الفرح Ocia1188
الفرح Aay11
الفرح
الأدلة:
ثبتت صفة الفرح بالسُّنَّة النبوية كما جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود: «لله أشد فرحاً بتوبةِ عبدِهِ حينَ يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاةٍ فانفلتَتْ منه وعليها طعامه وشرابه فَأَيِسَ منها، فَأَتَى شجرة فاضطجع في ظلِّها وقد أَيسَ من راحلته، فبينما هو كذلك إِذْ هو بها قائِمةٌ عنده فأخذ بِخِطامِها فقال من شدِّةِ الفرح: اللَّهم أَنت عبدي وأَنا ربّكَ، أَخطأَ من شاة الفرح» أخرجه البخاري برقم (6308) ومسلم برقم (4927).


أقوال العُلماء في الثبوت:
يعتقد أهل السُّنَّة والجماعة أن صفة الفرح من الصفات الفعلية الخبرية الثابتة لله تعالى على ما يليق به، وقد دلت عليها السُّنَّة الصحيحة التي تلقوها بالقبول، وعقد إجماعهم استنادا إليها على إثباتها.


أقوال العُلماء في المعنى:
قال ابن تيمية: (وقد جاء أيضا وصفه تعالى بأنه (يُسَرّ) -في الأثر والكتب المتقدمة- وهو مثل لفظ الفرح).وقال ابن القيم: (وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم"... فهذا الكشف والبيان والإيضاح لا مزيد عليه لتقرير ثبوت هذه الصفة، ونفي الإجمال والاحتمال عنها).
وقال الشيخ السعدي: (وهذا الفرح تبع لغيره من الصفات، كما تقدم أن الكلام على الصفات يتبع الكلام على الذات، فهذا فرح لا يشبه فرح أحد من خلقه لا في ذاته ولا في أسبابه ولا في غاياته، فسببه الرحمة والإحسان، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين).


المعنى المُختصر:
الفرح: صفة فعلية خبرية ثابتة لله عز وجل بالأحاديث الصحيحة، وهو على حقيقته اللائقة بالله تعالى وليس كفرح المخلوقين.


الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الصفات: الرضا- البشاشة - الضحك - المحبة - الرحمة.
الأفعال: يفرح - يرضى - يضحك - يحب- يرحم.


قواعد:
- صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.
- صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- الكلام في الصفات كالكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
- صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.
- الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية.
وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
- يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.


تنبيهات:
توهم بعض المعطلة أن معاني بعض الصفات تكون في الخالق كما هي في المخلوق، ولذلك فسروا صفة الفرح بلازمها فقط دون إثبات حقيقة الصفة القائمة بالله، فقالوا حقيقة الفرح مستحيلة على الله؛ لأنها خفة وانفعال وتغير من حال إلى حال وكل ذلك لا يليق بالله تعالى، وهذا التقرير باطل، لأنه نفي للصفة وتعطيل لها، وهو تفسير لصفات الله بماهو عند المخلوقين، فهو تمثيل محرم والله تعالى يقول (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).


المصادر والمراجع:
- شرح العقيدة الواسطية للعثيمين، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع.
- مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن قيم الجوزية، دار الحديث.
- الصفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي، طبعة الجامعة الإسلامية.
- جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد العلي، المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسُّنَّة.
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي مؤسسة الرسالة.
- التدمرية لابن تيمية، طبعة مكتبة العبيكان.
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحُسْنَى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- النبوات لابن تيمية، طبعة أضواء السلف.
- التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة، للسعدي دار طيبة.
الرقم الموحد: (181125).