منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الأصل الثاني: معرفة العبد دينه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

الأصل الثاني: معرفة العبد دينه Empty
مُساهمةموضوع: الأصل الثاني: معرفة العبد دينه   الأصل الثاني: معرفة العبد دينه Emptyالخميس 21 يناير 2016, 4:22 pm

الأصل الثاني: معرفة العبد دينه
الأصل الثاني: معرفة العبد دينه Untitl46
قال المؤلف:

"الأصل الثاني:
معرفة دين الإسلام بالأدلة وهو:
الإستسلام لله بالتوحيد والإنقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله".

السؤال الثاني عشر بعد المائة:
ما الأصل الثاني من الأصول الثلاثة التي يجب معرفتها؟

الجواب:
معرفة دين الإسلام بالأدلة، يعني أن يعرف دين الإسلام بأدلته من الكتاب والسنة.

السؤال الثالث عشر بعد المائة:
ما تعريف الإسلام؟

الجواب:
هو"الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله" فهو متضمن لأمور ثلاثة.

السؤال الرابع عشر بعد المائة:
ما الدليل على البراءة من الشرك ومن أهله؟

الجواب:
البراءة من الشرك أي أن يتبرأ منه، ويتخلى منه وهذا يستلزم البراءة من أهله قال الله تعالى: "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بُرءؤا منكم وممَّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوةُ والبغضاءُ أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده".

قال المؤلف:
"وهو ثلاث مراتب:
الإسلام والإيمان والإحسان وكل مرتبة لها أركان".

السؤال الخامس عشر بعد المائة:
ما مراتب الدين مع ذكر الدليل؟

الجواب:
هي الإسلام، والإيمان، والإحسان.
دليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاء جبريل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان وبيَّن له صلى الله عليه وسلم ذلك وقال: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".

قال المؤلف:
وكل مرتبة لها أركان فأركان الإسلام خمسة:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام".

السؤال السادس عشر بعد المائة:
ما أركان الإسلام مع الدليل؟

الجواب:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام ".

الدليل:
حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام".

قال المؤلف:
"فدليل الشهادة قوله تعالى: "شَهِدَ اللهُ أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم".

ومعناها:
لا معبود بحق إلا الله؛ "لا إله" نافياً جميع ما يُعبد من دون الله " إلاَّ الله" مُثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه".

السؤال السابع عشر بعد المائة:
ما هي منقبة أهل العلم في هذه الأية: "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم"؟

الجواب:
أنهم شهداء معه ومع الملائكة والمراد بهم أولوا العلم بشريعته ويدخل فيهم دخولاً أولياً رسله الكرام.

السؤال الثامن عشر بعد المائة:
ما هي أعظم شهادة وما هو أعظم شاهد وما هو أعظم مشهود به؟

الجواب:
وهذه الشهادة أعظم شهادة لعظم الشاهد والمشهود به، فالشاهد هو الله وملائكته، وأولو العلم، والمشهود به توحيد الله في ألوهيته.

السؤال التاسع عشر بعد المائة:
ما معنى الشهادة "لا إله إلا الله"؟

الجواب:
أي معنى لا إله إلا الله.. ألا معبود بحق إلا الله، فشهادة أن لا إله إلا الله أن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لا معبود بحق إلا الله عز وجل لأنه "إله" بمعنى مألوه، والتأله التعبد، وجملة "لا إله إلا الله" مشتملة على نفي وإثبات، أما النفي فهو "لا إله" وأمال الإثبات إلا الله".

السؤال العشرون بعد المائة:
ما أركان الشهادة؟

الجواب:
نفي وإثبات، أما النفي فهو "لا إله" وأما الإثبات "إلا الله".

السؤال الحادي والعشرون بعد المائة:
إشكال؛ كيف يقال: "لا إله إلا الله" مع أن هناك آلهة تُعبد من دون الله وقد سمَّاها الله تعالى آلهة وسمَّاها عابدوها آلهة؟ قال الله تبارك وتعالى: "فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك" وكيف يمكن أن نثبت الألوهية لغير الله عز وجل والرسل يقولون لأقوامهم: "أعبدوا الله ما لكم من إله غيره"؟.

الجواب:
الجواب على هذا الأشكال يتبين بتقدير الخبر في: "لا إله إلا الله" فنقول: هذه الآلهة التي تُعبد من دون الله هي آلهة لكنها آلهة باطلة ليست آلهة حقة وليس لها من حق الألوهية شيء، ويدل لذلك قوله تعالى: "ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه وهو الباطل وأن الله هو العلي الكبير".

إذن فمعنى: "لا إله إلا الله":
لا معبود حق إلا الله عز وجل، فأمَّا المعبودات سواه فإن ألوهيتها التي يزعمها عابدوها ليست حقيقة، أي ألوهية باطلة.

قال المؤلف:
"وتفسيرها الذي يوضحها، قوله تعالى: "وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين  وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون"، وقوله: قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".

السؤال الثاني والعشرون بعد المائة:
من هو إبراهيم عليه السلام؟

الجواب:
إبراهيم هو خليل الله إمام الحنفاء، وأفضل الرسل بعد محمد صلى الله عليه وسلم وأبوه آزر.

السؤال الثالث والعشرون بعد المائة:
ما تفسير الشهادة؟

الجواب:
قوله تعالى: "وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون" وقوله: قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله  فإن تولوا  فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".

السؤال الرابع والعشرون بعد المائة:
لمن الخطاب في الأية: "قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم"؟.

الجواب:
الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لمناظرة أهل الكتاب اليهود والنصارى.

السؤال الخامس والعشرون بعد المائة:
ما هي الكلمة في قوله تعالى: "قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم"؟.

الجواب:
هي ألا نعبد إلا الله هي معنى "لا إله إلا الله".

قال المؤلف:
"ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.

السؤال السادس والعشرون بعد المائة:
ما الدليل على شهادة أن محمداً رسول الله؟

الجواب:
قوله تعالى: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم  حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم وقوله تعالى: "محمد رسول الله" وقوله تعالى: "|قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً.

السؤال السابع والعشرون بعد المائة:
ما معنى شهادة أن محمداً رسول الله؟

الجواب:
معنى شهادة "أن محمداً رسول الله" هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله -عز وجل- إلى جميع الخلق من الجن والإنس كما قال الله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ولا عبادة لله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: "تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً".

ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، وأن تمتثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر، وأن لا تعبد الله إلا بما شرع، ومقتضى هذه الشهادة أيضاً أن لا تعتقد أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم عبدٌ لا يُعبد ورسولٌ لا يُكذب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضُّر إلا ما شاء الله، كما قال الله تعالى: "قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم أني مَلَكٌ إن أتبع إلا ما يوحى إليَّ"، فهو عبدٌ مأمور يتَّبع ما أمر به.

السؤال الثامن والعشرون بعد المائة:
هل النبي صلى الله عليه وسلم يرفع عن منزلته وما حقه من ذلك؟

الجواب:
حقه صلى الله عليه وسلم، أن تنزله المنزلة التي أنزله الله تعالى أياها وهو أنه عبدُ اللهِ ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه.

قال المؤلف:
"ودليل الصلاة، والزكاة، وتفسير التوحيد قوله تعالى: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مُخلصين له الدين حُنفاء ويقيموا الصلواة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة".

السؤال التاسع والعشرون بعد المائة:
ما الدليل على وجوب الصلاة والزكاة؟

الجواب:
قوله تعالى: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مُخلصين له الدين حُنفاء ويقيموا الصَّلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيِّمة".

السؤال الثلاثون بعد المائة:
ما الذي تضمنته هذه الأية: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مُخلصين له الدين حُنفاء ويقيموا الصَّلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة"؟

الجواب:
هذه الآية الكريمة كما تضمنت ذكر العبادة والصلاة فقد تضمنت حقيقة التوحيد وأنه الإخلاص لله عز وجل من غير ميل إلى الشرك، فمَنْ لم يخلص لله لم يكن موحداً، ومَنْ جعل عبادته لغير الله لم يكن موحداً.

قال المؤلف:
"ودليل الصيام قوله تعالى: "يأيها الذين ءامنوا كُتِبَ عليكم الصيام كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
ودليل الحج قوله تعالى: "ولله على الناس حج البيت مَنْ استطاع إليه سبيلاً ومَن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين".

السؤال الحادي والثلاثون بعد المائة:
ما الدليل على وجوب الصيام؟

الجواب:
دليل وجوبه قوله تعالى: "يأيها الذين ءامنوا كُتِبَ عليكم الصيام كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".

السؤال الثاني والثلاثون بعد المائة:
ما الفوائد في قوله تعالى: "كما كُتِبَ على الذين من قبلكم"؟

الجواب:
أولاً:
أهمية الصيام حيث فرضه الله عز وجل على الأمم من قبلنا وهذا يدل على محبة الله عز وجل له وأنه لازم لكل أمة.

ثانياً:
التخفيف على هذه الأمة حيث إنها لم تكلف وحدها بالصيام الذي قد يكون فيه مشقة على النفوس والأبدان.

ثالثاً:
الإشارة إلى أن الله تعالى أكمل لهذه الأمة دينها حيث أكمل لها الفضائل التي سبقت لغيرها.

السؤال الثالث والثلاثون بعد المائة:
ما الحكمة من الصيام؟

الجواب:
حكمة الصيام بقوله تعالى: "لعلكم تتقون" أي تتقون الله بصيامكم وما يترتب عليه من خصال التقوى، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفائدة بقوله: "مَنْ لم يدع قول الزُّور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

السؤال الرابع والثلاثون بعد المائة:
ما الدليل على وجوب الحج؟

الجواب:
دليل وجوبه قوله تعالى: "ولله على الناس حج البيت... إلخ.

السؤال الخامس والثلاثون بعد المائة:
متى نزلت هذه الأية: "ولله على الناس حج البيت"؟

الجواب:
نزلت في السنة التاسعة من الهجرة وبها كانت فريضة الحج.

السؤال السادس والثلاثون بعد المائة:
على ماذا تدل هذه الآية: "مَنْ أستطاع إليه سبيلاً"؟

الجواب:
تدل على أن مَنْ لم يستطع فلا حج عليه.

السؤال السابع والثلاثون بعد المائة:
على ماذا تدل هذه الآية: "ومَن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين؟

الجواب:
تدل على أن ترك الحج مِمَّنْ أستطاع إليه سبيلاً يكون كُفراً ولكنه كُفر لا يُخرج من الملّة على قول جمهور العلماء لقول عبد الله بن شقيق: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة".
يتبع إن شاء الله...



الأصل الثاني: معرفة العبد دينه 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 1:11 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

الأصل الثاني: معرفة العبد دينه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأصل الثاني: معرفة العبد دينه   الأصل الثاني: معرفة العبد دينه Emptyالخميس 21 يناير 2016, 4:52 pm

قال المؤلف:
"المرتبة الثانية:
الإيمان:
وهو بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبة من الإيمان".

السؤال الثامن والثلاثون بعد المائة:
ما هي المرتبة الثانية من مراتب الدين؟

الجواب:
هي الإيمان.

السؤال التاسع والثلاثون بعد المائة:
ما تعريف الإيمان في اللغة وفي الشرع؟

الجواب:
في اللغة:
التصديق.

وفي الشرع:
"إعتقادٌ بالقلب وقولٌ باللسان وعملٌ بالجوارح, وهو بضع وسبعون شبعة".

السؤال الأربعون بعد المائة:
ما تعريف الحياء؟

الجواب:
الحياء صفة إنفعالية عند الخجل وتحجز المرء عن فعل ما يُخالف المروءة.

السؤال الحادي والأربعون بعد المائة:
ما هو البِضع؟

الجواب:

البضع: بكسر الباء من الثلاثة إلى التسعة.

السؤال الثاني والأربعون بعد المائة:
ما هي الشعبة؟

الجواب:
هي الجزء من الشيء.

السؤال الثالث والأربعون بعد المائة:
ما الجمع بين ما تضمنه من أن الإيمان بضع وسبعون شعبة وبين أن أركانه ستة؟

الجواب:
نقول: الإيمان الذي هو العقيدة أصوله ستة وهي المذكورة في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، وأما الإيمان الذي يشمل الأعمال وأنواعها وأجناسها فهو بضع وسبعون شبعة ولهذا سمَّى اللهُ تعالى الصَّلاة إيماناً في قوله: "وما كان الله ليُضيع إيمانكم" قال المفسرون: يعني صلاتكم إلى بيت المقدس لأن الصحابة كانوا قبل أن يؤمروا بالتوجه إلى الكعبة يصلون إلى بيت المقدس.

قال المؤلف:
"وأركانه ستة: أن تؤمن بالله".

السؤال الرابع والأربعون بعد المائة:
ما أركان الإيمان؟ مع الدليل؟

الجواب:
الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".

الدليل:
حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".

السؤال الخامس والأربعون بعد المائة:
ماذا يتضمن الإيمان بالله؟

الجواب:
الأول:
الإيمان بوجود الله تعالى.

الثاني:
الإيمان بربوبيته.

الثالث:
الإيمان بألوهيته.

الرابع:

الإيمان بأسمائه وصفاته.

السؤال السادس والأربعون بعد المائة:
ما الأدلة على وجود الله تعالى؟

الجواب:
قد دل على وجوده تعالى: الفطرة، والعقل، والشرع والحس.

1- أما دلالة الفطرة على وجوده:
فإن كل مخلوق قد فُطِرَ على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا مَنْ طرأ على قلبه ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه".

2- وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى:
فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، ولا يمكن أن توجد صدفة، لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء لا يخلق نفسه، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً؟ ولا يمكن أن توجد صدفة، لأن كل حادث لابد له من مُحْدِث، ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والارتباط المُلتحم بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون وجودها صدفة، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره؟! وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها، ولا أن توجد صدفة تعيَّن أن يكون لها مُوجِد وهو اللهُ ربُّ العَالمين.

وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي في سورة الطور، حيث قال: "أم خُلِقُوا من غير شيءٍ أم همُ الخالقون"، يعني أنهم لم يُخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا أنفسهم، فتعيَّن أن يكون خالقهم هو اللهُ تبارك وتعالى، ولهذا لما سمع -جبير بن مطعم- رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات: "أم خُلِقُوا من غير شيءٍ أم همُ الخالقون * أم خَلقُوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم همُ المصيطرون"، وكان -جبير يؤمئذ مشركاً فقال: "كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي" رواه -البخاري- مفرَّقاً.

ولنضرب مثلاً يوضح ذلك:
فإنه لو حدَّثك شخص عن قَصْر مُشَيَّد، أحاطت به الحدائق، وجرت بينها الأنهار، وملئ بالفرش والأسرَّة، وزُيِّن بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته، وقال لك: إن هذا القصر وما فيه من كمال قد أوجد نفسه، أو وجد هكذا صدفة بدون مُوجد، لبادرتَ إلى إنكار ذلك وتكذيبه، وعددت حديثه سفهاً من القول، أفيجوز بعد ذلك أن يكون هذا الكون الواسع بأرضه وسمائه، وأفلاكه وأحواله، ونظامه البديع الباهر، قد أوجد نفسه، أو وجد صُدفةً بدون مُوجد؟!

3- وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى:
فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك، وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه، وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.

4- وأما أدلة الحس على وجود الله فمن وجهين:
أحدهما:
أننا نسمع ونشاهد من إجابة الدَّاعين، وغوث المكروبين، ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى، قال الله تعالى: "ونوحاً إذ نادى من قبل فأستجبنا له" وقال تعالى: "إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم"، وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن أعرابياً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال: (يا رسول الله)، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع يديه ودعا فثار السحاب أمثال الجبال فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره فقال: (يارسول الله) تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه وقال: "الله حوالينا ولا علينا"، فما يشير إلى ناحية إلا أنفرجت"، وما زالت إجابة الدَّاعين أمراً مشهوداً إلى يومنا هذا لمَنْ صدق اللجوء إلى الله تعالى وأتى بشرائط الإجابة.

الوجه الثاني:
أن آيات الأنبياء التي تسمى (المعجزات) ويشاهدها الناس، أو يسمعون بها، برهان قاطع على وجود مرسلهم، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر، يجريها الله تعالى تأييداً لرسله ونصراً لهم.

مثال ذلك:
آية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر، فضربه فانفلق أثنى عشر طريقاً يابساً، والماء بينها كالجبال، قال الله تعالى: "فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فأنفلق فكان كل فرق كالطود العظيم".

ومثال ثان:
آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيى الموتى، ويخرجهم من قبورهم بإذن الله، قال الله تعالى: وأحيي الموتى بإذن الله" وقال: "وإذ تخرج الموتى بإذني".

ومثال ثالث:
لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش آية، فأشار إلى القمر فأنفلق فرقتين فرآه الناس، وفي ذلك قوله تعالى: "اقتربت الساعة وأنشق القمر * وإن يروا آية يُعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمر"، فهذه الآيات المحسوسة التي يُجريها اللهُ تعالى تأييداً لرسله، ونصراً لهم، تدل دلالة قطعية على وجوده تعالى.

السؤال السابع والأربعون بعد المائة:

هل يوجد أحدٌ أنكر الربوبية؟

الجواب:
لم يُعلم أنَّ أحداً من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه، إلا أن يكون مكابراً غير معتقد بما يقول، كما حصل من -فرعون- حين قال لقومه: "أنا ربكم الأعلى" وقال: "يأيها الملأ ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري"، لكن ذلك ليس عن عقيدة، قال الله تعالى: "وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً"، وقال موسى لفرعون فيما حكى الله عنه: "لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يافرعون مثبوراً".

ولهذا كان المشركون يقرون بربوبية الله تعالى، مع إشراكهم به في الألوهية، قال الله تعالى: "قل لِمَنْ الأرض وَمَن فيها إنْ كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل مَن رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل مَن بيده ملكوتُ كل شيء وهو يُجير ولا يُجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنَّى تسحرون".

السؤال الثامن والأربعون بعد المائة:
عَدِّدْ برهانين عقليين في إبطال اتخاذ المشركين للألهة؟

الجواب:
الأول:
أنه ليس في هذه الآلهة التي أتخذوها شيء من خصائص الألوهية، فهي مخلوقة لا تخلق، ولا تجلب نفعاً لعابديها، ولا تدفع عنهم ضرراً، ولا تملك لهم حياة ولا موتاً، ولا يملكون شيئاً من السماوات ولا يشاركون فيه، قال الله تعالى: "واتخذوا من دونه ءالهةً لا يخلقون شيئاً وهم يُخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولا حياةً ولا نشوراً".


وقال تعالى: "قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرةٍ في السماوات ولا في الأرض ومالهم فيهما من شركٍ وما له منهم من ظهير * ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لِمَنْ أذن له"، وقال: "أيُشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون"، وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة، فإن اتخاذها آلهة من أسفه السفه، وأبطل الباطل.

الثاني:
أن هؤلاء المشركين كانوا يُقرون بأن الله تعالى وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو يُجير ولا يُجار عليه، وهذا يستلزم أن يوحدوه بالألوهية كما قال تعالى: "يأيها الناس أعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون"، وقال: "ولئن سألتهم مَنْ خلقهم ليقُولُن اللهُ فأنى يؤفكون"، وقال: "قل مَن يرزقكم من السماء والأرض أمَّن يملك السمع والأبصار ومَن يُخرج الحيَّ من الميِّت ويُخرجُ الميّت من الحيّ ومَن يُدبر الأمرَ فسيقولون اللهُ فقل أفلا تتقون * فذلك الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنَّى تُصرفون".

السؤال التاسع والأربعون بعد المائة:
ما الفرق التي ضلت في الأسماء والصفات؟ مع ذكر الرد على كل فرقة؟

الجواب:
قد ضل في هذا الأمر طائفتان:
إحداهما:
(المعطلة) الذين أنكروا الأسماء، والصفات، أو بعضها، زاعمين أن إثباتها يستلزم التشبيه، أي تشبيه الله تعالى بخلقه، وهذا الزعم باطل لوجوه منها:

الأول:
أنه يستلزم لوازم باطلة كالتناقض في كلام الله سبحانه، وذلك أن الله تعالى أثبت لنفسه الأسماء والصفات، ونفى أن يكون كمثله شيء، ولو كان إثباتها يستلزم التشبيه لزم التناقض في كلام الله، وتكذيب بعضه بعضاً.

الثاني:
أنه لا يلزم من أتفاق الشيئين في أسم أو صفة أن يكونا متماثلين، فأنت ترى الشخصين يتفقان في أن كلاً منهما إنسان سميع، بصير، متكلم، ولا يلزم من ذلك أن يتماثلاً في المعاني الإنسانية، والسمع والبصر، والكلام، وترى الحيوانات لها أيد وأرجل، وأعين ولا يلزم من أتفاقها هذا أن تكون أيديها وأرجلها، وأعينها متماثلة، فإذا ظهر التباين بين المخلوقات فيما تتفق فيه من أسماء، أو صفات، فالتباين بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم.

الطائفة الثانية:
(المشبهة) الذين أثبتوا الأسماء والصفات مع تشبيه الله تعالى بخلقه زاعمين أن هذا مقتضى دلالة النصوص، لأن الله تعالى يخاطب العباد يفهمون وهذا الزعم باطل لوجوه منها:

الأول:
أن مشابهة الله تعالى لخلقه أمر باطل ببطله العقل، والشرع، ولا يمكن أن يكون مقتضى نصوص الكتاب والسنة أمراً باطلاً.

الثاني:
أن الله تعالى خاطب العباد بما يفهمون من حيث أصل المعنى، أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعنى فهو مما استأثر الله تعالى بعلمه فيما يتعلق بذاته، وصفاته، فإذا اثبت الله لنفسه أنه سميع، فإن السمع معلوم من حيث أصل المعنى (وهو إدراك الأصوات) لكن حقيقة ذلك بالنسبة إلى سمع الله تعالى غير معلومة، لأن حقيقة السمع تتباين حتى في المخلوقات، فالتباين فيها بين الخالق والمخلوق، أبين وأعظم.

السؤال الخمسون بعد المائة:
ما ثمرات الإيمان بالله تعالى؟

الجواب:
الأولى:
تحقيق توحيد الله تعالى بحيث لا يتعلق بغيره رجاء، ولا خوفاً، ولا يعبد غيره.

الثانية:
كمال محبة الله تعالى، وتعظيمه بمقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العليا.

الثالثة:
تحقيق عبادته بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.

قال المؤلف:
"وملائكتِهِ".

السؤال الحادي والخمسون بعد المائة:

منهم الملائكة؟ وكم عددهم؟ ومما خلقهم الله؟

الجواب:
عالم غيبي مخلوقون، عابدون لله تعالى، وليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، خلقهم الله تعالى من نور، ومنحهم الأنقياد التام لأمره، والقوة على تنفيذه، قال الله تعالى: "ومَنْ عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون" وهم عددٌ كثيرٌ لا يحصيهم إلا الله تعالى، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رُفع له البيت المعمور في السماء يُصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودا إليه آخر ما عليهم.

السؤال الثاني والخمسون بعد المائة:
ماذا يتضمن الإيمان بالملائكة؟

الجواب:
الأول:
الإيمان بوجودهم.

الثاني:
الإيمان بمَنْ علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومَنْ لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً.

الثالث:
الإيمان بما علمنا من صفاتهم، كصفة (جبريل) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خُلِقَ عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق.

الرابع:
الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى، كتسبيحه، والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور.

السؤال الثالث والخمسون بعد المائة:
عَدِّدْ أعمال بعض الملائكة؟

الجواب:
مثل:
جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله به إلى الأنبياء والرسل.

ومثل
:
ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر والنبات.

ومثل:
إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق.

ومثل:
ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.

ومثل:
مالك وهو خازن النار.

ومثل:
الملائكة الموكلين بالأجنة في الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه، بعث الله إليه ملكاً وأمره بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد.

ومثل:
الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ، ملكان: أحدهما عن اليمين، والثاني عن الشمال.

ومثل:
الملائكة الموكلين بسؤال العبد إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه، ودينه، ونبيه.

السؤال الرابع والخمسون بعد المائة:
ما ثمرات الإيمان بالملائكة؟

الجواب:
الأولى:
العلم بعظمة الله تعالى، وقوته، وسلطانه، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق.

الثانية:
شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم، حيث وكل من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم، وكتابة أعمالهم، وغير ذلك من مصالحهم.

الثالثة:
محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى.

السؤال الخامس والخمسون بعد المائة:
الرد على من أنكر كون الملائكة أجساماً؟

الجواب:
وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجساماً، وقالوا إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات، وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.

قال الله تعالى:
"الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع"، وقال: "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوهم وادبارهم"، وقال: "ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا ايديهم أخرجوا أنفسكم"، وقال: "حتى إذا فُزّعَ عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير"،
وقال في أهل الجنة: "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عُقبى الدار".

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيُحبه جبريل، فيُنادي جبريل في أهل السماء، إن الله يُحب فلاناً فأحبوه، فيُحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض"، وفيه أيضاً عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم الجمعة على كل باب من أبواب المساجد الملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر"، وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية، كما قال الزائغون وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون.

قال المؤلف:
"وكتبه".

السؤال السادس والخمسون بعد المائة:
ما المراد بالكتب؟

الجواب:
المراد بها هنا:
الكتب التي أنزلها تعالى على رسله رحمة للخلق، وهداية لهم، ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة.

السؤال السابع والخمسون بعد المائة:
ماذا يتضمن الإيمان بالملائكة؟

الجواب:
الأول:
الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً.

الثاني:
الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم، والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم، والزَّبور الذي أوتيه داود صلى الله عليه وسلم وأما لم نعلم اسمه فتؤمن به إجمالاً.

الثالث:
تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.

الرابع:
العمل باحكام ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى: "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مُصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه"، أي (حاكماً عليه) وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.

السؤال الثامن والخمسون بعد المائة:
ما ثمرات الإيمان بالكتب؟

الجواب:
الأولى:
العلم بعناية الله تعالى بعباده حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.

الثانية:
العلم بحكمة الله تعالى في شرعه حيث شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم، كما قال الله تعالى: "لكلٍ جعلنا منكم شرعةً ومِنْهَاجاً".

قال المؤلف:
"ورسله".

السؤال التاسع والخمسون بعد المائة:
ما تعريف الرسل؟

الجواب:
الرسل: جمع (رسول) بمعنى (مرسل) أي (مبعوث) بإبلاغ شيء.

والمراد هنا:
مَنْ أوحيَ إليه من البشر بشرعٍ وأُمِرَ بتبليغه.

السؤال الستون بعد المائة:
مَنْ أول الرسل ومَنْ آخرهم؟

الجواب:
أولهم نوح عليه السلام وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في حديث الشفاعة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- (ذكر أن الناس يأتون إلى آدم ليشفع لهم فيعتذر، إليهم ويقول: ائتوا نوحاً رسول بعثه الله – وذكر تمام الحديث، وقال الله تعالى في محمد صلى الله عليه وسلم: "ما كان مُحَمَّدٌ أبَا أحَدٍ مِن رجالكم ولكن رسولَ اللهِ وخاتمَ النَّبيين".

السؤال الحادي والستون بعد المائة:
هل يبعث لكل أمة رسول أو نبي؟

الجواب:
لم تخل أمة من رسول يبعثه الله تعالى بشريعة مستقلة إلى قومه، أو نبيٍ يوحي إليه بشريعةٍ مَنْ قبله ليجددها، قال الله تعالى: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"، وقال تعالى: "وإن مِنْ أمةٍ إلا خلا فيها نذير"، وقال تعالى: "إنَّا أنزلنا التوراة فيها هدىً ونورٌ يحكم بها النَّبيون الذين أسلموا للذين هادوا...".

السؤال الثاني والستون بعد المائة:
هل لرسل خصائص من خصائص الربوبية أو الألوهية؟

الجواب:
ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء، قال الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين وأعظمهم جاهاً عند الله: "قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنيَ السوءُ إنْ أنا إلا نذيرٌ وبشيرٌ لقومٍ يؤمنون"، وقال تعالى: "قل إني لا املك لكم ضراً ولا رشداً * قل إني لن يجيرني من الله أحدٌ ولن أجد من دونه ملتحداً".

وتلحقهم خصائص البشرية من المرض، والموت، والحاجة إلى الطعام والشراب، وغير ذلك، قال الله الله تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام في وصفه لربه تعالى: "والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني".

السؤال الثالث والستون بعد المائة:
بما وصف الله الرسل؟

الجواب:
وصفهم الله تعالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم، وفي سياق الثناء عليهم فقال تعالى في نوح صلى الله عليه وسلم: "إنه كان عبداً شكوراً"، وقال في محمد صلى الله عليه وسلم: "تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً"، وقال في إبراهيم، وإسحاق ويعقوب صلى الله عليهم وسلم: "واذكر عبدنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدى والأبصار * إنا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدَّار * وإنهم عندنا لَمِنَ المصطفين الأخيار"، وقال في عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم: "إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل".

السؤال الرابع والستون بعد المائة:
ماذا يتضمن الإيمان بالرسل؟

الجواب:
الأول:
الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى، فَمَنْ كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع، كما قال الله تعالى: "كذبت قوم نوح المُرسلين"، فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يكن رسول غيره حين كّذَّبُوه، وعلى هذا فالنصارى الذين كذَّبوا محمداً صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه هم مُكذبون للمسيح بن مريم غير متبعين له أيضاً، لا سيما وأنه قد بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا معنى لبشارتهم به إلا أنه رسول إليهم ينقذهم الله به من الضلالة، ويهديهم إلى صراط مستقيم.

الثاني:
الإيمان بِمَنْ علمنا اسمه منهم باسمه مثل: محمد وإبراهيم، وموسى، وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام، وهؤلاء الخمسة هم أولوا العزم من الرسل، وقد ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن في سورة الأحزاب في قوله: "ولقد أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى أبن مريم"، وفي سورة الشورى في قوله: "شَرَعَ لكم من الدين ما وصَّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"، وأمَّا مَنْ لم نعلم أسمه منهم فنؤمن به إجمالاً.

قال الله تعالى:
"ولقد أرسلنا رسلاً منهم مَن قصصنا عليك ومنهم مَن لم نقصص عليك".

الثالث:
تصديق ما صَحَّ عنهم من أخبارهم.

الرابع:
العمل بشريعة مَنْ أُرسِلَ إلينا منهم، وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المُرسل إلى جميع الناس قال الله تعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شَجَرَ بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مِمَّا قضيت ويسلموا تسليماً".
يتبع إن شاء الله...



الأصل الثاني: معرفة العبد دينه 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 1:11 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

الأصل الثاني: معرفة العبد دينه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأصل الثاني: معرفة العبد دينه   الأصل الثاني: معرفة العبد دينه Emptyالخميس 21 يناير 2016, 5:19 pm

السؤال الخامس والستون بعد المائة:
ما ثمرات الإيمان بالرسل؟

الجواب:
الأولى:
العلم برحمه الله تعالى وعنايته بعباده حيث أرسل إليهم الرسل ليهدوهم إلى صراط الله تعالى، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله، لأن العقل البشري لا يستقل بمعرفة ذلك.

الثانية:
شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.

الثالثة:
محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم، والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى، ولأنهم قاموا بعبادته، وتبليغ رسالته، والنصح لعباده.

قال المؤلف:
"واليوم الآخر".

السؤال السادس والستون بعد المائة:
ما المراد باليوم الآخر ولماذا سمي بذلك؟

الجواب:
يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء، وسُمِّيَ بذلك لأنه لا يوم بعده، حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم.

السؤال السابع والستون بعد المائة:
ماذا يتضمن الإيمان باليوم الآخر؟

الجواب:
الأول:
الإيمان بالبعث:
وهو إحياء الموتى حين يُنفخ في الصُّور النَّفخة الثانية، فيقوم النَّاسُ لرب العالمين، حفاةً غير مُنتعلين، عُرَاةً غير مُستترين، غُرْلاً غير مُختتنين.

قال الله تعالى:
"كما بدأنا أولَ خلقٍ نُعيدهُ وعداً علينا إنا كنا فاعلين".

والبعث:
حقٌ ثابتٌ دَلَّ عليه الكتابُ، والسنةُ، وإجماعُ المسلمين.

قال الله تعالى:
"ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تُبعثون"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يُحشر الناس يوم القيامة غُرْلاً" متفق عليه، وأجمع المسلمون على ثبوته، وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه الخليقة معاداً يُجازيهم فيه على ما كلّفهم به على ألسنة رُسُلِهِ.

قال الله تعالى:
"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا تُرجعون"، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: "إن الذي فرض عليك القرءان لرآدك إلى معاد".

الثاني:
الإيمان بالحساب والجزاء:
يُحاسب العبد على عمله، ويُجازى عليه، وقد دَلَّ على ذلك الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين.

قال الله تعالى:
"إنَّ إلينا إيابهم * ثم إنَّ علينا حسابهم"، وقال: "مَن جاء بالحسنة فلهُ عَشْرُ أمثالها ومَن جاء بالسيئة فلا يُجزى إلا مثلها وهم لا يُظلمون"، وقال: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تُظلم نفسٌ شيئاً وإن كان مثقال حبةٍ مِنْ خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين".

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يُدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى أنه قد هلك قال: قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيُعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيُنادَى بهم على رؤوس الخلائق: "هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنةُ اللهِ على الظَّالمين". متفق عليه.

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"أنَّ مَنْ هَمَّ بحسنةٍ فعملها، كتبها اللهُ عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرة، وأنَّ مَنْ هَمَّ بسيئةٍ ففعلها كتبها اللهُ سيئةً واحدةً".

الثالث:
الإيمان بالجنة والنار، وأنهما المال الأبدي للخلق، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، الذين آمنوا بما أوجب الله عليهم الإيمان به، وقاموا بطاعة الله ورسوله، مخلصين لله متبعين لرسوله، فيها من أنواع النعيم مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".

قال الله تعالى:
"إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تدري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضيَ اللهُ عنهم ورضُوا عنه ذلك لِمَنْ خشيَ ربه"، وقال تعالى: "فلا تعلم نفسٌ ما أخفيَ لهم من قرةِ أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون".

وأما النار:
فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، الذين كفروا به وعصوا رسله، فيها من أنواع العذاب والنكال ما لا يخطر على بال.

قال الله تعالى:
"واتقوا النار التي أعدت للكافرين"، وقال: "إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سُرادقُها وإن يستغيثوا يُغَاثوا بماءً كالمُهل يشوي الوجوه بئس الشرابُ وساءت مرتفقاً"، وقال تعالى: "إن اللهَ لَعَنَ الكافرينَ وأعد لهم سعيراً * خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً * يوم تُقَلَّبُ وجُوههم في النَّار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا".

السؤال الثامن والستون بعد المائة:
ما هو البعث ومع ذكر الدليل على ثبوته؟

الجواب:
وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين، حُفاةً غير منتعلين، عُراةً غير مُستترين، غُرلاً غير مُختتنين.

والبعث:
حق ثابت دَلَّ عليه الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين.

قال الله تعالى:
"ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يُحشرُ النَّاسُ يوم القيامة غُرلاً" متفق عليه، وأجمع المسلمون على ثبوته، وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه الخليقة معاداً يجازيهم فيه على ما كلفهم به على ألسنة رسله.

قال الله تعالى:
"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وانكم إلينا لا تُرجعون"، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: "إن الذي فرض عليك القُرءانَ لرآدُك إلى معاد".

السؤال التاسع والستون بعد المائة:
ما الذي يلتحق باليوم الآخر؟

الجواب:
1- فتنة القبر:
وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه، ودينه، ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: ربِّي الله، وديني الإسلام، ونبيِّ محمد صلى الله عليه وسلم، ويُضِلُّ اللهُ الظالمينُ فيقول الكافر: هاه، هاه، لا أدري، ويقول المنافق أو المرتاب: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.

2- عذاب القبر ونعيمه:
فيكون العذاب للظالمين من المنافقين والكافرين قال الله تعالى: "ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن ءايته تستكبرون".

وقال تعال في آل عمران:
"النارُ يُعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب".

وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يُسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار، قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار، فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر، قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال، قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال.

وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين قال الله تعالى:
 "إن الذين قالوا ربنا الله ثم أستقاموا تتنزل عليهمُ الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون".

السؤال السبعون بعد المائة:
ما ثمرات الإيمان باليوم الآخر؟

الجواب:
الأولى:
الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها رجاء لثواب ذلك اليوم.

الثانية:
الرهبة عند فعل المعصية والرضى بها خوفاً من عقاب ذلك اليوم.

الثالثة:
تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.

السؤال الحادي السبعون بعد المائة:
ما الرد على من أنكر البعث بعد الموت؟

الجواب:
هذا الزعم باطل دل على بطلانه الشرع، والحس، والعقل.

أما الشرع:
فقد قال الله تعالى: "زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير"، وقد اتفقت جميع الكتب السماوية عليه.

وأما الحس:
فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدنيا، وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك.

وهي:
المثال الأول:
قوم موسى حين قالوا له: "لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة"، فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم وفي ذلك يقول الله تعالى مخاطباً بني إسرائيل: "وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون".

المثال الثاني:
في قصة القتيل الذي أختصم فيه بنو إسرائيل، فأمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بِمَنْ قتله، وفي ذلك يقول الله تعالى: "وإذ قتلتم نفساً فادارءتم فيها واللهُ مخرجٌ ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي اللهُ الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون".

المثال الثالث:
في قصة القوم الذين خرجوا من ديارهم فراراً من الموت وهم ألوف فأماتهم الله تعالى، ثم أحياهم وفي ذلك يقول الله تعالى: "ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفٌ حَذَرَ الموت فقال لهم اللهُ مُوتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضلٍ على النَّاس ولكنَّ أكثر النَّاس لا يشكرون".

المثال الرابع:
في قصة الذي مر على قرية ميتة فاستبعد أن يحييها الله تعالى، فأماته الله تعالى مئة سنة، ثم أحياه وفي ذلك يقول الله تعالى: "أو كالذي مَرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عُروشها قال أنَّى يحيي هذه اللهُ بعد موتها فأماتهُ اللهُ مائةَ عامٍ ثُمَّ بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنَّه وانظر إلى حِمَاركَ ولنجعلك آيةً للنَّاس وانظر إلى العظام كيف نُنْشِزُهَا ثم نكسوها لحماً فلمَّا تبيَّن له قال أعلمُ أنَّ اللهَ على كُلِّ شيءٍ قدير".

المثال الخامس:
في قصة إبراهيم الخليل حين سأل الله تعالى أن يريه كيف يحيى الموتى؟ فأمره الله تعالى أن يذبح أربعةً من الطير، ويُفَرقهنَّ أجزاءً على الجبال التي حوله، ثم يناديهن فتلتئم الأجزاء بعضها إلى بعض، ويأتين إلى إبراهيم سعياً، وفي ذلك يقول الله تعالى: "وإذ قال إبراهيم رَبِّ أرني كيف تُحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فَخُذْ أربعةً من الطير فَصُرْهُنَّ إليك ثم اجعل على كل جبلٍ منهنَّ جزءً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يأتينك سعياً واعلم أنَّ اللهَ عزيزٌ حكيم".

أما دلالة العقل فمن وجهين:
أحدهما:
أن الله تعالى فاطر السماوات والأرض وما فيهما، خالقهما ابتداءً، والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته، قال الله تعالى: "وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يُعيده وهو أهْوَنُ عليه"، وقال تعالى: "كما بدأنا أول خلق نُعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين"، وقال آمرا بالرد على مَنْ أنكر إحياء العظام وهي رميم: "قل يُحييها الذي أنشأها أول مرةٍ وهو بكل خلقٍ عليم".

الثاني:
أن الأرض تكون ميتة هامدة ليس فيها شجرة خضراء، فينزل عليها المطر فتهتز خضراء حية فيها من كل زوج بهيج، والقادر على إحيائها بعد موتها، قادرٌ على إحياء الموتى، قال الله تعالى: "ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعةً فإذا أنزلنا عليها الماءَ أهتزت وَرَبَتْ إن الذي أحيَاها لمُحيي الموتى إنه على كل شيء قدير"، وقال تعالى: "ونزَّلنا من السماء ماءً مُباركاً فأنبتنا به جناتٍ وحبَّ الحصيد * والنخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيد * رزقاً للعباد وأحيينا به بلدةً ميتاً كذلك الخروج".

السؤال الثاني والسبعون بعد المائة:
ما الرد على مَنْ أنكر عذاب القبر؟

الجواب:
هذا الزعم باطل بالشرع، والحس، والعقل:

أما الشرع:
فقد سبقت النصوص الدالة على ثبوت عذاب القبر، ونعيمه، وفي صحيح البخاري -من حديث- ابن عباس رضي الله عنهما قال: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان المدينة، فسمع صوت إنسانين يُعذبان في قبورهما" وذكر الحديث، وفيه: "أن أحدهما كان لا يستتر من البَول" وفي -رواية- "من (بَوله) وأن الآخر كان يمشي بالنميمة".

وأما الحس:
فإن النائم يرى في منامه أنه كان في مكان فسيح بهيج يتنعَّمُ فيه، أو أنه كان في مكان ضيق موحش يتألم منه، وربما يستيقظ أحياناً مما رأى، ومع ذلك فهو على فراشه في حجرته على ما هو عليه، والنوم أخو الموت ولهذا سماه الله تعالى: "وفاة" قال الله تعالى: "الله يتوفَّى الأنفسَ حين موتها والتي لم تَمُتْ في منامها فيُمسكُ التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمىً".

وأما العقل:
فإن النائم في منامه يرى الرؤيا الحق المطابقة للواقع، وربما رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صفته، ومَنْ رآه على صفته فقد رآه حقاً ومع ذلك فالنائم في حجرته على فراشه بعيداً عما رأى، فإن كان هذا ممكناً في أحوال الدنيا، أفلا يكون ممكناً في أحوال الآخرة؟.

السؤال الثالث والسبعون:
ما شبهة مَنْ أنكر عذاب القبر وما الرد عليه؟

الجواب:
قالوا لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق.

الرد عليهم وجوه منها:
الأولى:
أنه لا تجوز معارضة ما جاء به الشرع بمثل هذه الشبهات الداحضة التي لو تأمل المُعارض بها ما جاء به الشرع حق التأمل لعلم بُطلان هذه الشبهات.

الثاني:
أن أحوال البرزخ من أمور الغيب التي لا يدركها الحس، ولو كانت تُدرك بالحس لفاتت فائدة الإيمان بالغيب، ولتساوى المؤمنون بالغيب، والجاحدون في التصديق بها.

الثالث:
أن العذاب والنعيم وسعة القبر وضيقه إنما يدركها الميت دون غيره، وهذا كما يرى النائم في منامه أنه في مكان ضيق موحش، أو في مكان واسع بهيج، وهو بالنسبة لغيره لم يتغير منامه هو في حجرته وهو بين أصحابه فيسمع الوحي، ولا يسمعه الصحابة، وربما يتمثل له المَلَكُ رجلاً فيكلمه والصحابة لا يرون المَلَكَ، ولا يسمعونه.

الرابع:
أن إدراك الخلق محدودٌ بما مكَّنهم اللهُ تعالى من إدراكه ولا يمكن أن يدركوا كل موجود، فالسماوات السبع والأرض ومن فيهن، وكل شيء يسبح بحمد الله تسبيحاً حقيقياً يُسْمِعَهُ اللهُ تعالى من شاءَ من خلقه أحياناً، ومع ذلك فهو محجوب عنا، وفي ذلك يقول الله تعالى: "تُسبح له السماوات والأرض ومن فيهنَّ وإن من شيءٍ إلا يُسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"، وهكذا الشياطين، والجن، يسعون في الأرض ذهاباً وإياباً، وقد حضرت الجنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمتعوا لقراءته وأنصتوا وولّوا إلى قومهم منذرين.

ومع هذا فهم محجوبون عنا وفي ذلك يقول الله تعالى: "يا بني أدم لا يفتننكمُ الشيطانُ كما أخرج أبويكم من الجنةِ ينزعُ عنهما لباسهما ليريهما سؤاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون"، وإذا كان الخلق لا يدركون كل موجود، فإنه لا يجوز أن ينكروا ما ثبت من أمور الغيب، ولم يدركوه.

قال المؤلف:
"وتؤمن بالقدر خيره وشره".

يتبع إن شاء الله...



الأصل الثاني: معرفة العبد دينه 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 1:12 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

الأصل الثاني: معرفة العبد دينه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأصل الثاني: معرفة العبد دينه   الأصل الثاني: معرفة العبد دينه Emptyالخميس 21 يناير 2016, 5:21 pm

السؤال الرابع والسبعون بعد المائة:
ما تعريف القدَر؟

الجواب:
القدَر بفتح الدال:
"تقدير الله تعالى للكائنات، حسبما سبق علمه وأقتضته حكمته".

السؤال الخامس والسبعون بعد المائة:
ماذا يتضمن الإيمان بالقدر؟

الجواب:
والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:

الأول:
الإيمان بأن الله تعالى علم بكل شيء جملة وتفصيلاً، أزلاً وأبداً، سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعاله أو بأفعال عباده.

الثاني:
الإيمان بأن الله كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى: "ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتابٍ إن ذلك على الله يسير"، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كَتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسينَ ألف سنةٍ".

الثالث:
الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت ممَّا يتعلق بفعله أم ممَّا يتعلق بفعل المخلوقين، قال الله تعالى فيما يتعلق بفعله: "وربكُ يخلقُ ما يشاءُ ويختار"، وقال: " ويفعلُ اللهُ ما يشاء"، وقال: "هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء"، وقال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين: "ولو شاء اللهُ لسلطهم عليكم فلقاتلوكم"، وقال: "ولو شاءَ ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون".

الرابع:
الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها، وصفاتها، وحركاتها، قال الله تعالى: "اللهُ خلق كل شيءٍ وهو على كل شيءٍ وكيل"، وقال: "وخلق كل شيءٍ فقدره تقديراً"، وقال عن نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم أنه قال لقومه: "والله خلقكم وما تعملون".

السؤال السادس والسبعون بعد المائة:
هل القدر ينافي أن يكون للعبد مشيئة واختيار؟

الجواب:
الإيمان بالقدر على ما وصفنا لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية وقدرة عليها، لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له.

أما الشرع:
فقد قال الله تعالى في المشيئة: "فَمَن شاء أتخذ إلى ربهِ مئاباً"، وقال: "فأتوا حرثكم أنَّى شئتم"، وقال في القدرة: "فاتقوا الله ما أستطعتم واسمعوا وأطيعوا"، وقال: "لا يُكلف اللهُ نفساً إلَّا وسعها لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت".

وأما الواقع:
فإن كل إنسان يعلم أن له مشيئة وقدرة بهما يفعل وبهما يترك، ويُفَرِّقُ بين ما يقع: بإرادته كالمشي وما يقع بغير إرادته كالارتعاش، لكن مشيئة العبد وقدرته واقعتان بمشيئة الله تعالى، وقدرته لقول الله تعالى: "لِمَن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء اللهُ رب العالمين"، ولأن الكون كله مِلْكٌ لله تعالى فلا يكون في مُلكه شيءٌ بدون علمه ومشيئته.

السؤال السابع والسبعون بعد المائة:
ما الرد على مَنْ احتج بالقدر على فعل المعاصي وترك الواجبات؟

الجواب:
الإيمان بالقدر على ما وصفنا لا يمنح العبد حجة على ما ترك من الواجبات أو فعل من المعاصي، وعلى هذا فاحتجاجه به باطل من وجوه:

الأول:
قوله تعالى: "سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون"، ولو كان لهم حجة بالقدر ما أذاقهم الله بأسه.

الثاني:
قوله تعالى: "رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجةٌ بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً"، ولو كان القدر حجةٌ للمخالفين لم تنتف بإرسال الرُّسل، لأن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدر الله تعالى.

الثالث:
ما رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحدٍ إلا قد كُتِبَ مقعده من النار أو الجنة"، فقال رجلٌ من القوم: ألا نتكل يا رسول الله؟ قال: "لا.. اعملوا فكلٌ ميسرٌ، ثم قرأ " فأما مَنْ أعطى وأتقى.. الآية"، وفي لفظ لمسلم: "فكلٌ ميسرٌ لمَا خُلق له" فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ونهى عن الاتكال على القدر.

الرابع:
أن الله تعالى أمر العبد ونهاه، ولم يكلفه إلا ما يستطيع، قال الله تعالى: "فاتقوا الله ما أستطعتم"، وقال: "لا يُكلفُ اللهُ نفساً إلا وسعها"، ولو كان العبد مُجبراً على الفعل لكان مُكلفاً بما لا يستطيع الخلاص منه، وهذا باطل ولذلك إذا وقعت منه المعصية بجهل، أو نسيان، أو إكراه، فلا إثم عليه لأنه معذور.

الخامس:
ان قدر الله تعالى سر مكتوم لا يُعلم به إلا بعد وقوع المَقدُور، وإرادة العبد لما يفعله سابقةٌ على فعله فتكون إرادته الفعل غير مبنيةٌ على علم منه بقدر الله، وحينئذ تنفى حجته إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه.

السادس:
أننا نرى الإنسان يحرص على ما يلائمه ثم يحتج على عدوله بالقدر، فلماذا يعدل عما ينفعه في أمور دينه إلى ما يضره ثم يحتج بالقدر؟‍‍‍‍‍‍‍ أفليس شأن الأمرين واحداً؟

وإليك مثالاً يوضح ذلك:
لو كان بين يدي الإنسان طريقان أحدهما ينتهى به إلى بلد كلها نظام، وأمن مستتب، وعيش رغيد، واحترام للنفوس والأعراض والأموال، فأي الطريقين يسلك؟ إنه سيسلك الطريق الثاني الذي ينتهي به إلى بلد النظام والأمن، ولا يمكن لأي عاقل أبداً أن يسلك طريق بلد الفوضى، والخوف، ويحتج بالقدر، فلماذا يسلك في أمر الآخرة طريق النار دون الجنة ويحتج بالقدر؟

مثال آخر:
نرى المريض يؤمر بالدواء فيشربه ونفسه لا تشتهيه، وينهي عن الطعام الذي يضره فيتركه ونفسه تشتهيه، كل ذلك طلباً للشفاء والسلامة، ولا يمكن أن يمتنع عن شرب الدواء أو يأكل الطعام الذي يضره ويحتج بالقدر فلماذا يترك الإنسان ما أمر الله ورسوله، أو يفعل ما نهى الله ورسوله ثم يحتج بالقدر؟ ‍

السابع:
أن المُحْتَجَّ بالقدر على ما تركه من الواجبات أو فعله من المعاصي، لو اعتدى عليه شخص فأخذ ماله أو انتهك حرمته ثم احتج بالقدر، وقال: لا تلمني فإن اعتدائي كان بقدر الله، لم تُقبل حجته، فكيف لا يقبل الاحتجاج بالقدر في اعتداء غيره عليه، ويحتج به لنفسه في اعتدائه على حق الله تعالى؟، ويذكر أن -أمير المؤمنين- عمر بن الخطاب رضي الله عنه رفع إليه سارق استحق القطع، فأمر بقطع يده فقال: مهلاً يا أمير المؤمنين، فإنما سرقت بقدر الله، فقال: ونحن إنما نقطع بقدر الله.

السؤال الثامن والسبعون بعد المائة:
ما ثمرات الإيمان بالقدر؟

الجواب:
للإيمان بالقدر ثمرات جليلة منها:
الأولى:
الاعتماد على الله تعالى، عند فعل الأسباب بحيث لا يعتمد على السبب نفسه لأن كل شيءٍ بقدر الله تعالى.

الثانية:
أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده، لأن حصوله نعمة من الله تعالى، بما قدَّره من أسباب الخير، والنجاح، وإعجابه بنفسه يُنسيه شكرَ هذه النعمة.

الثالثة:
الطمأنينة، والراحة النفسية بما يجرى عليه من أقدار الله تعالى فلا يقلق بفوات محبوب، أو حصول مكروه، لأن ذلك بقدر الله الذي له مُلْكُ السماوات والأرض، وهو كائنٌ لا محالة وفي ذلك يقول الله تعالى: "ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتاكم والله لا يحب كل مختال فخور" ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".

السؤال التاسع والسبعون بعد المائة:
ما الفِرَقِ التي ضلّت في القدر وما الرد عليهم؟

الجواب:
إحداهما:
الجبرية الذين قالوا إن العبد مجبر على عمله وليس له فيه إرادة ولا قدرة وليس له فيه إرادة ولا قدرة.

الثانية:
القدرية الذين قالوا إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه أثر.

الرد على الطائفة الأولى (الجبرية) بالشرع والواقع:
أما الشرع:
فإن الله تعال أثبت للعبد إرادة ومشيئة، وأضاف العمل إليه قال الله تعالى: "منكم مَن يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة" وقال: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها.. الآية"، وقال: "مَنْ عمل صالحاً فلنفسه ومَنْ أساء فعليها وما ربك بظلّام للعبيد".

وأما الواقع:
فإن كل إنسان يعلم الفرق بين أفعاله الاختيارية التي يفعلها بإرادته كالأكل، والشرب، والبيع والشراء، وبين ما يقع عليه بغير إرادته كالارتعاش من الحُمَّى، والسقوط من السطح، فهو في الأول فاعل مختار بإرادته من غير جبر، وفي الثاني غير مختار ولا مريد لما وقع عليه.

الرد على الطائفة الثانية (القدرية) بالشرع والعقل:
أما الشرع:
فإن الله تعالى خالق كل شيء، وكل شيء كائن بمشيئته، وقد بين الله تعالى في كتابه أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال تعالى: "ولو شاء الله ما أقتتل الذين من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم مَنْ ءامن ومنهم مَنْ كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد"، وقال تعالى: "ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين".

وأما العقل:
فإن الكون كله مملوك لله تعالى، والإنسان من هذا الكون فهو مملوك لله تعالى، ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك المالك إلا بإذنه ومشيئته.

قال المؤلف:
"والدليل على هذه الأركان الستة قوله تعالى: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر مَنْ ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين"، ودليل القدر قوله تعالى: "إنا كل شيء خلقناه بقدر".

السؤال الثمانون بعد المائة:
ما الدليل على الأركان الستة؟

الجواب:
قوله تعالى: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين"، ودليل القدر قوله تعالى: "إنا كل شيءٍ خلقناه بقدر".

قال المؤلف:
"المرتبة الثالثة:
الإحسان:
ركن واحد وهو: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، والدليل قوله تعالى: "إن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون"، وقوله: "وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم"، وقوله: "وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرءان ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه".

السؤال الحادي الثمانون بعد المائة:
ما المرتبة الثالثة من مراتب الدين؟

الجواب:
مرتبة الإحسان

السؤال الثاني والثمانون بعد المائة:
ما تعريف الإحسان؟

الجواب:
الإحسان ضد الإساءة وهو أن يبذل الإنسان المعروف ويكفَّ الأذى فيبذل المعروف لعباد الله في ماله، وجاهه، وعلمه، وبدنه.

السؤال الثالث والثمانون بعد المائة:
ما الدليل على الإحسان؟

الجواب:
قوله تعالى: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"، وقوله: "وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم".

السؤال الرابع والثمانون بعد المائة:
على ماذا تبنى العبادة؟

الجواب:
فالعبادة مبنية على هذين الأمرين:
غاية الحب، وغاية الذل، ففي الحب الطلب، وفي الذل الخوف والهرب.

السؤال الخامس والثمانون بعد المائة:
ما هو ركن الإحسان؟
الجواب:
ركن واحد وهو: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

السؤال السادس والثمانون بعد المائة:
ما الدليل على مراتب الدين من السنة؟

الجواب:
قال المؤلف:
والدليل من السنة:
حديث جبرائيل المشهور عن عمر رضي الله عنه قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشرع لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمَّد أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً" قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: "أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، قال: فأخبرني عن الساعة، قال: "أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاه يتطاولون في البنيان"، قال: فمضى فلبثنا ملياً فقال: "يا عمر أتدري مَنْ السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "قال هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم".
بفضل الله تم الأصل الثاني: معرفة العبد دينه.



الأصل الثاني: معرفة العبد دينه 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الأصل الثاني: معرفة العبد دينه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأصل الأول: معرفة العبد ربه
» بملازمة الأذكار يحفظ العبد في دينه ودنياه
» (3) معرفة فضل المواسم، ومِنَّة الله فيها، وفرصة العبد فيها
» القاعدة الثانية: معرفة فضل المواسم، ومِنَّة الله فيها، وفرصة العبد فيها
» الباب الثاني: المقصد في معرفة تفاصيل أنساب قبائل العرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: العـقـيـــــــــــدة الإســـــــلامـيـــــــــــــة :: شــــرح الأصــــول-
انتقل الى: