الشيخ حسين عشيش حفظه الله
هذه مقابلة أجراها معه الشيخ وضاح وهو من الطلبة الذين قرِِؤا عليه حفظهما الله

فمن هو الشيخ حسين عشيش ؟؟

يقول الشيخ :

حسين خالد حسين عشيش ، الميلاد – إذا صدق الدفتر – 1950م ، لكنني أتهم الدفتر أنه قد جاملني ، على كل حال ولدت في قرية ( كُِِرناز ) من أعمال مدينة حماة السورية ، ومعنى (كُرناز) في اللغة العربية هو الكيل الطافح ؛ الكُر هو الكيل ، والناز هو الطافح .

أما عن مراحل طلبه للعلم يقول الشيخ :
الحمد لله قد منَّ الله عليَّ بحفظ كتابه وأنا دون العاشرة من عمري ؛ فأكملته في مدة لا تتجاوز سبعة أشهر.. وكان ذلك في مسقط رأسي (كُرناز) كما سلف آنفاً، وبعدها بثلاث سنوات التحقت بمعهد الإقراء المسمى في حماة بدار التحفيظ التابعة لثانوية العلوم الشرعية، والتي كانت تحت رئاسة جمعية العلماء يومها في عام 1962م، وهناك في تلك الدار الميمونة المباركة منَّ الله عليَّ بصحبة أستاذي العلم العلامة الشيخ ( سعيد العبد الله ) الذي نهلت من معينه في شتى العلوم، ولكن كان أكثرها لي نفعاً – ولا زال- هو القرآن الكريم ؛ حيث درست عليه القرآن الكريم إتقاناً ، ثم أتحفني الرجل بأن قرأتُ عليه القرآن الكريم بالقراءات العشر المتواترة، وأجازني في ذلك إجازة إسنادية؛ يتصل فيها إسناده بالنبي صلى الله عليه وسلم..

وقد أخذ الشيخ عشيش إجازة من الشيخ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي شيخ مشايخ المقاريء المصرية في القاهرة ..

وقد التقى الشيخ بعلامة الشام المحدث محمد ناصر الدين الألباني..

يقول الشيخ :
ثم في عام 1965م منَّ الله عليَّ أيضاً بمعرفة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وهو مدرستنا ، ومنهاجنا ، وأستاذنا ، وشيخنا.. عليه رحمة الله .. التقيته في مدينة (حماة) ، وجالسته زهاء الأربعة عشر عاماً ؛ بمعنى أنه كان يأتي كل شهر ثلاثة أيام أو أربعة أيام ؛ فكنت أجلس معه تلك المدة ، وأقتبست من نوره ضياءاً لا أزال أهتدي به في حياتي من علوم السنة ، وصفاء العقيدة ، والذب عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم...

حفظ الشيخ عشيش في النحو ألفية ابن مالك ، وفي مصطلح الحديث ألفية السيوطي ، وفي القراءات الشاطبية والدرة ، وكذلك حفظ في علوم الحديث كتاب (بلوغ المرام) ، وكتاب (عمدة الأحكام) .. وغيرها من المتون .. ثم استمرت رحلة الشيخ العلمية في تصاعد ..

عمل الشيخ مدرساً في الثمانينات في المملكة العربية السعودية لعدة سنوات.. عمل فيها مُدّرساً لمادة التوحيد والتجويد في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة حرسها الله لمدة سنة تقريباً ، ثم كان عمله الرئيس في المدرسة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في جامعة الأمير أحمد بالرصيفة..

وللشيخ ختمة مرئية برواية السوسي عن أبي عمرو في قناة الفجر الفضائية..

وكانت لشيخنا علاقة خاصة بشيخه المقريء العلامة سعيد العبد الله رحمه الله رحمة واسعة وأنزل على قبره شآبيب الرحمة..

وفي هذا الملف المرفق في أسفل الصفحة كلمة لشيخنا عن شيخه سعيد العبد الله رحمه الله ستنزل إن شاء الله في كتاب خاص عن الشيخ سعيد بقلم تلامذته .. وشيخنا عشيش من أبرز تلاميذه .. بل صرح الشيخ سعيد أكثر من مرة بأن الشيخ عشيش هو خليفته ..

وعذراً أحبتي في الله للإطالة عليكم.. لكن إنه الحديث عن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.. وهم المصطفون من خلق الله.. قال الله: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا...)

بقي أن أذكر لكم أن الشيخ عشيش حفظه الله يختم القرآن أسبوعياً منذ أربعين سنة .. أي أنه يقرأ يومياً خمسة أجزاء من القرآن العظيم ..

والشيخ ما شاء الله عليه لا يخرم حرفاً واحداً من القرآن .. فهو يحفظ القرآن كاسمه..

حفظ الله الشيخ وأمتع المسلمين بحياته.. وأسبغ عليه لباس الصحة والعافية..

وقد فقد الشيخ بصره وهو في ريعان شبابه.. وقد قال الشيخ بأنه لم يتمنى أن يرجع له بصره.. فقد عوضه الله بنعم عظيمة.. أو كما قال الشيخ حفظه الله... فنسأل الله بمنه وجوده وفضله وكرمه أن يعوضه الجنة.. آمين.. آمين.. كيف لا والله عز وجل هو القائل في الحديث القدسي: "من أذهبتُ حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له بثواب دون الجنة".

وأسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى..

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين..