منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 إن الإسلام قادم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

إن الإسلام قادم  Empty
مُساهمةموضوع: إن الإسلام قادم    إن الإسلام قادم  Emptyالجمعة 16 سبتمبر 2016, 1:18 am

إن الإسلام قادم  18_08_13_06_29_1003844_152888424902473_1615263531_n
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإسلام قــــــــــــادم
للشيخ: محمد حـسَّـــــان
==============
إن الحمد لله نحمـده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [آل عمران: 102].

"يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" [النساء: 1].

"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِـرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِـعِ اللَّهَ وَرَسُـولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" [الأحزاب: 70-71].

أما بعـد:-
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أحبتى في الله.. ((إن الإسلام قادم !))
هذا ما أُعَنون به موضوع لقاءنا اليوم مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم الأعز وفي هذه الظروف العصيبة الرهيبة التى تمر بها أمتنا الحبيبة.

وكما تعودنا أحبتى حتى لا ينسحب بساط الوقت من بين أيدينا سريعاً، سوف أركز الحديث مع حضراتكم تحت هذا العنوان في العناصر التالية:
أولاً: واقع مُر أليم.
ثانياً: ولكن الإسلام قادم.
ثالثا: منهج عملى واجب التنفيذ.

فأعيرونى القلـوب والأسماع جـيداً، والله أسأل أن يقـر أعيننا بنصر الإسلام وعز الموحدين، وأن يشفي صدور قوم مؤمنين، إنه ولى ذلك ومولاه وهو على كل شىء قدير.

أولاً: واقع مر أليم.
أحبتى الكرام:.. لقد ابتليت الأمة الميمونة بنكبات وأزمات كثـيرة على طول تاريخها، مروراً بأزمة الردة الطاحنة، والهجمات التترية الغاشمة، والحـروب الصليبية الطاحنة، لكن الأمة مع كل هذه الأزمـات والمآزق كانت تمتلك مقومات النصر من إيمان صادق، وثقة مطلقة في الله واعتزاز بهذا الدين، فكتب الله لها جل وعلا النصرة والعزة والتمكين، ولكن واقع الأمة المعاصر واقـع مر أليم، فقدت فيه الأمة جل مقومات النصر بعد أن انحرفت الأمة انحرافاً مروعاً عن منهج رب العالمين وعن سبيل سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-، انحرفت الأمة ووقعت في انفصام نكد بين منهجنا المضىء المنير وواقعهـا المؤلم المر المرير، انحرفت الأمة في الجانب العقدى، والجانب التعبـدى، والجانب التشريعى والجانب الأخلاقى، والجانب الفكرى، بل وحتى في الجانب الروحى، وما تحياه الأمة الآن من واقع أليم وقـع وفق سنن ربانية لا تتبدل ولا تتغير ولا تحابى هذه السنن أحداً من الخلق بحال مهما ادعى لنفسه من مقومات المحاباه، بل ولن تعود الأمة إلى عزها ومجدها إلا وفق هذه السنن التى لا يجدى معها تعجل الأذكياء ولا هم الأصفياء، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" [الرعد: 11]. 

ووالله لقد غيرت الأمـة وبدلت في جميع جوانب الحياة فتأمل ستجد الأمة استبدلت بالعبير بعرى، وبالثريا ثرى، وبالرحيق المختوم حريق محرق مهلك مدمر، وظنت الأمة المسكينة أنها يوم أن نَحَّت شريعة الله وشريعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وراحت تلهث وراء الشرق الملحد تارة ووراء الغرب الكافر تارة آخرى أنها قد ركبت قارب النجاة، فغرقت الأمة وأغرقت وهلكت الأمة وأهلكت ولن تعود الأمة إلى سيادتها وريادتها إلا إذا عادت من جديد إلى أصل عزها ونبع شرفها ومعين كرمها ومعين بقاءها ووجودها إلى كتاب ربها وسنة حبيبها ورسولها -صلى الله عليه وسلم-.

أيها الشباب لقد انحرفت الأمـة فزلَّت وأصبحت قصعة مستباحة لكل أمم الأرض، وصدق في الأمة قول الصادق الذي لا ينطق عن الهوى كما في حديثه الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود من حديث ثوبان أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها)) فقال قائل: من قلة نحن يومئذ. قال: ((بل أنتم يومئذ كثير، ولكن غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن)) قيل وما الوهن يا رسول الله؟! قال: ((حب الدنيا وكراهية المو )).

نعم والله صدقت يا حبيبى يا رسول الله لقد أصبحت الأمة الآن غثاء، ذلت بعد عـزة ، جهلت بعد علم، ضعفت بعد قـوة، وأصبحت الأمة الإسـلامية في ذيل القافلـة الإنسانية كلها، بعد أن كانت الأمـة بالأمس القريب، الدليل الحازق الأرب، بعد أن كانت تقود القافلة الإنسانية كلها بقدارة واقتدار، أصبحت الأمة الآن تتسول على مائدة الفكر الإنسانى، بعد أن كانت الأمة بالأمس القريب منارة تهدى الحيارى التائهـين ممن أحرقهم لفح الهاجرة القاتل وأرهقهم طول المشى في التيه والظـلام، لقد وأصبحت الأمة المسكينة تتأرجح في سيرها بل لا تعرف طريقها الذي ينبغى أن تسلكه ويجب أن تسير فيه، بعد أن كانت الأمة بالأمس القريب جداً الدليل الحازق الأرب في الضروب المتشابكة في الصحراء المهلكة التى لا يهتدى لليسر فيها إلا الأولاء المجربون.

أهذه هى الأمة التى زكاها الله في القرآن الخيرية في قوله تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" [آل عمران: 110].

أهذه هى الأمة التى زكاها الله في القرآن بالوسطية في قوله تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" [البقرة: 143].

أهذه هى الأمة الـتى أمرها الله بوحدة الصف والاعتصام بحبل الله المتين في قوله سبحانه تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا" [آل عمران: 103].

وفي قوله سبحانه وتعالى: "وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران: 105].

إن الناظر إلى واقع الأمة المر المرير الأليم الذي لا يكاد يخفي على أحد ومما تتعرض له اليوم -لا أقول دولة بعينها- بل ما تتعرض له الأمـة جلها من إذلال مهـين، وما تتعرض له الآن من ذل وهـوان وضرب بالنعال ليأكد تأكيداً جازمـاً هذا الواقـع المر الأليم الذي لا يحتـاج لمزيد بيان أو مزيد تشخيص أو تدليل.

أيها الأحبة الكرام..
لاريب على الاطلاق أن الأمة في سبات منذ أمد طويل، ولا ريب أنها مرضت وغـاب مرضها وجهلت وعظم جهلهـا، وضلت وضل قائدها ، وتراجعت للوراء بعيداً بعيداً، ولكن مع كل هذا وذاك بحول الله وقوته لم تمت ولن تموت هذه الأمة الميمونة بموعود الصادق الذي لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم-، لإن أبناء الطائفة المنصورة في هذه الأمـة لا يخلو منها زمان ولا مكان بشهادة سيد الخلق أجمعـين كما في الصحيحين من حديث معاوية -رضي الله عنه- أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تزال طائفة من أمتى قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتى أمر الله وهم ظاهرون على الناس )).

أسال الله العلى القدير أن يجعلنا وإياكم من أبناء هذه الطائفة المنصورة التى تعيش لدين الله وتتمنى أن تنصر بكل سبيل دين الله.

ولأن عرف التاريخ أوساً وخزرجا    فلله أوس قادمون وخزرجَ
وإن كنوز الغيب تخفي طلائــــع         حرة رغم  المكائد تخرجَ
صبح تنفس بالضياء وأشرقا  وهذه الصحوة  الكبرى تهز البيرقا
وشبيبة الإســــــلام هذا فيلق         في ساحة الأمجاد يتبع فيلقا
وقوافل الإيمان تتخذى المدى      ضرباً وتصنع للمحيط الزورقا
وما أمر هذه الصحوة الكبرى    سوى وعد من الله الجليل تحققا
هى نخلة طاب الثرى فنمى     لها جذع طويل في التراب وأعذقا
هى في رياض قلوبنا زيتونـة    في جزعها غصن الكرامة أورقا
فجر تدفق من سيحبس نوره؟!     أرنى يداً سـدت علينا المشرقا


ثانيا: ولكن الإسلام قادم!!
ولكن الإسلام قادم.. هذا وعد ربنا رغم أنوف المشركين والمنافقين والمجرمين إن الإسلام قادم.. نعم قادم، أنا أعي ما أقول، وأعي واقع الأمة المر الأليم الذي ذكرت باختصار سالفاً، ومع ذلك أؤكد لكم جميعـاً بيقين جازم أن الإسلام قادم، فلقد سطر علام الغيوب في كتابه العزيز: "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [آل عمران: 139]،  بالإيمان لا تهنوا، بالإيمان ولا تحزنوا، بالإيمان أنتم الأعلون، والله إننى أعتقد اعتقاداً جازماً أنه لا يوجد على وجه الأرض شر محض، بالرغم ما نراه الآن من تهديدات لا لبلد ما، بل للأمة جلها، فأنا أقول إن هذا الشر سيجعل الله جل وعلا فيه خـيراً كثيراً، فما من أزمة مرت بالأمة إلا وجعلها الله تبارك وتعالى سبب لقوة الإسـلام، وما من ابتـلاء إلا وجعله الله سبباً لتمحيص الصدور، وسبب لتمايز الخبيث من الطيب، فلقد قال الله في كتابه العزيز: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّـا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَـدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" [العنكبوت: 2 - 3].
 
ولقد ذكر سلطان العلمـاء الإمام العز بن عبد السلام في البـلاء سبعة عشر فائدة، ذكر هذه الفوائد كلها في البلاء، فلا تظن أنه مع هذه الأزمة سيزول الإسلام، وسينتهى المسلمون لا وألف لا، لا والله.

لقد هجم القرامطة على المسلمين في بيت الله، وذبحوا الطائفـين حول بيت الله، واقتلع أبو طاهر القرمطى الخبيث الملعون المجرم الحجر الأسود من الكعبة، وظل يصرخ بأعلى صوته -عليه لعنة الله- في صحن الكعبة وهو يقول أين الطير الأبابيل؟! أين الحجارة من سجيل؟!

انظروا إلى هذه الفتنة العاصفـة الطاحنة على كل مسلم، وظل الحجر الأسود بعيداً عن بيت الله ما يزيد عن عشرين عاماً، ومع ذلك كله رد الله الحجر ورد الله المسلمين إلى دينه، وانتصر الإسـلام على القرامطـة كما تعلمون.

وها هو بـلاء آخر لقد هجم التتار الكافر على بغـداد وظلوا يذبحون ويقتلون أربعون يوماً حتى جرت الدماء في  شوارع بغـداد، ومع ذلك كله رد الله المسلمين إلى الإسلام، وأخذ الله الصليبيين والتتار وهزمهم شر هزيمة على أيد الصادقين المخلصين الأبرار أليس هو القائل: "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [آل عمران: 139].

ولكننا يا أمة الإسلام نريد تحقيق الإيمان فتدبروا معنى الآية الآنفة الذكر تقول لا تهنوا بالإيمان ولا تحزنوا بالإيمان أنتم الأعلون بالإيمان إذاً لا مفر البته من تحقيق الإيمان الصادق المخلص بالله رب العالمين.

وتدبروا معي قوله تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" [الصف: 8-9].

وتدبروا معى واسمعوا وعوا جيد قول رب العالمين: "يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" [التوبة: 32-33].

إن المجرمين الكفرة الفجرة يريدون أن يطفئوا دين الله وأبداً أبداً يأبى الله إلا أن يتم نوره، أعتقد اعتقاداً جازماً أنها معركة غـير متكافئة، لأنها بين القادر القاهر وبين الكفرة الفجرة،  إى والله إنها معركة غير متكافئة، فمن له اليد العليا؟!!

واسمع لقـول الله عـز وجل: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" [الأنفال: 36].

نعم سينفقون آلاف الملايـين ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبـون، فها هو الإسلام مازال قوياً شامخاً وسيبقى قوياً شامخاً، أين القرامطة؟! أين التتار؟! أين الصليبين؟! أين المجرمين؟! بل أين فرعـون وهامان؟! بل أين أصحاب الأخدود؟! أين كل من عادى وحارب الإسـلام أين؟! هلك الجميع وبقى الإسـلام، وسيبقى بموعود الرحمن قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" [الأنفال: 36].

استحلفكم بالله الذي لا إله إلا هو أن تنتبهوا جيداً، وتعوا ما أقوله وما سأقصـه عليكم الآن لقد كنت في زيارة لأمريكا في العشرة الأواخـر من رمضان الماضى ووقفت على وثيقة التنصـير الكنسى ورأيت بابا الفاتيكان جون بول الثانى يصـرخ في هذه الوثيقة على كل المبشرين –أى على كل المنصرين- في أنحاء الأرض قائلاً هيا تحـركوا بسرعة لوقف الزحف الإسلامى الهائل في أنحاء أوربا، ما تحرك أحد للإسلام، والله لو بُذل للإسلام ما يبذل لأى دين على وجه الأرض، ما بقى إلا الإسلام.

في الثالث والعشرين من رمضـان الماضى التقيت برئيس جمعيـة شرطة المسلمين في أمريكا، وهو ضابط أمريكى الأصـل، دار بينى وبينه حواراً طويلاً بدأت حـوارى بسؤال فقلت له: كيف أسلمت؟! وتعجبت كثيراً حينما قال لى بأنه كان قسيساً متعصب للنصرانية، يقول لقد قرأت القرآن –أى الترجمة– وقرأت عدداً لا بأس به من أحاديث صحيح البخارى وقد ذهبت يوماً لزميل لى وهو أمريكى مسلم فقالـوا: إنه بالمسجد، فدخلت المسجد لأنادى عليه، فسمعت الآذان وأنا بباب المسجد، يقول: لقد هزت كلمات الآذان أعماقى وشعرت بتغيير كبير في داخلى، لا أستطيع أن أعبر لك عنه لأننى ما تذوقت طعمه قبل أن أستمع إلى هذه الكلمات الآذان، ثم نظرت إلى المسلمين وهم يصلون يقومـون معاً ويسجدون معاً، وأنا أنادى على زميلى فلا يرد علىَّ، فلما فرغ من الصلاة قلت له أنا رئيسك في العمل وأنادى عليك، فلم لا تجيبنى؟! قال: أنا في صلاة بين يدى ربى جل وعلا لا أجيب إلا هـو، فأحسست بسلام عميق في صـدرى لهذا الدين فقلت لزميلى: ماذا تصنعـون إن أردتم أن تدخلـوا الإسـلام؟! فأمرنى بالإغتسال، فاغتسلت وخرجت إلى صحن المسجد، فشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وكان إسمى مايكل فأصبح اسمى عبد الصبور.

فقلت له سائلاً: ما نظرتك لمستقبل الإسلام في أمريكا؟! قال الإسلام قوى جداً جداً في أمريكا، وأرجو أن تدققـوا الألفاظ فأنا أقول: الإسلام لا أقول المسلمون، ثم قال لى أبشرك بأن كثيراً من الأمريكان بدأوا يفهمون أن رسالة عيسى هى رسالة محمد هى الإسـلام، فقلت له فهـل لك أن تقص علىَّ قصة مؤثرة لعضو من أعضاء جمعيتكم؟! قال يا أخى القصـة الوحيدة التى أستطيع أن أؤكدها لك هى أن الإسلام ينتشر بقوة في الشرطة الأمريكية.
 
ولقد ذهبت مع بعض إخوانى من الدعاة والمشايخ إلى إخواننا الأمريكان من السود بمسجد التقـوى فورب الكعبة لقد احتقـرنا أنفسنا بينهم، ترى الواحد منهم في صـلاته خاشعاً يذكرك بسلف هذه الأمة والتقيت بضابط يقول لى: أصبح من بين هذا العدد ولله الحمد ما يزيد على ألفين وخمسين ضابط يوحدون الله جل وعلا، وهذا عدد كبير ليس بالعدد القليل الهين.

ثم قص علىَّ قصة طريفة، فقال لقد أسلمت ضابطة أمريكية، وجاءت في اليوم التالى تلبس الحجاب، فقال لها رئيسها: ما هذا؟! قالت: لقد أسلمت قال: لا حرج، لكن اخلعى هذا الثوب.

قالت: لا، وردت المرأة بقول عجيب أتمنى أن تستمع إليه كل متبرجة في بلدنا تنتسب إلى الإسـلام، قالت: إن الله هو الذي أمـرنى بالحجاب ولا توجد سلطة على وجه الأرض تملك أن تنـزع عنى هذا الحجـاب إلا بأمر الله، الله أكبر!!
يتبع إن شاء الله...


إن الإسلام قادم  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

إن الإسلام قادم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: إن الإسلام قادم    إن الإسلام قادم  Emptyالجمعة 16 سبتمبر 2016, 1:21 am

إن الإسلام قادم  1505213230500
إنه اليقين... نعم اليقين:
كلمات عجيبة ورب الكعبة، قلت له: أخى أود منك أن توجه ثلاثة رسائل، الرسالة الأولى للأمريكان، والرسالة الثانية للمسلمين في أمريكا، والرسالة الثالثة للمسلمين في مصـر، فقـال: أما رسالتى الأولى للأمريكان هي إننا نؤمن بعيسى كما نؤمن بمحمد، سبحان الله!!

إنه فهم دقيـق عميق للدين، ولا عجب فقـد كان الرجل قسيساً،  ونود أن يعلم هؤلاء أننا نُجِـلُّ عيسى ونُجِلُّ مريم عليهما السلام، قلت وجه رسالة للمسلمين في أمريكا، قال: أقـول لهم اصبروا ولا تتعجلوا فإنه لا يتحقق شىء أبداً بدون الصبر ترجمة حرفية لكلام الرجل، ثم أقول لهم إن أخطأ واحد منكم فلا ينبغى أن تفزعوا وتحزنوا فلو لم نخطأ ما احتجنا الرب سبحانه وتعالى، فإننا نخطـئ لنتوب إلى الله عز وجل.

إنها ورب الكعبة أفق رجل عميق الفكر دقيق النظر، قلت: فوجه رسالة أخـيرة للمسلمين في مصر سأنقلها على لسانك إلى الآلاف من المسلمين، فقال: قل لهم إن بعدت بيننا وبينكم آلاف الأميال فإن رحمة الله قد وسعت كل شىء، وإننا نحبكم في الله.

أيها الشباب: اعلموا أنه قد بلـغ عدد المساجد في قلب قلعة الكفر ما يقرب من ألفي مسجد، وفي ولاية نيويورك فقط مائة وخمسة وسبعين مركز ومسجد إسلامى.

ألم يقل ربنا: "لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"، وإن آخـر الإحصائيات تقول بأن عدد المسلمين في فرنسا يزيد على خمسة مليون مسلم، وفي بريطانيا عدد المسلمين يزيد على اثنين مليون مسلم، وفي كل سنة يدخل الإسلام من البريطانيين ما يزيد على ألفين مسلم من أصل بريطانى أرقام تبشر بالخير!!

فالإسلام دين الفطرة، وإنه لقادم لا محال مهما وُضِعت في طريقه العقبات والسدود والعراقيل قال تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ"، "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفي بِاللَّهِ شَهِيدًا" [الفتح: 28].

إن هؤلاء الكفرة لو سمعوا عن الإسلام وعرفوا صورته الحقيقية لجاءوا إليه مسرعين، فإنهم يعيشون حالة قلـق رهيبة، ومن سافر إلى بلاد الشرق والغرب وقف على حجم عيادات الطب النفسى عرف حجم هذا الخطر، فإنهم قد أعطـوا البدن كل ما يشتهيه، وبقيت الروح في أعمـاق أبدانهم تصرخ وتبحث عن دواءها وغذاءها ولا يعلم دواءها وغذائها إلا الله، قال جل في علاه: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" [الإسراء: 85].

وها هم العلمانيون يريدون أن يخلعوا عباءة الإسلام عن تركيا بكل قوة "يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" [التوبة: 32].

ففي زيارتى الأخـيرة يقول لى أخ تركى: إن عدد المساجد في تركيا يزيد عن خمسة وستين ألف مسجد، ويقسم لى بالله أنهم في رمضان الماضى كانوا يصلون الفجر خارج المسجد كأنهم في صلاة الجمعة، ومع ذلك انظر إلى الضربات التى تكال على تركيا كيلاً، فإن أتباع أتاتورك الخبيث الهالك يريدون أن يجعلوها علمانية بعيداً عن الإسـلام، لكنهم عاجـزون، إنهم يرقصون رقصة الموت لما يرون كل يوم من شباب في ريعان الصبى، وفتيان في عمر الورود يغذون هذا المد الإسـلامى الهائل، لا أقول في مصر ولا في بلاد المسلمين بل في العالم كله.

إننا والله نرى العجب العجاب، ونرى الخير الكثـير هذا من باب قـول الله سبحانه: "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [آل عمران: 139].

وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد من حديث حذيفـة بن اليمان وهو حديث صحيح أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: ((تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على مناهج النبوة)).

أسأل الله أن يعجل بالخلافة التى على منهاج النبوة، وأن يمتعنا بالعيش في ظلالها وإن لم يقـدر لنا فأسأله أن لا يحـرم أبنائنا وأولادنا إنه ولى ذلك والقادر عليه.

وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث ثوبان أن الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أن الله تعالى زوى لى الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتى سيبلغ ما زوى لى منها...)).

يا أمة التوحيد: لِمَ اليأس؟!! إن اليأس سيزيد النشيط خزلاناً، وسيزيد اليائس والقانط يأسأً وقنوطاً، ((الرسول وهو في أحلك الأزمـات والأوقات وهو يُطـارد وأصحابه مهاجرون يقول الخباب بن الأرت: والله لَيُتِمَّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه)).

أليس الله هو القائل: "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [آل عمران: 139].

يا أهل التوحيد: اعلموا علم اليقين بأن كل ابتلاء يزيد الإسلام صلابة ويزيد المسلمون قوة، ويخرج من الصف من ندث في صفوف المؤمنين وقلبه مملوء بالنفاق، يقول النبى -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم من حديث صهيب -رضي الله عنه- عنه -صلى الله عليه وسلم-: ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن إن إصابته سَّراء شكر، فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)).

وفي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه على شرط الشيخين وأقر الحاكم الذهبى وقال الألبانى بل هو صحيح على شرط مسلم من حديث تميم الدّارىّ أن الحبيب النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترُكُ الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله هذا الدين بعزٍ عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر)).

ومن جميـل ما قاله المفكر الشهير اشبنكنـز: إن للحضارات دورات فلكية فهى تغرب هنا لتشرق هناك، وإن حضارة أوشكت على الشروق في أروع صورة ألا وهى حضارة الإسلام الذي يملك وحده أقوى قوة روحانية عالمية نقية.

أيها الموحدون: والله والله ما بقى إلا أن ترتقى هذه الأمـة إلى مستوى هذا الدين  وأن تعرف الأمة قدر هذه النعمة التى امتن بها علينا رب العالمين.  
 
لقد ذكرت آنفاً أن ما وقع للأمـة وقع وفق سنن ربانيـة لا تتبدل ولا تتغير ولن تعود الأمة إلى عِزَّتها وسيادتها إلا وِفْقَ هـذه السنن التى لا يجدى معها تعجل الأذكياء ولا وهم الأصفياء، إذاً محال محال أن ينصر الله عز وجل هذه الأمة وهى خاذلة مضيغة لدينه، بل لابد أن تنصر الأمة دين الله لينصرها، أليس الله هو القائل: "… وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" [الحج: 40].

أليس الله هو القائل: "إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ" [غافر: 51].

أليس الله هو القائل: ".. وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" [الروم: 47].

أليس الله هو القائل: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" [النور: 55].

إذاً لا بد أن نقف جميعـاً على بنود هذا المنهج العملى الواجب التنفيذ، وهذا هو عنصرنا الثالث من عناصر اللقاء و أرجىء الحديث عن هذا العنصر إلى ما بعد جلسة الاستراحة وأقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.

الخطبة الثانية:
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعـوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فـلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وأحبابه، وأتباعـه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفي أثره إلى يوم الدين.

أما بعد أيها الأحبة الكرام
ثالثاً: منهج عملى واجب التنفيذ
أول خطوة عملية على طريق عودة الأمة إلى عزتها وسيادتها وعلى طريق نصرة الله لها هى أن تعود عوداً حميـداً إلى كتاب الله، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والعودة إلى القرآن والسنة ليست نافلة ولا تطوعاً ولا اختياراً من الأمة، بل إنها عودة واجبة بل إنها أمام حد الإسلام وشرط الإيمان، فلقد سجل الله في كتابه العزيز: "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" [النساء: 65].

فالخطـوة العملية الأولى
أن أبدأ بنفسى وتبـدأ بنفسك، ولا ينبغى أن نعلق كل ما نسمع على غيرنا، فلنبدأ من الآن قال تعالى: "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ" [آل عمران: 165].

فلو بدأ كل واحد منا وحـوّل هذا الكلام في بيته وفي عمله وفي شتى أمور حياته كلها إلى واقع عملى ومنهج حياة، والله لغير الله حالنا، فليرجع كل مسلم إلى الله وإلى كتـاب الله، وإلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليعـلم كل مسلم على وجه الأرض أن شعار المنافقـين واليهود هو سمعنا وعصينا، وأن شعار المؤمنين سمعنا وأطعنا.

قال تعالى: "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا" [النور: 51].

هذا قول الله ومن أصدق من الله قولاً؟!، أما شعار أهل النفاق فقد سطر الله في كتابه عنهم: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاَّ بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا" [النساء: 60-61].

الخطوة الثانية: تمايز الصف من المؤمن والكافر.
اختر لنفسك الطريق وحدد السبيل والغاية من الآن، وقل لنفسك هل أنت متمثل لأمر الله ولأمر رسول الله –شعارك سمعنا وأطعنا، أم شعارك سمعنا وعصينا، واعلم: ((أن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)).
    
الخطوة الثالثة: إقامة الفرقان الإسلامى
هذه هى الخطـوة العملية من بنود المنهج ليبدأ كل منـا بنفسه ليستبين سبيل المؤمنين من سبيل المجرمين، مستحيل، لا نريد أن نعيش هـذه الحالة التى عليها الأمة حالة الغبش وحالة التذبذب وحالة اللا ولاء واللا براء بهذه الحالة لن نقيم لله ديناً في أرضه، بل لابد وحتماً أن توالى الله ورسوله والمؤمنين وأن تتبرأ من الشرك بكل صوره والمشركين على اختلاف أجناسهم ولغاتهم، علينا أن نُطَهِّرَ عقيدة الولاء والبراء ونربى أولادنا على هذه العقيدة.

أين الولاء لله ورسوله وللمؤمنين في كل مكان وزمان؟! وأين البراء من الشرك كله والمشركين أينما وحينما وجدوا؟! لابد من إقامة الفرقان الإسلامى حتى يستبين سبيل المجرمين وسبيل المؤمنـين، ومن أروع صور الولاء والبراء ما رواه ابن جرير الطبرى وغيره بسند صحيح أن النـبى -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ادعـوا لى عبد الله بن عبد الله بن أُبى بن سـلول)) فلما جاء قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا ترى ما يقول أبوك يا عبد الله؟)) فقال عبد الله: وماذا يقول أبى، بأبى أنت وأمى يا رسول الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يقول لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل)) فقال عبد الله: لقد صدق والله يا رسول الله فأنت والله الأعز وهو الأذل أما والله لقد قدمت المدينة يا رسول الله، وإن أهل يثرب لا يعلمون أحـداً أبَرَّ بأبيه منى أما وقد قال فلتسمعن ما تَقَرُ به عينُك.

فلما قدموا المدينـة قام عبد الله على بابها بالسيف لأبيـه ثم قال: أنت القائل لئن رجعنا إلى المدينـة ليخرجن الأعز منها الأذل؟!! أما والله لتعرفن هل العزة لك أم لرسول الله، والله لا يأويك ظلها ولا تبيـتن الليلة فيها إلا بإذن من الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. فصرخ عبد الله بن أُبى: يا للخـزرج ابنى يمنعنى بيتى!! فاجتمع إليه رجال فكلموه. فقال: والله لا يدخل بيته إلا بإذن من الله ورسوله. فأتوا النبى -صلى الله عليه وسلم- فأخبروه فقال: ((اذهبوا إليه فقولوا له يقول لك رسول الله خلِّه ومسكنه)) فأتوه فقالوا له ذلك فقـال: أما وقد جاء الأمر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنعم. ليعلم من الأعز ومن الأذل.

إنه الولاء لله ورسوله.. أليس الله هو القائل: "لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا ءَابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ..." [المجادلة: 22].

رابعاً: رفع راية الجهاد
لنرفع راية الجهاد لتكون كلمة الله هى العليا لا من أجل وطنية ولا من أجل قومية ولا من أجل حرية لقول سيد البشرية -صلى الله عليه وسلم-: ((من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو في سبيل الله)).  

ولن ترفع الأمة راية الجهاد إلا إذا عادت ابتداءً إلى كتاب الله وسنة رسول الله.  

خامساً: تحويل الإسلام في حياتنا بأخلاقياته وسلوكياته إلى واقع عملى ومنهج حياة.

إننا نرى بوناً شاسعاً بين منهجنا وواقعنا، بين ما نتعلمه من أخلاق وما نحن عليه من أخلاق، فلابد أن نحـول هذا الدين العظيم إلى واقع عملى في بيوتنا وفي عملنا وفي شوارعنا وشتى أمور حياتنا.

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت      فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

لنعلم يقيناً أن القول إذا خالف العمل بذر بذور النفاق في القلوب.

كما قال عـلام الغيوب: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ" [الصف: 2-3].

أيها الأحبة الكرام: إننا لا نخاف على الإسلام لأن الذي وعد بإظهاره على الدين كله هو الله الذي يقول للشىء كن فيكون، هو الله، وإنما نخاف على المسلمين إن هم تركوا الإسلام وضيعوا الإسـلام، نسأل الله جل في علاه أن يرد المسلمين إلى الإسلام رداً جميلاً إنه ولى ذلك والقـادر عليه، اللهم قيد لأمة التوحـيد أمر رشد يعز فيه أهل الطاعـة ويذل فيه أهل المعصية يا رب العالمين.
الدعـــاء...


إن الإسلام قادم  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
إن الإسلام قادم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: العـقـيـــــــــــدة الإســـــــلامـيـــــــــــــة :: محاضرات دينية وخطب-
انتقل الى: