حكم مشاركة النصارى في أعيادهم
===================
س/ بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم؟

ج/ لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم، بل يجب ترك ذلك، لأن من تشبه بقوم فهو منهم، والرسول –عليه الصلاة والسلام- حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم، فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك، ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شيء، لأنها أعياد مخالفة للشرع، فلا يجوز الاشتراك فيها، ولا التعاون مع أهلها، ولا مساعدتهم بأي شيء، لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك، كالأواني وغيرها، ولأن الله سبحانه يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" المائدة: 2.

فالمشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، ابن باز6/508
*       *        *
حكم حضور احتفالاتهم
============
س/ بحكم عملي وكوني أحد الذين يمارسون الدعوة في اليابان تأتيني دعوات عديدة من قبل سفارات الدول لحضور الاحتفال بما يسمى بعيد الاستقلال، ويوم الثورة، واليوم الوطني... وما إلى ذلك وكوني أمثل جهة دعوية لها ثقلها ووزنها عند تلك الدول فقد أعاتب حينما لا أحضر، وإني حائر في مصالح حضوري ومفاسده، علماً بأني لو حضرت فقد يخففون بعض المنكرات لعلمهم بحضوري، كما أني لا أستطيع أن أقوم بالإنكار لبعض ما يحدث من منكرات في هذه الاحتفالات، وفي حضوري أيضاً تحصل بيني وبين الداعين والمدعوين علاقات ودية وتعارف وما في ذلك من تأليف لقلوبهم وكسبهم ودعوتهم لحضور صلاة الجمعة، لذا آمل من فضيلتكم بيان حكم حضور مثل هذه الاحتفالات؟ وما توجيهكم لنا في ذلك؟

ج/ إذا كان لا يفعل بهذه الاحتفالات منكر ورأى السائل أن المصالح التي تترتب على الإجابة أكثر من المفاسد فلا بأس، أما كان يقام فيها المنكر كرقص النساء المنكر، والموسيقى وما أشبهها فلا يجوز الحضور.
كتاب الدعوة، ابن عثيمين 3/21.
*       *        *
حكم الأكل من الأطعمة التي يصنعها الكفار لأعيادهـم
============================
س/ هل يجوز للمسلم أن يأكل من الأطعمة التي أعدها أهل الكتاب أو المشركين في أيام عيدهم أو يقبل عطية منهم لأجل عيدهم؟

ج/ لا يجوز للمسلم أن يأكل مما يصنعه اليهود أو النصارى أو المشركون من الأطعمة لأعيادهم، ولا يجوز أيضاً للمسلم أن يقبل منهم هدية من أجل عيدهم، لما في ذلك من تكريمهم والتعاون معهم في إظهار شعائرهم وترويج بدعهم ومشاركتهم السرور أيام أعيادهم، وقد يجر ذلك إلى اتخاذ أعيادهم أعياداً لنا، أو إلى تبادل الدعوات إلى تناول الأطعمة أو الهدايا في أعيادنا وأعيادهم على الأقل، وهذا من الفتن والابتداع في الدين، وقد ثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: {مَنْ أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد} كما لا يجوز أن يهدى إليهم شيء من أجل عيدهم.
فتاوى اللجنة الدائمة 22 /398.
*       *        *
حكم اقتناء الإنجيــل
==========
س4/ هل يصح لي أن اقتني نسخة من الإنجيل لأعرف كلام الله لسيدنا عيسي وهل الإنجيل الموجود الآن صحيح؟ حيث إنني سمعت أن الإنجيل الصحيح غرق في الفرات؟

ج/ لا يجوز اقتناء شيء من الكتب السابقة على القران من إنجيل أو توراة أو غيرهما لسببين:-
1 ـ أن كل ما كان نافعاً فيها فقد بيَّنه الله سبحانه وتعالى في القرآن.

2 ـ أن في القران ما يُغنى عن كل هذه الكتب لقوله تعالى: "نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ" (آل عمران: 3) فكل ما في الكتب السابقة من خير موجود في القران, أما قول السائل أنه يريد أن يعرف كلام الله لعبده ورسوله عيسى فإن النافع منه لنا موجود في القران فلا حاجة للبحث عنه من غيره.

وأيضاً فالإنجيل الموجود الآن مُحرَّف, والدليل على ذلك أنه أربعة أناجيل يخالف بعضها بعضاً وليست إنجيلاً واحداً, إذن فلا يعتمد عليها.

أما طالب العلم الذي لديه علم يتمكن به من معرفة الحق من الباطل فلا مانع من دراسته لها لرد ما فيها من الباطل وإقامة الحجة على معتنقيها.
ابن عثيمين كتاب الدعوة 3/170.
*       *        *
حكم الإقامة في بلد الكفـار
==============
س/ فضيلة الشيخ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين" والآن نجد مئات الآلاف من المسلمين يقيمون بين ظهراني المشركين، وذهب محسنون فبنوا معاهد إسلامية هناك من أجل تعليم أولاد المسلمين أولاً والدعوة إلى الله ثانياً، فهل إذا طلب من معلم أن يذهب ويقيم هناك ليُعلّم أو ليدعو إلى الله هل يجوز له أن يقبل؟

ج/ الإقامة بين ظهراني المشركين لا شك أنها ضرر، وأن الإنسان يُعرّض نفسه للفتنة وللشر، ولكن إذا كانت في الإقامة خير أكبر، مثل أن يذهب هناك ليدعو الناس إلى دين الله أو ليعلم أبناء المسلمين العقيدة الصحيحة، فإن هذا لا بأس به، لأن المصلحة هنا أكبر من المفسدة المتوقعة، على أنه يمكن أن يحمل الحديث: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين» يمكن أن يُحمل على أن المراد بذلك مَنْ لا يتمكن من إظهار دينه، وأما مَنْ يتمكن من إظهار دينه فإنه لا يدخل في الحديث، لكن الأولى أن يُقال: إذا كانت إقامته أنفع للإسلام والمسلمين فلا حرج عليه.
ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، اللقاء 57.
*       *        *
حكم الإقامة في بلاد الكفار
==============
س/ ما واجب المسلم الذي يعيش في مجتمع غير مسلم لظروف معينة؟

ج/ إذا كان هناك ضرورة فلا بأس بشرط أن يكون قادراً على إظهار دينه وأما إذا لم يكن هناك ضرورة فلا يقيم في بلاد الكفر لأن الإقامة في بلاد الكفر خطر على الإنسان في عقيدته وأخلاقه وقد قال الله تبارك وتعالى لأولئك الذين لا يُهاجرون من ديار الكفر إلى بلاد الإسلام: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" (النساء: 97).

فالواجب على الإنسان ألا يقيم في بلاد الكفر إذا كان عاجزاً عن إظهار دينه أما إذا كان غير عاجز وليس له مأوى غير هذه البلدة فإنه لا بأس بذلك إن شاء الله.
ابن عثيمين كتاب الدعوة 3/ 139.
*       *        *
عليك البدار بالعـودة
===========
س/ أنا طالب عربي مسلم أدرس في أمريكا لدي ولدان عمرهما (8 سنوات، و12 سنة) ولدي أيضاً ثلاث بنات أعمارهن (4سنوات، و8 سنوات، و13 سنة)، فما حكم جلوسهم معي في هذه البلاد مع العلم أنهم يدرسون في المدارس الأمريكية، أي بخلاف نظام مدارس بلادي من ناحية فصل البنات عن البنين ومن ناحية تقيد البنات بالحجاب الشرعي...؟

ج/ الواجب عليك البدار بالسفر إلى بلادك وإدخال أولادك في مدارس بلادك الإسلامية، ولا يجوز لك إدخال أولادك في المدارس الأمريكية لما عليهم من الخطر الكبير في ذلك، ولا يجوز لك البقاء في بلاد الكفر إلا أن تكون ذا علم وبصيرة بدينك وتستطيع إظهاره والدعوة إليه، والتحذير من الشرك لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين» وقوله (صلى الله عليه وسلم): »لا يقبل الله من مشرك عملاً بعدما أسلم أو يفارق المشركين» والمعنى حتى يفارق المشركين، ألهمك الله رشدك وكفاك شر نفسك.
ابن باز فتاوى الدعوة 4/ 34.
*       *        *
ما الحكم عند العثور على كتب مسيحية
=====================
س/ عثرت على بعض الكتب المسيحية فهل يجب عليَّ إحراقها أم علي إعادتها إلى المسيحيين لأنها تخصهم؟

ج/ كأن السائل يريد أنه وجد نسخاً من الإنجيل وأشكل عليه هل يحرقها أم يدفعها إلى النصارى الذين يدَّعون أنهم يتبعون عيسى –عليه الصلاة والسلام– والذي أرى أنه يجب عليه إحراقها وأنه لا يحل له أن يعطيها النصارى لأن ذلك إعانة لهم على ما هم عليه.
فتاوى نور على الدرب، ابن عثيمين، 38.
*       *        *
حكم دخول الكنائس للفرجة والسياحة
====================
س/ بعض المسافرين عند سفره إلى بلاد النصارى يتساهل بالدخول في الكنائس ومعابد النصارى لمجرّد الفرجة والسياحة فما حكم ذلك؟

ج/ الأصل أن هذا لا يجوز، ولكن قد يُقال إن مجرد الفرجة والنظر وأخذ فكرة عن معابدهم وكيفيتها ومعرفة دينهم، دون أن يصاحب ذلك تعظيم لهم أو احترام ولكن لمجّرد معرفة سذاجتهم وجهلم وانحراف دينهم وقلّة فكرهم في هذه العبادات والمعابد، ولمعرفة تأسيس معابدهم وتاريخها وما يحيط بها من حوادث.

وهذا كله يحصل بدخولها مرة واحدة إن أصرّ المرء على الدخول أما تكرار دخولها أو دخولها لأجل التعظيم والإحترام لهم فهذا لا يجوز شرعاً.
ابن جبرين، المفيد، 151.
*       *        *
حكم دخول الكنيســة
===========
س/ ما حكم دخول المسلم إلى الكنيسة سواء لحضور صلاتهم أو الاستماع إلى محاضرة.

ج/ لا يجوز للمسلم الدخول على الكفار في معابدهم، لما فيه من تكثير سوادهم، ولما روى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر رضي الله عنه قال: (... ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم ومعابدهم فإن السّخطة تنزل عليهم).
 
لكن إذا كان لمصلحة شرعية أو لدعوتهم إلى الله ونحو ذلك فلا بأس.
اللجنة 2/ 117.
*       *        *
دخول غير المسلم المسجد أو المصلى
=====================
س/ ما حكم دخول غير المسلم مسجداً أو مصلى للمسلمين سواء لحضور الصلاة أو للاستماع إلى محاضرة؟

ج / يحرم على المسلمين أن يُمكّنُوا أي كافر من دخول المسجد الحرام وما حوله من الحرم كله، لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (التوبة: 28)، أما غيره من المساجد فقال بعض الفقهاء: يجوز، لعدم وجود ما يدل على منعه، وقال بعضهم: لا يجوز قياساً على المسجد الحرام.

والصواب: جوازه لمصلحة شرعية، ولحاجة تدعوا إلى ذلك كسماع ما قد يدعوه للدخول في الإسلام، أو حاجته إلى الشرب من ماء في المسجد.
اللجنة 2/ 116.
*       *        *
حكم السكن مع العوائل في الخـارج
===================
س/ سائل يسأل عن حكم السكن مع العوائل لِمَنَّ سافر إلى الخارج للدراسة لأجل الاستفادة من اللغة أكثر.

ج/ لا يجوز السكن مع العوائل لما في ذلك من تعرض الطالب للفتنة بأخلاق الكفرة ونسائهم، والواجب أن يكون سكن الطالب بعيداً عن أسباب الفتنة، وهذا كله على القول بجواز سفر الطالب إلى بلاد الكفرة للتعلم.

والصواب أنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار للتعلم إلا عند الضرورة القصوى بشرط أن يكون ذا علم وبصيرة، وأن يكون بعيداً عن أسباب الفتنة، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «لايقبل الله من مشرك عملاً بعدما أسلم أو يزايل المشركين»  ومعناه حتى يزايل المشركين، أخرجه النسائي بإسناد جيد.

وخرّج أبوداود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح عن جرير بن عبد الله البجلي –رضي الله عنه– عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «أنا بريْ من كل مسلم يقيم بين المشركين».

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، فالواجب على المسلمين الحذر من السفر إلى بلاد أهل الشرك إلا عند الضرورة إلا إذا كان المسافر ذا علم وبصيرة يريد الدعوة إلى الله والتوجيه إليه فهذا أمر مستثنى، وهذا فيه خير عظيم لأنه يدعو المشركين إلى توحيد الله ويعلمهم شريعة الله فهو محسن وبعيد عن الخطر بما عنده من العلم والبصيرة والله المستعان.
ابن باز، فتاوى إسلامية 1/ 117.
*       *        *
يُعَظّمُونَ عطلات اليهود والنصارى ويتركون عطلاتهـم
=============================
س/ بعض المسلمين في غانا يُعَظّمُونَ عطلات اليهود والنصارى ويتركون عطلاتهم، فإذا جاء وقت العيد لليهود والنصارى يعطلون المدارس الإسلامية بمناسبة عيدهم، وإن جاء عيد المسلمين لا يعطلون المدارس الإسلامية، ويقولون إن تتبعوا عطلات اليهود والنصارى سوف يدخلون دين الإسلام، يا شيخنا العزيز عليك أن توضح لنا فعلتهم هل هي صحيحة أم لا؟

ج/ أولاً: السُّنَّةُ إظهار الشعائر الدينية الإسلامية بين المسلمين وترك إظهارها مخالف لهدي الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقد ثبت عنه أنه قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين» الحديث.

ثانياً: لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية، لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة وقد ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "مَنْ تشبَّه بقوم فهو منهم"، وننصحك بالرجوع إلى كتاب إقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله– فإنه مفيد جدّاً في هذا الباب.

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
اللجنة الدائمة، فتاوى إسلاميه 1/ 120.