يوم اليتيم
يوم اليتيم E50c6b10
فهد بن عبدالله الراجح
اليوم العربي لليتيم هو اليوم العشرون من شهر ربيع الآخر الموافق السادس والعشرون من شهر ابريل من كل عام هو يوم اليتيم والذي يهدف الى تذكير المجتمع بأهمية رعاية اليتيم وتوفير كافة احتياجاته المادية والمعنوية وتشارك المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام في هذا اليوم بجملة من النشاطات والبرامج من خلال مشاركة في المعارض واقامة الامسيات الاجتماعية والثقافية في اطار اهداف المؤسسة في مجال رعاية هذه الفئة من الايتام ومن في حكمهم، واود ان اشير هنا الى ان المؤسسة الخيرية لرعاية الايتام تقوم بتفعيل دورها كجهة مختصة برعاية هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعاً من منطلق ما يمليه علينا ديننا الإسلامي الحنيف حيث ان الإسلام قد اعتنى بالأيتام عناية كبيرة وما تلك الآيات العديدة في كتاب الله وذلك الحث المتوالي من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا دليل قوي على هذه العناية ولقد ترجمت القرون الاولى هذه التوجيهات عملياً وتعاملت معها أمراً واقعاً فمن يتتبع التاريخ الإسلامي يرى بوضوح مقدار الحرص على رعاية اليتيم وكفالته بحثاً عن الاجر ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم ولقد وضح جلياً اهتمام الإسلام بشأن اليتيم اهتماماً بالغاً من حيث تربيته ورعايته ومعاملته وضمان سبل العيش الكريمة له، حتى ينشأ عضواً نافعاً في المجتمع المسلم قال تعالى (فأما اليتيم فلا تقهر) وقال تعالى (أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم).

وهاتان الآيتان تؤكدان على العناية باليتيم، والشفقة عليه كي لا يشعر بالنقص عن غيره من افراد المجتمع، فيتحطم ويصبح عضواً هادماً في المجتمع المسلم، فكن لليتم كالأب الرحيم، ولقد كان صلى الله عليه وسلم ارحم الناس باليتيم واشفقهم عليه حتى قال حاثاً على ذلك (انا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، واشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً)، ولئن كانت الدولة ايدها الله معنية وجوباً برعاية اليتيم ومن في حكمة بتربيته والعناية به إذا لم يوجد من يرعاه، فإن الفرد المسلم عليه جزء من واجب الرعاية لليتيم ومن في حكمه من اللقطاء أو مجهولي النسب ويكون ذلك بكفالته واخذه ليتربى في أحد بيوت المسلمين بين احضان اسرة طبيعية ليعيش حياة هنيئة وفق سنة الله في تكوين المجتمعات، ومما لا شك فيه ان رعاية اليتيم في كنف اسرة من اسر ا لمجتمع المسلم هو الوضع الطبيعي، اما مؤسسات الرعاية او دور تربية الايتام التي وضعتها الدولة وفقها الله فهي وضع بديل لمن لم يجد اسرة تقوم برعايته والعناية به، ورغم قيام الدولة بتوفير كامل اوجه الرعاية لهؤلاء الايتام في المؤسسات الاجتماعية إلا أن الشيء الذي لا يمكن توفيره مهما بلغت الامكانات المادية، هو الحنان الاسري الطبيعي او شبه الطبيعي فهذا الحنان لا يتيسر لليتيم او من في حكمه بشكل مناسب إلا في حالة قيام احد الاسر المسلمة بكفالته وجعله يعيش في احضانها محتسبة الاجر في ذلك من الله الجواد الكريم وانه لمن واجبنا تجاه هذه الفئة الغالية الوقوف معهم ومساندتهم كأخوة لنا وابناء هم بحاجة ماسة لرعايتنا واهتمامنا.

واخيراً اذكر نفسي والقراء الكرام بقول احد السلف بشأن الايتام حين قال: "حق على من سمع هذا الحديث يعني قول الرسول صلى الله عليه وسلم "انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين.. الحديث". ان يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك.
*مدير عام المؤسسة الخيرية
لرعاية الايتام