منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفصل الثالث: دور القيادة العثمانية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

الفصل الثالث: دور القيادة العثمانية  Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الثالث: دور القيادة العثمانية    الفصل الثالث: دور القيادة العثمانية  Emptyالخميس 09 فبراير 2012, 8:09 am

الفصل الثالث: دور القيادة العثمانية

العثمانيون على مسرح التاريخ:

في ذلك الحين ظهر الترك العثمانيون على مسرح التاريخ، وفتح محمد الثاني بن مراد، وهو ابن أربع وعشرين سنة القسطنطينية العظمى عاصمة الدول البيزنطية المنيعة سنة 753هـ (1453م) فتجدد رجاء الإسلام وانبعث الأمل في نفوس المسلمين، وكان الترك وعلى رأسهم آل عثمان موضعاً للثقة في قيادة الأمم الإسلامية وفي استرداد قوة المسلمين ومكانتهم في العالم، وكان فتحهم للقسطنطينية التي استعصت على المسلمين ثمانية قرون (193) دليلاً على كفاءتهم وقوتهم، وبلوغهم درجة الاجتهاد في صناعة الحرب، وحسن قيادتهم العسكرية وتفوقهم على الأمم المعاصرة في آلات الحرب واستخدامهم لمهمتهم قوة العلم والعمل, وكل ذلك ما لا غنى للأمة عنه.


تفوق محمد الفاتح في فن الحرب:

وقد كان محمد الفاتح -كما يقول درابر- يعرف العلوم الرياضية ويحسن تطبيقها على الفن الحربي، وكان قد أعد لهذا الفتح عدته، واستفاد كل ما في عصره من معدات حربية.


قال البارون " كارادفور " (Barron Carra de vaux) في كتابه " مفكرو الإسلام " في الجزء الأول منه عند ترجمة محمد الفاتح:

(( إن هذا الفتح لم يُقيَّض لمحمد الفاتح اتفاقاً، ولا تيسير لمجرد ضعف دولة بيزنطية، بل كان هذا السلطان يدبر التدابير اللازمة له من قبل، ويستخدم له كل ما كان في عصره من قوة العلم، فقد كانت المدافع حينئذ حديثة العهد بالإيجاد، فأعمل في تركيب أضخم المدافع التي يمكن تركيبها يومئذ وانتدب مهندساً مجرياً ركب مدفعاً كان وزن الكرة التي يرمي بها 300 كيلو جرام، وكان مدى مرماه أكثر من ميل، وقيل: إنه كان يلزم لهذا المدفع 700 رجل ليتمكنوا من سحبه، وكان يلزم له نحو ساعتين من الزمن لحشوه، ولما زحف محمد الفاتح لفتح القسطنطينية كان تحت قيادته ثلاثمائة ألف مقاتل، ومعه مدفعية هائلة، وكان أسطوله المحاصر للبلدة من البحر (120) سفينة حربية، وهو الذي -من قريحته- تصور سحب جانب من الأسطول من البر إلى الخليج وأزلق على الأخشاب المطلية بالشحم (70) سفينة أنزلها في البحر من جهة قاسم باشا (194))).


مزايا الشعب التركي:

وقد تفرد الشعب التركي المسلم تحت قيادة آل عثمان بمزايا اختص بها من بين الشعوب الإسلامية يومئذ واستحق بها زعامة المسلمين:

أولاً- أنه كان شعباً ناهضاً متحمساً طموحاً فيه روح الجهاد، وكان سليماً -بحكم نشأته وقرب عهده بالفطرة والبساطة في الحياة- من الأدواء الخلقية والاجتماعية التي أصابت الأمم الإسلامية في الشرق في مقتلها.


ثانياً- أنه كان متوفراً لديه القوة الحربية التي يقدر بها على بسط سيطرة الإسلام المادية والروحية، ويرد بها غاشية الأمم المناوئة وعاديتها، ويتبوأ بها قيادة العالم ، فقد بادر العثمانيون في صدر دولتهم لاستعمال المعدات الحربية وخصوصاً النارية منها واهتموا بالمدافع وأخذوا بالحديث الأحدث من آلات الحرب، عُنوا بفن الحرب وتنظيم الجيوش وتعبئتها حتى صاروا في صناعة الحرب أئمة بغير نزاع، والمثل الكامل والقدوة لأوربا.


وكانوا يحكمون في ثلاث قارات: أوربا ، وآسيا، وإفريقية ، ملكوا الشرق الإسلامي من فارس حتى مراكش، ودوخوا آسيا الصغرى وتوغلوا في أوربا، حتى بلغوا أسوار "فيينا" وكانوا سادة البحر المتوسط من غير نزاع, قد جعلوه بحيرة عثمانية لا أثر للأجنبي حوله وقد كتب معتمد القيصر بطرس الأكبر لدى الباب العالي أن السلطان يعتبر البحر الأسود كداره الخاصة فلا يباح دخوله لأجنبي، وأنشأوا أسطولاً عظيماً لا قبل لأوربا به حتى اجتمعت لسحقه كل من عمارات البابا والبندقية وإسبانيا والبرتغال ومالطة عام 945هـ -1547م – ولكن لم تغن عنهم كثرتهم شيئاً.


وقد جمعت الإمبراطورية العثمانية في عهد سليمان القانوني الكبير بين السيادتين البرية والبحرية وبين السلطتين السياسية والروحية.


بلغت حدود الدولة العثمانية على ملك سليمان الطونة والصاوة (النهرية) في الشمال ونبع النيل والمحيط الهندي في الجنوب وسلسلة جبال القفقاس في الشرق وجبال أطلس في الغرب وهي مساحة تزيد على 400 ألف ميل مربع.


وكان الأسطول العثماني مؤلفاً مما يزيد على 2000 مركب حربي، وكان القسم الشرقي من بحر سفيد وبحر الأدرياتيك ومرمرة وأزاق والأسود والأحمر وفارس في حوزته وتحت سيطرته.


ودخل كل مدينة شهيرة في العالم القديم ما عدا رومة في ضمن حدود الدولة العثمانية (195)، وكانت أوربا كلها ترتعد منهم فرقاً، ويدخل ملوكها الكبار في ذمة ملوكهم، ويمسك أهل الديار عن قرع أجراس كنائسهم احتراماً للترك إذا نزلوا بها وأمر البابا أن يحتفل بعيد، وأن تقام صلوات الشكر مدة ثلاثة أيام لما أتاه نعي محمد الفاتح.


ثالثاً- كانوا في أحسن مركز للقيادة العالمية.

كانوا في شبه جزيرة البلقان بحيث يشرفون منها على آسيا وأوربا، وكانت عاصمتهم واقعة بين البحرين الأسود والأبيض ، وواصلة بين البرين آسيا وأوربا، فكانت خير عاصمة لأكبر دولة تحكم على آسيا وأوربا وأفريقية ، حتى قال نابليون: (( لو كانت هناك دولة واحدة لكانت القسطنطينية أصلح المدن لتكون عاصمة لها )).


وكانت أوربا لها الخطر الكبير والشأن العظيم في المستقبل القريب ، تزخر فيها القوى الحيوية وتجيش فيها صدورها عوامل الر قي ، فكان في استطاعة الترك- لو وفق الله- أن يتقدموا في ميدان العلم والعقل ويسبقوا أمم أوربا النصرانية ويصبحوا أئمة العالم يقودونه إلى الحق والهدى قبل أن تملك أوربا زمام العالم وتقوده إلى النار والدمار.


انحطاط الأتراك في الأخلاق وجمودهم في العلم وصناعة الحرب:

ولكن من سوء حظ المسلمين- فضلاً عن سوء حظ الأتراك- أخذ الترك في الانحطاط والتدلي ودب إليهم داء الأمم من قبلهم: الحسد والبغضاء واستبداد الملوك وجورهم وسوء تربيتهم وفساد أخلاقهم وخيانة الأمراء وغشهم للأمة وإخلاد الشعب إلى الدعة والراحة، إلى غير ذلك من أخلاق الأمم المنحطة مما هو مبين في كتب التاريخ التركي، وليس هذا موضع تفصيله، وكان شر ما أصيبوا به الجمود في العلم والجمود في صناعة الحرب وتنظيم الجيوش، وقد نسوا قول الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ} الخ.


وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها))، وكان خليقاً بهم -لحرج مركزهم السياسي والجغرافي، وقد أحاطت بهم الدول الأوربية إحاطة السور بالمعصم- أن يجعلوا وصية القائد الإسلامي الكبير عمرو بن العاص رضي الله عنه للمسلمين في مصر نصب أعينهم: ((واعلموا أنكم في رباط إلى يوم القيامة لكثرة الأعداء حولكم وتشوف قلوبهم إليكم وإلى داركم )) ولكن الترك وقفوا وتقدم الزمان ، وتخلفوا وسبقت الأمم الأوربية.


الجمود العلمي في تركيا:

وقد وصفت الكاتبة خالدة أديب هانم هذا الجمود العلمي في تركيا وصفاً يحسن بنا أن ننقله هنا قالت:

(( ما دامت فلسفة المتكلمين تهيمن على الدنيا ظل علماء الإسلام في تركيا يقومون بواجبهم ويحسنون القيام به ، وكانت المدرسة السليمانية ومدرسة الفاتح مركزين للعلوم والفنون السائدة في ذلك الزمان ، لكن لما نشط الغرب من عقال الفلسفة الإلهية والمباحث الدينية الكلامية ووضع أساس العلم الحديث والحكمة الجديدة فأحدث انقلاباً في العالم لم تعد جماعة العلماء تقدر على الاضطلاع بأعباء التعليم والقيام بواجبات المعلمين . كان يعتقد هؤلاء أن العلم لا يزال حيث كان في القرن الثالث عشر المسيحي لم يتجاوز ذلك المقام ولم يتقدم ، ولم تزل هذه الفكرة الخاطئة سائدة على نظامهم التعليمي إلى القرن التاسع عشر المسيحي )).


(( إن فكرة علماء تركيا والبلاد الإسلامية الأخرى هذه ليست من الدين في شيء ، إن الفلسفة الإلهية أو علم الكلام الذي كان عند المسلمين أو النصارى ، إنما كان مبنياً على فلسفة الإغريق ، وكان الغلبة فيه لأفكار أرسطاطاليس الذي كان فيلسوفاً وثنياً ، ويجدر بي في هذا المقام أن أقارن بإجمال بين عقلية العلماء المسيحيين والمسلمين )).


((لم يتعرض القرآن الكريم بالتفصيل لمسألة خلق العالم الطبيعي ، والقسط الأوفى في تعليمه والأهمية الكبرى للحياة الخلقية والاجتماعية ، ومقصوده الأكبر فصل ما بين الحسن والقبيح والخير والشر ، إنه جاء بشريعة للعالم ، وكلما ذكر مسألة من مسائل ما بعد الطبيعة أو المعارف الروحية قلما نرى فيها تعقداً أو إشكالاً ، إن أساس تعليمه التوحيد ، فكان الإسلام ديناً سمحاً بسيطاً ، وهو أفسح صدراً للنظريات الجديدة عن العالم الطبعي من الأديان الأخرى بكثير ، ولكن هذا التسامح وهذه البساطة التي كانت تساعد في التحقيق العلمي الجديد لم تطل مدتها في حياة المسلمين .


قيد العلماء والمتكلمون في القرن التاسع الهجري الإلهيات- فضلاً عن الفقه- بسلاسل وقيود ، وأوصدوا باب التحقيق والاجتهاد ، في ذلك الوقت تغلغلت أفكار أرسطاطاليس في الفلسفة الإسلامية )).


(( بالعكس من ذلك الدين المسيحي- الذي هو أولى بأن يسمى دين الراهب بولس- فإن (سفر بدء التكوين) يحتوي على تفصيل للعالم الطبيعي ، وإذ آمن النصارى بأنه كلام الله كان الواجب عليهم أن يقرروا صدقه ، ولما كانت المشاهدة لا تؤيدهم في هذا التأويل لجأوا إلى الاستدلال وتمسكوا بأهداب أرسطاطاليس ، لأن منطقه يعمل عمل السحر )).


(( ولما بدأ الغرب في دراسة الطبيعة بواسطة المشاهدة والاختبار والتحليل والتجزئة سقط في أيدي رجال الكنيسة ، ولما وصل العلماء بطرق عملية إلى اكتشافات مهمة خاف علماء النصرانية على سيادة الكنيسة أن تنقرض ، فحدث صراع عنيف بين الدين والعلم ، وذهب كبار علماء الطبيعة الذين كانوا عاكفين على دراستهم وتحقيقهم ضحية علمهم )).


(( واضطرت الكنيسة النصرانية بعد المعارك الدموية بين الدين والعلم أن تواجه الواقع، فأدخلت علوم الطبيعة في برنامج مدارسها وكلياتها، وأصبحت جامعاتها التي لم تكن تختلف بالأمس عن مدارس المسلمين, مركزاً للعلوم الطبيعية والعلوم لحديثة، ولم تهجر مع هذا فلسفتها، وكان نتيجة ذلك أن ظل للكنيسة سلطان على فريق من الطبقة المثقفة، وكان للقسس الكاثوليك والبروتستانت مشاركة في العلوم الحديثة، وكانوا يقدرون على أن يباحثوا الناشئة في كل موضوع )).


(( وكان العلماء في تركيا العثمانية على الضد من ذلك ، فلم يعنوا باكتساب العلوم الحديثة ، بل منعوا الأفكار الجديدة أن تدخل في منطقتهم ، وإذ كانوا متصرفين بزمام تعليم الأمة الإسلامية ولم يسمحوا لشيء طريف بأن يقرب منهم ، فإن الجمود قد تغلب على نظامهم التعليمي ، وكانت مشاغلهم السياسية قد طغت في دور الانحطاط ، وكانت  تسمح لهم بأن يتحملوا متاعب المشاهدة والاختبار ، فلم يكن لهم إلا أن يلحوا على فلسفة أرسطاطاليس، ويبنوا علمهم على لاستدلال، فلم تزل المدارس الإسلامية في القرن التاسع عشر المسيحي، كما كانت في القرن الثالث عشر المسيحي (196) )).


الانحطاط الفكري والعلمي العام:       
ولم يكن الجمود العلمي والكلال الفكري مقتصرين على تركيا وأوساطها العلمية والدينية فحسب ، بل كان العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه مصاباً بالجدب العلمي ، وشبه شلل فكري ، قد أخذه الإعياء والفتور ، واستولى عليه النعاس.


ولعل القرن التاسع- إذا لم نقل القرن الثامن- آخر قرون النشاط والتوليد والابتكار في الدين والعلم ، والأدب والشعر والحكمة ، والقرن العاشر أول قرون الخمود والتقليد والمحاكاة، وترى هذا الخمود عاماً شاملاً للعلوم الدينية والفنون الأدبية والمعاني الشعرية والإنشاء والتاريخ ومناهج التعليم، فلا تجد في كتب التراجم التي ألفت للعصور الأخيرة من تطلق عليه لقب العبقري، أو النابغة أو المحقق على الأقل، أو من جاء في فن من الفنون بشيء طريف مبتكر، أو زاد في العلم زيادة حسنة إذا استثنينا بعض الأفراد في أطراف العالم الإسلامي ، كالشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي (م1024هـ) صاحب الرسالة الخالدة في الشريعة والمعارف الإلهية ، والشيخ ولي الله بن عبدالرحيم الدهلوي (م1176هـ) صاحب حجة الله البالغة وإزالة الخفاء والفوز الكبير ورسالة الإنصاف ، وابنه الشيخ رفيع الدين (م1233هـ) صاحب تكميل الأذهان وأسرار المحبة ، والشيخ إسماعيل بن عبدالغني بن ولي الله الدهلوي (م1246هـ) صاحب منصب الإمامة والعبقات والصراط المستقيم (197).


ولا نقرأ في شعر هذه العصور الأخيرة على كثرة ما نظم وقيل فيها شعراً مطبوعاً يعلق بالذهن أو إنشاء مترسلاً ينشرح له الصدر، ترى أدباً فاتراً بارداً قد أفسده التأنق في الحلية اللفظية والمبالغة والتهويل في الألفاظ والمعاني وكثرة التملق في المدح والغزل بالمذكر في الشعر، والتكلف حتى في الرسائل الإخوانية والأغراض الطبيعية والسجع البارد حتى في كتب التاريخ والتراجم.


كذلك حلقات التعليم قد رحلت عنها كتب المتقدمين وحلت محلها كتب المتأخرين المتكلفين وغصت بالحواشي والتقريرات والتلخيصات والمتون التي ضن فيها مؤلفوها على القرطاس ، وتعمدوا التعقيد والغموض ، وكأنهم ألفوها في صناعة الاختزال ، وكل ذلك ينبئ عن الانحطاط الفكري والعلمي الذي حل بالعالم الإسلامي وتغلغل في أحشائه.


معاصرو العثمانيين في الشرق: 

وعاصرت الدولة العثمانية دولتان قويتان في الشرق ، إحداهما الدولة المغولية التي أسسها بابر التيموري (سنة 933هـ 1546م) وكان معاصراً للسلطان سليم الأول وتوالى على عرشها ملوك من أعظم المسلمين شوكة وأبهة وقوة حربية واتساع مملكة ، وكان أعظمهم أورنك زيب ، وكان آخر الملوك التيموريين الأقوياء وأوسعهم مملكة وأعظمهم فتوحاً وأمتنهم ديانة وأعرفهم بالكتاب والسنة، وقد عاش أكثر من تسعين سنة وحكم خمسين وتوفي (سنة 1118هـ) أي في فجر القرن الثامن عشر المسيحي، وهو عصر مهم جداً في تاريخ أوربا ولكنه لم يكن هو ولا سلفه على شيء من الاتصال بما كان يجري في أوربا وما تتمخض به من حودث جسام، وما يفور في صدره من عوامل الرقي والنهضة ، وكانوا ينظرون إلى من يغشاهم من تجار أوربا وأطبائها أو سفراء دولها- على قلة ورودهم من هذه البلاد النائية- نظر الاستخفاف والاحتقار.


وكانت تصاقب دولتهم في أفغانستان الدولة الصفوية، وكانت راقية متحضرة ولكنها شغلت بنزعتها الشيعية وبالهجوم على الدولة العثمانية مرة والدفاع عن نفسها مرة أخرى.


وانحصر هاتان الدولتان في قطرهما وكانت بمعزل عما يقع في الشرق الأدنى فضلاً عن الغرب، وفي البلاد الإسلامية فضلاً عن البلاد الأجنبية، أما التحالف والتكتل فلم يكن يخطر من أحد منهم على بال، وذلك مما طبعت عليه الدول الشرقية والحكومات الشخصية ووصى بها الآباء والأبناء ، وكذلك دراسة أحوال أوربا العلمية والحربية واقتباس العلوم والصنائع من الخارج فلم يكن يدور بخلد إنسان في ذلك العصر.


نهضة أوربا الجاهلية وسيرها الحثيث في علوم الطبيعة والصناعات:

وكان القرن السادس عشر والسابع عشر المسيحي من أهم أدوار التاريخ الإنساني الذي له ما بعده، قد استيقظت فيه أوربا من هجعتها الطويلة، وهبت من مرقدها مجنونة تتدارك زمان الغفلة والجهل وتعدو إلى غايتها عدواً، بل تطير إليها بكل جناح, تسخر قوى الطبيعة وتفضح أسرار الكون، وتكشف عن بحار وقارات كانت مجهولة وتفتح فتوحاً جديدة في كل علم وفن وفي كل ناحية من نواحي الحياة ونبغ في هذه المدة القصيرة رجال ومبتكرون في كل علم وعبقرية أمثال كوبرنيكس (Copernicus) وبرونو (Brunoe) وغليليو (Galilio) وكبلر (kepler) ونيوتن (Newton)، وغيرهم الذين نسخوا النظام القديم وأسسوا نظاماً حديثاً واكتشفواعوالم في العلم، ومن الرحالين المكتشفين أمثال كلمبس (Columbus) وفاسكودي غاما (Vasco Dagama) ومجلن (Maglin).


كان تاريخ الأمم في هذا الدور في صياغة وسبك ، وكانت نجوم الأمم والشعوب بعضها في أفول وبعضها في طلوع ، يصير الآفل منها طالعاً والطالع آفلاً ، وكانت ساعة في ذلك الزمان تساوي يوماً بل أياماً ، ويوم يساوي عاماً بل أعواماً ، فمن ضيع ساعة فقد ضيع زمناً.


تخلف المسلمين في مرافق الحياة:

ولكن المسلمين لم يضيعوا ساعات وأياماً بل ضيعوا أحقاباً وأجيالاً انتهزت فيها الشعوب الأوربية كل دقيقة وثانية، وسارت سيراً حثيثاً في كل ميدان من مادين الحياة وقطعت في أعوام مسافة قرون.


ومما ينبئ عن مقدار خمول تركيا في ميدان العلوم والصناعات أن صناعة السفن لم تدخل في تركيا إلا في القرن السادس عشر المسيحي، ولم تدخل المطابع في العاصمة والمحاجر الصحية في هذه الدولة إلا في القرن الثامن عشر، وكذلك مدارس الفنون الحربية على النسق الأوربي.


وفي آخر هذا القرن كانت تركيا بمعزل عن الصناعات والاكتشافات، حتى لما شاهدوا بالوناً يحلق فوق العاصمة ظنوه من أعمال السحر والكيمياء.


قد سبقتها دول أوربا الصغيرة في الأخذ بأسباب المدنية والرفاه العام، وحتى سبقتها مصر في اتخاذ السكك الحديدية واستعمال القطارات بأربعة أعوام وفي استعمال طوابع البريد ببضعة أشهر.


تخلفهم في صناعة الحرب:

ولم يكن انحطاط المسلمين في العلوم النظرية والحكمية والمدنية فحسب ، بل كان هذا الانحطاط عاماً شاملاً ، حتى تخلفوا عن أوربا في صناعة الحرب التي كان التركي في الزمن الأخير ابن بجدتها وأبا عذرتها ، قد أقرّ بفضلهم وتبريزهم فيها العالم ، ولكن سبقتهم أوربا باختراعها وقوة إبداعها وحسن تنظيمها حتى هزمت جيوشها الجيوش العثمانية هزيمة منكرة (سنة 1774م) وظهر سبقها في ميدان القتال أيضاً فانتبهت الدولة العثمانية بعض الانتباه، وانتدبت الماهرين الأوربيين لتنظيم الجيش وتربية العساكر ، وعُني السلطان سليم الثالث في فجر القرن التاسع عشر بالإصلاح، وكان عصامياً قد نشأ وتعلم خارج البلاط- خلافاً لسابقيه- وأنشأ مدارس جديدة وكان يُعلم بنفسه في مدرسة الهندسة، وألف جيشاً على الطراز الحديث، وأدخل تعديلات وتحسينات في النظام السياسي، وقد بلغ الشعب حداً كبيراً من الجمود والمحافظة على القديم في كل شيء حتى ثار عليه الجيش القديم واغتاله، وخلفه محمود الثاني الذي حكم من سنة 1807م إلى سنة 1839م، ومن بعده عبد المجيد الأول (1839م- 1851م) فخلفا سليماً الثالث في مهمته وتقدمت تركيا بعض التقدم.


قارن هذا الشوط الذي قطعته تركيا الإسلامية في ميدان الرقي والتقدم، بالأشواط التي قطعتها أوربا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر تجد الفرق هائلاً، فلم يكن جريمها في الميدان إلا مسابقة بين سلحفاة وأرنب، إلا أن الأرنب ساهر دائب في عمله، والسلحفاة قد يغلبها النوم وتغفي إغفاءه.



الفصل الثالث: دور القيادة العثمانية  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الثالث: دور القيادة العثمانية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفصل العاشر: التباين الفكري داخل مجلس القيادة والواقع الاجتماعي لضباط التنظيم
» الفصل الثالث
» الفصل الثالث
» الفصل الثالث
» الفصل الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: كتاب ماذا خســر العالم-
انتقل الى: