التَّجَلِّي Ocia1176
التَّجَلِّي Aoyao10
التَّجَلِّي
الأدلة:
دل على صفة (التجلي) أدلة من الكتاب والسُّنَّة منها: قوله تعالى: ﴿قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخرّ موسى صعقا﴾ [الأعراف: 143].

وأمَّا من السُّنَّة:
- مارواه أحمد في ((المسند)) (3/125) والترمذي (3074) وقال حسن غريب صحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى: ﴿فلما تجلى ربه للجبل﴾ قال: قال هكذا يعني أنه أخرج طرف الخنصر، قال أحمد أرانا معاذ قال: فقال له حميد الطويل: ما تريد إلى هذا يا أبا محمد، قال فضرب صدره ضربة شديدة وقال: من أنت يا حميد، وما أنت يا حميد، يحدثني به أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فتقول أنت ما تريد إليه)) وصححه الألباني كما في ظلال الجنة (480).
- وكذلك حديث تجلي الله عز وجل لعباده يوم القيامة المشهور والذي فيه (فيتجلى لهم يضحك)، رواه مسلم برقم (191).

أقوال العُلماء في الثبوت:
يعتقد أهل السُّنَّة والجماعة أن صفة التجلي من الصفات الفعلية الثابتة لله تعالى، ويقولون إن الله يُرى يوم القيامة وفي الجنة رؤية العيان كما دلت بذلك الأدلة الكثيرة من الكتاب والسُّنَّة وإجماع السلف.

أقوال العُلماء في المعنى:
قال ابن تيمية: (ثبت في الأحاديث الصحيحة: أنه إذا تجلى لهم يوم القيامة سجد له المؤمنون، ومن كان يسجد في الدنيا رياء يصير ظهره مثل الطبق).
وقال ابن القيم: (قوله سبحانه وتعالى ﴿فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا﴾ وهذا من أبين الأدلة على جواز رؤيته تبارك وتعالى، فإنه إذا جاز أن يتجلى للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب عليه، فكيف يمتنع أن يتجلى لأنبيائه ورسله وأوليائه في دار كرامتهم ويريهم نفسه).
وقال حافظ حكمي (وقوله: (فتنظرون إليه وينظر إليكم) فيه إثبات صفة التجلي لله عز وجل وإثبات النظر له، واثبات رؤيته في الآخرة ونظر المؤمنين إليه).

المعنى المُختصر:
صفة فعلية خبرية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسُّنَّة ومعناه الظهور للعيان.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: الظاهر الباطن.
الصفات: - الرؤية - المجيء - الإتيان - النزول.
الأفعال: يتجلى.

قواعد:
- صفات الله تعالى كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه.
- صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- الكلام في الصفات كالكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر.
- صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية وسلبية، فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه، والصفات السلبية: ما نفاها الله عن نفسه.
- الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية.
وفعلية، فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته.
- باب الصفات أوسع من باب الأسماء.
- يلزم في باب الصفات التخلي عن أربعة محاذير: أحدها: التمثيل والثاني: التكييف، والثالث: التعطيل، والرابع: التحريف.

تنبيهات:

أنكر المعطلة تجلي الله يوم القيامة وكونه يرى في الآخرة بزعم أن العقل يحيلها ولذلك اضطروا إلى تأويلها، وقولهم باطل مردود بالأدلة من الكتاب والسُّنَّة المثبتة لهذه الصفة، ومما يدل على فساد قولهم:
- أنه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل، بل منهم من يزعم أن العقل جوز وأوجب ما يدّعي الآخر أن العقل أحاله، فأي عقل يوزن الكتاب والسُّنَّة.
- أن النصوص الواردة في إثبات هذه الصفة لا تحتمل التأويل.

المصادر والمراجع:
- الصفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه لمحمد أمان بن علي جامي، طبعة الجامعة الإسلامية.
- جهود الإمام ابن قيم الجوزية في تقرير توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد العلي، المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسُّنَّة.
- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي مؤسسة الرسالة.
- التدمرية لابن تيمية، طبعة مكتبة العبيكان.
- القواعد المثلى في صفات الله الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن للنشر.
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسُّنَّة، لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف، دار الهجرة.
- مجموع الفتاوى لابن تيمية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة، للسعدي دار طيبة.
الرقم الموحد: (181089).