خلال مداخلته فى الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ..
السيسى: الإرهاب خطر حقيقى يطول الجميع إذا لم يتم التعامل معه بشكل دولى متكامل
إسماعيل جمعة
الرئيس السيسى خلال مداخلته أمام مؤتمر ميونيخ 2019-610
الرئيس السيسى خلال مداخلته أمام مؤتمر ميونيخ
الشعب المصرى هو فقط من يفرض إرادته..
و30 مليوناً خرجوا إلى الشوارع ليعلنوا رفضهم الدولة الدينية
المواطنة فى مصر واقع ملموس ولا نفرِّق بين مسلم ومسيحى

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الإرهاب أصبح ظاهرة دولية تؤثر على أمن العالم، مشيرا إلى ضرورة تضافر كل الجهود الدولية لمواجهتها والقضاء عليها، ومشددا على أنها خطر حقيقى قد يطول الجميع إذا لم يتم التعامل معها بشكل دولى متكامل، وطالب المجتمع الدولى بالتنبه جيدا لهذا الخطر.

وقال الرئيس خلال مداخلته بالجلسة الرئيسية بمؤتمر ميونيخ للأمن انه طالب منذ أربع سنوات بضرورة تصويب الخطاب الديني، وانه أول رئيس لدولة مسلمة يطلب هذا الطلب داخل أكبر مؤسسة إسلامية، مشيراً إلى أن السنوات الماضية شهدت انتشاراً كبيراً للأفكار المتطرفة الأمر الذى أثر على الدول العربية والأوروبية على السواء.

كما أشار الرئيس إلى أنه فى سبتمبر 2014 نبَّه فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى خطر الاستخدام السييء للتكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، وأنه طالب وقتها بضرورة التوصل الى حلول تضمن عدم استخدام تلك المواقع من قِبَلِ العناصر التكفيرية فى نشر الأفكار المتطرفة والتأثير على الشباب وتجنيدهم من خلالها لترويع المجتمعات، مشيراً إلى أنه لم يجد آذاناً تسمع لهذا الموضوع رغم أهميته.

وقال إن الإرهاب ظاهرة تحتاج للتكاتف لمعالجة أسبابها، مشيراً إلى أن أسباب الإرهاب ليست دينية فقط، وإنما ممتدة وكثيرة، سياسية واقتصادية وثقافية، واجتماعية وغيرها.

وأضاف: أن مصر تقود الآن مسيرة إصلاح الخطاب الدينى بهدف الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعالمي.

وأوضح الرئيس أن مصر تشهد منذ سنوات أكبر عملية لتصويب الأفكار المغلوطة والدخيلة على الإسلام، مؤكداً أن المصريين الآن يرفضون أن يتحدثوا عن المسيحيين باعتبارهم أقليَّة، ولكن نقول فى مصر إننا جميعاً مصريون، ولا أحد يقول هذا مصرى مسلم أو مصرى مسيحي، ولكن مصرى فقط، منوهاً إلى أنه افتتح منذ فترة قليلة أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط.

وأكد الرئيس أن مفهوم المواطنة فى مصر قد تحول من الشعارات إلى ممارسات تعزز هذا المفهوم، وعلى سبيل المثال فإننا فى المدن الجديدة التى نشيدها حاليا لا نبنى مسجداً جديداً إلا ونبنى أيضاً كنيسة.

وشدَّد الرئيس فى مداخلته على أن الشعب المصرى لديه وعى كبير، وأن 30 مليوناً خرجوا إلى الشوارع فى 30 يونيو عام 2013 ليعلنوا رفضهم الدولة الدينية، مؤكداً أن الشعب المصرى هو فقط من يفرض إرادته فى مصر.

وأوضح الرئيس أن ممارسة روح التسامح تؤدى الى نتائج أفضل من الخطابات أو حتى سن القوانين، مشيراً إلى حرصه على التوجه للكنيسة المصرية كل عام لتهنئة المسيحيين بأعيادهم، حتى لا تكون التهنئة مجرد كلمات وإنما ممارسات على أرض الواقع، وأعرب عن ثقته فى انتشار حالة التسامح والمواطنة وانتقالها من مصر إلى باقى دول المنطقة، مؤكداً أن هذا الأمر حتمى إلا أنه فقط قد يتطلب المزيد من الوقت.

وخلال مداخلته فى الجلسة، أكد الرئيس أن موقع مصر جعل منها اتصالاً بين العرب وإفريقيا وأوروبا، تؤثر وتتأثر بما يحدث فى المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا، مشيراً إلى وجود أمثلة كثيرة دون ذكر أسماء، فعندما سقطت دول مجاورة تعرضنا فى مصر مثلنا مثل أوروبا للهجرة والنزوح ولدينا 5 ملايين لاجئ دون الإقامة فى معسكرات أو مراكز إيواء، كما أن مصر استضافت الأرمن بعد عمليات التطهير العرقى التى تعرضوا لها.

وأضاف الرئيس أنه منذ سقوط دول مجاورة ومصر تتخذ إجراءات أمنية مكلفة جداً، مشيراً إلى أن مصر تمكنت من التصدى إلى نزوح الإرهابيين إلى الأراضى المصرية، ودمرت عدداً كبيراً من العربات المحملة بالأسلحة على طول الحدود الغربية.

وأكد الرئيس أن مصر حذرت كثيرا من نزوح الإرهابيين الأجانب عقب انتهاء الحرب فى ليبيا وسوريا سواء الى مصر أو الى أوروبا، وأوضح أن مصر لها ثوابت فى سياستها الخارجية وهى عدم التدخل فى الشأن الداخلى للدول .

وطرح الرئيس عددا من التساؤلات حول جدية المجتمع الدولى فى التعامل مع الصراعات والنزاعات التى يشهدها العالم، وتساءل قائلاً: «من الذى يحرك المنظمات الدولية الإرهابية الى منطقتنا؟ ومن يدعمهم بالسلاح؟ ومن يدربهم؟ ومن يمولهم؟».

وقال إن مصر تسعى إلى تحقيق الاستقرار لكل الدول وإلى إنهاء النزاعات فى المنطقة.

وأشار إلى أن مصر تساند الدولة الوطنية ومؤسساتها وهذا هو الهدف الذى تسعى إلى ترسيخه فى المنطقة باعتباره أمراً يمس الأمن القومى المصرى بشكل مباشر.

وفى مداخلة أخري، دعا الرئيس السيسى المجتمع الدولى إلى القيام بمسئولياته تجاه مناطق النزاع فى العالم، مشيراً إلى أن عدم الاستقرار فى المنطقة العربية أدَّى إلى عدم استقرار فى أوروبا وتسبَّب فى عمليات نزوح جماعى إلى أوروبا بسبب الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى ضرورة وجود آلية جديدة لمعالجة تلك القضايا، وأشار إلى أن مؤتمر القمة العربية ــ الأوروبية الذى سيُعقد فى شرم الشيخ بين أوروبا ودول المنطقة سوف يمثل فرصة جيدة للتعاون بيننا ومناقشة العديد من القضايا وطرح رؤى وأفكار جيدة لآليات جديدة لكثير من القضايا الدولية والإقليمية.

المصدر:
جريدة الأهرام المصرية

رابط دائم:
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/696481.aspx