منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها Empty
مُساهمةموضوع: نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها   نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها Emptyالثلاثاء 03 أكتوبر 2017, 6:58 pm

نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها 414
نسمات ونبضات (4)
علاقتها ببيتها وأطفالها
زبيــــــدة الأنصــــــاري
غفر الله لها ولوالديها وللمسلمـين
===================
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

وبعد:
فيسرنا أن نقدم للأخت المسلمة الجزء الرابع من «نسمات ونبضات» لمؤلفته الأخت زبيدة الأنصاري.

وهذا الجزء يهتم بأمر غفل عنه البعض؛ ألا وهو مسئولية المرأة المسلمة في بيتها وبين أطفالها، والاهتمام بهذا الجانب يحمي ركنًا من أركان الأسرة من التهدم والضياع والتفكك والتفرق، ويُنشئ جيلاً صالحًا وأمًا مثالية..

جعلنا الله مِمَّنْ يستمعون القول فيتبعون أحسنه وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الناشر
=============
علاقتها ببيتها وأطفالها
1- أدركت أن أهميتها تكمن في حجم ما تحمل من مسئوليات.. قيمتها تحددها نوعية ما تنجز وتقدم من أعمال ومهام.. فشعرت بالسعادة.. وهي تشهد نتيجة بذلها وعطائها.. شعرت بالسعادة وهي تترك أثرًا واضحًا.. في مجتمعها.. فكان طفلها هو أخصب مكان تترك فيه الأثر.. وهو خير من يتقدم بمجهوداتها مجسدة على أرض الواقع.. فلم تستهن أبدًا بما تقدمه من جهد.. ولا تتأفف من عناء المسئولية.. وضخامة حجم المهام الملقاة على عاتقها.. لأن حملها للقب الأمومة.. ينتشلها من حياة كانت فيها بلا أعباء.. ليضعها تحت المسئولية.. ويحملها عبء البذل.. وشرف العطاء.. ومفخرة التضحية.. فتحمل من المكانة الرفيعة ما يعلي شأنها أمام الله تعالى... أولاً.. ثم أمام الناس.. ثانيًا.. وكان إرضاؤها لضميرها أكبر.. وبالتالي... شعورها بالسعادة أعظم.

2- تعلم أن الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم وأن المجتمع ليس إلا بيوتًا هي لبناته.. والبيوت أحياء.. والأحياء مجتمع.. فتجاهد بنفسها لكي تكون لبنتها صالحة.. وليكون مجتمعها قويًا بأحكام الله تعالى.. صامدًا في وجه أعداء الله سبحانه.. يشع بالخير.. ولا ينفذ إليه الشر.. فيخرج من بيتها.. أركان الإصلاح.. الداعية القدوة.. طالب العلم.. المجاهد الصادق.. الزوجة الصالحة.. والأم المربية.

3- أيقنت أن الأمومة... أسمى وظائفها.. وأشرفها.. وخير ما تقدم للمجتمع.. وأن من يعتبر وجودها بالبيت تعطلاً.. فإنه شخص لم يقم تفكيره.. بتقدير ذلك الإنسان.. الذي تصنع الأم كيانه.. وتصوغ خلقه.. ولا يقدر على ذلك غيرها.

4- تدرك  بما أنها أم مسلمة.. في أسرة مسلمة.. في مجتمع مسلم.. فإنها الركن الأساسي للبيت.. وأنه مقر عملها الأول.. لا تخرج منه إلا لضرورة.. فتكون أكثر ملازمة للأطفال.. فهي أقدر على معايشتهم.. والاستجابة لحاجاتهم.. بحب ورغبة.. لذلك فهي تدرك أن مهمتها في التربية أكبر من مهمة الأب.. ومسئوليتها أعظم.. إنها أم مربية.. وزوجة صالحة.. تفوت على أعداء الإسلام.. مخططاتهم لهدم الأم المسلمة.. والأسرة المسلمة.. والمجتمع المسلم.

5- البيت هو الأصل في حياتها.. هو المقر.. ما عداه هو استثناء طارئ.. لا تثقل فيه ولا تستقر.. إنما هي الحاجة تقضى وبقدرها.. بيتها هو المكان الذي تجد فيه نفسها على حقيقتها.. كما أرادها الله تعالى.. غير مشوهة.. ولا منحرفة.. ولا ملوثة.. ولا مكدودة.. في غير وظيفتها التي هيأها الله تعالى لها بالفطرة.. والذي هيأ لها زوجًا ينفق عليها.. ويقوم بواجبه نحوها.. فيتاح لها من الجهد.. والوقت.. وهدوء البال.. ما تشرف به على فراخها الزغب.. ما تهيئ به لمقرها.. وبيتها.. نظامه.. وعطره.. وبشاشته.. إنها تدرك أن الأم المكدودة بالعمل.. المرهقة بمقتضياته.. المقيدة بمواعيده.. المستغرقة الطاقة فيه.. لا يمكن أن تهب للبيت جوه.. وعطره... لا يمكن أن تمنح الطفولة النابتة فيه.. حقها.. ورعايتها.. إنها لن تنشر في جو البيت.. إلا شد الأعصاب.. والإرهاق.. والضجر.

6- كونها راعية على أهل بيتها.. يجعلها تقوم بما يحكم بيتها.. وأطفالها.. وزوجها.. وبما يصدر عن شريعة دينها.. وإسلامها.. ويحقق لها.. ولهم.. السعادة في الدنيا والآخرة.. تأمر بالمعروف.. وتنهى عن المنكر.. حينما يظهر لها ترك المعروف وفعل المنكر.. تعلم أنها ستسأل عنهم يوم القيامة.. فأعدت للمسألة جوابًا.. في يوم لا ينفع فيه ندم.. ولا حسرة.. «ما من راعٍ إلا يُسأل يوم القيامة أقام أمر الله أم أضاعه»..

7- هي الأمل.. في استنقاذ الأمة.. بتربية الأجيال.. ورجال يشبون منذ نعومة أظفارهم على فهم الإسلام.. والتضحية في سبيله.. أدركت أن غيبتها الطويلة عن تربية الأشبال على العقيدة الصحيحة.. جعل الأجيال تخنى والأمة ترضخ.. بعد أن كانت رائدة الأمم.. في غيبتها تربي الشباب على الخوف من المجهول.. ومن الأوهام.. والخرافات.. بات الفتى يهذي بالوساوس.. يخشى الظلام.. ويرتعب من حركة هرة..: أو تهويمة خفاش.. أفلام الأعداء ومسارحهم وقصصهم.. زرعت ذلك في القلوب والعقول.. حتى صاغوا المسلم على نمط لا يصلح إلا للاستعباد.. والاستذلال.. وثقت في دورها والآمال المنوطة بها.. إنها الآن أقوى شخصية.. وأقدر على صنع المعجزات.. لأنها علمت أن الأمر جد لا هزل فيه.. وأنه خطير لا هوادة فيه.. وأنها مسلمة.. ينبغي أن تثبت للتحدي.. وتصمد في الميدان.

8- تعلم أن غيابها عن بيتها.. في أي صورة كانت.. يضاعف من التمزق الأسري.. وأن أبناءها حين لا يجدون الأب.. ولا يجدونها.. فإنه لا إرشادات.. ولا توجيهات.. ولا تحذيرات.. ولا مفاهيم تربوية.. فإذا ما تعثًَّروا.. زلت أقدامهم.. فلن يجدوا من يقيل عثراتهم.. ويسدد خطواتهم.. وليس لديهم من سبيل.. إلا أن يربي كل واحد منهم نفسه.. تربية متخبطة.. مأخوذة من صديق سوء.. أو من كتاب مضلل.. أو من مجلة خليعة.. أو من صحيفة تافهة.. فيتشكل بذلك شخصية أنانية.. لا تدرك إلا مصالحها.. ولا تقدر إلا ظروفها.. كل له عالمه الخاص.. وأمر الأسرة لا يعنيه.. من قريب أو بعيد.

9- استقرارها في بيتها.. قيامها بما يجب عليها من تدبيره.. بعد قيامها بأمور دينها.. هو الأمر الأساسي.. والذي يناسب طبيعتها.. وفطرتها.. وكيانها.. فيه صلاحها.. وصلاح الأسرة.. وصلاح المجتمع.. فإن ميادين النساء.. مع التمسك بالحجاب.. والصيانة والبعد عن مخالطة الرجال.. تقي نفسها وسائل الفتنة.. ومكايد الشيطان.. وتقضي وقتها فيما يفيدها.. ويفيد غيرها.. ويعينهم على الخير والصلاح.. دون أن يكون في ذلك أي تعارض مع متطلبات بيتها.. وزوجها.. وأطفالها.. وعندما تشعر بالتعارض.. وأن بيتها سوف يتأثر.. تركتها بثقة.. ودون تردد أو لوم نفس.

10- لا تصاب بالإحباط.. حينما تشعر أنها عاجزة عن جعل بيتها.. نظيفًا.. ومرتبًا دائمًا.. وعن توفير متطلبات زوجها وإرضائه.. وعن تربية أطفالها تربية تؤهلهم أن يكونوا مثاليين.. وناجحين.. ولا يزداد الشعور لديها بالإحباط حين تجد غيرها قد حقق ما عجزت هي عن تحقيقه.. أو أظهرن لها ذلك.. إنها تتميز بمثالية الإسلام.. إنها مثالية واقعية.. ممكنة التطبيق.. إنه لا يكلفها ما يتعارض مع فطرتها.. وما هو فوق طاقتها.. ?لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا?.. فتطمئن بذلك نفسها.. ويهدأ بالها.. وتقر عينها.. ما دامت تبذل الجهد.. وما في وسعها.. وطاقتها..

11- بما أن رسالتها في الحياة هي الأمومة.. والتربية.. تربية الأبناء على ما يحبه الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.. فإنها قبل أن تبحث عن أساليب لتربية أبنائها.. وتحتار في ذلك.. تبدأ بنفسها.. وتجاهدها.. وتؤدبها بالأدب النبوي الرفيع.. تزينها بالأخلاق الربانية.. لأنها إن نجحت في ذلك.. استطاعت أن تربي أمة كاملة.. وجيلاً فريدًا.. ولن تحتاج عندها لأي نظرية مستوردة لتربية أبنائها.. بل تترجم بالعمل في واقع حياتها.. تكون هي القدوة لهم في كل شيء.. فالأطفال على هوى أهليهم.. يحبون ويكرهون مثلهم.. لا يعرفون غير مقياس أمهم.. إذ هي في حياتهم كل شيء..

12- موقفها من وسائل الإعلام التي تنحرف عن رسالتها... وتدمر نفسية المجتمع ببطء.. هو الذي يحدد مدى تأثر طفلها بالأشياء التي يراها.. أو يقرؤها.. إنها تدقق.. وتميز.. بين ما يمكن أن يراه أطفالها.. وبين ما يجب أن يمنعوا من رؤيته.. تدرك أن احتقارها لكل ما فيه ضرر على نفسية وعقلية أطفالها.. سينقل هذا الاحتقار.. بحيث يصبح موقفًا لأبنائها وبناتها.. من هذه الأشياء.. فيتعالون بدورهم عن مشاهدة ما لا يرضى عنه والدهم.. لأن الأطفال عادة يتشكلون بمدى سيطرة أسرتهم على نفسها.. في احترام كل من الأبوين لهذه القيم.. إن رقابتها الدائمة توفر لأبنائها ضميرًا حساسًا يرفض به كل ما يخل بالدين والأخلاق.

13- إذا رأت ما عليه الأبناء في هذا الزمان.. من التمرد والانحراف.. ورأت ما عليه الآباء والأمهات.. من الغفلة والإعراض.. وكاد اليأس يدب إلى قلبها.. وينفث آثاره في روعها.. نظرت إلى السلف الصالح.. إلى صورهم المشرقة من سيرتهم في التربية.. فشمَّرت عن ساعد الجد.. واستفرغت لتربية أبنائها الطاقة والجهد.. دون يأس أو ملل.. فالذي أصلح السلف.. قادر سبحانه على إصلاح الخلف.. فهذه الأمة كالمطر.. الخير في أولها.. وأوسطها.. وآخرها.

14- تعطف على صغارها.. تعالج أخطاءهم بحزم.. وصبر.. وأناة.. وتحمُّل.. لا تكثر الأوامر.. وتشتد في الغضب.. حتى لا تفقد احترام أطفالها.. تعودهم على احترام مشاعر الآخرين.. تساعدهم على معرفتها.. فيتدربون على محاسبة أنفسهم.. فيبتعدوا عن الأنانية.. وحب الذات.. تراعي أحوال أطفالها.. تقدر العقوبة بحسبها.. فكانت معاملتها المبنية على الحب.. والعطف.. والحنان.. لا على الإرهاب.. والقمع.. والقسوة.. خير معين لها للوصول إلى النتائج التي ترجوها.. "وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".

15- لا تستهين بمهمتها.. إنها تربي رجال المستقبل.. الذين سيرفعون من شأن أمتهم.. ويبنون لها مجدها.. بإذن الله تعالى.. تعد النساء الفاضلات.. اللاتي يتمثلن مبادئ الإسلام.. ويعملن بها بعزة وفخار.. يضحين برغباتهن في سبيل الله تعالى.. من أجل ذلك فهي ما تزال تراقب الله تعالى.. في كل حركاتها وسكناتها.. وتتعهد نفسها بالتقوى.. متمسكة بكل ما يدعو إليه إسلامها.. ولا يناقض قولها عملها.. فإن دعتهم إلى مبدأ.. فهي أحرص الناس على القيام به.. وإن دعت إلى الالتزام بآداب الإسلام.. فلا تهملها.. أو تغلفها.. تدرك أنها بذلك في عبادة.. تؤجر عليها.. إن أحسنت القصد.. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ"..

16- ليست ممن تربي أبناءها على الكذب والخداع.. والتلون.. وتسمي ذلك ذكاءً.. وفطنة.. ولا ممن تربيهم على التهور والجرأة.. والتطاول على الناس.. وتسمي ذلك شجاعة.. ولا ممن تربيهم على عادات وتقاليد الكفار.. وتزعم أن ذلك.. تقدم وحضارة.. وليست ممن تغضب إذا انتقص ابنها حقًا من حقوقها.. أو تهاون في أمر من أوامرها.. ولا تغضب إذا انتقص حقًا من حقوق الله تعالى.. أو حقًا من حقوق عباده.

17- يمتص الطفل المعاني التي يستمع إليها من والديه.. ويشاركهما في انفعالاتهما.. لذا فآهاتها وحسراتها كأم.. تترك أثرًا كبيرًا في نفس أطفالها.. فتتكون المعاني الأولى في قلوبهم.. حين يستمعون إلى معاني البطولة.. والتضحية.. والجهاد.. وأعمال المسلمين من السلف الصالح.. وكيف آثروا الرسالة على كل متع الدنيا.. وكيف أحبوا الاستشهاد في سبيل الله تعالى.. وبذلوا الوسع لإدراكه.. إنها أم لا تسمع طفلها آهات.. وحسرات.. في سبيل الشهادات.. والمراكز المرموقة.. وما يجلب المال الوفير.. إن آهاتها وحسراتها من نوع آخر.. إنها في سبيل غرس حب رسالتها.. في قلب طفلها الصغير.

18- لديها من البصيرة.. ما تتبين به حقائق الأمور من خطر المدارس الأجنبية.. وآثارها على أبنائها.. وأسرتها.. وأمتها.. حيث المعلمات المتربصات.. المعدات بعلم وتخطيط.. ودراية.. لاحتضان جيل ضائع بين الغافلات.. والحائرات من الأمهات.. تبدو المعلمة منهن في دنيا الطفل المخلص الذي جاء لحمايته من التشرد.. والضياع.. تحيط بها حالة من المثالية.. لا يلبث الصغير معها إلا أن يتقبل كل تصرف تقوم به.. وكل عمل تطلب منه أن يؤديه.. حتى ولو كان في سبيل ترك دينه.. فيحل محل الأم الغافلة.. أمهات ربين تربية خاصة.. وأعددن إعدادًا معينًا.. وثقفن بأحدث الأساليب التربوية والنفسية.. ليحللن في حبة القلب وفي قمة التقدير من أبناء الجيل المسلم المنكود.

19- تحفظ الإسلام زيًا ولباسًا.. بعد أن وعته حقيقة تحيا لها.. ووجودًا تعيش من أجله.. تحدث أبناءها عن عظمة الإسلام.. وتروي تعطشهم لحب البطولة.. فينشأون ونبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم- قدوتهم.. وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضوان الله تعالى عليهم-.. في أذهانهم.. وبطولات خالد وسعد وعقبة والقعقاع لا تفارق مخيلتهم.. تحول بين أطفالها وبين ما يُذاع ويُشاع.. من غُثاء القول وساقط الكلام.. سقيم المعنى.. خسيس الهدف.. تحمله صحيفة ملونة أو مجلة مزخرفة.. أو يردده وينقله تلفاز أو مذياع.. إنها تفكر بعقلها.. وتحنو بفطرتها وقلبها.. حتى يحيا أطفالها بين خطين.. لا عوج فيهما ولا انحراف .. ترضعهم من صدرها الحاني شرابًا سائغًا.. لا شرابًا صناعيًا قد تحجَّر قلب صاحبته.. باحثة عن إبراز الفتنة.. والجمال.

20- بدافع حبها لهم.. وعطفها عليهم.. وخشيتها من العقاب.. لا تلجأ إلى إخفاء أخطاء أبنائها عن أبيهم.. لتكون النتيجة استمرارهم في الخطأ وثباتهم عليه.. لأنهم وجدوا في أمهم ساترًا لهم وحاميًا من العقاب.. بل تخبره منذ البداية ولا تخفي عنه شيئًا.. حتى لا تستفحل أخطاؤهم.. وتكبر معهم.. فتصبح جريمة.. وخلقًا وضيعًا.. إنها بذلك لا تضع عاطفتها جانبًا.. إنما تجعلها مبصرة حكيمة عاقلة..

21- لها رقابة دقيقة على سلوك بناتها وتصرفاتهن.. تدرك أن هذه الرقابة في مصلحة ابنتها أولاً وأخيرًا.. فلا تسمح لبناتها أن يذهبن إلى الأماكن المختلطة.. أو الحفلات التي يحدث فيها شيء من ذلك.. لاسيما أن منكرات الأفراح كثيرة.. تحذر بناتها من خطر التبرج.. تبين لهن أضراره.. تحرص على عدم خروجهن الكثير من البيت.. فإن خروج المرأة من بيتها لغير حاجة ضرورية شر عظيم.. وإن خرجن فهي تعلم إلى أين يذهبن.. وماذا يصنعن.. إنهن في عصر عمَّ الفساد فيه في البر والبحر.. وسائل الإعلام في كل مكان تبث الخلاعة والمجون.. تنفث سمومها في بنات المسلمين.. تقضي على العفاف والحياء.. باسم التقدم والرقي.. فمن لهن؟

22- تتفهم نفسية طفلها.. تدرس أحواله.. تعيش وتتفرغ له.. فلا هي أم جاهلة غير واعية.. تفرغت لجسد الطفل وليس لنفسه.. تفرغت لثيابه وليس لعقله.. تفرغت لحجرته وليس لتربيته.. مزيج مما تعيش له في دنيا الأزياء واللقاءات.. والأحاديث الفارغة.. واللغو الرخيص.. ولا هي أم مثقفة تخرجت من جامعة أو كلية.. فلم تدع لطفلها مجالاً.. ولم تترك له من حياتها اللحظات الحانية.. والأوقات السعيدة.. ذلك أنها أعدت على عين المنافقين لتنشغل بالحقوق السياسية.. والحقوق النسائية.. والحفلات الساهرة.. ولا هي أم تعمل على كتابة الحجب.. والتردد على المشعوذين.. والحديث عن أثرهم في الحمل.. والمحبة.. وإيذاء الناس.. تتلهف إلى ما تقوله البصَّارة وقارئة الفنجان.. واقعة في شرك عظيم.. ولا هي أم ترى أن الأمومة في ترك الأطفال للخدم.. يوجهون نحو المعوج من القول.. والمعقد من السلوك.. لأن حديث الصالونات.. والمشاركة في كل نشاط حياتي إلا نشاط الأمومة.. ألهاها عن أقدس واجب وأسمى رسالة..

إنها ليست كتلك الأمهات.. بل هي أم واعية.. متفرغة.. مثقفة.. تجمع بين التدين والتفتح.. والحشمة والروح الاجتماعية.. تجود بالعاطفة.. تمنح من ذاتها لأطفالها ما يصرفهم عن حنان مصطنع ومحبة مزورة من خادمة أو حاضنة.. أم مطلعة على الثقافة الإسلامية وأصول التربية القرآنية.. نقية السريرة.. طاهرة الضمير.. مستنيرة العقل.. إنها الأم المسلمة.

23- لا تعلق قلبها وقلوب أبنائها بالسفر لبلاد المعاصي.. فتصير همهم وشغلهم الشاغل.. فلا تأتي إجازة.. إلا وهم يسألون.. ويتشوقون للسفر لتلك البلاد.. لا تسير خلف خطوات الشيطان.. حين يوحي بأنها بلاد الخضرة والجمال.. والطبيعة الساحرة.. وأن بإمكانها المحافظة عليهم من التأثر بما فيها.. لأنه لا بد مع مرور الوقت وتكرار الأمر.. أن تلين قناتهم ويخضعون.. ويفعلون ما يفعله غيرهم.. هناك.. من نزع الحجاب .. وارتكاب المعاصي.. والنظر إلى المحرمات.. سواء على مرأى من أهليهم أو في الخفاء.. تدرك أنها حينها.. ستحصد ذلك في الدنيا.. حينما يكبر أبناؤها.. ويكبر بها العمر.. أو تصاب بمرض.. وتطلبهم فتجدهم مسافرين.. وفي الآخرة.. حين تُسأل عنهم أمام رب العالمين: "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ".. و: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».. وحين تخسر قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الرجل لترفع درجته يوم القيامة فيقول.. أنَّى لي هذا؟ فيقال.. باستغفار ولدك لك».

24- تحث ابنتها على مرافقة الفتيات الصالحات.. تحرص على تقوية العلاقات بهذه الرفقة الصالحة الطيبة.. تجنبها مرافقة الفتيات المتبرجات.. فإن ضررهن على ابنتها كبير.. فالأخلاق تعدي كالأمراض.. تعرف ما تتطلبه التربية.. من جهد وصبر.. وسعة بال.. فلا تغفل عنها.. ولا تكل مسئولية التربية إلى الخادمات.. أو المدارس.. تدرك أن التهاون في هذه الأمانة خيانة لله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ".


نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها Empty
مُساهمةموضوع: رد: نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها   نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها Emptyالثلاثاء 03 أكتوبر 2017, 7:03 pm

نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها Images?q=tbn:ANd9GcTUlIzBMJD7puR4K5AzZD6w8UM9btoT9ASC5eytQchgdJ9cU9WT
25- نعم المسلمة المربية.. تعوِّد طفلها أن يبدأ عمله باسم الله تعالى.. ويختمه بحمد الله تعالى.. يكون مع الله تعالى في سره وعلانيته.. تداعب طفلها في أرجوحته.. وتهدهده في سريره.. بكلمات تفيض بالأمومة الحانية والإيمان.. توحي له أن الله تعالى معه يحفظه ويرعاه.. تعلم طفلها الصلاة وتسبقه إليها.. فتقع عينه عليها.. وهي قائمة في صلاة.. أو خاشعة عند تلاوة قرآن.. يفيض الصفاء منها بصورة غامرة.. تحدث طفلها عن سمية وخولة ونسيبة والخنساء.. فيرى فيها الكثير من سلوكهن وأحوالهن.. توحي إليه بأن الأمة بحاجة إلى جيل يقودها نحو الظفر.. جيل قوي في عقيدته.. قوي في أخلاقه.. قوي في كل مظاهر عيشه.. لا خانع.. ولا ذليل.. إنها المربية المتدينة.. التي تحسن صناعة الرجال.

26- تحذر من أن تدفع بأبنائها إلى التعلق بالتلفاز والفيديو.. وغيرها من الأجهزة.. التي تضع بذور الهدم في العقول.. على كل المستويات والأعمار.. فتنمو داخل تلك النفوس.. فينشأ أصحابها نشأة غير سوية.. يكونون مجتمعًا مريضًا مستغرقًا في غيبوبة الغرائز.. تحذر من أن تكون سببًا في تعلق أبنائها بممثلين وممثلات ليصبحوا القدوة لهم.. فكم من ممثل وممثلة.. سقط القناع عن وجوههم فإذا هم.. قوادون.. ولصوص وتجار مخدرات.. إنها تدرك أنه من العبث المهلك أن يعتاد أطفالها رؤيتهم وهم يقومون بأدوار الإجرام والخيانة والخسَّة.. ثم يرونهم وهم يقومون بأدوار البراءة والطهر والرحمة.. لأنها تعلم أن ذلك يغرس في نفوسهم البريئة.. ويثبت في عقولهم إمكانية الجمع بين هذه الصفات المتناقضة.. وأنه لا بأس من الجمع بين الحلال والحرام.. والأمانة والخيانة.. التي غزانا بها أعداؤنا.. فدمرت أخلاق أجيالنا وقيمهم.. وأوردت بالأمة المهالك.

27- تلزم أمر الله تعالى.. ترضع أطفالها.. تعلم أن الرضاعة جوهر أساسي في حياة الطفل.. ووسيلته في الاتصال بأمه.. وشعوره بالدفء والأمن في حجرها.. في حضنها.. وبين ذراعيها.. إنها لا تغذي صغيرها وتشبع جوعه فحسب.. بل إنها تغذي روحه المتعطشة إلى الحنو.. ونفسه الظامئة إلى الحب والعطف والحماية.. تعلم أن الرضاعة مصدر لذة الطفل الكبرى التي تجعله يستقبل النداء الإلهي.. "رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" فينفعل له.. ويتأثَّر به..

28- تظهر الاستياء من انحرافات الضالين.. والمغضوب عليهم.. والمشركين.. ومن تبعهم.. أمام أطفالها.. تنتقد ما يبدو من أخلاقهم ومظاهر حياتهم.. من ظلم.. واستهتار.. وترف.. وانهيار.. موحية لهم بنتائجها السيئة.. عن طريق القصة.. والحوار.. والقدوة.

29- لا ترمي بأطفالها للمربيات.. أو الخادمات.. أو دور الحضانة.. من أجل العمل.. ما لم تكن له ضرورة ملحة.. أو من أجل الزيارات.. والحفلات والسهرات.. تاركة أطفالها يبكون.. وينامون.., وهم يشعرون بالحرمان.. وانعدام الحنان.. يصرخون.. يبحثون عنها في كل أنحاء المنزل.. وفي كل الوجوه.. وما من مجيب.. لأنها ليست هنا.. إنما هي دائمًا هناك..

30- أبناؤها شغلها الشاغل.. وهمها الدؤوب.. لا تهدأ حتى تطالع أحوالهم.. ولا تهنأ حتى تشرف بنفسها على إعداد طعامهم.. ولا يطمئن لها بال حتى تتعهد بالنظافة أبدانهم.. وتنسق بيدها ثيابهم.. كل ذلك لا يشغلها عن متابعة أحوال بيتها وإعداده وترتيبه.. إنها أم أيقنت.. وزوجة أدركت.. أن إدارة البيت مهمتها.. والإشراف عليها وظيفتها.. فانطلقت بكل اقتناع تمارس مهمتها.. واضعة في الاعتبار أن الخادمة إن كان لها ضرورة.. ليست إلا مساعدة ومعاونة لها على أداء مهمتها.

31- حفظ الأبناء.. لا يعني لديها توفير الثياب.. وإعداد الطعام.. وتهيئة المنام.. إنما هو فوق هذا.. معان عاطفية.. يحسها طفلها ويتمتع بمذاقها.. ويأنس لسماعها.. فليس أجمل من سويعات تمضيها بين أطفالها.. تحاورهم.. وتسامرهم.. تروي لهم ما لذَّ وطاب.. من قصص الأنبياء عليهم السلام.. والصحابة رضوان الله عليهم.. والصالحين.. راسمة معاني ومعالم القدوة في نفوسهم..

32- لا تؤثر بعض أبنائها على بعض.. ولا بعض بناتها على بقيتهن.. مدركة أن التفرقة تولد روح الحقد والحسد في نفوسهم.. تنزع عواطف الحب والمودة فيما بينهم.. تسبب عقدًا وأمراضًا نفسية.. تعرضهم للانحراف.. لا تُميِّز الولد عن البنت لمجرد أنه ذكر.. بل تُحسن إلى بناتها كما تُحسن إلى أولادها.. «مَنْ كانت له أنثى فلم يئدها ولم يُهنها ولم يُؤثر ولده عليها أدخله الله تعالى الجنة»..

33- لا تهمل بيتها.. وزوجها.. وأطفالها.. بحجة أنها مشغولة بالدعوة.. بل ترتب الأولويات والمهمات.. فإذا ضاقت عليها الأوقات.. أسندت بعض المهمات إلى أخريات يتحملن معها المسئولية.. ويعنَّها على الجمع بين الخيرين..

34- قائمة بالأمانة الشرعية.. حتى في عقابها لأطفالها.. لا تضرب الرأس أو الوجه أو العورة.. تباعد بين زمن الضربات.. وتفرق.. ولا تجمع في مكان واحد.. ولا يكون بآلة حادة أو قاسية.. وإذا توسل طفلها بالله تعالى رفعت يدها عنه إعظامًا لله عز وجل.. ولا تضرب مع الغضب.. فضربها ليس انتقامًا.. بل تأديب لا تعاقب إلا نادرًا.. وعند الضرورة القصوى.. حتى لا يتعود طفلها عليه.. فلا يؤثر فيه بعد ذلك.. إن لديها مجالات أخرى للتأديب.. من ترغيب.. وترهيب.. وحرمان لشيء يحبه.. في حدود وسائل التربية الشرعية.

35- تربي بناتها على مكارم الأخلاق ومحمود العادات.. منذ نعومة أظفارهن.. تحرص على تحفيظهن ما يستطعن من كتاب الله.. وشيئًا من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-.. تعلمهن مبادئ التوحيد.. وأصول الإيمان.. وأركان الإسلام.. سهلة ميسرة.. تهتم بفقه الطهارة.. والصلاة والصيام.. ونحوها من العبادات.. كل في وقته وحينه.. تجنبهن العادات السيئة.. لا تتهاون في ذلك بحجة أنهن صغيرات.. تعودهن الحجاب الشرعي منذ الصغر.. ولا تتركهن.. حتى إذا كبرن عجزت عن ذلك.. تعلم أن الله تعالى.. سائلها يوم القيامة.. عن الأمانة.. أحفظتها.. وأدت حق الله تعالى فيها.. أم ضيعتها.. وأهملتها..؟

36- تحيي بيتها بذكر الله تعالى.. بالصلاة.. وقراءة القرآن.. بمذاكرة العلم الشرعي.. وقراءة كتبه.. ولا تميته بسماع ألحان الشيطان.. والغيبة والبهتان.. «مَثَلُ البيت الذي يُذكر اللهُ فيه والبيت الذي لا يُذكر اللهُ فيه مثل الحي والميت».

37- أيامها في هذه الدنيا قليلة مهما طالت.. راحلة عنها مهما امتد بها العمر.. تعمل كأم مؤمنة.. على استمرار تسجيل الأجر في صحيفة أعمالها.. تربي أبناءها تربية صالحة.. فتقر عينها بهم.. ويكونون بارين بها.. في حياتها وبعد موتها.. يدعون الله تعالى لها بالرحمة والغفران.. «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

38- بحصول الوئام تتوفر السعادة.. ويتهيأ الجو الصالح للتربية.. وتنشئة أطفالها.. في بيت كريم.. مليء بالمودة.. عامر بالتفاهم.. بين حنان الأمومة وحدب الأبوة.. بعيدًا عن صخب المنازعات.. والاختلاف.

39- عمَّت المعازف بأصنافها والغناء بأنواعه أرجاء الدنيا.. أصبح للغناء معاهد.. وأندية.. وأساتذة.. بل وأصبح من أبناء المسلمين مَنْ يُعَدُّ إمامًا في هذا المجال.. الذي هو أسلوب من أساليب الهدم والتدمير.. لما فيه من الفحش.. والتكسر.. والتخنث.. مما أدى إلى انتشار الرذائل.. والفجور.. وتدني الأخلاق.. وانعدام القيم.. أدركت خطر ذلك كله على أبنائها.. فوقفت على معرفة حقيقة هذا الفن.. وحكمه.. وما يباح منه وما لا يباح.. وبدأت بنفسها.. فأعرضت عنه.. لتكون مطيعة لله تعالى.. وقدوة صالحة لأبنائها.. حفظت بيتها منه.. وحفظت أطفالها من سماعه.. ومن مجالس اللهو والباطل.. لأنها إن استقر في أسماعهم وعقولهم.. عسر عليهم مفارقته في الكبر.. وعزَّ عليها استنقاذهم منه.. وبما أنها تدرك حب الأطفال وشدة ميلهم.. إلى اللهو والغناء.. فقد أبدلتهم بغناء خالٍ من المعازف وفاحش القول.. أبدلتهم بالأناشيد الإسلامية وأشرطة الفيديو ذات القصص الهادفة المسلية.. والتي يمكنها عن طريقها أن تنفذ إلى عقولهم وتغرس في نفوسهم.. الأخلاق.. والخير.. والقيم.. ولكن دون إكثار منها حتى لا تقلق قلوبهم.. فتبعدهم عن فضائل الخير.. من صلاة.. وقرآن.. وذكر الله تعالى.. ولكنه الاعتدال والتوسط..

40- تغرس في نفوس أبنائها وقلوبهم.. الإيمان العميق.. فيستقر في فطرتهم أن مرضاة الله تعالى.. أعظم وأهم.. من كل ما في الدنيا من مكاسب وإغراءات.

41- لا تغفل عن الخادمات في بيتها.. تحرص على تعليمهن معاني الإسلام.. وأخلاقه.. وأحكامه.. تعلمهن الحجاب.. تربي فيهن الشفقة.. والعفاف والحرص.. فصلتهن فأثرهن على الأطفال كبير.. فهن بشر.. يؤثرن.. ويتأثرن.. فتحذر من إهمالهن.. أو التقصير في حقوقهن..

42- عينها على أبنائها.. تعرف ما يقرؤون وما يكتبون.. تعرف هواياتهم التي اختاروها لأنفسهم.. تعرف رفاقهم الذين يلازمونهم.. تعرف الأماكن التي يذهبون إليها في أوقات فراغهم.. تعرف ذلك كله.. من حيث لا يشعرون برقابتها عليهم.. فإذا وجدت انحرافًا منهم في قراءة.. أو هواية.. أو تعلق برفيق سوء.. أو اعتياد بعض العادات السيئة.. أو الألعاب المحرمة.. ردتهم إلى طريق الصلاح والحق.. برفق.. وحكمة.. وحزم.. وسددتهم إلى الصواب.. بلباقة.. وإقناع.. وجد.. لأنها تدرك مدى مسئوليتها في صياغة عقولهم.. وتكوين شخصياتهم.. وتربية نفوسهم.. بملاحظة ما يؤثر عليهم.. وعلى عقيدتهم..

43- تتحبب إلى أبنائها.. تدنو منهم.. تلاعبهم.. تمازحهم.. تسمعهم من كلمات المحبة والتودد.. والإيثار.. ما تبتهج به نفوسهم.. فإذا هم يحبونها.. ويقبلون على سماع توجيهاتها بحرارة وصدق.. وإذا طاعتهم لها نابعة من القلب.. أدركت أن الطاعة القائمة على الحب والاحترام والثقة.. أقوى من الطاعة القائمة على العنف والقهر والانصياع الجبري.. فالأولى طاعة دائمة وطيدة.. والثانية طاعة موقوتة.. سرعان ما تزول.. وتتلاشى.

44- ينشأ بيديها.. وتحت رعايتها.. البيت المسلم السعيد.. الممتلئ دفئًا.. وحنانًا.. والمفعم سكنًا واستقرارًا.

45- تصبر على تربية أطفالها.. ولا تغضب عليهم أمام زوجها.. ولا تدعو عليهم ولا تسبهم.. فإن ذلك يؤذيه منها.. ويؤثر على نفسيته.. حزنًا وضيقًا.. وأسى.. وربما استجاب الله تعالى دعاءها عليهم.. فيكون مصابها بذلك عظيم.. «لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم.. لا توافقون من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم».

46- تربي بناتها على عدم السفور والاختلاط بغير محارمهن.. أو التهاون في ذلك منهن.. تبعدهم عن التشبه باليهود أو النصارى.. وتحذرهن من ذلك.. برفق ولين.. تعلمهن العفاف والاحتشام.. تصرفهن عن جليسات السوء.. فإنهن المؤثر الأول في حياتهن.

47- تحرص على تكوين مكتبة إسلامية في بيتها.. يستفيد منها الكبار والصغار.. يقضون فيها أوقاتهم.. يتعلمون منها الكثير مما يفيدهم في دينهم.. ودنياهم.. وتكون بديلاً عما يفسد عليهم عقيدتهم وأخلاقهم..

48- تعد المسابقات المفيدة والمسلية لأبنائها.. تقص عليهم القصص الهادفة.. تقدم لهم الألعاب المباحة.. والمفيدة.. والمسلية.. في حدود ما شرعه الله تعالى.. تشاركهم فيها.. تشعرهم أنها معهم.

49- تتابع أطفالها في الصلاة.. تذكرهم بأوقاتها.. تأمرهم بها من السابعة حتى يعتادوا عليها.. ولا ينفرون منها في الكبر.. لا تكل.. ولا تمل.. ولا تيأس.. فهي عمود الدين.. وأول ما يحاسب عليه يوم القيامة.. تعودهم على الأذكار في أوقاتها.. أذكار الصلوات.. أذكار الصباح والمساء.. أذكار النوم.. أذكار الطعام والشراب.. وتسبقهم هي إلى قولها.. تذكرهم بها.. وتحثهم عليها.. تحفظهم بها من وساوس الشيطان.. وهمزه.. ونفثه.. ولمزه.. تبين لهم فوائد الأذكار العظيمة.. تشجعهم على الصدقة.. والرأفة بالفقراء والمساكين والمحتاجين من المسلمين في كل مكان.. إنها تدرك أن الرحمة الحقيقية هي في حمل الأطفال على الطاعة منذ الصغر.

50- توجه تفكير ابنتها منذ الصغر إلى الاهتمام بالبيت والأطفال.. تتدرج في تحميل ابنتها المسئولية كلما خطت قليلاً في السن ليتم الارتباط والتآلف بينها وبين المنزل.. تعد ابنتها للحياة الزوجية.. توضح لها الحقائق المتعلقة بهذه الحياة على حسب سنها.. تعلمها.. ولا تعتمد في أمر توعيتها على الدروس المدرسية.. إنها كأم صديقة تستطيع أن تبعث في نفس ابنتها الاطمئنان.. والثقة.. مما يجعلها تراجع أمها في كل ما يحيِّرها.. ويقلقها.. تنمي إدراكها لحياتها الآتية.. والمستقبلية.. عن طريق المناقشات.. وتقديم الكتب العلمية.. والفقهية.. الموثوق بها.. حتى لا تفاجأ بحياتها الجديدة.. وتشعر بثقلها.. وعظم مسئوليتها.. وتحس بالعجز عن القيام بمتطلباتها.. مما يؤدي إلى المشاكل.. ومن ثم الفشل.

51- تقيم الصلوات في أوقاتها.. لا تلهيها عن ذلك شواغل البيت.. وأعباء الأمومة.. والزوجية.. فالصلاة عماد الدين.. وهي أفضل الأعمال وأجلها.. يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.. أي الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة على وقتها».. قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين».. قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله».

52- تخرج من صلاتها.. وقد زكت نفسها.. وخشع قلبها.. وصفت روحها.. وامتلأ كيانها بطاقة روحية تعينها على مواجهة أعباء الحياة.. وهموم البيت.. والأمومة.. تمضي في حمى ربها الآمن.. لا تجزع إذا مسها شر.. ولا تمنع إذا غمرها خير.. "إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ".

53- تدرك أهمية تحليها بالعلم النافع.. وأثره في شخصيتها.. وأبنائها.. وأسرتها.. ومجتمعها.. توَّاقة إلى العلم.. مقبلة عليه.. مهتمة بتفهم مسائله.. بنفس راغبة.. مطمئنة.. متعطشة إلى الحصول إلى ما ينفعها منه.. في دينها ودنياها.. "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا".

54- تراعي في صداق ابنتها حالة الزوج.. لا تطالبه بما لا يقدر عليه.. إنها وعت أن تكليف الزوج فوق ما لا يطيق.. يجلب العداوة.. والبغض.. في قلبه لزوجته.. حين يشعر أنها السبب في ضيقه.. وديونه.. إن هدفها من الزواج.. سعادة ابنتها.. وليس شقاءها.

55- لا يصرفها انشغال زوجها.. عن حسن تربية بناتها.. تختار لهن أخوات صالحات.. تعينهن على اختيار الهواية النافعة.. تشاركهن فيها.. تشجعهن على حفظ القرآن الكريم.. والأحاديث النبوية.. تجلب لهن الكتب النافعة والمسلية.. حتى يحببن دينهن.. ويلمسن الرحمة والسعة فيه.

56- تربي أطفالها بنفسها.. لا تتركهم للخدم.. أو للمدرسة.. أو الشارع.. أو ليدٍ غير يدها.. لأن ذلك جزء من مهمتها.. فهي القادرة دون غيرها على تربية أطفالها تربية جسدية.. وعقلية.. ونفسية مستقيمة.. هي القادرة على أن تفي بحاجاتهم.. الوجدانية.. والعاطفية.. التي لا يمكن إشباعها إلا في جو تحيطه بحنانها.. وعطفها.. وأن نشأة أطفالها على أيدي الغير مهما كانوا سيترتب عليه اضطرابات عاطفية.. لها أبعد الأثر في تكوين شخصياتهم.. أما الوالدان.. فستنزع منهما عواطف الأبوة والأمومة.. مما يجعل علاقتهما بعضهما ببعض.. تقتصر على حد الشهوة.. والجسد.

57- أثبتت للجميع أن المرأة التي تخاف الله تعالى.. وتتقيه.. وترجو الثواب منه سبحانه لا من أحد غيره.. تستطيع أن تنشيء للمجتمع أبناء صالحين لم تلدهم هي.. مسحت من رأسها تلك الصورة المشوهة لزوجة الأب.. أخلصت في خدمتها لأبناء زوجها.. واعتبرته باب خير فتحه الله تعالى لها لتحصل على أرفع الدرجات.. "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ".. راعت نفسياتهم.. وقدَّرت موقفهم.. وبعدهم عن والدتهم.. فكانت حكيمة صبورة.. ودودة.. استطاعت أن تكسبهم إلى جانبها.. وأن تزرع محبتها في نفوسهم.. تهتم بهم.. تظل معاملتها ثابتة.. لا تتغير أبدًا وإن أنجبت هي أطفالاً.. لأن مبدأها العمل الخالص لوجه الله تعالى.. وضعت نفسها في نفس الظروف.. وتخيلت نفسها في نفس الموقف.. فأين سيذهب أطفالها..؟ مَنْ سيربيهم..؟ إنها امرأة أخرى.. "وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".

58- لا تصرفها شواغل البيت.. وأعباء الأمومة.. عن المطالعة والقراءة.. تختلس أوقاتًا.. بين الحين والآخر.. تخلد فيها إلى كتاب مفيد.. أو مجلة نافعة.. توسِّع آفاق ذهنها.. تمد عقلها بالمعرفة والغذاء.. وتهبه التفتح.. والنضج.. والنمو.. والتألق.

59- في لحظة ثورة.. أشعلها شيطان.. تفانى في التفريق بين الزوجين.. تركت أطفالها لزوجها.. مع زوجة أخرى.. وكأم واعية.. عملت على صهر أبنائها في حياتهم الجديدة.. وضَّحت لهم أن ما جرى هو بتقدير الله تعالى.. وأن زوجة أبيهم بمثابة أمهم الثانية.. وأن عليهم طاعتها.. ومحبتها.. حاولت ربط نوع من الصداقة معها.. حتى يتعاونا معًا على تربية الأطفال.. وتوجيههم.. لعلها في يوم تعود.. ويجتمع الشمل من جديد.

60- عاقلة فاضلة.. تسهر على سعادة ابنتها مع زوجها.. تحرص على قيام ابنتها بكامل حقوق زوجها.. تضحي براحتها.. لإراحتها.. لا تحمل في طبعها الكيد والخداع.. لأن سعادتها منوطة بسعادة ابنتها.. وزوجها.. وراحتها في تعليم ابنتها أساليب التوافق مع زوجها.. وابتغاء مرضاته..

61- تعوِّد أطفالها استقبال أبيهم.. واحترامه.. وتقبيله.. وشكره على ما أحضر لهم.. يُظهرون له سرورهم وبهجتهم بعودته.. فرحين بقدومه.. تدرك أن في ذلك عظيم الأثر على نفسه.. حين يرى أهل مملكته الصغيرة.. يسعدون ويبتهجون لعودته.. ويشتركون في استقباله.


نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
نسمات ونبضات (4) علاقتها ببيتها وأطفالها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نسمات ونبضات (3) علاقتها مع نفسها
» نسمات ونبضات (2) علاقتها مع والديها وأقاربها
» نسمات ونبضات (1) علاقتها مع خالقها سبحانه وتعـالى
» نسمات ونبضات (5) علاقة المسلمة بأخواتها ومجتمعها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأســــــــــــرة والــطــفــــــــــــــل :: نسمات ونبضات-
انتقل الى: