفهاء فقال: {قُل للَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142]، أي أنك إذا اتجهت إلى بيت المقدس أو اتجهت إلى الكعبة أو اتجهت إلى أي مكان في هذا الكون فالله موجود فيه، فبيت المقدي ليس له خصوصية بذاته، والكعبة ليس لها خصوصية بذاتها، ولكن أمر الله تبارك وتعالى هو الذي يعطيهما هذه الخصوصية، فإذا اتجهنا إلى بيت المقدس فنحن نتجه إليه طاعة لأمر الله، فإذا قال الله سبحانه اتجهوا إلى الكعبة اتجهنا إليها طاعة لأمر الله.

قوله تعالى: {يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142]، الصراط هو الطريق المستقيم لا التواء فيه بحيث يكون أقرب المسافات إلى الهدف.

والله سبحانه وجهنا لبيت المقدس فهو صراط مستقيم نتبعه، وجهنا إلى الكعبة فهو صراط مستقيم نتبعه، فالأمر لله.



سورة البقرة: الآيات من 141-145 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 141-145 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 141-145   سورة البقرة: الآيات من 141-145 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:34 am

وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [١٤٣]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ساعة ترى كذلك فهناك تشبيه، الحق سبحانه وتعالى يريدنا أن نتنبه إلى نعمته في أنه جعلنا أمة وسطاً، فكل ما يشرعه الله يدخل في باب النعم على المؤمنين، وإذا كان الاتجاه إلى الكعبة هو اختبار لليقين الإيماني في نفوس المسلمين، فإنه سبحانه جعلنا أمة وسطاً نعمة منه، وما دمنا وسطاً فلابد أن هناك أطرافاً حتى يتحدد الوسط، هذا طرف ثم الوسط ثم طرف آخر، ووسط الشيء منتصفه أو ما بين الطرفين.

ولكن ما معنى أمة وسطاً؟

وسط في الإيمان والعقيدة.

فهناك مَنْ أنكروا وجود الإله الحق، وهناك مَنْ أسرفوا فعدَّدُوا الآلهة، هذا الطرف مخطئ وهذا الطرف مخطئ، أما نحن المسلمين فقلنا لا إله إلا الله وحده لا شريك له واحدٌ أحدٌ، وهذه بديهية من بديهيات هذا الكون، لأن الله تبارك وتعالى خلق الكون وخلق كل ما فيه وقال سبحانه إنه خلق، ولم يأت ولن يأتي مَنْ يَدَّعِي الخلق، إذن فالدعوى خالصة لله تبارك وتعالى، ولو كان في هذا الكون آلهة متعددة لادَّعى كل واحد منهم الخلق، ولذلك فإن الله جل جلاله يقول: { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ، } [المؤمنون: 91].

أي لتنازع الخلق ولاضطرب الكون، فالإسلام دين وسط بين الإلحاد وتعدد الآلهة، على أن هناك أناساً يسرفون في المادية ويهملون القيم الروحية، وأناساً يهملون المادة ويؤمنون بالقيم الروحية وحدها.

واقع الحياة أن الماديين يفتنون الروحانيين لأن عندهم المال والقوة، الإسلام جاء وسطاً فيه المادة والروح، وإياك أن تقول أن الروح أحسن من المادة أو المادة أحسن من الروح، فالمادة وحدها والروح وحدها مسخرة وعابدة ومُسَبِّحَةٌ لله تعالى، لكن حين تختلط المادة بالروح فإنه توجد النفس، والنفس هي التي لها اختيار تطيع أو تعصي، تعبد أو تكفر والعياذ بالله.

الله سبحانه يريد من المؤمنين أن يعيشوا مادية الحياة بقيم السماء، وهذه وسطية الإسلام، لم يأخذ الروح وحدها ولا المادة وحدها، وإنما أوجد مادية الحياة محروسة بقيم السماء، فحين يخبرنا الله سبحانه أنه سيجعلنا أمة وسطاً تجمع خير الطرفين نعرف أن الدين جاء ليعصم البشر من أهواء البشر.

الله تبارك وتعالى يريدنا أن نبحث في ماديات الكون بما يخلق التقدم والرفاهية والقوة للبشرية، فما هو مادي معملي لا يختلف البشر فيه، لكن ما يدخل فيه أهواء البشر ستضع السماء لكم قانونه، فإذا عشتم بالأهواء ستشقون، وإذا عشتم بنظريات السماء ستسعدون.

قد يتساءل البعض هل الشيوعية التي جاءت منذ أكثر من نصف قرن ارتقت بشعوبها أم لا؟

نقول انظروا إليها الآن لقد بنت ما ادَّعته من ارتقاءات على الكذب والزيف، ثم تراجعت ثم انهارت تماماً، وكما انهارت الشيوعية ستنهار الرأسمالية لأنهما طرفان متناقضان، إنما نحن أمة وسطاً، ولذلك أعطانا الله سبحانه خيري الدنيا والآخرة.

الحق سبحانه يقول: {لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ} [البقرة: 143]، أي أن الحجة ستكون لكم في المستقبل، وسيضطر العالم إلى الرجوع إلى ما يقننه دينكم، والله تبارك وتعالى قال: {أُمَّةً وَسَطاً} [البقرة: 143] ولم يقل الوسط بكسر الواو أي المنتصف حتى لا يقال إن هؤلاء الرأسماليين والشيوعيين سيتراجعون إلى الحق تماماً.

ولكن بعضهم سيميل قليلاً إلى هذه الناحية أو تلك بحيث يتم اللقاء، ولذلك عندما يقولون نأخذ أموال الأغنياء ونوزعها على الفقراء، نقول لهم وعندما يأتي فقير في المستقبل، من أين تعطيه بعد أن قضيت على الأغنياء؟.

وقد سمعت من شخص له تجربة في السياسة والحُكم، قال إن الذي كان يعمل معي وأضاع ماله كله على الخمر والقمار والنساء كان أحسن مني، لأنني احتفظت بأموالي ونميتها فقالوا إنك إقطاعي وصادروها، بينما ذلك الذي أسرف لم يفعلوا به شيئاً، قلت إن الله سبحانه وتعالى يريد منك أن تُنمي مالك، لأنك إن لم تنمه ودفعت عنه زكاة 2.5% فالمال يفنى خلال أربعين سنة، ولكن إذا نميت مالك وجاءوا إلى ناتج عملك وأخذوه بدعوى أنك إقطاعي فإنهم يقضون على العمل في المجتمع، لأنه إذا كنت ستأخذ ناتج عمله بدون حق فلماذا يعمل؟

إن الإسلام جاء ليزيد مجال حركة الحياة ويضمن مال المتحرك، ليأخذ من ماله زكاة ويعين غير القادر حتى لا يحقد على المجتمع، هذا وسط.

وقوله تعالى: {لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ} [البقرة: 143]، فكأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه ستحدث في الكون معركة لن يفصل فيها إلا شهادة هذه الأمة، فاليمين أو الرأسمالية على خطأ، والشيوعية على خطأ، أما منهج الله الذي وضع الموازين القسط للكون ولحياة الإنسان فهو الصواب، ثم يخبرنا الحق تبارك وتعالى أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون شهيداً علينا، هل كان عملنا وتحركنا مطابقاً لما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وبَلَّغَهُ الرسول عليه الصلاة والسلام لنا؟

أم أننا اتبعنا أهواءنا وانحرفنا عن المنهج.

الرسول صلى الله عليه وسلم سيكون شهيداً علينا في هذه النقطة، تلك الآية وإن كانت قد بشَّرت الأمة الوسط بأن العالم سيعود إلى حكمها، فذلك لا يمكن أن يحدث إلا إذا سادت شهادة الحق والعدل فيها: وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ} [البقرة: 143]، هذه عودة إلى تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، الله تبارك وتعالى لا يفضل اتجاهاً على اتجاه، ولذلك فإن الذين يتجهون إلى الكعبة ستختلف اتجاهاتهم حسب موقع بلادهم من الكعبة، هذا يتجه إلى الشرق وهذا يتجه إلى الشمال الشرقي، وهذا يتجه إلى الجنوب الغربي.

إنه ليس هناك عند الله اتجاه مفضل على اتجاه، ولكن تغيير القبلة جعله الله سبحانه اختباراً إيمانياً ليس علم معرفة ولكن علم مشهد، لأن الله سبحانه وتعالى يعلم، ولكنه جل جلاله يريد أن يكون الإنسان شهيداً على نفسه يوم القيامة، ولكنه اختبار إيماني ليعلم الله مدى إيمانكم ومن سيطيع الرسول فيما جاءه من الله ومن سينقلب على عقبيه، فكأن أمر تحويل القبلة سيحدث هزة إيمانية عنيفة في المسلمين أنفسهم، فيعلم الله من يستمر في إيمانه واتباعه لرسول الله، ومن سيرفض ويتحول عن دين الإسلام.

وقوله تعالى: {وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ} [البقرة: 143]، والله يريد هنا العلم الذي سيكون شهيداً على الناس يوم القيامة، وعملية الابتلاء أو الاختبار في تغيير القبلة عملية شاقة، إلا على المؤمنين الذين يرحبون بكل تكليف، لأنهم يعرفون أن الإيمان هو الطاعة ولا ينظرون إلى علة الأشياء.

ولكن الكفار والمنافقين واليهود لم يتركوا عملية تحويل القبلة تمر هكذا فقالوا: إن كانت القبلة هي الكعبة فقد ضاعت صلاتكم أيام اتجهتم إلى بيت المقدس، وإن كانت القبلة هي بيت المقدس فستضيع صلاتكم وأنتم متجهون إلى الكعبة.

نقول لهم لا تعزلوا الحكم عن زمنه، قبلة بيت المقدس كانت في زمنها والكعبة تأتي في زمنها، لا هذه اعتدت على هذه ولا هذه اعتدت على هذه، ولقد مات أناس من المؤمنين وهم يصلون إلى بيت المقدس، فقام المشككون وقالوا صلاتهم غير مقبولة، ورد الله سبحانه بقوله: {وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143]، لأن الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس كانوا مطيعين لله مؤمنين به فلا يضيع الله إيمانهم.

وقوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [البقرة: 143]، أي تذكروا أنكم تؤمنون برب رءوف لا يريد بكم مشقة، رحيم يمنع البلاء عنكم.



سورة البقرة: الآيات من 141-145 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 141-145 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 141-145   سورة البقرة: الآيات من 141-145 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:35 am

قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ [١٤٤]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

نحن نعلم أن "قد" للتحقيق، و"نرى"، فعل مضارع مما يدل على أن الحدث في زمن التكلم، الحق سبحانه وتعالى يعطينا صورة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه يحب ويشتاق أن يتجه إلى الكعبة بدلاً من بيت المقدس، وكان عليه الصلاة والسلام قد اعتاد أن يأتيه الوحي من علو، فكأنه صلى الله عليه وسلم كان يتجه ببصره إلى السماء مكان إيتاء الوحي، ولا يتأتى ذلك إلا إذا كان قلبه متعلقاً بأن يأتيه الوحي بتغيير القبلة، فكأن هذا أمر شغله.

إن الله سبحانه يحيط رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه قد رأى تقلب وجه رسوله الكريم في السماء وأجابه ليتجه إلى القبلة التي يرضاها، فهل معنى ذلك أن القبلة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي بيت المقدس لم يكن راضياً عنها؟ نقول لا، وإنما الرضا دائماً يتعلق بالعاطفة، وهناك فرق بين حب العاطفة وحب العقل، ولذلك لا يقول أحد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن راضياً عن قبلة بيت المقدس، وإنما كان يتجه إلى بيت المقدس وفي قلبه عاطفة تتجه إلى الكعبة، هذا يدل على الطاعة والالتزام.

الله يقول لرسوله عليه الصلاة والسلام: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144] أي تحبها بعاطفتك، ورسول الله عليه الصلاة والسلام كان يتطلع إلى هذا التغيير، فكأن عواطفه صلى الله عليه وسلم اتجهت لتضع مقدمات التحويل.

قال الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ} [البقرة: 144]، والمُراد بالوجه هو الذات كلها وكلمة شطر معناها الجهة، والشطر معناه النصف، وكلا المعنيين صحيح لأنه حين يوجد الإنسان في مكان يصبح مركزاً لدائرة ينتهي بشيء اسمه الأفق وهو مدى البصر، وما يخيل إليك عنده أن السماء انطبقت على الأرض.

إن كل إنسان منا له دائرة على حسب نظره فإذا ارتفع الإنسان تتسع الدائرة، وإذا كان بصره ضعيفاً يكون أفقه أقل، ويكون هو في وسط دائرة نصفها أمامه ونصفها خلفه.

إذن الذي يقول الشطر هو النصف صحيح والذي يقول إن الشطر هو الجهة صحيح.

وقوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ} [البقرة: 144]، أي اجعل وجهك جهة المسجد الحرام.

أو اجعل المسجد الحرام في نصف الدائرة التي أمامك، وفي الزمن الماضي كانت العبادات تتم في أماكن خاصة، إلى أن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الله له الأرض كلها مسجداً.

إن المسجد هو مكان السجود، ونظراً لأن السجود هو منتهى الخضوع لله فسمي المكان الذي نصلي فيه مسجداً، ولكن هناك فرقاً بين مكان تسجد فيه ومكان تجعله مقصوراً على الصلاة لله ولا تزاول فيه شيئاً آخر.

المسجد مخصص للصلاة والعبادة، أما المكان الذي تسجد فيه وتزاول حركة حياتك فلا يسمى مسجداً إلا ساعة تسجد فيه، والكعبة بيت الله.

باختيار الله.

وجميع مساجد الأرض بيوت الله باختيار خلق الله، ولذلك كان بيت الله باختيار الله قبلة لبيوت الله باختيار خلق الله.

وقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ} [البقرة: 144] يعني أينما كنتم، {فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]، لأن الآية نزلت وهم في مسجد بني سلمة بالمدينة، فتحول المسلمون إلى المسجد الحرام، وحتى لا يعتقد أحد أن التحويل في هذا المسجد فقط وفي الوقت الذي نزلت فيه الآية فقط قال تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]، وقوله جل جلاله: {وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 144]، أي أن الذين أوتوا الكتاب ويحاولون التشكيك في اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلمون أن رسول الله هو الرسول الخاتم ويعرفون أوصافه التي ذكرت في التوراة والإنجيل، ويعلمون أنه صاحب القبلتين، ولو لم يتجه الرسول صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى الكعبة، لقالوا إن التوراة والإنجيل تقولان إن الرسول الخاتم محمداً صلى الله عليه وسلم يصلي إلى قبلتين فلماذا لم تتحقق؟ ولكان هذا أدعى إلى التشكيك.     

إذن فالذين أوتوا الكتاب يعلمون أنه الحق من ربهم، لأنه في التوراة أن الرسول الذي سيجيء وسيتجه إلى بيت المقدس ثم يتجه إلى البيت الحرام، فكأن هذا التحويل بالنسبة لأهل الكتاب تثبيت لإيمانهم بالرسول عليه الصلاة والسلام وليس سبباً في زعزعة اليقين.     

وقوله تعالى: {وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 144]، يريد الحق تبارك وتعالى أن يطمئن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تشكيكهم لا يقدم ولا يؤخر، فموقفهم ليس لطلب الحجة ولكن للمكابرة، فهم لا يريدون حجة ولا دليلاً إيمانياً، ولكنهم يريدون المكابرة.



سورة البقرة: الآيات من 141-145 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة البقرة: الآيات من 141-145 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 141-145   سورة البقرة: الآيات من 141-145 Emptyالأربعاء 03 أبريل 2019, 5:37 am

وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ [١٤٥]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

اتباع القبلة مظهر إيماني في الدين، فما دمت آمنت بدينك فاتبع قبلتك، لا أؤمن بدينك لا أتبع قبلتك.     

وقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ} [البقرة: 145] ساعة تسمع "ولئن" واو ولام وإن، هذا قسم.     

فكأن الحق تبارك وتعالى أقسم أنه لو أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكتاب بكل آية ما آمنوا بدينه ولا اتبعوا قبلته.

لماذا؟

لأنهم لا يبحثون عن دليل، ولا يريدون الاقتناع بصحة الدين الجديد، ولو كانوا يريدون دليلاً أو اقتناعاً لوجدوه في كُتُبِهِم التي أنبأتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه النبي الخاتم وأعطتهم أوصافه، فكأن الدليل عندهم ولكنهم يأخذون الأمر سفهاً وعناداً ومكابرة.     

وقوله تعالى: {وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ} [البقرة: 145]، فكأنه حين جاءت الآية بتغيير القبلة أعلمنا الله أن المسلمين لن يعودوا مرة أخرى إلى الاتجاه نحو بين المقدس ولن يحولهم الله إلى جهة ثالثة، ولكن يعلمنا الله سبحانه وتعالى أن اليهود والنصارى سيكونون في جانب ونحن سنكون في جانب آخر، وأنه ليس هناك التقاء بيننا وبينهم.     

قال سبحانه: {وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ} [البقرة: 145]، فالخلاف في القبلة مستمر إلى يوم القيامة.     

وقول الحق: {وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ} [البقرة: 145]، حين يخاطب اللهُ سبحانه وتعالى رسوله وحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه الآية، وهو يعلم أن محمداً الرسول المعصوم لا يمكن أن يتبع أهواءهم، نقول إن المقصود بهذه الآية هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم.     

إن الله يخاطب أمته في شخصه قائلاً: {وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ} [البقرة: 145].

ما هي أهواء أهل الكتاب؟

هي أن يهادنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يقول إن ما حرَّفوه في كتبهم أنزله الله، وهكذا يجعل هوى نفوسهم أمراً متبعاً، فكأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يلفت أمة محمد عليه الصلاة والسلام، إلى أن كل من يتبع أهواء أهل الكتاب وما حرفوه سيكون من الظالمين مهما كانت درجته من الإيمان، وإذا كان الله تبارك وتعالى لن يقبل هذا من رسوله وحبيبه فكيف يقبله من أي فرد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟

إن الخطاب هنا يمس قمة من قمم الإيمان التي تفسد العقيدة كلها، والله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أنه لا يتسامح فيها ولا يقبلها، حتى لو حدثت من رسوله ولو أنها لن تحدث، ولكن لنعرف أنها مرفوضة تماماً من الله على أي مستوى من مستويات الإيمان حتى في مستوى القمة فتبتعد أمة محمد عن مثل هذا الفعل تماماً.



سورة البقرة: الآيات من 141-145 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة البقرة: الآيات من 141-145
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة: الآيات من 71-75
» سورة البقرة: الآيات من 151-155
» سورة البقرة: الآيات من 231-235
» سورة البقرة: الآيات من 76-80
» سورة البقرة: الآيات من 156-160

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: البقرة-
انتقل الى: