منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) Empty
مُساهمةموضوع: 5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة)   5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) Emptyالإثنين 16 أكتوبر 2017, 2:18 pm

5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) 2552012-121232PM-1

بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا تعرف عن القبر؟
5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة)
للشيخ: ندا أبو أحمد
غفر الله له ولوالديه وللمسلميـن
==================
تمهيد
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهد الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله...

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (سورة آل عمران: 102).

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (سورة النساء: 1).

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } (سورة الأحزاب: 70 ، 71).

أما بعد...،
فإن أصدق الحديث كتاب الله -تعالى- وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشرَّ الأمُور مُحدثاتها، وكل مُحدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
 
السؤال:
هل عذاب القبر حقيقة أم خيال كما يزعم البعض؟

الجـواب:
ذهب فريق من الخوارج وبعض المعتزلة: (كضرار بن عمرو، وبشر المريسي):
إلى إنكار عذاب القبر, وذهب بعض المعتزلة كالجبائي: إلى أنه يقع على الكفار دون المؤمنين.

لكن نقول:
إن عذاب القبر ثابت بالكتاب والسُّنَّة، ومُنْكرُهُ زنديق.

أولاً: الأدلة القرآنية على عذاب القبر وفتنته:
قال ابن القيم – رحمه الله – كما في "الروح صـ 102":
إن نعيم البرزخ وعذابه مذكور في القرآن في غير موضع.

وقد ترجم البخاري في كتاب "الجنائز" فقال: "باب ما جاء في عذاب القبر":
وساق في الترجمة ثلاث آيات:-
•    الآية الأولى: قوله تعالى:
{... وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} (الأنعام: 93).

قال الشيخ حافظ حكمي – رحمه الله – كما في معارج القبول:
"وجه الدلالة من هذه الآية أنه إذا كان يُفْعل به هذا وهو محتضر بين ظهراني أهله صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم، وهم لا يرون شيئاً من ذلك، ولا يسمعون شيئأً من ذلك التقريع والتوبيخ، ولا يدرون بشيء من ذلك الضرب، غير أنهم يرون مجرد احتضاره وسياق نفسه، ولا يعلمون بشيء مما يقاسي من الشدائد، فلأن يُفْعل له في قبره أعظم منه ولا يعلمه من كشف عليه أولى وأظهر؛ لأنهم لم يطلعوا على ما يناله بين أظهرهم، فكيف وقد انتقل إلى عالم غير عالمهم ودار غير دارهم؟ ".

قال ابن القيم – رحمه الله –:
وهذا خطاب لهم عند الموت، وقد أخبرت الملائكة -وهم الصادقون- أنهم حينئذ يُجْزَون عذاب الهُون، ولو تأخر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا لما صح أن يقال لهم: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ}.

•    الآية الثــانية: قوله تعالى:
{سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} (التوبة: 101).

جاء في فتح الباري (3/233):
أن هذه الآية تدل على أن هناك عذابين سيصيبان المنافقِين قبل عذاب يوم القيامة.

العذاب الأول:
ما يصيبهم الله به في الدنيا: إما بعقاب من عنده، وإما بأيدي المؤمنين.

والعذاب الثاني:
عذاب القبر.

قال الحسن البصري – رحمه الله -:
{سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ}عذاب الدنيا، وعذاب القبر.

وقال الطبري – رحمه الله – في تفسيره (6/9 ، 11):
والأغلب في إحدى المرتين عذاب القبر، والأخرى تحتمل أحد ما تقدم ذكره من الجوع أو السبي أو القتل والإذلال... أو غير ذلك.

وقال أيضاً:
سنعذب هؤلاء المنافقين مرتين: أحداهما في الدنيا، والأخرى في القبر.

قال ابن عباس – رضي الله عنهما -:
العذاب الثاني في القبر.

وقال مجاهد – رحمه الله -:
{سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ} بالجوع، وعذاب القبر.

وقال قتادة – رحمه الله -:
عذاباً في الدنيا وعذاباً في القبر. وهو قول الحسن وابن جريج.

•    الآية الثــالـثـة: قوله تعالى:
{... وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ{45} النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر: 45، 46).

قال ابن كثير – رحمه الله –:
وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور.

وجاء في فتح الباري (11 / 233):
أن هذه الآية حجة واضحة لأهل السنة الذين أثبتوا عذاب القبر، فإن الحق ـ تبارك وتعالى ـ قرر أن آل فرعون يعرضون على النار غدواً وعشياً وهذا قبل يوم القيامة... لأنه قال بعد ذلك: {... وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر: 46).

قال القرطبي – رحمه الله -:
الجمهور على أن هذا العرض يكون في البرزخ، وهو حجة في إثبات عذاب القبر. أهـ
ففي هذه الآية ذكر عذاب الدارين ذكراً صريحاً لا يحتمل غيره.

•    الآية الرابعة:
ومن الإشارات القرآنية الواضحة الدالة على فتنة القبر، وعذابه قوله تعالى:
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ...} (إبراهيم: 27).

وساق البخاري بسنده إلى البرَّاء بن عازب -رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أُقعد المؤمن في قبره أُتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ...}" وأخرجه مسلم أيضاً عن شعبة وزاد فيه: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ } نزلت في عذاب القبر.
يُقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبيِّ محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-، وذلك قول الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم: 27).

قال ابن عباس – رضي الله عنهما –:
المخاطبة في القبر يقول: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وفي الآخرة مثل ذلك.



5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 02 مايو 2021, 2:31 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: 5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة)   5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) Emptyالإثنين 16 أكتوبر 2017, 2:25 pm

•    الآية الخامسة: قوله تعالى:
{فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ {45} يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ {46} وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (الطور: 45-47).

قال ابن جرير – رحمه الله – في تفسيره (11/36 ،37):
عن البراء -رضي الله عنه-: {عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ} قال: عذاب القبر.

وعن قتادة – رحمه الله -:
أن ابن عباس كان يقول: إنكم لتجدون عذاب القبر في كتاب الله: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (الطور: 47).

قال ابن جرير – رحمه الله -:
والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله تعالى أخبر أن للذين ظلموا أنفسهم بكفرهم به عذاباً دون يومهم الذي فيه يصعقون، وذلك يوم القيامة، فعذاب القبر دون يوم القيامة، لأنه في البرزخ، والجوع الذي أصاب كفار قريش...).

وقال ابن القيم- رحمه الله- في كتابه "الروح صـ 102"، وفي "الدر المنثور" للسيوطي (6/120):
وهذا يحتمل أن يراد به عذابهم بالقتل وغيره في الدنيا، وأن يراد به عذابهم في البرزخ وهو أظهر؛ لأن كثيراً منهم مات ولم يعذب في الدنيا، وقد يقال وهو أظهر: إن مَن مات منهم عُذِّب في البرزخ، ومن بقي منهم عُذِّب في الدنيا بالقتل وغيره، فهو وعيد بعذابهم في الدنيا وفي البرزخ.

•    الآية الســادسـة: قوله تعالى:
{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (السجدة: 21).

قال ابن جرير – رحمه الله – في تفسيره (9/110):
قال مجاهد – رحمه الله -: الأدنى في القبور وعذاب الدنيا.

وقال ابن القيم – رحمه الله – في "كتابه الروح" صـ 102:
"وقد احتج بهذه الآية جماعة (منهم عبد الله بن عباس) على عذاب القبر، وفي الاحتجاج بها شيء؛ لأن هذا عذاب في الدنيا يستدعي به رجوعهم من الكفر، ولم يكن هذا مما يخفى على حبر الأمة وترجمان القرآن، لكن من فقهِهِ في القرآن ودقة فهمِهِ فيه، فهم منها عذاب القبر فإنه سبحانه أخبر أن له فيهم عذابين أدنى وأكبر، فأخبر أنه يذيقهم بعض الأدنى ليرجعوا، فدل على أنه بقي لهم من الأدنى بقية يعذبون بها بعد عذاب الدنيا، ولهذا قال: {مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى} ولم يقل: ولنذيقنَّهم العذاب الأدنى..... فتأمله.

وهذا نظير قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"فيفتح له طاقة إلى النار، فيأتيه من حرِّها وسمومها"... ولم يقل: "فيأتيه حرها وسمومها"، فإن الذي وصل إليه بعض ذلك وبقي له أكثره: والذي ذاقه أعداء الله في الدنيا بعض العذاب الأدنى، وبقي لهم ما هو أعظم منه".

•    الآية السابعة: قوله تعالى:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {28} فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} (النحل: 28 ،29).

قال العلامة ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره (4/88):
يخبر الله تعالى عن حال المشركين الظالمي أنفسهم عند احتضارهم ومجئ الملائكة إليهم... وهم يدخلون جهنم من يوم مماتهم بأرواحهم، وينال أجسادهم في قبورهم من حرِّها وسمومها، فإذا كان يوم القيامة سلكت أرواحهم في أجسادهم وخلدت في نار جهنم، كما قال تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }(غافر: 46) أهـ.

•    الآية الثــامـنـة: قوله تعالى:
{وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً {74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} (الإسراء: 74 ،75).

قال الحسن البصري – رحمه الله -:
هو عذاب القبر

وقال عطاء – رحمه الله -:
هو عذاب القبر (إثبات عذاب القبر للبيهقي صـ 103).

•    الآية التــاسـعـة: قوله تعالى:
{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً...} (نوح: 25).

قال الألوسي في "روح المعاني" في تفسير هذه الآية: {فَأُدْخِلُوا نَاراً}...
"هي نار البرزخ، والمراد: عذاب القبر. ومن مات في ماء أو نار أو أكلته السباع أو الطير مثلاً أصابه ما يصيب المقبور من العذاب.

وقال فخر الدين الرازي في "مفاتيح الغيب" (15/751):
"تمسك أصحابنا في إثبات عذاب القبر بقوله: {أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً} وذلك من وجهين:-

الأول:
أن الفاء في قوله تعالى: {فَأُدْخِلُوا نَاراً} تدل على أنه حصلت تلك الحالة عقيب الإغراق، فلا يمكن حملها على عذاب الآخرة، وإلا بطلت دلالة هذه الفاء.

الثاني:
أنه قال: {فَأُدْخِلُوا} على سبيل الإخبار عن الماضي. وهذا إنما يصدق لو وقع ذلك. أهـ

وقال القرطبي – رحمه الله – في تفسيره (10/6790): {فَأُدْخِلُوا نَاراً}
أي بعد إغراقهم.

قال القشيري – رحمه الله -:
وهذا يدل على عذاب القبر.

وقال الشيخ أبو بكر الجزائري – حفظه الله – في "أيسر التفاسير":
{فَأُدْخِلُوا نَاراً} أي بمجرد ما يغرق الشخص وتخرج روحه يدخل النار في البرزخ.

 •    الآية العــاشـرة: قوله تعالى:
{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ {83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ {84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ {85} فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ {86} تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {87} فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ {88} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ {89} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {90} فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {91} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ {92} فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ {93} وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} (الواقعة: 83 ،94).

وقد استدل الإمام ابن القيم بهذه الآيات على عذاب القبر في "كتاب الروح" صـ 102، 103 فقال:
فذكر هاهنا أحكام الأرواح عند الموت، وذكر في أول السورة أحكامها يوم المعاد الأكبر، وقدم ذلك على هذا تقديم الغاية للعناية، إذ هي أهم وأولى بالذكر، وجعلهم عند الموت ثلاثة أقسام، كما جعلهم في الآخرة ثلاثة أقسام.

•    الآية الحادية عشرة والأخيرة: قوله تعالى:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طه: 124).
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى مفسراً هذه المعيشة الضنك: بأنها عذاب القبر.
فقد أخرج الحاكم بسند جيد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في تفسير هذه الآية: عذاب القبر.

قال ابن كثير:
وقال محمد بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عمر بن علي حدثني سلمة بن تمام حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ويل لأهل المعاصي من أهل القبور، تدخل عليهم في قبورهم حيَّات سود أو دُهْمٌ، حية عند رأسه وحية عند رجليه، يقرصانه حتى يلتقيا في وسطه، فذلك العذاب في البرزخ، الذي قال الله تعالى: {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (المؤمنون: 100).

وقال أبو صالح وغيره: في قوله تعالى: {وَمِن وَرَائِهِم}:
يعني أمامهم.

وقال مجاهد:
البرزخ: الحاجز ما بين الدنيا والآخرة.

وقال محمد ابن كعب:
البرزخ: ما بين الدنيا والآخرة، ليسوا مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون، ولا مع أهل الآخرة يجازون بأعمالهم.

وقال أبو صخر:
البرزخ: المقابر، لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة، فهم مقيمون إلى يوم يبعثون، وفي قوله تعالى: {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ...} تهديد لهؤلاء المحتضرين من الظلمة بعذاب البرزخ، كما قال تعالى: {وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} (إبراهيم: 17)، وقوله تعالى: {... إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} أي يستمر به العذاب إلى يوم البعث، كما جاء في الحديث: "فلا يزال معذباً فيها" أي في الأرض. (تفسير القرآن العظيم: 3/255).



5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 02 مايو 2021, 2:31 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) Empty
مُساهمةموضوع: الأدلة على عذاب القبر من السنة النبوية المطهرة:   5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) Emptyالإثنين 16 أكتوبر 2017, 2:53 pm

5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) CCBKnZvWMAEqKMR

الأدلة على عذاب القبر من السنة النبوية المطهرة:
لابد أن نعلم أن أحاديث القبر متواترة، وهي أخبار ثابتة توجب العلم وتنفي الشك والريب، وإنكار المتواتر كفر.

ولقد نص على التواتر جمع من أهل العلم:-
1 – قال ابن القيم في كتابه "الروح صـ 70":
أما أحاديث عذاب القبر ومساءلة منكر ونكير فكثيرة متواترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

2 – وقال السيوطي في "شرح الصدور صـ 117":
باب فتنة القبر وسؤال الملكين: قد تواترت الأحاديث بذلك.

3 – يقول شارح الطحاوية:
"وقد تواترت الأخبار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، بل إن الشرع قد يأتي بما تحار فيه العقول، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا، بل تعاد إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا. (صـ 450)

4 – وقال الشيخ حافظ حكمي – رحمه الله -:
وأما نصوص السنة في إثبات عذاب القبر فقد بلغت الأحاديث في ذلك مبلغ التواتر، إذ رواها أئمة السنة وحملة الحديث ونقَّاده عن الجمِّ الغفير والجمع الكثير من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم: أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، والبراء بن عازب، وعمر بن الخطاب وابنه عبد الله، وعائشة أم المؤمنين وأسماء بنت أبي بكر، وأبو أيوب الأنصاري، وأم خالد، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وسمرة بن جندب، وعثمان، وعلي، وزيد بن ثابت، وجابر بن عبد الله، وسعد بن أبي وقاص، وزيد بن أرقم وأبو بكرة، وعبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبوه عمرو، وأبو قتادة، وعبد الله بن مسعود، وأبو طلحة، وأسماء، وعبد الرحمن بن حسنة، وتميم الداري، وحذيفة، وأبو موسى، والنعمان بن بشير، وعوف بن مالك – رضي الله عنهم أجمعين -.
 
•    الأحاديث التي تدل على عذاب القبر
1 – ولقد ترجم الإمام البخاري في "كتاب الجنائز" لعذاب القبر، فقال:

"باب ما جاء في عذاب القبر" عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "العبد إذا وُضع في قبره وتولَّى وذهب أصحابه حتى أنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال: انظر إلى مقعدك من النار أَبْدلك الله به مقعداً من الجنة. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فيراهما جميعاً. وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنتُ أقول ما يقول الناس. فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يُضربُ بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين" (أخرجه البخاري ورواه مسلم من طرق عن قتادة بنحوه وزاد فيه).

قال قتادة:
وذُكر لنا أنه يُفسح له في قبره سبعون ذراعاً – يعني المؤمن – ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون" (أخرجه مسلم).

وقال -صلى الله عليه وسلم-:

"لولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع" (أخرجه مسلم).

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"كان يعلِّمهم هذا الدعاء كما يُعلِّم السورة من القرآن، قولوا: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات" (أخرجه مسلم).

وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تشهَّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع: يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال".

وعند البخاري ومسلم من حديث أنس -رضي الله عنه- أيضاً:

أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وأعوذ بك من عذاب القبر".

2 – وأخرج البخاري عن عائشة – رضي الله عنها –:
"أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعَاذكِ الله من عذاب القبر. فسألت عائشة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر، فقال: نعم، عذاب القبر حق، قالت عائشة – رضي الله عنها –: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدُ صلَّى صلاةً إلا تَعوَّذ من عذاب القبر".

وفي رواية مسلم عن عائشة - رضي الله عنها – قالت:
"دخلت عليّ عجوزان من عُجز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يُعذَّبون في قبورهم. قالت: فكذَّبتُهما ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا ودخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت له: يا رسول الله إن عجوزين من عُجز يهود المدينة دخلتا عليّ فزعمتا أن أهل القبور يُعذَّبون في قبورهم، فقال: صدقتا. إنهم يُعذَّبُون عذاباً تسمعه البهائم، ثم قالت: فما رأيته بعدُ في  صلاة إلا يَتعوَّذ من عذاب القبر".

وأخرج الإمام أحمد وابن حبان بسند صحيح عن أم مبشر -رضي الله عنها- قالت:

"دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا في حائطٍ من حوائط ببني النجار فيه قبور قد ماتوا في الجاهلية، فسمعهم وهم يُعذَّبُون، فخرج وهو يقول: استعيذوا بالله من عذاب القبر، قلت: يا رسول الله. إنهم ليُعذَّبُون في قبورهم؟ قال: نعم. عذاباً تسمعه البهائم" وحسَّن إسناده الألباني في تخريج السنة (875) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم. أهـ

3 – أخرج الإمام مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت:
"دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي امرأة من اليهود وهي تقول: هل شَعرتِ أنكم تفتنون في القبور، قالت: فارْتَاعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: إنما تُفْتنُ يَهُودُ، قالت عائشة: فلبثنا ليالي ثم قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: هل شَعرتِ أنه أوحي إليّ أنكم تفتنون في القبور؟

قالت عائشة:
فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدُ يستعيذُ من عذاب القبر".
 
4 – وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة أيضاً – رضي الله عنها-:
"أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذابَ القبر، فسألت عائشة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر؟، فقال: عذاب القبر حق، قالت عائشة: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدُ صلَّى صلاة إلا تَعوَّذ من عذاب القبر".

5 – وأخرج الإمام أحمد والنسائي بسند صحيح عن أبي بكرة:
عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنه كان يقول في أثر الصلاة: اللهم إني أعوذُ بك من الكفر وعذاب القبر" (وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي).

6 - أخرج الإمام أحمد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال:
"خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحَدْ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به الأرض، فرفع رأسه فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر، مرتين أو ثلاثاً".

7 - وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – قالت:
"قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطيباً فذكر فتنة القبر التي يُفْتن فيها المرء، فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة".

8 – أخرج الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كان يتَعوَّذ من الجُبن والبخل وعذاب القبر".

9 – وعند البخاري من حديث ابنة خالد بن سعيد بن العاص -رضي الله عنهما-:
"أنها سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يتَعوَّذ من عذاب القبر".
 
10 – وأخرج البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
"كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال".

11 – وأخرج البخاري عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال:
"كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعلِّمُنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أُردُّ إلى أرذَلِ العُمُرِ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر".

12 – وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال:
"لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر، اللهم آتِ نفسها تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها أنت وَلِيُها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها".

13 – وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها-:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم ومن فتنة القبر وعذاب القبر ومن فتنة النار وعذاب النار ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبَرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقَّيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خَطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب".
 
14 – وأخرج الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال:
"كان نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى المُلك لله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال أراه قال فيهن: له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبور, وإذا أصبح قال ذلك أيضاً: أصبحنا وأصبح المُلك لله".

وفي رواية أخرى عن مسلم أيضاً:
"اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر".

15 –  وأخرج الإمام أحمد والنسائي:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمغرم والمأثم، وأعوذ بك من شر المسيح الدَّجال، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من عذاب النار".

16 –  وأخرج الإمام مسلم عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-:
في قصة وفاته... وفي الحديث أنه قال: " فإذا أنا متُّ فلا تصحبني نائحةٌ ولا نارٌ، فإذا دفنتموني فشنُّوا عليَّ التراب شنَّاً، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تُنْحَرُ جَزُور ويُقسَّمُ لحمُها حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أُراجع به رُسُلَ ربي -عز وجل-".

17 – وأخرج أبو داود عن عثمان  -رضي الله عنه- قال:
"كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الرجل، وقفَ عليه وقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يُسْأل".

18 –  أخرج الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قُبِر الميتُ -أو قال أحدكم- أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا. ثم يُفْسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثم يُنوَّر له فيه، ثم يُقال له: نم. فيقول: أرجعُ إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم كنومةِ العروسِ الذي لا يُوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون، فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك. فيقال للأرض التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها مُعذَّباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك" (صحيح الجامع: 724)، ( السلسلة الصحيحة ح 1391).

19 – أخرج الإمام أحمد والبيهقي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال:
قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن هذه الأمة تُبْتلى في قبورها، فإذا أُدْخل المؤمن قبره وتولَّى عنه أصحابه، جاءه ملكٌ شديد الانتهار فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: إنه رسول الله وعبده، فيقول له الملك: انظر إلى مقعدك الذي كان لك في النار، قد أنجاك الله منه، وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجَنَّة، فيراهما كليهما، فيقول المؤمن: دعوني أبشِّر أهلي، فيُقال له: اُسكن، وأما المنافق فيقعد إذا تولَّى عنه أهله، فيُقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول كما يقول الناس، فيُقال له: لا دَرَيْت، هذا مقعدك الذي كان لك في الجَنَّة أبدلك مكانه مقعدك من النار، قال جابر: قال: سمعت النبي الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يُبْعثُ كلُ عبدٍ في القبر على ما مات عليه، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه"
 
20 –  وعند أحمد أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال:
"شهدنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جنازة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أيها الناس إن هذه الأمة تُبْتلى في قبورها، فإذا الإنسان دُفن وتفرَّق عنه أصحابه، جاءه ملكٌ وفي يده مطراق من حديد فأقعده فقال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمناً قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقول له: صدقت، ثم يُفتح له باب إلى النار فيقول: كان هذا منزلك لو كفرت بربك، فأمَّا إذ آمنت فهذا منزلك، فيفتح له باباً إلى الجَنَّة، فيريد أن ينهض إليه فيقول له: اسكن اسكن ويُفْسح له في قبره، وإن كان كافراً أو منافقاً يقول له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً، فيقول: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت، ثم يُفْتح له باباً إلى الجَنَّة، فيقول: هذا منزلك لو كنت آمنت بربك، فأمَّا إذ كفرت به، فإن الله -عز وجل- أبدلك به هذا، فيفتح له باباً إلى النَّار، ثم يقمعه قمعة بالمطراق فيصيح صيحة يسمعها خَلْق الله -عز وجل- كلُّهم غير الثقلين، فقال بعض القوم: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أحدٌ يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} (إبراهيم: 27).



5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الأحد 02 مايو 2021, 2:32 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49184
العمر : 72

5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) Empty
مُساهمةموضوع: رد: 5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة)   5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) Emptyالإثنين 16 أكتوبر 2017, 2:59 pm

5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة) 2Q==

21 –  وأخرج الإمـام أحمد عن أبي قتادة -رضي الله عنه- في قوله تعالى:
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} (إبراهيم: 27)، قال: "إن المؤمن إذا مات أُجْلس في قبره، فيقال له: مَن ربك؟ فيقول: الله -عز وجل-، فيقال له: مَن نبيك؟ فيقول: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، فيقال له ذلك مرات، ثم يُفتح له باب إلى النار فيقال له: انظر إلى منزلك من النار لو زغت، ثم يُفْتح له باب إلى الجنَّة، فيقال له: انظر إلى منزلك من الجنَّة إذ ثبتَّ، وإذا مات الكافر أُجْلس في قبره، فيُقال له: مَنْ ربك؟ ومَنْ نبيك؟ فيقول:لا أدري، كنت أسمع الناس يقولون، فيقال له: لا دريت، ثم يُفْتح له باب إلى الجنَّة، فيقال له: انظر إلى منزلك من الجنَّة لو ثبتَّ، ثم يُفتح له باب إلى النار فيقال له: انظر إلى مجلسك من النار إذ زغت، فذلك قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} (إبراهيم: 27)".



22 – وأخرج ابن جرير وابن مردويه في "الدر المنثور (5/32)":
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } (إبراهيم:27)، قال: ذلك إذا قيل له في القبر: مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيِّ محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ جاءنا بالبيِّنات من عند الله، فآمنتُ به وصدقتُ، فيُقال له: صدقت، على هذا عشت، وعليه متّ، وعليه تُبْعث".

23 – وأخرج البخاري عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-:
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " إذا أُقْعِد المؤمن في قبره أُتيَ ثم شهد أن لا إله إلا الله  وأن محمداً رسول الله، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ...} (إبراهيم:27)".

24 – وأخرج البيهقي والحاكم وابن أبي شيبة عن أبي هريرة -رضي الله عنه-:
عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده إن الميت ليسمعُ خفقَ نعالِكم حين تولون عنه مدبرين، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، والزكاة عن يمينه، والصوم عن يساره، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه. فيُؤْتى من قِبَل رأسه فتقول الصلاة: ما قبلي مدخلٌ، فيُؤْتى عن يمينه فتقول الزكاة: ما قبلي مدخلٌ، فيُؤْتى عن يساره فيقول الصيام: ما قبلي مدخلٌ، فيُؤْتى من رجليه فيقول فعل الخيرات: ما قبلي مدخلٌ". فيقال له: اجلس، فيجلِس قد مثلت له الشمس قد دنت للغروب، فيقال: أخبرنا عمَّا نسألك، فيقول: تسألوني؟ فيقال: أرأيت هذا الرجل الذي كان فيكم، ماذا تقول فيه، وما تشهد عليه؟ فيقول: أمحمدٌ؟ فيقال له: نعم. فيقول: أشهد أنه رسول الله وأنه جاءنا بالبيِّنات من عند الله فصدَّقْناه، فيقال له: على ذلك حييت، وعلى ذلك مت، وعليه تُبْعث إن شاء الله تعالى، ثم يُفْسح له في قبره سبعون ذراعاً، ويُنوَّر له، ويُفْتح له باب إلى الجنَّة، فيقال له: انظر إلى ما أعدَّ الله لك فيها، فيزداد غبطة وسروراً، ثم تُجْعل نسمتُهُ في النسم الطيب، وهي طير خضر يعلق بشجر الجنَّة ويعاد الجسد إلى ما بدأ من التراب، وذلك قول الله -عز وجل-: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } (إبراهيم:27)" (ورواه كذلك ابن حبَّان، وذكر جواب الكافر وعذابه).

25- وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-:
قالت في حديث الكسوف الطويل: "فلما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار، لقد أوحي إليَّ أنكم تفتنون في القبور مثل -أو قريب- من فتنة الدجَّال".
-قالت فاطمة بنت المنذر: لا أدري أيتهما قالت أسماء-.
يُؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن -أو الموقن-.
-قالت فاطمة بنت المنذر: لا أدري أيتهما قالت أسماء-، فيقول: محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءنا بالبيِّنات والهدى، فأجبنا وآمنا واتَّبعنا، فيقال له: نم صالحاً، فقد عَلِمْنَاك كنت لموقناً وأما المنافق - أو المرتاب.
-قالت فاطمة بنت المنذر: لا أدري أي ذلك قالت أسماء-، فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته".

26- وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-:
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة" ( متفق عليه).

27- وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"إذا وُضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقِهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها، أين يذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصُعِق." (البخارى).
ـ يقول ذلك عندما يرى ما ينتظره.
 
28- وقال -صلى الله عليه وسلم-:
"إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه، كأن وجوهم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوطٌ من حنوط الجنة ـ إلى أن قال: ـ فتعاد روحه، فيأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: مَن ربك؟ فيقول: ربِّيَ الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدَّقت، فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدى، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة. فيأتيه من روحها وطيبها، ويُفسح له في قبره مدّ بصرِه ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرُّك هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملُك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي. وإنَّ العبد الكافر إذا كان في إقبال من الدنيا، وانقطاع من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المُسوح، فيجلسون منه مدّ البصر ـ إلى أن قال: ـ فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدرى، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدرى، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم: فيقول هاه هاه لا أدرى، فينادي منادٍ من السماء أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار، وافتحوا له باباً إلى النار فيأتيه من حرِّها وسمومها، ويُضيَّق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيحُ الوجه، قبيحُ الثياب، منتنُ الريح، فيقول: أبشر بالذي يسؤوك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة" (أحمد وأبو داود والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 1676).

29- وأخرج الإمام مسلم عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال:
"صلَّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جنازة فحفظت من دعائه، وهو يقول: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسِّع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الخطايا كما نقَّيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارً خيراً من داره، وأهلاً خير من أهله، وزوجاً خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار" قال: حتى تمنيت أن أكون ذلك الميت".

وفي رواية:
"وقِهِ فتنة القبر وعذاب النار".

30 - وأخيراً وعن سمرة بن جندب قال:
"كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلَّى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: "مَن رأى منكم الليلة رؤيا؟" قال: فإن رأى أحد رؤيا قصَّها فيقول: "ما شاء الله" فسألنا يوماً فقال: "هل رأى أحد منكم رُؤيا؟" قلنا: لا، قال: "لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي وأخرجاني إلى الأرض المقدسة، فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده كلوب من حديد يدخله في شدقة حتى يبلغ قفاه، ثم يفعله بشدقه الآخر مثل ذلك. ويلتئم شدقة هذا فيعود فيصنع مثله، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه، ورجل قائم على رأسه بصخرة أو فهر -أي: حجر- فيشدخ بها رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه، وعاد رأسه كما هو فعاد إليه فضربه، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا إلى نقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار، فإذا فيه رجال ونساء عراة فيأتيهم اللهب من تحتهم، فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فردَّه حيث كان. فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق فانطلقنا حتى أتينا إلى روضة خضراء فيها شجرة عظيمة، وفي أصلها شيخ وصبيان، وإذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها، فصعدا بي الشجرة وأدخلاني داراً لم أرَ قط أحسن منها، فيها شيوخ وشبان ثم صعدا بي فأدخلاني داراً هي أحسن وأفضل، قلت: طوفتماني الليلة فأخبراني عما رأيت، قالا: نعم.. الذي رأيته يشق شدقه كذَّاب يحدث بالكذب فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة.. والذي رأيته يُشدخ رأسه فرجل علَّمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل به بالنهار، يُفعل به إلى يوم القيامة. وأما الذي رأيت في النقب فهم الزناة، والذي رأيته في النهر فآكل الربا، وأما الشيخ الذي في أصل الشجرة  فإبراهيم والصبيان حوله: فأولاد الناس والذي يوقد النار فمالك خازن النار، والدار الأولى دار عامة المؤمنين، وأما  هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل وهذا ميكائيل فرفع رأسه فرفعت رأسي فإذا قصر مثل السحابة، قالا: ذلك منزلك، قلت: دعاني أدخل منزلي، قالا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملته أتيت منزلك" (البخارى ومسلم).

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:
"وهذا نص في عذاب البرزخ، فإن رؤيا الأنبياء وحْيٌ مطابق لما في نفس الأمر" (الروح صـ 78، 79).

وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كما في "فتاوى العقيدة صـ 468":
يجاب على مَن أنكر عذاب القبر بحجة أنه لو كشف القبر لوجد أنه لم يتغيَّر بعدة أجوبة منها:-
أولاً:
أن عذاب القبر ثابت بالشرع، قال تعالى في آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} (غافر: 46).

وفي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
فلولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسْمِعَكُمْ من عذاب القبر الذي أسمع، ثم أقبل بوجهه فقال: تعوَّذُوا بالله من عذاب القبر، قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، فقال: تعوَّذُوا بالله من عذاب القبر، قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر".

وفي صحيح البخارى ومسلم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"ويُفسح له في قبره مدَّ بصره".

إلى غير ذلك من النصوص، فلا يجوز معارضة هذه النصوص بوهم من القول، بل الواجب التصديق والإذعان.

ثانياً:
أن عذاب القبر على الروح في الأصل، وليس أمراً محسوساً على البدن، فلو كان أمراً محسوساً على البدن لم يكن من الإيمان بالغيب، ولم يكن للإيمان به فائدة، لكنه من أمور الغيب، وأحوال البرزخ لا تُقاس بأحوال الدنيا.

ثالثاً:
أن العذاب والنعيم وسعة القبر وضيقه إنما يدركه الميت دون غيره، والإنسان قد يرى في المنام وهو نائم على فراشه أنه قائم وذاهب وراجع، وضارب ومضروب، ويرى أنه في مكان ضيق موحش، أو في مكان واسع بهيج، والذي حوله لا يرى ذلك ولا يشعر به، والواجب على الإنسان في مثل هذه الأمور أن يقول: "سمعنا وأطعنا وآمنَّا وصدَّقنا ". أهـ

قال الحافظ في الفتح (3/298):
بعد أن ذكر أن المصنف -البخارى- لم يتعرض هل العذاب على الروح، أو على الجسد أو عليهما جميعاً، قال: واكتفى بإثبات وجوده ـ يعنى عذاب القبر ـ خلافاً لمن نفاه مطلقاً من الخوارج وبعض المعتزلة (كضرار بن عمرو، وبشر المريسي، ومن وافقهما) وخالفهم في ذلك أكثر المعتزلة وجميع أهل السنة وغيرهم وأكثروا من الاحتجاج له.

وذهب بعض المعتزلة كالجبائي:
إلى أنه يقع على الكفار دون المؤمنين، وبعض الأحاديث السابقة ترد عليهم.
 
فيا عجباً لهؤلاء السفهاء... الذين يعتلون منابر التشكيك في قضايا الاعتقاد فينكرون عذاب القبر، كما خرجوا علينا من قبل وكانوا ينكرون الشفاعة ويردون أحاديثها مع أنها متواترة قطعية.

والدافع لهذا أما أن يكون هوى أو الجهل.

فأما الهوى:
فإنه يضلُّ عن الحق فيأخذ بأصحاب العقول البعيدة عن نور الوحي إلى دركِ الهاوية حيث تأخذهم الفكرة العابرة، وتلعب بعقولهم، وتختمر في أذهانهم، فيخرجوا علينا بأفكار هدَّامة مظلمة، تصطدم مع نور الوحي، فيطعن في ثوابت الشرع تارة؛ لأن عقله لا يصدق ما جاء في الشرع، فتراه مرة يطعن في رواة الحديث كأبي هريرة -رضي الله عنه- أو أنه يرد الحديث على أنه أحاديث أُحاد، أو أنه غير مقبولٍ عقلاً... وغير ذلك، والدافع هو الهوى.

وأما الجهل:
فإنه يوقع أصحابه في المهالك.

كان سهل -رحمه الله- يقول:
"ما عُصِيَ الله تعالى بمعصية أعظم من الجهل، قيل: يا أبا محمد هل تعرف شيئاً أشد من الجهل؟، قال: نعم. الجهل بالجهل".

وهو كما قال:
لأن الجهل بالجهل يسد بالكلية باب التعلّم.

فهؤلاء الذين يدَّعون العلم وهم أجهل من الدواب، يقول فيهم السيوطى ـ رحمه الله ـ كما في "الأشباه والنظائر صـ 28، 29":

وكيف يُقاس مَنْ نشأ في حِجْرِ العلم منذ كان في مهده ودأب فيه غلاماً وشاباً، حتى وصل إلى قصده ـ بدخيلٍ أقام سنوات في لهوٍ ولعبٍ، وقطع أوقاتاً يحترف فيها أو يكتسب، ثم لاحت منه التفاتةٌ إلى العلم فنظر فيه وما احْتكم، وقنع منه بتحلة القسم، ورضي بأن يقال: عالم وما اتَّسم". أهـ

فعلمُهُم بالدين ضحلٌ، وجهلهم مطبقٌ، ومع ذلك يتكلَّمون في أمور لو كانت على عهد عمر -رضي الله عنه- لجمع لها أهل بدر وفقهاء الصحابة.

فهؤلاء الذين قال فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في مسند الإمام أحمد وعند الحاكم: "بين يدي الساعة سُنُون خدَّاعَة، يُكذَّب فيها الصادق، ويُصدَّق فيها الكاذب، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطِق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة".

فيا أيها الأحبة...
عليكم بالعتيق، عليكم بكتاب الله وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفهم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتابعيهم بإحسان، ودعْ عنك قول أهل الزور والباطل والبهتان.

قيل لأنس بن مالك -رضي الله عنه-:
"يا أبا حمزة إن قوماً يُكَذِّبون بعذاب القبر، قال: فلا تُجالِسوا أولئك".

وللحديث بقية ـ إن شاء الله تعالى ـ مع "أسئلة عن القبر تبحث عن إجابة".

وبعد...،
فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذه الرسالة.

نسأل الله أن يكتب لها القبول، وأن يتقبلها منا بقبول حسن، كما أسأله سبحانه أن ينفع بها مؤلفها وقارئها ومَنْ أعان على إخراجها ونشرها... إنه ولي ذلك والقادر عليه.

هذا وما كان فيها من صواب فمن الله وحده، وما كان من سهو أو خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بَراء، وهذا بشأن أي عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب، فإن كان صواباً فادع لي بالقبول والتوفيق، وإن كان ثمّ خطأ فاستغفر لي.

وإن وجدت العيب فسد الخللا    جلّ من لا عيب فيه وعلا

فاللهم اجعل عملي كله صالحاً ولوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه نصيب
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم...
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
5 ـ الأدلة على عذاب القبر (من القرآن والسنة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 7 ـ أول ليلة في القبر وأهوال القبور
» عذاب القبر ونعيمه
» 35 باب ما يُنَجِّي من عذاب القبر
»  4ـ أسباب عذاب القبر والأسباب المُنجية منه
» 6 ـ أسئلة وأجوبة حول القبر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـقـــــــــه الــدنــيـــــــا والديـــــن :: فقه الجنائز وأحكام التعزية-
انتقل الى: