(8) آخر العهد بالرشوة
(8) آخر العهد بالرشوة Aia15
لتكن البداية شهر رمضان.. عسى أن نُولَد من جديد.. ويوم العتق يوم عيد.

يقع الكثير من أصحاب الوظائف في حب المال والذُّل للدرهم..

فمع دناءة النفس وذُلِّها للدرهم ترضى أن تمتد لما في أيدي الناس وتتلوث بعطاياهم الخبيثة.

هي جمرة من نارٍ يضعها الرجل في فِيِهِ وفَمِ أسرته.

قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 188].

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ الرَّاشِي والمُرْتَشِي" (رواه الترمذي، وقال: حسنٌ صحيح)، وفي رواية: "والرَّائِشِ" وهو السَّاعِي بينهما.

قال قتادة: "قال كعب: الرشوة تُسَفِّهِ الحليم وتُعْمِي عَيْنَ الحَكِيمِ".

أخي: قِفْ مع نفسك وسَلْهَا:
كيف أُفْطِرُ ويَفْطُرُ أولادي على سُحْتٍ مُحَرَّمٍ وقد تكبَّدت مشقَّة الصيام؟!

وكيف أرتضيه في سائر أيام العام؟!

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172].

وأخيرًا.. تأمَّل هذا الحديث:
عن أبي حميد عبد الرحمن بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من الأزد يُقَالُ له: ابن اللتبيّة - على الصدقة، فلمَّا قَدِم قال: هذا لكم وهذا أُهدِيَ إليَّ، فقام رسول الله على المنبر فحمد الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ، فَيَأْتِي، فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ»، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ»" (متفقٌ عليه).