في ظلال رمضان..
(19) معاني ما نذكر الله به Ocia1627
(19) معاني ما نذكر الله به

التسبيح والتحميد والتهليل باللسان المواطئ للقلب هو نعيم روح المؤمن، وهو من العبوديات المستصحبة من الدنيا الى الجنة، وهي تدوم في الجنة لكنها تنقلب من تكليف فيه نعيم الروح الى نعيم خالص يجري بلا كلفة لأنه أعلى من التنعم بالمخلوق في الجنة من مأكل ومشرب ومسكن ومنكح وملبس وغيرها.
 
وفي الذكر باللسان من التسبيح والتحميد فهذا حال القلب مع ربه تعالى، ما بين النظر الى ما تقتضيه صفات الجمال والإكرام والعطاء مما يوجب ويقتضي الحمد واللهج به، فيقول: (الحمد لله).
 
وما بين النظر الى البهاء والعظمة والجلال مما يقتضي التنزيه عن كل سوء ينسبه كافر أو شيطان وما يراه العبد من صفات نقص نفسه وجهلها وظلمها، فيوجب الكمال لله وتنزيهه تعالى عن السوء، فيقول: (سبحان الله).
 
ويجمع بينهما بالاقتران بـ: (سبحان الله والحمد لله) أو: (سبحان الله وبحمده) أو: (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، مقصود من ذلك هذا الاقتران بين الحالين.
 
والعبد يذكر من تأليهه تعالى وإفراده بالألوهية ما ينفي كل حب في القلب الا له وكل خوف الا منه وكل رجاء الا فيه وكل تعظيم الا له وكل طاعة الا لأمره الشرعي، وينفي مفردات العبودية كلها عن غيره تعالى؛ فيسلم قلبه لربه خالياً من مزاحمة الهوى ومن طاعة الغير ومن التعلق بسواه أو الحب لغيره أو التعظيم لمن دونه، وعلى هذا يقول: (لا إله الا الله)..

والتكبير لله تعالى يصغر به ما سواه، وبهذا يقول العبد (الله أكبر)..

والحول والقوة لله يقتضي التبري من حول غيره وحول النفس وقوتها، وهذا معنى الافتقار وهو يوجب عبوديات عظيمة منها التوكل، والمتوكل محمول بقوة ربه تعالى، فيلهج (لا حول ولا قوة الا بالله)، وهي كنز من الجنة.
 
وهكذا أمر الله تعالى في الذكر
 
اقرأ: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وانظر الى صفات ربك وأفعاله وحكمته ورحمته وقدرته وامتلاكه أمر الدارين.. ستجد الكثير فيطمئن قلبك.. فذِكره تعالى في كل حال هو بحسب ذلك الحال.

فاللهم اجعلنا ذاكرين لك ومذكورين عندك، واجعنا اللهم لك ذاكرين لك شاكرين.