منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الدرس السادس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

الدرس السادس Empty
مُساهمةموضوع: الدرس السادس   الدرس السادس Emptyالثلاثاء 17 فبراير 2015, 2:11 pm

شرح كتاب كيفية صلاة النبي للألباني

للشيخ أبي إسحاق الحويني

الدرس السادس

نكمل صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فمما يفعله المصلي أيضًا وهو راكع أن يجافي بين عضديه في الركوع ، أي لا يجمع ما بين ذراعيه ولا يلصقها ببطنه كما يفعل بعض المصلين ،  إنما كان يجافي , بشدة .

المقصود بالمجافاة:

أنه ما يلصقها كما يفعل بعض المصلين ، كان يجافي حتى قال أنس كنا نأوي له -صلى الله عليه وسلم- أي نشفق عليه ولكن المقصود طبعًا أن يكون هكذا لأنه إذا ثنى ذراعه ما يستطيع أن يأتي باستقامة ظهره ، فهو لابد في هذه الحالة أن ينصب ذراعيه هكذا لكن يجافي ما بين بطنه وما بين ذراعيه ، ولكن لا يصلي هكذا كما يفعل بعض المصلين يعتمد على بطنه في هذا الأمر .

في الركوع أيضًا  النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجافي بين ذراعيه وبين بطنه ، بعد أن يرفع من الركوع ويطمئن حتى يعود كل عظم إلى مكانه ، وهنا موضع اختلف فيه العلماء وهو .

هل يقبض باليمنى على اليسرى بعد القيام من الركوع أم يرسل ؟

إذا قال سمع الله لمن حمده يرجع , فيقبض هكذا كما كان يقبض في القيام الأول أم يرسل ؟

الصواب: أن يرسل ولا يقبض فإن القبض لم يقم عليه دليل إلا بعموم حديث وائل بن حجر ومعلوم أن العموم يقبل في موضعه إذا لم يرد تخصيصًا ، لكن في موضعنا هذا لا يقبل العموم .

لماذا؟ ، لأننا في إثبات هيئة ، وإسناد الهيئة لابد لها من دليل صحيح نقلي خاص بمثل هذه المسألة ، ولا يحتج بمثل هذه العمومات في هيئات الصلاة ، هيئة الصلاة ما لنا إليها سبيل ولا يدخلها قياس ولا يدخلها اجتهاد ، إنما تتلقى عن صاحب الشرع -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: « صلوا كما رأيتموني أصلي » .

ومما يدل على أن هذا القبض لم يكن معروفًا:

أنه لم يرد به حديث قط يعينه مع أن المتأمل لأحاديث صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- يرى أن الصحابة ما تركوا دقيقًا ولا جليلًا إلا نقلوه ، حتى ينقل لك تفريج الأصابع وينقل لك في السجود ، ضم أصابع اليدين , مثل هذا الذي ينقل كل هذا يغفل أو يغفلوا جميعًا جملةً عن أنه إذا قال سمع الله لمن حمده أن يقبض ، وهل القبض أخفى أم ضم اليدين والتفريج بينهما ؟ .

كونه يلاحظ مثل هذا الشيء وفي حديث بعض الصحابة قال: قلت: « لأرمقن صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- » أي يجلس يلاحظها لا يترك منها شيئًا ، ومع ذلك ما نقل واحد أنه قال إذا رفع من الركوع قال سمع الله لمن حمده ثم وضع اليمنى على اليسرى ، إنما الذين قالوا بوضع اليمنى على اليسرى قالوا أن هذا يضع اليمنى على اليسرى كالقيام ، فهذا قيام وهذا قيام فهذا يشمل عموم القيامين .

متي يُعمل بالدليل العام؟

الدليل العام يُعمل به في موضعه ولا يُعطل بحثًا عن الخصوص إلا في هيئات الصلاة التي هي نحن كما قلنا أنها توقيفية لا مدخل فيها لا للاجتهاد ولا إلى القياس .

ما دليل الإرسال؟

الإرسال: هو الأصل لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « ثم يرفع من الركوع ويطمئن قائمًا حتى يعود كل عظمٍ إلى مكانه » ، ونحن نريد أن نعرف الهاء في مكانه تعود على ماذا ؟ تعود على العظم أم تعود على الوضع ، لا شك أنها تعود على العظم لأن هذا هو أقرب متعلق: « حتى يعود كل عظمٍ إلى مكانه » ، يفهم بداهةً من مكانه أي مكانه قبل الركوع أو مكانه الذي خلقه الله عليه ، يرجع إلى مكانه الطبيعي .

هو مثلًا قائم هكذا فلما ركع فهذا الفقار كله استدار مع دورة الجسم ، فلما يعود قائمًا واقفًا منتصبًا فيعود كل عظم إلى مكانه الذي خلقه الله -تبارك وتعالى- عليه ، فالمناسب حيث عاد الضمير إلى العظم أن يرجع كل عظم إلى مكانه الذي خلقه الله عليه ، فإنه لابد أن نعين الضمير ، أن نرجع الضمير إلى شيئين إما أن نقول إلى العظم وإما نقول إلى الوضع .

فلو قلت إلى مكانه قبل الركوع لأنك ممكن أن تعين هذه الزيادة ، تقول حتى يرجع كل عظم إلى مكانه قبل الركوع ، فنقول هذه الزيادة تحتاج إلى دليل  إنما أنت أخذتها بدلالة المفهوم وكما يقول العلماء دلالة المفهوم ليست بحجة ، لماذا؟ 

دلالة المفهوم ليست بحجة ؟

لأن المفهوم لا ينحصر ، فقوله لا ينحصر لا يصير حجة إلا إذا أتيت بدليل مستقل ، فنحن عندنا الدليل العام ما هناك هيئة إلا بنص ، والعلة في ذلك ان هيئات الصلاة لا يدخلها الاجتهاد ولا يدخلها الاستنباط ولا القياس ولا شيء من هذا إنما تنقل عن صاحب الشرع  قال -صلى الله عليه وسلم-: « صلوا كما رأيتموني أصلي » .

والناظر المنصف الذي يتابع جميع الأحاديث التي وردت في صفة الصلاة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرى أنهم نقلوا أخفى من هذا الموضع بكثير وكان ينقلونه برتابة أي يكرر اللفظ كثيرًا كلما فعل يكرره ، يقول: ثم يعود إلى مكانه ثم يقول سمع الله لمن حمده ثم يسجد حتى يعود ، ثم يرفع حتى يعود كل عظم إلى مكانه ، أي ينقل بدقة متناهية ويكرر الألفاظ ومع ذلك ما ورد في حديث قط لا حسن ولا صحيح ولا ضعيف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع من الركوع قبض اليمنى على اليسرى , إذًا ما عندنا إلا هذا العموم.

متي يحتج بالعموم؟

ولا نستطيع أن نحتج بالعموم على هيئة ، إنما نحتج بالعموم في الأحكام الشرعية التي يدخلها الاجتهاد ويدخلها الاستنباط لكن الهيئات لا .

مما ذكره العلماء أيضًا أن القيام المذكور في حديث وائل وغيره إنما يعني به القيام الأول ، وهذا هو الذي قاله العلماء ولذلك لم نجد واحدًا من العلماء الذين تدور عليهم الفتوى قال بسنية هذا القبض ، وأنا لمَّا أتكلم ما يخفي عليَّ إن شاء الله هذا الذي ذكرته وهو من علمائنا الذين نجلهم ونحترمهم الشيخ عبدالعزيز بن باز ، لكن أنا عندما أقول العلماء الذي تدور عليهم الفتوى أنا مقصودي العلماء الأوائل وليس هذا تقليلًا من قدر الشيخ -حفظه الله تبارك وتعالى- ، فإنه أحد العلماء الربانيين في هذا الزمان ، ختم الله لنا وله ولكم جميعًا بخير .

المقصود العلماء المتقدمون ، ولما أقول العلماء الذين تدور عليهم الفتوى ما أقصد إلا العلماء المتقدمين ، حتى الرواية التي نقلت عن الإمام أحمد -رحمه الله- وأنا أحيل على الناقل والعهدة عليه وهو ثبت ثقة والحمد لله وهو الشيخ ناصر الدين الألباني قال: أن الشيخ بن باز -حفظه الله- يضعف الرواية عن الإمام أحمد في هذا ، فالشيخ بن باز نفسه ضعف الرواية عن الإمام أحمد .

ما هي الرواية عن الإمام أحمد ؟

لما سئل عن القبض في القيام الأول قال: سنة ، فلما سئل عن القبض بعد القيام من الركوع قال: لا بأس به ، ففرق ، ولو كان القبض بعد القيام من الركوع يساوي القبض قبل الركوع لما فرق ، قال: سنة في الأول وجزم بذلك لأن الأحاديث كثيرة فيه وقال في القبض بعد القيام من الركوع لا بأس به فدل ذلك على التفريق .

الشيخ ناصر الدين- حفظه الله تعالى- قال أن الشيخ بن باز يضعف هذه الرواية عن الإمام أحمد لم تثبت ، ولذلك هذه المسألة غير مشتهرة وعلماؤنا في الحجاز كان من جملة ما نعوه على بعض فتاوى الشيخ ناصر الدين الألباني أن فتاواه وإن كانت قيلت أو قال بها بعض العلماء لكنها لم تشتهر في الكتب ، فهذا الجواب هو عين الجواب عن هذه المسألة .

قال في مسألة عدم جواز الاعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ، قال: هذا لم يشتهر عن السلف ولم يعرف وإن كان أفتى به بعض العلماء ، وفي النهي عن صيام يوم السبت إلا في الفرض قال لم يشتهر عن السلف وإن كان أفتى به بعض العلماء وهكذا ، فقالوا أن الأصل إتباع السواد الأعظم من العلماء في الفتوى ، ونحن في هذه المسألة أيضًا نتبع السواد الأعظم من العلماء ولم ينص واحد من العلماء المتقدمين الذين تدور عليهم الفتوى على سنية هذا القبض ، بل هذا قول فشى في المتأخرين بل فشى في أواخر المتأخرين ، أي ما فشى في المتأخرين من القرن السابع أو الثامن أو التاسع ، لا ، وإن كان بن القيم –رحمه الله- نبه عليه تنبيهًا ، لكن عدم وجوده في الكتب مع عناية المصنفين بصفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- تدل أننا نتوقف على الأقل .

إذًا بعد ما يرفع رأسه من الركوع فيكون الصواب في المسألة أنه يرسل يديه .

ثم يذكر الله -تبارك وتعالى- في هذا القيام ، «سمع  الله لمن حمده ربنا لك الحمد»  قال بعض الصحابة: بعد ما رفع من هذا الركوع قال: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى ، فسمعه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي فبعدما صلى قال : « مَن القائل كذا وكذا » فسكت القوم ، لماذا ؟ .

لأنهم كانوا يخشون الملام ، مَن القائل؟ يقول أنا ، يقول له كيف قلت؟ لماذا فعلت؟ فكانوا يخشون الملام ، لذلك ما كانوا ينطقون أول مرة فقال: « مَن الذي قال كذا وكذا » قال: أنا يا رسول الله ، قال: « قد رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يصعد بها أولًا » ، هذا الدعاء أو الذكر أنت تقوله إذا رفعت رأسك من الركوع .

وهناك أذكار أخرى ، « سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ، الحمد لله حمدًا ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد » .

لا ينفع ذا الجد منك الجد: أي الجاه والغنى ، أي صاحب الغنى أو صاحب الجاه لا ينفع جاهه عندك ، لا ينفع ذا الجد منك الجد ، ثم يخر ساجدًا .

الخرور للسجود :

أغلب العلماء يقولون بتقديم المصلي ركبتيه قبل يديه ، أي أول ما يصل إلى الأرض ركبتاك ، لكن الدليل الصحيح وهو قول مالك والأوزاعي وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد ( كلام مقطوع ) والدليل الصحيح يؤيد ذلك والنظر يؤيد ذلك .

أما الدليل:

فحديث أبو هريرة -رضي الله عنه- الذي رواه أبو داود وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه » نص في المسألة « إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع » وليس ولا يضع : « وليضع يديه قبل ركبتيه » ، وهذا الحديث ما علل بعلة صحيحة بل هو حديث صحيح لا علة فيه .

قال بعض الذين عللوه:

ومنهم الإمام بن القيم وغيره وما من واحد تكلم في المسألة وقدم ركبتيه إلا وبن القيم سلفه في هذه المسألة ، أقصد سلفه في التفصيل ، ما يكاد واحد يأتي ويأتي بدليل واحدًا على ما ذكره بن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد ، فكان من جملة ما قاله بن  القيم –رحمه الله- إن قولهم: ركبة البعير في يده كلام لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة إنما الركبة تكون في الرجل وأطلقت على التي في اليد على سبيل التغليب فقط .

تعالوا نتصور كيف يبرك البعير لنعرف هل إذا نهيت عن بروك البعير كيف تسجد؟

كل ذي أربع كما اتفق جميع علماء اللغة ونقل بن القيم -رحمه الله- في ذهول وما من إنسان إلا يتعرض للنسيان لأنه قال: قولهم: ركبة البعير في يده كلام لا يعقل ولا يعرفه أهل اللغة ، وأهل اللغة لا يعرفون قول بن القيم إنما أهل اللغة نصوا على كل ذي أربع كل حيوان يمشي على أربع ركبتاه في يديه وعقباه في رجليه ، كل ذي أربع .

اليدان الذي فيهما ركبة ، والرجلين الذي فيهما هذا عرقوب ليس اسمه ركبة هو يقول البعير يقدم يديه في السجود ، في البروك أول ما يبرك يبرك على يديه فلذلك المصلي لا يبرك على يديه لأنه لو برك على يديه سيشبه بالبعير الذي برك على يديه .

نقول: يداه موضوعتان هو يمشي عليهم ، يضعهم بصفة دائمة ، يداه على الأرض بصفة دائمة ، إنما يسمى وضع يديه إذا كان يداه منصوبتان كالإنسان هكذا ثم وضعهم على الأرض فكيف وهما موضوعتان خلقةً .

حينئذٍ ما يصح أن يقال: أول ما يصل إلى الأرض من البعير يداه ، لماذا؟ لأنه يمشي عليهم ، هم وصلوا بأصل خلقته ، فننظر في هذه الحالة ما هو أول شيء وصل من بدنه إلى الأرض ؟ ركبتاه ، فأنت تنهى أن تضع ركبتيك على الأرض .

ومن الدليل على  أن البروك ما يعرف إلا على الركبة :

أحاديث منها الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه لما نزل أواخر سورة البقرة ، جاء الصحابة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا نص رواية مسلم ، ما أذكره نص رواية مسلم قال: « فجاء الصحابة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فجثوا على الركب » وفي الرواية الأخرى: « فبركوا على الركب وقالوا نزلت قاصمة الظهر يا رسول الله هذا الذي لا نستطيع ، قال: أتريدون أن تقولوا كما قال بنوا إسرائيل سمعنا وعصينا ، قولوا سمعنا وأطعنا ... إلى آخر الحديث » .

فانظر جاءوا : « فجثوا على الركب » وفي الرواية الأخرى : « بركوا على الركب » مما يعرف بداهةً أن البروك لا يكون إلا على الركبة .

الحديث الآخر:

ما رواه الشيخان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب في الناس فقال : « لا تسألوني في مقامي هذا إلا أجبتكم وقال ما رأيت كالجنة والنار لقد عرض لي في هذا الحائط فأكثر الناس من البكاء ، قال فجثا عمر على ركبتيه ، وفي الرواية الأخرى فبرك عمر على ركبتيه قال: يا رسول الله رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا » .

بوب الإمام البخاري على هذا الحديث قال:

( باب البروك بين يدي الإمام ) أو قال: باب : (إذا برك على الركبة أو نحو ذلك ، فهذا يدل بجلاء على أن الإنسان إذا طلب منه أن يبرك فإنه يبرك على ركبتيه ، وإذا قلت لأي رجل مهتم بالرعي ، رعي الإبل إذا قلت له أبرك يبرك على ركبتيه ما ينزل على يديه أبدًا ، فلو قلتن لواحد أبرك ما ينزل على يديه أبدًا كما ينزل المصلي إلى السجود ، وهذا من جهة النظر الصحيح .

أما قول بعضهم أن نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تبرك كما يرك البعير ، كما: أي بروك البعير الكلي ، هيئة البعير في حال البروك وهو أنه يقدم صدره ، قال: فلا شك أن الذي ينزل بيديه يقدم صدره أولًا كما أن البعير إذا برك فإنه يقدم رقبته وصدره أولًا ، وهذا يشبه قول القائل الذي سمع حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم » فقال وهذا يشمل إذا وقع الكلب .

لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: « لا يبرك » ، فجعل المسألة خاصة بالبروك دون غيره ، جعل النهي عن التشبه بالبعير في البروك دون غيره ، فما معنى أنك تذكر الرقبة في الموضوع ؟ ما دخل الرقبة ؟ .

حديث وائل بن حجر قال: « رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- انحط من الركوع إلى السجود فبدأ بركبتيه قبل يديه »، وهذا حديث ضعيف وقد تفرد به راوي اسمه شريك بن عبدالله النخعي وقال الدارقطني -رحمه الله- أن شريك تفرد به وهو ليس بالقوي فيما تفرد به ، ولم يصح حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة إلا عن عمر وبن مسعود أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه .

عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- روى نزوله بالركبتين الطحاوي في شرح معاني الآثار  لكن المتن عجيب ، أنظر نص المتن ، نص الكلام الذي رواه الطحاوي قال: « كان عمر يبرك كما يبرك البعير يقدم ركبتيه قبل يديه » فعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد لا يعلم بحديث النهي فلا يكون فعله حجه على الأحاديث المرفوعة ، لأن قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يجب أن يعطل لقول صحابي على خلاف ، أو لقول صحابي على خلافه لأن الحجة في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- دون قول غيره ، بقي بن مسعود وأنه كان يبدأ بركبتيه قبل يديه ، نقول: عندنا بن عمر كان يبدأ بيديه قبل ركبتيه والعلماء يقولون: إذا اختلف الصحابة فليس قول بعضهم حجة على بعض بل نلتمس الدليل الصحيح للفصل بينهما .

وما اتباعك لابن مسعود أولى باتباعنا لابن عمر ، إذًا ما بقي إلا الحديث المرفوع وهو نص في المسألة وكما قلت لم يعلل بشيء ذا بال .

الصواب :

أن المصلي إذا أراد أن يخر من الركوع إلى السجود فإنه يبدأ بيديه قبل ركبتيه ، فإذا سجد فإنه يؤمر أن يسجد على سبعة آراب ، أي على سبعة أعضاء ، لابد أن يمكن هذه السبعة من الأرض .

السبعة الآراب :

الوجه أولًا ، وقد ورد في بعض الأحاديث قال: الجبهة والأنف ، واليدان والركبتان والقدمان ، فهؤلاء ثمانية ، وما ورد في هذا الحديث فصل في حديث آخر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسجد على الوجه الجبهة والأنف ، فسر الوجه أنه الجبهة والأنف .

فيكون السبعة أراب الوجه بما فيه الجبهة والأنف تمكن من الأرض، الجبهة لابد أن تكون على الأرض ، والأنف لابد أن يكون على الأرض ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « لا صلاة لمن لا يصيب أنفه الأرض » ، فيكون الذي يصلي ويرفع رأسه ولا يصيب أنفه الأرض فلابد أن يصيب أنفه الأرض ، والكفان اليدان والركبتان والقدمان ، بعض الناس وهو ساجد أحيانًا يرفع رجليه لفوق ، لا يرفع لابد أن يثبتها على الأرض ، وفي تثبيتها يجعل أطراف الأصابع إلى القبلة بعض الناس يجعل أصابع رجله إلى الوراء ، لا ، إنما يعتمد على أصابع رجليه ويوجههما إلى القبلة ، يوجه القدمين بالأصابع إلى القبلة .

ويضم أصابع يديه حال السجود , ويجافي ذراعيه عن الأرض  لا يفترش افتراش الكلب ، بعض الناس عندما يسجد , يضع كل ذراعيه على الأرض وهذا هو افتراش الكلب الذي نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه تكريمًا للمسلم ، لا يأمره بأن يتشبه بأي حيوان لأنه مكرم فنهى عن احتفاز كاحتفاز الثعلب ونقر كنقر الديك وافتراشً كافتراش الكلب وبروك كبروك البعير ، يباينه عن كل الحيوانات ، حتى لا يتشبه ، ونهى عن إقعاء الكلب .

فهو يرفع ذراعيه عن الأرض ويجافيهما ، أي يحاول أن يفرج بين ذراعيه بقدر المستطاع حتى قال أنس -رضي الله عنه- : « كنا نأوي -أي نشفق- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شدة ما يجافي بين عضديه ، ولو أرادت بهمةٌ -وهي الماعز الصغيرة- أن تمر من تحت ذراعه لمرت » .

هذا إذا أتيحت لك الفرصة أن تفعل ، لأننا وجدنا بعض الناس في صلاة الجماعة حتى في الزحام الشديد يحاول أنه يفعل هذه السنة فيُضايق إخوانه المصلين ، اتقوا الله ما استطعتم ، أنت في حال السجود أنت منهي أنك تلصق هذا بعضديك أو بالأرض ، لكن من شدة الزحام قد لا تستطيع أن تفعل إلا ذلك ، فهذا لا بأس ، المسلم يفعل ذلك إذا أتيح له أن يفعل ذلك .

يطيل هذا الركن ، وهو السجود لقوله -صلى الله عليه وسلم- : « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد » ، لماذا؟ لأن هذا هو موضع الذل بالنسبة للإنسان ، فكلما ذللت لله تبارك تعالي كلما اقتربت منه ، كلما اشتد ذلك كلما استزدت منه قربًا كما قال الله -تبارك وتعالى-: ? وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ? ( العلق: 19) ، دل على أن الساجد يقترب  وكون أن يسجد أشرف موضع فيك مكان نعلك أو نعال الناس هذا من أعظم الذل ، بل هو أعظم الذل على الإطلاق .

يتبع إن شاء الله...



الدرس السادس 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في السبت 10 أبريل 2021, 4:54 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

الدرس السادس Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس السادس   الدرس السادس Emptyالثلاثاء 17 فبراير 2015, 2:22 pm

ويدل على شرف هذا الركن :

ما ورد في أحاديث في الصحيحين وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « إذا أراد الله -تبارك وتعالى- أن يرحم بعض عباده فيخرجهم من النار فيرسل الملائكة فيعرفونهم وقد امتحشوا : ( أي صاروا كالفحمة ) يعرفونهم بمواضع السجود وإن النار لا تأكل موضع السجود » ، لأن هذه هي الحسنة التى فيه ، أنه سجد لله -تبارك وتعالى- فيحرم الله -تبارك وتعالى- على النار أن تأكل موضع السجود .

فهذا الركن يطيله ويدعوا بما استطاع ، وورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قيامه وقراءته وسجوده قريبًا من السواء ، في هذا الركن يدعوا بما شاء والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « وليتخير من الدعاء أعجبه » ، أي أعجبه لنفسه ، فدل ذلك على أن الأمر واسع ، لكن كلما التزمت بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كثيرٌ جدًا هذا أفضل من أن تدعوا بدعاء غيره .

كما قال -تبارك وتعالى-: ? أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ? ( البقرة: 61 ) ، هو خير نعم ، دعاء أي إنسان وإن كان حسن خير لكن يوجد أفضل منه وهو دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يعجبه جوامع الكلم ، فأنت تحفظ أكبر قدر من الدعاء من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم تدعوا به في هذا السجود .

مسألة: هل يجمع الدعاء كله في هذا الركن أم يكرر؟ :

لم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا بكل هذا الدعاء الذي علمناه في سجدة واحدة ، ولكن لا يتأسى تطويل هذا الركن إلا بتطويل الدعاء ولا يتأسى تطويل الدعاء إلا بالاستكثار منه .

فما هي السنة في ذلك ؟ :

الأمر واسع , إن دعا بالدعاء كله لأجل تطويل هذا الركن فجائز ، وإن كان بعض العلماء واختاره الشيخ ناصر الدين الألباني قال: يكرر الدعاء فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «سبحان ربي وبحمده طول ركوعه ، ويقول سبحان ربي الأعلى طول سجوده » ، فقالوا إن هذا دليل على تكرير الدعاء ، أي هو أطال بالتكرار ولكن الأمر كما قال العلماء واسع إن شاء جمع وإن شاء كرر .

الرفع من السجود :

ثم يرفع رأسه من السجود يقول : الله أكبر ويرفع يديه أحيانًا إن شاء ، هذا الرفع إنما هو إذا أراد أن يسجد ، وبعض العلماء قال : يرفع يديه إذا رفع من السجود لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم- : « كان يكبر في كل خفض ورفع » لكن نحن معترضين على العموم في الهيئة ، نحن معترضين على الاحتجاج بالعموم في الهيئة .

نقف عند الدليل المخصوص كان الدليل المخصوص ورد وهو يريد أن يسجد مرة أخرى ، قال: « وكان يرفع يديه أحيانًا » ، فيرفع يديه أحيانًا إذا أراد أن يسجد مرة أخرى لا إذا أراد أن يرفع من السجود ، ونحن نريد وكل كلامنا نريد أن نعلم المسلمين إقامة الصلاة ، لذلك نحن ما نقول إن الصلاة صحيحة أم لا .

نحن ننقل صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يتأسى المسلمون بها ، لاسيما ما هو الداعي إلى ترك مثل هذه السنن وأنت قادر على فعلها , ترفع يديك .

فما المشقة في أن ترفع يديك في الصلاة وتفعل كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ ، هذا يدل على زهده في صلاته أنه زاهد في إتباعه -صلى الله عليه وسلم- ما يأتي ويقول أن التكبيرة الانتقالية تركها لا يبطل الصلاة ، نحن الآن لا نتكلم عن بطلان الصلاة .

ما الذي يمنعك أصلًا من اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو لا يشق عليك ؟ ، هذا يدل على أن هذا الرجل لا يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- تمام الحب ، الآن ننقل صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا صفة صلاة غيره .

إذا رفع من الركوع رفع يديه ويسجد ما يرفع مرة أخرى ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بذلك ، صلى بكل حتى أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: « ما رأيت في ركعتا الفجر أخف صلاة من النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أقول في نفسي أقرأ الفاتحة أم لا » .

نحن الآن نذكر الصلاة التي لا يسمى العبد مقيمًا لها إلا إذا فعلها وهذا واضح من الكلام ، ونحن قلنا أقل الاطمئنان في الركوع أنها قدر ثلاث تسبيحات مطمئنات ومع ذلك قلنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ركوعه قريبًا من قرائته ، ونحن الآن نتكلم عن صلاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي هي الصلاة التامة .

ثم نتكلم بعد ذلك عن الصلاة التي كان يتجوز فيها وصفتها :

كيفية التجاوز في الصلاة لاسيما في الأركان .

الرفع من السجود :

ثم يرفع رأسه من السجود ويطمئن حتى يرجع كل عظم إلى مكانه ويدعو اللهم اغفر لي وارزقني وعافني واهدني واجبرني واغفر لي ويكرر لأنه كان في مثل هذا في الرفع من السجود كان يطيل حتى يقول القائل نسي , ولا يتأسى للإنسان أن يكون نسي إلا إذا طالت الفترة ، فيسن لك أن تطيل بين السجدتين وتكرر هذا الدعاء الله اغفر لي وارزقني وعافني واهدني واجبرني ، ثم يسجد .

الإقعاء بين السجدتين :

وقبل أن يسجد يجوز له في حال القعود بين السجدتين أن يُقعِي أو يفترش هذا الإقعاء أنكره بادي الرأي طاووس بن كيسان التابعي .

وفي ذلك حديث في صحيح الإمام مسلم : « أن طاووس بن كيسان قال لابن عباس الرجل يقعي بين السجدتين » وهيئة هذا الإقعاء أن تضم قدميك وتقعد على أمشاط رجليك بشرط أنك تضم القدمين وتنصبهما وتقعد عليهما وهذا هو الإقعاء الجائز لأن هناك إقعاء منهي عنه وهو إقعاء الكلب ، هذا الإقعاء موضعه فقط بين السجدتين ، بعض الناس يجلسه في التشهد ، النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أقعى قط إلا بين السجدتين .

قال طاووس لابن عباس : « الرجل يقعي بين السجدتين إنا لنراه جفاءً للرجل » أي غير لائق أن الرجل يقعد هذه القعدة ، لنراه جفاءً أي مستقبحًا للرجل ، فقال بن عباس : «سنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- » فهو يجوز له أن يقعد بين السجدتين ويجوز له أن يفترش .

يفترش:

أي يجعل قدمه اليسرى تحت إليته يفترشها ، يفترش بطن قدمه اليسرى وينصب قدمه اليمنى ، بين السجدتين إما انك تفترش وإما أن تقعي ولا يشرع الإقعاء إلا في هذا .

أردت أن تقوم من الركعة الأولى إلى الركعة الثانية وأنت تريد أن تقوم تكون مقعي أي تقوم على قدميك المنصوبتين أم تفترش وأنت تقوم ؟، الذي ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفترش ويقوم ، أي إذا رفع رأسه من السجدة الثانية ويريد أن يقوم إلى الركعة الثانية فيفترش أولًا ثم يقوم، لماذا؟ لأن الإقعاء لا يكون إلا بين السجدتين فقط ، فأنت لا تقعى بعد السجدة الثانية ثم تقوم من هذا الإقعاء، إنما تفترش وتقوم من هذا الافتراش.

إذا أراد أن يسجد السجدة الثانية فإنه يكبر ويرفع يديه أحيانًا ، ثم يفعل في سجوده مثلما فعل في السجود الأول ، فإذا رفع رأسه من السجود الثاني فإنه يجلس جِلسة خفيفةً قبل أن يقوم للركعة الثانية ، وهذا هو المعروف عند العلماء بجلسة الاستراحة ، ونص عليها الشافعي وهي إحدى الروايتين عن الإمام أحمد وأنه يستحب للمصلي أن يجلس جلسة الاستراحة وفيها حديث مالك بن الحويرث عند البخاري وغيره : « كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان في وتر من صلاته لا يقوم حتى يستوي قاعدًا » .

ما هو وتر الصلاة ؟

بعد الركعة الأولى والثالثة وليس الوتر الذي هو صلاة الوتر ، لا ، إذا كان في وتر من صلاته لأن الصلاة ما تخلوا أن تكون ثنائية أو ثلاثية أو رباعية الثنائية ما لنا عليها كلام لأنها ليس فيها وتر ، وتبقى الثلاثية والرباعية ، الثلاثية الركعة الأولى هي الوتر والثالثة ، وكذلك الرباعية الأولى والثالثة ، لكن الفرق أن الصلاة الثلاثية مثل المغرب أنك بعد الثالثة تجلس ، ويكون عقب الثالثة تشهد .

فيكون الوتر في الصلاة الثلاثية في الركعة الأولى وفي الصلاة الرباعية في الركعة الأولى والثالثة ، فإذا أراد أن يقوم من السجدة الثانية ما يقوم مباشرةً هكذا إنما يقوم فيقعد وقلنا يقعد مفترشًا ، فإذا لم يستطع العبد أن يفترش أو ينصب قدميه أو لم يستطع أنه يتورك كما هو في التشهد الأخير كل هذا معفو عنه .

لما نزل قوله -تبارك وتعالى- : "رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا" (البقرة: 286 ) ، قال: ( الله فعلت ، وفي رواية استجبت ) .

قبل أن يقوم رفع رأسه من السجود السجدة الثانية يفترش ويقعد قعدة خفيفة جدًا هنيهة ، لا يكاد يستقر عظمه إلا يقوم ، وهذه تسمى جلسة الاستراحة .

إذا أراد أن يقوم فإنه يعتمد بيديه على الأرض في حال القيام ولا يقوم بركبتيه إذا أراد أن يقوم يعتمد على يديه في القيام ، ما يقوم بركبتيه, كما يفعل بعض الناس لأن القيام بالركبتين ملازم للنزول بالركبتين ، وحيث قلنا أن السنة تحتاج إلى يديك فتكون السنة أنك تقوم على يديك .

فيكون أول شيء نزل هو آخر شيء يكون فيه ، أول شيء كان اليدين وآخر شيء فيك يقوم هو اليدان ، ومما يدل على ذلك الحديث الصحيح وأصله في صحيح البخاري : « أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قام اعتمد » أي إذا قام من السجود على الركعة اعتمد .

قال الحافظ بن حجر -رحمه الله- : العماد لا يكون إلا على اليد وكذلك الاعتماد ، وقد ورد في حديث أبوهريرة -رضي الله عنه- : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتمد على يديه إذا أراد أن يقوم » .

إذا أراد أن يقوم فهل يقوم على راحة يديه أم يعجن ؟

الذي ذهب إليه الشيخ الألباني في صفة الصلاة أنه يجوز له العجن وفصل هذا البحث في كتاب تمام المنة ، والحديث محتمل للتحسين ، لكن الجادة أنك تقوم على راحة يدك فإن عجنت بمقتضى الحديث فالأمر واسع إن شاء الله -تبارك وتعالى- ، فإذا جلس جلسة الاستراحة فيقوم إلى الركعة الثانية .

ما العمل إذا كان الإمام لا يجلس جلسة الاستراحة؟

إجلسها أنت لاسيما إذا كان الإمام هذا معاندًا ، قلت له هذه السنة فأبى ، أتيته بالحديث فأبى ، بعض العلماء ومنهم الشيخ الألباني يقول لابد من متابعة الإمام ، تترك جلسة الاستراحة للإمام ، لترك الإمام لها ، لكن ما نترك السنة لجهل الناس بها إنما نعلم ونفعل هذا هو الذي أدين لله به ، أنه لا يجوز ترك سنة لجهل الإمام بها فضلًا أن يكون معاندًا في فعلها .

إنما الكلام كلام العلماء الذين يوجبون حتى ترك هذه السنة من أجل متابعة الإمام يكون على الذي يرى الإمام ويخالفه ، هو يصلي خلف الإمام في الصف الأول مثلًا ورغم ذلك يرى الإمام لا يجلس جلسة الاستراحة ورغم ذلك يجلسها فالكلام عليه ، وهذا الأمر كالرجل الذي يصلى في الصف الثالث والرابع .

لكن إذا كنت تعلم من حال إمامك الراتب أنه يفعل كذا وكذا فأنت لست محتاج حتى ولو كنت في الصف الأخير لست محتاج لأنك تعرف صلاته تعرف كيف يصلي كيف يقوم كيف يجلس كيف يقعد ، فعلى قول بعض هؤلاء العلماء أنك تتبع حتى في مخالفة السنة ، لكني لا أدين إلى الله -تبارك وتعالى- في هذا القول .

موضع رفع اليدين بعد جلسة الاستراحة :

يريد أن يقوم إلى الركعة الثانية إما أن يرفع يديه وهو جالس مع التكبير أو قبل التكبير أو بعد التكبير ، وإما أن يرفع يديه إذا قام ، أي هو يجلس جلسة الاستراحة فيرفع يده وهو جالس ثم يقول الله أكبر ويقوم أو يؤجل رفع اليدين إلى ما بعد الوقوف ، فيقف فيقول الله أكبر ويرفع يديه ، نحن نقول هو يجلس جلسة الاستراحة ويقول الله أكبر وهو يقوم ، لكن ما يقول الله أكبر ويقعد يقوموا فيقعدوا وراءه ثم يقوم ويحدث هرج ومرج وسبحان الله ويظن أنه نسي ، لا .

لابد الإمام لأنه وفد المأمومين إلى الله -تبارك وتعالى- ، فلابد أنه يحافظ على صلاتهم ، إذا كان يعلم أن هؤلاء الناس لا يعلمون مثل هذه السنة فلابد أن يترفق بهم ، ما يوقعهم في الحرج .

في مسألة النزول بالركبة أو بالأيدي أو القبض بعد القيام من الركوع أو عدم القبض ما يبدع بعضنا فيها ، لاسيما إذا كنت أنا مقلد لبعض العلماء الذين أتوا بهذا أو بذاك ، ومعروف أن مذهب العامي مذهب مفتيه ، فانا أرى أن الشيخ فلان هو العالم الفاضل الجليل الذي أتبعه وأقلده ، فما معنى وأنت مقلد أن تنكر علي ، ما تنكر علي إلا إذا كنت متحققًا بدليلك ، ولا يتحقق بالدليل العامي إنما يتحقق بدليله الثابت .

لذلك ما يبدع بعضنا بعضًا ولا يشتد بعضنا على بعض في مثل هذه المسائل على بعض .

الإجابة على الأسئلة :

بعض الأخوة قال: قلتم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله ثم يرفع حتى يرجع كل عظم إلى مكانه ، قال أنت قلت إلى مكانه الذي خلقه الله عليه ، فلما لا يكون إلى مكانه الذي كان عليه قبل الركوع ؟

لأن كما قلت أن هذا هو المناسب للعظم لمعنى العظم ، لأنك إذا قلت إلى مكانه الذي قبل الركوع ، كلمة قبل الركوع أنت زدتها بدلالة المفهوم وما وردت في الحديث ، إنما أنت زدتها بفهمك ، فلو أني عكست هذا المفهوم فما يكون مفهومك حجة على مفهومي ، والمفهوم لذلك يدخله الخلل بسبب أنه لا ينحصر ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال : « ثم يرفع رأسه من الركوع حتى يعود كل عظم إلى مكانه » ، المناسب أن يقول: إلى مكانه الذي خلقه الله -تبارك وتعالى- عليه ، لماذا ؟

لأنك لو قلت إلى مكانه قبل الركوع أثبت هيئة ، إنما أنا إذا قلت إلى مكانه الذي خلقه الله عليه ما أثبت شيئًا ، لذلك بعض الذين جادلوا في هذه المسألة لما ظهر أنه يلزمه أن يأتي بدليل على زيادة قبل الركوع فهرب منها وما عاد يذكرها ، لأنه كان قد قالها قبل ذلك في بعض الشرائط ثم لما صنف في هذه المسألة ما ذكرها ، لماذا ؟ لأنه واضح .

لو قلت إلى مكانه قبل الركوع فهذه زيادة ونحن الآن بصدد إثبات هيئة والمسألة ليست تحتاج لكل ذلك .

مجرد وروده في الحديث لا يكون أصلًا ، ما أقول أن الأصل كذا ، فأنت أنظر إلى مسألة النزول باليدين والركبتين ، لما تكلم علماء كل فريق بالهيئة التي ينظرونها ، فقال علماء الشافعية والحنفية والحنابلة أن الأصل في الصلاة التذلل والنزول بالركبة أقرب إلى الذل فعكسها عليهم أبو بكر بن العربي المالكي وقال: بل إن النزول بتقديم اليدين أقعد للتواضع وأرشد للخشية ، نحن ما نستطيع أن نقول أن الأصل كذا إلا إذا ورد دليل أن هذا هو الأصل الذي لا يجوز مخالفته ، ثم هذا الذي أشار إليه أخونا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل القيام الثاني جزءً من الركوع ، ولذلك أخذ ركنيته من ركنية الركوع ، بخلاف القيام الأول فإنه ركن وحده مثل الركوع مثل السجود مثل تكبيرة الإحرام .

إنما القيام الثاني جزء من الركوع ، فكيف يعامل معاملة القيام الأول ؟ والمسألة قريبة ، المسألة ما هي بذات ولكني فصلت فيها فقط بقصد عرض نموذج للنظر في الأدلة المتعارضة فقط ، أي أنا لا أقيم الدنيا ولا أقعدها ولا أشنع ولا إلى آخره ، لكن المسألة كما قلت ليست بكل ذلك ، إنما فصلتها كالنزول باليدين أو الركبتين لإعطاء دليل عملي على كيفية الخروج من الأدلة المتنازع عليها في قول راجح .

انتهت سلسلة صفة صلاة النبي بفضل من الله -تبارك وتعالى- .

أختكم ام محمد الظن.



الدرس السادس 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الدرس السادس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس السادس
» الدرس السادس الرضا
» الدرس السادس من مدرسة الحياة
» الدرس السادس عشر: بيانه صلى الله عليه وسلم فضائل الصوم
» الدرس السادس: توجيهه صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على الصوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: إلا رســـول الله صلى الله عليه وسلم :: صلاة النبي (صلى الله عليه وسلم)-
انتقل الى: