منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام   الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 5:53 pm

الفصل الخامس: (جذور الإرهاب في الإسلام)
المبحث الأول: مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه:
بالتأمل نجد أن الإرهاب في البلاد الإسلامية لم يُعرف إلا في أواخر عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، عندما قامت أول حركة ضالة مدبرة بزعامة اليهودي عبد الله بن سبأ الذي أظهر الإسلام ليتسلل داخل صفوف المسلمين، ويشعل نار الفتنة بينهم الأمر الذي تمخض عنه فيما بعد ظهور فرقة السبئية من الخوارج، وما أشبه الإرهاب الذي تشتعل ناره الحارقة اليوم بيننا في منطلقاته وشعاراته بذلك الإرهاب الذي اصطلت بناره عاصمة الخلافة الإسلامية المدينة المنورة آخر عهد الخليفة عثمان بن عفان وأوائل عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

يقول الطبري رحمه الله:

 (كان عبد الله بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء أُمه أَمةٌ سوداء، أسلم زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام فأخرجوه حتى أتى مصراً فأقام فيها فقال لهم فيما يقول: (لعجب ممن يزَعم أن عيسى يرجع ويُكذِّب بأن محمداً يرجع وقد قال الله عز وجل: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ).

فمحمدٌ أحـق بالرجوع من عيسى ثم قال: إنه كان ألفُ نبي ولكل نبي وصي، وكان (علي) وصيّ (محمد) ثم قال: محمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء، ثم قال بعد ذلك: من أظلم ممن لم يُجِزْ وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

ثم قال لهم:
إن عثمان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فانهضوا في هذا الأمر فحرِّكوه، وابدؤوا بالطعن على أمرائكم واظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس وادعوهم لهذا الأمر).

فبث دُعاته وكاتب مَنْ كان استنْفر في الأمصار وكاتبوه، ودعوه في السر إلى ما عليه رأيهم، وجعلوا يكتبون في الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، ويكتب أهل كلَّ مصرٍ منهم إلى مصرٍ آخر بما يضعون فيقرؤه أولئك في أمصارهم وهؤلاء في أمصارهم حتى تناولوا بذلك المدينة وأوسعوا الأرض إذاعة وهم يريدون غير ما يبدون).  

ثم قام بالتأليب على الخليفة عثمان رضي الله عنه، وانتقل إلى مصر ونزل على كنانة بن بشر مرة، ثم نزل على سودان بن حمران ثم تركه وانقطع إلى الغافقي وقد التف حوله خالد بن ملجم وعبد الله بن رزين وأشباههم، فكلّمهم في مسألة الوصية فلم يجيبوه فقال عليكم بباب العرب وحجرهم يعني عمرو ابن العاص رضي الله عنه ولسنا من رجاله فأروه أنكم تزرعون، ولا تزرعوا هذا العام شيئاً حتى تنكسر مصر، فنشكوه إلى عثمان فيعزله عنكم ونسأله من هو أضعف منه ونخلو بما نريد، فنظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!.

ثم خرجوا شاكين إلى عثمان عمرو بن العاص، ومستعفينه منهم ومطالبين بابن أبي السرح مكانه، فأقره على الخراج وترك عَمْراً على الصلاة، ثم أوقعوا بين عمرو وعثمان بن أبي السرح، حتى كتب كل واحدٍ منهما ما بلغه إلى عثمان فجمع مصر كلها إلى ابن أبي السرح.   

وبعد هذا عمَّت مصر ظاهرة جديدة، هي التأليب على الإطاحة بعثمان رضي الله عنه وأرضاه.

كل ذلك بإعداد من ابن سبأ الذي قام بعد ذلك بالإعداد للإطاحة بالخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في عقر داره ؛ فزحف على المدينة تحت ستار أداء فريضة الحج بعد أن أشاع هو وأعوانه في الأمصار، وبخاصة في مصر: أن الصحابة بالمدينة كتبوا إليهم أن أقدموا علينا، فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد.  

وفي سنة 35 هـ تكاتب السبئيون في الأمصار، وتواعدوا على اللقاء بالمدينة، لتنفيذ ما خططوا له، فخرج من مصر ما بين ستمائة وألف رجل يتزعمهم الغافقي بن حرب العكي ومعهم عبد الله بن سبأ متنكراً وهم يُظهرون أنهم يريدون الحج، وخرج عددٌ مماثل لهم من الكوفة ومثلهم من البصرة يقودهم حُكَيم بن جبلة وهم جميعاً يُظهرون الحج إلى بيت الله الحرام، وعسكروا حول المدينة المنورة، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 

ولَمَّا علم عثمان بأمر السبئيين أرسل إليهم (علياً) يفاوضهم فسألهم عليٌّ رضي الله عنه ما تنقمون من عثمان؟ فذكروا أشياء منها: أنه حَمَى الحِمَى، وأنه حرَّق المصاحف وأنه أتمَّ الصلاة في الحج وأنه ولّى الأحداث، وأنه أعطى بني أمية أكثر من الناس فأجابهم (عليٌّ رضي الله عنه) على أسئلتهم بما يأتي: أما (الحِمَى) فإنما حماه عثمان بن عفان رضي الله عنه لإبل الصدقة لتسمن ولم يحمه لإبله ولا لغنمه وقد حماه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبله وأما المصاحف فإنما حرَّق ما وقع فيه اختلاف، وأبقى لهم المتفق عليه الذي ثبت في العرضة الأخيرة وأما إتمامه الصلاة بمكة فإنه كان قد تأهل بها ونوى الإقامة فأتم الصلاة وأما تولية الأحداث فلم يُولِّ إلا رجلاً عدلاً وقد ولَّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عتاب بن أُسَيْد على مكة وهو ابن عشرين سنة، وولَّى أسامة بن زيد بن حارثة وقد طعن الناس في إمارته.

وأمَّا إيثاره بني أمية فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يؤثر قريشاً على الناس. 

فاقتنعوا بإجاباته، ثم أمرهم علي رضي الله عنه بالرجوع عن المدينة فخرجوا عنها لكن عادوا مرة أخرى وأحاطوا بالمدينة وتجمع جمهورهم عند دار عثمان وقالوا للناس: مَنْ كَفَّ يده فهو آمن، فكف الناس أيديهم ولزموا بيوتهم.

وقد ذهب إليهم (عليٌّ) مع نفرٍ من الصحابة فقال لأهل مصر:
ما رَدَّكُمْ بعد ذهابكم؟


فقالوا:

وجدنا مع بريد كتاباً إلى والي مصر من الخليفة يأمره بقتلنا، وقال أهل الكوفة وأهل البصرة: جئنا لنصر أصحابنا.

فقال الصحابة:
كيف علمتم بذلك من أصحابكم وقد افترقتم عنهم وصار بينكم مراحل؟ إن هذا أمر اتفقتم عليه.

فأجابهم الثائرون:
احملوه على ما أردتم، لا حاجة لنا في هذا الرجل، ليعتزلنا ونحن نعتزله، يعنون بذلك التنازل عن الخلافة! ثم أقبلوا على عثمان رضي الله عنه، فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا، فقال: إنهما اثنان، إما أن تقيموا رجلين من المسلمين يشهدان أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا أمليت ولا علمت، وقد يُكتب الكتاب على لسان الرجل ويُنقش الخاتم على الخاتم.

فلم يقبلوا منه وحاصروه في بيته أربعين يوماً ومنعوا عنه الماء حتى أشرف هو وأهل بيته على الهلاك عطشاً.   

ليبقي ثُلَّة من الصحابة وبعض أبناء الصحابة يدافعون عن عثمان ولكنهم تكاثروا عليهم وحرَّقوا الباب واقتحموا الدار وقتلوه رضي الله عنه، ظلماً وعدواناً وهو يقرأ القرآن، فسالت دماؤه الطاهرة على المصحف الشريف، وقتلوا بعض غلمانه وانتهبوا ما وجدوه في الدار من متاع، وما على النساء من حُلي، واستولوا على ما وجدوه في بيت مال المسلمين، ودُفِن عثمان رضي الله عنه ليلاً على يد نفرٍ قليل من الصحابة وهم في حالة كبيرة من الخوف والفزع.  

يروي الربيع بن مالك بن عامر عن أبيه قال:
(كنت أحد حملة عثمان رضي الله عنه حين قُتِل، حملناه على باب، وإن رأسه لتقرع الباب لإسراعنا به، وإن بنا من الخوف لأمراً عظيماً حتى واريناه قبره فكان قتله رضي الله عنه خسارة للمسلمين ومصيبة عظيمة، حيث لم يخطر ببال الصحابة رضي الله عنهم أن يُقتل ولكن ظنوا أن الخوارج الذين حاصروه أعتبوه في شيء، وأن الأمر يؤدي إلى تسكين وسلامة).

ولهذا كان موقف الصحابة رضي الله عنهم من الفتنة ومن الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه واضحاً فقد روي في تاريخ الرَّسل أن علياً رضي الله عنه حين أتاه الخبر بمقتل عثمان: قال رحم الله عثمان وخلف علينا بخير، وقيل: ندم القوم فقرأ: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).  

وفي رواية الإمام الطبري رحمه الله:
(عن عائشة رضي الله عنها كان الناس يتجنون على عثمان رضي الله عنه ويزرون على عماله ويأتوننا فيستشيروننا فيما يخبروننا عنهم، ويرون حسناً منه كلامنا في صلاح بينهم، فننظر في ذلك فنجده بريّاً تقيّاً وفيّاً ونجدهم فجرة كذبة يحاولون غير ما يظهرون، فلما قووا على المكاثرة كاثروه فاقتحموا عليه داره واستحلُّوا الدم الحرام والبلد الحرام بلا تره).

وروى ابن شبّة عن طَلْق بن خُشَّاف قال:
(قلت لعائشة: فيم قتل أمير المؤمنين عثمان؟ قالت: قتل مظلوماً، لعن الله قتلته) وقالت أم سليم الأنصارية رضي الله عنها لما سمعت بقتل عثمان رضي الله عنه (رحمه الله أما إنه لم يحلبوا بعده إلا دماً).

ورُوي عن بعض أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّهنَّ قلن حين قتل عثمان رضي الله عنه (هجم البلاء، وانكفأ الإسلام) وعن أبي مريم قال) رأيت أبا هريرة يوم قتل عثمان وله ضفيرتان وهو ممسك بهما وهو يقول (قتل والله عثمان على غير وجه الحق) وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: (لئن أخرّ مـن السماء إلى الأرض أحَبَّ من أن أُشرَك في قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه).  

قال ابن الزبير رضي الله عنه:
(لُعِنتْ قتلة عثمان رضي الله عنه، خرجوا عليه كاللصوص من وراء القرية، فقتلهم الله كل قتلة، ونجا مَنْ نجا منهم تحت بطون الكواكب، يعني هربوا ليلاً، وأكثر المسلمين كانوا غائبين وأكثر أهل المدينة الحاضـرين لم يكونوا يعلمون أنهم يريدون قتله حتى قتلوه.

وقال كنانة مولى صفية:
(كنت أقود بصفية، لترد عن عثمان فلقيها الأشر فضرب وجه بغلتها حتى (مالت) فقالت: رُدُّونِي ولا يفضحني هذا الكلب، ولَمَّا أخفقت في الوصول إلى دار عثمان، وضعت خشباً بين سطح منزلها وسطح منزل عثمان رضي الله عنه وكانت جاره لنقل الطعام والشراب).   

فهذا يدلنا على هذا الموقف المجمع عليه من الصحابة رضي الله عنهم في استنكارهم لهذا الحدث المفجع الذي وقع من أولئك الغلاة الذين استحلوا دم خليفة المسلمين وقتلوه وهو يقرأ القرآن الكريم ظلماً وعدواناً، فكان موقف الصحابة رضي الله عنهم موقف المستنكر لهذا التصرف وأن العنف لا ينتهي عند حد فقد كان هذا الانحراف الفكري لدى أولئك السبب الرئيس في إسالة دم الخليفة الراشد الثالث وهم يظنون أنهم يؤدون عبادة ويفعلون قربة نعوذ بالله من الضلال.



الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام   الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 6:05 pm

المبحث الثاني: مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
عَظُمَتْ المصيبة بكل ما تحمله الكلمة من مرارة وأسى في مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي رأى العنف بعينيه أثناء خلافة عثمان وأراد بكل ما أوتي من حكمة ودراية إخماد الفتنة وجمع شمل المسلمين ووحدة الأمة الإسلامية على عثمان بن عفان لكن قُتل ولم يستطع رَدَّهُمْ ولا منعهم حتى تولى الخلافة هو بنفسه فجَدَّ واجتهد وسعى إلى وأد الفتنة التي بدأت بوادرها تظهر بين المسلمين من جديد، وذلك حينما طالب عدد من المسلمين من علي رضي الله عنه أن يقتصَّ من قتلة عثمان رضي الله عنه هنا خاف من العاقبة وشرها أن يكون الاقتصاص من هؤلاء سبباً في إشعال فتنة جديدة تضر بالمسلمين وتؤثر في وحدتهم، لكنه قدر الله الذي لا مَرَدَّ له إلا هو فاشتعلت الفتنة من مجموعة من الخوارج الذين كانوا يظهرون الولاء لعلي رضي الله عنه والغيرة على الدين والحمية للشريعة لكنهم في الواقع كانوا ينقمون في باطن أمرهم ولاية قريش، فنتج عما سعى إلى بثه هؤلاء الخوارج من إشاعات وأباطيل وإثارة للاضطرابات أن وقعت بين المسلمين معارك منها وقعة الجمل وصفين والتي كانت بين كل من علي ومعاوية رضي الله عنهما فلما شعر علي رضي الله عنه بتأثيـر هـؤلاء الخوارج في وحدة الأمـة الإسلامية حاربهم في مواقع كثير حتى أخمد شوكتهم وقضى على معظمهم بكل قوة وحزم ودون تردد لكن لم يترك بقايا الخوارج الأمر فقام نفر منهم بالتخطيط لقتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم جميعاً اعتقاداً منهم بأن قتلهم سيقضي على الفتنة التي هددت وحدة المسلمين، وأحدثت شرخاً كبيراً في الدولة الإسلامية.

وقصة هؤلاء النفر كما يرويها الطبري
بدأت حينما اجتمع عبد الرحمن بن ملجم والبراك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي وعابوا على ولاتهم وذكروا أهل النهر فترحموا عليهم قائلين ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً، إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة دينهم والذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد، وثأرنا بهم إخواننا فقال ابن ملجم: (أنا أكفيكم علي بن أبي طالب) وكان من أهل مصر وأتى ابن ملجم رجلاً من أشجع يقال له شبيب بن بجرة فقال له: هل لك في شرف الدنيا والآخرة قال: وما ذاك؟ قال: قتل علي بن أبي طالب، قال ثكلتك أمك لقد جئت شيئاً إدَّا كيف تقدر على علي بن أبي طالب قال: أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه، فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا، وإن قُتلنا فما عند الله خير من الدنيا وما فيها قال: ويحك لو كان غير علي لكان أهون عليَّ، قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي (صلى الله عليه وسلم)، وما أجدني أنشرح لقتله قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهر، العباد الصالحين، قال: بلى قال: فنقتله بِمَنْ قتل من إخواننا، فأجابه.

فذهبا في ليلة الجمعة التي قتل في صبيحتها علي رضي الله عنه وجلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي، فلما خرج ضربه شبيب بالسيف ووقع سيفه بعضادة الباب أوالطـاق وضربه ابن ملجم في قرنه بالسيف فقتل علي رضي الله عنه يوم الجمعة سحراً، وذلك لسبع عشرة خلت من رمضان سنة أربعين من الهجرة.

قالت عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما لما بلغها مـوت علي رضي الله عنه: (لتصنع العرب ما شاءت، فليس لها أحَدٌ ينهاها).

ونقل جرير عن مغيرة أنه قال:
لَمَّا جاء نعي علي بن أبي طالب إلى معاوية وهو نائم مع امرأته فاختة بنت قرطة في يوم صائف، جلس وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وجعل يبكي، فقالت: ويحك فقال: إنما أبكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه وفضله وسوابقه وخيره).  

لقد قُتِلَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين وأول مَنْ أسلم من الغِلمان دون البلوغ علي أيدي الخوارج ولم يلتفتوا إلى مكانته وفضله في الأمَّة فهو أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسباً لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو الذي صحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مدة إقامته بمكة مقيماً في منزله وتحت كفالته، وصحبه بعد ذلك وحضر المشاهد كلها وله مواقف شريفة في بدر وأحُدٍ والأحزاب وغيرها، حتى توفى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنه راض وقد شهر الرسول بحبه ولرسوله وبحب الله ورسوله له، وزوَّجه ريحانته وأعلن أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، قتله الخارجي ابن ملجم وضربه بسيف الغدر قتله تقرُّباً إلى الله تعالى بزعمه وزعم الخوارج لأنه قد كفر بالله العظيم حسب تأويلاتهم وفقههم، لقد كانت مؤامرتهم أعظم من ذلك، لقد أرادوا قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص ووصفوهم بأنهم الضُّلال ورؤوس الكفر وأن في قتلهم راحة البلاد والعباد وقُرْبَةٌ إلى الله تبارك وتعالى بزعمهم وأنهم إن ظفروا بذلك فقد حازوا شرف الدنيا والآخرة لذلك كان ابن ملجم حين ضربه لعلي يقول ويُرَدِّدْ بأعلى صوته (لا حكم إلا الله) وها هم الخوارج يمتدحون القاتل ويُعظِّمُونه لجليل فعله بزعمهم.

فقد قال شاعرهم ابن حطان:
يا ضربة من تقي ما أراد بها  إلا ليبلغ من ذي العرش رضواناً
إني لأذكـره يومـاً فأحسبــــه  أو فــــي البــرية عنـــد الله ميزانا


هذا فقههم وهذا دينهم الذي ينخر في الأمة ويُمَزِّقُ وحدتها ويشغلها بنفسها عن الدعوة إلى دين الله ونشره في الآفاق بين عباد الله.  

ولهذا لَمَّا قتل علي رضي الله عنه أُخْرِجَ ابن ملجم ليُقْتَلَ، فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه، فلم يجزع ولم يتكلم، فكحَّل عينيه بمسمار محمي فلم يجزع، وجعل يقرأ: أقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق حتى ختمها وإن عينيه لتسيلان، فعُولج على قطع لسانه فجزع، فقيل له لم تجزع؟ فقال: أكره أن أكون في الدنيا مواتاً لا أذكر الله وكان رجلاً أسمر في جبهته اثر السجود.

إنَّ التاريخ حافل بمؤامرتهم وحروبهم وخروجهم على أئمة الإسلام ونزع يد الطاعة وتأليب الناس عليهم وإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن وإثارة الفتن في الأمة الإسلامية، فلكم شغلوا خلفاء بني أمية بالحروب الداخلية وكم سفكوا دماء المسلمين ونهبوا أموالهم وهتكوا أعراضهم في شرق البلاد وغربها، لقد انشغلت الدولة بهم شغلاً عظيماً أثناهم عن الفتوح والجهاد في الثغور الإسلامية وغيرها، وكما فعلوا مع خلفاء بني أمية فعلوا مثله وأكثر مع خلفاء بني العباس، كل ذلك وهم يتقربون بقبائحهم تلك إلى الله تعالى بزعمهم، وما دخلوا يوما تحت سلطان وطاعة الحكام والأمراء والخلفاء ولم يعتقدوا لهم بيعة وطاعة في دين الله وما ذلك إلا لاعتقاد أنهم كفار خارجون عن دين الله فلا طاعة لهم ولا ولاية لأحد عليهم من المخالفين لهم في عقائدهم وأفكارهم تلك.

وإن محنة القول بخلق القرآن ونفي الصفات عن الله عز وجل والتي تولي كبرها في الأمة المعتزلة المعطلة محنة عظيمة يصفها الإمام ابن كثير رحمه الله بقوله: (ووقعت فتنة صماء ومحنة شنعاء وداهية دهماء فلا حول ولا قوة إلا بالله) وقد ابتدأت هذه المحنة والفتنة من سنة 218 هـ في خلافة المأمون واستمرت في خلافة المعتصم وانتهت بعد خلافة الواثق في دولة بني العباس، وقد تعرض فيها علماء أهل السنة لعذاب شديد كان بعده الفرج والرِّفعة في الدنيا والآخرة.



الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام   الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 6:08 pm

المبحث الثالث:
تعريف الخوارج: في اللغة
قال ابن فارس:
(خرج: الخاء والراء والجيم أصلان, وقد يمكن الجمع بينهما، إلاّ أنا سلكنا الطريق الواضح, فالأول: النَّفاذ من الشيء, والثاني: اختلاف لونين. فالأول: قولنا: خرج يخرج خروجاً). 

تعريف الخوارج اصطلاحاً
قال ابن نجيم رحمه الله:
(الخوارج: قوم لهم منعة وحمية خرجوا عليه بتأويل يرون أنه على باطل كفر أو معصية توجب قتاله بتأويلهم يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ويسبون نساءهم ويكفرون أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم). 

وقال النووي رحمه الله:
(الخوارج: صنف من المبتدعة يعتقدون أن من فعل كبيرة كفر، وخلد في النار، ويطعنون لذلك في الأئمة ولا يحضرون معهم الجمعة والجماعات).

قال ابن تيمية رحمه الله:
(وهؤلاء الخوارج ليسوا ذلك المعسكر المخصوص المعروف في التاريخ بل يخرجون إلى زمن الدجّال).

وتخصيصه (صلى الله عليه وسلم) للفئة التي خرجت في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنما هو لمعان قامت بهم, وكل من وجدت فيه تلك المعاني ألحق بهم، لأن التخصيص بالذكر لم يكن لاختصاصهم بالحكم بل لحاجة المخاطبين في زمنه (صلى الله عليه وسلم) إلى تعيينهم).
  
قال الآجري رحمه الله:
(لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سُوءٍ عُصاة لله عز وجل ولرسول (صلى الله عليه وسلم)وإن صلوا وصاموا واجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس ذلك بنافع لهم لأنهم قوم يتألون القرآن على ما يهوون، ويموهون على المسلمين).

ولهذا عندما خرجوا لقتال علي رضي الله عنه، قال بعضهم لبعض تهيَّأ للقاء الرب الرواح الرواح إلى الجنة.

وقالوا:
والله ما قنعنا بالبقاء في الدنيا شئ بعد أخواننا الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم فلو أنا شرينا أنفسنا لله والتمسنا غير هؤلاء الأئمة الضلال فثأرنا بهم إخواننا وأرحنا منهم العباد.  




الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام   الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 9:19 pm

المبحث الرابع: مناظرة ابن عباس للخوارج

أصل القصة:

ناظر العالم الرباني ترجمان القرآن وخادم رسول الله عبد الله بن عباس الخوارج لبين لهم الفهم الصحيح للنصوص فرجع مَنْ رجع منهم، وبقي مَنْ لم يرجع على ضلاله.


وقصة مناظرته لهم في مستدرك الحاكم وفيها:

قال ابن عباس رضي الله عنه: (أتيتكم من عند صحابة النَّبي (صلى الله عليه وسلم) من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون، فعليهم نزل القرآن، وهم أعلمُ بالوحي منكم، وفيهم أنزل، وليس فيكم منهم أحد، فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشاً فإنَّ الله يقول: (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)، يقصد عبد الله بن عباس رضي الله عنه فقد كان قرشياً وهو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم).


قال ابن عباس:

وأتيت قوماً لم أر قوماً قط أشَدَّ اجتهاداً منهم مسهمة وجوههم من السهر، كأن أيديهم وركبهم تثنى عليهم فمضى من حضر، فقال بعضُهم: لنكلِّمنَّه ولننظرنَّ ما يقول قلت أخبروني ماذا نقمتم على ابن عمِّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصهره والمهاجرين والأنصار؟ قالوا: ثلاثاً، قلت: ما هنَّ؟ قالوا: أمَّا إحداهنَّ فإنَّه حكم الرِّجالَ في أمر الله، وقد قال الله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ). 


وما للرِّجال وما للحكم، فقلت: هذه واحدة!!


قالوا:

وأما الأخرى فإنَّه قاتَل ولَم يسْب ولَم يغنَم، فلئن كان الذي قاتل كفَّاراً لقد حلَّ سبيُهم وغنيمتهم، ولئن كانوا مؤمنين ما حلَّ قتالُهم، قلت: هذه ثنتان فما الثالثة؟


قالوا:

إنَّه مَحا نفسَه من أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين قلت: أعندكم سوى هذا؟ قالوا حسبنا هذا!!!


فقلت لهم:

أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنَّة نبيِّه (صلى الله عليه وسلم) ما يُردُّ به قولُكم أتَرضَون ؟ قالوا: نعم!


فقلت:

أمَّا قولكم: حكَّم الرِّجال في أمر الله فأنا أقرأ عليكم ما قد رُدَّ حكمُه إلى الرِّجال في ثمن ربع درهم، في أرنب ونحوها من الصيد فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ). 


فناشدتكم الله:

أحُكم الرِّجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم؟! وأن تعلموا أنَّ الله لو شاء لَحَكم ولَم يُصيِّر ذلك إلى الرِّجال، وفي المرأة وزوجها قال الله عزَّ وجلَّ: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًان يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا). 


فجعل الله حكم الرِّجال سنة مأمونة، أخَرَجتُ من هذه؟ قالوا: نعم!


قال: وأمَّا قولكم: قاتل ولم يسْب ولم يغنم، أَتَسبُون أمَّكم عائشة، ثمَّ تستحلُّون منها ما يُستحلُّ من غيرها؟! فلئن فعلتم لقد كفرتُم، وهي أمُّكم، ولئن قلتُم: ليست أمّنا لقد كفرتُم!!!


إنَّ الله يقول:

(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ). 


فأنتم تدورون بين ضلالَتين أيّهما صرتُم إليها صرتُم إلى ضلالة، فنظر بعضُهم إلى بعض، قلت أخرجتُ من هذه؟ قالوا نعم! وأمَّا قولكم: مَحا اسمَه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بمَن ترضَون وأريكم، قد سمعتُم أنَّ النَّبيَّ (صلى الله عليه وسلم) يوم الحُديبية كاتَبَ سُهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأمير المؤمنين اكتب يا علي: هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله فقال المشركون: لا والله! لو نعلم أنَّك رسول الله ما قاتلناك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): اللَّهم إنَّك تعلمُ أنِّي رسول الله، اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله، فوالله لرسول الله خيرٌ من علي وما أخرجه من النبوة حين محا نفسَه.


قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:

(فرجع من القوم ألفان وقُتل سائرُهم على ضلالة).



الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام   الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 9:27 pm

المبحث الخامس: دروس مستفادة من الأثر
(الدرس الأول)
لقد أتى الخوارج من قبل فهمهم الشَّرع ويرجع ضلالهم إلى أسباب...

أهمها:
1/ فهم النصوص ببادئ الرأي، وسطحية ساذجة، دون التأمل والتثبت من مقصد الشارع من النصوص، فوقعوا في تحريف النصوص وتأويلها عن معناها الصحيح.

2/ أخذهم ببعض الأدلة دون بعض، فيأخذون بالنص الواحد ويحكمون على أساس فهمهم له دون أن يتعرَّفوا على باقي النصوص الشرعية في المسألة نفسها، فضربوا بعض النصوص ببعض وبهذا أسكتهم ابن عباس رضي الله عنه فقد كان يأتيهم بباقي الأدلة في الموضوع نفسه، فلا يجدون لذلك جواباً وسبب ضلال الخوارج هو سبب ضلال طوائف عديدة من المسلمين.

(الدرس الثاني)
الحرص على وحدة المسلمين وجماعتهم، وتوحد صفهم وهذا ظاهر من موقف على رضي الله تعالى عنه ابتداء حين جعل يأتيه الرجل فيقول يا أمير المؤمنين إن القوم خارجون عليك فيقول دعهم حتى يخرجوا، فإني لا أقاتلهم حتى يقاتلوا وسوف يفعلون فكان رضي الله عنه حريصًا على أن لا يأتي إلى الخوارج بشيء من القتال ونحوه يفرق به المسلمين، ويضعف شوكتهم ما لم يخرجوا هم عليه أو يؤذوا المسلمين ببدعتهم وهذا الأصل متمثل أيضًا في موقف ابن عباس رضي الله عنهما في حرصه على الخروج إليهم وانتدابه نفسه للتفاهم معهم، وتفنيد شبهتهم وإرجاعهم إلى الحق.

فهذا الذي ينبغي أن يكون عليه المسلمون من الامتناع عما يضعف شوكتهم، ومن بذل الجهد في جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم.

(الدرس الثالث)
إن وحدة المسلمين بمعناها الشرعي الصحيح، تعني أن يعودوا جميعًا إلى الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) على فهم السلف الصالح، هكذا، وهكذا -فقط- يمكن أن نتحد، وهذا هو السبيل الوحيد لوحدة الصف، وهذا الذي سلكه ابن عباس وأقره عليه على رضي الله تعالى عنهما جميعاً.

ذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى الخوارج حتى يعيدهم إلى الصف الإسلامي، فبين لهم أولاً وقبل أن يناظرهم المنهج الصحيح، فقال: (أرأيت إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) مالا تنكرون...) إذن هو الكتاب والسنة والعودة إليهما، وقد كان صرح لهم قبل ذلك بالفهم الذي ينبغي أن نفيء إليه إذا اختلفت أفهامنا فقال: (جئت أحدثكم عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن عند صهره، عليهم نزل الوحي، وهم أعلم بتأويله) فما أنصع هذا المنهج وما أشد وضوحه، الرجوع إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.

وبعد أن بَيَّنَ لهم المنهج شرع يدحض حجتهم، ويفند شبهتهم ويوضح فساد منهجهم فمن عاد منهم وتنازل عن معتقداته وآرائه، واعتقد اعتقاد جماعة المسلمين فقد عاد إلى الصف، ومن أبى وأصر على معتقده فهو خارج على الصف ولا سبيل للوحدة معه، بل عندما آثار بقية الخوارج الفتنة، قام إليهم علي رضي الله عنه فقاتلهم ولم يتحرج في ذلك.

(الدرس الرابع)
الحكم في تقييم الرجال: إن أحوال الخوارج من كثرة العبادة والاجتهاد فيها غير خافية على أحد وقال ابن عباس في وصفهم كما في هذا الأثر: (لم أر قط أشد اجتهادًا منهم أيديهم كأنها ثفن الإبل  ووجوههم معلمة من آثار السجود) ومع كل هذا فلقد أتوا ببدعة خطيرة، ووضعوا بذور الخلاف بين المسلمين وليس من مسلم سليم العقيدة إلا ويذكرهم في معرض الذم ولم يذكرهم العلماء في مصنفاتهم إلا للتحذير من بدعتهم وبيان فساد معتقدهم دون أدنى فخر واعتزاز بعبادتهم.

إن المنهج الإسلامي الواضح، يدلنا على أنه يجب تقييم الرجال أولاً من منطلق معتقداتهم وتصوراتهم، وجميع السمات الأخرى إذا أقرها الشرع تأتي بعد ذلك لا قبله. فلو انطلقنا في الحكم على الخوارج من خلال شدة اجتهادهم في العبادة وجعلنا ذلك هو المقياس الأول في الحكم عليهم، لكان ينبغي أن نجلهم ونحترمهم، فنرفع درجتهم حتى فوق درجة الصحابة، إذ يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) لصحابته في شأن الخوارج: (تحقرون صلاتكم مع صلاتهم) ولكن الأمر يختلف تمامًا، ويعود إلى نصابه الصحيح،عندما يحكم عليهم خلال معتقداتهم وتصوراتهم فنرى أنهم قد ابتدعوا في دين الله بدعة خطيرة فاحشة، فوضعوا بذور الخلاف والفتنة.

إن الاعتقاد الصحيح، يليه العمل الصالح، هو الذي يُميز المسلـم الحق المنتمي إلى أهل السنة والجماعة، أما كل الاعتبارات الأخرى فإنه يشترك فيها المسلم الحق مع غيره من أهل البدع والضُّلّال، فلا ينبغي أن تكون معيارًا أساسيًا.

لقد شاع تعظيم بعض الرجال وتقديسهم على ما هو أقـل من ذلك، مثل قدمه في مجال الدعوة، أو كثرة الأفراد الذين اهتدوا على يديه، أو شدة التعذيب الذي لاقاه في السجن،أو أنه أمضى حياته في أرض الجهاد, ولا نعني بكلامنا أبداً أن مثل تلك الأعمال لا وزن لها، بل لها فضل عظيم إن صح الأصل الأول، وحتى لو لم يصح فنحن نعترف بالحق، ونثبت الفضل لكل صاحب فضل، ولكن المحظور هو الانسياق وراء العواطف الجيِّاشة بحب الله والجنة، فنعظم الرجال ونتحمس لهم، ونشهد بعدلهم وصدقهم ونزاهتهم، بل وكثيًرا ما نسمع من يشهد لهم بالجنة!! لأجل اعتبار من تلك الاعتبارات.

(الدرس الخامس)
إن تبني الخوارج لموقفهم ابتداء لم يكن عن تثبت وتمحيص ونظر ولذلك فقد زالت شبهتهم، ودحضت حجتهم بعد دقائق معدودة من بداية المناظرة، وإن كان القسم من الخوارج الذي فاؤوا إلى الحق يمدحون على ذلك لتجردهم وعودتهم إلى الجادة الصحيحة حينما تبين لهم ذلك دون مماراة ولا مماطلة، وإن كانوا يمدحون على ذلك فإنهم ينتقدون على سرعة تبنيهم للفكرة ابتداء دون تثبت وتمحيص.

إن الذين لا يعتنقون الفكرة عن اقتناع عميق بالفكرة ذاتها، وبعد تثبت من أدلتها الشرعية الصحيحة بمنهج سليم، يكثرون التنقل.

(الدرس السادس)
إن مخالفة ابن عباس التامة للخوارج في جميع الأفكار والتصورات لم تمنعه من العدل في القول، فقد كان بمقدوره السكوت لكن العدل مع المخالفين جعله يصفهم بما وجد فيهم قال: (فدخلت على قوم لم أر قط أشد اجتهادًا منهم في العبادة) فعلى العاملين في حقول الدعوة إلى الله الاتصاف بالعدل مع مخالفيهم، وعدم الامتناع من ذكر محاسنهم، بل ويحرصوا على أن يستفيدوا منها.

(الدرس السابع)
ما كان هذا الدرس بحاجة إلى أن يذكر لظهوره ووضوحه وكثرة الأدلة عليه، لولا أن التفريط فيه قد وقع من كثير من العاملين للإسلام فضلاً عن عامة الناس، ألا وهو الحرص على صلاة الجماعة ولقد سمعنا حوادث عديدة عمن يفرطون في حضور الصلاة جماعة مع المسلمين في المساجد بحجة انشغالهم بطلب العلم، أو ببعض البحوث الهامة، أو أنه وإخوانه يتداولون أمرًا يهم المسلمين فيعتذرون بذلك عن تفويتهم الجماع فعلى هؤلاء وغيرهم، أن يتأملوا في حال ابن عباس، وقـد انتدب نفسه لمهمة عظيمة، لا شك في أن فيها مصلحة للمسلمين، ومع ذلك فحرصه على صلاة الجماعة شديد إذ يقول لعلي رضي الله عنه (أبرد عن الصلاة، فلا تفتني حتى آتي القوم فأكلمهم).

(الدرس الثامن)
ينبغي على الدعاة إلى الله عز وجل، من أصحاب المنهج الصحيح ألا ييأسوا من عودة الطوائف المنحرفة إلى المنهج القويم ممن أمعنوا في الضلال، فهاهم الخوارج على شدة بدعتهم وتمسكهم بها (حتى أن عبد الرحمن بن ملجم قد قتل عليًا تقربًا إلى الله بقتله) ومع ذلك فقد عاد منهم كثير إلى الحق بعد أن تبين لهم، فلا ينبغي أن نيأس من عودة تلك الطوائف المنحرفة إلى الحق، خاصة وأن كثيرًا من المنتسبين إليها هم من الأتباع حجبهم مشايخهم و متبوعوهم عن الاستماع للمخلصين خوف تذبذب موقفهم وتخليهم عنهم، فلم يصل الحق إلى كثير من الأتباع حتى تحصل لهم المقارنة بينه وبين ما هم عليه.

فعلى الدعاة إلى الله أن يحرصوا على الوصول إلى الأتباع بعيدًا عن الملأ والمشايخ والقادة هذا، ولا يزال في القصة دروس عظيمة، منها أسلوب المناظرة والجدل مع أهل البدع ولعلنا نفرد هذا في مقال خاص، ونشير في الختام إلى بعض الدروس الأخـرى التي لا يتسع المقام للتفصيل فيها، ولعل في الإشارة إليها كفاية لأولي الألباب ففيها أن ينتدب الكفء نفسه للمهام وأن الإخلاص وحده لا يكفي في صحة العمل، وأن على الداعية أن يغشى الناس في مجالسهم، وعليه أن لا يستثار لانتقاد ذاته، وفيها أيضًا استئذان الفرد قائده إذا هم بفعل ما.  

قال ابن كثير رحمه الله:
وهذا الضرب من الناس من أغرب أشكال بني آدم فسبحان من نوَّع خلقه كما أراد وسبق في قدره العظيم. وما أحسن ما قيل عن الخوارج إنهم المذكرون في قوله تعالى:(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحسِنُونَ صُنْعًا)، والمقصود أن هؤلاء الجهلةُ الضُلال والأشقياء في ألأقوال والأفعال اجتمع رأيهم على الخروج من بين أظهر المسلمين، وتواطئوا على المسير إلى المدائن ليملكوها على الناس ويتحصنوا بها ويبعثوا إلى أخوانهم وأضرابهم ممن هو على رأيهم ومذهبهم، من أهل البصرة وغيرها، فيوافوهم إليها، ويكون اجتماعهم عليها، قال لهم زيد بن حصين الطائي إن المدائن لا تقدرون عليها فإن بها جيشاً لا تطيقونه وسيمنعونها منكم، ولكن واعدوا إخوانكم إلى جسر نهر جوخا، ولا تخرجوا من الكوفة جماعات، ولكن اخرجوا وحداناً لئلا يُفطن بكم فكتبوا كتاباً عاماً إلى من هم على مذهبهم ومسلكهم من أهل البصرة وغيرها وبعثوا به إليهم ليوافوهم إلى النهر ليكونوا يداً واحدة على الناس ثم خرجوا يتسللون وحداناً لئلا يعلم أحدٌ بهم فيمنعوهم من الخروج فخرجوا من بين الآباء والأمهات والأخوال والخالات وفارقوا سائر القرابة، يعتقدون بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم أن هذا الأمر يرضي رب الأرض والسموات، ولم يعلموا أنه من أكبر الكبائر والذنوب والموبقات والعظائم والخطيئات, وأنه مما زينه لهم إبليس الشيطان الرجيم المطرود عن السموات الذي نصب العداوة لأبينا آدم ثم لذريته مادامت أرواحهم في أجسادهم وقد تدارك جماعةٌ منهم بعض أولادهم وقرابتهم وإخوانهم فردوهم ووبخوهم فمنهم من استمر على الاستقامة، ومنهم من فر بعد ذلك، فلحق بالخوارج فخسر إلى يوم القيامة، وذهب الباقون إلى ذلك الموضع، ووافى إليهم كاتبوه من أهل البصرة وغيرها، واجتمع الجميع بالنهروان وصارت لهم شوكة ومنعة، وهم جندٌ مستقلون وفيهم شجاعةٌ وثباتٌ وصبرٌ وعندهم أنهم متقربون بذلك إلى الله عز وجل، فهم قومٌ لا يصطلى لهم بنارٍ ولا يطمع أحدٌ أن يأخذ منهم بثأرٍ وبالله المستعان. 

هناك جذور وأسباب كثيرة للإرهاب فمنها ما هو ديني يغذيها رصيد عقدي أو مذهبي وربما كانت الأسباب نفسية بحتة بقصد لفت النظر إلى الفاعل أو تفريغ شحنة نفسية أو حسداً لمن تقع الجريمة ضده.

وهناك جذور اجتماعية كالاختلاف من حيث الشعب أو القبيلة أو الحزب أو الفئة أو نحو ذلك مما يؤدي ببعض المظلومين إلى الخروج عليهم بعمليات يطلق عليها أصحابها فدائية وجهادية ويطلق عليها شرعاً إرهابية ولعل أخطر أنواع الإرهاب على الإطلاق تلك المدعومة بفكر ديني متطرف حيث يتم تجنيد الشباب وبخاصة السطحيون منهم للقيام بعمليات انتحارية يرجون من ورائها الجنة ورضا الرب عز وجل بينما هم في الحقيقة يقومون بأعمال تبعدهم عن الرب سبحانه وتجعلهم أهلا لسخطه ومقته وعذابه.



الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام   الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام Emptyالجمعة 15 مارس 2019, 9:29 pm

المبحث السادس: حقيقة الإرهاب الديني
إن هؤلاء الإرهابيين يكشفون في الحقيقة عن تبعية عمياء لما يُملى عليهم مما يدل على ضحالة فكرهم وسذاجة تفكيرهم وبالتأمل يتضح أن جميع الاعتداءات الإرهابية التي نفذت على أرض هذه البلاد قام بها أشخاص يحملون أفكاراً منحرفة عقدياً يريدون أن يفرضوا قناعاتهم على البلاد والعباد بالإرهاب وترويع مجتمع مسلم اختار منهجه في الحياة انطلاقاً مما جاء في القرآن الكريم وسنة رسولنا (صلى الله عليه وسلم) واسترشاداً بما كان عليه الصحابة والتابعون ومراعاةً لمقتضيات المصلحة العامة للبلاد ومواطنيها والمقيمين على أرضها والتعامل بإدراك ووعي مع المتغيرات التي يشهدها الزمن الحاضر والتي لا يمكن لأي مجتمع معاصر أن يتجاهلها أو يتغافل عنها محافظة على كينونته ومصالحه من جهة وبناء مستقبل أفضل لأجياله الناشئة من جهة أخرى).

وفعلاً إن كثيراً من هؤلاء الذين فجروا أنفسهم ودمروا غيرهم أو أولئك الذين تم القبض عليهم قبل ممارسة فسادهم وإرهابهم من صغار السن والمنحرفين فكرياً حيث تم استقطابهم وتضليلهم من قبل محترفين في نشر الإرهاب وإزهاق النفوس وتدمير المال العام والخاص وقد قاموا بتغسيل أدمغة الشباب من خلال اجتماعاتهم بهم في خلاياهم الخاصة أو عن طريق كتب وأشرطة مشبوهة.

أعتقد أن الغلو الفكري أحد المسببات الرئيسة للإرهاب وجذوره المتجددة في الإسلام وخصوصاً الغلو المتصف بعدم قبول الرأي الآخر فإن هذا النوع من الغلو يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة في التفاصيل والجزئيات فضلاً عن الكليات والثوابت التي لا يختلف فيها خصوصاً لأتباع الدين الواحد وتبعاً لهذا الادعاء فإن أصحاب هذا النوع من الآراء يحاولون دائماً إقصاء الآخر والآخر هنا يعني كل من يخالفهم في الرأي ولو جزئياً وللإقصاء عدة مظاهر أقلها نسبة الضلال للآخر وأكثرها نسبة الكفر والشرك له). 

وبناءً على ذلك:
فإن هذا الفكر المنحرف يحاول إلغاء الآخر تماماً ومحوه إما بضمه إلى خطه إن استطاع أو بتصفيته وإنهائه من الوجود ويتوسل إلى هدفه بكل وسيلة حتى ولو كانت هي الإرهاب والعنف لكنه لا يسمي ذلك عنفاً أو إرهاباً أو تطرفاً بل يغلفه باسم الجهاد ويعد أتباعه من الشباب والجهلة بأن ما يقومون به من اغتيالات وتخريب للممتلكات وإزهاق للأنفس عين الصواب بل هو الطريق إلى الجنة وهو الجهاد المأمور به من الله عز وجل ومن مظاهر الإرهاب خطف الطائرات والقطارات والحافلات وهذا الشكل من الإرهاب قد يقوم به فرد وقد يقوم به جماعة ويختلف السبب المؤدي لذلك باختلاف الخاطف فقد يكون هارباً يطلب اللجوء إلى بلد آخر وقد يكون مبتزاً يطلب فدية وأموالاً وقد يكون ذلك لطلب تحرير سجناء أو للإعلام ولفت الأنظار أو لزعزعة النظام والسلام أو غير ذلك.

وكما تخطف الطائرات فقد يخطف الناس، فقد يخطف طفل بريء لعائلة غنية بغية الحصول على فدية مالية وقد يخطف بعض الساسة لإحراج الحكومات وابتزازها.

ومن مظاهر الإرهاب المعروفة في هذا الزمان تفجير المجمعات السكنية كما حصل في الرياض وغيرها وتدمير أماكن اللهو كما حصل في موسكو وبالي بإندونيسيا وتدمير أنفاق المترو (قطارات تحت الأرض) كما حصل في اليابان وحصل منذ فترة وجيزة في موسكو ومن مظاهره ما يسمى بإرهاب الدولة، حيث الحكم بالحديد والنار وممارسة تكميم الأفواه ومصادرة الحريات ولعل المقابر الجماعية التي اكتشفت أخيراً في العراق خير دليل على ذلك.

وقد برعت إسرائيل في هذا اللون من الإرهاب ولها ممارسات يومية ضد الفلسطينيين المغلوبين على أمرهم فهي تهدم المنازل وتزيل الأشجار وتخرب المزارع وتقتل الناس وتمنع عنهم سائر سبل العيش الكريم بغية تركيعهم وانقيادهم لمخططاتها وقد برعت إسرائيل بالذات في صيد القيادات وتدميرهم في سياراتهم أو منازلهم بطائراتها وكذلك نجحت في خطف كثير من الساسة لتزج بهم في السجون أو تغتالهم ولها يد طولى في هذا اللون من الإرهاب تتعدى حدودها وقد وصلت سابقاً إلى تونس وإلى بلدان أخرى مجاورة لها أو بعيدة عنها للفتك بمن تريد الفتك بهم.

وسهل ذلك غلو بعض أهل الإسلام في النصوص الشرعية وفهمها فهما خاطئا سهل للكفر وأهله التسلط على ديار المسلمين وثرواتهم أو ربما أندس الأعداء بين المسلمين لتفريق وحدتهم والنيل من مقدراتهم وإضعافها لتكون فريسة سهلة للافتراس وقد حصل ذلك خلال قرون مضت تم استعراضها خلال الأسطر الماضية من كل هذا وغيره يتضح أن الدين الإسلامي لا علاقة له بالتطرف والعنف والإرهاب وذلك بمفهومه الخاص لا من قريب ولا من بعيد فهو دين التسامح الذي ينبذ التطرف والغلو ويدعو إلى الوسطية والسلام والاعتدال.

إن الإسلام يدعو لمراجعة النفس بحثا عن مواطن الخلل والرجوع إلى الحق ويعد ذلك فضيلة ومنقبة وبكل صراحة ووضوح إن بعض ما تُسمى بالجماعات الإسلامية تحتاج إلى مراجعة وأن هناك خطأ ما في خطابها الديني يتركز في افتقاره للبعد المعنوي إنه من التجني على الإسلام والمسلمين نسبة الإرهاب إليهم بسبب دينهم فهناك الكثير من العصابات الإرهابية في الزمن الحاضر وعبر العصور القديمة التي مارست أشد الفتك وأعنفه وعاثت في الأرض فساداً ولم تعرف شيئاً عن الإسلام لا اسماً ولا رسماً ولم تتصل بجماعة إسلامية فجماعة الألوية الحمراء الإيطالية والجيش الأحمر الياباني وحركة القوميين الباسك والجيش الجمهوري الأيرلندي ونمور التأميل في سيرلانكا وبادرماينهوف في ألمانيا والطلبة من أجل مجتمع ديمقراطي والنمور السود في أمريكا وغيرها من المنظمات الإرهابية كلها مارست العنف والإرهاب والابتزاز ولم يربطها أحد بأي دين وهذا هو المطلوب لأن الأديان -كل الأديان- تدعوا إلى الخير وتنهى عن الشر وإن اختلفت في ذلك نسبياً أو نوعياً والإسلام يأتي في المقدمة فهو الدين الخاتم الصالح لكل زمان ومكان فعلينا إذاً الرجوع إلى الكتاب والسنة لنستخرج منهما حاجاتنا من النصوص المربية للنفس الإنسانية على الحب والوئام والرحمة والألفة والعدالة واحترام حقوق الناس و نضمنها خطابنا الديني لنرى كيف يتغير الحال ويعود السلام إلى الأرض كما يعود الإسلام إلى سيادته وعِزِّهِ.



الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الأول: الفصل الخامس جذور الإرهاب في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: ذم الإرهـــــــاب والإرهـــــــابيــين :: الإرهاب في ميزان الشريعة-
انتقل الى: