كــــــنت إرهــــابيـــــاً
============
كنت مع مجموعة من الأصدقاء، وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث، إذ دخل علينا أحد الأشخاص الذين أعرفهم معرفةً تامةً، ولا يمكن أن أنساهم، إلا أنه في طلّـته تلك لم يكن ذلك الإنسان الذي عرفت، حيث كان في الماضي القريب عابس الوجه، صلف الطباع، قليل الكلام، وإن تكلم رفع صوته مخاصماً ومجادلاً لأتفه الأسباب وفي قضايا أقل من أن يطلق عليها من فروع الدين؛ نظراً لعدم أهميتها، أو ضرورة معرفتها.

وكان لا يمكن أن يتراجع عن قوله ولا يغيره بل يصر عليه حتى لو خطـّأه وخالفه الجميع.

أما هذه المرة فقد أثارني تغيُّر ذلك الرجل وإقباله علينا بطلاقه محيّا وابتسامة مشرقة، تبعث في نفس من يراها الأمل والتفاؤل، وما سرّني أكثر وزاد من دهشتي وإعجابي في نفس الوقت ما لمسته منه من حرارة المصافحة والترحيب، وسؤاله الجميع عن أحوالهم دون تفريق، وهذا ما لم أعهده منه، وشيء كنت أظنه في حكم المستحيل، حيث كان ينتقي بعناية فائقة مَنْ يُسلّم عليهم ويُلاطفهم.

أما أولئك الذين على هيئة خارجية معينة فلم يكن يلتفت إليهم، أو يعيرهم اهتماماً، بل يُسلِّم عليهم مطرق الرأس، أو مصوباً نظره نحو شخص آخر، غير عابئٍ بمن أمامه، لأنّ هيئته ليست على الشكل الذي يتوافق مع رؤيته.

حقيقة، ورغم أنّي أظن نفسي إنساناً متحفظاً إلى أبعد الحدود، وأتجنب التدخل في شؤون الآخرين، أو سؤالهم عن أمور شخصية تخصهم، أو عن أسباب تغيير مظهرهم الخارجي وتبديله، إلا أن نشوتي وابتهاجي وإعجابي وسروري ودهشتي وكل ما مر بي تلك اللحظات بسبب مظهره وسلوكه وطريقته في التعامل غشـت دماغي وجعلتني أتصرف وكأني لست أنا.

قمت من مكاني سريعاً وجلست بجانبه، وأظن أني سبقت كل مَنْ يعرفه على فعل ذلك، لأني اعتقدت لحظتها أني إن لم أبادر فسوف يسبقني أحدهم، لذا كنت أنا السبـّاق، وفزت على الأقل قبل كل شيء بالإقدام على إشباع الفضول، ومتعةٌ الإقدام والإقبال على الشيء، أحلى وأمتع من متعة الوصول أو الحصول عليه.

بعد أن جلست بجانبه وسألته عن الحال والأهل والزملاء، بادرته مداعباً ومتسائلاً في الوقت نفسه:
أراك مبتسماً طلق المحـيّـا منذ دخولك علينا، ما الأمر؟
هل هناك أخبار سارة؟
أو جديد يدعو لكل هذا السرور؟

قال:
لا أبداً والله ليس هناك جديد ولا خلافه.

فسألته مداعباً:
أعرفك يا رجل منذ عدة سنوات ولم أرك تدخل مبتسماً ومنتشياً إلا هذه المرة، فلابد أن في الأمر سراً؟

قال:
أخبرتك وأقسمت لك، وها أنا أكرر القسم...
والله العظيم ليس هناك سرٌ ولا خلافه، ولكني كنت مخطئاً بتقمصي تلك الهيئة التي لم تكن مناسبة لي ولا لطباعي، ولا تليق بشخص يقول إني أنتمي لهذه الأمة.

فسألته:
وما الذي غيـَّر وبدَّل تصوراتك تلك؟

قال:
قبل ثلاثة أشهر تقريباً كنت في أحد المخيمات الدعوية، وكان هناك توزيع أشرطة وكتب ومطويّـات دينية كما تعلم، وأظن أمثالك لا يعلمون ما يدور هناك.

فقاطعته قائلاً:
هاه... أبا سعود عدنا لماضينا...

فقاطعني قبل أن أكمل كلامي وقال:
أستغفر الله أن أعود لمثل ذلك ولكني قصدت مداعبتك فقط.

فقلت له:
هيا أخبرني بما عندك واترك المداعبات لوقت آخر.

قال:
كما تريد، ثم استرسل قائلاً:
ومن بين تلك الكتب أخذت كتاباً صغيراً في حجمه، كبيراً وعظيماً في محتواه أسمه:
مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة للدكتور/ عبد الله بن محمد الرفاعي - وأنصح كل مسلم صغيراً أو كبيراً، رجلاً أو امرأةً بقراءته، لأن فيه كشفاً وتوضيحاً لكل ما يدور في هذا الزمان، وخاصة فيما يتعلق بعلاقة الحاكم بالمحكوم، وكيفية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فسألته:
وهل كان بالفعل سبباً في تغييرك وتبديل طريقة تفكيرك ورؤيتك للحياة ونظرتك للآخرين؟

فقال:
بعد فضل الله الواسع، نعم له الأثر الأكبر علي، فما قرأته فيه من إجابات لثلاثة من كبار علماء المسلمين أعطاني انطباعاً فجائياً ويقيناً راسخاً أن الطريق الذي سِرت فيه والمنهج الذي سلكته كانا خاطئين تماماً، ولا يستندان إلى مسوغ شرعي، بل لأفكار مضللة نابعة من أشخاص يطلقون أحكاماً وفتاوى متوافقة مع أهوائهم فقط، بعيدة كل البعد عن منهج أهل السنة والجماعة، وليست من الدين في شيء.

فسألته:
وهل تغيّـرت نظرتك تجاه ولي أمر المسلمين؟ حيث كنت تكفره وتدعو للخروج عليه!...

فقال:
حين قرأت إجابة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن كيفية التعامل مع الحاكم، وهل يجوز الخروج عليه، حيث ورد فيها: أنه يجب على جميع المسلمين طاعة ولي الأمر استناداً لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" (النساء: 59).

والطاعة تكون بالمعروف لا بالمعصية، فلا تجب طاعة ولي الأمر حين يأمر بمعصية، كما لا يصح الخروج عليه بسبب تلك المعصية، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ رأى من أميره شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعنَّ يداً من طاعة فإنَّ مَنْ خرج عن الطَّاعة وفارق الجماعة مات ميَّتة جاهلية).

فسألته:
وكيف تخليت عن مغالاتك وتطرفك -أعذرني أن أسألك هذا السؤال وبهذه الطريقة- ولكنها حقيقة حيث كنت متشدداً ومغالياً في كل شيء، ولا تقبل الحوار أو وجهة النظر الأخرى؟

فأجابني:
حين سُـئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- عن ذلك أجاب: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذَّر أمَّته من الغُلو حيث يقول: (إيَّاكُمْ والغُلُو فإنَّما أهلك مَنْ كان قبلكم الغُلُو).

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً، والمتنطعـون هـم المتشددون المغالون في دينهم.

وفي ذلك يقـول الله تعالى: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً". (النساء: 171).

فالاستقامة هي المطلوبة من غير غُلُو أو تساهل كما أمرنا الله -تعالى- مُخاطباً نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه: "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ". (هود: 112).

فسألته:
وماذا عن نظرتك للمجتمعات الإسلامية؟
وأنها مجتمعات جاهلية بسبب ما هو موجود فيها من معاصي ومنكرات؟

فقال:
وهذه -ولله الحمد- عَدَلْتُ عنها بعد أن قرأت إجابة فضيلة الشيخ صالح السدلان - عن أحد الأسئلة المتعلقة بذلك حيث يقول: إن مَنْ يعتقد أن بالإمكان وجود مجتمع مسلم خالٍ من المنكرات والمعاصي ووجود حق واحد لا يقاومه باطل فهو واهم.

فهذه سُنَّةُ اللهِ التي لن تتحقق إلا بهذا الصراع، ليعلم اللهُ مَنْ يُنافحُ لدينه، وليحيا مَنْ حَيَّ عن بينة.

كما أن المجتمع الإسلامي ومنذ العصر الأول وُجدت فيه المُخالفات وأقيمت الحُدود في عصره -صلى الله عليه وسلم- وفي عصر الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- وفي سائر الخلافات الإسلامية إلى يومنا هذا.

كما أنَّ من عقيدة السلف -رحمهم الله- أنهم يحبون المؤمن بما عنده من الإيمان ويكرهونه بما عنده من المعصية، ويكون الناس على منازل، وبقدر تمسكهم بالدين والاستقامة تكون لهم المنزلة والمحبة، وبقدر ما يخلـّون به من الأوامر ويرتكبون من النواهي يكون لهم شيء من الكراهية.

غير أن هذا لا يصل إلى درجة التكفير أو النفرة أو مقاطعتهم وعدم نصحهم والإشفاق عليهم.

كما أكَّد فضيلته على عدم جواز وصف المجتمعات الإسلامية بأنها مجتمعات جاهلية، حيث يقول -صلى الله عليه وسلم-: ( أربع في أمتي من الجاهلية: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، وإتيان الكهان).

وفي هذا الحديث يبين -صلى الله عليه وسلم- أن هذه أمور الجاهلية، ولكنه لم يصف عموم الأمَّة بالجاهلية، فالمجتمع قد يكون فيه شيء من أمور الجاهلية لكن أن يوصف بأنه مجتمع جاهلي بعيد عن الإسلام، فلا شك أن هذا خطأ في التقدير، وعدم وضع الشيء في موضعه، وفيه تجاوز للحد الشرعي.

أما المجتمعات التي انحلّـت، واختفت منها شعائر الإسلام، وظهرت فيها شعائر الكفر والإلحاد والوثنية، فلا مانع أن يطلق عليها وصف مجتمعات جاهلية.

فسألته:
وماذا عن ترديدك باستحلال دماء الكفار من المقيمين في بـُلدان المسلمين؟

فقال:
وهذه الأخرى تراجعت عنها، وأرى الآن عدم جواز قتل الكافر المُستأمن الذي أدخلته الدولة آمناً، ولا قتل العصاة ولا التَّعدي عليهم، بل يُحالون للشَّرع، كما يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-.

فقلت له:
أراك أقلعت عن كثيرٍ مما كنت تؤمن به وتعتقده!...
فهل توقفت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

فقال:
تعلم كيف كنت أنظر سابقاً للمُنكرات، وكيف كنت أتعامل مع العُصاة، وأنهاهم وأزجُرُهُم بل وأعتدي عليهم أحياناً متى رأيت أن الأمر يتطلب ذلك.

أما الآن فالأمر مختلف...
فنظرتي للمُنكرات وإبغاضها لم تتغيَّر ولله الحمد، ولكن طريقتي في التَّعامل مع العُصاة، وكيفية نهيهم هي التي تغيرت جذرياً.
حيث استبدلت اللين بالغِلظة والرّفق بالقسوة انطلاقاً من قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (النحل: 125).

كما أن كلام فضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- قد أثَّر فيَّ كثيراً حين سُئِلَ عن كيفية الأمر بالمعروف والنَّهي عن المُنكر فأجاب:
إن كان في بلد مسلم كبلدنا فإن الأمور منضبطة ولله الحمد بأن يقوم الإنسان بالمُناصحة والتَّذكير والموعظة الحسنة، وإذا احتاج الأمر إلى تبليغ السلطة من أجل الأخذ على يد العاصي فإنه يرجع إليها ويبلّغها.

وإذا لم يحتجْ إلى الرفع إلى السلطة فإن المطلوب السّتر على أصحاب المعاصي إذا رأى منهم تجاوباً نحو الإنكار، وقبولاً للدعوة، وتركاً لما هم عليه من الخطأ، فهؤلاء يُستر عليهم ويكتفى بأن يغيروا هم من أنفسهم من الفساد إلى الصَّلاح ما أمكن.

وإذا وجد أن العاصي لا يستجيب ولا يقبل النصيحة فإنه يُرفع الأمر إلى ولي الأمر، فإذا بلغ هذا الأمر ولي الأمر برئت ذمَّة الناصح لأنه أنهى الأمر إلى منتهاه.

أما إذا كانوا في غير مجتمع مسلم فعليهم الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ودرء الفتنة الكبيرة التي قد تعود على المسلمين بالضرر.

فسألته:
وماذا عن استشهادك الدائم بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ رأى منكم مُنكراً فليُغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، على إمكانية استخدام اليد في التغيير في حال لم تنفع معها المناصحة باللسان؟

فقال:
من أكثر الأشياء التي أعجبتني في  ذلك الكتاب أقسام المسلمين في إنكار المنكر حيث قُـسِّـمَتْ إلى ثلاثة أقسام:
1) مَنْ عنده العلم والسُّلطة، فهذا يُغير المُنكر بيده، مثل ولاة الأمور أو مَنْ نَصَّبه الإمام للحِسبة.
2) مَنْ عنده علم وليس عنده سُلطة، فهذا يُغير بلسانه.
3) من ليس عنده علم وليس عنده سُلطة ولكنه مسلم، فهذا عليه أن ينكر المُنكر بقلبه.

فمن خلال ذلك التقسيم اتضحت الأمور بالنسبة لي، وعلمت أنه ليس لي الحق في التغيير بيدي؛ لأنّي لست ممن أوكل إليهم ولي الأمر مثل تلك المهام، وصدق الله -تعالى- القائل: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ". (النحل: 43).

فأنا من خلال إطلاعي وقراءتي وسؤالي توصلت لكثير من الحقائق التي كانت سبباً في عودتي إلى جادة الحق.

فقلت له:
وهل تنازلت عن جميع أفكارك بهذه السُّهولة، على الرغم من أنك كنت تُرَدِّدْ أن سماع أقوال مَنْ يدعون إلى الرفق واللين مع المخالفين من العُصاة وأعداء الإسلام فِكْرٌ انهزامي، وفيه من التَّخاذل الشيء الكثير، فكيف تراجعت من خلال قراءتك لكتاب واحد لا تتجاوز صفحاته المئة؟

فقال:
يا أخي الرجوع إلى الحق وعدم التمادي في الخطأ والإصرار عليه فضيلة، ثم إني قرأت كلاماً لعلماء أفاضل بيَّنُوا لي أن هناك فئة من الناس لم يفهموا الدِّينَ كما ينبغي وإنما حملهم الحماس والغيرة على أن يقعوا في ما يخالف الشَّرع.

وعرفتُ أيضاً أن تلك النَّظرة وذلك الأسلوب والاندفاع في معالجة الأمور من أفعال الخوارج والمُعتزلة، وليس مذهب أهل السُّنَّةِ والجماعة، وأنا ولله الحمد أسمُو بنفسي أن أجَاري تلك الفِرَقِ الضَّالة وأحذوا حذوهم، أو أن أحيد عن طريق الفِرْقَةِ التي وُصِفَتْ بالنَّاجية.

وإني أشعر برضا وسعادة وقناعة لم أشعر بأيٍ منها قبل عودتي إلى الحق ولُزومي الطريق القويم، وكل ذلك بفضل الله -تعالى- وهدايته وعدم إصراري على الفكر الخطأ بعد أن قرأت كلام الرَّاسخين في العلم.

وإنّي أسألُ اللهَ -تعالى- أن يهدي الجميع لما فيه خيري الدُّنيا والآخرة، وأدعوا إخواني مِمَّنْ انجرفوا خلف آراء المُضَلّلينَ وما يتوافق مع أهوائهم الباطلة، أن يقرأوا ويسمعوا آراء العلماء الرَّبانييّن، وطلبة العلم المُتمكنين فيما يجري الآن من خلافات وخُطُوب، وحوادث وفِتَن، يقف عندها الحليم حائراً.

وإني أعيد وأكرّر وأشدّد في تحريضي جميع الأخوة والأخوات، صِغاراً وكِباراً على قراءة ذلك الكتاب، أو غيره من الكُتب المسطـرة بأيدي أناسٍ ثِقَاتٍ بلغوا منزلة عالية من العلم والحكمة في النَّظر إلى الأمُور، وكيفية معالجتها بما يتوافق مع الشَّرع الإسلامي الحنيف.