منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (14)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48988
العمر : 72

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (14) Empty
مُساهمةموضوع: قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (14)   قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (14) Emptyالأربعاء 11 فبراير 2015, 2:03 pm

قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (14)
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (14) Ee18fa1a5cdf.original
القصة الأربعون
أبونا آدم عليه السلام
دكتور عثمان قدري مكانسي
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله أصحابه يسألونه عن الأنبياء الكرام وصفاتهم الخُلُقية والخَلْقية ، وعن أقوامهم ، ومن صدّقهم ، ومن كذ ّبهم ... ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجيبهم ، ويزيدهم ما ينفعهم ، ويشحذ قرائحهم ، ويقوّي الإيمان في نفوسهم ، ويُطَيـّبها .
قال عليه الصلاة والسلام :
خُلِق آدم وطوله ستون ذراعاً .. إنها قامة فارعة ، تسامق الأشجار العالية طولاً ، وتسمو على الحصون والقلاع ارتفاعاً .
قالوا : يا رسول الله ؛ فما بالنا أقصر منه بكثير ؟.
قال عليه الصلاة والسلام : لم يزل الخلق ينقصون جيلاً بعد جيل حتى وصلنا إلى ما نحن عليه . 
قالوا : فكيف يكون المؤمنون في الجنة إزاءه عليه السلام والأجيال السابقة ؟.
قال عليه الصلاة والسلام : كل من يدخل الجنة يدخلها على صورة أبيه آدم .
ثم أردف قائلاً : 
لما خلق الله تعالى آدم نفخ فيه الروح فعطس ، فألهمه الله تعالى حمده ، فقال : الحمد لله .
فقال له ربه : يرحمك الله .
فذهب الحمد والرحمة أدباً عالياً يعيشه المسلمون في مجتمعاتهم ، فيكون حمد الله ورحمته شعارهم ومآلهم ، فإذا عطس أحدكم ، فحمد الله فشمّتوه ، واطلبوا له الرحمة والهداية ، فهذا من سنّتي . 
قال عليه الصلاة والسلام : ثم قال الله تعالى لآدم : 
اذهب فسلم على أولئك الجلوس من الملائكة ، وقل لهم : السلام عليكم . 
فذهب فسلم عليهم ( السلام عليكم ) ، فقالوا له : وعليك السلام ورحمة الله .
قال تعالى : يا آدم ؛ أوَعَيْت ردّهم ؟ 
قال آدم : نعم ؛ يا رب . 
قال تعالى : فإنها تحيتك وتحية ذرّيتك .... إنك سلمتَ عليهم ، فردّوا عليك السلام ، وزادوك إكراماً ، فسألوني أن أرحمك ، فلك ذلك .
وقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم : " وإذا حُيّيتُم بتحية فحيوا بأحسن منها أو رُدّوها " 
قال عليه الصلاة والسلام بعد أن رأى أصحابه منتبهين ، يتلقَّون كل كلمة بأُذُن واعية وقلب محبّ : ثم إن الله تعالى مسح على ظهر آدم ، فسقط من ظهره كلُّ نَسَمة هو خالقها من ذريّة آدم إلى يوم القيامة ، وجعل بين عينَيْ كل إنسان منهم بصيصاً من نور ، ثم قبضها بيده سبحانه .
قالوا : وكيف يقبض سبحانه الأمورَ بيده ؟.
قال عليه الصلاة والسلام : إن الله تعالى يقبض الأشياء كيف شاء ، متى شاء ، من غير تكييف ولا تمثيل – سبحانه – ليس كمثله شيئ ، وهو السميع البصير .
قالوا : آمنّا بالله سبحانه ، وتعالى ربنا عن الشبيه والمثيل، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
قال عليه الصلاة والسلام : فقال الله ويداه مبسوطتان : اختر أيهما شئت .
قال آدم بأدب جم علمه إياه ربه : اخترتُ يمين ربي ، وكلتا يدي ربي 
يمين مباركة .
فيبسط الله تعالى يده ، فإذا فيها آدم وذريته ....
قال آدم : أيْ ربّ ؛ ما هؤلاء ؟
قال تعالى : هؤلاء ذريتك .
وينظر آدم عليه السلام إلى ذريته ، فإذا كل إنسان مكتوب عمُره بين عينيه .
ويلوح له فيهم رجل من أضوئهم ، فيخفق له قلب آدم حباً ،
فيقول : يا ربّ ؛ من هذا ؟ 
فيقول الله عز وجلّ : هذا ابنك داود ، قد كتبت له عمُر ستين سنة . 
فيقول آدم : ربّ ؛ زد في عمُره ؟.
فيقول الله تعالى : هذا ما كتبت له ، وقدّرت.
فيقول آدم : كم كتبت لي من العمر ؛ يا رب ؟ 
فيقول الله تعالى : ألف سنة .
فيقول آدم : أيْ ربِّ ، فإني قد جعلت له من عمري أربعين سنة . 
فيقول الله تعالى : قد أجزت لك ذلك .
فيًقدّر لداود مئة عام .
كل شيء مقدّر ومكتوب ... صُنع الله الذي خلق كل شيء ، فأحسن خلْقه ، وأبدعه وقدّره ، وهو يفعل ما يشاء ... يمحو الله ما يشاء ويُثبت ، وعنده أمّ الكتاب .
قال عليه الصلاة والسلام : ويسكن آدم وزوجه الجنة ماشاء الله ....
ويشاء الله أن يبتليه بعد ذلك ، فيأكل وحواء من الشجرة المحرّمة ، ثم يهبطان منها . 
فكان آدم عليه السلام يَعُدّ لنفسه عمرها ......
فلما أتاه ملك الموت يريد استيفاء روحه قال له آدم : 
قد عجلتَ ؛ قد كُتب لي ألف سنة ، فها انت تأتي قبل أربعين سنة . 
يقول له ملك الموت : بلى ، ولكنك جعلت لابنك داود أربعين سنة ، فصارتْ إليه .
فجحد آدم ما جعله لداود ، وكان جحوده نسياناً ، وورث أبناؤه صفات أبيهم ، فجحدوا كما جحد ، ونسوا كما نسي ، فأمر الله تعالى بالكتابة والشهود ليواجه بها جحود الجاحدين ونسيان الناسين .
1- البخاري المجلد الثاني الجزء /4/
كتاب : بدء الخلق 
باب قوله تعالى 
" وإذ قال ربك للملائكة ....."
2- سنن الترمذي ج3ص 52


قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم 
الدكتور عثمان قدري مكانسي
القصة الحادية والأربعون
صور من التربية
أراد الشيخ أن يختبر تلميذه بعد أن قضى فترة بصحبته يعلمه ويرشده ، ويعرض عليه طرق التربية وفنون التعامل مع الناس ، فقال :
يابني ؛ ما تقول في إنسان أخطأ حين أساء إلى غيره ، أيُعاقب وحده أم يُجمَل معه في العقوبة غيرُه لقرابته منه ، أو لانتسابه إلى أهله وعشيرته ، أو لجنسه ووطنه ؟ .
قال التلميذ : بل يُعاقب المسيء وحده ، ومن الظلم معاقبة غيره بسببه ، فالله تعالى يقول :
" ولا تزر وازرة وزر أخرى " .
قال الشيخ : 
أحسنت ، فما تقول لرجل أراد أن يشكرك لجميلٍ صنعتـَه له ، فأخطأ دون أن يشعر ، أتعود لمعاقبته أم تنبهه؟ .
قال التلميذ :
قد أنبهه إن لزم الأمر ، وأتركه متجاوزاً عنه ، إذ ْ جانبه الصواب حين أراد شكري ، وقد يكون خطؤه قولاً ، وقد يكون عملاً ، فعليّ تصحيح عمله ، والتجاوز عن قوله . 
قال الشيخ :
أحسنت أيضاً – يا ولدي – فما تقول في إنسان أخطأ عن عمد في الإساءة إليك ؟
قال التلميذ :
أعاقبه إن قدِرت ، وأكيل له الصاع صاعين ، ولا أبالي ، فهو يستحق ذلك . 
قال الشيخ :
أيدك الله ، يا بني ، فما تقول أخيراً في رجل كان ظاهره غيرَ باطنه . نفع الناس بقوله ، وضرّ نفسَه ، إذ ْ كان فعلُه غيرَ قوله . 
قال التلميذ :
على نفسها جنت براقش ، فهو كنافح المسك على غيره ونافخ الكير على نفسه .
قال الشيخ :
حفظك الله - يا بني – وزادك علماً وحُسْنَ عمل ، إني بك لفخور ، ولك داعٍ ، وبك مؤملٌ الخير الكثير .
قال التلميذ : 
أفلا تذكر لي – يا سيدي – أمثلة على ما امتحنْتني فيه ؟. كي أستفيد أمثلة تضيء لي دربي ؟
قال الشيخ :
بلى .. فلكل سؤال حادثة رواها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، فكانت الضياءَ الذي سلكوا على هداه طريقهم . والمنهج الذي اتخذوه ، فأوصلهم إلى الهدف الصحيح . 
أما مثال السؤال الأول : 
فقد قص علينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نبياً من الأنبياء صلوات الله عليهم جميعاً نزل تحت شجرة ، فما استقر جالساً حتى قرصته نملة ، فاستشاط غضباً ، وقام من فوره ، فأمر أتباعه أن يرفعوا مجلسه ، ففعلوا ، فنظر إلى أسفل الشجرة ، فرأى النمل يسير بانتظام ، يحمل قوته إلى بيته أسفل الشجرة ، ويعمل بدأَب ونشاط ، صاعداً نازلاً ، مغرّباً ومشرّقاً ، ولعل نملة تأذ ّت حين جلس فوقها النبي ، فقرصته خوف أن يطحنها ، فلم يتمالك نفسه أن أمر أتباعه أن يُضرموا النار في بيت النمل ، ففعلوا ، فأحرق النمل ، وقضى على آلاف منه . 
فأوحى الله تعالى إليه معاتباً ومعلماً : " فهلاّ نملةً واحدة " رأيتَها تحتك ، فقتلتَها قصاصاً ؟! ما ذنب ما قتلته حرقاً ، إنه ظلم بيّن ، وتصرّف لا ينبغي أن يكون . 
صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلق 
باب إذا وقع الذباب في إناء أحدكم 
قال التلميذ :
هلاّ أوضحت أكثر يا سيدي وبيّنتَ من العبَر والعظات ما يفيد ؟.
قال الشيخ :
هذا واجب العلماء نحو تلاميذهم وعامّة المسلمين يا ولدي .
فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة :
1- أن العقوبة لمن اعتدى وأثم ، أما البريء فلا يُؤخذ بجريرة غيره .
2- وأن النمل – كغيره من المخلوقات – أمم أمثالُنا ، تسبّح الله وتحمده . فيجب الحفاظ – ما أمكن – عليه . 
3- أنه لا يعذِّب بالنار إلا رب النار ، هذا في شريعتنا – معشر المسلمين – ويعاقَب المسيء فقط .
قال التلميذ :
جزاك الله – يا شيخي – خيراً ونفعنا بعلمك ,....
قال الشيخ : إن مدحتَني بما ليس فيّ قصمت ظهري ... ثم قال الشيخ :
أما مثال السؤال الثاني :
فقد روى النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يفرح بعودة المسيء إلى رحاب عفوه ، وتوبته عن المعاصي كثيراً ، ومثـّل له بفرح الرجل الذي أضاع راحلته في الصحراء ،وعليها ماؤه وزاده ، فلما أيس من الحياة أعاد الله إليه راحلته ، فأخطأ الرجل حين أراد شكرالله تعالى .
قال التلميذ :
وكيف ذاك يا سيدي ؟
قال الشيخ :
سافر رجل وحده في صحراء مترامية الأطراف – والسفر الفذ ّ( الفرد) ليس حميداً ، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم المسافر وحده ، فقال : هو شيطان – سافر حاملاً على بعيره ما يحتاجه من ماء وزاد ، اخترقها يريد الوصول إلى مبتغاه في الطرف الآخر منها ، جدّ السير فيها ، حتى إذا أدركتـْه القالة ( القيلولة ) ربط راحلته إلى ظل شجرة ونام ، وكان نومه طويلاً عميقاً ، لم يصحُ منه إلا وقد انفلتت الراحلة ، وغابت عنه ، فقام مشدوها فزعاً ، يبحث عنها هنا وهناك ، فلم يجدها .. انطلق إلى أعلى كثيب شرقاً ونظر إلى البعيد ، فلم يجدها ، وانطلق إلى كثيب في الغرب يرجو أن يعثر عليها ، فخاب ظنه . هرول في كل الاتجاهات عله يعثر عليها أو على أثرها ، فعاد بخفي حنين . 
عاد إلى الشجرة كليلاً مرهقاً ، خسر راحلته ، وخسر معها زاده وماءه ، ، وأيقن بالهلاك ، فارتمى مكدوداً حزيناً ينتظر الموت ، ويندب حظه ... وأخذه النوم مرة أخرى .
لما أفاق ، وجد راحلته ، فوق رأسه ، فلم يصدّق حتى أخذ بلجامها ، وتحسسه مرات ومرات ، فلما تيقن أنه نجا من الموت عطشاً وجوعاً وعادتْ إليه روحه ، وأخذه الفرح كل مأخذ قال من شدة فرحه يشكر ربه سبحانه : " اللهم أنت عبدي ، وأنا ربك ؛ أخطأ من شدة الفرح " .
إن الله تعالى أشد سروراً ، وأكثر فرحاً بتوبة عبده وعودته إليه - إلى التقوى والرشاد - من هذا الرجل بعودة راحلته إليه ...
رياض الصالحين ، باب التوبة 
قال التلميذ :
سبحان الله ، لا إله إلا الله ؛ ما أكرم خالقنا ، وما أعظم عفوه ... 
تبت إليك يارب ، فاقبلني في عبادك الصالحين 
ثم التفت إلى شيخه ، فرأى عينيه تدمعان وشفتيه تلهجان بذكر الله رب العالمين ... فانتظر قليلاً حتى هدأ الشيخ ... ثم نظر الشيخ إليه ، فقال : 
أما السؤال الثالث : 
فمثاله ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : 
إن امرأة تحجّر قلبُها ، فكأنه قـُدّ من صخر ، وغادرتـْه الرحمة ، فأمسى كهفاً مظلماً ، لا يعرف للخير سبيلاً ولا للمعاني النبيلة طعماً ، طرقتْ بابَه الشفقةُ ، فصُدّتْ عنه ، ، وعشعشت فيه الكراهية ونمَتْ .. لعل هرة أكثرَتْ الدخول عليها ، فطردَتـْها ! ثم طردَتها ، والحيوان أعجم لا تدفعه سوى غريزته ، تستقطبه الرحمة فيُقدِم ، ويمنعه الأذى فيهرب . والهرة أَلوفٌ – من الطوّافات – تدخل البيوت دون استئذان ، فإن رأتْ ترحيباً من أهل الدار أقامت ، وإن رأت إعراضاً ولّتْ . أمّا أنْ تمسكها هذه المرأة القاسية ، فتربطها وتمنع عنها الماء والطعام ، وتسمع مواءها ، فلا تكترث ، وأنينها فلا تهتم ، حتى تذبل وتذوي ، فتموت صبراً ، فهذه غاية القسوة ، ونهاية في الظلم . 
كان أولى بها أنْ تتركها في أرض الله تأكل من هوامها وحشراتها ، تتصيّدها هنا وهناك ، ، ولن تعدم في أرض الله الواسعة ما يقيم أَوَدَها ، ويكفيها مؤونتها .
إن الإسلام العظيم نبّه - فضلاً عن حقوق الإنسان في العيش الكريم والحرية – إلى الرفق بالحيوان ، فلا يحمـّله ما لايُطيق ، ولا يشتدّ عليه بالضرب ، ومن لم يكن كذلك فليس له من الإنسانية نصيب . 
وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة في النار تخدشها هرة ، فقال : ما شأن هذه ؟ 
قالوا : حبسَتها حتى ماتت جوعاً ، لا أطعمتـْها ، ولا أرسلَتـْها تأكل من خَشاش الأرض حتى ماتت ..والبون واسع بين مَن نزل في البئر ، فسقى الكلبَ ، فغفر الله تعالى له ، وبين هذه المرأة ، نعوذ بالله من مصير كمصيرها . 
1- صحيح البخاري
كتاب بدء الخلق ،
باب إذا وقع الذباب في إناء أحدكم 
2- صحيح مسلم 
كتاب الكسوف 
باب ما عرض على الرسول في صلاة الكسوف
وقال الشيخ :
أما السؤال الرابع :
فمثاله ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم مصوراً الذي يأكل الدنيا بعلمه ، ولا يعرف لله وقاراً ، ولا للآخرة سبيلاً .
قال التلميذ :
فما عاقبة هذا العالم – يا سيدي - ؟
قال الشيخ : 
قال النبي صلى الله عليه وسلم : 
يُجاء بالرجل يوم القيامة ، فيُلقى في نار جهنم ، ويَلقى من العذاب ما يَلقى ، فتندلق أمعاء بطنه في النار ، ويحترق أديمُه وأحشاؤه ، إنه ملأها في الدنيا ما لذّ وطاب من الحرام ، حين أظهر للناس التقوى ، فغشّهم ، وأبطن الهوى ، وتمادى في الضلالة ، ففضحه الله على هذه الصورة ، يراه الناس يدور بأقتابه ( أمعائه) في النار ، كما يدور الحمار برحاه ، فيدنون منه ، ويتعجبون .
من يراه على هذه الصورة – وكانوا يعرفون فيه الصلاح والتقوى في الدنيا ، فقد كان سَمْتُه سمتَ العلماء ، ومظهره مظهر الأتقياء ، وكان منظره في الدنيا يدل على الاتزان والوقار ، فما باله الآن هكذا؟!! - يجتمعون عليه ويسألونه متعجبين : لئن صرنا في النار الآن لقد كنا في الدنيا نعمل بعمل أهلها فاسقين فاسدين ، فما بالك اليوم بيننا في النار ؟! كنت تأمرنا بالمعروف ، وتنهانا عن المنكر ! تحضنا على الصدق والأمانة ، ونبذ الفساد والخيانة ، وكنت تأمرنا بصون اللسان ، وغض البصر ، وحفظ الفرج ، وحُسن الطويّة !! كنت تنهانا عن الغيبة والنميمة والفواحش ، وتنهانا عن أكل حقوق الناس وتنفـّرنا من ذلك !! فما شأنك ؟ وما الذي قذفك بيننا؟!
وهناك – والعياذ بالله من هذا المصير الأسود والفضيحة الكبيرة – حيث لا يستطيع الإنسان أن يُخفي حقيقته ، أو يُدلّس على الناس ، هناك في النار حيث المستور مكشوف ، والباطن معروف ، ولا مجال للإنكار ، والتزيي بزي الأبرار ، يقول واصفاً حقيقة حاله في الدنيا بكلمات مختصرة اللفظ ، واضحة المعنى " كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر ، وآتيه " ...
إن النار مصير مَن يُدعى إلى مكارم الأخلاق ، فيرفضها ، ويغرق في المفاسد .. وهي – النار - أَولى بمن يدّعي الصلاح ظاهراً ، ويأكل الدنيا بالدين باطناً .. لقد أساء إلى نفسه ، وخسر ذاته .
وإن حسرته على ما فرّط أشد من حسرة أولئك ، ولا سيّما حين يعلم أنّ مَنْ أخذ بنصيحته نجا ، وفاز بالجنة ونعيمها ، وفاز برضا الله ورحمته ... وهو .. هو في نارٍ تلظّى ، لا يصلاها إلا الأشقى ..
ويرفع الشيخ وتلميذه أيديَهما ، يدعُوانِ:
اللهم اجعل سرّنا كعلانيتنا ، وارزقنا التقوى ، والصدق في القول والعمل ، ونجّنا برحمتك من النار ... يا عزيز ياغفار . 
صحيح البخاري 
باب بدء الخلق ،
باب صفة النار وأنها مخلوقة 


قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم 
القصة الثانية والأربعون
الخمر أم الخبائث
دكتور عثمان قدري مكانسي
كان العرب يشربون الخمر ويتغنون بها ، ويفخرون بشربها ، إلى أن جاء الإسلام فحرّمها تدريجياً إذ ْكانت نفوسهم عالقة بها ، راغبة فيها .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحذر منها – فآثارها في المجتمع مدمرة – وضرب على ذلك مثلاً من الأمم السابقة ، وسماها " أم الخبائث ، فأعلن :
أن الصالحين الأتقياء يحبون أن يكون الناس كلهم كذلك ، لِما يرون من جمال التقوى وآثاره الوضيئة على أصحابها ومن شايعهم ، وأن الفاسدين ليودّون أن يكون الناس كلهم فسفة كذلك ، لأنهم لا يستطيعون الفكاك من الموبقات ، فيغوصون في مستنقعاتها الآسنة ، ويتلطخون بها ، ولا يريدون أن يكونوا نشازاً في مجتمع نظيف ، يُشار فيه إليهم بأصابع الاتهام والتقزز والاستنكار ، فيجتهدون في نشر الرذائل في المجتمعات كي لا يشعروا بالدونيّة أمام أفراده .
وهذا ما كان في بني إسرائيل .. حيث عمّ الفساد في الطبقة الحاكمة التي يسمونها – هذه الأيام – " الطبقة الراقية " ، وعزّ عليهم أن يروا بينهم رجلاً متعبداً طاهراً يلسعهم بنظراته الناقدة ، " ويؤذي " فجورهم بعفافه ، وفسادهم بصلاحه !! فعملوا على أن يزلّ ، فيكونوا سواءً، ولكنْ كيف؟ كيف السبيل إلى الإيقاع به وجرّه إلى فتنة تقـْلب عاليه سافله ؟؟ واهتدَوا إلى النساء ، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ، وهنّ كثير ، والغواية فنّ هنّ رباته ! ، فأعطِ القوسَ باريها ! .. وهكذا كان . 
علقته امرأة تتقن فنّ الغواية ، فتقرّبت إليه مدّعية التقوى والهدى ، مظهرة العفة والطهر ، فلما صدّها أرسلت جاريتها تدعوه للشهادة ، فانطلق إليها غافلاً عمّا يُحاك ويُرسم ... فطفقت الجارية كلما أدخلتْه باباً أغلقـَتـْه دونهما .. لقد كان قصر المرأة فخماً على ما يبدو ، كبيراً حتى كثرت فيه الأبواب ! .. ودخل الصيد القفص وهو لا يدري أنه سعى إلى الفخ بقدميه ، ولو كان واعياً ما سعى إليها وحده .. وأي شهادة تكون وراء المغاليق ؟!! إن الشهادة تكون في أوضح الأماكن وأكثرها حركةً .. حتى وصل إلى تلك المرأة ، فوجدها في أجمل زينة وأبهى منظر .. فعلامَ كل هذا ، أهي عالقة به مستهامة؟
قد يكون إناء الخمر من مستلزمات الفجور ، فلِمَ يجد عندها غلاماً صغيراً ؟!.. إنها الدسيسة إذن؛ والاستدراج القسري .. وصدق حدسه .. ولكنْ بعد فوات الأوان . 
قالت له بتحد واضح – فقد وقع بين يديها - : بين يديك ثلاث خيارات ، أيها التقيّ الورع!! لا بد من ذلك ، وإلا طار رأسك ، أو فضحناك بين الناس وكشفنا المستور . 
نظر إليها يستفهم خياراتها دون أن ينبس ببنت شفة . .. قالت : إما أن تقع عليّ ( فيزني بها )، أو تشرب من هذه الخمرة كأساً ، أو تقتل هذا الغلام .. إنها خطة جهنمية ، لا مفر منها . .. خيّرته بين أمور ثلاثة ، أحلاها مرّ ، فماذا يفعل ؟.
أيزني المؤمن ؟ ! كلاّ ، كلاّ . أوَ يشرب الخمر ؟! لا، لا يشربها ، أيقتل النفس التي حرّمها الله ؟ ألف لا .. أيأبى أن يجيبها إلى ما خيّرَته ؟ إنّ قفل الأبواب ، الواحد تلْوَ الآخر ليدل على أن وراء هذه المرأة مَنْ خطّط ودبّر ، ولم تكن هذه المومس الفاجرة سوى أداة التنفيذ ... ماذا يفعل ؟. 
وهو إذ لم يكن عاقلاً حين صدّق الجارية ، فدخل بسذاجة إلى القصر خانه عقله كذلك إذ ْ رضي الخيار بين هذه الأمور الثلاثة ، وكان عليه أن يرفض ذلك بقوة ، فخسارة الدنيا أهون من خسارة الآخرة . ولو اتقى الله حق تقاه لأنجاه الله تعالى كما أنجى الرجل الصالح جُرَيجاً في محنته ... لكن شيطانه زيّن له شرب الخمر ، فهو – على ظنّه – فساد لا يتعدّاه ، أما الزنا فجريمة مشتركة ، يربأ بنفسه عنها !! وقتل الغلام منكر ، لا يفكر فيه فضلاً عن اقترافه .. فليشربْ كأساً من الخمر ... إنها طلبت إليه أن يشرب كأساً واحدة .. فقط .. فليشربها ، ولْيستغفر الله بعد ذلك .. على هذا عزم ، وهذا ما قرره .
قال : فاسقيني من هذه الخمر كأساً .. فسقتـْه واحدة .. إن مسيرة ألف الميل تبدأ بخطوة واحدة ، لعبت الخمرة برأسه ، فقال : زيدوني فزادوه – حين لعبت الخمرة برأسه ما عاد يراها وحدها ، فخاطبها بصيغة الجمع – وما زال يطلب ، وما زالت تسقيه حتى ذهب عقله ، فزنى بها ، .. حين يضيع العقل تنتشي الشهوة ، وحين يضعف التفكير تتحرك النزوات .. والتفت ، فرأى الغلام ينظر إليه يرقبه ، وقد رآه يزني ، فمال عليه ، فقتله . 
شرِبَ الخمرَ ، وزنى ، وقتل النفسَ البريئة ، فهل بقي له من الطهارة شيء ؟!! هل بقي له من الإيمان شيء؟!! 
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نتجنّب الخمر ، فإنها أم الكبائر ، ويقسم بالله : أن الإيمان لا يجتمع وإدمانَ الخمر في قلب إنسان ، فإذا كان الإيمانُ فلا خمر ... وإذا كان الخمرُ فلا إيمان ... إنها مفاصلة بين الحق والباطل .
ويؤكد صلى الله عليه وسلم ذلك ، فيُعلن :أنه ما من أحد يشربها ، فتقبل له صلاة أربعين ليلة ، ولا يموت وفي مثانته منها شيء إلا حُرّمتْ عليه الجنة ، وإن مات في الأربعين مات ميتة جاهلية . أرأيتم أسوأ من الخمر إذاً ؟!
ومع وضوح ضررها فإن الفاسدين يزيّنون للجاهلين شرب الخمر ، ويسمونها بغير اسمها ، فهي عندهم " الرّاح " وهي عندهم " المشروبات الروحية " .. يسمون الأشياء بغير اسمها .. وهذا دأب الفاسقين الفاسدين .... 
صحيح النسائي ج3 ص46
من حديث عثمان رضي الله عنه .


قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (14) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (14)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (4)
» قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (5)
» قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (6)
» قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (7)
» قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (8)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الثقــافـــة الإسلاميــــة للأطفـــــال :: قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: