د. سليمان أبا الخيل:
من يدفع المال للجمعيات الخيرية المعنية بالأيتام يعتبر حقيقة كافلا لليتيم
من يدفع المال للجمعيات الخيرية المعنية بالأيتام يعتبر حقيقة كافلا لليتيم Untitl26
قال معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ. د سليمان بن عبد الله أبا الخيل
إن الدين الإسلامي الحنيف دين مواساة وعدالة فقد حث على التكافل الإجتماعي وإعطاء كل ذي حق حقه وفرض فرائض تلزم بذلك حتى يعيش المرء في مجتمع مثالي وبيئة صحية صالحة تنبذ المشاحنة وتبعث على الوئام ويعم الخير على جميع مستوى شرائح المجتمع ومن تلك الشرائح التي اعتنى بها الإسلام هم الأيتام ورعايتهم فكفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية قال الله تعالى: (يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم) سورة البقرة الآية 251.

وأضاف:
وقد حثَّ الإسلام في أكثر من موضع على النفقة عليهم وحذر من أكل أموالهم ولم يغفل جانباً مهما من الجوانب الأدبية وهو مراعاة مشاعرهم فجاء الخطاب موجها لرسول الأمة صلى الله عليه وسلم (ألم يجدك يتيماً فآوى، ووجدك ضالاً فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى، فأما اليتيم فلا تقهر) وكفالة الأيتام تأتي على مراتب متفاوتة منها الكفالة المطلقة وهي النفقة عليه وضمه إلى الكافل وتكون أيضاً بالإنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل كما هو حال كثير من أهل الخير الذين يدفعون مبلغا من المال لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو نحو ذلك.

وأشار معاليه قائلاً:
إن من يدفع المال للجمعيات الخيرية التي تعنى بالأيتام يعتبر حقيقة كافلا لليتيم، وكفالة اليتيم المادية تقدر حسب مستوى المعيشة في بلد اليتيم المكفول بحيث تشمل حاجات اليتيم الأساسية دون الكمالية، فينبغي أن يتوفر لليتيم المأكل والمشرب والملبس والمسكن والتعليم بحيث يعيش اليتيم حياة كريمة ولا يشعر بفرق بينه وبين أقرانه ممن ليسوا بأيتام ولا بأس أن يشارك أكثر من شخص في كفالة اليتيم الواحد

وأوضح د. ابالخيل
أن المصادر الإسلامية تزخر بالنصوص في رعاية اليتيم والعناية به، مراعاة لنفسيته وحماية لشخصيته من الذل والإنكسار لأنه فقد أباه فصار بأمس الحاجة إلى من يحميه ويقوي عزيمته وينفق عليه ويأتي الدور الإسلامي للحفاظ على هذا العضو من المجتمع كي يكون لبنة صالحة بنائه تفيد المجتمع وتستفيد منه ولن يتأتى ذلك إلا بوجود من يفعل تلك النصوص ويطبقها على أرض الواقع

وقال معاليه:
ومن هنا جاءت الرعاية الأبوية الحانية من رجل الإنسانية ورئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الذي رعى المشاعر بقلبه الكبير ولفت الأنظار في اهتمامه الخاص بهذا العضو المهم من المجتمع مبادرا حفظه الله كعادته على تواصل التوجيه وبذل الوقت والدعم المادي والمعنوي لجمعية رعاية الأيتام في منطقة الرياض، ودفع هذا العمل الخيري للأمام ليصيب في مصحة وحاجة الأيتام.

وأضاف
 وعلى الرغم من كثرة المشاغل التي أنيطت بسموه والمهام الاجتماعية التي يسعى لتحقيقها، إلا إن هذه الجمعية تلقى اهتماما خاصا من سموه طمعا فيما عند الله ورغبة في صحبة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد روى سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري. وقال الحافظ بن حجر في شرح الحديث: قال بن بطال حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك ثم قال الحافظ بن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى.

وأشار
الى أن الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام من أهم المشاريع الخيرية التي تسعى حكومة خادم الحرمين ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي نذر نفسه وأعطى توجيهاته لتفعيل دور هذه الجمعية للرقي بالمستوى المعيشي للأيتام وتلبية حاجاتهم وتهيئة الجو المناسب لنفسياتهم والسعي لسد الفراغ الأبوي والعمل على تعويضه والبحث معا للحصول على الطرق المناسبة لدعم هذه الجمعية الخيرية وتطويرها وتوحيد الجهود وترتيب الموارد وإقامة المنشآت التي تدر على هذا العمل الخيري كي يؤدي دوره بشكل مستمر ودونما انقطاع

وأوضح د.ابالخيل
بأن المملكة العربية السعودية قد قطعت رائدا في هذا المجال وهي ما زالت ولا تزال تسعى إلى الكمال وتقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية خارج المملكة لتفيدها وتستفيد منها ومما يذكر في هذا المجال تعاون مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية التي ضربت مثالاً رائعاً وبذلت مجهوداً كبيرا تشكر عليه جعل الله ذلك في ميزان حسناتها وحسنات كل من يسعى لهذا العمل الخيري الإنساني الجليل.