منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (5)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (5) Empty
مُساهمةموضوع: لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (5)   لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (5) Emptyالسبت 27 أبريل 2013, 4:42 am

61- (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى..) آل عمران: 36.
المعنى الأول:
أن الحق يقول لها: لا تظني أن الذكر الذي كنت تتمنينه سيصل إلى مرتبة هذه الأنثى، إن هذه الأنثى لها شأن عظيم.

المعنى الثاني:
أن القول من كلامها أي أنها قالت: يارب إن الذكر ليس كالأنثى، إنها لا تصلح لخدمة البيت.

وليأخذ المؤمن المعنى الذي يحبه، وسنجد أن المعنى الأول فيه إشراق أكثر، إنه تصور أن الحق قد قال: أنت تريدين ذكراً بمفهومك في الوفاء بالنذر، وليكون في خدمة البيت، ولقد وهبت لك أنثى، ولكني سأعطي فيها آية أكبر من خدمة البيت، وسأجعل من هذه الآية مواصلة لمسيرة العقائد في الدنيا إلى قيام الساعة.

62- (...وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا...) آل عمران: 37.
وكلمة "كفلها" أي تولى كل مهمة تربيتها، هذه هي الكفالة.

والمعنى بأن زكريا عليه السلام هو الذي قام برعاية شئون مريم.

وكان زكريا عليه السلام كلما دخل على مريم يجد عندها الرزق، أي إنه لم يدخل مرة واحدة، بل دخل عليها المحراب مرات متعددة ولذلك كان لابد له أن يتساءل عن مصدر هذا الرزق، ولابد أن يكون تساؤله معبراً عن الدهشة، لذلك يجيء القول الحق على لسان زكريا: (أَنَّى لَكِ هَـذَا).

فلنا أن نذكر كل إنسان وكّله الله على جماعة ويرى عندهم ما هو أزيد من الطاقة، فلابد أن يسأل: من أين لك هذا؟

ذلك أن فساد البيوت والمجتمعات إنما يأتي من عدم الاهتمام بالسؤال وضرورة الحصول على إجابة على السؤال المحدد: من أين لك هذا؟

إن الذي يدخل بيته ويجد ابنته ترتدي فستانا مرتفع الثمن ويفوق طاقة الأسرة، أو يجد ابنه قد اشترى شيئاً ليس في طاقة الأسرة أن تشتريه، هنا يجب أن يتوقف الأب أو الولي ليسأل: من أين لك هذا؟ إن في ذلك حماية لأخلاق الأسرة من الإنهيار أو التحلل.

63- (... أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى...) آل عمران: 39.
لقد قال له الله: سأعطيك الولد.

وزيادة على العطاء سماه الله بـ {يَحْيَى}.

التسمية أمر شائع في عادات الناس فحينما يقبلون على تسميته؛ فهم يحاولون أن يتفاءلوا فيسموه اسماً يرجون أن يتحقق في المسمى، فيسمونه "سعيداً" أملاً في أن يكون سعيداً، أو يسمونه "كريما".

ذلك هو الأمل منهم ولكن أتأتي المقادير على وفق الآمال؟ قد يسمونه سعيداً، ولا يكون سعيداً.

إن المسمي إنسان قدرته عاجزة ولكن ماذا يحدث حين يسمى الله سبحانه وتعالى؟

لابد أن يختلف الموقف تماماً، فالمحيى له طلاقة القدرة، فحين يسمى من له طلاقة القدرة (يحيى) دل على أنه سيعيش ولا بد من أن يحيا حياة متميزة؟

ويجب أن نفهم أن الحياة التي أشار الله إليها بأنها ليست الحياة المعروفة للبشر لأن الرجل حينما يسمى ابنه "يحيى" يأمل أن يحيا الابن متوسط الأعمار، كما يحيا الناس ستين عاماً، أو سبعين..

لكن الله حينما يسمى "يحيى" فلابد أن يعطيه أطول من حدود أعمار الناس، ويهيء له الحق من خصومه ومن أعدائه من يقتله ليكون شهيداً، وهو بالشهادة يصير حياً، فكأنه يحيا دائماً إلى أن تقوم الساعة، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.

لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (5) 13454439223038
64- (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً...) آل عمران: 41.
الآية أي العلامة على أن يحيى قد تم إيجاده في رحم أمه.

إنه لم يطلب آية لأنه يشك -معاذ الله- في قدرة الله، ولكن لأنه لا يريد أن يفوت على نفسه لحظة النعمة من أول وجودها إلا ومعها الشكر عليها، والذي يعطينا هذا المعنى هو القول الحق: {قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}.

إن هناك فارقاً بين أن يقدر على الكلام ولا يتكلم، وبين ألا يقدر على الكلام.

وما دامت الآية هبة من الله، فالحق سبحانه هو الذي قال له: سأمنعك من أن تتكلم، فساعة أن تجد نفسك غير قادر على الكلام فاعرف أنها العلامة، وستعرف أن تتكلم مع الناس رمزاً أي بالإشارة، إن الله علم عن عبده أنه لا يريد أن تمر عليه لحظة مع نعمة الله بدون شكر الله عليها فقال له: ما دمت قد أردت أن تعيش مع النعمة شكراً فسأجعلك غير قادر على الكلام مع الناس لكنك قادر على الذكر.

65- (ذلِكَ مِنْ أَنَبَآءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ ...) آل عمران: 44.
الوحي هو:
الإعلام بخفاء.

أنواع الوحي:

- وحي من الله:

للأرض، ويوحي للنحل، ويوحي للملائكة، ويوحي للأنبياء، وأوحي إلى أم موسى, وإلى الحواريين.

- وحي من غير الله:
كوحي الشياطين {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} الانعام: 121.

وهناك وحي من البشر للبشر:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} الأنعام: 112.

لكن الوحي إذا أُطلق، ينصرف إلى الوحي من الله إلى مَنْ اختاره لرسالة وهو  "الوحي الاصطلاحي"، وما عدا ذلك من أنواع الوحي يسمونه "وحيا لغوياً".

66- (...وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) آل عمران: 44.
كفالة مريم أخذت لها ضجة كبيرة، فاجتمع كبار القوم رغبة في كفالتها وأجروا بينهم قرعة من أجل ذلك واختار الله لها زكريا.

وساعة تجد قرعة أو إسهاماً، فالناس تكون قد خرجت من مراداتها المختلفة إلى مراد الله.

فلو كان هناك من سيأخذ رعاية مريم بالقوة والغضب فلابد أن يجد نفوس الآخرين قد امتلأت بالمرارة أو الغصب.

ولذلك فقد كان سائدا في ذلك العصر عملية إجراء السهام.

وهناك قصة سيدنا يونس عندما قاربت السفينة على الغرق، وكان لابد لإنقاذها أن ينزل واحد إلى البحر، وجاء القول الحكيم: (فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) الصافات: 141.

لذلك تم إجراء قرعة بالسهام حتى لا تقوم معركة بين الموجودين على ظهر السفينة، وحتى لا تكون الغلبة للأقوياء، فالقرعة حمت الناس من ظلم بعضهم بعضاً.

فعندما نختلف على شيء فإننا نجري قرعة، ويلجأ الناس لهذا الأمر ليمنعوا هوى البشر عن التدخل في الاختيار، ويصبح الأمر خارجاً عن مراد البشر إلى مراد الله تعالى.


67- (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ) آل عمران: 46.
إن الكلمة التي قالها عيسى عليه السلام في المهد أي وهو طفل لا تسعف من يصف عيسى عليه السلام بوصف يناقض بشريته.

لأن أول ما نطق:
إني عبد الله، فأخفوا هم هذه المسألة كلها لأن هذه الكلمة تنقض قضية التثليث وألوهية عيسى التي ابتدعوها.

و "كهلاً" أي في العقد الرابع.
والبعض قال بعد الأربعين من العمر.

وفي روايتهم حكاية الصلب حدثت قبل أن يكون كهلاً.

إذاً كان قد تكلم في المهد فيبقى أن يتكلم وهو كهل وهو ما ننتظره ونؤمن به.

68- (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) آل عمران: 50.
إن لله حكمة فيما يحلل وحكمة فيما يحرم.

إنما إياك أن تفهم أن كل شيء يحرمه الله يكون ضاراً؛ قد يحرم الله أشياء لتأديب الخلق، ولا يصح أن تسأل عن الضرر فيها، وقد يعيش المؤمن دنياه ولم يثبت له ضرر بعض ما حرم الله.

نقول لمن يظن أن الله يحرم الشيء الضار فقط؟
اسمع لقوله: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً} النساء: 160.

وتفصيل ذلك في آية أخرى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَآ أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذالِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ} الأنعام: 146.

إذن التحرير ليس ضرورياً أن يكون لما فيه الضرر، ولهذا جاء قول الحق على لسان عبده ورسوله إلى بني إسرائيل عيسى ابن مريم: { وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ}.

لقد جاء عيسى ابن مريم ليُحل لهم بأمر من الله ما كان قد حرمه الله عليهم من قبل.

لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (5) Z
69- (...قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران: 52.
إنهم قالوا: "آمنا" وما داموا قد أعلنوا الإيمان بالله، فهم آمنوا بمن بلغهم عن الله، والمطلوب من عيسى ابن مريم أن يشهد بأنهم مسلمون، ولا تتم الشهادة إلا بعد أن يبلغهم كل الأحكام وقد بلغهم ذلك وعملوا به.

وقالوا من بعد ذلك: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} إنه الطلب الإيماني العالي الواعي، الفاهم.

إنهم يحملون أمانة التبليغ عن الرسول، ويشهدون كما يشهد الرسل لأممهم، ويطلبون أن يكتبهم الله مع الذين يشهدون أن الرسل يبلغون رسالات الله وأنهم يحملونها من بعدهم.

ولذلك قلنا عن أمة محمد عليه الصلاة والسلام إنها الأمة التي حملها الله مهمة بلاغ الرسالة إلى أن تقوم الساعة كما قال الله سبحانه وتعالى: {..وَفِي هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَـاةَ وَاعْتَصِمُواْ بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} الحج: 78.

ومعنى ذلك أنكم تشهدون على الناس أنكم أبلغتموهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن لم يقم بإبلاغ الناس برسالة رسول الله فهو لم يأخذ ميراث النبوة "العلماء ورثة الأنبياء"، وميراث النبوة كما يكون شرف تبليغ، فهو أيضا تجلّد وتحمل في سبيل أداء الرسالة.

70-  (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ...) آل عمران: 55.
إن منطق القرآن الكريم بين لنا أن كلمة "التوفي" لها معان مختلفة أحدها هو الموت، كما أن الحق سبحانه قد سمّى النوم موتاً لأن النوم غيب عن حس الحياة.

واللغة العربية توضح المعنى، فأنت تقول -على سبيل المثال- لمن أقرضته مبلغاً من المال، ويطلب منك أن تتنازل عن بعضه لا، لابد أن أستوفي مالي، وعندما يعطيك كل مالك، تقول له: استوفيت مالي تماماً، فتوفيته، أي أنك أخذته بتمامه.

إذن، فمعنى (مُتَوَفِّيكَ) يكون هو أخذك الشيء تاماً.

وحين يقول الحق: (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) ماذا يعني ذلك؟
إنه سبحانه يريد أن يقول: أريدك تماماً، أي أن خلقي لا يقدرون على هدم بنيتك، إني طالبك إلى تاماً أي أن الروح في جسدك بكل مواصفاته، وسآتي بك في مكان تكون خالصاً لي وحدى.

ويأتي بعدها قوله (وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) مستقيماً مع قوله (مُتَوَفِّيكَ).

71-   (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل  عمران: 67.
ونحن نفهم أن كلمة {حَنِيفاً} تعني الدين الصافي القادم من الله.

والكلمة مأخوذة من الحنف: هو العوج وميل في أسفل الساقين.

وهنا يتساءل الإنسان، هل كان إبراهيم عليه السلام في العوج أو في الاستقامة؟ وكيف يكون حنيفاً، والحنف عوج؟

هنا نقول: إن إبراهيم عليه السلام كان على الاستقامة، ولكنه جاء على وثنية واعوجاج وهو خرج عن هذا العوج، وما دام منحرفاً عن العوج فهو مستقيم.

فالرسل لا يأتون إلا على فساد عقدي، افتقد وقتها الإنسان إلى الرادع من ذاتية النفس، وافتقد الرادع من المجتمع حوله فعمّ الظلام.

وبما أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا نبي بعده، فلن تخلو أمة محمد في أي عصر من العصور من الخير.

فالخير باقي في الذات المسلمة، فإذا كانت الغفلة فالنفس اللوامة تصوّب، وإن كانت هناك نفس أمارة بالسوء فهناك قوم كثيرون مطمئنون يهدون النفس الأمارة إلى الصواب.

قد يقول قائل: ولماذا لم يقل الله: "إن إبراهيم كان مستقيماً" ولماذا جاء بكلمة حنيفاً التي تدل على العوج؟
ونقول: لو قال: "مستقيماً" لظن بعض الناس أنه كان على طريقة أهل زمانه وقد كانوا في عوج وضلال.

-    وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين:
فهل أهل الكتاب مشركون؟ نعم؛ لأنهم حين يؤمنون بالنبوة لعزير، ويؤمنون بالنبوة لعيسى فهذا إشراك بالله، وأيضاً كان العرب عبدة الأصنام يقولون: إنّهم على ملّة إبراهيم؛ لأن شعائر الحج جاء بها إبراهيم عليه السلام، ولهذا ينزّه الحقّ سيدنا إبراهيم عن ذلك، ويقول: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وذلك يدل على أن ملّة إبراهيم وما جاء به موافقة لملة محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به.


72- (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا...) آل عمران: 75.
فإذا كان الحق قد كشف للرسول بعضاً من مكر أهل الكتاب فذلك لا يعني أن هناك حملة على أهل الكتاب وكأنهم كلهم أهل سوء، لا، بل منهم مَنْ يتميز بالأمانة، وهذا القول إنما يؤكد إنصاف الإله المنصف العدل.

إن الحق سبحانه يخاطب النفوس التي يعلمها، ويخاطب العالم كله بما فيه من أهل الكتاب، وهم الذين يعرفون الآيات والعلامات التي تدل على مجيء رسالة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم أناس قد جعلوا دعوة محمد صلى الله عليه وسلم في بؤرة شعورهم ليدرسوها ويؤمنوا بها.

ولو أن الله قد جعل الحملة على كل أهل الكتاب، لقال الذين كفروا في الإيمان برسول الله: "كنّا نفكر في أن نؤمن، ونحن نريد أن ننفذ تعاليم الله لنا لكن محمداً يشنّ حملة على كل أهل الكتاب ونحن منهم".

73- (...ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران: 75.
والمقصود بالأميين هنا المؤمنون الذين لم يكونوا من أهل الكتاب، أو هم المنسوبون إلى الأم كما قال الحق: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً ...) النحل: 78.

أو أن يكون المقصود "بالأميين" أهل مكة، فقد كانوا يسمونهم كذلك لأنهم منسوبون إلى أم القرى "مكة المكرمة".

وقد قام بعض من بني إسرائيل على عهد رسول الله، يخديعة الأميين من العرب المؤمنين فأنكروا حقوقهم.

من أين إذن جاءوا بهذا القول وهم أهل كتاب؟

وهل الفضائل ومنازل الخلق تختلف في المعاملة من إنسان إلى آخر؟

إن هذا ضد منهج الكتاب الذي أنزله الله عليهم، بل هو من التحريف الذي خدعوا به أنفسهم وألصقوه بالتشريع، فالكتاب السماوي الذي نزل عليهم ليس به صنفين للبشر: صنف هم أهل الكتاب ولهم معاملة خاصة، وصنف هم الأميون ولهم معاملة أخرى، وكان عليهم أن يتعلموا من عدالة رسول الله صلى الله عليه وسلم في معاملتهم.

74- (وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) آل عمران: 97.
    حين نقول: "لفلان عَلَى فلان كذا" فالنفعية لِفلان الأول والتبعة على فلان الثاني.

وحين يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) فعلى هذا فالنفعية هنا تكون لله، والتبعة هنا تكون على الناس، لكن لو فطنا إلى سر العبارة لوجدنا أن الله لا ينتفع بشيء من تكليفه لنا، فالحج لله، ولكنه يعود إليك، فما لله عاد إليك، وما عليك عاد لك. وكل تكليف عليك فأثره لك.


ولماذا يقول الحق:

إن على العبد المؤمن أن يحج البيت الحرام؟

لأنه الخالق وهو خبير وعليم بأن التكليف شاق على النفس، ولكن على المؤمن أن ينظر إلى الفائدة العائدة من هذا الحكم، فإن نظر إلى الفائدة من الحكم ووجد أنها تعود عليه، فيسهل عليه أمر الطاعة. والذي يُقبل على المعصية ويهمل الجزاء عليها تكون المعصية هينة عليه، فالعاصي قد يحقق لنفسه شهوة، لكنها شهوة عاجلة، ولو استحضر العاصي العقوبة على المعصية وقت عملها ما أقدم على معصيته أبداً.

(مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً): والسبيل هو الطريق الموصل للغاية، وعندما يتجه الإنسان لأداء فريضة الحج فهو طارق للطريق فلا بد أن يكون عنده قدرة على أن يسلك هذا الطريق فكيف تتأتى هذه القدرة؟

إن أول شيء في القدرة هو الزاد، وثاني شيء في القدرة هو المطية التي يركبها، وثالثاً أمن الطريق.

عن علي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ مَلَكَ زاداً وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً، وذلك أن الله تعالى يقول: (وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)".

ولذلك نجد التكليف بالحج قد اتبع مباشرة بقول الحق: (وَمَن كَفَرَ): هنا يقف العلماء وقفة.

العلماء يقولون: نعم إنه يدخل في الكفر، لماذا؟
لأن الكفر عند العلماء نوعان كفر بالله، أو كفر بنعمة الله.

ونقول: انتبه، لا تأخذ الحكم من زاوية وتترك الزاوية الأخرى.

إن القضية التكليفية الإيمانية هي: (وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) فهل تعارضون في هذا التكليف؟ أو تؤمنون به ولكن لا تنفذونه؟

فمن اعتقدها يبرأ من الكفر، ومن خالفها وأنكرها فهو في الكفر.

ومن قام بالحج فهو طائع، ومن لم يفعل وهو مؤمن بالحج فهو عاصٍ.

(فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ): إيّاك أن تفهم أن الذي لم يكفر وآمن، وأدى ما عليه من تكليف، أنه عمل منفعة لله؛ إن الله غني عن الذي أَدّى وعن الذي لم يؤد.

75- (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ...) آل عمران: 98.
-    قد يقول قائل: ألم يكن يكفي أن يقول الله للرسول: "قل يا محمد" فيبلغنا رسول الله يا أهل الكتاب لم تكفرون؟ كان ذلك يكفي، ولكنّه يدل على أمانة التبليغ وأن الرسول يبلغ حرفياً ما سمعه عن الله وكان ما تلقاه هو {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتَابِ}.

مثال: حين تقول لابنك مثلا: "قل لعمك: إن أبي سيأتيك غداً" فابنك يذهب إلى عمه قائلاً: "أبي يأتيك غداً" لا يقول "قل لعمك: إن أبي سيأتيك غداً".

-    هناك آيات كثيرة في القرآن تبدأ بقول الحق: {يا أَهْلَ الْكِتَابِ} ولا يأتي فيها قول الحق: "قل".

وهناك آيات تأتي مسبوقة بـ "قل" ما الفرق بين الاثنين؟

نحن نجد أن الحقّ مرة يتلطف مع خلقه، فيجعلهم أهلاً لخطابه، فيقول:

{يا أَهْلَ الْكِتَاب} إنه خطاب من الله لهم مباشرة.

ومرة يقول لرسوله: قل لهم يا محمد لأنهم لم يتساموا إلى مرتبة أن يُخاطَبوا من الله مباشرة.

مثال على ذلك -ولله المثل الأعلى- نجد الواحد منا يقول لمن بجانبه:

قل لصاحب الصوت العالي أن يصمت.

إن هذا القائل قد تَعَالَى عن أن يخاطب هذا الإنسان صاحب الصوت المرتفع فيطلب ممن يجلس بجانبه أن يأمره.



لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (5) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (5)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (10)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (22)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (23)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (18)
» لطائف من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي (14)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: لطــــائف قرآنيـــة-
انتقل الى: