منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 تحرك المدفعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

تحرك المدفعية Empty
مُساهمةموضوع: تحرك المدفعية   تحرك المدفعية Emptyالأربعاء 24 يوليو 2013, 3:45 pm

تحرك المدفعية
تحرك المدفعية Images?q=tbn:ANd9GcTxuIFJpOkwvR1_3D6QzcPc-9xt6fEfpAnIFGacK2hxpkjKKFZT
قبل منتصف الليل، توجه الرائد كمال الدين حسين، ومعه بعض ضباط المدفعية الأحرار، في عربة جيب، إلى مدرسة المدفعية، التي كان قد سيطر عليها اليوزباشية علي فوزي يونس، ومبارك رفاعي، وأحمد كامل، والملازم محمد المكاوي. 
وأخرج ضباط المدفعية المضادة للطائرات مدافع البوفرز، على طريق السويس، حيث منعوا المرور، إلا لمن يعرف كلمة السر. 
بينما عاد أحمد كامل، ومصطفى عبدالمحسن، ورجاله، إلى أول طريق ألماظة، واحتلوا نقطة البوليس الحربي، وقطعوا أسلاك التليفون، وأغلقوا طريق السويس تماماً.
وفي الوقت نفسه، احتل اليوزباشي فؤاد صالح، بقوته موقعاً، عند الكيلو 4,5، على طريق السويس، بجوار معسكر للحدود، كان يستعد قائده ليحرك قواته للقيام بحركة مضادة للثورة؛ فبادر فؤاد صالح بقطع أسلاك التليفون الموصلة للمعسكر، وأنذر قائده بإطلاق النيران، إذا ما بدرت منه أية بادرة للتحرك.
وتمكن البكباشي مصطفى راغب، مع ضباطه الأحرار، من السيطرة على مركز تدريب المدفعية، وأثناء وجود كمال الدين حسين داخل المركز، وصل اللواء علي نجيب، قائد قسم القاهرة، الذي كلفه الفريق حسين فريد بالمرور على الوحدات، وبرفقته البكباشي يوسف العجرودي، أركان حرب القسم، (الحاكم الإداري العام لقطاع غزة فيما بعد). 
وأحدث وصول علي نجيب نوعاً من الارتباك، بين صغار الضباط الموجودين، ولكن سرعان ما وصل كمال الدين حسين، فشهر مسدسه في وجه اللواء علي نجيب، قائلاً: "باسم اللواء محمد نجيب أنت معتقل". 
وهنا ارتسمت، على وجه علي نجيب، إمارات الغضب وصاح: "إنتم عاوزين تودوا البلد في داهية؟ مانتوش عارفين إن الإنجليز على طريق السويس، عاوزين ترجَّعوا أيام عرابي؟".
ودارت مناقشة طويلة، استمرت نحو عشرين دقيقة، بين علي نجيب، وضباط المدفعية الموجودين، جرى فيها النقاش عما هو متوقع من الملك، والإنجليز، من عمل مضاد، للقضاء على الحركة. 
وأثناء هذه المناقشة الطريفة، وصل البكباشي عبد المنعم أمين، واشترك في الحوار الدائر بين الضباط، وقائد قسم القاهرة، وأراد عبد المنعم أمين إنهاء هذا الموقف، بسرعة فطلب من علي نجيب، أن يصحبه كي يقابل قائد الحركة، شقيقه اللواء محمد نجيب؛ فركب معهم السيارة، حيث قادوه إلى أحد المكاتب، هو وأركان حربه. وعندما أحس أنهم سيضعونه في الاعتقال، وأنه لن يقابل محمد نجيب، صاح بهم ثائراً: "أهم حاجة في الضابط كلمة الشرف بتاعته" ورد عليه البكباشي عبد المنعم أمين قائلاً: "الحرب خُدعة يا سيادة اللواء".
وعند تقاطع رئيسي للطرق، بالقرب من مصر الجديدة، وكانت تسيطر عليه وقتئذ وحدة مضادة للدبابات، بقيادة اليوزباشي خالد فوزي، وقع الصيد الثمين الثاني، وكان قائد المدفعية اللواء حافظ بكري، وبرفقته البكباشي عبد الفتاح كاظم، أركان حربه، حيث تولى كمال الدين حسين، ورجاله عملية القبض عليهما، وتجريدهما من سلاحهما، بعد أن أبدى حافظ بكرى تعجبه من اشتراك كمال الدين حسين في هذا التمرد، ضد قيادته. 
واقتيد الأسرى إلى المكتب نفسه، الذي كان بداخله، علي نجيب والعجرودي، وفي المنطقة نفسها، كذلك، قبض على القائمقام طيار محمد فرج، وبعض ضباط الجيش والطيران، حتى تحولت المكاتب إلى شبه معتقل. 
وتولى اليوزباشي مصطفى كامل مراد مهمة حراسة القادة المعتقلين، وترحيلهم تحت الحراسة، إلى معتقل الكلية الحربية. 
وفي ساعة الصفر، خرجت وحدات مدفعية الفرقة المدرعة للاشتراك في فرض نطاق الحصار، حول المنطقة العسكرية بألماظة، وكانت تتكون من وحدات اليوزباشية جمال نظيم، وحمدي محمود، وعزت عبد الغني، وربيع عبد الغني وصلاح عبده. 
وفي منطقة الهايكستب صادفت وحدات المدفعية المضادة للدبابات بعض المتاعب، عندما حرك ضابط عظيم المحطة، الصاغ المعتز بالله الكامل، قوات البوليس الحربي، لاحتلال كشك التفتيش، عند بوابة معسكر الهايكستب الرئيسية، لمنع خروج أية وحدة من المعسكر، بناءً على تعليمات من الفريق حسين فريد، ولكن مجموعة المدفعية، التي تحركت، تحت قيادة اليوزباشية فتح الله رفعت، ومحسن عبد الخالق، وعيسى سراج الدين، وعلي الشريف، وعبد الستار أمين، تمكنت من اعتقال الصاغ المعتز بالله. 
وعندما وصلوا إلى كشك البوليس الحربي، عند بوابة المعسكر، أطلقوا نيران بعض الرشاشات في الهواء، واقتحموا البوابة المغلقة، بجوار أحد المدافع فحطموها، وانطلقوا بقواتهم، على طريقي جسر السويس، وشارع سليم الأول، واشتركوا في نطاق الحصار، المضروب في ميدان روكسي، وكوبري القبة، وميدان العباسية، الذي وضعت فيه وحدة مدفعية مضادة للدبابات، بقيادة الملازم يوسف زين، الذي أمكنه، بفضل التهديد بالضرب، إيقاف مجموعة من رجال البوليس الحربي، في عرباتها، وكانت في طريقها، من العباسية إلى كوبري القبة، لتعزيز الحراسة على مبنى رئاسة الجيش. 
وبعد منتصف الليل، اتصل من الإسكندرية، الفريق محمد حيدر القائد العام للقوات المسلحة، وطلب الاتصال باللواء حافظ بكري قائد المدفعية، ورد عليه اليوزباشي أبو الفضل الجيزاوي، منتحلاً شخصية حافظ بكري، ودار بينهما الحديث التالي:
حيدر: 
إيه الموقف عندكم يا حافظ، بيقولوا فيه دوشة، وفيه ضباط عاملين ثورة.
الجيزاوي: 
أبداً يا معالي الباشا، أنا جيت هنا، والموقف كويس في ألماظة، وحنعلن حالة الطوارئ، ممكن معاليك تطمئن.
حيدر: 
أنا متشكر على الهمة دي يا حافظ، وحبلغ مولانا، وخليك على اتصال بنا.
وهنا قال البكباشي عبدالفتاح كاظم، الذي كان يستمع إلى الحديث، مع القادة المعتقلين: "إيه اللي إنت بتعمله ده" وقال الجيزاوي لقائد المدفعية معتذراً: "أنا متأسف إني أستغل شخصيتك، لكن تعلمنا هذه الحيل من اليهود، عام 1948، فقد كان اليهود يأسرون بعض عساكر الإشارة، ويطلبون منهم إرسال إشارات لاسلكية بالانسحاب". 
ولم يجب حافظ بكري، وارتسم الهم على وجهه، بينما انفرجت أسارير وجه علي نجيب، وقال للجيزاوي: "هات لنا يا ابني شاي وقهوة وكازوزة".
وفي الساعة الواحدة صباحاً، اتصل الفريق حيدر، مرة ثانية، طالباً الإفادة عن الموقف. 
وأجابه الجيزاوي منتحلاً بشخصية حافظ بكري:
ـ الموقف مطمئن، وقادة الوحدات، والضباط وصلوا.
وقال حيدر: 
أنا سامع إن فيه دوشة عند القيادة.
وأبلغه الجيزاوي أن هذه المعلومات عنده، وأنه سيرسل قوة لضرب هذا التجمع؛ فشكره وأبلغه أنه سيداوم الاتصال. 
ولم تمضِ ساعة حتى عاود حيدر الاتصال، وقال له الجيزاوي إنه أرسل قوات إلى العباسية، وأن الموقف مُسيطر عليه في ألماظة والعباسية. 
وأن هناك بعض الضباط متجمعون، أمام القيادة، وسيجري اعتقالهم.
وفي الرابعة صباحاً تلقى الجيزاوي من حيدر مكالمة رابعة، وكان في حالة نفسية سيئة، ولما سأله عن الموقف، وأجابه الجيزاوي بأن الموقف عال...
صاح غاضباً:
ـ عال إيه، دول بيقولوا خدوا كوبري القبة، إنت لازم مش حافظ بكري.
ـ أبداً معالي الباشا أنا حافظ بكري.
ـ طيب إديني علامة.
ـ علامة إيه يا معالي الباشا.
ـ إديني علامة بخصوص العيد.
ـ بعد العيد ما ينفتلش كعك.
وقال حيدر غاضباً، وهو يقفل التليفون بشدة: "مش عيب يا ابني كده". 
وهكذا كان كل شيء قد انتهى.
ويذكر البكباشي عبد المنعم أمين: 
"يوم 22 يوليه عام 1952، اجتمعت لجنة القيادة، في بيت خالد محيي الدين، بمصر الجديدة، الساعة الثالثة ظهراً، لتوزيع الواجبات والمهام، وحضر زكريا محيي الدين وحسين الشافعي، وكمال الدين حسين، وعبد الحكيم عامر، وحسن إبراهيم، وجمال عبد الناصر، وأحمد طعيمة، وإبراهيم الطحاوي، وناقشنا الخطة وتفصيلاتها. 
ووضعنا التعديلات الطارئة وانصرفنا، كل ضابط منا يتوجه إلى بيوت الضباط الأحرار في سلاحه، ومررنا أنا، وكمال الدين حسين، بكل مجموعة من أحرار المدفعية، لنعطيهم آخر تلقينات التحرك".
"كان مطلوباً من الضباط الأحرار، وأكثرهم برتبة الصاغ، أن يستعدوا بأسلحتهم، الساعة الثانية عشر مساءً، ليخرجوا بوحداتهم، ووجدنا أن البعض يشعر بالتردد، وتساءلوا: بماذا نبرر تواجدنا بالأسلحة، في هذه الساعة من الليل؟! وحتى أقضي على هذا التردد، الذي يشكل خطورة على تماسكهم وتحركنا، وقعت لهم أمراً، كضابط عظيم بالسلاح، لحضورهم إلى وحداتهم، في هذا الموعد، مدعياً قيام حالة طوارئ، حتى إذا فشلت المهمة، لا قدر الله، يكونون في الجانب الآمن". 
ويذكر عبد المنعم أمين بأنه كان، في ذلك الوقت، بقيادة الدفاع الجوي في منطقة العباسية".
"وفي المساء ذهبت إلى حفلة سينما سواريه، وتركتها، عند منتصف الفيلم، وعدت إلى بيتي، واستبدلت ملابسي، وتوجهت إلى رئاسة المدفعية. 
وقام كل منا بمهامه، حسب الخطة".


ويذكر الصاغ كمال حسين: 
"بعد اجتماع الهيئة السياسية، بمنزل خالد محيي الدين، الذي عُقد، في الثالثة ظهراً، تم عقد اجتماع للضباط الأحرار بالمدفعية. 
ولاعتبارات الأمن، تقرر، في آخر لحظة، عقد الاجتماع، موزعاً بين منزلي محسن عبد الخالق، وفتح الله رفعت، من أحرار المدفعية. 
وحدث أن بعض الضباط لم يوفق في الذهاب إلى واحد من المكانين، وحضر هذا الاجتماع البكباشي جمال عبد الناصر. 
وتمت عملية توزيع الواجبات على قطاعات المدفعية".
"وتحركنا مبكراً، بعد ورود الأخبار بأن السراي قد علمت بأنباء التحرك واستفدنا تماماً من التبكير بموعد التحرك لأننا، كما سيأتي، قد أمكننا أن نقابل كبار القادة، الذين بدأوا يتوافدون على مراكز الأسلحة، ويجدوننا في استقبالهم، كما استطعنا كذلك القبض على رئيس الأركان، وبعض القادة الآخرين، في القيادة العامة، أثناء اجتماعهم للقيام بضرب الثورة".
ويقول كمال الدين حسين: 
وأذكر أن قائد المدفعية، اللواء حافظ بكري، اتصل تليفونياً بإدارة المدفعية، فرد عليه الزميل فؤاد صالح، أحد ضباط المدفعية الأحرار، وقال حافظ بكري:
ـ أنا جاي في السكة حالاً..
وطمأنه فؤاد صالح..
"وذهبت، ومعي أبو الفضل الجيزاوي، وبعض الزملاء، في عربة جيب إلى مدرسة المدفعية. 
لم يكن معنا سلاح، إلا طبنجة واحدة، وهي التي أحضرها جمال عبد الناصر لي، وفي مدرسة المدفعية، كان ينتظرنا علي فوزي يونس، ومبارك رفاعي، وأحمد كامل، وكانوا من أحرار المدفعية المضادة للطائرات، وفؤاد صالح، ومحمد المكاوي. 
وفتحنا مخزن السلاح، وسلمت باقي الزملاء أسلحتهم، وتحرك فؤاد صالح، وقوته، إلى طريق السويس، لمواجهة لواء حدود، بقيادة حسين سري عامر، كان يستعد للقيام بضربة مضادة لنا، بعد أن علمت السراي بتحركنا. 
وقطعت هذه القوة أسلاك التليفون، بتحركها لآلاي الحدود، واتصل فؤاد صالح بقائد الآلاي، وأنذره بأن أي بادرة تحرك منه سوف يطلق عليه النيران".
ويستطرد كمال الدين حسين: 
"وفي مركز تدريب المدفعية، قاد وحداتها مصطفى راغب، وحسن ضياء الدين، وسعد شحاتة. 
واتجهت إلى زملائي، بقية ضباط المدفعية، للاطمئنان على تحركاتهم، وتنفيذ الواجبات المخصصة لهم، بعدها ذهبت إلى مدفعية الفرقة المدرعة، الموجودة ما بين طريق السويس، ومداخل مصر الجديدة، عند تقاطع رئيسي للطرق تسيطر عليه وحدة م ـ د، بقيادة خالد فوزي، حيث وصل قائد المدفعية اللواء حافظ بكري، وبرفقته أركان حربه عبدالفتاح كاظم، وقابلت قائد المدفعية، الذي لم يتصور قط وجودي، واشتراكي بل وقيادتي لهذا العمل، الذي تقوم به قواته. ونصحني بأن الإنجليز سيتدخلون، وأن باقي الجيش ضدنا، فقلت له بل كل الجيش معنا. وجردهما الرجال من السلاح، وتحفظنا عليهما، في مكاتب مدفعية الفرقة المدرعة، مع اللواء علي نجيب والعجرودي.
وفي المنطقة نفسها، كذلك، قُبض على بعض قادة الطيران، بعد انصرافهم من اجتماع رئيس الأركان وأشرفت، على خروج وحدات هذه الفرقة، وحدة جمال نظيم، ووحدة محمد حمدي محمود ومحمد عزت عبدالغني، وربيع عبدالغني وصلاح عبده وغيرهم. وبقى مصطفى مراد على حراسة القادة المعتقلين، حتى إرسالهم للكلية الحربية".
"كانت بقية وحدات المدفعية، بقيادة فتح الله رفعت، ومحسن عبدالخالق، وعيسى سراج الدين، وعلي شريف وعبدالستار أمين قد تحركت من الهايكستب، بعد القبض على البكباشي المعتز بالله، أركان حرب الفرقة المتمركزة بالمعسكر، وقطعت طريقها لتحتل أماكنها، حسب الخطة".
وكانت آخر نقطة، في واجب المدفعية، هي تقاطع الطرق عند مدخل معسكرات العباسية، وكنت في تلك اللحظات، أرافق وحدة مدفعية مضادة للدبابات، يرأسها الملازم ثان يوسف زين للسيطرة على مدخل العباسية، ووجدنا هناك قوة بوليس حربي، مكونة من عدة عربات، محملة بالأفراد المسلحين بالرشاشات، كانت مكلفة بمعاونة القيادة العامة، في كوبري القبة. 
وأمام الأمر، الذي أصدرته، بالاستعداد لإطلاق النار، لاذت بالفرار. 
ورجعت إلى قيادة كوبري القبة، حيث وجدت اللواء حسين فريد، رئيس أركان حرب الجيش، ينزل من قيادته، مقبوضاً عليه، إلى الكلية الحربية. 
وأدينا له التحية العسكرية، وأخذنا في الاتصال بباقي الوحدات، في جهات القاهرة المختلفة، للاطمئنان على خروجها.
"وفي صباح 23 يوليه، أخذت قوات مشتركة، من المدفعية والدبابات، إلى ميدان قصر عابدين، لمحاصرة القصر الملكي. 
وفي بداية الساعات الأولى، كانت لنا السيطرة على القاهرة، والقناة والإسكندرية. 
وقد ظهرت طائراتنا في سماء هذه المناطق، وبدأنا مرحلة أخرى من العمل".
تحرك المدفعية %D9%83%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%86-%D9%86%D8%AC%D9%8A%D8%A8
أين كانت لجنة القيادة (الهيئة التأسيسية)؟
لم يشترك، من أعضاء لجنة القيادة، في الخطة الفعلية للتحركات، سوى كمال الدين حسين، الذي تحرك، مع وحدات سلاح المدفعية، وأشرف بنفسه على تنفيذ وحداتها للخطة، وكذا خالد محيي الدين، الذي تولى قيادة الكتيبة الميكانيكية، التابعة لسلاح الفرسان، واشترك بقوته، ضمن نطاق الحصار، الممتد من ميدان روكسي إلى العباسية.
ولم يكن لجمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، دور معين في الخطة، لعدم ارتباطهما بوحدات، في خطة التحرك؛ فقد كان جمال عبد الناصر مدرساً بكلية أركان الحرب، وكان عبد الحكيم عامر، من رئاسة الفرقة الأولى برفح، وكان موجوداً في القاهرة في إجازة ميدان. 
ولكن جمال عبد الناصر توجه إلى منزل عبد الحكيم عامر بالعباسية، بعد الحادية عشرة والنصف مساء، على إثر علمه بانكشاف الحركة واجتماع حسين فريد بالقادة في مكتبه بمبنى رئاسة الجيش، بكوبري القبة، وخرج الاثنان، بعربة جمال عبد الناصر، وهما يهدفان إلى إحضار قوة من الجنود للانقضاض على القادة واعتقالهم، أثناء تجمعهم، في مكتب حسين فريد. وعندما فشلا في دخول معسكر العباسية، لوجود قوة من البوليس الحربي، عند بوابته الرئيسية، انطلقا شمالاً في اتجاه ألماظة، لمحاولة الحصول على قوة من المدفعية، من كمال الدين حسين. ولكنهما التقيا، صدفة، قوة مدافع الماكينة، التي كان يقودها يوسف منصور صديق. 
وتم تعديل الخطة، على الفور، والاستفادة من تحرك يوسف بقوته مبكراً ساعة عن الموعد المحدد، كي يقوم في الحال باقتحام مبنى رئاسة الجيش، واعتقال القادة الموجودين بمكتب حسين فريد.
يقول جمال حماد: 
"وفي الوقت، الذي قام فيه يوسف صديق، على رأس قوته، بمعاونة تروب من السيارات المدرعة، بعملية اقتحام مبنى رئاسة الجيش، كان جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، يراقبان العملية، وهما يقفان قرب الكوبري، المجاور للأرض الفضاء، المقام عليها حالياً مسجد عبدالناصر. 
وقد كان لوقفتهما في هذا المكان، من دون الاشتراك في عملية اقتحام رئاسة الجيش، مجال لتوجيه النقد إليهما، لتقاعسهما عن الاشتراك في المعركة.
وعلى الرغم مما في هذا النقد من وجاهة، إلا أنه ثبت أن وجودهما، خارج العملية، قد حقق فوائد عديدة، فقد أتاح الفرصة للنقيب عمر محمود، قائد السرية الرابعة، من الكتيبة الثالثة عشرة، لسرعة الاندفاع إلى مبنى رئاسة الجيش بعرباته، بمجرد وصوله إلى الكوبري، قادماً من الطريق المجاور للمستشفى العسكري، عندما تصدت، لإيقافه، فصيلة مدافع الماكينة، التي وضعها يوسف صديق، لسد الطريق على القادمين، من مصر الجديدة، إلى كوبري القبة. 
وكان لتدخل عبد الحكيم عامر، بين القوتين، الفضل في عدم حدوث اشتباك بينهما، وفي سرعة وصول سرية الكتيبة الثالثة عشرة إلى مبنى رئاسة الجيش، في الوقت المناسب، مما أتاح الفرصة لفصيلة منها، بقيادة الملازم فؤاد عبد الحي، في الاشتراك، مع يوسف صديق وقوته، في الصعود إلى الطابق الثاني، وأسر الفريق حسين فريد ومن معه بالمكتب.
وبمجرد أن تم الاستيلاء على مبنى رئاسة الجيش، صعد جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، إلى مكتب الفريق حسين فريد، وأرسل جمال عبد الناصر في استدعاء اللواء محمد نجيب، قائد الحركة. 
وعندما وصل، وجلس على مكتب الفريق حسين فريد، جلس حوله جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر ومجموعة من الضباط الأحرار. وأخذوا في التشاور بخصوص الخطوات القادمة، واشتركوا في جميع الاتصالات التليفونية، التي كانت تدور بين الحكومة في الإسكندرية، وقيادة الحركة في القاهرة والتي انتهت بتكليف علي ماهر بتشكيل الحكومة الجديدة. 
وعلى الرغم من أن عبد اللطيف البغدادي وحسن إبراهيم، ذكرا أن الخطة كانت تقضي بوصولهما إلى مبنى القيادة العسكرية، بكوبري القبة، في ساعة الصفر، للالتقاء بجمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، للاشتراك في عملية اقتحام مبنى القيادة العسكرية، والاستيلاء عليه بمساعدة إحدى وحدات الجيش، إلا أنهما أوضحا، أن انكشاف الخطة، وتبكير يوسف صديق باقتحام القيادة، على غير ما كان مقرراً، من قبل، لم يتح لهما الاشتراك في العملية وفقا لما كان مرسوماً في الخطة. 
ومن ثم حضرا، بعد الواحدة صباحاً، بسيارة البغدادي الخاصة، بعد المرور على بيوت بعض زملائهما الطيارين، لإخطارهم بموعد الحركة، ولكي يقوموا بتأمين المطارات في الصباح، وعندما وصلا إلى مبنى رئاسة الجيش، وقعا في أسر بعض الجنود، الذين كانوا يتولون حراسة المبنى، وعندما سمعا صوت عبدالحكيم عامر، أخذا يصيحان باسمه، حتى حضر إليهما، وأطلق سراحهما. 
وانضما بعد ذلك، إلى جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وباقي زملائهما، الذين كانوا في رئاسة الجيش. 
أما جمال سالم وصلاح سالم، فقد كانا بعيدين، في تلك الليلة، عن مسرح الأحداث، إذ كان جمال سالم في العريش، بينما كان صلاح في رفح وكان موكولاً إليهما مهمة السيطرة على قوات رفح، والعريش بمجرد وصول إشارة النجاح.
وحوالي الثانية صباحاً، وصل أنور السادات إلى مبنى رئاسة الجيش، بعد أن تعثر طويلاً، بين نطاقات الحصار، في العباسية، وكوبري القبة. وأخيراً استطاع الوصول إلى الكوبري، الذي يواجه المستشفى العسكري، وكاد يفشل في المرور من الكردون، الموضوع فوق الكوبري، لولا سماعه، من بعيد صوت عبد الحكيم عامر؛ فناداه بصوت عال، وأتاح له عامر فرصة المرور فوق الكوبري والانضمام إلى زملائه الضباط الأحرار، الموجودين بمبنى رئاسة الجيش".


تحرك المدفعية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
تحرك المدفعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الأحـداث الفارقــة في حيــاة الدول :: ثورة يوليو ١٩٥٢م :: ثورة 23 يولـيو 1952م-
انتقل الى: